logo
عيد الأم… احتفالًا بالعطاء المتجدد

عيد الأم… احتفالًا بالعطاء المتجدد

وضوح٢٤-٠٣-٢٠٢٥

بقلم . رباب حافظ
مدير برنامج دراسات المرأة بمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية
'الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها… أعدت شعباً طيب الأعراق' بهذه الكلمات البسيطة عبر الشاعر حافظ إبراهيم في قصيدة العلم والأخلاق عن أهمية ومحورية دور الأم في المجتمع، والحياة البشرية، ولذا يُحتفل بالأم في كافة دول العالم خلال تواريخ مختلفة وعبر أساليب متنوعة، تقديرًا لمكانة الأم. ولا شك في أن التقاليد الثقافية والتاريخية والدينية الخاصة بكل دولة تنوعت واختلفت خلال الاحتفال بهذه المناسبة، فعلى سبيل المثال تحتفل بريطانيا بعيد الأم في الـ 30 من مارس تبعًا لتقويم ديني، بينما تحتفل الأرجنتين بعيد الأم في 19 أكتوبر بسبب ارتباطه بموسم الربيع، وفي 12 أغسطس يتزامن عيد الأم في تايلاند مع عيد ميلاد الملكة الأم 'الملكة سيريكيت'؛ وتحتفل الولايات المتحدة وعديد من الدول الغربية مثل كندا وأستراليا وألمانيا بعيد الأم في الأحد الثاني من شهر مايو.
بينما يحتفل المصريون بعيد الأم في 21 مارس من كل عام، وهو التقليد الذي بدأ عام 1956 بمبادرة من الصحفي علي أمين، مؤسس جريدة 'أخبار اليوم'. ويرتبط اختيار 21 مارس ببداية فصل الربيع، حيث يتشابه التجدد والنماء في هذا الفصل مع دور الأمهات وعطائهن المستمر والمتجدد في رعاية الأجيال وتنمية المجتمع، وعلى الرغم من أن بعض الدول العربية تتبع التقليد الغربي وتحتفل به في مايو، إلا أن 21 مارس يظل التاريخ الأكثر انتشارًا.
وفي خضمّ تحديات الحياة المتسارعة، تلعب الأم دورًا محوريًا في بناء الأسرة والمجتمع، فهي الركيزة الأساسية التي تقوم عليها التربية والتنشئة، حيث تغرس في أبنائها القيم والأخلاق وتساعد في تشكيل شخصياتهم منذ الصغر، ولا يقتصر دورها على الرعاية العاطفية، بل يمتد إلى التعليم، والتوجيه، والدعم النفسي، مما يسهم في إعداد أفراد قادرين على مواجهة تحديات الحياة والمساهمة في تنمية مجتمعاتهم. وعلى المستوى الأوسع، تساهم الأمهات العاملات في الاقتصاد والتنمية الاجتماعية، سواء من خلال العمل أو الأنشطة التطوعية.
في هذا السياق، تولي مصر اهتمامًا كبيرًا بحماية الأسرة باعتبارها النواة الأساسية للمجتمع، وتسعى جاهدة لمواجهة العوامل التي قد تؤدي إلى تفككها من خلال تشريعات متطورة، وبرامج توعية مجتمعية، ودعم الاستقرار الأسري. وانطلاقًا من الدور المحوري للمرأة في بناء الأسرة وتنشئة الأجيال، بذلت الدولة جهودًا كبيرة لتعزيز حقوق المرأة عبر إصدار تشريعات داعمة وإطلاق مبادرات تمكينية، تضمن لها التوازن بين دورها الأسري والمهني.
ففي ظل التطورات الاقتصادية والاجتماعية، عملت مصر على تحديث سياسات دعم المرأة العاملة، من خلال توفير بيئة عمل مرنة تُراعي احتياجات الأمهات. ومن بين أبرز التعديلات التشريعية الأخيرة، شهدت مصر نقاشات موسعة حول تمديد اجازة الوضع، مما أدى إلى تعديل قانون العمل الجديد، بحيث تساوت المرأة العاملة في القطاع الخاص مع نظيرتها في الجهاز الإداري للدولة، وتم زيادة مدة اجازة الوضع إلى أربعة أشهر بدلًا من ثلاثة أشهر، مع زيادة عدد مرات الاستفادة منها إلى ثلاثة مرات خلال فترة العمل بدلًا من مرتين فقط، مما يعكس حرص الدولة على تحقيق توازن أكبر بين الحياة الأسرية والمهنية.
ولا شك في أن الحديث عن جهود الدولة المصرية لدعم المرأة بصورة عامة والأم بصورة خاصة لن تنتهي ولن تكفيها هذه المقالة، إذ يمكننا الاشاره هنا إلى المبادرات التي اطلقتها الدولة المصرية في سبيل تعزيز مكانة المرأة والأم منها مبادرات صحية مثل مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الثدي للسيدات، ومبادرات اجتماعية مثل برنامج تكافل وكرامة الذي يستهدف حماية الأم المصرية.
وختامًا يمكنني القول أن عيد الأم ليس مجرد احتفال سنوي، إنما هو فرصة حقيقية للوقوف على المكتسبات والإنجازات التي حققتها المرأة بصور عامة والأم بصور خاصة ومن ثم السعي نحو تعزيز مكانتها وتلبية طموحها، كما أن الاحتفال بعيد الام يعد تذكير مستمر بالدور الجوهري الذي تلعبه الأمهات في بناء المجتمعات. فالأم ليست فقط مربية الأجيال، بل هي مصدر الاستقرار والقوة في كل أسرة، ودعمها وتمكينها يعني الاستثمار في مستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا. وتظل مكانة الأم ثابتة ومحورية، مما يجعل الاحتفاء بها أمرًا ضروريًا يعكس قيم التقدير والاحترام والعرفان لدورها العظيم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في ذكرى ميلاده الثمانين.. التنمية الثقافية يحتفي بالغيطاني في متحف نجيب محفوظ
في ذكرى ميلاده الثمانين.. التنمية الثقافية يحتفي بالغيطاني في متحف نجيب محفوظ

