نبض الوجدان ووجع الأوطان في بيت الشعر بالشارقة
عمون - في إطار فعاليات منتدى الثلاثاء، أقام بيت الشعر بالشارقة أمسية شعرية، مساء الثلاثاء 29 أبريل 2025، استضافت فيها ثلاثة شعراء، حلقوا في سماء الجمال والإبداع، وهم.. عبد الله أبو بكر، والسالكة المختار، وعبد السلام حاج نجيب، وقدمها الإعلامي وائل عيسى، وحضرها الشاعر محمد عبد الله البريكي، مدير البيت، وجمهور متنوع من الشعراء والنقاد ومحبي الشعر، الذين احتشدوا في المسرح، والذين كان تصفيقهم وتفاعلهم لافتا وزاد من حماس الشعراء.
وبدأت الأمسية بتقديم الإعلامي وائل عيسى، الذي أثنى على صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على ما يقدمه للثقافة والشعر، وقال عن بيت الشعر: هو حِضنٌ وبيتٌ لكلِّ من آمَنَ أنّ الشعرَ ضَرورةٌ للروحِ والحياة. هذا الصَرحُ الثقافيُّ الذي أسسهُ صاحِبُ السُموِّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضوُ المجلسِ الأعلى حاكمُ الشارقة، حفظَهُ اللهُ ورعاه، ليكونَ حاضنةً ومِنصةً لكُلِّ مبدعٍ وإبداع.
وافتتح القراءات الشاعر عبدالله أبو بكر، الذي قدم قصائد دارت في فلك فلسفة الشعر وتحولاتها، ففي قصيدته " ضحك أبيض " يصف الشاعر رؤاه وقلقه الوجودي ، فيقول:
على درجٍ إلى الدنيا صــــعـــدتُ
وفوقَ الماءِ أو أعلى .. وقفـــــــتُ
أطـــالعُ صــــورتي فتضيع مــــنّي
وأتبعها .. ولـــكن مـا وصـــــلــــتُ
أرى، لكنني أخشــــى عيــوني
إذا في عتمــــةٍ عـمـــــــيا رأيــــتُ
وأضحكُ ملءَ حـزني، ثم أبــكي
كمجنونٍ سيصرخُ فيهِ صـــوتُ
كما قدم الشاعر نصا آخر بعنوان "سلة الماء"، استلهم فيه من دلالات الوطن والتمسك بالهوية في لجج الحنين، ومما جاء فيه:
من سلّةِ الماءِ، نسقي زهرةَ الزمن
نحنو على العمرِ، نتلو سورةَ الوطنِ
لــم نلتفتْ للورا حين استراحَ بنا
شوقُ البلادِ، وصوتُ الشعرِ والشجَن
لـم ترتعشْ وردةُ الأحلام في يَدِنا
لم تيأس الروحُ، لم تهربْ من الـبدنِ
كنّــــا نعلمُها أن النهارَ يرى،
يدنو ويرقى ولا يهوي إلى الكفنِ
ثم تلته في القراءات الشاعرة السالكة المختار، التي جعلت من الوطن موضوعا استرسلت في نسج صوره ومعانيه، فقرأت نص "معزوفة وطن" الذي جاء فيه:
نَقْشًا عَلى الضَّوْءِ أمْ رسماً عَلىَ الشُّهُبِ
هَذِي بِلاَدِي بِلادُ العِزِّ والرُّتَبِ
شِنْقِيطُ مَجْدٌ أَثِيلٌ لِلعُلاَ وَطَنٌ
حَازَ المَعَالِي بأِفْذَاذٍ مِنَ النُّجُبِ
مَابَيْنَ ضِفَّةِ نَهْرٍ أَوْ ذُرَى جَبَلٍ
أو بين واحات نخل باسق النسبِ
كَانَتْ وظَلَّتْ وَمَازَالَتْ ومَافَتِئَتْ
"شِنْقِيطُ" أُنْشودَةُ التَّارِيخِ وَالأَدَبِ
وفي قصيدتها "أنثى الغيوب" شكلت لوحة منقوشة بحناء الأنوثة، وعبرت عن هواجس المرأة ومشاعرها، فقالت:
