logo
نجوم ساندوا زوجاتهم خلال مسيرتهن الفنية على الشاشة وفي مجال الكتابة.. ناصر القصبي وبدرية البشر نموذجا

نجوم ساندوا زوجاتهم خلال مسيرتهن الفنية على الشاشة وفي مجال الكتابة.. ناصر القصبي وبدرية البشر نموذجا

مجلة هي٠٧-٠٤-٢٠٢٥

يلعب عدد من النجوم وصناع السينما والدراما أدوارا مؤثرة في حياة شركائهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالفن أو الكتابة، وخلال الفترة الماضية، برزت نماذج لافتة لمشاهير اختاروا أن يكونوا السند الحقيقي لزوجاتهم، ليس فقط بالتشجيع المعنوي، بل أيضا بمشاركة الأفكار والدفع نحو النجاح، وتعد تجربة الفنان ناصر القصبي وزوجته الكاتبة بدرية البشر من أبرز هذه النماذج، حيث شكل دعمه لها علامة ملفتة في تجربتها مع مسلسل "شارع الأعشى"، كما برزت نماذج عربية أخرى جسدت مفهوم الشراكة الفنية والدعم المتبادل بين الأزواج، من بينهم محمد سامي ومي عمر، وكذلك فؤاد علي وهيا عبدالسلام، وغيرهم
دعم متواصل من ناصر القصبي لـ بدرية البشر
استمر ناصر القصبي في تقديم دعم واضح ومستمر لخطوات زوجته الكاتبة والروائية بدرية البشر، التي تركت بصمتها الخاصة في رمضان 2025 من خلال مسلسل "شارع الأعشى"، المأخوذ عن روايتها "غراميات شارع الأعشى"، وقد أشاد الفنان السعودي الكبير، في تصريحات لبرنامج ET بالعربي، بقدرة زوجته على تقديم عمل يلامس قضايا المجتمع، لاسيما أنها كاتبة تهتم بالشأن العام، مشيرا إلى أن مسلسل "شارع الأعشى" نجح في نقل الدراما السعودية إلى مرحلة جديدة على المستوى المحلي.
دعم متواصل من ناصر القصبي لـ بدرية البشر
ناصر القصبي لم يكتف بالإشادة بزوجته من خلال تصريحاته الإعلامية، بل تحدثت الكاتبة الكبيرة بدرية البشر عن دور زوجها ودعمه في مرحلة الكتابة، لاسيما من خلال المقترح الذي قدمه في رسم ملامح شخصية "وضحى" التي قدمتها الفنانة إلهام علي في المسلسل، حيث كانت ترعب بدرية البشر في جعلها شخصية جدلية، لكن ناصر القصبي اقترح عليها أن تكون رمزا للمرأة القوية والملهمة، رغم أنها غير متعلمة، وقد أشارت بدرية، في تصريحاتها لبرنامج "بودكاست Behind The Sheen", إلى أن هذا المقترح كان نقطة تحول في كتابة شخصية "وضحى"، التي تعلق بها الجمهور في السعودية والعالم العربي، لكونها نموذج ملهم للمرأة التي تمتلك قضية وموقف.
بدرية البشر
نجاحات فؤاد علي وهيا عبد السلام
هيا عبد السلام دائما ما تشيد بدور زوجها الفنان فؤاد علي، الذي شاركها نجاح العديد من الأعمال التي قدمتها، سواء كممثلة أو كمخرجة، ويعد الثنائي من النماذج الملهمة في الوسط الفني، حيث يحرص كلاهما على الظهور المستمر في مختلف المناسبات، والتأكيد على الدعم المتبادل بينهما في كل محطة فنية جديدة، وتبرز ثنائية هيا وفؤاد كتجربة فنية ناجحة تتطور بشكل واضح مع كل عام.
نجاحات فؤاد علي وهيا عبد السلام
