logo
زلزال ضرب شمال باكستان.. وهذه قوته (فيديو)

زلزال ضرب شمال باكستان.. وهذه قوته (فيديو)

ليبانون 24١٩-٠٤-٢٠٢٥

ضرب زلزال بقوة 5.9 درجة على مقياس ريختر، عدة مدن في شمال باكستان صباح السبت، حسبما أفادت وسائل إعلام رسمية، دون ورود أنباء عن إصابات أو أضرار.
ووفقا للمركز الوطني لرصد الزلازل في باكستان، كان مركز الزلزال في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وطاجيكستان، وكان على عمق 94 كيلومترا.
ووفقا لوكالة الأنباء الباكستانية، هرع المواطنون المذعورون من منازلهم وبدأوا بتلاوة آيات من القرآن بعد أن شعروا بالهزات.
وأضافت الوكالة: "لم تبلغ عن أي خسائر في الأرواح والممتلكات من أي جزء من البلاد حتى الآن". (روسيا اليوم)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

التديُّن الشكليّ.. هل أصبح الأكثر شيوعاً
التديُّن الشكليّ.. هل أصبح الأكثر شيوعاً

شبكة النبأ

timeمنذ 17 ساعات

  • شبكة النبأ

التديُّن الشكليّ.. هل أصبح الأكثر شيوعاً

التديُّن الانتقائي، الذي يظهر من خلال أداء العبادات مثل الصلاة والصوم والحج، وفي الوقت نفسه، هناك إهمال لقيم أخلاقية أساسية مثل النزاهة الاجتماعية أو الأمانة في العمل. وهكذا، فإن التديُّن الانتقائي، أو ما يُعرف أحياناً بـ التديُّن الشكلي، هو ظاهرة نفسية واجتماعية تتجلى في تبني جوانب معينة من الدين... الهوية الدينية أو المذهبية غالباً ما تُختزَل في الانتماء العائلي أو الاجتماعي (مثل الانتساب إلى مذهب أو طائفة دون دراسة وفهم)، والممارسات الشكلية (أداء الصلاة، والصوم، أو اتباع العادات دون حضور القلب)، وأيضاً التمسك بالرموز الخارجية (اللباس، والشعارات، أو الخطابات). بالتالي، هذه الهوية تتبلور الى تديُّن، الذي هو نهاية المطاف، تدين ناتج عن انتماء اجتماعي - ثقافي – تقاليدي أكثر منه تديُّن عَقَدي، وهو تديُّن شكلي أكثر منه إيماني. في المقابل، هناك الانتماء الديني الحقيقي أو التديُّن الحقيقي، وهو إنتماء/تديُّن ناتج عن فَهْم الغاية من الدين، والغاية من العبادة (كالصلاة سبيلٌ لتهذيب النفس، لا مجرد حركات جسدية)، وتحويل القيم الدينية إلى سلوكيات أخلاقية (كالصدق، والعدل، والرحمة، والأمانة، والاحترام)، ثم التفكر في الآيات الكونية والقرآنية لترسيخ الإيمان وصقله والارتقاء به. وهكذا، يجب التمييز بين الدين كـ "إيمان وتديُّن حقيقي" والدين كـ "هوية اجتماعية وتديُّن شكلي"، من خلال أمثلة تاريخية ومعاصرة عن التديُّن الشكلي أو التديُّن غير الحقيقي: أمثلة تاريخية - المنافقون في عصر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ذكر القرآن الكريم صفاتهم: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ)(البقرة: 9). كانوا يعلنون إيمانهم، ويشاركون المسلمين في عباداتهم، لكن قلوبهم فارغة من الإيمان، فانتقدهم القرآن الكريم لانفصالهم عن التديُّن الحقيقي أو جوهر الدين. - الخوارج في التاريخ الإسلامي، اشتهروا بالتمسك الحرفي بالنصوص والعبادات، لكنهم انحرفوا عن روح الإسلام حين سفكوا الدماء بحجة "التكفير". رُوي عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال في الخوارج: "أيها الناس