
العجوز الخبيث.. والحكمة المُدَّعاة
تأسرنى للغاية تلك الآيات من سورة «المدثر»، التى تبدأ من الآية الحادية عشرة التى تقول: «ذرنى ومن خلقت وحيدًا» حتى الآية الثلاثين، التى تقول: «عليها تسعة عشر». إنها الآيات العشرون التى يقول المفسرون إنها نزلت فى الوليد بن المغيرة المخزومى، رغم أن المتأمل لها يدرك مباشرة أن ما جاء فيها من وصف لهذا الرجل ينطبق على الكثير من البشر. أدرك «الطبرى» هذا المعنى فأشار فى تفسيره للآية التى تقول: «ذرنى ومن خلقت وحيدًا» إلى ما قاله «مجاهد» من أنها نزلت فى الوليد بن المغيرة، وكذلك الخلق كلهم. وحقيقة أن المتأمل للآيات الكريمات يدرك منذ الوهلة الأولى أنها تنطبق على أى إنسان، وليس على «الوليد» بصورة خاصة، وإن كانت شخصية ذلك الرجل وسيرتها فى الحياة تقدم نموذجًا فريدًا على شيطان الغرور، حين يلعب بعقل الإنسان ويؤرجحه فى المواقف التى يتوجب عليه الثبات فيها على رأى محدد، فيميل مع هواه أو هوى المجموع الذى يحيا وسطه حيث يميل. لم يكن الوليد بن المغيرة شخصية عادية، بل نجم من نجوم المجتمع المكى، اعتبره أفراد قومه وعشيرته حكيمًا من حكماء العرب، بسبب أقواله المتزنة وأفعاله الرصينة، والتى منها على سبيل المثال أنه حرّم الخمر على نفسه فى الجاهلية، وكان العرب يحتكمون إليه فى خلافاتهم ليقضى بينهم. ويشير «ابن الأثير» فى «الكامل فى التاريخ» إلى أن الوليد بن المغيرة كان يكنى بـ«العدل»؛ لأنه كان عدل قريش كلها حين يدفع أو يتبرع بشىء لصالح المجموع. وتذكر كتب التاريخ أن «الوليد» كان أول من بادر إلى هدم جدار الكعبة حين أراد العرب إعادة بنائها، فقد هاب الجميع أن يبدأوا بالأمر، إلا الوليد قال لهم: أنا أبدأكم به، فأخذ المعول فهدم، فتربص الناس به تلك الليلة وقالوا: ننظر فإن أصيب لم نهدم منها شيئًا، فأصبح «الوليد» سالمًا وغدا إلى عمله فهدم والناس معه حتى انتهى الهدم إلى الأساس. حين بعث الله محمدًا بالحق نبيًا كان الوليد بن المغيرة قد ناهز الثمانين، كان عمره 82 سنة على وجه التحديد، لأن «ابن الأثير» يشير إلى أن «الوليد» مات فى سن 95 سنة بعد هجرة النبى بـ3 أشهر، ولو أنك طرحت منها السنوات الـ13 التى قضاها النبى فى مكة بعد البعثة، يكون عمر «الوليد» حين ظهر الإسلام 82 سنة، ولا يخفى عليك ما كان يمنحه العمر من هيبة على صاحبه داخل المجتمع المكى، فإذا أضفت إليه مجموعة السمات الفريدة التى تمتع بها «الوليد» فبإمكانك أن تستنتج الموقع المهيب الذى تمتع به بين قومه. هذا النجم المتألق داخل المجتمع المكى كان أول من دعا أهله من قريش إلى توحيد القول فى محمد بوصفه «ساحرًا». يحكى «ابن الأثير» أن «الوليد» قال لقومه: «إن الناس يأتونكم أيام الحج فيسألونكم عن محمد فتختلف أقوالكم فيه، فيقول هذا: ساحرٌ، ويقول هذا: كاهنٌ، ويقول هذا: شاعرٌ، ويقول هذا: مجنون، وليس يشبه واحدًا مما يقولون، ولكن أصلح ما قيل فيه إنه ساحر لأنه يفرق بين المرء وأخيه وزوجته». وتقديرى أن الاقتراح الذى قدمه «الوليد» بتوحيد وصف النبى كـ«ساحر»- معاذ الله- كان الأشد خطرًا على صورته الذهنية، صلى الله عليه وسلم، لدى العرب. فالاقتراح سيقضى على حالة اللخبطة والتضارب التى وقع فيها أهل مكة أمام القبائل العربية التى كانت تفد إليهم أيام الحج وتسأل عن محمد، فتسمع إجابات مختلفة، وتجد من يقول عنه إنه «شاعر»، ومن يقول إنه «كاهن»، ومن يقول إنه «مجنون»، ومن يقول إنه «ساحر»، أما الأخطر فى الاقتراح فيتعلق بالوصف الذى اختاره الوليد- وصف الساحر- والحجة التى استند إليها فى الاختيار، والتى تدل على عمق فهمه للشخصية العربية، كما وصفها القرآن الكريم نفسه. ولو أنك نظرت إلى أول الأوصاف التى خلعها العرب على محمد حين سمعوا القرآن الكريم، والمتمثل فى وصف «الشاعر»، فستجد