logo
العيد أم العادة؟ كيف أفسدت مظاهر التباهي والاستهلاك طقوس الأضحى بمراكش

العيد أم العادة؟ كيف أفسدت مظاهر التباهي والاستهلاك طقوس الأضحى بمراكش

كش 24منذ 15 ساعات

عيد الأضحى هذه السنة بمدينة مراكش، بطعم مختلف، المشاهد المعتادة التي كانت تُؤثث شوارعها وأزقتها صباح العيد، غابت بشكل كبير، لا خرفان تُجرّ، ولا صياح أطفال يفخرون بكبش العائلة، ولا "جزارين متجولين" يصطفون على الأرصفة، وحدها الذاكرة الجماعية كانت حاضرة، تتأمل في صمت عيدًا غابت عنه الأضاحي، وانهارت فيه مظاهر التباهي، لكن ظهرت فيه حقائق أكثر عُريًا عن علاقتنا بالشعائر.
رغم أن الأضحية سنة نبوية مؤكدة، وليست فريضة، إلا أن الكثيرين دأبوا على تحويلها إلى "واجب اجتماعي" تُقاس به الكرامة، وتُفحص من خلاله القدرة على "حفظ ماء الوجه" داخل الحي أو العائلة.
هذا العام، وتحت ضغط الجفاف وارتفاع أسعار المواشي وتوجيه ملكي صريح بعدم الذبح، تراجعت هذه المظاهر بشكل لافت... لكن ليس بسلام.
في أحياء مراكش الشعبية، تراجعت مشاهد الاستعراض بالخرفان ذات القرون الكبيرة والفصائل النادرة، التي كانت تُجرّ بفخر أمام أعين الجيران،لكن في المقابل، لجأت بعض الأسر، مدفوعة بنفس المنطق الاجتماعي القديم، إلى الذبح سرًّا، خلف الأبواب المغلقة، وفي خفاء تام عن أعين السلطات، وكأننا أمام تمسّك بالشكل، ولو خالف المضمون، واختزال الدين في مظهر اجتماعي زائف.
يعلّق الدكتور علي الشعباني، أستاذ علم الاجتماع، بأن هذا السلوك "هو نتاج تراكمات من العادات السيئة التي طغت على جوهر الشعيرة". ويوضح أن "الزوجات في الأحياء الشعبية، على وجه الخصوص، يُمارسن نوعًا من التباهي الاجتماعي، يفرض اقتناء خروف ضخم بأي ثمن، حتى لو تطلب الأمر الاقتراض أو بيع بعض الأثاث".
هنا، تتحول الأضحية من عبادة مشروطة بالاستطاعة إلى عبء اقتصادي ونفسي، يتم تبريره تحت ضغط العرف والعين الاجتماعية، في تجاهل للآية الكريمة "لا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها."
اللافت أن قرار الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، الذي دعا المغاربة إلى عدم إقامة شعيرة الذبح هذا العام، جاء مستندًا إلى فقه الضرورة والمصلحة العامة. وهو اجتهاد شرعي معتبر، قام به في وقت سابق عمر بن الخطاب حين علق الحج بسبب الطاعون.
لكن رغم هذا الأساس الشرعي والمقاصدي، اختارت فئات من المجتمع "التخفي" لممارسة طقس الذبح، لا بدافع الإيمان أو التدين العميق، بل تحت سطوة "الخوف من كلام الناس"، وهاجس الحفاظ على الصورة الاجتماعية.
هذا التناقض يعكس عمق الأزمة: حين تُقدَّم العادة على العبادة، ويُقدَّم التباهي على التراحم، والاستهلاك الاعمى على التدبير المعقلن، يتحول العيد من لحظة للتأمل والتكافل إلى مسرح للمظاهر المرهقة.
قد يكون هذا العيد، رغم غياب الأضاحي، مناسبة لإعادة النظر، فالصمت الذي عمّ شوارع مراكش لم يكن فراغًا، بل رسالة مجتمعية مؤلمة: لقد كنّا نعيش العيد في مظهره لا في معناه، والأمل، أن يكون هذا التوقف المؤقت بدايةً لتصحيح العلاقة بين الإنسان والدين، بين الشعيرة وروحها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تعزية في وفاة السيدة حكيمة بليرج
تعزية في وفاة السيدة حكيمة بليرج