إني سمعت رسول الله يقول: يخرج قوم من أمتي يقرؤن القرآن، ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرأون القرآن، يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا يجاوز قراءتهم تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" (بحار الأنوار: ج 33 - ص 329). أي أن الخوارج كانوا يقرأون القرآن الكريم لكن لم يصل إلى قلوبهم ليُغيّر أخلاقهم، وكانوا يصلون ويصومون لكنهم كانوا في أبعد مكان عن الدين، فكان مآلهم أن يقاتلوا علياً بن أبي طالب الذي قال فيه نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله): "هذا أول مَنْ آمن بي، وأول مَنْ يصافحني يوم القيامة، وهذا الصدّيق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين" (*). وقال (صلى الله عليه وآله): "إن هذا أخي، ووصييّ، وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا" (**). فأي إيمان أو تدين لدى هؤلاء "المتدينين" وهو كفّروا وقاتلوا أمير المؤمنين. - تحوّل فقهاء أو علماء الدين إلى أدوات لتبرير سياسات الحكام الظالمين، متناسين وصايا وتحذيرات الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وقد قال: "ألا إن شر الشر شرار العلماء" (منية المريد: ص 137). وقال (صلى الله عليه وآله): "ويل لامتي من علماء السوء" (الكافي: ج 2 – ص 319). وعنه (صلى الله عليه وآله) لما سئل عن شر الناس، قال: "العلماء إذا فسدوا" (تحف العقول: ص 35). وقال (صلى الله عليه وآله): "سيأتي على أمّتي زمان لا يبقى من القرآن إلّا رسمه، ولا من الإسلام إلّا اسمه، يسمّون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شرّ فقهاء تحت ظلّ السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود" (بحار الأنوار. ج 2 – ص 109). أيضاً، قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عن علماء الدين المنافقين: "وإنْ حكموا أسرفوا، قد أعدوا لكل حق باطلاً، ولكل قائم مائلاً، ولكل حي قاتلاً.. يقولون فيشبهون، ويصفون فيموهون.. فهم لمة الشيطان، وحمة النيران، أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون" (نهج البلاغة). لاشك، عند هذا النوع من العلماء، الانتماء الديني أو التديُّن "الشكلي" هو مجرد غطاء لتحقيق مصالح دنيوية، ولا شأن لها بقيم الدين ولا مبادئ التديُّن الحقيقي. أمثلة معاصرة - مجتمعات تهتم بالمظهر وتغفل عن الجوهر؛ مثل التركيز على "الحجاب الشكلي" دون مراعاة أخلاقيات التعامل كمن ترتدي الحجاب وتُسيء إلى جيرانها. أو الاهتمام ببناء المساجد الفاخرة بموازة إهمال القيم الإنسانية؛ مثل نصرة المظلوم، ومساعدة الفقراء، ونشر التسامح في المجتمع، وحُسْن التعامل مع الناس، أو مسؤول "متديِّن" يزعم أنه يدافع عن الدين أو الطائفة لكنه يسرق أموال الشعب، الذي أتباع ذلك الدين أو المذهب جزء منه، أو سياسي "متديِّن" يُقسِم على الحفاظ على حقوق شعبه لكنه يخون شعبه ويبيع وطنه. - الخطاب الديني أو الطائفي المُتعصِّب الذي يكرِّس انقسام المجتمع إلى طوائف متكارهة وفئات متناحرة وجماعات متنافرة، فيصبح الانتماء الديني أو المذهبي هوية عدائية تُبرِّر الكراهية، وتكرّس الضغينة، وتقصي قيم التسامح