أن القرآن الكريم أثبت هذه الواقعة فى أكثر من موضع، منها قوله تعالى: «أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون». وواقع الحال أن رمى النبى بالشعر أمام العرب كان من الأمور الساذجة بمكان، لأن العرب كانوا يقدرون الشعر والشعراء، وكان الشاعر يتمتع بمكانة خاصة داخل قبيلته، وبالتالى لم يكن هذا الاتهام ينتقص من النبى أمام عرب الجزيرة العربية، بل يضيف إليه، ويجعله محل تجلة واستماع من جانب من يقتنع بالنظر إليه كشاعر. وقد نفى القرآن الكريم عن محمد وصف الشاعر.. يقول تعالى: «وما هو بقول شاعر قليلًا ما تؤمنون». ولم يكن هناك وصف يفوق وصف الشاعر فى السذاجة من وصف «المجنون» الذى خلعه بعض العرب على النبى. فسيرة محمد قبل البعثة كانت تشهد على حكمته وسمو أخلاقه واتزانه الكبير، كما أن المتأمل لكلام الله يدرك منذ الوهلة الأولى إعجازه العقلانى والبلاغى والأسلوبى وكم الحكمة الذى تنطق به حروف آياته، وبالتالى كان رمى محمد بالجنون من أكثر الأوصاف التى يرفضها أى عقل راشد. قال تعالى: «وقالوا يا أيها الذى نزل عليك الذكر إنك لمجنون». ولا يقل وصف «الكاهن» سذاجة عن وصف «الشاعر»، بالنظر إلى ما تمتع به الكهان من مكانة بين العرب، كانت تهيئ من يعتقد فى النبى هذا الوصف أن يستمع إليه فى أقل تقدير ليقبل أو يرفض الرسالة التى يحملها القرآن الكريم. وقد نفى القرآن عن النبى وصف الكاهن.. يقول تعالى: «ولا بقول كاهن قليلًا ما تذكرون». كان العجوز الخبيث الوليد بن المغيرة أشد العرب دهاءً حين طلب من قريش أن توحد وصفها لمحمد أمام العرب الذين يفدون إلى مكة فى الحج ليصفوه بـ«الساحر» ويبتعدوا عن وصفه بالشعر أو الكهانة أو الجنون، لأن الأوصاف الأخيرة كانت فارغة ومعدومة القيمة فى تشويه الصورة. وتكمن الخطورة فى وصف النبى بـ«الساحر» فى النظرة السلبية التى كان يحملها العرب لكل «ساحر»، وخوفهم الشديد منه، وكراهيتهم الكبيرة لكل من يعمل بالسحر. فالساحر من وجهة نظر العربى «يفرق بين المرء وأخيه والمرء وزوجته». وقد أكد القرآن الكريم هذا المعنى فى قوله تعالى: «فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه». ويستدعى وصف الساحر من الذاكرة العربية أيضًا صورة نبى الله موسى الذى اتهمه معارضوه من المصريين بـ«السحر» أيضًا، بالإضافة إلى ما يثيره فى النفس العربية من أحاسيس بالخوف والكراهية والثقة فى الفشل وعدم النجاح فى التأثير على الناس، وهو أيضًا المعنى الذى أكد عليه القرآن الكريم فى قوله تعالى: «ولا يفلح الساحر حيث أتى». هل رأيت خبثًا ومكرًا وشرًا أكثر من هذا؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار قطر : المركز القطري للصحافة يدين استهداف صحفيين ومدنيين في مجزرة مقهى الباقة
الثلاثاء 1 يوليو 2025 03:00 صباحاً نافذة على العالم - عربي ودولي 54 30 يونيو 2025 , 11:51م الدوحة - موقع الشرق يدين المركز القطري للصحافة بأشد العبارات، اغتيال الصحفي المصور الصحفي إسماعيل أبو حطب، الذي يعمل مصوراً صحفياً مع عدة منصات إعلامية ووسائل إعلام، وإصابة الصحفية بيان أبو سلطان في قصف الاحتلال مقهى "الباقة" على شاطئ بحر مدينة غزة، والتي كانت تؤوي عشرات النازحين والصحفيين، ما أدى إلى استشهاد 21 مواطناً على الأقل ليرتفع عدد الشهداء من الصحفيين إلى 231 صحفياً، وصحفية منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على سكان القطاع. ويأتي هذا الاستهداف في سياق متواصل من محاولات الاحتلال إسكات الصوت الحر وقمع الحقيقة، حيث تتعرض الكوادر الصحفية العاملة في الميدان لخطر دائم أثناء تغطيتهم العدوان المتواصل على القطاع، وكشفهم الحقيقة. ويؤكد المركز القطري للصحافة أن إسرائيل التي تواصل حرب إبادة لسكان غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، تمارس