
علياء جمعة الشامسي: الفن التشكيلي لغتنا الثقافية إلى العالم
#منوعات
الفن التشكيلي ليس مجرد تعبير عن الجمال، بل هو لغة تنقل الثقافات والقيم والتراث إلى العالم. وفي الإمارات، يشهد هذا المجال ازدهارًا ملحوظًا، حيث برزت مجموعة من المبدعات الإماراتيات، اللواتي يخضن تجارب فنية متنوعة، من الرسم التقليدي إلى الفن الرقمي المعتمد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. ومن بين هذه المواهب، تبرز الفنانة التشكيلية علياء جمعة الشامسي، التي جمعت بين شغفها بالفن، ومعرفتها بتقنية المعلومات؛ لتبتكر أسلوبًا فنيًا خاصًا بها، يعكس هويتها الإماراتية بأسلوب حديث.. «زهرة الخليج» التقتها، فكان هذا الحوار:
بين الشغف والتكنولوجيا
كيف بدأت رحلتك مع الفن الرقمي؟
بدأت مسيرتي في عالم الرسم الرقمي عام 2014، عندما اقتنيت أول جهاز لوحي (تابلت). وبحكم دراستي في مجال تقنية المعلومات، وجدت في الفن الرقمي فرصة لدمج الموهبة في المعرفة الأكاديمية، ما أتاح لي تطوير أسلوبي الفني بشكل حديث، ومتطور.
علياء جمعة الشامسي: الفن التشكيلي لغتنا الثقافية إلى العالم
هل نشأتِ في بيئة فنية ساعدتك على تطوير موهبتك؟
لم أنشأ في عائلة فنية، فقد كنتُ أول من ولج هذا المجال في عائلتي. ومع ذلك، بعد أن بدأت تحقيق إنجازات في الرسم والفن التشكيلي، وجدت دعمًا معنويًا كبيرًا من عائلتي، ما شجعني على المضي قدمًا.
تركزين على ملامح البيئة الإماراتية في أعمالك.. حدثينا عن ذلك!
إذا نظرنا إلى أعمال فنانين عالميين مثل فريدا كاهلو، فسنجد أنهم يعبرون عن ثقافتهم بفخر واعتزاز، وهذا ألهمني التركيز على تراثنا الإماراتي الغني. أعتقد أن الفن لغة تنقل الثقافات والقيم والتراث إلى العالم، ووسيلة لنقل الهوية الثقافية للأجيال القادمة، وللعالم أجمع، لذلك أسعى إلى تجسيد عناصر بيئتنا في أعمالي، ما يسهم في نشر ثقافتنا، وإيصالها إلى الجمهور.. محليًا، وعالميًا.
نافذة إلى العالم
كيف يتفاعل الجمهور مع أعمالك الرقمية؟
الفن الرقمي ليس مجرد تقنية، بل هو امتداد للفن التقليدي، مع اختلاف الأدوات المستخدمة. ففي الفن التقليدي، نستخدم الألوان والفرشاة، وفي الفن الرقمي نكتفي باستخدام شاشة، لكنني استطعت رسم لوحات صامتة، ومعبرة في الوقت نفسه، وكنت ألجأ إلى إضافة بعض التأثيرات. عندما أشارك بأعمالي في المعارض، ألاحظ كيف تجذب اللوحات الرقمية الزوار للتأمل والتفاعل. فعلى سبيل المثال، لوحة «الشيخ زايد»، التي سميتها «من العين إلى باكنغهام»، تعتمد على دمج الفن في الحركة الرقمية، حيث يظهر تأثير الدخان بشكل انسيابي؛ ليعكس أجواء باكنغهام في ذلك الوقت، ما يجعلها تجربة بصرية فريدة، تخاطب مختلف الشعوب بطريقة مبتكرة.
