logo
شروط صلاح طاهر ليرسم عبـد الناصر والسادات وأم كلثوم

شروط صلاح طاهر ليرسم عبـد الناصر والسادات وأم كلثوم

بوابة ماسبيرو٠٣-٠٥-٢٠٢٥

ساحر الجميلات سحرته تحية كاريوكا «17» تجربته فى رسم اسم الجلالة بـ 400 شكل مختلف لوحة لرسام صينى غيرت مسار حياته من البورتريه إلى التجريد بعد 18 ألف لوحة و96 سنة قال: ما زال لدىّ الكثير لأصنعه
السنوات الخمس التى قضاها صلاح طاهر طالبا فى مدرسة الفنون الــجميـــلـــة (مـــنذ الـــتحـــاقه بـــهــا عـــام 1929) تــــــزامـــنت – مــــــن حُــســــن حظه - مع أحداث فارقة وتاريخية فى عمر هذه المدرسة العظيمة التى أسسها الأمير (الفنان) يوسف كمال عام 1908، فقد انتقلت خلالها من مقرها القديم فى شبرا إلى مقرها الحالى (الفخم) فى الزمالك..
لكن الحدث الأهم تمثل فى عودة الرعيل الأول من المبعوثين المصريين الذين تكفل الأمير بإرسالهم إلى أوربا لدراسة الفنون فى أرقى معاهدها وأكاديمياتها، ليتولوا التدريس مع أساتذتها الأجانب، وهكذا أتيح للطالب صلاح طاهر أن يدرس على يد الأساتذة الأوربيين، وأكثرهم تأثيرا عليه "أينوشنتى" و"بريفال"، وأن يتتلمذ على يد الأساتذة المصريين العائدين، وأكثرهم تأثيرا فى عقله ورؤيته وريشته: أحمد صبرى رائد فن البورتريه ويوسف كامل بإبداعه الخاص فى المناظر الطبيعية..
(1)
تخرج صلاح طاهر فى العام 1934 فى مدرسة الفنون الجميلة الملكية العليا (كلية الفنون الجميلة فيما بعد)، مسلحا بموهبته الفطرية الاستثنائية ودراسته العلمية الأكاديمية، ليبدأ المشوار عقب تخرجه مدرسا للرسم فى "مدرسة المنيا الابتدائية"، وفى عروس الصعيد يجد نفسه يتشارك فى غرفة واحدة مع فنان شاب يكتشف أنه شقيق عبد الحليم نويرة ( الموسيقار المعروف فيما بعد) الذى يأتى بنفسه ليقيم معهما، ويتذكر معه صلاح عشقه القديم للموسيقى.. والكمان، وفى المنيا يقيم أول معرض للوحاته فى حياته (1935)، وكلها لمناظر طبيعية مستلهما الطبيعة والنيل والجبل والوجوه التى لفحتها شمس الصعيد..
ومن نيل المنيا إلى بحر الإسكندرية، حيث انتقل مدرسا للرسم فى "العباسية" الثانوية، وكان من تلاميذه فيها طالب قُدر له أن يلعب دورا مهما فى الحياة السياسية والثقافية المصرية فى عهدى عبد الناصر والسادات، وهو الدكتور عبد القادر حاتم وزير الإرشاد القومى (الثقافة والإعلام) ومؤسس التليفزيون المصرى ونائب رئيس الوزراء.. وفى الإسكندرية ومن وحيها أقام ثانى معارضه الفنية عام 1939.
ومن المصادفات العجيبة أنه عمل بعدها أستاذا فى مدرستين جلس فى فصولهما تلميذا، فمن الإسكندرية جاء ليعمل مدرسا فى مدرسة "فؤاد الأول" الثانوية التى تزامل فى فصولها مع نجيب محفوظ، ومنها انتقل للتدريس فى مدرسة الفنون الجميلة التى تخرج فيها، وقد أتيح لـــه فى الــعـــام 1944 ومـــن خــلال مــدرسة الفنون – أستاذا هذه المرة- أن يخوض تجربة أثرت كثيرا فيما بعد فى شخصيته الفنية، حيث سافر للإقامة فترة فى المرسم الحر التابع للمدرسة فى الأقصر، وفى البر الغربى وفى أحضان جبال وادى الملوك والملكات، وفى تلك الأجواء الأسطورية حيث يتعانق التاريخ والطبيعة فى مشاهد ساحرة تثير الخيال والإلهام، عاش صلاح طاهر ينهل ويرسم ويبدع، لتترسخ عنده تلك المقولة التى كان يرددها حينها: الطبيعة أستاذ كل أستاذ.
حافظ صلاح طاهر خلال تلك المرحلة على شخصيته الكلاسيكية، متأثرا بأستاذيه أحمد صبرى ويوسف كامل، وهو ما تجلى فى تفوقه وتألقه فى "البورتريه"، بحيث أصبح أشهر رساميه فى النصف الثانى من القرن العشرين.. فكيف بدأت رحلة صلاح طاهر مع فن البورتريه، وكيف لمع وتفوق وتميز فيه؟
