logo
جسر حضاري يربط المملكة بالعالم

جسر حضاري يربط المملكة بالعالم

سعورس٠٦-٠٢-٢٠٢٥

اليوم، ومع الرؤية الطموحة التي تقودها المملكة نحو مستقبل أكثر انفتاحًا وابتكارًا، يشهد القطاع الثقافي تحولات نوعية تضع الأدب في قلب الحراك التنموي، من خلال مبادرات وطنية تهدف إلى تمكين المواهب الأدبية، ودعم الكتابة الإبداعية، وتوسيع حضور الأدب السعودي عالميًا. وتأتي هذه الجهود ضمن مساعي المملكة لترسيخ دور الأدب كإحدى أدوات القوة الناعمة، وتعزيز مكانتها كحاضنة للإبداع الثقافي.
إن دعم الأدباء والشعراء اليوم لا يقتصر على تمكينهم من النشر والتأليف، بل يتعداه إلى توفير بيئة خصبة تتيح لهم التفاعل مع الفنون الأخرى، مثل السينما والمسرح والفنون البصرية، مما يفتح آفاقًا جديدة للإبداع، ويخلق جسورًا ثقافية مع المجتمعات الأخرى. ومن هنا، تتعزز مكانة الأدب السعودي ليس فقط كحقل إبداعي مستقل، بل كجزء من منظومة ثقافية متكاملة تسهم في تشكيل الوعي الوطني، وصياغة صورة المملكة الحديثة أمام العالم.
منطلق للإبداع وبناء الهوية
ترى الأديبة فاطمة عبدالله الدوسري أن انطلاق النهضة الأدبية الحديثة في السعودية جاء موازيًا للتحولات الاجتماعية والثقافية التي شهدتها البلاد منذ بداية القرن العشرين. وتشير إلى أن الانفتاح التدريجي على العالم الخارجي، ونشر التعليم، وظهور الصحافة، كلها عوامل ساهمت في تشكيل وعي أدبي جديد، مهد الطريق أمام بروز أسماء أدبية تركت بصمتها في المشهد الثقافي. وتؤكد الدوسري أن الأدب ليس مجرد فن للترفيه، بل هو وسيلة لرصد التغيرات الاجتماعية، وتحليل الواقع، وطرح التساؤلات التي تشغل المجتمعات. لذا، فإن دعم هذا القطاع يعكس وعيًا بأهميته في تشكيل الهوية الوطنية، وتعزيز مكانة المملكة كقوة ثقافية تمتلك إرثًا أدبيًا غنيًا، وقادرة على الإسهام في المشهد الأدبي العالمي.
أصوات صنعت الفرق
لطالما كانت المملكة منبعًا للأدب العربي، حيث قدمت أسماء لامعة في مجالات الشعر والرواية والنقد، من بينهم الأمير بدر بن عبدالمحسن، الذي يعد من أبرز الشعراء الذين جمعوا بين الكلاسيكية والحداثة في الشعر النبطي، والدكتور غازي القصيبي، الذي ترك إرثًا أدبيًا وسياسيًا مهمًا، إلى جانب أسماء أخرى مثل رجاء عالم ويوسف المحيميد، اللذين أوصلا الأدب السعودي إلى منصات عالمية من خلال أعمالهما الروائية المترجمة.
وتتحدث الشاعرة صالحة الزهراني عن تجربتها، مشيرة إلى أن الدعم الذي تلقته منذ بداياتها، سواء من العائلة أو المؤسسات الثقافية، كان له دور محوري في تمكينها من الوصول إلى جمهور أوسع. وتضيف أن التعاون بين الأدباء والفنانين في المملكة أصبح أكثر انفتاحًا، ما ساعد على تقديم الأعمال الأدبية في قوالب فنية جديدة، سواء من خلال الأغاني أو العروض المسرحية أو حتى الأفلام المقتبسة من الروايات.