والتعايش والتعاون، بعيداً عن قوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: 103). مثال على ذلك، صراعات حول تفاصيل فقهية وتاريخية، بينما يتشاركون في الإهمال الأخلاقي (كترك السعي الى الإصلاح، أو السكوت عن الجور، أو عدم نصرة المظلوم، أو خذلان الفقير والمريض والمحروم، أو الكذب، أو الظلم). - التديُّن الانتقائي، الذي يظهر من خلال أداء العبادات مثل الصلاة والصوم والحج، وفي الوقت نفسه، هناك إهمال لقيم أخلاقية أساسية مثل النزاهة الاجتماعية أو الأمانة في العمل. وهكذا، فإن التديُّن الانتقائي، أو ما يُعرف أحياناً بـ التديُّن الشكلي، هو ظاهرة نفسية واجتماعية تتجلى في تبني جوانب معينة من الدين (غالباً الطقوسية أو المرئية) مع إهمال أو تجاهل القيم الأخلاقية والإنسانية الأساسية التي تشكل جوهر الدين. بالتالي، هو ممارسة الفرد أو الجماعة لبعض مظاهر التدين (كالصلاة، الصوم، الحجاب، الذهاب إلى الحج أو المسجد...) مع تجاهل أو تبرير السلوكيات غير الأخلاقية مثل الكذب، والغش، والظلم، والفساد. هذا النوع من التديُّن لا يُظهِر التزاماً متكاملاً بقيم الدين، بل يختار ما يناسبه، ويُهمّش ما يتطلب تضحية أو مراجعة للذات. - في جانب من كلمته الرمضانية السنوية، في العام الماضي 1445هـ، قال سماحة المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله): "أتذكّر أنه قبل قرابة سبعين سنة كان الفساد نادراً. فمن يساوينا بالعمر، يتذكّرون ندرة وجود الفساد في ذلك الزمان بين الرجال والنساء. وعلى سبيل المثال: كان الطلاق في ذلك الزمان لا يقع إلاّ بالقليل والقليل، وكان مذموماً. وكذلك كان زواج الشباب والشابات في تلك الحقبة الماضية لا يواجه ما يواجهه اليوم من مشاكل وصعوبات، وكان الطلاق في كل شهر لا يتجاوز ثلاث حالات في كل محافظة كربلاء المقدّسة وحواليها وأطرافها، لكن إحصائيات الطلاق اليوم فاقت حدّ حتى التصوّر واتّسعت دائرته بشكل رهيب، فالكثير من حالات الطلاق تقع اليوم في أيّام الخطوبة والعقد بل وحتى في مراسيم إجراء عقد الزواج!" وأضاف سماحته: "الإحصائيات الكثيرة لعمليات الخطف والقتل والانتحار وتعاطي المخدرات والسرقات والرشاوى ازدادت في المجتمعات البشرية. وخلال ثلاثين سنة من وجودي في مدينة كربلاء المقدّسة لا أتذكّر وقوع حالة واحدة من الانتحار، ولكن نسمع في مجتمع اليوم دائماً انتحار فلان الشخص وآخر وآخر، ويخلقون بانتحارهم ويسبّبون تبعات مؤلمة لوالديهم أو لنسائهم أو لأبنائهم أو لأزواجهم ويتأثّروا به". والعراق من أبرز الأمثلة على التديُّن الشكلي. رغم أنه هذا البلد هو الأكثر بعدد العطل والمناسبات والفعاليات الدينية، على مستوى العالم، إلا أنه وبحسب المنظمات الدولية يحتل الصدارة في قائمة الفساد على مستوى العالم، فيما الفشل يدب في مفاصل الحكومة وعموم الحياة السياسية. بالإضافة الى الفساد في المجتمع من خلال الغش في بيع الأدوية والرشوة واختلاس المال العام، وصولاً إلى المحسوبية والتمييز في التعاملات الحكومية، على سبيل المثال. أيضاً تزايد خطير في تعاطي المخدرات، وارتفاع نسب انتحار الشباب. وبناءً على آخر تقرير لـ "منظمة الشفافية الدولية" عن مؤشر مدركات الفساد (CPI) لعام 2023، (على مقياس من "0 - شديد الفساد" إلى "100 - خالٍ من الفساد") كان الترتيب العالمي لـ: العراق (154 من 180 دولة)، لبنان (149 من 180 دولة)، مصر (130 من 180 دولة)، إيران (141 من 180 دولة)، وتركيا (101 من 180 دولة)، على سبيل المثال. بالتالي، فإن هذه الدول الخمس تعاني من مستويات فساد مرتفعة نسبياً، مع تفاوت في الأسباب، رغم وجود الحالة الدينية واضحة في مجتمعات هذه الدول. في الوقت أن لبنان والعراق من بين الأسوأ في المنطقة العربية، وفقاً لـ مؤشر مدركات الفساد (CPI). كيف يصبح التدين شكلياً؟ فَهْمُ الدين بمعزل عن العقل ما هو إلا تشويه للدين وانحراف في التدين، يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): "مَنْ لا عقل له لا دين له." وهكذا، حين يغيب العقل فإن العبادات والطقوس الدينية تصبح جوفاء، ويصبح التدين مجرد ممارسات شكلية لا تؤثر في السلوك، ولا تضبط الجوارح. فترى الشخص يُصلي ويصوم ويحج ويدعو الناس الى الورع والفضيلة، لكنه يكذب، ويغش، ويظلم، ويرتكب الفساد، وأيضاً يخون شعبه ويخذل بلده. أيضاً، يصبح التديُّن شكلياً أو مزيَّفاً، عندما يتحول إلى مجرد عادات أو تقاليد اجتماعية؛ مثل توارث الأفكار دون بحث أو اقتناع. ويصبح التديُّن شكلياً، عندما يُستخدم لأغراض سياسية؛ كأن ترفع جماعة شعارات دينية للوصول إلى السلطة. كما، يصبح التديُّن شكلياً، عندما يفتقد المراجعة النقدية، ويتحول الى إنسياق بلا حجة وانقياد بلا بيّنة. يُروى أن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قد وجَّه عتاباً أو نقداً أو توبيخاً لجماعة من شيعته حضروا عنده بأجسادهم دون عقولهم وقلوبهم، فكانوا ساهين ولاهين وغافلين عن إدراك ما كان يقوله (عليه السلام)، وهو ما أغاظ الإمام، حتى أطرق ملياً، ثم رفع رأسه، وقال لهم كلاماً؛ دعاهم فيه الى التمسك بطاعة الله سبحانه، ثم وعظهم ليستردوا عقولهم، ويعودوا الى الإيمان الحقيقي والتديُّن الواعي، ومما قاله (عليه السلام): "إن كلامي لو وقع طرف منه في قلب أحدكم لصار ميتاً. ألا يا أشباحاً بلا أرواح، وذباباً بلا مصباح، كأنكم خشب مسندة وأصنام مريدة" (تحف العقول: ص 291). إن نَقْدَ أو توبيخ الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) لجماعة من شيعته أو لمجتمعات الدينية غير ملتزمة بقيم الدين وروح الإسلام، هذا النقد أو التوبيخ إنما هو تذكير بأن الإيمان/التديُّن ليس هوية تُورَّث أو شكلاً يُقلَّد، بل حركة وعي تُحيي القلب وترتقي بالسلوك الإيماني؛ قولاً وعملاً. فكما أن الشجرة الميتة -وإنْ كانت ضخمة- لا تُثمِر، فإن الانتماء بلا وعي داخلي يصبح فكرة فارغة أو حركة خاوية، كما أن التديُّن بلا فهم لجوهر الدين يصبح بلا مضمون. يقول المرجع الديني المجدد السيد محمد الحسيني الشيرازي (قده): "صحة المبادئ شيء، وتطبيق تلك المبادئ على الواقع شيء آخر، وإذا لم يطبّق الإنسان أعماله على تلك المبادئ الصحيحة، عاش حالة الدروشة." ويقول: "لا الدين وحده، ولا الأخلاق وحدها، بل دين وأخلاق. وهكذا؛ فمَنْ لا فضيلة له، لا دين له، وإنْ صلّى وصام وزكّى وحج، ومَنْ لا دين له، لا فضيلة له، وإنْ جاد وأعطى، وواسى ووفى." بهذا النص، الإمام الشيرازي الراحل يعيد يؤكد أن التديُّن الحقيقي وحدة عضوية بين الإيمان والعمل، وبين الاعتقاد والسلوك، ويحذّر (قده) من اختزال الدين في طقوس أو مظاهر تفتقر إلى العمق الأخلاقي. وهو بذلك يتماهى مع الرؤية القرآنية التي تُعلي من شأن التقوى كمرادف للعمل الصالح؛ (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ...)