لنسمع منه الإجابة:
"بدأت حياتى الفنية كرسام أشخاص (بورتريهات) ورسمت ما يزيد على 1000 بورتريه، بينها على الأقل 200 بورتريه لشخصيات مرموقة مصرية وعالمية.. والبورتريه قد يبدو فنا سهلا لمن درس الرسم دراسة أكاديمية، أن يأتى بالشبه للشخصية المرسومة، ومسألة الشبه تبدو سهلة ولكنها خادعة، فالمهم فى البورتريه ليس الشبه فى الملامح الخارجية والشكلية، بل الروح، أن يشع البورتريه بأحاسيس عميقة تكشف نفس الإنسان من الداخل، ولذلك أنا لا أرسم بورتريها لشخص إلا إذا سافرت فيه ونفذت إلى أعماقه.. لا بد أن أجلس معه مرات قبل الرسم وأتأمله وأتحدث معه وأراقبه لأراه من الداخل..
ويقول: "أتقنت فن البورتريه كصنعة منذ صغرى، فقد رسمت صورة للعقاد وعمرى 19 سنة، وبالدراسة والتدريب والممارسة أيقنت أن المسألة ليست سهلة، فلا أسمح لنفسى أن أرسم صورة والسلام مهما بدت مُتقنة، لازم أقعد معه أولا مرتين أو ثلاث على الأقل قبل أن أمسك بالريشة، لأننى أريد أن أقدمه فى أحسن حالاته، فمن الممكن أن يكون فى مرة مكتئبا أو حزينا ويمر بحالة مزاجية سيئة، ومن خلال الجلسات أحدد أفضل حالاته، فالبورتريه ليس مجرد رسمة بل تأريخا لحياة الشخص كلها فى صورة".
ولما طُلب منه أن يرسم بورتريها للرئيس عبد الناصر فإنه لم يتنازل عن شرطه، وكان الرسام المصرى الوحيد الذى سمح له عبد الناصر أن يجلس أمامه لنحو ساعة ليكتشف ملامح وجهه وروحه، وأصر كذلك على حضور مناسبات عامة، تكون مهمته الوحيدة فيها أن يتأمل الرئيس عن قرب، فإذا ما اطمئن إلى نجاح مهمته ذهب ليرسمه، فكان واحدا من أشهر بورتريهات عبد الناصر..
وتكرر الأمر مع الرئيس السادات، فسمح له أن يجلس إليه و"يسافر" فى ملامحه وأعماقه قبل أن يرسمه، أما هو نفسه فعندما سئل عن الفارق بين الرئيسين والتجربتين والبورتريهين أجاب بصراحة يُحسد عليها:
"كلاهما له مميزات خاصة.. ملامح عبد الناصر توحى بالشخصية القوية، عيناه نافذتان إلى درجة غريبة، وجهه فيه صرامة وتطلعات مكتسحة، ملامحه أكثر طواعية للرسام.. أما السادات ففى وجهه جانب إنسانى واضح، وتحمل قسماته معانى محببة ومريحة، وجه لإنسان مصرى صميم فيه طيبة وذكاء ودهاء وإصرار"..
وأتيح لصلاح طاهر أن يرسم سيدة مصر جيهان السادات وأن يجلس معها ويعرفها عن قرب، وقال عنها: "سيدة جميلة وطبيعية وتتمتع بالذكاء وخفة الظل".. لكنه كان أكثر اعتزازا بتجربته مع سيدة الغناء أم كلثوم، ربما لأنه يعشق صوتها ويحفظ أغانيها، وربما لعلاقة الصداقة الأسرية التى جمعتهما، فقد كانت ثومة من أقرب صديقات زوجته "عايدة"، ومتعلقة حبا بابنهما الوحيد "أيمن"، وتأتى أحيانا إلى بيتهم لتلعب معه وتدلـله، وأنقل عنه من كلماته عنها: "كانت شخصية فريدة وعبقرية نادرة، وجهها يجمع صفات الذكاء والمعانى الإنسانية، وصوتها يملأ أذنى على مدار عمرى، ولا أستطيع أن أحب صوتا سواها".
ورغم كل هذا العشق وهذا القرب الإنسانى إلا أنه لم يُعفها من شروطه المقدسة، وجلس معها مرات قبل أن يرسم لها تلك اللوحة البديعة التى كانت أم كلثوم تعلقها فى بيتها وتعتز بها كثيرا..
ربما يكون الوحيد الذى "أفلت" من تلك الشروط المقدسة هو صديقه توفيق الحكيم، فقد رسم له بورتريها بالحجم الكبير فى ساعة ونصف فقط دون أن يطلب منه الجلوس إليه أولا كما اعتاد، والسبب أنه كان يجلس إليه كل يوم ولساعات طويلة، فقد كان جارا له فى مكتبه بالأهرام.. ولذلك فملامحه الشكلية محفورة فى ذاكرته، وملامحه الداخلية يعرفها بلا عناء..