مصرس

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • مصرس

في ذكرى ميلاده الثمانين.. التنمية الثقافية يحتفي بالغيطاني في متحف نجيب محفوظ

ينظم قطاع صندوق التنمية الثقافية، برئاسة المعماري حمدي السطوحي، احتفالية خاصة بمناسبة مرور 80 عامًا على ميلاد الأديب الكبير الراحل جمال الغيطاني (1945 – 2015)، وذلك في تمام الثانية عشر ظهر غدا السبت، بمتحف ومركز إبداع نجيب محفوظ بجوار الجامع الأزهر. تشمل الفعالية ندوة ثقافية ومعرضًا وثائقيًا يسلطان الضوء على أبرز محطات الغيطاني الإبداعية والصحفية، بمشاركة نخبة من المثقفين والمفكرين والإعلاميين والأكاديميين.يشرف على إعداد المعرض الكاتب الصحفي طارق الطاهر، رئيس تحرير "أخبار الأدب" الأسبق، وأحد أبرز تلاميذ الغيطاني، الذي شاركه حلم تأسيس الجريدة عام 1993.يضم المعرض مجموعة نادرة من الوثائق والمخطوطات، بعضها يعرض لأول مرة، من بينها قرار تعيينه بمؤسسة "أخبار اليوم" في أبريل 1969، موقعا من المفكر الكبير محمود أمين العالم، وقرار تعيينه رئيسًا لتحرير "أخبار الأدب" عام 1993، موقعا من الدكتور مصطفى كمال حلمي، رئيس مجلس الشورى آنذاك، كما يتضمن المعرض مقتطفات من حوارات نادرة، يعود أقدمها إلى عام 1969 بمجلة الطليعة، فضلا عن مختارات من مقالاته التي عبرت عن انحياز دائم لقضايا الوطن والهوية والتراث.وتعرض الفعالية أيضًا عددًا من الصور الفوتوغرافية التي توثق لقاءاته مع رموز الثقافة العربية والعالمية، إلى جانب حواره المطول الذي نُشر بجريدة "أخبار الأدب" في مايو 2015 بمناسبة بلوغه السبعين، والذي تناول فيه أبرز محطات رحلته الأدبية والصحفية، ويُختتم المعرض بنشر نعي القوات المسلحة، الذي وصفه ب"أديب الوطن"، إلى جانب غلاف عدد مايو 2025 من مجلة الثقافة الجديدة، والذي تصدر بعنوان: "جمال الغيطاني.. راوي الحاضر بعين الماضي".يُعد جمال الغيطاني أحد أعمدة السرد العربي الحديث، حيث أثرى المكتبة العربية بأعمال روائية وقصصية وسير ذاتية شكلت بصمة خاصة في المشهد الأدبي، من أبرزها: الزيني بركات، تجليات مصر، الرفاعي، أوراق شاب عاش منذ ألف عام، ووقائع حارة الزعفراني. وقد تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات، منها الفرنسية، والألمانية، والإنجليزية، ما أسهم في وصول صوته إلى جمهور عالمي.بدأ الغيطاني مسيرته المهنية عام 1963، ثم التحق بالعمل الصحفي عام 1974، وتدرج في المناصب حتى ترأس القسم الأدبي بمؤسسة "أخبار اليوم"، قبل أن يؤسس جريدة "أخبار الأدب" عام 1993، وقد حصل خلال مشواره الحافل على عدد من الجوائز والأوسمة الرفيعة، من بينها: جائزة الدولة التشجيعية في الرواية (1980)، وسام الاستحقاق الفرنسي بدرجة فارس (1987)، جائزة الدولة التقديرية (2007)، جائزة الشيخ زايد في الآداب (2009)، وجائزة النيل، أرفع الجوائز الأدبية المصرية، عام 2015.