من المحلية إلى العالمية
تشير الروائية مريم العبودي إلى أن الأدب السعودي لم يعد يقتصر على السياق المحلي، بل أصبح له صوتاً عالمياً، حيث تُرجمت العديد من الأعمال إلى لغات مختلفة، ما عزز من حضور الثقافة السعودية في المشهد الأدبي العالمي. وترى أن هذا التطور لم يكن ليحدث لولا الدعم الحكومي والمؤسسي الذي عزز إنتاج الأدب، وشجع على نشره عالميًا.
وتضيف العبودي أن المرحلة القادمة تتطلب التركيز على عدة محاور، منها: تعزيز ثقافة القراءة في المجتمع، وتوفير منصات تتيح للأدباء الشباب فرصة النشر والتفاعل مع القراء، إلى جانب المشاركة في المعارض الدولية، مثل معرض فرانكفورت للكتاب، الذي يشكل نافذة مهمة للترويج للأدب السعودي في الأوساط الثقافية العالمية.
رافد لتمكين الأدباء والمبدعين
في إطار الجهود المستمرة لدعم الأدب والثقافة، أطلقت هيئة الأدب والنشر والترجمة العديد من المبادرات، مثل "مسرعة الأدب والنشر والترجمة"، التي تهدف إلى تحويل الأفكار الأدبية إلى مشاريع ناجحة، و"ترجم" التي انطلقت عام 2020 لدعم ترجمة الأدب السعودي إلى لغات متعددة. كما أطلقت "جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين"، التي تهدف إلى تعزيز التفاعل الأدبي بين الثقافات المختلفة، وفتح آفاق جديدة أمام الأدباء السعوديين. وتؤكد الباحثة هدى خلف أن هذه المبادرات لم تقتصر على دعم النشر التقليدي، بل امتدت إلى توظيف التكنولوجيا الحديثة في خدمة الأدب، من خلال إنشاء منصات رقمية للأدباء، تتيح لهم نشر أعمالهم بسهولة، والتفاعل مع جمهورهم، ما يعزز من حضورهم في الساحة الأدبية العالمية.
التحول الرقمي ودوره في نشر الأدب
أدى التحول الرقمي إلى تغييرات جذرية في طريقة إنتاج واستهلاك الأدب، حيث أصبح بإمكان الأدباء نشر أعمالهم إلكترونيًا، والوصول إلى جمهور عالمي دون الحاجة إلى الناشرين التقليديين. كما أن الأرشفة الرقمية للأعمال الأدبية أتاحت للأجيال القادمة فرصة الاطلاع على التراث الأدبي السعودي بسهولة، مما يضمن استمرارية تأثيره عبر الزمن.
هوية وطنية ومستقبل واعد
في ظل هذا الزخم الثقافي، تتجه المملكة نحو تعزيز حضورها كمنصة إبداعية عالمية، من خلال دعم المواهب، وتوفير بيئة ملائمة للإنتاج الأدبي، وتعزيز الحراك الثقافي الذي يربط الأدب بالفنون الأخرى. ومع استمرار هذه الجهود، يبدو المستقبل واعدًا للأدب السعودي، الذي أصبح ليس فقط انعكاسًا للهوية الوطنية، بل أيضًا جسرًا حضاريًا يربط المملكة بالعالم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