ومن أمتع حكايات صلاح طاهر هى تلك التى كان طرفها توفيق الحكيم، ولا تستطيع أن تملك نفسك من الضحك عندما تتخيل هذا المشهد عندما يحكيه صلاح طاهر بطريقته:
"توفيق الحكيم كان من أعز أصدقائى.. وهو مفكر عميق وفى نفس الوقت خفيف الظل جدا.. ولا أنسى له هذه الواقعة الكوميدية.. فى يوم شتوى بارد دعانى أنا ونجيب محفوظ وثروت أباظة إلى مكتبه وتناولنا بعض المشروبات الساخنة.. وبعد قليل دخل شاب شاحب الوجه ضعيف البنية يريد مقابلته فرحب به وأجلسه معنا، وفجأة احتد النقاش بين الشاب وثروت أباظة، واتضح أن الشاب شيوعى وهاجم البرجوازية المصرية المتمثلة فى عائلة الأباظية، ووبخه ثروت بعنف لكنه لم يرتدع بل تفوه بألفاظ جارحة، فما كان من ثروت إلا أن قام بضربه وكاد يقتل الشاب من شدة الانفعال، وعجزت أنا ونجيب محفوظ عن منعه؛ فكلانا قصيران وثروت ضخم الجسم، وتعالت أصواتنا وجاء بعض الزملاء من الجريدة وتم فض الاشتباك أخيرا بعد جهد جهيد، فماذا كان يفعل توفيق الحكيم طوال هذه المعركة التى تدور فى مكتبه؟!.. كان يتحدث فى التليفون ويشير لنا بيديه أن نهدأ، وأتم حديثه ولم يقطعه بل كان أحيانا يضحك مع محدثه ونحن نصرخ أمامه، وفى الختام قال لنا ضاحكا: كده برضه يا نجيب أنت وصلاح تعملوا دوشة بالشكل ده؟!"
(2)
رسم صلاح طاهر بورتريهات لكل العظماء فى زمنه، مـــن زعمـــاء وسيـــاسيين ومبــدعين، الــملك فــاروق وعبد الناصر والسادات، العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم وأنيس منصور، أم كلثوم وعبد الوهاب وفاتن حمامة.. وعشرات غيرهم..
تنافست أميرات وجميلات وهوانم المجتمع الراقى على الجلوس أمام صلاح طاهر وريشته وكثيرات منهن وقعن فى غرامه، أما هو فوقع فى غرام بنت البلد تحية كاريوكا، وامتلك الشجاعة لأن يعترف :
"أحببت تحية.. وكان بيننا قصة حب لا تُنسى، فقد كانت جميلة وعطوفة وجدعة وصاحبة مبدأ ولا تطيق الكذب"..
وامتلك شجاعة أكبر لأن يعترف:
"عرفت كثيرات، وقصص غرامى يصعب حصرها، وللأسف كنت فى ذلك الوقت متأثرا بمثل فرنسى اتخذته شعارا لحياتى حينها يقول: "شيئان لا يجب على الإنسان أن ينتظرهما: النساء والقطارات.. فإذا لم يدرك أحدهما أدرك الآخر".. إلى أن نبهنى صديقى نزار قبانى إلى حقيقة مؤلمة وهى أن الرجل العربى مصاب بقرحتين لأنه يمضغ النساء والطعام بسرعة.. فخشيت على معدتى من القرحة!".
وكان العلاج اسمه "عايدة"، زوجته وشريكة حياته وأم ابنه وملهمته، والمرأة التى أحبها وتغزل فيها ورفض أن يتزوج بعد رحيلها.. كانت أخت صديق له، وكان فى زيارته يوما فى بيته حين سمع عزفا بديعا على البيانو، راح يتسمعه فى إعجاب ونشوة، وسأل صديقه عن مصدره، ولما عرف أنها أخته فإنه وقع فى غرامها قبل أن يراها، ولما رآها تزوجها بعد شهر واحد من التعارف، ومن يومها أصبحت عايدة هى كل حياته، أو على حد وصفه:
"أصبحت أنا محور حياتها.. وأصبحت هى أعظم حب فى حياتى، ولم أصادف امرأة بهذا العقل والقلب والحكمة.. وأنقذت حكمتها حياتنا، فقد عانت فى البداية من كثرة علاقاتى ولكنها لم تتهور.. عرفت مثلا أن إحدى صديقاتها تحبنى، وتوقعت الصديقة أن تثور فى وجهها ولكنها عالجت الأمر بهدوء وقالت لها: أنا أحب من يحب صلاح"..
كان يشعر أنه مدين لها بالكثير، وتجلى حبه لها فى لوحات جميلة رسمها لها.. وظلت تزين جدران مرسمه جنبا إلى جنب مع لوحات العظماء الذين أتيح له أن يرسمهم.. وبعد 30 عاما من التألق كرسام للبورتريه قرر أن يثور على نفسه وعلى فن البورتريه.. ويعتنق مذهب "التجريد"!
(3)
