
اخبار السعودية : أهالي الباحة يستعيدون ذكرياتهم مع "الشبرية" والعربات الخشبية في موسم الحج
يحمل عدد من أهالي منطقة الباحة أرشيفًا من الذكريات عن الحج، بقيت خالدة في أذهان كل من عاشها وتعايش معها، لتُروى للأجيال من بعدهم رسالة وصورة من الماضي، لأولئك الذين لم يعيشوا تلك الحقبة، بما تحمله من إرث وماضٍ جميل يعكس حياة الآباء والأجداد.
وكان أهالي المنطقة الجنوبية عمومًا، والباحة خصوصًا، ممن يجدون في مواسم الحج قديمًا فرصة للعمل في 'الشبرية' والعربات الخشبية داخل الحرم، التي كانت تحتاج إلى رجال أشداء، وتُعد من أبرز الخدمات المقدمة للحاج أو المعتمر آنذاك، وتوارثها الأبناء عن الآباء حتى اندثرت، لتبقى ذكريات عالقة في مخيلة كل من خاض التجربة على مر السنين.
التقت وكالة الأنباء السعودية (واس) عددًا من أهالي الباحة ممن عاشوا تلك التجربة، ورووا ذكرياتهم مع موسم الحج، حين كانت 'الشبرية' والعربات الخشبية وسيلتهم إلى خدمة ضيوف الرحمن.
يقول صالح الزهراني -في عقده السادس من العمر- :'لقد عملت في مرحلة الشباب في الشبرية مع والدي لعدة سنوات، وكنا نحمل عليها كبار السن لأداء الطواف والسعي، وما زلت أتذكر نداء (خشب خشب)، الجملة التي كان يرددها حاملوها من الرجال الأقوياء أو الشباب، وفوق رؤوسهم الطائفون؛ ليتمكنوا من المرور بين الحجاج في أثناء الطواف'.
وتُصنع 'الشبرية' من الخشب القوي الذي يتحمل الأوزان والأحجام المختلفة، وهي عبارة عن سرير خشبي مشدود بحبال القنّب يُحمل عليه شخص من كبار السن أو من الأشخاص ذوي الإعاقة، غير القادرين على أداء الطواف أو السعي، ليتمكنوا من إتمام نسكهم براحة وطمأنينة.
ووفق محمد علي الزهراني، فإن خدمات العربات في المسجد الحرام شهدت تطورًا كبيرًا على مرّ السنوات، إذ كانت في بداياتها عبارة عن كرسي خشبي يحمله عدد من الأشخاص للطواف والسعي بالحجاج والمعتمرين، ثم تطورت إلى عربات يدوية مصنوعة من الخشب والحديد، ومغطاة بالإسفنج الأخضر.
وتوارث كثير من أهالي الباحة تلك العربات التي كانت تحمل رخصة ولوحة رسمية من الجهات ذات العلاقة، وكان يُمكن بيعها ونقل ملكيتها، وتخضع للأنظمة والتعليمات داخل الحرم المكي، وكان الشباب يحرصون على العمل بها خلال شهر رمضان المبارك وموسم الحج، إذ كانت مصدر دخل سنوي لهم بعد الحصول على الرخصة.
ويستذكر سعد الغامدي -في عقده الثامن من العمر- رحلته الأولى للعمل في الحج قبل أكثر من 60 عامًا، قائلًا: 'كانت رحلة صعبة وشاقة، بدءًا من البحث عن وسيلة نقل تقلنا إلى مكة المكرمة، ثم الحصول على فرصة عمل في الشباري أو العربات، التي كان العمل فيها مستمرًا على مدار الساعة'.
وتُعد 'الشبرية' وفق ما يذكره محمد ربيع الغامدي من أشكال المحفّات التي عرفها الإنسان منذ أقدم العصور، إذ حصر الباحثون نحو عشرين شكلًا منها، وتختلف المحفات باختلاف من يحملها أو ما تحمله، فهناك محفّات تحملها الحيوانات كالأفيال أو الجمال، وأخرى يحملها الإنسان.
