logo
كمال داود يغتال سعدة عربان للمرة الثانية

كمال داود يغتال سعدة عربان للمرة الثانية

الشروق٠٤-١٢-٢٠٢٤

بعد طول انتظار، خرج الكاتب الفرنسي ذو الأصل الجزائري، كمال داود، في محاولة لتبرئة ساحته وزوجته من التهم التي وجهتها إليه سعدة عربان، المريضة التي كانت تعالج عند زوجته، الطبيبة النفسية، بسرقة قصة حياتها المأساوية ليصيغ منها قصة زعم بأنها خيالية، ولكنها في الواقع حقيقية، لتمنح له جائزة 'الغونكور'، التي لا يمكن أن تعطى إلا لكاتب انسلخ من هويته وخان وطنه وشتم شعبه، وأمثاله كثير، ليس في الجزائر فقط، ولكن في كل مكان يسيل فيه الحبر بلغة فولتير.
خروج كمال داود للدفاع عن نفسه، لم يكن مقنعا بالمرة، لأن الرجل راح يتحدث عن حملة قال إنه يتعرض لها، طرفاها على حد زعمه، النظام السياسي، ولكن أيضا التيار الإسلامي، 'الذي سيطر على كل شيء في الجزائر'، إلا الثقافة التي بقيت مستعصية عليه، وفق ما جاء في مقال مطول له عبر أسبوعية 'لوبوان' اليمينية المتطرفة، التي منحته منبرها ليسب بلده وشعبه في كل أسبوع، كمن يجلد ذاته.
في المقال الطويل العريض المليء بالافتراءات، يقول الكاتب المستلب، إنه يتعرض للاغتيال بشكل يومي على يد 'القتلة الإيديولوجيين'، المتوزعين في العديد من القطاعات، في المدرسة وفي العدالة وفي الإعلام أيضا، زاعما بأن مسؤولي دور النشر يتعرضون بدورهم للتضييق، في ظل صراع وهمي يقوده الإسلاميون مدعومين بتواطؤ السلطة، كما يعتقد، من أجل السيطرة على قطاع الثقافة الذي استعصى عليهم، وفق مزاعمه.
وبعد أن خسر معنويا امتياز التكريم بفوزه بجائزة 'الغونكور'، التي تبين أن دوافع منحها لا تحكمها معايير الجودة في الكتابة وقوة الطرح، بقدر ما هي محكومة بالاعتبارات السياسية والإيديولوجية والثقافية، ينخرط في البكائيات من أجل استعطاف الفرنسيين، والذين صُدموا من افتقاده لأخلاق الكتاب المحترمين، الذين لا يخونون الأمانة، ولا يعملون وفق منطق 'الغاية تبرر الوسيلة'.
كمال داود لم يلوث قلمه فقط بسرقة مأساة طفلة من بني جلدته، بل أسقط زوجته في مستنقع الخيانة، وأية خيانة؟ السر الطبي للمريضة التي كانت تعالج عند زوجته الطبيبة النفسية، التي باتت هي بدورها مطالبة بالإجابة على تساؤلات الضحية، وهي تخاطبها بأي ذنب خُنت قضيتي وبأي مبرر ضيعتِ أخلاقك المهنية؟
وحتى يسهل عليه تغليط الرأي العام المثقف في فرنسا الذي بدأ ينفضّ من حوله، حاول كمال داود إعطاء الانطباع بأنه ليس في مواجهة شخص مريض وضعيف فحسب، بل زعم أيضا أنه يتعرض لهجوم منظم تقوده دولة وشعب ومثقفون، وهو يتحدث عن تعرض قبر والده للتدنيس انتقاما منه، ووصفه بـ'الإرهابي' من قبل الكاتب والروائي، رشيد بوجدرة، محاولا الإيحاء بأن هذا الأخير هاجمه مدفوعا من قبل النظام في الجزائر، وهو يصف بوجدرة بأنه صديق السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة.
وبالنسبة للكاتب المطلوب للعدالة الجزائرية، فإنه يتألم لتسببه في جر زوجته للعدالة بسبب تورطها معه في سرقة قصة المريضة التي ائتمنتها سرها، معتبرا ظهور السيدة عربان سعدة في برنامج تلفزيوني للدفاع عن حقها، بأنه 'هذيان عنيف من قبل النظام'.
هكذا وبكل وقاحة يحاول حرمان السيدة عربان من الدفاع عن حقها، وهو الذي يكتب يوميا عن الحرية وحقوق الإنسان في 'بلاد الحريات'، حيث كان يحلم أن يستقر ليتمكن بعدها من التنكر لأهله.
يقول داود وهو يتحدث عن شعوره بعد الفوز بجائزة الغونكور الفرنسية: 'بدأت أبكي بكل فخر كوني أول جزائري يحقق هذا 'الإنجاز'. لم أكن أعلم بعد أن بلدنا الفقير، الغارق في الظلام، محكوم عليه بأكل أطفاله'. بمثل هذه الأوصاف الساقطة، وبهذه القناعات المريضة، حصل داود على تكريم الفرنسيين.
وبمقابل فخره بالفوز بجائزة يمقتها الجزائريون كثيرا، لم يتورع الكاتب الفرنسي عن مهاجمة، سعدة عربان، ضحيته بكل وقاحة: 'الأمر متناقض بشكل لا يصدق: هذه المرأة لا تتهم جلاديها، بل كاتبا'، وكأن لسان حاله يقول إن على السيدة الضحية التي تعرضت لأذى الإرهابيين، أن تصمت على إرهاب من نوع آخر، إرهاب القلم المسموم الذي رعاه الفرنسيون.. هكذا يعذب كمال داود السيدة عربان سعدة ويجبرها على عدم الصراخ. يا لها من دناءة وحقارة!
ثم يمضي الكاتب و'المثقف' كاشفا عن معدنه مهاجما الضحية: 'تدعي هذه الشابة التعيسة أن هذه قصتها. إذا كنت أستطيع أن أفهم مأساتها، فإن إجابتي واضحة: إنها خاطئة تمامًا'. كما حاول التقليل من مأساتها: 'الإصابة (الجرح الذي في رقبتها) ليست فريدة من نوعها.. إنه حال مئات الأشخاص'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محاكمة كمال داود: يوم أول صعب
محاكمة كمال داود: يوم أول صعب

