
«أولمبياد الروبوت الخليجي» يختتم منافساته.. وتوجُّه لنقل التجارب الناجحة إلى الميدان التربوي
استضافت دولة الإمارات النسخة الثانية من الأولمبياد الخليجي للروبوت، الذي ضم ستة وفود خليجية، وتنافس فيه 30 طالباً وطالبة، حيث نظمه مكتب التربية العربي لدول الخليج، تحت شعار «الصناعة والابتكار لتنمية المجتمعات المستدامة».
واشتملت قائمة الفائزين على الفريق الطلابي من سلطنة عُمان، الذي فاز بالميدالية الذهبية في جائزة أبطال حلبة الروبوت، وحظي طلبة دولة قطر بالميدالية الفضية، فيما تُوّج طلبة الإمارات بالميدالية البرونزية، وفاز بالميدالية الذهبية في جائزة التصميم الهندسي طلبة مملكة البحرين، وحصد الميدالية الفضية طلبة سلطنة عُمان، وحظي بالميدالية البرونزية الطلبة من دولة قطر.
وفي جائزة الابتكار - المشاريع العلمية، فاز طلبة مملكة البحرين بالميدالية الذهبية، فيما فاز بالميدالية الفضية طلبة دولة قطر، وبالميدالية البرونزية طلبة الإمارات، ومنحت لجنة التحكيم واللجنة العلمية شهادة أصالة الفكرة عن الابتكار العلمي للطلبة من المملكة العربية السعودية، وفي جائزة الأثر المجتمعي، تُوّج الطلبة من سلطنة عُمان بالميدالية الذهبية، فيما حصد الطلبة من مملكة البحرين الميدالية الفضية، وفاز طلبة الإمارات بالميدالية البرونزية.
وشهد الحفل الختامي للأولمبياد، الذي استمر على مدار يومين، المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، الدكتور محمد بن سعود آل مقبل، ووكيل وزارة التربية والتعليم، المهندس محمد القاسم، بحضور عدد من المسؤولين التربويين إلى جانب أكثر من 30 طالباً مشاركاً في الأولمبياد من مختلف دول مجلس التعاون.
وتقدم الدكتور محمد بن سعود آل مقبل، في كلمته أمام الحفل، بخالص الشكر والتقدير لأصحاب الجلالة والفخامة والسموّ قادة الدول الأعضاء، على ما يجده المكتب من دعم واهتمام أسهما في تحقيق أهداف المكتب، وشكر وزراء التربية والتعليم في الدول الأعضاء على التعاون المستمر الذي أسهم في تعزيز رسالة المكتب التربوية والتعليمية، وهنّأ الفرق الفائزة.
ورحب المهندس محمد القاسم بوفود الدول المشاركة في الأولمبياد الخليجي للروبوت في دولة الإمارات، وبيّن أن مثل هذه المسابقات والمبادرات من شأنها أن تمهد الطريق لإعداد الأجيال المقبلة لمتطلبات المستقبل، وتمكينهم من تعزيز تنافسيتهم في مجالات الذكاء الاصطناعي.
وأكدت المنسق العام لأولمبياد الروبوت الخليجي بوزارة التربية والتعليم، عائشة آل ناصر، أن البطولة تمثّل منصة إبداعية رائدة لتمكين طلاب الخليج في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوت والتأثير المجتمعي، مشيرة إلى أن استضافة النسخة الثانية في الإمارات تتماشى مع توجهات الدولة في التحول الرقمي والتوسع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وعن آلية اختيار الفريق الوطني للإمارات، أوضحت آل ناصر أن الوزارة تُنظّم سنوياً البطولة الوطنية للذكاء الاصطناعي، والتي تضم مجالات عدة، منها الروبوت والبرمجة والمصادر المفتوحة، ويتأهل الفائزون بالمراكز الأولى إلى تدريبات مكثّفة لتمثيل الدولة خليجياً ودولياً، وأكدت أن المشاريع التي يشارك بها الطلبة في الأولمبياد تنطلق من جهود المدارس، بإشراف مدربين متخصصين، وتخضع لتصفيات على مستوى المدارس ثم المناطق التعليمية، وصولاً إلى بطولة الدولة.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية المعلمين، صلاح الحوسني: «إن هذه التظاهرة تُعنى بالابتكار والروبوت والذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، ونأمل أن تنقل التجارب الناجحة إلى مختلف الميادين التربوية، لما لها من أثر كبير في إثراء العملية التعليمية، ونحن في جمعية المعلمين نولي اهتماماً بالغاً بفتح قنوات تواصل مع المعلمين داخل الدولة ومن مختلف دول مجلس التعاون، بهدف تبادل الخبرات، والاستفادة من التجارب الملهمة التي يقدمونها، ودعم مسيرة الإبداع في الميدان التربوي».
