logo
سلمى أبو ضيف تكشف رأيها في عمليات التجميل

سلمى أبو ضيف تكشف رأيها في عمليات التجميل

جو 24منذ 21 ساعات

جو 24 :
خلال الندوة الخاصة بفيلمها القصير "إن شا الله الدنيا تتهد"، أعربت الفنانة سلمى أبو ضيف، عن سعادتها بردود الأفعال على الفيلم، موضحة أن الشخصية مختلفة تمامًا عن جميع الشخصيات التي سبق وقدمتها من قبل، كاشفة عن رأيها في عمليات التجميل وهل من الممكن أن تخوض التجربة.
قالت سلمى: "بحب الفيلم ده جدًا وقريب لقلبي من قصته خاصةً الشغل مع المخرج كريم شعبان لأنه فنان كبير، ومنذ طرح البروجكت عشقته لأنه يشرح جانبًا إنسانيًا".
وعن رأيها في عمليات التجميل وهل من الممكن أن تخوض تلك التجربة تابعت: "مش عارفة أنصح البنات بإيه بس شايفة إنهم يحافظوا على بشرتهم بالذهاب للدكتور والمتابعة معه، ومابحبش أعمل تجميل في وشي لأن ده نعمة ربنا أنعم عليا بيها فأحب أخليه زي ما هو".
كانت سلمى أبو ضيف قد احتفلت بالعرض الخاص لفيلمها "إن شا الله الدنيا تتهد"، وذلك بحضور صناعه وبعض الضيوف، منهم: المخرج كريم شعبان، والممثل باهر النويهي، والناقد طارق الشناوي، والمؤلف وائل حمدي، والفنان صدقي صخر، جانب عدد آخر من الفنانين.
تابعو الأردن 24 على

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نجوم الفن ينعون ضحايا حادث المنوفية: مشهد يهزّ القلوب ويفتح جراح لقمة العيش
نجوم الفن ينعون ضحايا حادث المنوفية: مشهد يهزّ القلوب ويفتح جراح لقمة العيش

جفرا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • جفرا نيوز

نجوم الفن ينعون ضحايا حادث المنوفية: مشهد يهزّ القلوب ويفتح جراح لقمة العيش

جفرا نيوز - تحولت صفحات عدد من نجوم الفن على منصات التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء مفتوح، بعد الحادث الأليم الذي وقع على الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية في مصر، وأسفر عن وفاة 19 فتاة وإصابة ثلاث أخريات، خلال عودتهن إلى منازلهن بعد يوم شاق من العمل في حصد محصول العنب مقابل أجر يومي لا يتجاوز 130 جنيهًا. الفتيات الضحايا، وجميعهن من قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف، كنّ يسعين لتأمين مصاريف دراستهن الجامعية أو تجهيزات زواجهن، في مشهد إنساني مؤلم هزّ وجدان المصريين وأعاد تسليط الضوء على معاناة عاملات اليوميات وسائقي النقل العشوائي. وفي هذا السياق، تفاعل عدد كبير من الفنانين مع الحادث المأساوي، وعبّروا عن حزنهم العميق وتضامنهم الكامل مع أسر الضحايا: ونشر النجم تامر حسني عبر خاصية القصص المصورة على إنستغرام تعليقًا جاء فيه: "شهداء لقمة العيش.. 19 بنت راجعين من شغلهم اللي يوميته 130 جنيهًا، عشان يساعدوا أهاليهم ويقفوا على رجليهم ويبدأوا حياتهم.. مع كل الحزن والألم يارب صبر أهاليهم.. أسألكم الدعاء لهم بالرحمة والفاتحة.' كما كتبت الفنانة ياسمين صبري على حسابها بمنصة "X': "لا حول ولا قوة إلا بالله، حبيباتنا في الجنة ونعيمها إن شاء الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، ربنا يصبر الأهل والأحباب.' ومن جهته، كتب الفنان أحمد حلمي عبر "فيسبوك': "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. خالص عزائي لكل أسر وأهالي ضحايا الطريق الإقليمي. ربنا يصبركم ويقويكم، ربنا يرحمهم.. خبر صادم ومؤسف وموجع جدًا.' كما نشرت دنيا سمير غانم على "إنستغرام': "البقاء لله ضحايا حادث المنوفية.. ربنا يصبر أهلهم ويرحمهم برحمته الواسعة ويسكنهم فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون.' فيما كتب الفنان هشام ماجد عبر إنستغرام: "ربنا يرحم كل ضحايا حادث المنوفية ويصبر أهلهم.' أما الفنان أحمد العوضي فكتب على "فيسبوك': "إنا لله وإنا إليه راجعون.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. مع كل الحزن والألم يا رب صبر أهاليهم.. 18 عروسة للجنة إن شاء الله.' وكتبت الإعلامية رضوى الشربيني عبر "فيسبوك': "بكل حزن وأسى، ننعى الفتيات الـ19 اللاتي ارتقين إلى جوار ربهن، ونسأل الله أن يتقبلهن في عداد الشهداء، وأن يلهم أهلهن وذويهن الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.' وبحسب المعلومات الرسمية، وقع الحادث نتيجة اختلال عجلة القيادة في يد سائق سيارة نقل كبيرة، ما أدى إلى اصطدامه بميكروباص كان يقل الفتيات، على الطريق الإقليمي خلال عودتهن من العمل. وتبقى فاجعة المنوفية صرخة إنسانية مؤلمة تعكس واقعًا قاسيًا تعيشه فتيات كثر في مختلف القرى المصرية، ويُعيد طرح تساؤلات مؤجلة حول شروط العمل، والنقل، والأمان، والحد الأدنى من الكرامة اليومية.