علياء جمعة الشامسي: الفن التشكيلي لغتنا الثقافية إلى العالم
لكل لوحة قصة، فكيف تقومين بإيصالها؟
كل لوحة تحمل في طياتها حكاية خاصة، وأستخدم تقنيات متعددة لنقل هذه المشاعر، سواء من خلال الألوان الدافئة التي تعزز الإحساس بالهدوء والسكينة، أو من خلال تعابير الوجوه والنظرات التي تحكي قصصًا صامتة. أحيانًا، عند عرض أعمالي، أطرح أسئلة على الزوار حول إحساسهم تجاه اللوحة، فأجد أنهم يستشعرون الرسالة التي أردت إيصالها، ما يؤكد قدرة الفن على التعبير دون الحاجة إلى الكلمات.
أثر الفن الرقمي
إلى أي مدى تعتمدين على الذكاء الاصطناعي في أعمالك؟
أنا لا أعتمد، بشكل أساسي، على الذكاء الاصطناعي، فأكثر لوحاتي تُنفذ بالكامل بأسلوبي الخاص. لكنني جربت استخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم خلفية إحدى لوحاتي الخاصة بمبادرة «زايد وراشد»، وأشرت بوضوح إلى أن الخلفية صُممت بالذكاء الاصطناعي؛ ليتمكن المشاهدون من التمييز بين الأجزاء المرسومة يدويًا، والمعدلة رقميًا. إن لوحة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، من أقرب الأعمال إلى قلبي؛ فقد قررت تصويره جالسًا على الأرض، ومحاطًا بأشجار النخيل، بنظرة تحمل الطيبة والدفء، وابتسامة خفيفة توحي بالأمل والطمأنينة. هذه اللوحة كانت وسيلتي؛ للتعبير عن محبتي له، وأتمنى أن تعكس الاحترام والتقدير، اللذين نحملهما له في قلوبنا.
هل تعتقدين أن الفن الرقمي أصبح أكثر انتشارًا؟
نعم، الفن الرقمي أصبح جزءًا من المشهد الفني العالمي، وهو اليوم يحظى بقبول واسع. وقد نظّمت العديد من ورش العمل في هذا المجال، وشهدتْ إقبالًا كبيرًا من المشاركين، ما يؤكد أن هذا النوع من الفن لا يقل أهمية عن الفن التقليدي، بل يفتح آفاقًا جديدة للفنانين الشباب.
هل يمكن اعتبار الفن الرقمي جزءًا من الاستدامة؟
بالتأكيد، فهو يوفر حلولًا بيئية مستدامة، ولا يتطلب استخدام المواد الضارة، أو غير القابلة لإعادة التدوير، كما أنه يقلل الهدر؛ فيكفيني استخدام «الآيباد»، وقلم الرسم؛ لإنجاز عمل فني متكامل، دون أي تأثير سلبي في البيئة.
علياء جمعة الشامسي: الفن التشكيلي لغتنا الثقافية إلى العالم
كيف ترين مستقبل الفن التشكيلي في الإمارات؟
المستقبل مشرق جدًا، بفضل الدعم الكبير من قيادتنا الرشيدة، التي تولي اهتمامًا خاصًا للحراك الفني والثقافي. اليوم، تتوفر لنا الإمكانات اللازمة للنهوض بهذا المجال، ما يجعل الفن التشكيلي جزءًا أساسيًا من المشهد الثقافي الإماراتي، فهو ليس مجرد إبداع بصري، بل وسيلة للحفاظ على هويتنا، والتعبير عن قيمنا، وتراثنا العريق.