الخبر

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • الخبر

محاكمة كمال داود: يوم أول صعب

استمعت محكمة باريس الابتدائية، أمس الأربعاء، للكاتب الجزائري الحامل "حديثا" للجنسية الفرنسية، كمال داود، على خلفية القضية المرفوعة ضده وزوجته، من قبل سعادة عربان، وهي واحدة من ضحايا المأساة الوطنية في الجزائر، تتهمه بانتهاك حرمة حياتها الخاصة، في شكل عمل أدبي نال عنه أرقى جائزة أدبية في فرنسا. وبخصوص تفاصيل الدعوى تطالب سعادة عربان في دعواها، مدعومة بإفادات خطية عدة، بتعويض عطل وضرر قدره 200 ألف يورو، فضلا عن نشر حكم الإدانة الذي قد يصدر، مؤكدة أن "الطبيعة العرضية" للتشابه "أمر لا يمكن تصوره على الإطلاق". ونقلت يومية "ليبيراسيون" الفرنسية، ما جرى خلال اليوم الأول من المحاكمة، أين قام محامي المدعية سعادة عربان، ويليام بودرون، باظهار تشابه كبير بين قصة موكلته وقصة الرواية، مستدلا بما لا يقل عن 150 صفحة منها وردت فيها تفاصيل متطابقة بين مأساة السيدة سعادة عربان وبطلة رواية كمال داوود "أوب". واستشهد المحامي أيضا بحوار أدلى به الكاتب في سبتمبر الفائت لمجلة "لوبس" الفرنسية، قال فيه ردا على سؤال عما إذا كان كتابه مستوحى من امرأة حقيقية: "نعم، أعرف امرأة تضع قسطرة (…). لقد شكّلت الاستعارة الحقيقية لهذه القصة". وأشارت الدعوى أيضا إلى طبيبين متخصصين في فرنسا والجزائر يشهدان على طبيعة الإصابة غير المسبوقة والفريدة من نوعها التي تعرضت لها عربان. كما أوردت الدعوى عشرات المقاطع من رواية "حوريات" التي خاضت في شأن عائلة البطلة، والاعتداء الذي تعرضت له، وندوبها أو وشومها. وتُعَدّ هذه المقاطع قريبة لوقائع من حياة سعادة عربان، وبالتالي تشكل دليلا على "السرقة" الذي يتهم بها الكاتب. وأظهر المحامي نقطة بنقطة، اقتباس كمال داوود حياة سعادة عربان، من ليلة المجزرة المأساوية التي أودت بحياة أفراد عائلتها، وحتى بعد تبنيها وتسييرها لصالون حلاقة، وأيضا كيف كان الأطفال ينادونها في المدرسة بسبب صوتها، فكانوا يلقبونها "دونالد" وفي الرواية قال داوود "دونالد دوك". وقال محاميا سعادة عربان في فرنسا، وليام بوردون وليلي رافون، لوكالة فرانس برس إن "هذه الدعوى مميزة تماما في التاريخ القضائي لانتهاكات الخصوصية بغطاء روائي". ورأى المحاميان أن "داود الذي يعرّف عن نفسه بأنه كاتب ملتزم، تنصّل من خلال كتابة هذه الرواية من كل التزام بالأخلاقيات، ومن احترام حقوق المرأة ومن الاحترام الذي كان يدين به لشخص عرفه". من جهتها، ركزت محامية كمال داود، جاكلين لافون، في مداخلتها الابتدائية على إصدار الجزائر مذكرتي اعتقال دوليتين ضد الكاتب، دون أن تؤكد أنها لها علاقة بالقضية، معتبرة أنها لها "دوافع سياسية". ولم تقدم إجابات وافية عن القرائن التي تقدم بها دفاع سعادة عربان حول التشابه الكبير بين قصة الشاكية والرواية. وكان الناطق الرسمي لوزارة الخارجية، كريستوف لوموان، أكد تلقي فرنسا إخطارا من الشرطة الدولية "أنتربول"، اصدار مذكرتي توقيف ضد الكاتب.