ارتكاب مجازر ممنهجة بحق الصحفيين والإعلاميين، باستهداف مواقع تمركز ومنازل الصحفيين والإعلاميين، واغتيالهم بالصواريخ والطائرات المسيرة، لإسكات صوتهم، ومنعهم من نقل الحقيقة للعالم، وتغليب السردية والأكاذيب الإسرائيلية. ويجدد المركز مطالبته المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والحقوقية والإعلامية، بإدانة استهداف الصحفيين في غزة، والتحرّك العاجل لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي أمام المحاكم الدولية، على جرائم الحرب ضد الصحفيين والإعلاميين، حيث شجّع الإفلات من المحاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلي، على مواصلة مسلسل اغتيال، واعتقال وترويع الصحفيين، تحت مرأى ومسمع العالم. وكان آخر ما كتبه الصحفي إسماعيل أبو حطب قبل استشهاده في مجزرة مقهى "الباقة" عبر حسابه الرسمي على منصة (X): نحن الآن على مدة قصيرة من إعلان وقف إطلاق النار على قطاع غزة، أدعو الله أن تتسهل وتوقف هذه الحرب ..الكابينت منعقد ونحن ننتظر، نسأل الله الفرج القريب. كان الزميل إسماعيل أبو حطب قد أصيب في 2 نوفمبر 2023 في قصف إسرائيلي استهدفه مع عدد من الصحفيين أثناء وجودهم ببرج الغفري ونجا هو وزملاؤه في ذلك الوقت من موت مُحقق. وتداول ناشطون مقاطعَ فيديو وصوراً للدمار الذي خلفه القصف، تظهر فيها الزميلة الصحفية بيان أبو سلطان ملطخة بالدماء بعد نجاتها من الموت في المجزرة. في سياق متصل، أدان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة استهداف وقتل واغتيال الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين بشكل ممنهج. ودعا الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وكل الهيئاتالصحفية في جميع دول العالم، إلى إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضدالصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة. أخبار ذات صلة


تحيا مصر
منذ 2 ساعات
- تحيا مصر
«الشيطان دخل بينا وحبستني».. فنان شهير يعلن تصالحه مع طليقته
كشف الفنان محمد غنيم تفاصيل حبسه بسبب خلاف مع طليقته، وقال إنه بحمد الله حصل على براءة في القضية التي كانت تنظر في المحاكم مع طليقته. وأضاف الفنان محمد غنيم، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج « كلبش» مع الإعلامي حسن محفوظ، أنه يشكر جميع الجمهور، وكل من سأل عنه، خلال أزمته الأخيرة مع طليقته. وأوضح أن" مش هعلق على أزمتي مع طليقتي لأن الموضوع بالنسبة لي قد انتهى، لكن اللي أقدر أقوله إني غلطت في حق نفسي". ولفت إلى أن الأزمة الاخيرة انتهت بالتصالح، وأنه يشكر الله على كل شئ، أن هذه التجربة كانت درسًا، وصفحة وانتهت، وأن هناك وعود بالاحترام، وأنه الآن ليس محبوسًا. وتابع:" كنا زوجين في يوم من الأيام، ودخل الشيطان بيينا وخرج، وأنه يركز في عمله، وأن الفترة المقبلة سيكون له ثلاث أعمال منهم اثنين في رمضان المقبل، وواحد سيتم عرضه قبل رمضان". كانت المحكمة في وقت سابق، قد أصدرت حكما غيابيا بـ السجن 3 سنوات للفنان محمد غنيم، في اتهامه بتهديد طليقته بسبب خلافات بينهما، وتقدم دفاع المتهم، بطلب إعادة إجراءات الحكم الصادر ضد موكله. واتهمت النيابة في القضية رقم 15486 لسنة 2022، جنايات قسم مصر القديمة، المقيدة برقم 2307 لسنة 2022، كلي جنوب القاهرة؛ محمد محمد أبوالمعاطي غنيم 63 سنة، طبيبا بشريا وممثلا، مخلى سبيله، بأنه في غضون عام 2022، بدائرة قسم شرطة مصر القديمة محافظة القاهرة؛ هدد المجني عليها رانيا نبيل ذكي خليفة، كتابًا وشفها بواسطة زينب حسن؛ بارتكاب جريمة ضد النفس مهددا إياها بالقتل، وإفشاء أمور خادشة للشرف، وكان ذلك مصحوبًا بطلب التحصل منها على مبلغ مالي على النحو المبين بالتحقيقات.