السبت.. متحف نجيب محفوظ يحتفي بالذكرى الثمانين لميلاد جمال الغيطاني
السبت.. متحف نجيب محفوظ يحتفي بالذكرى الثمانين لميلاد جمال الغيطاني

مصرس

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • مصرس

السبت.. متحف نجيب محفوظ يحتفي بالذكرى الثمانين لميلاد جمال الغيطاني

ينظم قطاع صندوق التنمية الثقافية، برئاسة المعماري حمدي السطوحي، احتفالية خاصة بمناسبة مرور 80 عامًا على ميلاد الأديب الراحل جمال الغيطاني (1945 – 2015)، وذلك في الثامنة مساء بعد غد السبت بمتحف ومركز إبداع نجيب محفوظ بجوار الجامع الأزهر. الاحتفالية التي تُقام في إطار حرص وزارة الثقافة على تكريم رموز الفكر والإبداع وإحياء التراث الأدبي المصري، تشمل عدة فعاليات، ومنها تنظيم ندوة ثقافية ومعرض وثائقي يسلّطان الضوء على أبرز محطات الغيطاني الإبداعية والصحفية، بمشاركة نخبة من المثقفين والمفكرين والإعلاميين والأكاديميين.يشرف على إعداد المعرض الكاتب الصحفي طارق الطاهر، أحد أبرز تلاميذ الغيطاني، الذي شاركه حلم تأسيس جريدة متخصصة في الأدب عام 1993.يضم المعرض مجموعة نادرة من الوثائق والمخطوطات، بعضها يُعرض لأول مرة، من بينها قرار تعيينه بمؤسسة "أخبار اليوم" في أبريل 1969، موقّعًا من المفكر الكبير محمود أمين العالم، وقرار تعيينه رئيسًا لتحرير "أخبار الأدب" عام 1993، موقّعًا من الدكتور مصطفى كمال حلمي، رئيس مجلس الشورى آنذاك، كما يتضمن المعرض مقتطفات من حوارات نادرة، يعود أقدمها إلى عام 1969 بمجلة الطليعة، فضلًا عن مختارات من مقالاته التي عبّرت عن انحياز دائم لقضايا الوطن والهوية والتراث.وتعرض الفعالية أيضًا عددًا من الصور الفوتوغرافية التي توثّق لقاءاته مع رموز الثقافة العربية والعالمية، إلى جانب حواره المطوّل الذي نُشر بجريدة "أخبار الأدب" في مايو 2015 بمناسبة بلوغه السبعين، والذي تناول فيه أبرز محطات رحلته الأدبية والصحفية، ويُختتم المعرض بنشر نعي القوات المسلحة، الذي وصفه ب"أديب الوطن"، إلى جانب غلاف عدد مايو 2025 من مجلة الثقافة الجديدة، والذي تصدّر بعنوان: "جمال الغيطاني.. راوي الحاضر بعين الماضي".يُذكر أن جمال الغيطاني يُعد أحد أعمدة السرد العربي الحديث، حيث أثرى المكتبة العربية بأعمال روائية وقصصية وسير ذاتية شكّلت بصمة خاصة في المشهد الأدبي، من أبرزها: الزيني بركات، تجليات مصر، الرفاعي، أوراق شاب عاش منذ ألف عام، ووقائع حارة الزعفراني. وقد تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات، منها الفرنسية، والألمانية، والإنجليزية، ما أسهم في وصول صوته إلى جمهور عالمي.وبدأ الغيطاني مسيرته المهنية عام 1963، ثم التحق بالعمل الصحفي عام 1974، وتدرّج في المناصب حتى ترأس القسم الأدبي بمؤسسة "أخبار اليوم"، قبل أن يؤسس جريدة "أخبار الأدب" عام 1993، وقد حصل خلال مشواره الحافل على عدد من الجوائز والأوسمة الرفيعة، من بينها: جائزة الدولة التشجيعية في الرواية (1980)، وسام الاستحقاق الفرنسي بدرجة فارس (1987)، جائزة الدولة التقديرية (2007)، جائزة الشيخ زايد في الآداب (2009)، وجائزة النيل، أرفع الجوائز الأدبية المصرية، عام 2015.