وقالت عضو مجلس إدارة جمعية المعلمين وعضو لجنة التحكيم في مسابقة الروبوت الخليجي - النسخة الثانية، الدكتورة حصة الطنيجي: «يرتكز الأولمبياد على أربعة محاور رئيسة تشكّل جوهر التحدي والإبداع، وتضم: تحدي الحلبة، والتأثير المجتمعي، والابتكار العلمي، إضافة إلى محور التصميم الهندسي الذي يُدرج للمرة الأولى في هذه النسخة».
وأفادت بأن إدراج التصميم الهندسي يهدف إلى تطوير وتمكين قدرات الطلبة، وتحفيزهم على توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم والصناعة، بما ينسجم مع متطلبات وظائف المستقبل، ويواكب التوجهات العالمية نحو بناء مجتمعات ذكية ومستدامة.
وقالت عضو اللجنة العلمية للأولمبياد الخليجي للروبوت، مريم بنت سعيد بن علي بعوين: «يركز الأولمبياد على تعزيز قدرة الطلبة على توظيف هذه المعارف في ابتكار حلول عملية، تسهم في تحقيق الاستدامة داخل مجتمعاتهم المحلية، إلى جانب ترسيخ مفاهيم التأثير المجتمعي من خلال تشجيعهم على نشر الوعي حول القضايا الحيوية، وتعزيز أثر البرامج والحلول المبتكرة في أوساطهم وبين أقرانهم»، مؤكدة أنها تجربة تعليمية وتفاعلية تسهم في إعداد جيل واعٍ وقادر على قيادة المستقبل بتفكير علمي وإبداعي.
وقال عضو اللجنة العلمية للأولمبياد الخليجي للروبوت، حمزة الشكيلي: «حرصنا على تصميم حلبات تحاكي مفاهيم الاستدامة وتربطها بتحديات واقعية، حيث تتضمن المرحلة الأولى، أو ما نطلق عليه (الحلبة الأولى)، ثلاث مهام رئيسة في مجال الصناعة المستدامة، يبدأ الطالب أو الروبوت بتنفيذ مهمة إدخال المواد الخام إلى المصنع، تليها مرحلة تنقيتها وتصفيتها، وهي عملية ينتج عنها ماء ملوث، ليأتي بعد ذلك دور المهمة الثالثة التي تتمثّل في تصفية هذا الماء».
وخُصصت «الحلبة الثانية» لموضوع المدن المستدامة، حيث يُطلب من الطلبة تنفيذ عدد من المهام الحيوية، من بينها بناء جسر، وتركيب كاميرات خاصة بإنارة الشوارع، وانتهاء بتشغيل الطاقة الكهربائية المخزنة ضمن نظام التوليد الكهربائي، وتسهم هذه الحلبات في تطوير مهارات التفكير التحليلي والهندسي لدى الطلبة، وتعزز من قدرتهم على الربط بين التقنيات الحديثة وحلول الاستدامة العملية.
وأوضح مشرف ومدرب فريق الإمارات، ياسر محمد عبدالمطلب، أنه يتم اختيار الطلاب على أسس ومعايير، منها مهارة البرمجة ومهارة التصميم ومهارة التركيب ومن خلالها يتم توزيع المهام على هؤلاء الطلاب لإنتاج مشروع متكامل يتوافق مع المعايير والأسس التي تحددها المسابقة.
وقال الطالب الإماراتي، يوسف أحمد درويش الظهوري، من مدرسة الراشيدية للتعليم الثانوي عجمان: «شاركت بمشروع روبوت يقدم مساعدة للمصانع لتخزين المياه، إذ يمر بمراحل عدة خلال عملية التخزين، كما يساعد الطلبة على تعلم البرمجة وتنمية قدراتهم».