أن يتخلى صلاح طاهر عن أسلوبه الكلاسيكى فى الرسم الذى منحه كل هذه الشهرة والمجد، وأن ينتقل إلى مدرسة التجريد بمفهومها وأسلوبها المختلف، لاشك أنه كان نقلة كبيرة وثورية فى مشواره، ولابد أن له أسبابه وظروفه ودوافعه، فما الذى دفع صلاح طاهر إلى تلك النقلة الدرامية؟
جاء هذا التحول فى العام 195 حينما سافر لحضور أحد المعارض الفنية بمدينة بوسطن، ومن بين اللوحات الكثيرة التى شاهدها توقف عند اللوحة الفائزة بالجائزة الكبرى فى المعرض، وكانت لوحة لرسام صينى عنوانها "طبيعة صينية صامتة"، لم يستحسنها ولم يستوعبها فى البداية، لكنه أحس تجاهها بشىء ما يجذبه، فراح يتأملها بتركيز وعمق، ويبحث عن سر تلك اللوحة ذات الأسلوب التجريدى الذى يخلو من أى تمثيل لشخوص أو أشياء أو كائنات، فاكتشف فيها ما كان يبحث عنه ويحيره، وكانت سببا – كما يقول النقاد - فى تحويل مساره الفنى إلى آفاق التجريد الحر الطليق الذى لا يعرف حدودا..
أما هو فكان تحليله أكثر وضوحا وبلاغة وبساطة وصدقا مما قاله النقاد:
"قضيت 30 عاما حتى أحطم قيودى الحديدية وأكسر القوانين الجامدة المحيطة بى، بدأت منذ ثلاثين سنة رساما أكاديميا، ووصلت إلى آخر ما يقال فى الأكاديمية، لكننى كنت حزينا لأننى لم أكن أجد نفسى، كنت أدور حولها، صحيح أننى كنت ناجحا ولى معجبون كثيرون، لكنى كنت تعسا لأننى لم يكن لى أسلوب، أحسست أننى باهت وغير محدد.. مجرد آلة تجيد رسم الوجوه.. لقد اكتسبت خبرة وقواعد فنية، أما الإبداع فهو شىء آخر.. ولما سافرت إلى معرض بوسطن وتأملت هذه اللوحة "الصامتة" اكتشفت أنها تضم كل القيم والقواعد الجمالية منذ عهد روفائيل ومايكل أنجلو، وأهم ما يميزها نظرة ذاتية تجريدية ذاتية مستقلة أشبه فى غرابتها بتجريد ولوحات بيكاسو.. فرجعت من أمريكا أحمل أزمتى وقلقى معى ومخاضا عسيرا لولادة جديدة خالطتها فرحتى باكتشافى.. إلى أن أصبحت على قناعة بأن الفن هو الابتكار والإبداع والخلق، والبورتريه درجة الإبداع فيه محدودة، وأننى اضطررت لممارسته لأتمكن من مجابهة مطالب الحياة القاسية"..
أخيرا وجد صلاح طاهر نفسه فى مرحلة ومدرسة التجريد، وفيها وضع بصمته وأسلوبه الخاص، ليحقق مقولة أديب فرنسا الكبير "أناتول فرانس": الرجل (الفنان) هو الأسلوب!
وفى تمرده على نفسه لم يتوقف عند التجريد بل تخطاها إلى ما بعد التجريد، حيث تصبح الفكرة هى الشكل والشكل هو الفكرة..
وفى مرحلة التجريد وما بعده خاض صلاح طاهر مغامرات مبدعة ومدهشة وشديدة الجرأة، توّجها بتجربته الصوفية المبهرة، التى استطاع فيها أن يرسم أكثر من 400 لوحة تحمل اسم الجلالة "هو" بأشكال فنية مختلفة ومبتكرة، التجربة التى أودع فيها خبرات نصف قرن مع الريشة، وعدّها نقاد الفن التشكيلى أنضج مراحل وتجارب مسيرته، وكتبت عنها الدكتورة نعمات أحمد فؤاد بحماس:
"أبدع صلاح طاهر ستمائة لوحة من حرفين، الهاء والواو، "هو" (هو كل شىء وليس كمثله شىء.. يزول كل شىء ويبقى هو).. ستمائة لوحة لا تشبه لوحة فيها الأخرى، استقلت كل لوحة فى المجموعة بالتفرد والتميز والشخصية شكلا ولونا ورسما، ستمائة لوحة حشد فيها كل خبرته على مسار رحلة السنين، ستمائة لوحة تشهد بأستاذيته ورؤاه.. وتحققت معه أمنيته وحلمه وصار له طابع وأسلوب، وهذه المرة نقول نحن "الرجل هو الأسلوب".
ويبدو أنه من فرط حماس د. نعمات للتجربة وصاحبها فإنها بالغت فى عدد اللوحات، إذ أن صاحبها نفسه قال عن معرضه الذى أقيم عام 1988 وحمل شعار "البصيرة لا حدود لها": الحقيقة أننى حين دخلت إلى هذه المرحلة وجدت نفسى مدفوعا بقوة لا أستطيع أن أمتنع عنها أو أقاومها.. وهو ما تجلى فى تحقيق هذا التشكيل الإبداعى الجديد المبتكر الذى تمثل فى معرض "هو" و400 لوحة اخترت منها للمعرض 116 لوحة والباقى يعرض خارج مصر الآن".