(البقرة: 177)، وأيضاً قوله سبحانه: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)(البيّنة: 5). في السياق، قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): "كم من صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع، وكم من قائمٍ ليس له من قيامه إلا السهر والعناء" (غرر الحكم: ص 4763). وقال (عليه السلام): "إنَّ لأهل الدين علامات يُعرفون بها: صدق الحديث، وأداء الأمانة، والوفاء بالعهد، وصلة الأرحام، ورحمة الضعفاء، وقلة المؤاتاة للنساء، وبذل المعروف، وحسن الخلق، واتباع العلم، وما يقرّب إلى زلفى" (نهج البلاغة – الخطبة رقم 193). إن التديُّن الشكلي ليس جديداً، لكن تحوله إلى ظاهرة أو يصبح التديُّن الأكثر شيوعاً، يعكس أزمة في الفهم الصحيح للدين وتشوّه في التدين، في الوقت أنه يدل على أزمة في التديُّن الحقيقي، وهذه أزمة بالغة الخطورة، وإن هذه الخطورة لن تقف عند حد بل تشتد تداعياتها وتأثيراتها بمرور الأيام. وهكذا، فإن العلاج يبدأ بإعادة تعريف "التديُّن الحقيقي" كوحدة لا انفصام فيها بين العبادة والأخلاق، وبين القول والعمل، فإنما روح العبادة هي مكارم الأخلاق، وإن من التديُّن الحقيقي "احترام الذات"، يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): "مَنْ كَرُمت عليه نفسه لم يهنها بالمعصية" (غرر الحكم: ص 8730)، كما أن من التديُّن الحقيقي "حُسْن السلوك" مع الأسرة والأهل والجيران والأصدقاء والمجتمع، بل مع الجميع، يقول الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): "ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال: وقورٌ في الهزاهز، صبورٌ عند البلاء، شكورٌ عند الرخاء، قانعٌ بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء، ولا يتحامل للأصدقاء، بدنه منه في نَصَب، والناس منه في راحة، وإن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والصبر أمير جنوده، والرفق أخوه، واللين والده" (الخصال: ص 406). وإن التديُّن الحقيقي هو الذي وصفه الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) حيث قال: "المؤمن مَنْ طاب كسبه، وحسنت خليقته، وصحَّت سريرته، وأنفق الفضل مِنْ ماله، وأمسك الفضل مِنْ قوله، وكفى الناس شره، وأنصف الناس مِنْ نفسه" (الكافي: ج 2 - ص 235). إذن؛ أين غالبية الناس مِنْ هذه الصفات؟! أو أين غالبية الناس مِْن بعض هذه الصفات؟!!! ..................................... (*) أخرجه الطبراني في الكبير، وأخرجه البيهقي في سننه، وابن عدي في الكامل، وهو الحديث 2608 من أحاديث الكنز: ص 156 ج 6. (**) راجع تاريخ الطبري ج 2 ص 217، وتاريخ ابن الأثير ج 2 ص 22، وتاريخ أبي الفداء ج 1 ص 116، مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 111، والمستدرك للحاكم ص 159 ج 1).