وشارك الطالب حمد بن خالد القاسمي وزميله بدر عادل الكتبي، من مؤسسة ربع قرن للعلوم والتكنولوجيا، في مشروع مبتكر يحمل اسم «غيث»، يهدف إلى تطوير مدن حضارية مستدامة قادرة على مواجهة تحدي ندرة المياه، ويعتمد المشروع على سلسلة متكاملة من العمليات التقنية تبدأ بتحليل وتخطيط التربة، يليها إجراء فحوص دقيقة للكشف عن النواقص الغذائية فيها، ويتم إرسال نتائج هذه الفحوص مباشرة إلى تطبيق ذكي على الهاتف المحمول، حيث تُعالج القيم بواسطة نظام ذكاء اصطناعي متقدم، ويقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات بدقة، ليحدد الإجراء الأنسب في الوقت المناسب، سواء كان ذلك ببدء عملية الري، أو التسميد، أو الحصاد، أو حتى الزراعة، بما يضمن كفاءة عالية في استهلاك الموارد، وتحقيق إنتاج زراعي مستدام، ويُعدّ هذا المشروع نموذجاً رائداً في توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لخدمة البيئة والمجتمع، ويعكس رؤية وطنية نحو مدن ذكية تنسجم مع متطلبات المستقبل.
حصة الطنيجي:
. إدراج التصميم الهندسي تمكين جديد لقدرات ومهارات الطلبة.
صلاح الحوسني:
. التظاهرة التي تُعنى بالابتكار والروبوت تعكس بصمة المعلمين.
عائشة آل ناصر:
. منصة إبداعية رائدة لتمكين الطلبة في الذكاء الاصطناعي.
محمد القاسم:
. «الأولمبياد» مبادرة تمهد الطريق للأجيال نحو المستقبل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 3 ساعات
- صحيفة الخليج
الإمارات تستضيف للمرة الأولى الاجتماع الـ39 لمنظمة «كوسباس-سارسات» 27 مايو
تستضيف دولة الإمارات أعمال الاجتماع التاسع والثلاثين للمنظمة العالمية للبحث والإنقاذ عبر برنامج الاتصالات العالمية للأقمار الاصطناعية «كوسباس- سارسات - COSPAS-SARSAT»، والذي ينظمه المركز الوطني للبحث والإنقاذ بالحرس الوطني، خلال الفترة من 27 مايو إلى 5 يونيو 2025 في فندق الكونراد في أبوظبي. منصة تفاعلية ويشكل الحدث، الذي يمتد على مدار عشرة أيام، منصة عالمية تفاعلية تجمع تحت مظلتها نخبة من الجهات المعنية بعمليات البحث والإنقاذ، ويُعد الحدث الأضخم من نوعه على مستوى العالم في مجال استخدام الأقمار الاصطناعية لأغراض الإنقاذ. ويكتسب الاجتماع أهمية استثنائية كونه يُعقد للمرة الأولى في دولة الإمارات، بمشاركة أكثر من 200 خبير ومختص ينتمون لـ45 دولة. وجهة عالمية وتمثل استضافة دولة الإمارات لأعمال اجتماع المنظمة العالمية للبحث والإنقاذ عبر برنامج «كوسباس-سارسات»، محطة جديدة تؤكد مكانة الدولة وجهة عالمية رائدة في مجالات الابتكار والتعاون الإنساني، حيث يعزز الحدث حضور الدولة المؤثر في الساحة العالمية، ويبرز قدرتها على تهيئة بيئة مثالية للحوار والعمل المشترك في القضايا الحيوية. كما ترسخ الاستضافة صورة الإمارات كدولة سباقة في توظيف التكنولوجيا لخدمة الإنسانية، ما يعزز سمعتها المرموقة ويعكس رؤيتها الاستراتيجية في أن تكون مركزاً عالمياً للتميز في شتى المجالات، لاسيما في المجالات المرتبطة بالسلامة والإنقاذ وحماية الأرواح. ويشهد الاجتماع مشاركة عدد من المنظمات الدولية المرموقة مثل منظمة الطيران المدني الدولي «ICAO»، ومنظمة الملاحة البحرية، ومنظمة الاتصالات الدولية، وهي منظمات تمثل ركائز أساسية في الاستراتيجيات المتعلقة بالبحث والإنقاذ باستخدام الأقمار الاصطناعية. قضايا محورية ويتضمن جدول أعمال الاجتماع سلسلة من الجلسات المغلقة، التي ستناقش قضايا محورية تتعلق باستخدام الأقمار الاصطناعية في مجالات البحث والإنقاذ، إلى جانب طرح مواضيع ترتبط بتعزيز كفاءة هذا القطاع الحيوي. كما سيتناول المشاركون سبل الاستفادة من الخبرات المتقدمة التي تقدمها الجهات الدولية المشاركة، بما يتيح تبادل أفضل الممارسات وتطوير آليات العمل المشتركة لتحقيق نتائج ملموسة على الأرض. وتشكل هذه النقاشات ركيزة أساسية لدفع مسيرة الابتكار في هذا المجال، وتعزيز قدرة المجتمع الدولي على الاستجابة السريعة والفعّالة لحالات الطوارئ، ما ينسجم مع رؤية دولة الإمارات في دعم المبادرات العالمية ذات البعد الإنساني والتقني. ويحظى هذا الحدث بدعم عدد من الشركاء، حيث يقام على هامش الاجتماعات معرض مصاحب يشارك فيه عدد من الجهات المحلية والعالمية، ويضيء المعرض على دور كل جهة وآليات العمل المتبعة لديها، بالإضافة إلى تقديم أحدث الأنظمة والتقنيات المتطورة المستخدمة في مجال البحث والإنقاذ، والذي يعكس بدوره التطور المستمر في هذا المجال الحيوي. مهام إنسانية وتعد «الكوسباس-سارسات»، منظمة إنسانية دولية تُعنى بالتنسيق فيما يتعلق بنظام البحث والإنقاذ العالمي القائم على الأقمار الاصطناعية، كما تشرف المنظمة على السياسات والعمليات لضمان رصد إشارات الاستغاثة ونقلها في الوقت المناسب، الأمر الذي يسهم في دعم المهام الإنسانية وعمليات البحث والانقاذ التي تنفذها الجهات المختصة حول العالم. وتعمل المنظمة تحت مظلة المنظمة البحرية الدولية «IMO» ومنظمة الطيران المدني الدولي «ICAO» التابعتين للأمم المتحدة.


الإمارات اليوم
منذ 3 ساعات
- الإمارات اليوم
غرة ذي الحجة الأربعاء المقبل وعيد الأضحى 6 يونيو
توقع إبراهيم الجروان، أن يكون يوم الاربعاء الموافق 28 مايو الجاري، هو غرة شهر ذي الحجة ، والجمعة 6 يونيو 2025 عيد الأضحى المبارك، وذلك وفق الحسابات الفلكية. وتفصيلا، قال الجروان لـ " الإمارات اليوم"، إن القمر الحديد لشهر ذي الحجة سيولد يوم الثلاثاء الموافق 27 مايو 2025 الساعة 07:02 بتوقيت الامارات ، وسيكون مع مغيب الشمس بعمر يقارب 12 ساعة، ويظل فوق الافق قرابة 38 دقيقة بعد غروب الشمس ، فرؤيته واردة مساء ذلك اليوم، وعليه يكون يوم الاربعاء 28 مايو غرة شهر ذي الحجة وبالتالي الجمعة 6 يونيو 2025 عيد الأضحى المبارك، وذلك وفق الحسابات الفلكية، مع الاخذ بالاعتبار بأن مواعيد المواسم الدينية يتم إعلانها وفق الضوابط الشرعية من الجهات المختصة . وتوقع الجروان أن يكون هناك توافق عام بخصوص بداية شهر ذي الحجة ( عدا كون ما يأخذ به أهل المناسك في مكة هو ما سيتم فعلا ) لكن كون عمر الهلال يتجاوز 12 ساعة و مكثه فوق الافق بعد الغروب يتجاوز 25 دقيقة ، في عموم الجزيرة العربية فهذا دليل على إمكانية رصده ، وتتحسن هذه العوامل بالاتجاه غربا نحو مصر ، و ستتحسن هذه العوامل أكثر في المغرب العربي .