المصري الدكتور سامح مهران .. صاحب رسالة اليوم العربي للمسرح 2026.
المصري الدكتور سامح مهران .. صاحب رسالة اليوم العربي للمسرح 2026.

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

المصري الدكتور سامح مهران .. صاحب رسالة اليوم العربي للمسرح 2026.

الشارقة - الدستور. اختارت الهيئة العربية للمسرح الأستاذ الدكتور سامح مهران (مصر) ليكون صاحب رسالة اليوم العربي للمسرح الذي يصادف العاشر من يناير 2026، وياتي هذا الاختيار لما يتمتع به الدكتور مهران من مكانة رفيعة في المشهد المسرحي العربي، ولما يمثله من موقع معرفي مرجعي، ولدوره الفاعل في صياغة المشهد المسرحي مصرياً وعربياً. الدكتور سامح مهران المولود في القاهرة عام 1954، حصل على الدكتوراة عام 1989 عن أطروحته 'مفهوم الحرب في المسرح العربي'، هذا ولعب الدكتور مهران استاذ الدراما وعلوم المسرح دوراً بارزا في المشهد المسرحي المصري والعربي والدولي من خلال نتاجه المعرفي والمهمات التي تولى إدارتها وتنفيذها، فهو رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي لعدة دورات، وشغل رئيس قسم الإعلام التربوي بكلية التربية النوعية جامعة القاهرة، وكان مستشاراً لرئيس جامعة القاهرة للفنون، كذلك تولى إدارة مسرح الغد والمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، كما رأس أكاديمية الفنون في القاهرة، وترأس لجنة المسرح في المجلس الأعلى للثقافة. كما ألف مهران عشرات النصوص المسرحية والدراسات والأبحاث والكتب المهمة، إضافة لترجمته العديد من المصادر المعرفية الهامة. ينضم سامح مهران بهذه الرسالة التي سوف يلقيها في افتتاح الدورة 16 من مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة بالتعاون مع وزارة الثقافة في جمهورية مصر العربية من 10 إلى 16 يناير 2026 إلى كوكبة المسرحيين المؤثرين الذين كتبوا الرسائل على مدار الأعوام من 2008 حتى 2025، والذين سطروا صحائف من نور المعرفة ونار التجربة واستشراف المستقبل بوعي الحاضر والاشتباك مع اسئلته. الأمين العام اسماعيل عبد الله صرح بهذه المناسبة عن اعتزازه بالدكتور سامح مهران ودوره الجلي في رفيع المعرفة والإبداع الذي يمثلهما، وهو الأكاديمي المبدع الذي تمتد إبداعاته لتشمل نواحٍ عدة في العملية المسرحية، ويمتد حضوره على كامل الساحات المسرحية العربية، واعتبر اسماعيل عبد الله أن انضمام سامح مهران لكوكبة المبدعين أصحاب الرسائل قيمة معرفية وإبداعية مضافة لقيم وقمم سبقته في صياغة الرؤى العميقة سطرها مبدعون من يعقوب الشدراوي عام 2008 مروراً بأسماء كبيرة ووازنة منحت لليوم العربي للمسرح معاني هامة في حياتنا المسرحية. د. مهران عقب على قرار اختياره ليكون صاحب الرسالة بقوله: الشكر العميق للهيئة العربية للمسرح وأمينها العام الكاتب الكبير إسماعيل عبد الله، ومجلس أمنائها لاختياري حامل رسالة المسرح العربي في الدورة السادسة عشرة لمهرجان المسرح العربي في القاهرة. وهي مسؤولية ودافع، مسؤولية أدعو الله أن أكون على قدر علوها، ودافع شخصي قوي ومؤثر للاستمرار في حقل المسرح الذي أحب وأعشق.