وعرف أهل الجزيرة العربية أنواعًا متعددة من المحفّات، اختلفت أسماؤها بحسب المحمول عليها، منها 'الهودج' المخصص لربّات الخدور، وتحمله الجمال في الأسفار العامة وأسفار الحج، و'المحمل' المنقول على ظهور الجمال لنقل الصرّة الموجهة للحرمين الشريفين وكسوة الكعبة، قبل إنشاء مصنع حديث لها في مكة المكرمة، ومن بين المحفّات أيضًا 'الشقدف'، وهو وسيلة تحمل أعدادًا من الحجاج على ظهر الجمل الواحد بتوزيع متساوٍ على جانبيه.
وبفضل من الله ومنذ بدء العهد السعودي، شهد موسم الحج والعمرة تطورًا كبيرًا في مختلف الخدمات؛ حرصًا على راحة ضيوف الرحمن وتمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، وذلك بفضل منظومة الخدمات المتكاملة التي تقدمها مختلف الجهات الحكومية، بتوجيه ودعم مباشر من القيادة الرشيدة -أيدّها الله-.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدينة
منذ 2 ساعات
- المدينة
إعجاز سعودي يتكرر.. في خدمة ضيوف الرحمن
بوتيرة متسارعة؛ تواصل السلطات السعودية المختصة استعداداتها لموسم الحج الذي سيكتمل خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد أن اكتمل وصول أفواج الحجاج من داخل وخارج المملكة. ووضعت السعودية كافة مقدراتها الهائلة وإمكاناتها الكبيرة لخدمة ضيوف الرحمن، الذين وصلوا إلى مكة المكرمة، تعلوهم السكينة وتحيط بهم العناية من كل حدب وصوب.بداية، فقد تم استقبال الحجاج القادمين من الخارج في كافة المنافذ الجوية والبرية والبحرية بالورود والحلوى والقهوة السعودية، وقبل ذلك بالابتسامات النابعة من القلوب. وكالعادة فقد تم منحهم الأولوية وتسهيل إجراءات خروجهم ووصولهم إلى مقار إقامتهم، امتدادا للدعم الذي تقدمه الدولة وجميع الأجهزة ذات الصلة، ومسارعتهم إلى تلبية طلباتهم والترحيب بهم.على صعيد المشاعر المقدسة، فقد تمت تهيئتها وتجهيزها لاستقبال ضيوفها الأعزاء الذين توافدوا من كل بقاع الأرض، طالبين مغفرة الله ورضوانه، بعد أن تركوا بيوتهم وعائلاتهم، فاستقبلتهم السلطات السعودية بمنتهى الحفاوة، وتسابق الجميع للترحيب بهم، وفتحوا لهم القلوب قبل الأبواب، في مشهد يتكرر سنوياً، ويؤكد عظمة إنسان هذه البلاد؛ الذي يرحب بضيوفه ويبادر لإكرامهم.ومما يبعث على الفخر والاعتزاز، أن الترحيب بضيوف الرحمن وتقديم كل ما يحتاجونه من عون ومساعدة وتأمين سلامتهم وضمان صحتهم؛ ليس مسؤولية الجهات الرسمية فقط، بل تشاركهم في ذلك كافة فئات الشعب، الذي تمتلئ داخل أبنائه فخراً وعزاً بهذه المهمة العظيمة التي اختصهم بها الله سبحانه وتعالى دون غيرهم من شعوب الأرض، فرفعوا شعار (خدمة الحاج شرف لنا) وطبقوه على أرض الواقع.ورغم ارتفاع درجة الحرارة هذا العام، واكتظاظ المدينة المقدسة بالأعداد الكبيرة من الحجاج، إلا أن المشاهد التي تبثها أجهزة الإعلام المختلفة على مدار الساعة تبث الطمأنينة في النفوس، وتبعث على السكينة، فالاستعدادات قد بلغت ذروتها لمواجهة كافة السيناريوهات، ورجال الأمن ينتشرون على جميع الطرق، ليس لحفظ الأمن والنظام فقط، بل إن دورهم يتجاوز ذلك بكثير.هؤلاء الأبطال نذروا أنفسهم لخدمة الحجيج، يساعدون هذا ويأخذون بيد تلك، يقدمون الماء لمَن يحتاجه، ويُوزِّعون الطعام للراغبين، تسبقهم ابتساماتهم وكلماتهم الطيبة، لا تثنيهم درجة الحرارة المرتفعة، ولا تكسر عزيمتهم أشعة الشمس الحارة، يواصلون العمل طوال ساعات النهار وخلال الليل؛ بإرادةٍ لا تلين، ورغبةً لا تفتر.