الجمهورية
منذ 4 ساعات
- الجمهورية
" محمد مبروك " حكاية شهيد
وُلد الشهيد خطاب في حي الزيتون عام 1974، زرع فيه والده حبّ الوطن والانتماء له، وأنهى دراسته الثانوية عام 1991، ثم التحق بكلية الشرطة وتخرج فيها بصيف عام 1995 وأقسم في ساحتها على الحفاظ على أمن الوطن والوفاء له فصدق ما عاهد الله عليه حتى النفس الأخير من حياته وكان متزوجا ولديه 3 أبناء هم زينة ومايا وزياد. باشر الشهيد محمد مبروك عمله في قطاع الأمن الوطني متابعا للنشاط المتطرف وتدرج في الرتب حتى وصل إلى رتبة المقدم وبحلول عام 2011 بدأ مراقبة قيادات وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية وتمكن من رصد مخططات التخابر والاتصالات الجارية مع عناصر أجنبية خارج البلاد، لارتكاب عمليات عنف وتخريب واغتيالات ومن بين ما كشفه الشهيد محمد مبروك قضية التخابر الكبرى التي تورط فيها محمد مرسي العياط ، وقيادات آخرين وعناصر من الجماعة الإرهابية وحصل على إذن من نيابة أمن الدولة العليا في يناير 2011 ورصد بموجبه اتصالات أجراها «مرسي» مع عضو التنظيم الإخواني أحمد عبدالعاطي خلال تواجد الأخير في دولة أخرى كما رصد اتصالا مع عنصر من أحد أجهزة الاستخبارات الأجنبية وتسبب كل ذلك في وضعه على قوائم الاغتيالات التي وضعتها الجماعة الإرهابية وأذرعها المسلحة. وأدلى الشهيد بأقواله أمام نيابة أمن الدولة العليا في قضية تخابر جماعة الإخوان لصالح جهات أجنبية، وأعد تحريات بشأن هروب الرئيس المعزول محمد مرسي وعناصر جماعة الإخوان من سجن وادي النطرون إبان أحداث ثورة 25 يناير. كما أجرى تحريات أحداث مكتب الإرشاد في المقطم. وللشهيد دور كبير بعد ثورة الـ30 من يونيو في القبض على قيادات «الإخوان»، ويتقدمهم محمد بديع، مرشد الجماعة، ونائبه خيرت الشاطر. الشهيد محمد مبروك الضابط بالأمن الوطني هو الذي وثق جرائم «الإخوان» وكان أخطرها «التخابر الكبرى» وهي القضية الذي كان متهما فيها الرئيس المعزول محمد مرسي ومساء يوم الأحد، 17 نوفمبر 2013 غادر الشهيد محمد مبروك منزله متجها إلى عمله لكن يد الإرهاب الأسود متمثلة في 11 عنصرا تكفيريا ترصدت له واغتاله الإرهابيون بإطلاق الرصاص عليه في الشارع.. وأصيب خلالها مبروك بطلقات واستشهد في الحال.. وتبقى حكاية الشهيد مبروك. ومشهد اغتياله ما زال حاضرا بكل تفاصيله المروعة.. والموجودة كاملة في منطقة شرق القاهرة وتحديدا على بعد أمتار من منزله بشارع نجاتي سراج بمدينة نصر شرق القاهرة حيث طالت يد الإرهاب الشهيد يوم الأحد 17 نوفمبر 2013 برصاص عناصر مسلحين ينتمون لتنظيم أنصار بيت المقدس خلال استقلال سيارته انتهت حياة مبروك لكنه حي في القلوب. وكشفت التحقيقات آنذاك عن أنّ المتورطين في واقعة اغتيال الشهيد محمد مبروك ، 11 عنصرا أبرزهم صديقه الخائن الضابط محمد عويس ب.. الذي تقاضى مبالغ مالية من الإرهابي المليونير أحمد عزت ممول العملية، لتسريب بيانات وعنوان إقامة الشهيد لتسهيل المهمة كما كشفت التحقيقات عن أنّ الإرهابي المعدوم محمد بكري هارون شارك في العملية بجانب الإرهابيين فهمي عبدالرؤوف ومنصور الطوخي المكنى بـ«أبو عبيدة»، وتمكنت أجهزة الأمن من رصد الإرهابيين والقضاء على عدد منهم.. فضلا عن تقديم آخرين للمحاكمة الجنائية وعلى رأسهم «عويس» و«عزت»، وصدرت بحقهما أحكام بالإعدام