سعيد ذياب سليم يكتب: آخر الرجال على الأرض: المثقف بين الصمت والمقاومة
سعيد ذياب سليم يكتب: آخر الرجال على الأرض: المثقف بين الصمت والمقاومة

سرايا الإخبارية

timeمنذ 4 ساعات

  • سرايا الإخبارية

سعيد ذياب سليم يكتب: آخر الرجال على الأرض: المثقف بين الصمت والمقاومة

بقلم : سعيد ذياب سليم في مشهد خاطف من فيلم إمبراطورية الشمس، يقف الطفل جيم غراهام مدهوشًا وهو يشاهد وهج القنبلة النووية الأولى، ويتمتم: "كان الأمر كأن الله يلتقط صورة." لحظة دمار شاملة تحوّلت في عينه إلى مشهد جمالي مبهر. لم يكن يدرك أن ما رآه هو موت خاطف في ومضة نور، يختلط فيها الرعب بالدهشة اليوم، يبدو المثقف العربي كجيم: يرى الضوء، يدرك الكارثة، لكنه عاجز عن تحويل الرؤية إلى فعل جماعي أو صرخة واعية. منذ أن أصبح العالم أحادي القطب، تراجع الدور الذي كانت تلعبه الأخلاق ، وتفوقت القوة على العدالة، وصارت إسرائيل تُرعى كطفل مدلل، بينما خسر العربي صوته وتوازن رؤيته. تحوّلت الحروب إلى سرديات، والردع صار ناعمًا، تكنولوجيًا، يتسلل ويضرب الوعي لا الجسد. وفي ظل تفكك النظام العربي، وانحياز العالم لمن يملك القنبلة لا القضية، يظهر سؤالنا الجوهري: ماذا بقي للمثقف العربي؟ وهل يمكن للكلمة أن تصمد أمام ضوء يُبهر حتى الضمير؟ من الحرب التقليدية إلى الحرب المركّبة – انفجار مزدوج في الجغرافيا والوعي لم تغب الحرب التقليدية عن المشهد كما قد يُخيّل للبعض. فالمواجهة الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة جاءت لتؤكّد أن الأسلحة التقليدية ما تزال في قلب المعادلة، بل أصبحت أكثر فتكًا وتطورًا. فقد شهدنا قصفًا متبادلًا بين الطرفين، شاركت فيه الولايات المتحدة بدورها، مستخدمة أحدث طائراتها وأقوى قنابلها التدميرية، في عمليات عسكرية صاخبة ومدروسة. لكن رغم ضجيج القنابل، لم تكن هذه الحرب صراعًا عسكريًا صرفًا. لقد أصبحت الحرب اليوم هجينة، تتجاوز ميدان المعركة إلى الفضاء السيبراني، والمنابر الإعلامية، وحتى داخل اللاوعي الجمعي. إسرائيل تمارس القصف بالصواريخ حين تشاء، لكنها تمارس أيضًا الردع الناعم: تفاوض لتخدير خصمها، تُطبّع لتُشرعن وجودها، وتُنتج سرديات ثقافية تشوّه المقاومة وتُلبس الاحتلال ثوب ملاك. وهكذا، يتحوّل الصراع من حرب على الأرض إلى حرب على الإدراك. في هذا السياق، لم يعد المثقف العربي في منأى عن القصف، بل صار بدوره هدفًا رمزيًا لحرب تُعيد تشكيل الحق والحقيقة، حتى دون رصاصة واحدة. الاستشعار المشلول: حين يعرف العقل ولا تتحرك الإرادة في معظم العواصم العربية، الخطر الإسرائيلي مفهوم، لكنه غير مُعالَج. تدرك الأنظمة والنخب أن إسرائيل لم تعد فقط "دولة"، بل مشروعًا وظيفيًا للتفوق، والتفكيك، والهيمنة الإقليمية. لكن هذه المعرفة لا تتحوّل إلى فعل. بعض الدول ترى إسرائيل شريكًا أمنيًا، وأخرى تتعامل معها بمنطق الضرورة. وبين هذه وتلك، ضاع الموقف الجماعي، وتآكلت فكرة الردع العربي. منذ سقوط المشروع العربي المشترك، غابت استراتيجية