سعادة عربان تواصل معركتها القانونية ضد كمال داود في فرنسا
سعادة عربان تواصل معركتها القانونية ضد كمال داود في فرنسا

الشروق

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • الشروق

سعادة عربان تواصل معركتها القانونية ضد كمال داود في فرنسا

كشفت وسائل إعلام فرنسية آخر التطورات بشأن 'فضيحة حوريات' التي تفجرت شهر نوفمبر الماضي بين الروائي الفرنكو-جزائري كمال داود، وسعادة عربان، إحدى ضحايا العشرية السوداء، التي استغل مأساتها للفوز بجائزة مرموقة في باريس. وفقا للتقارير الواردة بخصوص عربان فإن معركتها القانونية ضد داود متواصلة، حيث قدمت شكوى جديدة ضده في فرنسا بتهمة التشهير، لتضاف إلى دعاوى سابقة كانت قد رفعتها في الجزائر، متهمةً الكاتب وزوجته بانتهاك السرية الطبية والتشهير بضحايا الإرهاب. وفي فيفري الماضي رفعت عربان شكوى أولى في فرنسا، أمام المحكمة القضائية بباريس، تتهم فيها داود بانتهاك خصوصيتها، وطالبت بتعويض قدره 200 ألف يورو. وفي مقابلة مع صحيفة لوفيغارو بتاريخ 3 أفريل، عبّر الكاتب عن استيائه قائلاً: 'فرنسا عاجزة عن حماية كمال داود في باريس، ولا تستطيع فعل شيء لبوعلام صنصال في الجزائر'، مضيفا: 'الجزائر قادرة على رفع دعوى ضد كمال داود في فرنسا، بينما فرنسا لا تستطيع حتى إرسال محامٍ إلى الجزائر'. ورغم أنها لم تُذكر بالاسم في المقابلة، قال محاميها، ميتر بورجون، إنها 'لا تحتاج إلى أن تُذكر صراحة، فهي معروفة ومُحددة بوضوح'. وبحسب صحيفة لوبوان، التي يعمل فيها كمال داود ككاتب عمود، فقد تلقى يوم الإثنين 5 ماي استدعاءً للمثول أمام الغرفة 17 للمحكمة التصحيحية بباريس، المختصة بقضايا النشر. كما يُلاحق مدير نشر صحيفة لوفيغارو، مارك فوييه، في القضية نفسها. وقد حُددت الجلسة الأولى ليوم 13 جوان المقبل. ورواية 'حوريات' التي تتمحور حول مأساة الشخصية الرئيسية 'أوب'، التي نجت في سن السادسة من محاولة ذبح على يد إرهابيين خلال العشرية السوداء، فازت بجائزة غونكور في أكتوبر 2024، ورغم أن كاتبها قدمها على أنها من نسج الخيال، إلا أن عربان، وهي من منطقة تيارت غرب الجزائر، تعرّفت على قصتها في الرواية. وقالت السيدة التي تحمل ندبة في عنقها أفقدتها النطق إن 'أوب' تمثلها، مؤكدة أنها روت قصتها لطبيبتها النفسية، التي هي زوجة كمال داود، وأنها لم تمنح أبدًا الإذن باستغلال تلك القصة في عمل أدبي. ونفى كمال داود هذه الاتهامات، مؤكدًا أن روايته 'حوريات' عملٌ خيالي لا يستند إلى قصة حقيقية. وأشار إلى أن قصة عربان كانت معروفة علنًا في الجزائر، خاصةً في مدينة وهران، وأنها تحدثت عنها في وسائل الإعلام، مما يجعل من غير المعقول اعتبار الرواية انتهاكًا لخصوصيتها . يذكر أنه في نوفمبر الماضي، وبدعم من المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب، تقدمت عربان بشكوى أمام محكمة وهران ضد كمال داود، موكلة المحامية الجزائرية فاطمة الزهراء بن براهم، التي أكدت عزمها على استرداد حق موكلتها لأنه حسبها لا يمكن بناء المجد على مأساة الضعفاء.