وتَلفَّتَتْ لِلخَلْفِ تَرْقُبُ ظِلّهَا
وَتَدورُ بَيْنَ الخَوْفِ وَالإِعْيَاءِ
نَظَرَتْ بَعيداً وهي تَذْكُرُ قِصَّةَ
العَطَش القَديمِ وغَصَّةَ الصَّحْراءِ
ورَأَتْ دِثارَ الرَّمْلِ يُخْرِجُ رُوحَها
فَتَسَلَّقَتْ مِنْ عَتْمَةِ الإغْماءِ
وَرَمَتْ سِلالَ القَمْحِ فَوْقَ لِحَافِها
وَمَضَتْ تُراقِصُ لَمْحَةَ الإيحاءِ
أما ثالث شعراء الأمسية، فكان الشاعر عبد السلام حاج نجيب، الذي ألقى نصوصا حملت الهم الإنساني، ومنها قصيدة "حتى أصبحوا مطرا" والتي سردت آلام البعد عن الوطن والهروب من الحروب، ومن أبياتها:
اللَّاجئونَ إلى أحلامِهم فُقَرَا
ذابوا مع الحزنِ حتّى أصبحوا مطَرا
مِن دمعِهمْ أقرَضوا الأنهارَ دهشَتَها
ومِن رباباتِهم قد أطلَقوا القمرَا
لم يكتبوا الشّعرَإلا أنَّ سُمرتَهم
كانت مجازاً وصلّى خلفَهُ الشُّعَرَا
كان الشّتاءُ صبيّاً في منازلهم
على بَساطةِ أغنيّاتِهم كَبُرا
وفي نفس السياق المرتبط بالانتماء، ألقى قصيدة تحمل عنوان "جبلة"، تتغنى بالأرض والذكريات، ومما قال فيها:
يا بلاداً مثل أغنيةٍ
لحنها بالحزن مبلولُ
كنتُ أمضي في أزقتها
ومعي من عشقها نيلُ
هاهنا يا قاسيون دمي
لم يزل والعمر قابيلُ
سالَ مذ قال الزمان لنا:
إنَّ مهرَ الشامِ إكليلُ
وفي ختام الأمسية كرّم الشاعر محمد البريكي الشعراء ومقدم الأمسية، وقدم لهم شهادات التكريم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 11 ساعات
- عمون
"حوار الفن" .. معرض فني جماعي في المتحف الوطني
عمون - برعاية الأميرة وجدان الهاشمي افتتح يوم الخميس الماضي في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة المعرض الفني " حوار الفن"، بحضور سفير الاتحاد الأوروبي وعدد كبير من السفراء والبعثات الدبلوماسية في الأردن والمهتمين بالشأن الثقافي. والمعرض هو نتاج الملتقى الفني "حوار الفن" الذي أقيم في الفترة من 16 أيار إلى 21 أيار، وجاء بتنظيم من المتحف الوطني الأردني وبدعم من الاتحاد الأوروبي، وهيئة المعاهد الثقافية الأوروبية في الأردن، في مبنى "وجدان فضاء فني" / المتحف الوطني، بمشاركة أوروبية وأردنية وعربية. فقد شاركت كل من الدول النمسا وألمانيا واليونان وفرنسا وهولندا، والأردن والعراق وسوريا. وكان من أبرز فعاليات الملتقى أن أقيمت ندوة حوارية بين الفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي تحت عنوان "دور الفن في أوقات الأزمات"، أدارها الدكتور خالد خريس مدير عام المتحف الوطني، وتناولت هذه الندوة رؤى الفنانين حول هذا الموضوع، وأهمية العمل الجماعي في تبادل الخبرات الثقافية والفنية، ودار نقاش بناء بين الحضور والفنانين حول دور الفن في أوقات الأزمات والحروب في