المواجهة، وحلّت مكانها حسابات ضيقة: – "ما دامت لا تمثل تهديدًا مباشرًا، فإن كثيرًا من الدول تُرجئ المواجهة أو تُفضل إدارة العلاقة معها بمنطق الضرورة". – أو "الخطر الحقيقي هو إيران، لا تل أبيب". وهكذا، تحوّل العدو إلى شريك اقتصادي أو استخباري، وتراجع الإجماع القيمي الذي كان يُوحد العرب على مستوى الوعي الشعبي. في المقابل، تغلغلت إسرائيل في الإعلام، والتعليم، والتكنولوجيا، ونجحت في فرض سردية جديدة تُظهرها كواحة استقرار وسط "عالم عربي فوضوي". الاستشعار موجود، لكنّه استشعار مشلول: كمن يرى الحريق ولا يُطفئه، أو كمن يعرف طريق النجاة لكنه مشغول بالركون إلى السراب. والمثقف؟ إن لم يكن صوته في هذه اللحظة تحريضًا على الاستفاقة، فهو شاهد زائف على زلزال أخلاقي لم تُرصد شدته بعد. "وإذا كانت الأنظمة قد اختارت الصمت أو الحذر، فإن السؤال يتوجه إلى من بقي له ضمير الكلمة: المثقف. موقع المثقف العربي في 2025 في مشهد من فيلم Empire of the Sun، يقف الطفل جيم غراهام مذهولًا أمام وهج القنبلة النووية، ويهمس: "كان كأن الله يلتقط صورة." هكذا تتحول الإبادة، حين تُقدَّم من موقع القوة، إلى حدث جمالي. وفي 2025، قال وزير الأمن القومي الأمريكي عن الضربة على مفاعل فوردو: "لقد كانت ضربة رائعة." وكأن المشهد العسكري لا يُقاس بالخسائر، بل بجودته التقنية ودهشة الصورة. هنا يأتي دور المثقف. فوظيفته ليست فقط أن يكتب، بل أن يفضح الزيف الجمالي للسرديات المهيمنة، ويعيد تعيين البؤرة الأخلاقية في عالم تُعاد فيه كتابة القتل بلغة الضوء، والتطبيع بلغة المصالح، والتبعية بلغة الواقعية. في زمن فقدت فيه الدول العربية بوصلتها، وتحول كثير من الإعلاميين والخبراء إلى مروّجين لخطابات القوة، يصبح المثقف مطالبًا بأن يكون ضميرًا ناقدًا لا تابعًا، وموجهًا لتوجه وطني عاقل لا منفعلًا ولا انعزاليًا. المثقف ليس حليف سلطة، ولا خصمًا تلقائيًا لها، بل صاحب مسافة نقدية، حارس للمعنى حين تغيب المعايير، وراصد لما يُقال نيابةً عن "الوطن"، بينما الوطن في مكان آخر. قد لا يحمل طائرات أو نفوذًا، لكنه يحمل ما تخشاه قوى الردع: السؤال، والتحليل، والقدرة على إيقاظ الوعي الجماعي. ما تبقّى من المقاومة... ضوء لا يُرى، وكلمة لا تُقصف في زمنٍ تغيّرت فيه وجوه الحروب، لم تعد المقاومة سلاحًا يُشهر، بل وعيًا يتماسك. تراجعت الشعارات الكبرى، وصمتت المنابر التي كانت تهتف باسم "التحرير"، وامتلأت الساحة بأصوات عالية، لكنها تخلو من الصدى الحقيقي. ثمة نوع من الخطاب يُحب أن يُسمي نفسه "مقاومة"، لكنه في كثير من الأحيان لا يتجاوز بلاغة العتب، أو نبرة الغضب التي لا تهز ساكنًا. وما يُخشى اليوم، هو أن تتحوّل "الممانعة" إلى أداء لغوي جميل، يعزف خارج التاريخ، بينما الأرض تتغير والخرائط تُرسم بأدوات أخرى. هذا ما وصفه بعض المفكرين بـ "بلاغة المقاومة": كلمات أنيقة، لكن دون جذر أو أثر؛ تُشبه غيمة لا تمطر، أو صرخة لا تُفزع. وفي المقابل، ما أحوجنا إلى مقاومة ناعمة لكن