شنقا. تحقيقات قضية "أنصار بيت المقدس" أوضحت غاية الجماعة الإرهابية من قتل الضابط المقدم محمد مبروك الذى كان شاهدا في قضية التخابر مع جهات أجنبية ضد مصر وكاشفا عن أول رئيس يتخابر ضد الدولة المصرية بمساندة قادة جماعة الإخوان الإرهابية وقادهم جميعا إلى أحكام بالمؤبد والسجن المشدد بعد عملية اغتياله . المتهم محمد عويس كان ضابطا بوحدة مرور السلام أمد الجماعة الإرهابية بخطوات وحركة صديقه المقدم محمد مبروك. تفاصيل الاتفاق المبرم بين أنصار الجماعة الإرهابية والضابط محمد عويس كشف عنها النقاب تحقيقات القضية المعروفة إعلاميا بقضية "أنصار بيت المقدس . وقال الضابط الخائن في التحقيقات إن الضابط "مبروك" كان دفعته فى كلية الشرطة فى نفس السرية فى السنة الثانية من الدراسة مؤكدا أن "مبروك" كان خفيف الظل ومن ضمن أصدقائه المقربين وظل التواصل بينهما قائما حتى بعد انتهاء الدراسة أضاف أنه كان يعمل في الإدارة العامة لمرور القاهرة ولم يكن ملتزما دينيا حتى وفاة والده فى 20 مايو 2005 وبدأ فى الصلاة متقطعا، وكان يشجعه زميله الضابط تامر بدوي بإدارة التخطيط والبحوث . بدأ صديقه في دعوته للصلاة وبعدها عرض عليه حضور دروس لأحد مشايخ الفكر السلفي الجهادي محمد حلمي بشقة صديق له يدعى تامر العزيزي بجوار كنيسة سانت فاتيما فى مصر الجديدة حضر ضابط المرور 15 درسا عن السيرة النبوية وعذاب القبر وكيفية الوضوء الصحيح وبعض العبادات، واستمر ذلك حتى عام 2006 ومن بعدها انشغل في حياته الخاصة وخاف من حضور الدروس الدينية بعدما تم القبض على زميله بدوي لعلاقته بتامر العزيزي المتشدد دينيا خلال ثورة 25 يناير عادت العلاقات وثيقة بين الضابط محمد عويس و تامر العزيزي حينما أحرقت أقسام الشرطة واتصل به الثاني للإطمئنان عليه من بعدها دعاه ليراه في شقته بسانت فاطيما وأكد له أن ما يحدث في مصر من علامات يوم القيامة خاصة مع تزامن الثورات في باقي الدول العربية- على حد قول الضابط في التحقيقات أكد المتهم ذهابه مع العزيزي لتلقى دروس على يد شخص يدعى الشيخ نشأت أحم. وكانت الدروس تتحدث عن كيفية تطبيق الشريعة الإسلامية تعرف "عويس" على شخص يدعى محمد بدوي سبق التحقيق معه في جهاز أمن الدولة من قبل عن طريق صديقه تامر العزيزي، وأضاف الاثنين على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، من بعدها بدأوا يسألونه عن الضباط الذي يظهر معهم في الصور وكان من بينهم الضابط المقدم محمد مبروك. وفي نوفمبر 2013 سمع "عويس" باغتيال صديقه الضابط محمد مبروك ومع ضبط عدد من الإرهابيين اعترفوا أنه من أرشدهم عن بيانات تخص ضابط الأمن الوطني وواجهته النيابة في التحقيقات بأنه حصل على أموال مقابل الإرشاد عن تفاصيل تخص صديقه وفق اعتراف متهمين آخرين. الضابط محمد عويس ضمن 37 متهما محكوم عليهم بالإعدام شنقا، في قضية "أنصار بيت المقدس" بتاريخ 2 مارس 2020، وأسند إليهم اتهامات بارتكاب جرائم تأسيس وتولى قيادة جماعة إرهابية، تهدف إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على حقوق وحريات المواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى، والتخابر مع منظمة أجنبية وتخريب منشآت الدولة والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع فيه فضلا عن إحراز الأسلحة الآلية والذخائر والمتفجرات .