وأتوقف عند الجملة الأخيرة التى وردت على لسان صلاح طاهر، وأدخل منها إلى زاوية مهمة فى مسيرته، إذ كان فى رأى المنصفين من نقاد الفن ومؤرخيه أول رسام مصرى يصل إلى العالمية ويحققها، بدليل عدد المعارض التى أقامها فى كبريات عواصم العالم الفنية وبينها لندن وباريس وفينيسيا (إيطاليا) وأثينا ودول الكتلة الشرقية (الاتحاد السوفييتى والمجر وتشيكوسلوفاكيا)، وفى أمريكا طافت معارضه سان فرانسيسكو وبوسطن ونيويورك وواشنطن ولوس أنجلوس.. ومعها طافت معارضه البلدان العربية، وقبلها 80 معرضا فى مصر و68 معرضا جماعيا فى مصر وأوربا وأمريكا والشرق الأوسط، وكتبت عنه كبريات صحف العالم وأهم نقاد الفن التشكيلى..
وبدليل الجوائز العالمية المعتبرة التى حصل عليها ومنها جائزة "جوجنهايم" العالمية (1961).. وبدليل أنه أول رسام مصرى يصل سعر لوحة له إلى مليون دولار كما حدث مع لوحة "السيمفونية"..
وفى سعيه للعالمية ظل محتفظا – كما يشير جورج حنين – بجوهره القومى وبالقيم الجمالية المستمدة من الفنون الفرعونية والقبطية والإسلامية، استطاع أن يوظفها فى لوحات إنسانية تعبر عن شوقه إلى المطلق والحرية التى لا تنكر قوانين الجمال.
(4)
والحق أننا نظلم صلاح طاهر إذا ما اختصرنا سيرته فى الرسم، حتى وإن كان هو المجال الذى صنع اسمه وخلّد ذكره وكان سبب شهرته، ذلك أنه خاض تجارب أخرى نجح فيها وتألق، ولا يصح أن نغفل عنها ونتجاهلها، لأنها تقدم جوانب وزوايا مهمة وتُلقى أضواء كاشفة على سيرة هذا الفنان الاستثنائى، الذى كان حالة خاصة ومتفردة من الإبداع والعبقرية والجنون..
ومثلما أثار استغرابك ودهشتك أن يجمع صلاح طاهر فى مقتبل حياته بين الملاكمة والرسم والعزف، فإن الدهشة ستتواصل فى كل مراحل حياته وتجاربه، فقد عمل مثلا وهو الفنان المتمرد الذى لا يطيق القيود مديرا لإدارة الفنون الجميلة بوزارة الثقافة، قبل أن يختاره وزيرها الشهير د. ثروت عكاشة مديرا لمكتبه عام 1959، ثم عينه مديرا لدار الأوبرا عام 1962، وشارك صديقه صلاح جاهين فى حلمه بنشر الأوبرا والفنون الراقية فى كل قرية مصرية، وحدث أن تلقى دعوة وقتها لزيارة أوبرا فيينا (أكبر دار أوبرا فى العالم)، وفى النمسا فوجئ بالشيال الذى يحمل حقائبه إلى غرفته بالفندق يدندن بجزء الكورال من السيمفونية التاسعة لبيتهوفن، وفوجئ أن الحكومة النمساوية قررت تدريس النوتة الموسيقية لتلاميذ المدارس، ولما عاد حاول طيلة ثلاث سنوات ونصف من العمل مديرا لدار الأوبرا أن ينشر تلك الثقافة الرفيعة، إلى أن اكتشف أنه يضيع وقته فى أمور المخازن والتوريدات ومشاكل الموظفين.. فهرب من قيود الوظيفة وقرر أن يتفرغ لفنه، ولكن هيكل أقنعه بوظيفة بلا قيود فى الأهرام، فعمل مستشارا فنيا للجريدة منذ عام 1966 حتى رحيله..
وحتى وهو فى منتصف التسعينيات من عمره ظل صلاح طاهر محتفظا بحيويته ونشاطه ولا يكف عن الرسم والحلم..
فى عقده العاشر وهو يقترب من المائة، وبعد أكثر من ثلاثة أرباع قرن مع الريشة، وبعد 18 ألف لوحة رسمها فى رقم قياسى مذهل يستحيل على غيره أن يكسره، وبعد أرفع الجوائز المصرية والعالمية التى تزين صدره، وبعد أن ظل محافظا على لياقته الذهنية فى بيت يضم 25 ألف كتاب، لم يتوقف عن الحلم ولم يكسره الزمن.. وكانت آخر كلماته:
"ما زلت أستمتع بالحياة.. ولم يزل لديّ الكثير لأصنعه.."