عميقة، صامتة لكن صادقة، تُعيد ترتيب الحواس قبل أن تطلب الفعل. لقد تفككت السرديات الكبرى، تلك التي كانت تُغذي الحلم الجماعي: حكاية التحرر الوطني، ونداء القومية، وحتى مشروع النهضة الإسلامية. ولم يبقَ للمثقف إلا أن يتحرك بين الشظايا، باحثًا عن سردية جديدة لا تُخدر، بل تُنير. لا نحتاج إلى أوهام جديدة، بل إلى وعي يقظ، يُقاوم من داخل اللغة، ومن داخل الضمير. المثقف المقاوم اليوم ليس بالضرورة ثائرًا، لكنه من يحفظ للكلمة معناها، وللموقف ظلاله، وللذاكرة طهرها. هو من يعيد ترتيب الأبجدية في زمن نُزعت منه المعاني، ويقول لا دون أن يصرخ، ويصمد دون أن يحمل سلاحًا، لأن ما يملكه لا يُقصف: المعنى، والكرامة، والأسئلة التي لا تموت. الخاتمة: في عالمٍ تتساقط فيه الأقنعة، ويتراجع فيه أثر الكلمة أمام وقع المدافع وأرقام الأسواق، لم يعد المثقف العربي ذلك "النبي" الذي يقود الأمة، بل بات في كثير من الأحيان شاهداً حائراً، أو صوتاً مكسوراً في منفى داخلي أو خارجي. وكما تُظهر زينة حلبي في كتابها "تقويض المثقف العربي"، فإن صورة المثقف قد تآكلت بفعل الهزائم المتراكمة، وانكسارات الحلم الجماعي، حتى غدت وظيفته اليوم أقرب إلى الرثاء منها إلى التبشير. وفيما تنشغل قوى إقليمية قريبة كتركيا وإيران بتكريس مشاريعها القومية في قلب عالم تحكمه المصالح وتغيب عنه العاطفة، لا تزال القوى الصاعدة، شرقية كانت أم جنوبية، تحاول أن تُعيد إنتاج ذاتها في مواجهة التهديدات الوجودية. وفي ظل هذا المشهد، لا يبقى أمام العربي إلا أن يلتفت إلى الداخل، لا استسلاماً، بل بحثاً عن جذورٍ تؤسس لنهضة حقيقية، وأن يعيد بناء مشروعه الوطني بعيداً عن الشعارات الموروثة، معتمداً على ذاته، وعلى وعيه بتاريخ طويل من المحن والفرص الضائعة. ربما آن أوان الخروج من حالة الانتظار الطويل — انتظار المنقذ، أو القوة الخارجية، أو الإجماع المستحيل — نحو تأسيس وعي جديد، ينبت من الأرض، ويخاطب العصر لا أوهامه. كما قال جيم غراهام، الطفل الناجي في إمبراطورية الشمس: كان الأمر كأن الله يلتقط صورة... لم يكن الله غائبًا، ولا لاهيًا عن آلام البشر، بل ترك لنا المبادرة بالفعل، وجني الثمرة، وتذوق حلاوتها، وربما مرارتها. نحن من لا يفهم حكمته في لحظة الألم. فهل يا ترى سنقوم بدورنا، كما أراد لنا أن نقوم به؟ في لحظة الخوف، ومع تصاعد القنابل، لم يرَ جيم مجرد انفجار، بل لحظة كثيفة بالمعنى، لحظة لا يفهمها إلا من يحدّق في قلب المأساة. كان جيم يرى النور ولا يعرف أنه موت، أما المثقف اليوم، فيراه ويعرف… لكنه يواجه السؤال الأثقل: ماذا بعد المعرفة؟ كذلك هو المثقف: لا يملك طائرات ولا نفوذ، لكنه يملك ما لا يُقصف: السؤال، الذاكرة، والموقف. الصورة التي يلتقطها ليست ضوءا عابراً، بل كشفًا أخلاقيًا. وما دامت هناك عينٌ تُسمي الضوء وتكشف مصدره، فثمة أمل في استعادة الرؤية. لأن المثقف، وإن كان آخر الواقفين، لا يزال يرفع الكاميرا في وجه المدفع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store