وقد دأبت وزارة الداخلية على تقديم فصول متواصلة من البذل والعطاء، ومساعدة حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار، مستعينة بعد الله سبحانه وتعالى بعناصرها المتميزة، التي تلقت أعلى التدريبات، والنتيجة المتكررة التي تحققها هي النجاح التام في تفويج ملايين الحجاج؛ الذين يتحركون في أوقاتٍ محددة داخل بقعة جغرافية صغيرة، وهو ما يمثل إعجازاً حقيقياً في إدارة الحشود.أما الرعاية الصحية التي يتم توفيرها في جميع مشاعر الحج، فهي توضح أيضاً مقدار الحرص الذي تبديه القيادة السعودية لضمان سلامة الحجاج، حيث تستنفر الدولة كافة مقدراتها، وتسخر الإمكانات الطبية الضخمة لخدمة ضيوف الرحمن، وفي كل يوم تتم إضافة مرفق جديد للعناية بضيوف الرحمن، وخلال هذا العام تم إنشاء مستشفى جديد للطوارئ في مشعر منى. ومما يبعث على الإعجاب أن إنشاء المبنى وتشغيله لم تستغرق أكثر من 30 يوماً فقط، مما يؤكد قدرة السعوديين على صنع المستحيل.أما الدافع الأكبر للشعور بالطمأنينة، والدليل الأبرز على الاهتمام الذي توليه الدولة لضيوفها الكرام، فهو وجود قائد هذه البلاد المباركة وكبيرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وساعده الأيمن وولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله- في مكة المكرمة، حيث يتابعان بصورةٍ شخصية كافة التفاصيل المتعلقة بالحجاج، ويشرفان على تقديم أقصى درجات العناية والرعاية لهم.هذا الاهتمام الكبير من أعلى درجات القيادة؛ يبث الحماس في نفوس جميع العاملين في الحج، ويدفعهم لمضاعفة الجهود، ويشكل حافزاً لهم على المزيد من الإجادة، فهم يشاهدون بأنفسهم قادتهم وهم يمنحون الأولوية المطلقة لمساعدة ضيوف الرحمن، ويقدمون مصلحتهم على ما سواها، ويسخرون جميع المقدرات والإمكانات لراحتهم.ولأن النجاح هو النتيجة الحتمية المؤكدة لكل اجتهاد، فسوف يمضي موسم الحج بنجاحٍ تام بإذن الله، ليكتب فصولاً جديدة في مسيرة التفوق والتميز التي اعتادت المملكة أن تسطرها كل عام وهي تفعل المستحيل لمساعدة ضيوف الرحمن على إكمال مناسكهم بسهولةٍ ويسر وطمأنينة. فهنيئاً لنا بهذه القيادة الحكيمة، التي سخَّرها الله لإعمار حرميه الشريفين. وكل عام ومملكة الرحمن بكل خير.


المدينة
منذ 2 ساعات
- المدينة
أمانـــــــــــة
استمتعتُ -ولله الحمد- بنعمة دراسة وتدريس روائع العمران، لمدَّة خمسين سنةً تقريبًا، وإحدى الخصائص الجميلة المشتركة للمدن الرَّاقية هي «الأمانة» العمرانيَّة. والمقصود هنا هو الحفاظ على المكتسبات الحضاريَّة عبر التاريخ. وستجد بعضًا من أهمِّ الأمثلة المتميِّزة للحفاظ على تلك المكتسبات في الحضارات الإسلاميَّة.. لو بحثت في تاريخ اليهود، عن أهم الكتب الدينيَّة التاريخيَّة، فستجد كتب ووثائق «تيجان الشام»، وبالذَّات حلب، ودمشق.. ويرمز المصطلح إلى مجموعة مخطوطات للكتب المقدَّسة اليهوديَّة التي كُتِبَت من القرن الثالث عشر، إلى القرن السادس عشر على يد «الماسوريين». ولهذه المخطوطات أهميَّة كُبْرى؛ لأنَّها كانت الإرشادات الأساسيَّة لتلاوة نصوص التوراة.. وكانت تدل القارئ لأساسيَّات تشكيل الحروف، والكلمات، والنطق الصحيح للنصوص العبريَّة التوراتيَّة.. بعضها كانت محفوظة في القدس تحت الحكم الإسلامي بسلام، إلى الهجوم الصليبي الوحشي عليها عام 1099.. وتم تهريب المخطوطات إلى القاهرة، ثمَّ إلى بلاد الشام، حيث استقرَّت لمدَّة حوالى تسعمئة سنة في المعابد اليهوديَّة.. وفي التسعينيَّات الميلاديَّة من القرن الماضي، تم تهريب المخطوطات من الشام إلى القدس؛ باستخدام حركات استخبارات الكيان الصهيونيِّ. وتُعرض اليوم في المكتبة الوطنيَّة في القدس.. وفي الرِّوايات الإسرائيليَّة لن تجد ما يشير إلى دور مدينتي حلب ودمشق في الحفاظ على المخطوطات المهمَّة المكوِّنة لهذا الجزء المهم من حياة اليهود حول العالم.. وهناك المزيد، فلو بحثت عن إحدى أهم الوثائق في ثقافة اليهود حول العالم؛ فستجد كتاب «هاقادة سراييفو» في بلاد البلقان.. هذا الكتاب يحمل أهميَّة كُبْرى؛ لأنَّه كُتِبَ للصغار والكبار، ويصف الأسفار التي تبدأ بقصَّة بدء الخلق؛ إلى الخروج من مصر -من وجهة نظرهم- ويتفرَّد بالرسومات واللوحات الملوَّنة، علمًا بأنَّ استخدام الرسومات كان ممنوعًا في الكتب المقدَّسة اليهوديَّة.. وكانت النسخة الوحيدة من الكتاب في الأندلس، ثم تم تهريبها عندما طرد الإسبان الجاليات اليهوديَّة من الأندلس عام 1492م، وتنقلت النسخة في أوروبا إلى أنْ استقرَّت في مكتبة «سراييفو» الوطنيَّة في يوغوسلافيا؛ لتصبح من الأيقونات الثقافيَّة لتلك المدينة. وعند قيام الحرب العالميَّة الثانية، تم احتلال المدينة بأكملها من القوات النازيَّة، وكانت هناك محاولة لمصادرة الكتاب، ولكنَّ أمين المكتبة المسلم «درويش كركوت» قام بتهريب الكتاب وإخفائه، متجاهلًا المخاطر.. وبعد تحرير المدينة في 6 أبريل 1945، عاد الكِتَاب للمكتبة.. وبعد مرور ستة وأربعين عامًا عند قيام حرب البلقان العنيفة عام 1991، قام أمين المكتبة البروفيسور المسلم «انفر إماموفيتش» بتهريب الكِتَاب التاريخي وإخفائه كما فعل سلفه قبل أربعين سنةً.. وبعد انتهاء الحرب تم إعادة الكتاب إلى المتحف.وأخيرًا وليس آخرًا، لابُدَّ من ذكر أهميَّة «جنيزة القاهرة»، وهي ترمز لمجموعات هائلة من المخطوطات، والوثائق، والأوراق اليهوديَّة القديمة.. تم العثور عليها في معبد «بن عيزره» اليهودي، وفي المقابر اليهوديَّة في القاهرة التاريخيَّة.. والموضوع باختصار هو أنَّ التخلص من الأوراق التي تحمل اسم الله في اليهوديَّة يخضع لإجراءات معيَّنة وأهمها الدفن.. وقد دُفِنَت المخطوطات والوثائق عبر التاريخ، وعندما عُثِر عليها في القاهرة؛ تم تهريب بعضها من الأجانب، فوُضِعَت في متاحف ومكتبات يهوديَّة حول العالم.* أمنيـــــة:ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ الكتب تحكي حكايات تفوق ما تجده على الصفحات وبين السطور، وبداخل بعضها تجدها تحكي حكايات عن كتب أخرى.. وفي حكايات كتب ومخطوطات «تيجان الشام»، و»هاقادة سراييفو»، و»جنيزة القاهرة» وغيرها، نجد دلائل مهمَّة لأمانة الحضارة الإسلاميَّة في التعامل مع الحضارات الأُخْرى، مهما كانت الاختلافات.. أتمنَّى أنْ يُسجِّل التاريخ هذه المبادئ الرَّائعة؛ مهما حاول البعض أنْ ينكرها، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وهو من وراء القصد.

