
"الحطام الفضائي".. خطر داهم يهدد مستقبل الاستكشاف الفضائي!
أخبارنا :
تتفاقم مشكلة الحطام الفضائي في مدار الأرض، حيث أظهر "التقرير السنوي لحالة البيئة الفضائية" الصادر عن وكالة الفضاء الأوروبية أن كميات الحطام الفضائي تتزايد بمعدل سريع.
وذلك بسبب الإطلاق المُتسارع للأقمار الصناعية الذي يفوق القدرة على إخراجها من الخدمة بعد انتهاء عمرها التشغيلي.
وكشف التقرير عن أن الجانب الأكثر إثارة للقلق يتمثل في أن عدد الأقمار غير العاملة وشظايا المركبات الفضائية يتجاوز بكثير عدد الأقمار الصناعية العاملة. مما يُنشئ بيئةً مواتيةً لتحقق "ظاهرة كيسلر"، حيث تؤدي التصادمات المدارية إلى توليد المزيد من الحطام، ما يزيد بدوره من احتمالية وقوع تصادمات جديدة بشكل متسلسل.
أكدت وكالة الفضاء الأوروبية في تقريرها أن "الامتناع عن إضافة حطام جديد لم يعد كافيا، بل أصبح من الضروري العمل بنشاط على تنظيف البيئة المدارية". ورغم أن المشكلة تُعالج جزئيا من خلال حرق الأقمار الصناعية والصواريخ المستهلكة في الغلاف الجوي بشكل مبرمج، إلا أن هذه العملية تستغرق وقتا طويلا.
وتشير بيانات الوكالة إلى وجود نحو 40 ألف جسم مُراقب في مدار الأرض، بينها 11 ألف قمر صناعي نشط فقط. بينما يتجاوز عدد النفايات الفضائية هذا الرقم بكثير، حيث يقدر بـ:
54 ألف جسم يتجاوز حجمه 10 سم
1.2 مليون شظية بحجم 1-10 سم
130 مليون قطعة متناهية الصغر (1 ملم إلى 1 سم)
وحذرت الوكالة من أن حتى أصغر هذه الشظايا قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بالأقمار العاملة والمركبات الفضائية، بما فيها محطة الفضاء الدولية وتلسكوب هابل الفضائي. وأوضحت أن مصادر تشظي النفايات لا تقتصر على التصادمات فحسب، بل تشمل أيضا الانفجارات والتآكل الطبيعي.
وفي عام 2024، أصبحت حالات التشظي غير الناتجة عن التصادمات مصدرا رئيسيا للحطام الفضائي، حيث أسفرت عن توليد 2633 شظية جديدة على الأقل. وتتميز هذه الحوادث بعدم إمكانية التنبؤ بها، مما يعيق السيطرة على عمليات التشظي وإدارة توزع الحطام.
من الجانب الإيجابي، سجل عام 2024 زيادة في عمليات العودة المُتحكَّم بها للصواريخ والأقمار الصناعية، مما يؤكد فعالية استراتيجيات التخلص من النفايات. وأصبحت هذه العمليات تمثل أكثر من 50% من إجمالي حالات العودة إلى الأرض.
وبحسب معايير 2023، يتم الآن إزالة 90% من مراحل الصواريخ من المدارات المنخفضة، مع التزام أكثر من 80% منها بالمتطلبات الجديدة الأكثر صرامة التي تفرض إزالتها من المدار خلال خمس سنوات.
وشددت الوكالة على أن الحفاظ على هذه التحسينات لا يمثل سوى جزء من الحل، حيث تُعد مبادرات التنظيف النشط للفضاء القريب من الأرض عنصرا حاسما، لكنها تتطلب تعاونا دوليا مكثفا.
وعلّق متحدث باسم الوكالة قائلا: "نعوّل على توحيد الجهود البشرية للحفاظ على صلاحية الفضاء للاستخدام".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
١٧-٠٥-٢٠٢٥
- سواليف احمد الزعبي
كيف تحمي الطباعة ثلاثية الأبعاد رواد الفضاء من الحطام والرصاص في المدار؟
#سواليف يرى العديد من #الخبراء أن #الطباعة_ثلاثية_الأبعاد ستكون من أعظم القفزات التقنية المقبلة في قدرتنا على البناء والعمل في الفضاء. لكن التحدي الأكبر يكمن في ضمان صمود هذه الهياكل أمام الظروف القاسية خارج #كوكب_الأرض، وهنا يأتي دور منشأة NextSpace Testrig الجديدة، التي تم افتتاحها مؤخراً في غلاسكو، اسكتلندا. المنشأة، التي طورتها كلية 'جيمس وات للهندسة' بجامعة غلاسكو، تُعد الأولى من نوعها عالمياً، وتُخصص لاختبار المواد المطبوعة ثلاثيّاً، للتحقق من متانتها وكفاءتها في بيئات الفضاء الشديدة، سواء كانت تلك المواد ستُنقل إلى الفضاء أو تُصنّع فيه مباشرة، بحسب تقرير لموقع 'إنتريستينغ إنجينيرينغ'. منصة فريدة لاختبار الجاهزية الفضائية الدكتور جيل بيليه، أحد المطورين الرئيسيين للمنشأة، أوضح أن المنصة متاحة للباحثين والأكاديميين والجهات الصناعية حول العالم، لمساعدتهم في التأكد من أن المواد التي يخططون لطبعها ثلاثيّاً في الفضاء ستعمل بكفاءة وأمان. وأشار إلى أن هذه المبادرة تسد فجوة مهمة في البحوث الفضائية، إذ لم تكن هناك من قبل منشأة تركز بشكل خاص على اختبار مدى صلابة البوليمرات والمعادن والسيراميك المطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد في ظروف الفضاء الشاقة. خطر الحطام الفضائي وسرعة 'الرصاصة' وأوضح بيليه أن الفضاء ليس بيئة متسامحة. فالعيوب البسيطة في المواد قد تؤدي إلى تحطم هياكل فضائية، ما يُنتج عنها شظايا تتحرك بسرعات تعادل أو تفوق سرعة الرصاصة. وإذا اصطدمت هذه الشظايا بأقمار صناعية أو مركبات فضائية أخرى، فقد تتسبب في أضرار كارثية وتخلق سلسلة من الحوادث المتتالية بفعل الحطام الفضائي. محاكاة الفضاء على الأرض المنشأة الجديدة مزوّدة بجهاز متطور قادر على محاكاة الظروف البيئية للفضاء الخارجي، إذ تحتوي على حجرة تفريغ تستطيع إعادة خلق درجات حرارة تتراوح من -150 إلى +250 درجة مئوية، بالإضافة إلى إمكانية تطبيق ضغط يصل إلى 20 كيلو نيوتن – أي ما يعادل وزن 2000 كيلوغرام – على الهياكل المطبوعة، لاختبار متانتها تحت أقصى الضغوط الممكنة. مستقبل الطباعة في الفضاء لطالما شكّلت الطباعة ثلاثية الأبعاد أداة واعدة في المهام الفضائية، حيث توفر على رواد الفضاء عناء انتظار الإمدادات من الأرض. فمن خلال استخدام موارد محلية مثل تراب القمر، يمكنهم تصنيع الأدوات أو قطع الغيار أو حتى الهياكل السكنية حسب الحاجة. وبدأت هذه التقنية تُطبّق فعلياً في الفضاء. فوفقاً لوكالة ناسا، تم تجهيز محطة الفضاء الدولية بأول طابعة ثلاثية الأبعاد منذ عام 2014، وفي عام 2024، شهدنا أول عملية ناجحة لطباعة معدن ثلاثي الأبعاد في المدار، نفذتها وكالة الفضاء الأوروبية بالتعاون مع شركة 'إيرباص'، لطباعة قطعة صغيرة على شكل منحنى حرف S من الفولاذ المقاوم للصدأ. خطوة نحو البناء بين الكواكب هذا الإنجاز يُمثل نقطة تحول مهمة تتجاوز الطباعة البلاستيكية السابقة، ويفتح الباب أمام مستقبل قد يشهد بناء محطات أو قواعد كاملة على القمر أو المريخ، باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في الموقع، بشرط ضمان جودة المواد وسلامتها عبر اختبارات دقيقة كتلك التي تجري في منشأة 'NextSpace Testrig'.

عمون
١١-٠٥-٢٠٢٥
- عمون
بعد 53 عاماً بالفضاء .. مركبة سوفيتية تسقط بالمحيط الهندي
عمون - دخل مسبار فضائي يعود للحقبة السوفيتية الغلاف الجوي للأرض مجدداً، بعد إطلاقه في 1972، وسقط في المحيط الهندي، حسبما أفادت السلطات الروسية أمس السبت. وقالت وكالة روسكوزموس الفضائية إن مركبة الفضاء المعروفة باسم "كوزموس 482" دخلت الغلاف الجوي في الساعة 06:24 بتوقيت غرينتش قبل أن تصطدم بالمياه غرب جاكرتا في إندونيسيا. ولم تتوافر معلومات عن ضرر محتمل أو حطام المركبة. وخلصت وكالة الفضاء الأوروبية إلى أن المركبة دخلت الغلاف الجوي فقط. يذكر أن الاتحاد السوفيتي أرسل، بين عامي 1961 و1983، عدة مركبات فضائية إلى كوكب الزهرة في إطار برنامج "فيرينا" لاستكشاف الكوكب. وتم إطلاق "كوزموس 482" في 31 مارس (آذار) 1972 وكان من المقرر أن يهبط على كوكب الزهرة. ورغم ذلك فشلت الكبسولة الفضائية في الخروج من مجال الجاذبية الأرضية وظلت تدور حول الأرض لمدة 53 عاماً، بسبب عطل في مركبة الإطلاق.