وازدادت مساحة التشارك بين الثنائي، في رمضان الماضي، حيث شارك فؤاد علي في بطولة مسلسل "للمعاريس فقط" إلى جانب زوجته، التي تولت أيضا إخراج العمل، ولم يكن هذا هو التعاون الأول بينهما، فقد جمعهما أيضا مسلسل "حب في الراديو" ومسلسل "عائلة عبد الحميد حافظ"، وتحافظ هيا عبد السلام على توثيق أجمل اللحظات التي تجمعها بزوجها، بما في ذلك ذكرى زواجهما التي احتفلت بها في شهر ديسمبر الماضي، احتفاء بمرور 10 سنوات على قصة حبهما.
فؤاد علي وهيا عبد السلام
ثنائية محمد سامي ومي عمر
يعد محمد سامي ومي عمر من أبرز الثنائيات التي كشفت عن كيمياء فنية خاصة في كل عمل يجمعهما، وقد كان محمد سامي عنصرا أساسيا في توهج مي عمر دراميا خلال السنوات الأخيرة، لكونه مخرج قدم أنجح المسلسلات التي لعبت بطولتها، وآخرها "إش إش"، ومن قبله "نعمة الأفوكاتو"، وقد لعب دورا كبيرا في إبراز موهبة مي عمر وتقديمها بأفضل صورة للجمهور، فضلا عن اختياراته الفنية التي لاقت إعجاب واسع، وقد تحدثت مي عمر مرارا في لقاءات إعلامية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي عن حجم الدعم الذي يقدمه لها زوجها، واصفة إياه بـ"الأب الروحي"، الذي تعلمت منه الكثير من الأمور التي أثرت في حياتها المهنية.
ثنائية محمد سامي ومي عمر
عبد الله التركماني وحبيبة العبدالله
شكلت الإعلامية والكاتبة حبيبة العبدالله مع زوجها الفنان والمخرج الكويتي عبد الله التركماني تجربة خاصة ومميزة، لا سيما بعد كتابتها لمسلسل "ديستوبيا"، الذي تصدر بطولته زوجها، وكان محطة مهمة وبداية جديدة لها في عالم الكتابة الدرامية، وقد أكدت حبيبة العبدالله، في تصريحات سابقة لمجلة "هي"، على الدور الكبير الذي لعبه زوجها في دعمها خلال هذه الخطوة، بدءا من توفير الأجواء المناسبة التي سمحت لها بالتركيز الكامل، حتى انتهت من كتابة أول أعمالها الدرامية، وقد شارك عبد الله التركماني أيضا في أول عمل مسرحي كتبته زوجته، بعنوان "عضة"، والذي مثّل انطلاقة حقيقية للثنائي الفني.
عبد الله التركماني وحبيبة العبدالله
سامح حسين وزوجته وسام حامد
خلال مسيرته الفنية، قدم سامح حسين مجموعة من الأفلام التي لاقت نجاحا ملحوظا، وكان له دور مهم في دعم زوجته وسام حامد في أولى خطواتها في عالم الكتابة السينمائية، وقد جاءت هذه الخطوة من خلال فيلم "عيش حياتك"، الذي يعد من الأعمال البارزة التي قدمها سامح حسين، ويحمل قصة رومانسية في إطار كوميدي، تتناول فكرة الفرص الثانية التي تمنح الإنسان أملا جديدا في الحياة، مشاركة سامح حسين في بطولة الفيلم كانت تعبيرا عن ثقته بموهبة زوجته ودعما كبيرا لها في بداية طريقها، وقد شارك في الفيلم كذلك عدد من النجوم، من بينهم ساندي، إدوارد، سامية الطرابلسي، محمد نور، ومها أبو عوف، وكان من إخراج تامر بسيوني.
سامح حسين وزوجته وسام حامد
الصور من حسابات النجوم على انستجرام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محامي نجل محمد رمضان: القضية محاولة واضحة للابتزاز
محامي نجل محمد رمضان: القضية محاولة واضحة للابتزاز