أريفينو.نت

timeمنذ 3 ساعات

  • أريفينو.نت

تعزية في وفاة السيدة حكيمة بليرج

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تتقدّم أسرة الموقع بأحرّ التعازي وأصدق المواساة إلى عائلتي بليرج وسجيد، في مصابهما الجلل بوفاة المشمولة بعفو الله ورحمته السيدة حكيمة بليرج، تغمّدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته. وقد وُوريت الثرى بمسقط رأسها بأزغنغان، يوم الخميس 05 يونيو 2025. إقرأ ايضاً نسأل الله أن يُلهم ذويها الصبر والسلوان، عظّم الله أجركم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الحجاج يواصلون أداء نسك رمي الجمرات والسلطات تحث المتعجّلين على التريث والبقاء في المخيمات
الحجاج يواصلون أداء نسك رمي الجمرات والسلطات تحث المتعجّلين على التريث والبقاء في المخيمات

المغرب اليوم

timeمنذ 3 ساعات

  • المغرب اليوم

الحجاج يواصلون أداء نسك رمي الجمرات والسلطات تحث المتعجّلين على التريث والبقاء في المخيمات

يواصل الحجاج برمي الجمرات في مشعر مِنى في أول أيام التشريق، اليوم السبت، بعد أن نحروا الأضاحي وحلقوا الرؤوس وطافوا حول الكعبة طواف الإفاضة وسعوا بين الصفا والمروة، يوم الجمعة أول أيام العيد، اقتداءً بسنة النبي محمد. وبدأ الحجاج يوم الجمعة في رمي الجمرة الأولى جمرة العقبة الكبرى بعد الوصول لمشعر مِنى يوم العيد، ويستمر إلقاء الجمرات خلال أيام التشريق، الصغرى والوسطى والكبرى ، كل منها بسبع حصيات، ويبدأ الرمي من زوال الشمس "وقت أذان الظهر" إلى طلوع فجر اليوم التالي ولكن السنة بين الزوال والغروب. ويتواصل رمي الجمرات خلال أيام التشريق الثلاثة، وبإمكان الحجاج بعد رمي جمرة العقبة الكبرى التوجه في أي وقت إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة، وهو آخر أركان الحج، ثم يختتمون حجهم بطواف الوداع قبيل مغادرتهم مكة. ويلقي الحجاج سبع حصوات على مجسمات حجرية ضخمة موجودة في وادي مِنى، الواقع في مشارف مدينة مكة المكرمة . وتحيي هذه الشعيرة ذكرى رجم نبي الله إبراهيم، للشيطان في المواضع الثلاثة الموجود فيها المجسمات الحجرية، والتي يُعتقد أن الشيطان كان يظهر لإبراهيم ويحاول ثنيه عن تنفيذ أمر الله بالتضحية بابنه إسماعيل، ونحره كما رأى في منامه، وهندما وصل إبراهيم غلى الموقع المحدد لنحر ابنه، فداه الله بكبش كبير. وحثّ المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية العقيد طلال بن عبدالمحسن بن شلهوب، "ضيوف الرحمن" الذين ينوون التعجل بالمغادرة في ثاني أيام التشريق، على البقاء في مخيماتهم إلى حين موعد المغادرة المحدد من قبل القائمين على خدمتهم. ويؤدي الحجاج المتعجلون لطواف الوداع يوم الأحد، ثانى أيام التشريق، والاكتفاء برمي الجمرات في يومين فقط، ثاني وثالث أيام عيد الأضحى. ويكبر الحجاج مع كل حصاة يلقون بها، ومن السنة الوقوف بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى نحو القبلة ويدعو الله بما يشاء، أما الجمرة الأولى، وهي جمرة العقبة الكبرى فلا يقف عندها ولا يدعو بعدها. وأعلنت الهيئة العامة السعودية للإحصاء أن إجمالي أعداد الحجاج هذا العام بلغ 1,673,230 حاجاً، منهم 1,506,576 قدموا من خارج المملكة عبر المنافذ المختلفة. وبلغ عدد حجاج الداخل 166,654 حاجاً، من المواطنين والمقيمين. وتوافد الحجاج إلى مشعر منى مع بزوغ فجر يوم العيد 10 ذي الحجة، أي يوم الجمعة 5 يونيو حزيران، بعد أداء ركن الحج الأعظم بالوقوف على جبل عرفات يوم الخميس 9 ذي الحجة، الموافق 4 يونيو حزيران، ثم باتوا ليلتهم في مزدلفة. ويتوجب على الحجاج البقاء في مشعر مِنى طوال أيام التشريق، لإكمال المناسك وذكر الله وشكره على أن أكرمهم بأداء فريضة الحج هذا العام، ويشكرونه أنه منّ عليهم بالحج، ويكملون رمي الجمرات الثلاث. ودعت وزارة الداخلية السعودية الحجاج إلى اتباع المسارات المحددة عند الذهاب والعودة للجمرات والطواف والسعي، وعدم حمل الأمتعة إلى منشأة الجمرات والمسجد الحرام، والالتزام بجداول التفويج، ومواصلة التزامهم بالتعليمات التي تنظم تحركاتهم خلال أيام التشريق، والتحلي بالهدوء والنظام في التنقل. وأكّد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، "استمرار الجهود الأمنية والتنظيمية وفق الخطط المعتمدة؛ لسلامة ضيوف الرحمن حتى إتمام مناسكهم وعودتهم إلى ديارهم بسلام". وعملت الهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، بالتنسيق مع الجهات المختصة، على تنظيم حركة الحشود داخل صحن المطاف، والمسارات المخصصة للطواف، إلى جانب تكثيف أعمال النظافة والتعقيم، وتوفير خدمات التوجيه والإرشاد بلغات متعددة، وخدمات الإسعاف والطوارئ على مدار الساعة. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الحجاج يواصلون رمي الجمرات في أول أيام التشريق
الحجاج يواصلون رمي الجمرات في أول أيام التشريق