متعب الحربي يمازح خليفة الدوسري: ملابسك مفرش غرف نوم.. فيديو
متعب الحربي يمازح خليفة الدوسري: ملابسك مفرش غرف نوم.. فيديو

صدى الالكترونية

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • صدى الالكترونية

متعب الحربي يمازح خليفة الدوسري: ملابسك مفرش غرف نوم.. فيديو

مازح لاعب فريق نادي الهلال متعب الحربي زميله خليفة الدوسري بشأن ملابس الأخير. وكان الدوسري قد ارتدى زي بخطوط زرقاء وسوداء وبيضاء، ولفت هذا التصميم انتباه الحربي. وقال الحربي : تعال صح مفرش غرف نوم صح ' ما جعل الدوسري يضحك ثم أخذ أغراضه وترك الغرفة. يذكر أن الهلال فاز على نظيره العروبة بأربعة أهداف دون رد في المباراة التي أقيمت بينهما أمس في الجولة الـ 31 من دوري روشن .

هيئة الفنون البصرية تطلق معرضي 'حيّ عينك' و'حين يهمس الضباب' بجدة
هيئة الفنون البصرية تطلق معرضي 'حيّ عينك' و'حين يهمس الضباب' بجدة

سويفت نيوز

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • سويفت نيوز

هيئة الفنون البصرية تطلق معرضي 'حيّ عينك' و'حين يهمس الضباب' بجدة

جدة – واس : انطلقت اليوم، فعاليات معرضي 'حيّ عينك' و'حين يهمس الضباب'، الذي تنظمه هيئة الفنون البصرية في حي جميل بجدة، ضمن النسخة الثالثة من 'جائزة المملكة للتصوير الفوتوغرافي'، التي تواصل تجسيدها بوصفها منصة وطنية رائدة لاكتشاف الأصوات البصرية المبدعة التي تلتقط نبض المملكة وتنوّعها الطبيعي والثقافي.ويستمر المعرضان حتى 25 مايو المقبل، ويُمثّلان محطة محورية ضمن مشهد الفنون البصرية السعودي، ويكشفان عن سرديات فوتوغرافية مبتكرة تتجاوز المفاهيم التقليدية، وتسلّط الضوء على الجمال العميق للمملكة، من ضباب عسير إلى صخب المدن وسكون الصحاري.ويقدّم معرض 'حيّ عينك' مجموعة مختارة من الأعمال الفائزة في النسخة الثالثة من الجائزة، إضافة إلى صور مرشحة للتصفيات النهائية، من بين أكثر من 1300 مشاركة قُدّمت من محترفين وهواة من مختلف مناطق المملكة.وتنوّعت المشاركات ما بين لقطات توثّق المناظر الطبيعية الآسرة، ومشاهد الحياة اليومية بعين سعودية معاصرة، تعكس تحوّلات المجتمع والبيئة, وتصل قيمة الجوائز الإجمالية للجائزة إلى 400 ألف ريال.وتولّت لجنة تحكيم دولية تقييم الأعمال المشاركة، وضمت نخبة من الأسماء البارزة في عالم التصوير، حيث ركّزت اللجنة على القصص البصرية التي تجمع بين التميز التقني والتأثير العاطفي والسردي، فيما يأخذ معرض 'حين يهمس الضباب'، الزوّار في رحلة حسية إلى قلب منطقة عسير، حيث الطبيعة المكسوّة بالضباب تلتقي بالذاكرة الإنسانية.ويشارك في المعرض خمسة فنانين من المملكة ومصر والمغرب، قدّموا مشاريع فوتوغرافية فريدة تعكس علاقتهم بالمكان، ومن أبرزها: عبدالمجيد الروضان بمشروع 'محطات الطريق' الذي يوثّق عمارة محطات البنزين القديمة في المملكة كأثر بصري آيل للاندثار، وإلهام الدوسري في 'عابرون في عسير'، حيث تمزج بين أرشيف والدها المصور وصورها المعاصرة في سردٍ بصري يربط الماضي بالحاضر.ويشارك محمد مهدي من مصر بعدسة تنقل العلاقة العاطفية بين أهالي عسير وأرضهم، بينما توثق لينا جيوشي في 'بنات القَطّ' دور النساء في إحياء فن القَطّ العسيري بأسلوب مفعم بالألوان, ويقدّم هشام غرظاف من المغرب 'الطريق إلى العرعر'، بتجربة بصرية في غابات العرعر الكثيفة.ويُصاحب المعرضين برنامج ثقافي موازٍ يضم ورش عمل تفاعلية وجلسات نقاشية مفتوحة للجمهور، يُقدّمها مجموعة من الخبراء المحليين والدوليين في مجال التصوير، بهدف تعزيز مهارات الزوار، ودعم الممارسين في مختلف مستوياتهم، من الهواة إلى المحترفين.وأكدت الرئيس التنفيذي لهيئة الفنون البصرية دينا أمين أن 'جائزة المملكة للتصوير الفوتوغرافي تواصل عكس العمق والتنوّع الهائلين للأصوات الإبداعية في المملكة'، مشيرة إلى أن المعرضين 'لا يحتفيان فقط بجمال الصورة، بل يُجسّدان التزام الهيئة بتمكين الفنانين وتعزيز حضورهم المحلي والدولي، وتوثيق تراث المملكة بعدسة معاصرة'.من جهته قال القيّم الفني للمعرضين ومدير 'قلف فوتو بلس' محمد سُمجي: 'إن 'التصوير الفوتوغرافي في المملكة تجاوز دوره التوثيقي، ليُصبح أداة فاعلة في صياغة السرد الثقافي المعاصر'، مؤكدًا أن هذه النسخة تُقدّم رؤى جديدة تكسر الأطر التقليدية، وتوثّق التحوّلات الاجتماعية والإنسانية بشكل إبداعي وجاذب. وتواصل هيئة الفنون البصرية من خلال هذه الفعالية البصرية الثرية، رسم ملامح المشهد الفني السعودي، وتعميق دور الصورة في رواية حكايا الوطن، والانفتاح على العالم من خلال عدسة تُجيد قراءة التفاصيل. مقالات ذات صلة