ما الرسالة، التي تحملينها في أعمالك؟
الفنان الحقيقي يجب أن يكون صانع تغيير، وأن يسهم في نشر الوعي بالقضايا الإيجابية في المجتمع. على سبيل المثال، خلال جائحة «كورونا»، رسمت لوحات تكرم أبطال خط الدفاع الأول؛ تقديرًا لجهودهم. كما أنني عملت على سلسلة «حشمة»، التي تهدف إلى تعزيز مفهوم الاحتشام، بأسلوب يعكس هويتنا وثقافتنا بطريقة راقية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 6 ساعات
- البيان
عائلة إماراتية تعشق الرياضة وتعتلي منصات التتويج بـ 600 ميدالية
في زاوية من زوايا الصالات الرياضية التي اعتادت استقبال الأبطال، تقف ندى النعيمي الملقبة بـ «أم الأبطال»، باعتبارها المدربة الأولى، والمُلهمة، ومهندسة النجاح لعائلة رياضية بات اسمها مرادفاً للإنجاز.. زمزم، غلا، وزايد، ثلاثة أبناء ترعرعوا وسط نزالات الجوجيتسو، وحلبات الفنون القتالية المختلطة، وتحولوا اليوم إلى واجهة مشرقة للرياضة الإماراتية حول العالم. لم يكن الطريق سهلاً، ولم تُصنع الميداليات من الذهب وحده، بل من العزيمة والانضباط والإيمان بأن كل تعب يُترجم على المنصة عزفاً لنشيد الوطن.. والنتيجة أكثر من 600 ميدالية ملونة بمختلف البطولات، في رياضات متنوعة، تشمل الجوجيتسو، الـ MMA، الجودو، الهوكي، الفروسية، والشطرنج. وأكدت ندى النعيمي، في تصريحات لـ «البيان»، أن رحلتهم بدأت من حبها الشخصي للفنون القتالية، فهي نفسها لاعبة جودو حزام أسود، وجوجيتسو حزام بني، نقلت شغفها هذا لأبنائها، قائلة: «نقلت حب الفنون القتالية، وخاصة رياضة الجوجيتسو، إلى أبنائي، لما لها من دور كبير في تنمية الجسد والعقل، وتعزيز الشخصية والثقة بالنفس». وتابعت: «كل بطولة تمثل محطة مهمة، وكل ميدالية تحمل قيمة خاصة، لكن تبقى فرحة قيادتنا الرشيدة وتشجيعهم الدائم لإنجازاتنا، هي الحافز الأكبر، والدافع الحقيقي للاستمرار، والمضي قدماً بثقة وعزيمة». جدول منظم يوميات العائلة تخضع لجدول منظم بدقة، يجمع بين الالتزامات الدراسية والرياضية، فهناك توقيت للدراسة، وآخر للتدريب، ومساحة للتركيز النفسي والبدني، وقالت الأم عن هذا الأمر: «لكل شيء وقته المحدد، نبدأ بيوم دراسي منتظم، يتبعه تدريب الجوجيتسو، ثم تمرينات الفنون القتالية المختلطة (MMA) مباشرة، لا مجال لهدر الوقت». وأضافت: «سر هذا النجاح، يعود إلى توفيق الله أولاً، ثم إلى الدعم الكبير من دولتنا وقيادتنا الرشيدة، نحظى ببيئة رياضية استثنائية، تضم مراكز تدريب حديثة، وأفضل الكفاءات الفنية، إضافة إلى الدعم المعنوي من قيادتنا، وحضورهم الدائم في البطولات». وعن رسالتها للأمهات الإماراتيات، قالت ندى: «شجعي أبناءك، وكوني حاضرة في كل لحظة من مشوارهم.. قدّمي لهم الدعم والثقة، ورافقيهم في كل إنجاز، فوجودك بجانبهم هو مفتاح نجاحهم». هذا الدعم لم يكن ليُثمر دون التزام من الأبناء.. غلا الحمادي، واحدة من أبرز النماذج في العائلة، تشق طريقها بثبات وثقة، غلا لاعبة الجوجيتسو فئة تحت 18 سنة، في وزن 48/52 كغم، توجت مؤخراً بلقبها الرابع على التوالي في بطولة أبوظبي غراند سلام للجوجيتسو، وقالت صاحبة الـ 16 عاماً لـ «البيان»: «فوزي في غراند سلام للمرة الرابعة على التوالي، شعور لا يوصف، خصوصاً أن البطولة فيها تحدٍ كبير، ومنافسون أقوياء». وعن أصعب لحظات البطولة، قالت: «جميع النزالات كانت مليئة بالتحدي، لكن بفضل الله وتوفيقه، تمكنت من تحقيق المركز الأول». وتطمح غلا إلى التتويج بجائزة أفضل لاعبة تحت 18 عاماً، قائلة: «أحلم بأن أسعد وطني وقيادتنا، وأن أرفع علم الإمارات في كل بطولة، سواء كانت محلية أو عالمية»، كما وجهت رسالة إلى الفتيات الإماراتيات، قائلة: «أنصح كل فتاة بخوض تجربة الجوجيتسو، والالتزام بالتدريب بجد واجتهاد، فبذلك يمكنها تحقيق أحلامها، وتمثيل الوطن بأفضل صورة». هذه العائلة تؤكد فكرة أن الدعم الحقيقي، حين يصدر من البيت، ومن قلب أم تُشبه الوطن في عطائها، تكون النتيجة أكثر من مجرد أرقام.. تكون قصة مجد إماراتي مكتوب بالعزيمة والشغف.