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وفاة الفنان التشكيلي  عصمت دواستاشي بعد  إبداع 6 عقود
وفاة الفنان التشكيلي  عصمت دواستاشي بعد  إبداع 6 عقود

البشاير

timeمنذ 7 أيام

  • البشاير

وفاة الفنان التشكيلي عصمت دواستاشي بعد إبداع 6 عقود

قالت نقابة الفنانين التشكيليين المصريين، اليوم الثلاثاء، إن الفنان عصمت داوستاشي توفي عن عمر ناهز 82 عاما بعد رحلة عطاء امتدت لأكثر من 6 عقود برع خلالها في مجالات الرسم والتصوير والطباعة والتصميم والأعمال الفنية المركبة. كما نعت وزارة الثقافة الفنان الراحل في بيان قالت فيه 'برحيل الفنان الكبير عصمت داوستاشي، فقدت الساحة الثقافية قامة فنية رفيعة، ومبدعا استثنائيا نقش الجمال في ذاكرة الوطن وكان أحد أعمدة الحركة التشكيلية في مصر'. وأضافت 'شكلت أعماله ملامح جمالية وإنسانية عميقة عبرت عن روح الفن، وتفاعلت مع التراث المصري العريق.. كان فنانا مهموما بالجمال، ومثقفا حقيقيا ظل وفيا لقيم الإبداع والتنوير، وستظل بصماته حاضرة، وقيمته الإبداعية ماثلة في ذاكرتنا الثقافية'. ولد عصمت عبد الحليم إبراهيم في الإسكندرية عام 1943 وتخرج في كلية الفنون الجميلة قسم النحت ليبدأ بعدها رحلة فنية طويلة شارك خلالها في العديد من المعارض داخل وخارج مصر. استلهم معظم أعماله من عناصر التراث المصري وغلبت على لوحاته الألوان الزاهية كما مثلت المرأة الشخصية الرئيسية في معظم هذه الأعمال، حيث قال إنها تمثل بالنسبة له مصر، واكتسب لاحقا لقب 'عصمت داوستاشي' نسبة إلى لقب عائلته التي تنحدر من جزيرة كريت. أصدر سيرته الذاتية في كتاب بعنوان (الرملة البيضاء.. ذكريات سكندري) الذي تناول فيه بشكل أساسي علاقته بمدينة الإسكندرية وعشقه لها. تابعنا علي منصة جوجل الاخبارية

رسالة حب من كندة علوش لأصالة في عيد ميلادها: "بتريحي قلوبنا"
رسالة حب من كندة علوش لأصالة في عيد ميلادها: "بتريحي قلوبنا"

الدستور

timeمنذ 7 أيام

  • الدستور

رسالة حب من كندة علوش لأصالة في عيد ميلادها: "بتريحي قلوبنا"