برلمان

timeمنذ 5 ساعات

  • برلمان

الحجاج يواصلون رمي الجمرات في أول أيام التشريق

الخط : A- A+ إستمع للمقال يواصل حجاج بيت الله الحرام، اليوم السبت، أداء نسك رمي الجمرات الثلاث، وذلك في أول أيام التشريق، وهو ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، ويبدأ الحجاج برمي الجمرة الصغرى، تليها الوسطى، ثم جمرة العقبة الكبرى، كل منها بسبع حصيات. ويقيم الحجاج في مشعر منى خلال أيام التشريق في أجواء يسودها الأمن والسكينة والروحانية، يكثرون فيها من ذكر الله وحمده على نعمة الحج، ويستكملون مناسكهم بطواف الوداع قبل مغادرتهم مكة المكرمة، سائلين الله القبول وتيسير العودة إلى أوطانهم. وشهدت منشأة الجمرات، وهي إحدى أبرز المشاريع التطويرية في المشاعر المقدسة، توافد أعداد كبيرة من الحجاج، إذ تبلغ طاقتها الاستيعابية أكثر من 300 ألف حاج في الساعة، ما يسهم في تسهيل أداء هذا الركن بأمان وسلاسة. وكان المسجد الحرام قد امتلأ بالمصلين فجر الجمعة، أول أيام العيد، حيث أدى الحجاج طواف الإفاضة في أجواء إيمانية مفعمة بالخشوع. وفي إطار جهودها لخدمة ضيوف الرحمن، كثّفت الهيئة العامة للعناية بالحرمين أعمال التعقيم والتطهير للمسجد الحرام، بما في ذلك صحن المطاف، الأروقة، والساحات. كما جرى تجهيز المسارات المخصصة للحجاج وفق خطط دقيقة لإدارة الحشود، بالتنسيق المستمر مع مختلف الجهات المعنية لضمان أمن وسلامة وراحة الحجيج.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store