صدى الالكترونية

timeمنذ يوم واحد

  • صدى الالكترونية

محامي نجل محمد رمضان: القضية محاولة واضحة للابتزاز

كشف أحمد الجندي، محامي نجل الفنان المصري محمد رمضان، عن تفاصيل جديدة في القضية التي أثارت جدلًا واسعًا وتصدرت محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية. وفي تصريحات لبرنامج 'ET بالعربي'، أوضح الجندي أن الأزمة بدأت بسبب رغبة في المساومة والحصول على مقابل مادي من محمد رمضان، مؤكدًا أن ما يحدث هو 'محاولة واضحة لابتزازه'. وأضاف: أنا عايز أقول إن مفيش خناقة، أطفال في نادي بيلعبوا مع بعض، والأطفال تنمروا على ابن محمد رمضان، الولد بشرته سمراء زي والده، وإحنا مصريين يعني البشرة السمراء أساس بشرتنا». وتابع الجندي: «والأولاد قالوله أنت أسود زي أبوك وحصل خلاف بين الأطفال وتدافع بينهم، والموضوع عادي جدًا، وعشان باباه نجم الموضوع اتصعد». واختتم تصريحاته، قائلاً: «ومؤخرًا في الجلسة الطرف التاني كان بيطلب تعويض والهدف من الموضوع كله هو ابتزاز محمد رمضان والحصول على تعويض منه واستغلاله».

القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي
القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي

سعورس

timeمنذ 3 أيام

  • سعورس

القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي

لم يكن هذا الشعور بسبب عضوية الدكتور وليد فحسب، بل لأنه رفعني بذكر اسمي مشكوراً في مقاله (القصيمي متمرد ساخط على المجتمع) الذي جاء تعقيباً على مقال (القصيمي وجرأة التنوير... فروسية فكر بلا سرج ولا لجام)، لكن سرعان ما تلاشى هذا الشعور، حين أدركت موقعي المتواضع، فأنا لست بمستوى الدكتور وليد، ولا أنتمي إلى أي ناد ثقافي أو جمعية أدبية، ولا أحمل أي ألقاب براقة يمكن أن تثير (رهبة الجماهير المثقفة). ثم جاءت لحظة الحقيقة الحاسمة عند مراجعتي لمقالي، فوجدته مجرد نقولات متفرقة، كان أبرزها (دفاع القصيمي عن نفسه أمام خصومه) وهو دفاع يكفي ولا يحتاج إلى إعادة تكرار. أما عن الدكتور وليد أبو ملحة، فإني أرى من المناسب أن يعود إلى كتاب «آفة الحرس القديم» الذي جمعه وأعده علي فايع الألمعي، فربما يجد فيه ما يخرجه من (ظلال الحرس القديم) وهو توجه تأكد لي عند تصفحي لأرشيفه، حيث تفاجأت بمقاله: «شارع الأعشى لا يشبهنا في شيء» الذي يهاجم فيه مسلسلاً مقتبساً عن رواية الدكتورة بدرية البشر «غراميات شارع الأعشى». في نهاية مقاله استخدم عبارة شديدة اللهجة كثيراً ما سمعتها من الحرس القديم: «ليس من حق أي كاتب أو صانع دراما أن ينقل الواقع كما يحب هو أن يكون...» بهذه الجملة، لم يكتف بممارسة الوصاية على المسلسل وكاتبه، بل امتدت إلى القنوات الفضائية نفسها، هل يذكركم هذا بشيء؟ بالنسبة إلي، تذكرت فتوى عام 2008 بقتل ملاك الفضائيات العربية التي استنكرتها وسائل الإعلام العالمية، كما تذكرت كتاب «الحداثة في ميزان الإسلام»، الذي قدم فيه المؤلف نفسه كمتحدث باسم مليار ونصف مسلم، مستخدماً قطعيات تشبه من يرى أنه «الممثل الوحيد للإسلام والنبوة والوحي»، وهي رؤية تجعل حتى «وثيقة مكة المكرمة 2019» عرضة للنقد من هؤلاء بحجة مألوفة نعرفها جيداً: «تمييع الدين وإضعاف الإسلام». لا أنوي تحميل الدكتور وليد أبوملحة وزر (الحرس القديم) فهو إنسان مستمتع بالحياة، والدليل متابعته الدقيقة لمسلسل «شارع الأعشى» رمضان الماضي، دون أن يغير القناة بحثاً عن دراما أكثر انسجاماً مع تحفظاته الدينية والفكرية، بل تابع بشغف، ثم اختتم الشهر بمقال استنكاري، وكأنه بعد الاستمتاع، قرر أن يتمضمض بمقال يندد بالمحتوى الذي تابع تفاصيله حتى النهاية! هذه الظاهرة تذكرني بمفهوم (الاستشراف)، الذي كتب عنه الدكتور فالح العجمي في مقاله (فئات المستشرفين...) بصحيفة اليوم 2017، كما كتب عنه الدكتور عبدالرحمن الشلاش في صحيفة «الجزيرة» بعنوان أشد قسوة، وفي رأيي، أن المستشرف أقرب إلى (متلازمة ستوكهولم) منه إلى (الوعي بتموضعه الفكري). بين البداوة والحضارة أعترف أنني أتعلم (التواضع العلمي والحلم الأخلاقي) من أمثال الدكتور وليد أبو ملحة، لذا أراعي وأتفهم (تعدد الأفهام) بين: (راعي الغنم المثقف) وهو الأقرب للبداوة من أمثالي، وبين (ابن المدينة المترف) وهو الأقرب للحضارة من أمثاله، فالبداوة التهامية تفرض علي (العفوية والصدق) دون حسابات (القراءة المتربصة) التي وصفها محمد زايد الألمعي بدقة حين قال (القراءة المتربصة أسوأ من عدم القراءة، فهي تعيد إنتاج جهلها بوهم أنها قرأت وفهمت، ومن ثم تورط قارئاً آخر في الوهم ذاته). القراءة المتربصة تاريخ طويل، والبحث في تراثنا العربي يكشف جذور (القراءة المتربصة)، التي تعود إلى زمن ابن قتيبة (213 - 276ه) فقد بدأ كتابه «عيون الأخبار» بتحذير واضح ضد هذا النوع من الفهم السطحي للنصوص، قائلاً «فإذا مر بك أيها المتزمت حديث تستخفه.. فاعرف المذهب فيه، وما أردنا به، واعلم أنك إن كنت مستغنياً عنه بتنسكك، فإن غيرك ممن يترخص فيما تشددت فيه محتاج إليه...» لكن هذه النزعة تفاقمت بعد (هجمة المغول 656ه) كمؤشر إلى (الانحطاط الحضاري)، فازدادت معها (سطوة القراءة المتربصة)، التي لا علاقة لها بالنقد الحقيقي، بل هي نوع من (الملاحقة الفكرية) للتراث العربي، بحيث لو استطاعت لحاربت (رسالة الغفران) لأبي العلاء المعري (ت 449ه)، وقبله التوحيدي (ت 414ه) وقبلهما الجاحظ (ت 255ه)، وحتى بعض كتب التفسير التراثية لن تسلم! من يقرأ التاريخ يرى كيف استهدفت هذه النزعة كتباً كثيرة، مثل «رسائل إخوان الصفا» في القرن الرابع الهجري، وحتى «الأغاني» لأبي فرج الأصفهاني (ت 356ه)، فكيف بالنواسي وديوانه (ت 198ه) الذي جمع أخباره ابن منظور (ت 711ه)، بل امتدت لعصور طويلة بدءاً من ابن المقفع (ت 142ه)، جابر ابن حيان (ت 200ه)، الكندي (ت 256ه)، الفارابي (339ه)، ابن الهيثم (ت 430ه)، ابن سيناء (427ه)، وابن رشد (595ه) وغيرهم كثير في التاريخ العربي. (لا نريد عودة الماضي) عزيزي القارئ، لا تدفع نفسك إلى تلك (الأوهام الفكرية)، ولا تتأثر بما عايشته خلال معرض الرياض الدولي للكتاب في سنوات مضت: شجار هنا، صراخ على دار نشر (ملحدة) هناك! حتى (طاش ما طاش) استعرض هذه الظواهر سابقاً. إنها (سنوات لا نريدها أن تعود) ونأمل لمن تأخر في تجاوزها أن يجد (شفاء عاجلاً)، ولمن خلصنا منها أن يزداد قوة وتمكيناً.

القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي
القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي

الوطن

timeمنذ 3 أيام

  • الوطن

القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي

الدكتور وليد أبو ملحة يعرف نفسه في تويتر/إكس بأنه (عضو جمعية كتاب الرأي) وهذا بلا شك لقب فخم فاخر مذهل في تميزه وعبقريته، يستحق أن يخلد في سجلات الإنجاز الثقافي! لحظة قراءتي لهذا التعريف، انتابتني قشعريرة مهيبة، ورهبة اعتزاز سمت بي إلى آفاق طه حسين والعقاد من العرب، وامرسون ومونتيني من العجم، وكدت أتوهم أنني أقف على منعطف تاريخي للثقافة العربية! لم يكن هذا الشعور بسبب عضوية الدكتور وليد فحسب، بل لأنه رفعني بذكر اسمي مشكوراً في مقاله (القصيمي متمرد ساخط على المجتمع) الذي جاء تعقيباً على مقال (القصيمي وجرأة التنوير... فروسية فكر بلا سرج ولا لجام)، لكن سرعان ما تلاشى هذا الشعور، حين أدركت موقعي المتواضع، فأنا لست بمستوى الدكتور وليد، ولا أنتمي إلى أي ناد ثقافي أو جمعية أدبية، ولا أحمل أي ألقاب براقة يمكن أن تثير (رهبة الجماهير المثقفة). ثم جاءت لحظة الحقيقة الحاسمة عند مراجعتي لمقالي، فوجدته مجرد نقولات متفرقة، كان أبرزها (دفاع القصيمي عن نفسه أمام خصومه) وهو دفاع يكفي ولا يحتاج إلى إعادة تكرار. أما عن الدكتور وليد أبو ملحة، فإني أرى من المناسب أن يعود إلى كتاب «آفة الحرس القديم» الذي جمعه وأعده علي فايع الألمعي، فربما يجد فيه ما يخرجه من (ظلال الحرس القديم) وهو توجه تأكد لي عند تصفحي لأرشيفه، حيث تفاجأت بمقاله: «شارع الأعشى لا يشبهنا في شيء» الذي يهاجم فيه مسلسلاً مقتبساً عن رواية الدكتورة بدرية البشر «غراميات شارع الأعشى». في نهاية مقاله استخدم عبارة شديدة اللهجة كثيراً ما سمعتها من الحرس القديم: «ليس من حق أي كاتب أو صانع دراما أن ينقل الواقع كما يحب هو أن يكون...» بهذه الجملة، لم يكتف بممارسة الوصاية على المسلسل وكاتبه، بل امتدت إلى القنوات الفضائية نفسها، هل يذكركم هذا بشيء؟ بالنسبة إلي، تذكرت فتوى عام 2008 بقتل ملاك الفضائيات العربية التي استنكرتها وسائل الإعلام العالمية، كما تذكرت كتاب «الحداثة في ميزان الإسلام»، الذي قدم فيه المؤلف نفسه كمتحدث باسم مليار ونصف مسلم، مستخدماً قطعيات تشبه من يرى أنه «الممثل الوحيد للإسلام والنبوة والوحي»، وهي رؤية تجعل حتى «وثيقة مكة المكرمة 2019» عرضة للنقد من هؤلاء بحجة مألوفة نعرفها جيداً: «تمييع الدين وإضعاف الإسلام». لا أنوي تحميل الدكتور وليد أبوملحة وزر (الحرس القديم) فهو إنسان مستمتع بالحياة، والدليل متابعته الدقيقة لمسلسل «شارع الأعشى» رمضان الماضي، دون أن يغير القناة بحثاً عن دراما أكثر انسجاماً مع تحفظاته الدينية والفكرية، بل تابع بشغف، ثم اختتم الشهر بمقال استنكاري، وكأنه بعد