العالم. قال السيد بيير كريستوف شاتزيسافاس سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن عن هذا الحدث الفني: "الفن والثقافة جزء أساسي من علاقات الاتحاد الأوروبي مع الأردن. وهذا الملتقى هو تذكير بأن الفن يتجاوز الحدود ويعزز الحوار الإنساني بين الشعوب". ومن جهته قال الدكتور خالد خريس مدير عام المتحف الوطني: "الفن ضرورة وليس ترف، ويلعب دوراً مهماً في حياة الشعوب، وهو في الغالب إلى جانب الحق والمساواة والعدل والمحبة والسلام، ويبني الجسور بين الشعوب والأمم". وفي لفتة تضامن إنساني، سيتم التبرع بجميع عائدات المعرض لصالح "تكية أم علي"، وهي مؤسسة أردنية غير ربحية تعمل على مكافحة الجوع داخل المملكة وفي الأرض الفلسطينية المحتلة. ومن جانبه قال السيد سامر بلقر مدير عام تكية أم علي: "نحن ممتنون للمشاركة في هذا التعاون الثقافي الهادف بين فنانين من الأردن والعالم العربي وأوروبا. يجسد معرض "حوار الفن" كيف يمكن للإبداع أن يتحوّل إلى رسالة تضامن. ومن خلال التبرع بعوائد المبيعات لدعم رسالتنا، لا يشارك الفنانون أعمالهم فقط، بل يساهمون أيضًا في تقديم الكرامة والغذاء للأسر المحتاجة." وسيستمر المعرض المقام في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة في مبنى 1 إلى 5/6/2025.

عمون
منذ يوم واحد
- عمون
لم يسجله بقدمه اليسرى .. ميسي يكشف "أفضل هدف" في مسيرته
عمون - كشف النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عن هدفه المفضل في مسيرته، ولم يكن واحدا من بين مئات الأهداف التي سجلها بقدمه اليسرى. وجاء الهدف المفضل لميسي من خلال ضربة رأس، والذي ضمن لبرشلونة الإسباني الفوز على مانشستر يونايتد في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2009. وأضاف نجم إنتر ميامي الأميركي الحالي وبطل كأس العالم مع المنتخب الأرجنتيني والفائز بالكرة الذهبية ثماني مرات من قبل، الخميس، أن هدفه الذي سجله قبل 16 عاما يفوق جميع الأهداف التي سجلها في مسيرته الطويلة. وتابع النجم الأرجنتيني: "لقد سجلت العديد من الأهداف التي قد تكون أجمل وأكثر قيمة، وذلك بسبب أهميتها، لكن الهدف الذي سجلته بضربة رأس في النهائي أمام مانشستر يونايتد هو دائما المفضل لي". ولدى ميسي العديد من الخيارات حيث سجل أكثر من 800 هدف للمنتخب الأرجنتيني وبرشلونة وباريس سان جيرمان وأخيرا إنتر ميامي. وسبب اختياره للهدف المفضل هو خيري، حيث سيتم تحويل صورة الهدف إلى عمل فني، والذي يمكن أن يدر الأموال من خلال عرضه في مزاد لجمع التبرعات لأغراض عديدة، وسيوقع ميسي والفنان رفيق أناضول على العمل الفني والذي سيتم تقديمه للجماهير يوم 11 يونيو المقبل في صالة مزادات كريستي.