الإنسان في سورة الإنسان
الإنسان في سورة الإنسان

شبكة النبأ

timeمنذ 4 أيام

  • شبكة النبأ

الإنسان في سورة الإنسان

ومن بديع أساليب القرآن الكريم، هي منهج تقوية النفس للقاء الله، وتهذيبها، والابتعاد عن كل ما يشينها ويشوهها، ومن هنا تبدأ أولى خطوات السير في طريق الارتقاء بالإنسان من الأدنى إلى الأعلى، على وفق حكمة وعناية إلهية، ولو تأملنا محتوى السورة لوجدناها تحمل في طياتها روح التضحية، والإيثار، ونكران الذات... ذكر كثير من علماء الجمهور أن هذه السورة مكية، وقال في ذلك ابن الجوزي في كتاب (زاد المسير)، وصحبته، وقادة، والزمخشري في (الكشاف)، والقرطبي في (الجامع لأحكام القرآن)، وأكد علماء الطائفة (فتح الغدير) وغيره على مكية السورة، وقالوا إن السورة نزلت في أهل البيت (عليهم السلام)، حيث كانوا صائمين فأعطوا فطورهم لمسكين ويتيما وأسيرا، فمدحهم الله تعالى على هذا الفعل، ومنهم من قال إنها نزلت في المدينة مثل: الطبري، السمرقندي، الطبرسي، الفخر الرازي، والماتريدي، وأولوا سبب النزول بأنها نزلت بحق علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وجارية لهم عندما صاموا ثلاثة أيام، وفي كل يوم كانوا يعطون إفطارهم لمسكين ويتيما وأسيرا، وورد عن المفسرين نزول السورة في أهل البيت (عليهم السلام) عندما نذروا إن شفي الحسن والحسين (عليهما السلام) أن يصوموا ثلاثة أيام، فلما شفيا صاموا وفي كل يوم كانوا يعطون فطورهم للمسكين واليوم الثاني لليتيم والثالث للأسير. ففي الإسلام لا يوجد أسرى المسلمين، ولم يكن أسرى المسلمين، فالأسير هنا هو كافر، فمن غير المعقول أن يعطي الأسرى من طعامهم إذا كانوا فقراء، وقد نقل الحسن والحسين (عليهم السلام) بالنذر لله سبحانه بالصيام، ولم تذكر الشيعة في نقل هذه الرواية، بل رواها العامة في كتبهم. والإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال: «مرض الحسن والحسين (عليهما السلام) وهما صبيان صغيران فعادهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه رجلان من الصحابة، فقال أحدهما: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك، فنذر علي (عليه السلام) إن برئا مما بهما أن يصوم ثلاثة أيام، وكذلك فاطمة (عليها السلام)، وفضة جارية لهم، فشفيا، فما بقي أحد من أهل البيت إلا صام، فأصبحوا صياما، وليس عندهم طعام، فانطلق علي إلى جار له من اليهود يقال له: شمعون، فقال له: أعطني جزّتين من شعير، فطحنت فاطمة صاعا وخبزت منه خمسة أقراص، لكل واحد قرص، فلما أفضروا ووضعوا الطعام بين أيديهم، جاء مسكين فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة، فآثروه وباتوا ولم يذوقوا إلا الماء، فلما أصبحوا صاموا، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم جاءهم يتيم فآثروه، ثم أسير في اليوم الثالث، فأنزل الله فيهم قرآنا». وذكر الإمام الباقر (عليه السلام): «ما نزلت سورة هل أتى على الإنسان إلا في أهل البيت، وما من عبد تلاها إلا دخل الجنة». وقال الإمام الصادق: «اتقوا الله وكونوا قوارير، لا تفتنكم الدنيا، ولا تشغلكم، ولا تطغى بكم، فإنها تنسي الذكر، وتلهي القلب، وتحبط العمل، وإن أهل البيت قد أدوا حقوق الله على الإنسان في كل عبادة خمس جزاؤه الجنة وحور العين». ومع أن السورة تحدثت عن النفس وشدة الصبر وسكون النفس وطمأنينتها، فإنها أيضا معجزة ربانية، نزلت بحق أناس معينين وصفتهم السورة بصفات معينة، ومواقف معينة، وهي ليست محض مصادفة (ولا تحتمل)، وكذلك عند قراءتها بتدبر وتأمل، نجد أن فيها من الإشارات والدلالات ما يميز هؤلاء الأشخاص عن غيرهم من الأبرار الصالحين. ومن بديع أساليب القرآن الكريم، هي منهج تقوية النفس للقاء الله، وتهذيبها، والابتعاد عن كل ما يشينها ويشوهها، ومن هنا تبدأ أولى خطوات السير في طريق الارتقاء بالإنسان من الأدنى إلى الأعلى، على وفق حكمة وعناية إلهية، ولو تأملنا محتوى السورة لوجدناها تحمل في طياتها روح التضحية، والإيثار، ونكران الذات، وهذا لا يأتي إلا من أصحاب عقيدة، ذلك من المحب إنما تنفي الآية أو الرواية في فضلهم على من أن جعلهم القرآن في سويداء الضمائر والعقول، وتلهم الحساسيات الإنسانية، وقد شغلهم الله ورفع في خطر شأنهم يعدون أن علماء (عليهم السلام) خلفية ربانية ومن أئمة الإسلام العظام، وأنهم يردونون إلى أصل الرسالة نقية، لكن هذه الأفكار وليدة الإعلام المضلل.