زاوية
منذ 4 ساعات
- زاوية
تكنولوجيا جديدة من معهد الابتكار التكنولوجي.. أسراب طائرات مسيّرة ذكية تنطلق من أبوظبي نحو تطبيقات تجارية عالمية
• محاكاة السلوك الطبيعي للأسراب يعزز قابلية استخدام الطائرات المسيّرة في الاستجابة للكوارث ومراقبة البنى التحتية وحماية البيئة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة : أعلن معهد الابتكار التكنولوجي، الذراع البحثية التطبيقية التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، عن تطوير تكنولوجيا متقدمة في مجال الطائرات المسيّرة تتيح للسرب الواحد التعاون بسلاسة وتنظيم المهام ذاتياً دون الحاجة إلى مركز تحكم. وبفضل خوارزميات الذكاء الاصطناعي اللامركزي المطوّرة من قبل المعهد، بات بإمكان الأسراب تغيير تشكيلها وسلوكها وقراراتها تلقائياً، اعتماداً على الأهداف المشتركة وتنفيذ المهام بالتوازي، ما يعزز قابلية التوسع وكفاءة الأداء بشكل غير مسبوق. وتتمتع هذه الأسراب بقدرات استجابة فورية واتخاذ القرارات الفورية، ما يجعلها مثالية لمجالات متعددة تشمل الاستجابة لحالات الطوارئ ومراقبة البنى التحتية والمحافظة على البيئة، إلى جانب تطبيقات تجارية واستخدامات مدنية متنوعة. وفي هذا الصدد، قالت د. نجوى الأعرج، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي: "نعمل في معهد الابتكار التكنولوجي على تطوير مفهوم الاستقلالية الجماعية، حيث تعمل الطائرات المسيّرة بالذكاء الاصطناعي ضمن أسراب ذكية ولامركزية مصممة لتنفيذ مهام دقيقة عالية التأثير. وعلى عكس الأنظمة التقليدية التي تعتمد على مسارات مبرمجة أو تحكم مركزي، فإن الذكاء اللامركزي لهذه الأسراب يتيح لها التنقل في بيئات معقدة بسلاسة، ما يجعلها مثالية للمهام الحيوية التي تتطلب مرونة واستجابة آنية." وتشمل هذه الاستخدامات المحتملة إدارة الكوارث الطبيعية أو الحوادث الصناعية، حيث يمكن للأسراب تحديد الأولويات وتقسيم المهام فيما بينها وتنفيذها بشكل منسّق ذاتياً. كما يمكن استخدامها لمراقبة المحاصيل في المساحات الزراعية الواسعة أو المساهمة في جهود ترميم النظم البيئية. وتتمتع هذه التكنولوجيا بمرونة عالية تسمح لها بمواصلة المهام حتى في حال تعطل بعض الطائرات أو فقدان الاتصال، مثلاً خلال الفيضانات أو الزلازل، مما يجعلها أكثر موثوقية من الأنظمة التقليدية. ويعمل معهد الابتكار التكنولوجي حالياً على اختبار هذه التكنولوجيا وتوسيع نطاق استخدامها من خلال شراكات مع قادة القطاع عالمياً، في ظل منظومة ذكاء اصطناعي حكومية مدعومة، تضمن الامتثال الأخلاقي والتنظيمي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي. ومن جانبه، قال البروفيسور إنريكو ناتاليزيو، كبير الباحثين بمجال الروبوتات الذاتية في المعهد: "مع تزايد الكوارث المناخية وتعقيد البنى التحتية الحضرية، باتت الجهات الحكومية بحاجة إلى أدوات أكثر ذكاءً وسرعة وموثوقية للوقاية من الأزمات وإدارتها. ونؤمن أن أسراب الطائرات المسيّرة، بفضل هذا التطور، ستنتقل من أدوات مراقبة إلى حلول حيوية لحماية المجتمعات." وأضاف الدكتور داريو ألباني، المدير الأول المختص بالروبوتات الذاتية في المعهد: "لدعم التشغيل الواقعي، طوّرنا منصة قيادة وتحكم آمنة وقابلة للتوسّع تتيح للمشغل إدارة أسراب كاملة من خلال أوامر عالية المستوى. وتعمل المنصة على إدارة التنفيذ بذكاء وتخفيف العبء عن المشغل، وضمان استمرار العمليات حتى في بيئات بلا اتصال، ما يجعلها مثالية للمهام الحرجة." ويجري حالياً تسويق هذه التكنولوجيا من خلال فينتشر ون، الذراع التجاري التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، بهدف نشرها في قطاعات استراتيجية مثل الأمن العام والطاقة والبنية التحتية والجهات المعنية بسلامة المجتمع. نبذة عن معهد الابتكار التكنولوجي يُعد معهد الابتكار التكنولوجي الذراع البحثية التطبيقية التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، ويُعتبر من المراكز العالمية الرائدة في مجالات البحث والتطوير، حيث يركّز على الأبحاث التطبيقية وبناء القدرات التقنية المستقبلية. ويضم المعهد 10 مراكز بحثية متخصصة في مجالات متنوعة تشمل المواد المتقدمة والروبوتات الذاتية والتشفير والذكاء الاصطناعي والعلوم الرقمية والطاقة الموجهة وتقنيات الكوانتوم والأنظمة الآمنة والدفع والفضاء التكنولوجيا الحيوية والطاقة المتجددة والمستدامة. ومن خلال العمل مع نخبة من الخبراء والجامعات ومؤسسات البحث وشركاء الصناعة حول العالم، يسهم المعهد في بناء مجتمع فكري متكامل ومنظومة بحث وتطوير متقدمة تُعزز مكانة أبوظبي ودولة الإمارات كمركز عالمي للابتكار. -انتهى-