عمون
منذ يوم واحد
- عمون
مادبا تحتفل بـ 79 عامًا من الاستقلال بفعاليات تراثية وفنية
عمون - في إطار احتفالات المملكة بمرور 79 عامًا على استقلال المملكة الأردنية الهاشمية، وضمن خطة قسم النشاطات التربوية للعام 2024/2025، وبناءً على توجيهات مدير التربية والتعليم الدكتور يوسف أبو الخيل ومتابعة وإشراف مدير الشؤون التعليمية الدكتور سلامة العجالين، وبحضور مديرة الشؤون الإدارية والمالية د. علا أبو الغنم، نظم قسم النشاطات التربوية بالتعاون مع رئيس قسم الإشراف والتدريب (د. محمد الشنشنات) فعالية "استقلالنا رمز عزتنا 79". استضافت مدرسة التيم الأساسية للبنات هذه الفعالية بمشاركة مدارس شبكات جنوب وغرب مادبا. وأشرف رئيس قسم النشاطات التربوية الأستاذ خالد الهلالات وأعضاء القسم منال الهروط وماهر السعود وعبادة أبو عيشة وإيمان الشوابكة على ترتيب فقرات الاحتفال التي جاءت نتيجة جهود مدارس الشبكة، حيث جهزت الفقرات لإظهار حبها للأردن واحتفائها بمرور 79 عامًا على الاستقلال. شملت فقرات الاحتفال القصائد والأهازيج الوطنية، وفقرات فلكلورية ومغناة (أنا نحبك ملهمًا) وقصيدة الأستاذ والشاعر عدنان أبو شنار (في القلب أغنية). كما تضمنت رقصة الدحية التي أثارت حماس الحضور فشاركوا الطلبة في لوحة جميلة. إضافة إلى ذلك، اشتملت الفعالية على زاوية التراث الشعبي التي تمازجت فيها روائح خبز الشراك والرشوف بإخراج معلمات مدرسة التيم الأساسية، ونكهات عصير الورد وعصير الخروب والكركديه وحلوى الكريزة، يتوجها رائحة القهوة العربية بجهود في زاوية التراث الشعبي بإخراج الأستاذ الفاضل إبراهيم السعادات مدير مدرسة طارق بن زياد وخبرات الأستاذ الفاضل عيسى حامد وطلبة المدرسة الذين أبدعوا في أخذنا في رحلة حسية وطنية تعبق بتراث أردننا الأصيل. توجه المنظمون بالشكر لكل من ساهم ودعم هذه اللوحة الفنية التي توجتها جهود قسم النشاطات ومديرة مدرسة التيم الأساسية السيدة عبير الحيصه وكادر المدرسة. وتخلل الاحتفال حضور مبهج من الشرطة المجتمعية ممثلة برئيس قسم الشرطة المجتمعية في مديرية شرطة مادبا (عبدالكريم بيك السواعير) وأعضاء القسم، إضافة إلى رؤساء أقسام المديرية وكوادر من أقسام مديرية التربية والتعليم بضيافة مدراء ومديرات المدارس في شبكة جنوب وغرب مادبا. كما لم ينسَ المنظمون الداعمين الحقيقيين من المجتمع المحلي، مدير الأحوال المدنية السيد قبلان الهواوشة والفاضلة خلود الفلاحات عضو مجلس جنوب مادبا وثلة من المجتمع المحلي الذين يفتخر بوجودهم ودعمهم للمدارس. هذا وقد تخلل الاحتفال زاوية للتراث الأردني تحكي تاريخنا الذي نفخر به وقسم يحاكي تقاليد الأردن الراسخة من مشروبات ومأكولات شعبية. وتضمن أيضًا معرضًا للمنتجات والخدمات التي يقدمها المجتمع المحلي. فالوطن، ليس أرضًا نعيش عليها، ولكن هو كيان يعيش فينا، ويوم الاستقلال ليس كباقي الأيام، وتاريخه ليس كأي تاريخ، إنما هو تاريخ صنعه رجال عظماء ولم تصنعه المصادفة. وندعو الله دومًا. ((اللهم احفظ هذا البلد وقائدنا المفدى وشعبنا نشامى الوطن من كل شر، ومن كل سوء))..