حديث الجمعة – 'مكانة شهر ذي القعدة في الإسلام'
حديث الجمعة – 'مكانة شهر ذي القعدة في الإسلام'

الشرق الجزائرية

timeمنذ 6 أيام

  • الشرق الجزائرية

حديث الجمعة – 'مكانة شهر ذي القعدة في الإسلام'

المهندس بسام برغوت شهر ذي القعدة هو الشهر الحادي عشر من الأشهر القمرية في التقويم الهجري، له مكانة دينية وتاريخية خاصة، حيث إنه أحد الأشهر الحُرُم التي حرم الله فيها القتال والاعتداء، وجعل لها حرمة ومهابة منذ الجاهلية واستمرت في الإسلام، ويأتي مباشرة قبل شهر ذي الحجة الذي فيه موسم الحج. وذو القعدة شهر يبعث على السكون، التأمل، الاستعداد للعبادة، واستحضار عظمة الشهور المباركة التي خصها الله بفضله. أولًا: تسميته: يشتق اسمه من 'القعود'، أي الجلوس عن القتال. وكان العرب في الجاهلية يعظمونه ويقعدون فيه عن الغزو والقتال، أي يمتنعون عن شن الحروب ويجنحون للسلام. ويدل هذا المعنى على أن الشهر كان زمانًا للسكون والتهيئة، خاصة أنه يسبق موسم الحج، حيث كان الناس يستعدون للسفر إلى مكة. وهو أحد الأشهر الأربعة الحُرُم التي قال الله عنها في كتابه الكريم: ' إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ..' ( سورة التوبة) وهذه الأشهر الأربعة هي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب. وكانت تُعظَّم في الجاهلية، فأقرها الإسلام وزاد من تكريمها. ثانيًا: مكانة ذي القعدة في الإسلام: من أعظم مزايا هذا الشهر أنه أحد الأشهر الحُرُم، وهي شهور عظيمة لها حرمة خاصة في الشريعة الإسلامية، وقد جاء في الحديث النبوي قول النبي صلى الله عليه وسلم: 'إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حُرُم، ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان' (رواه البخاري ومسلم). وحرمة هذه الشهور تقتضي: الابتعاد عن الذنوب: فالسيئة أعظم إثمًا فيها. تعظيم الطاعات: فالأعمال الصالحة فيها أعظم أجرًا. التحذير من الظلم: فقد قال الله تعالى: '… مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ..' ثالثًا: الأحداث التاريخية في شهر ذي القعدة: شَهِد هذا الشهر عددًا من الأحداث المهمة في تاريخ الإسلام، من أبرزها: صلح الحديبية (6 هـ) حدث في ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة، حيث خرج النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم معتمرين، وتم منعه من دخول مكة المكرمة، وبعد مفاوضات، تم توقيع صلح الحديبية، الذي كان نصرًا سياسيًا واستراتيجيًا للإسلام رغم ظاهره الذي لم يكن فيه دخول