معرض يوثق أبرز المحطات فى مسيرة جمال الغيطانى
معرض يوثق أبرز المحطات فى مسيرة جمال الغيطانى

الدستور

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • الدستور

معرض يوثق أبرز المحطات فى مسيرة جمال الغيطانى

في ذكرى ميلاده الثمانين.. في إطار حرص وزارة الثقافة على تكريم رموز الفكر والإبداع وإحياء التراث الأدبي المصري، ينظم قطاع صندوق التنمية الثقافية، احتفالية خاصة بمناسبة مرور 80 عامًا على ميلاد الأديب الكبير الراحل جمال الغيطاني، وذلك في تمام الثانية عشر ظهر اليوم السبت، في رحاب متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ بجوار الجامع الأزهر. التنمية الثقافية يحيي ذكري جمال الغيطاني" بمتحف نجيب محفوظ تشمل الفعالية ندوة ثقافية ومعرضًا وثائقيًا يسلطان الضوء على أبرز المحطات في مسيرة جمال الغيطاني الإبداعية والصحفية، بمشاركة نخبة من المثقفين والمفكرين والإعلاميين والأكاديميين. يضم المعرض مجموعة نادرة من الوثائق والمخطوطات، بعضها يُعرض لأول مرة، من بينها قرار تعيينه بمؤسسة "أخبار اليوم" في أبريل 1969، موقّعًا من المفكر الكبير محمود أمين العالم، وقرار تعيينه رئيسًا لتحرير "أخبار الأدب" عام 1993، موقّعًا من الدكتور مصطفى كمال حلمي، رئيس مجلس الشورى آنذاك، كما يتضمن المعرض مقتطفات من حوارات نادرة، يعود أقدمها إلى عام 1969 بمجلة الطليعة، فضلًا عن مختارات من مقالاته التي عبّرت عن انحياز دائم لقضايا الوطن والهوية والتراث. وتعرض الفعالية أيضًا عددًا من الصور الفوتوغرافية التي توثق لقاءاته مع رموز الثقافة العربية والعالمية، إلى جانب حواره المطول الذي نُشر بجريدة "أخبار الأدب" في مايو 2015 بمناسبة بلوغه السبعين، والذي تناول فيه أبرز محطات رحلته الأدبية والصحفية، ويُختتم المعرض بنشر نعي القوات المسلحة، الذي وصفه بـ"أديب الوطن"، إلى جانب غلاف عدد مايو 2025 من مجلة الثقافة الجديدة، والذي تصدر بعنوان: "جمال الغيطاني.. راوي الحاضر بعين الماضي". يُعد جمال الغيطاني أحد أعمدة السرد العربي الحديث، حيث أثرى المكتبة العربية بأعمال روائية وقصصية وسير ذاتية شكلت بصمة خاصة في المشهد الأدبي، من أبرزها: الزيني بركات، تجليات مصر، الرفاعي، أوراق شاب عاش منذ ألف عام، ووقائع حارة الزعفراني. وقد تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات، منها الفرنسية، والألمانية، والإنجليزية، ما أسهم في وصول صوته إلى جمهور عالمي. بدأ جمال الغيطاني مسيرته المهنية عام 1963، ثم التحق بالعمل الصحفي عام 1974، وتدرج في المناصب حتى ترأس القسم الأدبي بمؤسسة "أخبار اليوم"، قبل أن يؤسس جريدة "أخبار الأدب" عام 1993، وقد حصل خلال مشواره الحافل على عدد من الجوائز والأوسمة الرفيعة، من بينها: جائزة الدولة التشجيعية في الرواية (1980)، وسام الاستحقاق الفرنسي بدرجة فارس (1987)، جائزة الدولة التقديرية (2007)، جائزة الشيخ زايد في الآداب (2009)، وجائزة النيل، أرفع الجوائز الأدبية المصرية، عام 2015.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store