الاستمتاع، قرر أن يتمضمض بمقال يندد بالمحتوى الذي تابع تفاصيله حتى النهاية! هذه الظاهرة تذكرني بمفهوم (الاستشراف)، الذي كتب عنه الدكتور فالح العجمي في مقاله (فئات المستشرفين...) بصحيفة اليوم 2017، كما كتب عنه الدكتور عبدالرحمن الشلاش في صحيفة «الجزيرة» بعنوان أشد قسوة، وفي رأيي، أن المستشرف أقرب إلى (متلازمة ستوكهولم) منه إلى (الوعي بتموضعه الفكري). بين البداوة والحضارة أعترف أنني أتعلم (التواضع العلمي والحلم الأخلاقي) من أمثال الدكتور وليد أبو ملحة، لذا أراعي وأتفهم (تعدد الأفهام) بين: (راعي الغنم المثقف) وهو الأقرب للبداوة من أمثالي، وبين (ابن المدينة المترف) وهو الأقرب للحضارة من أمثاله، فالبداوة التهامية تفرض علي (العفوية والصدق) دون حسابات (القراءة المتربصة) التي وصفها محمد زايد الألمعي بدقة حين قال (القراءة المتربصة أسوأ من عدم القراءة، فهي تعيد إنتاج جهلها بوهم أنها قرأت وفهمت، ومن ثم تورط قارئاً آخر في الوهم ذاته). القراءة المتربصة تاريخ طويل، والبحث في تراثنا العربي يكشف جذور (القراءة المتربصة)، التي تعود إلى زمن ابن قتيبة (213 - 276هـ) فقد بدأ كتابه «عيون الأخبار» بتحذير واضح ضد هذا النوع من الفهم السطحي للنصوص، قائلاً «فإذا مر بك أيها المتزمت حديث تستخفه.. فاعرف المذهب فيه، وما أردنا به، واعلم أنك إن كنت مستغنياً عنه بتنسكك، فإن غيرك ممن يترخص فيما تشددت فيه محتاج إليه...» لكن هذه النزعة تفاقمت بعد (هجمة المغول 656هـ) كمؤشر إلى (الانحطاط الحضاري)، فازدادت معها (سطوة القراءة المتربصة)، التي لا علاقة لها بالنقد الحقيقي، بل هي نوع من (الملاحقة الفكرية) للتراث العربي، بحيث لو استطاعت لحاربت (رسالة الغفران) لأبي العلاء المعري (ت 449هـ)، وقبله التوحيدي (ت 414هـ) وقبلهما الجاحظ (ت 255هـ)، وحتى بعض كتب التفسير التراثية لن تسلم! من يقرأ التاريخ يرى كيف استهدفت هذه النزعة كتباً كثيرة، مثل «رسائل إخوان الصفا» في القرن الرابع الهجري، وحتى «الأغاني» لأبي فرج الأصفهاني (ت 356هـ)، فكيف بالنواسي وديوانه (ت 198هـ) الذي جمع أخباره ابن منظور (ت 711هـ)، بل امتدت لعصور طويلة بدءاً من ابن المقفع (ت 142هـ)، جابر ابن حيان (ت 200ه)، الكندي (ت 256هـ)، الفارابي (339هـ)، ابن الهيثم (ت 430هـ)، ابن سيناء (427هـ)، وابن رشد (595هـ) وغيرهم كثير في التاريخ العربي. (لا نريد عودة الماضي) عزيزي القارئ، لا تدفع نفسك إلى تلك (الأوهام الفكرية)، ولا تتأثر بما عايشته خلال معرض الرياض الدولي للكتاب في سنوات مضت: شجار هنا، صراخ على دار نشر (ملحدة) هناك! حتى (طاش ما طاش) استعرض هذه الظواهر سابقاً. إنها (سنوات لا نريدها أن تعود) ونأمل لمن تأخر في تجاوزها أن يجد (شفاء عاجلاً)، ولمن خلصنا منها أن يزداد قوة وتمكيناً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store