للبيت الحرام. عُمَرَات النبي صلى الله عليه وسلم: ورد في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عُمَر، جميعها كانت في ذي القعدة، وهي: عمرة الحديبية (التي لم تكتمل) عمرة القضاء عمرة الجِعرانة والعمرة التي قرنها مع حجته (حجة الوداع) وهذا يدل على فضل أداء العمرة في هذا الشهر المبارك. رابعًا: فضائل الأعمال في ذي القعدة رغم أن شهر ذي القعدة لا يتضمن عبادات مخصوصة كالصيام أو الصلاة الزائدة المرتبطة به تحديدًا (كما في رمضان أو ذي الحجة)، إلا أنه: من الأشهر الحرم، وبالتالي فإن: الطاعة فيه مضاعفة. الذنب فيه أعظم. ولذلك يُستحب للمسلم الإكثار من: الذكر وقراءة القرآن الكريم. الصيام، خاصة أيام الاثنين والخميس أو الأيام البيض (13-14-15). الصدقة. الدعاء والاستغفار. خامسًا: الاستعداد للحج: بما أن ذي القعدة يسبق مباشرة شهر ذي الحجة، فهو يعتبر شهر الاستعداد للحج، من عدة جوانب: النية والتخطيط: حيث يبدأ الحجاج بترتيب رحلاتهم وتجهيز أنفسهم روحيًا وماديًا. التوبة وتنقية النفس: ليصل الحاج إلى مكة المكرمة بقلب نقي. زيادة الطاعات: كوسيلة للاستعداد الروحي لهذا الركن العظيم. سادسًا: دروس مستفادة من شهر ذي القعدة: السلام الداخلي والخارجي: فكما أن القتال حُرِّم فيه، ينبغي على المسلم أن يجتهد ليعم السلام في نفسه وفي محيطه. تعظيم شعائر الله: والالتزام بحرمة الزمن كما نلتزم بحرمة المكان. التهيئة للعبادة: ففيه نستعد لأفضل أيام الدنيا (عشر ذي الحجة). العودة إلى الله: بالإكثار من الطاعة والتوبة والاجتهاد في الأعمال الصالحة. سابعًا: كيف نحيي شهر ذي القعدة؟ يمكن لكل مسلم ومسلمة إحياء هذا الشهر من خلال: مراجعة النفس: ومعرفة نقاط الضعف والإهمال في الطاعات. وضع خطة لعبادة قوية: استعدادًا لعشر ذي الحجة. الإكثار من الذكر: كالتسبيح، التهليل، التحليل، الاستغفار. طلب العلم: بقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، خاصة ما يتعلق بالحج والعمرة. صلة الرحم: وتعزيز العلاقات الأسرية. العمل التطوعي: والمشاركة في أعمال الخير. ختاماُ ، شهر ذي القعدة ليس مجرد فترة زمنية تمر في نهاية العام الهجري، بل هو شهر من الأشهر الحُرُم التي خصها الله بمكانة عظيمة، وهو محطة هادئة للتزود الروحي قبل أن يدخل المسلم في موسم من أعظم مواسم الطاعة، وهو موسم الحج. فليحرص المسلم أن يستثمر أيامه ولياليه في القرب من الله، وتعظيم شعائره، وتزكية نفسه، والتهيئة لما هو أعظم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store