احتفلت الفنانة كندة علوش بعيد ميلاد صديقتها المقربة وأختها في الفن، أصالة نصري، حيث نشرت عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور التي تجمعها مع أصالة، وأرفقت تعليق مليء بالكلمات الرقيقة والتهاني. وكتبت كندة: "حبيبتي ورفيقتي وأختي ونجمتي اللي بشوف حالي فيها، كل سنة وأنتِ سالمة وسعيدة وناجحة وبالك مرتاح، كل لما أفكر فيكي بدعيلك من قلبي، الله يسعدك ويريح بالك على قد ما بتسعدي الناس اللي حواليكي". وأضافت كندة كلمات معبرة عن حبها وامتنانها لأصالة، متمنية لها المزيد من النجاح والتوفيق، مختتمة رسالتها قائلة: "بحبك كتير وممتنة لوجودك في حياتي. كل سنة وأنت أحلى صولا". تُظهر هذه الكلمات عمق العلاقة بين كندة علوش وأصالة نصري، اللتين تربطهما صداقة قوية وأخوة فنية، تعكس الوفاء والمحبة المتبادلة بين نجمات الفن العربي. بداية أصالة الفنية أصالة نصري، أحد أبرز نجوم الغناء العربي، ولدت في 15 مايو 1969 في دمشق بسوريا، بدأت مسيرتها الفنية منذ سن مبكرة، حيث كانت تنتمي إلى عائلة فنية، وقد أظهرت موهبتها في الغناء منذ طفولتها، فبدأت أصالة بالغناء في حفلات مدرسية وأحيانًا في برامج الأطفال قبل أن تصبح من أشهر مطربات العالم العربي. وتُعتبر من أبرز الأصوات العربية التي تتميز بالقوة والعاطفة في الأداء، فقدمت العديد من الأغاني التي حققت نجاحًا كبيرًا مثل "مبروك"، "أيامي بيك"، "خانات الذكريات"، "راحوا"، وغيرها من الأغاني التي أصبحت جزءًا من الذاكرة الفنية للعرب. كندة علوش وبدايتها الفنية كندة علوش هي فنانة سورية ، وُلدت في 27 مارس 1982 في مدينة دمشق بسوريا، وبدأت مسيرتها الفنية منذ أن كانت طالبة في كلية الفنون الجميلة في دمشق، حيث درست التمثيل والمسرح، وكان لها حضور قوي على خشبة المسرح في سنواتها الأولى، فدخلت عالم الفن بشكل متدرج، حيث بدأت بالظهور في عدد من المسلسلات التلفزيونية السورية التي أثبتت موهبتها وإمكاناتها الكبيرة. كانت بداية كندة علوش في عالم الشهرة من خلال مشاركتها في مسلسل "أحلام كبيرة" الذي عرض عام 2004، ثم تواصلت أعمالها الفنية المميزة لتصبح واحدة من أشهر الوجوه السورية في الدراما العربية. انتقلت كندة إلى مصر بعد ذلك وبدأت المشاركة في أعمال سينمائية ومسرحية، حيث قدمت العديد من الأدوار الناجحة في أفلام ومسلسلات مثل "سرايا عابدين" و"الآباء" و"واحد صحيح"، كما قدمت أداءً رائعًا في العديد من الأعمال التي جلبت لها جائزة أفضل ممثلة.