سعورس
منذ 3 ساعات
- سعورس
أمن ضيوف الرحمن أولوية سعودية لا تعرف التهاون؟
منذ أن تطأ أقدام الحاج أرض الحرمين، تبدأ منظومة متكاملة من التدابير الأمنية، والصحية، والتنظيمية، تعمل على مدار الساعة بلا كلل ولا ملل. هذه المنظومة الوطنية لا تتحرك استجابةً للظروف فقط، بل تعمل وفق استراتيجيات دقيقة ومحكمة، قائمة على التوقع، والوقاية، والتدخل السريع؛ لتمنح الحاج تجربة روحانية آمنة مطمئنة، ورعاية حانية تُقدَّم بقلب ينبض بالإيمان. وهذا هو الدور الذي تتفرد به المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها ونيلها لهذا الشرف العظيم. فالمملكة – حفظها الله – لا تنتظر وقوع الخطر، بل تمنعه قبل أن يُولد. وتُجسِّد هذه المنظومة الوطنية أدوار جهات عديدة، كوزارة الداخلية، وقوات الطوارئ الخاصة، وقوات الحج والعمرة، والمرور السعودي، ومراكز القيادة والسيطرة، وكل فرد من أفراد الأمن. وهم جميعًا جزءًا من رؤية وطنية عميقة تدير تنظيم ملايين الزوار بحزم واحترافية، تثير الإعجاب وتضاهي أرقى النماذج العالمية، معبّرة عن هيبة الدولة وحزمها حين يتعلق الأمر بأمن ضيوف الرحمن، ومؤكدة أن أمن الحاج أمانة في عنق الوطن بأسره. وعندما نقول إن «سلامة الحاج شرف لا يُساوم عليه»، فإنها ليست مجرد عبارة، بل مبدأ تُبنى عليه كل خطة، ويُحاسَب عليه كل مُقصِّر. كل فرد في هذه المنظومة العظيمة، من أصغر متطوع إلى أعلى مسؤول، يؤمن بأن أمن الحاج مسؤولية وطن، وأن المملكة، بقادتها ورجالها، لا تقبل بأي تقصير حين يتعلق الأمر بسلامة من لبّوا نداء الرحمن. ليس هناك ما يلهب مشاعر الفخر في قلب كل مواطن سعودي أكثر من رؤية وطنه الحبيب يقود أعظم موسم عبادي في العالم بكل حزم واقتدار وإنسانية. في كل عام، نرى مشاهدًا تعكس الفخر والاعتزاز بقادة وشعب هذا الوطن العظيم، حيث يتسابق رجال الأمن، والأطباء، والمتطوعون، والجنود المجهولون في الميدان لخدمة ضيوف الرحمن دون كلل أو تعب، ليشعر المواطن أن هذا الإنجاز لا يمثل الدولة فحسب، بل كل فرد سعودي. يا له من فخر نابع من الانتماء، من رؤية اسم وطني الحبيب يتردد على ألسنة الحجاج من شتى بقاع الأرض، مقرونًا بكلمات الدعاء والثناء لقادة وشعب هذا الوطن العظيم. كل حاج يغادر بلاد الحرمين سالمًا راضيًا هو شهادة شرف تُمنَح للمملكة، وشعور بالعزة يتغلغل في قلب كل مواطن سعودي يرى وطنه يجسِّد الإسلام قولًا وفعلًا. وما بين دمعة حاجٍ ممتن على هذه التجربة الروحانية، وابتسامة طفلٍ متطوع في المشاعر المقدسة، ومشهد طمأنينة في زحام المشاعر، يدرك المواطن أن خدمة الحجيج ليست فقط رسالة وطن، بل هي جزء من هويته العريقة، وتاريخ أجداده، ومصدر فخره الأبدي. نحن أبناء هذا الوطن العظيم، نفتخر أن لنا وطنًا يحتضن قلوب العالم بإيمان، ويخدم حجاج بيت الله الحرام وكأنهم أمانة في أعناقنا إلى يوم الدين. هذا الفخر ليس شعورًا عابرًا، بل هو انتماءٌ راسخ، وولاءٌ متجدد، وعهدٌ نردده بكل فخر في كل جيل: (خدمة الحاج شرفنا، وسلامته مسؤوليتنا التي لا نُساوم عليها، وفخرنا بالمملكة لا يساويه فخر).