الاتحاد
منذ 3 أيام
- الاتحاد
مؤسسات محمد بن خالد الثقافية والتعليمية تحتفي بيوم الأسر العالمي
العين (وام) نظمت مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية فعالية مجتمعية مميزة بمناسبة يوم الأسر العالمي؛ وذلك بالتعاون بين جمعية محمد بن خالد آل نهيان لأجيال المستقبل، ومكتبة أجيال المستقبل، ومركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي، ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم. وقدمت الجهات المشاركة برامج متنوعة تلبي احتياجات الفئات المختلفة، تضمنت برنامج «مفاتيح الأسرة السعيدة» الذي طرح محاور تربوية واجتماعية هادفة، بينما قدمت مكتبة أجيال المستقبل أنشطة تفاعلية للأطفال. وأضفى مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي، طابعاً تراثياً من خلال برنامج «إرث زايد التراثي»، وشارك برنامج «إرث زايد البيئي» بورشة عمل تحت عنوان «أيدينا تزرع وتلوّن»، ركزت على غرس مفاهيم الاستدامة لدى الأطفال وتعزيز وعيهم البيئي. وتضمنت الأنشطة ورشة حول السلامة العامة قدمها الدفاع المدني، والتعرف على «دورية السعادة»، إضافة إلى ورش تفاعلية أبرزها «اكتشفني بحب» و«التربية الإيجابية للأبناء». كما شهدت أنشطة إبداعية في الرسم، وتجارب تعليمية باستخدام الروبوت لتعليم الأطفال مهارات التوازن والاتجاهات. وأسهم في تنظيم الفعالية فريق «تطوعك انتماء» بالتعاون مع فريق «سند التطوعي»، ما أضفى طابعاً مجتمعياً تطوعياً يُجسد روح التعاون والعمل الجماعي.


الاتحاد
منذ 3 أيام
- الاتحاد
أحمد زايد: المكتبات منارات فكرية تتبنى قيم التسامح والتعددية
فاطمة عطفة تحتل مكتبة الإسكندرية في جمهورية مصر العربية مكانة تاريخية عريقة، باعتبارها منارة فكرية تشكّل بالنسبة للمنطقة والإقليم، ولمصر على وجه الخصوص، بُعداً تاريخياً حضارياً مهماً للغاية. وفي حديثه لـ(الاتحاد)، أشار مدير المكتبة الدكتور أحمد زايد، إلى أن العالم كله يتذكر من خلال المكتبة أن في هذه البقعة من الأرض في الإسكندرية، كانت توجد حضارة، هي امتداد للحضارة الأثينية القديمة، وكانت الإسكندرية تضم عدداً كبيراً من العلماء والمثقفين، ومكتبتها تضم حوالي مليون كتاب، والاسم ذاته يعتبر إضافة للثقافة العربية. ويتابع د. زايد مبيناً أن مكتبة الإسكندرية، منذ أن نشأت، أضافت إلى الثقافة العربية فكرة أساسية في بناء المكتبات، لأنها ليست مكتبة تخزن في داخلها كتباً، وتقدمها للناس للقراء أو الباحثين، وإنما يجب أن تكون منارة فكرية، ويجب أن تكون نافذة لإنتاج المعرفة، وإنتاج الفكر المتجدّد، ولتبني القيم العالمية السامية، مثل التسامح والتعددية والتبادلية والانفتاح على العالم. ويضيف: «لذلك نحن نعتبر أن مكتبة الإسكندرية نافذة على العالم، ونافذة من العالم علينا، والهدف الأساسي من هذا التوجه، هو أن تكون هناك تبادلية لقيم الثقة والعدل والتسامح والمساواة بين الناس، وكل هذه القيم الإنسانية، التي