للضرورة أحلام
للضرورة أحلام

وضوح

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • وضوح

للضرورة أحلام

بقلم / الفنان أمير وهيب استنادا الي تجربتي و خبرتي في علاقة الفن ب الموهبة هذه قصة فنان يمكن الاسترشاد بها. عادة تظهر الموهبة من تلقاء نفسها ، و كانت أول مرة سنة ١٩٧١ ، و كان عمري سنتين ، و كانت الأسرة مجتمعة و أغنية ' موعود ' تملأ الخلفية السمعية بموسيقى انجذبت إليها بشدة ، لدرجة أن بعد انتهاء الأغنية بدأت في البكاء مطالبا إعادتها مرددا ' انانا يا نونيا ' و المقصود ' أمانة يا دنيا '. و في سن ثلاث سنوات ، ظهرت موهبة الرسم و كانت من خلال رسمة ل اتوبيس زحمة ، متكدس بالركاب بعضهم واقفين على سلم الاتوبيس و كل شبابيك الاتوبيس خارج منها رؤوس ركاب. و كان مشهد مألوف في شوارع القاهرة في أوائل السبعينيات. و مع مرور الأعوام و في سنوات الدراسة المدرسية ، بدأت الموهبة تنمو و تأكدت من خلال درجات التقدير في مادة الرسم انني من الأوائل. و بدأ ' حلم ' أن أكون فنان تظهر مشاهده في افكاري وبشكل دائم الي حد الازعاج ، و لو كان هذا الحلم فيلم اكون قد كتبت السيناريو و الحوار و قمت بإخراجه و بدور البطولة.حتى التحقت بكلية الفنون الجميلة ، و أتذكر اول مرة كنت في مواجهة امتحان أن اكون فنان ، كنت طالب في كلية الفنون الجميلة ، سنة ١٩٩٠ و طلب مني أن اقوم بعمل لوحة ، و ارتبكت ، و السبب ، هو اني لا اعلم كيفية عمل لوحة .و بعد تفكير طويل ، اخترت لوحة من أعمال فنان فرنسي شهير اسمه كاميل بيسارو و نقلتها و قدمتها لهذا الشخص. المرة الثانية التي كنت في اختبار أن اكون فنان ، كانت بعد التخرج و إتمام الدراسة سنة ١٩٩٣ ، و طلب مني عمل لوحة ، و ارتبكت ايضا ، و لنفس السبب ، و هو اني لا اعلم كيف يكون عمل لوحة ، و بدأت مرة أخرى في البحث في الكتب ، و اخترت لوحة ، توافق الموضوع المطلوب رسمه ، و نقلتها و قدمتها. بعد ذلك ، ببضعة اسابيع ، كنت اجلس بمفردي ، في مرسمي ، و أتأمل ، الرسومات و الاسكتشات ، التي قمت بتنفيذها سنوات الدراسة ، و منها من حصل على الترتيب الأول. و أثناء هذا التأمل ، و التفكير ، لحل هذه المشكلة ، و مضمون هذه المشكلة ، انني هذا الشخص الموهوب ، لا أعرف كيف اقوم بعمل لوحة ، و تأكدت أن الموهوب في الرسم و التلوين حتى لو كان متفوق دراسيا ، هذا ليس له علاقة بكونه ' فنان '. * الموهبة لا تضمن الفن ، أي أن الموهوب ليس مرادف الفنان. * أن تكون موهوب ، لديك موهبة ، هذا معناه ، أن لديك جزء من رأس المال المطلوب لمشروع فنان ، قد ينجح وقد يفشل. * أن تكون فنان ، انت محتاج ، في حالة الفنان التشكيلي ، أن يكون لديك ' فكر ' ، أن تعرف ماذا سوف ترسم ، و ثانيا ، أن يكون لديك ' تقنية ' اي أن تعرف كيف ستقوم بتلوين هذا الرسم بطريقة أصلية غير منقولة. * أن تكون فنان ، بشكل عام ، عليك اولا أن تمتلك ، بجانب الموهبة ، ' فكر ' و تمتلك ' تقنية '. * و لكي تمتلك فكر عليك البحث داخل نفسك ، في ذاتك ، حتى تجد هذا ' البئر ' ، بئر عميق لا يجف من تدفق الفكر. * و لكي تمتلك تقنية في التلوين عليك التجريب كثيرا ، بالوان و ادوات و بطريقة لها خطوات و حرفية ذات طابع واضح المعالم داخله سر الصنعة. * أي أن الفن هو هذه الخلطة السحرية بين الفكر و التقنية التي تميز هذا الفنان و التي تشبه إلي حد التطابق بصمة أصابع يده. * و لكن اذا اعتقد شخص موهوب ، انه فنان لانه يجيد الرسم و التلوين ، يرسم أشياء و مناظر بلا فكر و يقوم بالتلوين بطريقة عشوائية ، هذا معناه انه ' حرفي ' صاحب صنعة و ليس فنان. * لذلك ، يختلط على كثير من الناس و لا يعرفون التمييز بينهما ، بين صاحب موهبة دون فكر ، و هو الحرفي ، و صاحب موهبة و فكر و هو الفنان. * بعد ذلك ، يبدأ الفنان ، في استعراض ما لديه من إنتاج ، إنتاج فن ، أصلي غير مقتبس ، يعرف فيما بعد ب عمل معلم. * هذا الإنتاج يعتمد على ' راعي ' ، هو من يقوم بتمويل هذا المشروع ، مشروع فنان. * أي أن الفنان ، لابد و أن يكون لديه ' موهبة ' و ' دراسة ' و فكر ' و ' تقنية ' و ' راعي '. * بعد ذلك ، ما يقدمه الفنان سيتم تقييمه من خبراء و جمهور. خبراء ، تشمل متخصصين في هذا المجال و نقاد و الجمهور هم رواد و متذوفين هذا الفن. * الفنان الناجح ، لديه مؤيدين من الخبراء و من الجمهور. * و نسبة قليلة من الخبراء و الجمهور يمكنهم معرفة الفرق بين الصنايعي و الفنان. و انا لم اطلب عدم تكريم الممثل ، و لكن المطلوب العدالة في التكريم و تكريم الفنان التشكيلى بنفس القدر. هذا الترحيب بممثل في زيارة للقاهرة ، انا لم احظى به. في حين ما حققته من إنجاز في مجال الفن التشكيلي في نيويورك ، و على مستوى العالم ، اؤكد لك ، دون غرور أو استعلاء ، لا يستطيع فنان مصري تحقيقه مهما كان شأنه و مهما كانت ميزانيته المخصصة لإقامة المعارض. لأن إقامة المعارض تتطلب فن و ميزانية. على مدار سنوات إقامتي في نيويورك اقمت قائمة من المعارض اههمهم ، كما هو موضح بالصور : 1- معرض الساعات و حوار جريدة النيويورك تايمز. 2- معرض مكتبة نيويورك العامة لمدة ٤ أشهر. 3- لوحة على غلاف مجلة في نيويورك. 4 -لوحة في فترينة مركز ثقافي شهير في وسط مدينة منهاتن. أمير وهيب فنان تشكيلي وكاتب ومفكر

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store