ليلى السليماني من ضمن أعضاء لجنة تحكيم الدورة الـ78 للمهرجان.. المزمع تنظيمها من 13 إلى 24 ماي المقبل
ليلى السليماني من ضمن أعضاء لجنة تحكيم الدورة الـ78 للمهرجان.. المزمع تنظيمها من 13 إلى 24 ماي المقبل

حدث كم

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • حدث كم

ليلى السليماني من ضمن أعضاء لجنة تحكيم الدورة الـ78 للمهرجان.. المزمع تنظيمها من 13 إلى 24 ماي المقبل

أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان كان السينمائي، اليوم الاثنين، أن الكاتبة والروائية الفرنسية-المغربية، ليلى السليماني، ستكون ضمن أعضاء لجنة تحكيم الدورة الـ78 للمهرجان، المزمع تنظيمها من 13 إلى 24 ماي المقبل. وسيسند إلى لجنة التحكيم شرف منح السعفة الذهبية لأحد الأفلام الـ21 المشاركة في المسابقة الرسمية، خلفا لفيلم 'أنورا' للمخرج شون بيكر، الذي منحته إياها العام الماضي لجنة تحكيم ترأستها غريتا غيرويغ، بحسب بيان للمهرجان. وترأس لجنة تحكيم هذه الدورة الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، وتضم إلى جانب ليلى السليماني، كل من الممثلة والمخرجة الأمريكية هالي بيري، والمخرجة وكاتبة السيناريو الهندية بايال كاباديا، والممثلة الإيطالية ألبا رورفاكر. كما يشارك في لجنة التحكيم كل من المخرج والمنتج الكونغولي ديودو حمادي، والمخرج وكاتب السيناريو الكوري هونغ سانغسو، والمخرج والمنتج المسرحي المكسيكي كارلوس ريغاداس، والممثل الأمريكي جيريمي سترونغ. ومن المرتقب الإعلان عن قائمة الفائزين يوم 24 ماي المقبل خلال حفل الاختتام، وفق المصدر ذاته. يذكر أن ليلى السليماني أصدرت سنة 2014 روايتها الأولى عن دار النشر غاليمار بعنوان 'حديقـة الغـول'، ثم رواية 'أغنيــة هادئة'، الحائزة على جائزة الغونكور في 2016، والجائزة الكبرى للقارئات'إيل' لعام 2017. ونشرت بعد ذلك ثلاث روايات أخرى عن دار غاليمار، وهي ' في بلد الآخرين' (الجائزة الكبرى لبطلات مدام فيغارو 2020)، و'راقبونا نرقص'، و'سأحمل النار معي'. كما ألفت ليلى السليماني العديد من القصص والمقالات والحكايات المصورة، وحصلت سنة 2020 على جائزة سيمون دي بوفوار تقديرا لنضالها من أجل حقوق النساء. وفي سنة 2024، شاركت في كتابة نص حفل افتتاح الألعاب الأولمبية إلى جانب توماس جولي. ح/م

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store