عمون
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- عمون
مسبار اطلق قبل نصف قرن يسقط على الارض .. هل مر بدول عربية؟
عمون - كشف مدير مركز الفلك الدولي، عضو الاتحاد الفلكي الدولي (IAU)، محمد شوكت عودة، أن مسبار فضائي معطل قد يكون سقط على الأرض، قبل أن يمر فوق الدول العربية. وقال عودة في تغريدة عبر إكس، إنه من خلال قراءات الرادار الأوروبية، من شبه المؤكد أن المسبار قد سقط ما بين الساعة 06:04 والساعة 07:32 صباحا بتوقيت غرينتش. وخلال هذه الفترة لم يمر المسبار فوق الوطن العربي. وكان توقع عو دة سقوط المسبار الفضائي في الساعة 07:17 صباحا بتوقيت غرينتش، بهامش خطأ مقداره 2 ساعة. أي أن المسبار قد يسقط في أي وقت ما بين الساعة 05:17 والساعة 09:17 بتوقيت غرينتش. وأشار إلى أن السقوط قد يحدث فوق أي من الدول العربية التالية وفي الساعة المبينة بين قوسين: سوريا (07:42)، العراق (07:43)، الكويت (07:44)، الإمارات (07:46)، سلطنة عمان (07:47)، مصر (09:11)، السودان (09:14). وأوضح أن توقع موعد سقوط الأقمار الصناعية صعب جدا وفيه هامش خطأ كبير، مشيرا إلى ثلاثة توقعات لموعد سقوط المسبار الفضائي: وكالة الفضاء الأوروبية: الساعة 06:36 ± 3.3 ساعة وزارة الدفاع الأمريكية: الساعة 05:45 ± 2 ساعة برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية: الساعة 07:17 ± 2 ساعة وقال عودة، إن المسبار يسمى (Cosmos 482)، وهو عبارة عن مسبار أطلقه الاتحاد السوفيتي عام 1972 وكان مصمما للتوجه نحو كوكب الزهرة والهبوط عليه، إلا أن المهمة فشلت في بدايتها وانتهى بها المطاف إلى أربع قطع تدور حول الأرض لمدة تزيد عن النصف قرن، ويعتقد أن الجسم الذي سقط على الأرض هو كبسولة الهبوط، وحيث أنه جرم صناعي يدور حول الأرض، فهو يقع ضمن فئة الأقمار الصناعية، وتحديد قمر فعال معطل أو حطام فضائي. وتبلغ كتلة هذا القمر الصناعي حوالي 500 كيلوغرام، وهو جسم كروي يبلغ قطره حوالي المتر الواحد، وهو قطعة قاسية صممت خصيصا لتتحمل الضغط والحرارة الشديدين لدى دخوله غلاف كوكب الزهرة، ولذلك من المتوقع صموده وأن يصل جزء كبير منه إلى الأرض. وعلى الرغم من أنه مزود بنظام مظلات يعمل بشكل آلي للهبوط بهدوء، إلا أن الخبراء يستبعدون عمل هذا النظام بعد 50 سنة من بقائه في الفضاء. ومن الجدير بالذكر بأن القمر الصناعي لا يسقط كقطعة واحدة على الأرض، فعند دخوله للغلاف الجوي الأرضي فإن الحرارة الشديدة بسبب الاحتكاك تعمل على تفكيك القمر وحرق أجزاء منه، وفي العادة يصل إلى الأرض ما نسبته 20 إلى 40 % من الكتلة الأولية، وعادة تصمد بعض القطع وتتمكن من الوصول إلى الأرض، ويقول الخبراء أن نسبة أن يشكل هذا السقوط خطرا مباشرا على حياة الأشخاص أو المنشآت هو ضئيل، واحتمال أن تصطدم البقايا بشخص هو 1 إلى 100 مليار فقط! وهو يمثل 1.5 مليون مرة أقل من احتمالية مقتل شخص داخل منزله بسبب حادث، وبمقدار 65 ألف مرة أقل من احتمالية إصابة شخص بصاعقة برق، وثلاث مرات أقل من احتمالية سقوط نيزك على شخص! ولا يعتبر هذا السقوط نادرا بشكل كبير، فهناك سقوط لأقمار صناعية كبيرة نسبيا تحدث كل عدة أشهر، وكان هناك مؤخرا سقوط لأقمار صناعية هي بقايا صواريخ الإطلاق الصينية، والتي حدثت ثلاث مرات خلال السنوات الماضية، وذلك في إبريل 2021 ويوليو 2022 وأكتوبر 2022. وجميع الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض في مدارات منخفضة (أقل من 1000 كم) ينتهي بها المطاف بسقوطها نحو الأرض وذلك بسبب احتكاكها المستمر مع الغلاف الجوي. وحوالي 70% من سقوط الأقمار الصناعية الفعالة غير متحكم به، أي أنه يسقط في وقت ومكان غير محدد. في حين أن 30% فقط من سقوط الأقمار الصناعية يكون متحكم به، وهذا لا يكون إلا للأقمار الصناعية الكبيرة أو المحملة بمواد خطرة. وحيث إن نسبة المياه على الأرض هي حوالي 70%، فهذا يعني أن احتمال سقوط بقايا القمر الصناعي على الأرض هو قرابة 30% فقط.