تُبنى عليها الحضارة يمكن لمكتبة الإسكندرية أن تقوم بها من خلال أنشطتها المختلفة، وهي أنشطة متعددة ومتنوعة، منها أنشطة أكاديمية وثقافية وفنية، والمكتبة فيها معارض ومتاحف وغناء ومسرح وسينما، ومنتديات للشعر وجوائز للشعر والسرد للمثقفين بشكل عام وللعلم، بهذا المنطق نقدم نموذجاً لما يجب أن تكون عليه المكتبة الحديثة. والآن، ثمة مناقشات تدور في العالم كله حول أهمية المكتبات وأهمية دورها، ولم تعُد فقط فكرة القراءة أو البحث تستحوذ على التفكير في أهمية المكتبة، وإنما الأمر يتسع لرؤية ثقافية واسعة النطاق». ويواصل د. أحمد زايد حديثه بقوله: «مكتبة الإسكندرية الحديثة نشأت في 16 أكتوبر عام 2002، وقد نشأت كمكتبة مرقمنة بطابع إلكتروني، وكل الاتصال في داخلها يتم إلكترونياً بنظام الإيميل والتبادل الإلكتروني. ومن جهة ثانية، تحاول المكتبة نفسها أن تقوم بجهد إلكتروني كبير من خلال معمل بالمكتبة للرقمنة، وهذا المعمل يقوم بتوثيق أو رقمنة كتب عديدة، وقد رقّمنا حتى الآن أكثر من نصف مليون كتاب، ويرقّم كل يوم حوالي 3000 صفحة، كما أن المكتبة فيها رصيد إلكتروني للمخطوطات، حيث يوجد ما يزيد على 120 ألف مخطوط صور، وحوالي 6000 مخطوط طبيعي مرقمنة كلها، وأي شخص يحصل عليها في دقائق. ويوضح د. زايد أن المكتبة لديها برامج لأرشفة التراث الطبيعي والثقافي والمادي المصري، ومركز متخصّص لهذه المهمة، وقد قام بدور كبير في توثيق الكنائس والمساجد والشوارع والقصور والحدائق العامة والحرف والعادات والتقاليد، حتى التراث الطبيعي من حيوانات ونباتات وآثار، كلها خضعت للتوثيق والرقمنة، وهناك أرشيف كامل لها في المكتبة، إضافة إلى برنامج آخر اسمه «ذاكرة مصر»، حيث نحتفظ فيه بأرشيف كامل للقادة السياسيين المصريين وبعض الشخصيات التاريخية. نوافذ ثقافية متعددة حول التواصل مع المكتبات والمراكز الثقافية العربية، يقول د. أحمد زايد: «مصر في دورها الريادي تتعاون مع محيطها العربي، الذي يعتبر بالنسبة لها هو المحيط الرئيسي والأساسي، وهو الظهير، ونحن نتعلم هكذا في المدارس ونقول: ثمة دائرة تبدأ بالتجربة العربية، ثم تتسع للدائرة الأفريقية، ثم تتسع للدائرة العالمية، هذا كلام نتعلمه في المدارس ثم نعلمه لأولادنا، والمكتبة تتبنى هذه الرؤية، وأنا في رؤيتي داخل المكتبة التي قدمتها لمجلس الأمناء تبنيت هذه الفكرة، لأن الثقافة العربية لن تكتمل أبداً ولن تحقق أهدافها بجهد واحد». ويضيف: د.زايد: «إننا جميعاً نحتاج إلى مزيد من التعاون، وفي الإمارات نوافذ ثقافية متعددة، وفي غيرها أيضاً من الدول العربية، ولذلك نحن نحتاج إلى أن نُطلّ على بعضنا البعض من خلال هذه النوافذ، ولدينا علاقات وثيقة مع مركز أبوظبي للغة العربية، ومع مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، ومركز الشارقة للتراث، ونعمل على المزيد من التعاون مع مؤسسات إماراتية أخرى، وهذا التعاون هو الذي يخلق الريادة الحقيقية للثقافة العربية».