70 مليون دولار إجمالي قيمة جوائز كأس العالم للرياضات الإلكترونية
70 مليون دولار إجمالي قيمة جوائز كأس العالم للرياضات الإلكترونية

الاقتصادية

time١٢-٠٤-٢٠٢٥

  • الاقتصادية

70 مليون دولار إجمالي قيمة جوائز كأس العالم للرياضات الإلكترونية

قالت مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية اليوم الجمعة: إن قيمة الجائزة الإجمالية للنسخة المقبلة من بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، ستزيد على 70 مليون دولار. وتعود البطولة مجددا إلى الرياض في الفترة من 7 يوليو وحتى 24 أغسطس المقبل، حيث شهدت الجائزة زيادة قدرها 10 ملايين دولار مقارنة بالنسخة الافتتاحية التي أُقيمت الصيف الماضي، ما يشكل خطوة بارزة في جهود المؤسسة لتعزيز نمو القطاع عالميا، مع توفير فرص مهنية أكثر استدامة من شأنها إحداث تغيير في حياة اللاعبين المحترفين والأندية المتنوعة من جميع أنحاء العالم. وقال رالف رايشرت، الرئيس التنفيذي لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية: " تعكس الجائزة القياسية التي تزيد على 70 مليون دولار، إلى جانب التزامنا ببرنامج دعم الأندية والعقود طويلة الأمد مع الناشرين، ورؤيتنا الراسخة لمواصلة النمو عاما بعد عام، كما نهدف إلى منح اللاعبين والأندية والناشرين وجميع الأطراف المعنية الاستقرار اللازم للاستثمار في مستقبل كأس العالم للرياضات الإلكترونية". وأعلن عن 25 بطولة عبر 24 لعبة حتى الآن، بما في ذلك أربعة ألعاب جديدة هي: (الشطرنج - Crossfire - FATAL FURY: City of the Wolves VALORANT) حيث ستجمع البطولة في نسختها لعام 2025 أكثر من 2000 لاعب محترف و200 من أندية النخبة في أكبر منافسة متعددة الألعاب في التاريخ. وستخصص 27 مليون دولار من إجمالي الجوائز لبطولة الأندية، وهي صيغة تنافسية مبتكرة متعددة الألعاب تمنح لأفضل 16 ناديا وفقا لأدائهم العام، حيث يحصل الفائز في نسخة 2025 على 7 ملايين دولار كما سيتم تخصيص أكثر من 38 مليون دولار كمجموع جوائز لبطولات الألعاب المتنوعة إضافة إلى 450 ألف دولار كمكافآت لأفضل اللاعبين في مختلف المسابقات، فيما سيتم منح أكثر من 5 ملايين دولار لجوائز التصفيات، التي تقام بالتعاون مع الناشرين والمنظمين المعتمدين لتحديد المتأهلين للبطولة. ومن جانبه قال مساعد الدوسري ‏رئيس مجلس الإدارة والشريك المؤسس لـ Team Falcons: "يمثل تتويجنا بلقب بطولة الأندية وفوزنا بالجائزة البالغة 7 ملايين دولار في النسخة الأولى من كأس العالم للرياضات الإلكترونية، علامة فارقة في مسيرتنا الاحترافية لقد كانت المنافسة على أرضنا وأمام جمهورنا، الذي أشعل المدرجات بحماسه وهتافاته، دافعا قويا لنواصل السعي نحو حلم التتويج". وتستضيف الرياض؛ من 23 إلى 24 أغسطس المقبل، مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة 2025، وهو حدث رئيسي يجمع نخبة من القادة العالميين في قطاعات الرياضات الإلكترونية، والألعاب، والتكنولوجيا، وذلك لرسم ملامح مستقبل قطاع الرياضة والترفيه على مستوى العالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store