
بلاحة بن زيان.. العبقرية التي أسعدت الملايين
اجتمعت فيه الفكاهة بالعبقرية بالطيبة، فصقلت شخصية بارزة أدخلت البهجة، وزرعت البسمة على شفاه من تابعوه في أعماله الكثيرة، خاصة السلسلة الفكاهية "جمعي فاميلي" و"عاشور العاشر" الذي أبدع فيه "نوري"، وقدم للسلطان (فلان بالتشيكوله يترعد).
إنه المرحوم فقيد الفكاهة الجزائرية بلاحة بن زيان المولود في 23 نوفمبر عام 1953 بسيڤ بولاية معسكر، دخل عالم التمثيل من بوابة المسرح، سنة 1972. ولصقل موهبته، درس في معهد التمثيل، تحت إشراف قدور بن خامسة بوهران، بين عامي 1972 و1973، أين شارك في مهرجان وهران، وبرزت أولى أعماله على الشاشة الصغيرة في سنة 1974.
قام الراحل "قادة أو نوري" الاسم الذي اشتهر به كثيرا في أوساط العائلات الجزائرية، والعربية، بعدة أدوار فكاهية، جعلت عفويته تتسرب إلى أعماق المشاهدين، الذين ينتظرون بروزه في أي مسلسل؛ حيث يطبع أي عمل يشارك فيه بطابعه الفكاهي المرح، ويعطيه من روحه رغم معاناته، لاسيما في دور "قادة المسمار" في سلسلة جمعي فاميلي، و"نوري" في سلسلة "عاشور العاشر" الذي أبدع فيه، وصنع لنفسه مكانة ضمن عمالقة الفكاهة، معززا إياها كممثل كوميدي بارز في الدراما الجزائرية.
وعلى خشبة المسرح، ترك عدة أعمال أشهرها "التفاح"، التي كتبها وأخرجها الراحل عبد القادر علولة، وتعد المسرحية من الأعمال البارزة في المسرح الجزائري. إلى جانب ذلك، كان بلاحة رفيق درب عدة ممثلين أبرزهم الممثل الكوميدي الراحل سيراط بومدين، وغوثي عزري، وفضيلة حشماوي.
شارك بلاحة في أعمال تلفزيونية، تميزت غالبيتها بطابع فكاهي، من بينها أعمال درامية تلفزيونية مثل "حويدق"، و"عايش بالهف" عام 1992، و"كفاش وعلاش"، و"كلتوم"، و"وردة مسمومة"، و"ناس ملاح سيتي"عام 2006، و"جمعي فاميلي"، ما بين 2008 و2009، و2011، و"يوميات الزربوط" عام 2008، ومسلسل "بوضو" بأجزائه الأربعة، ما بين سنوات 2013، 2014 و2015، و2016، و"دار البهجة" عام 2013. وفي هذه السنة، قدم المرحوم عملين هما "دار الجيران"، و"فاميليا ستار"، و"ليزيمقري" عام 2014، و"وسع خاطرك" عام 2017، و"الاعتراف" عام 2018، و"رمضان في ماريكان" سنة 2019.
وكانت أعماله الأخيرة قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى؛ الأجزاء الثلاثة للمسلسل الكوميدي الرائع الهادف "عاشور العاشر" ما بين سنوات 2015 و2021. وبعد معاناة طويلة مع المرض، رحل بلاحة بن زيان عن عالمنا بتاريخ 2 ماي 2021، في المستشفى العسكري بوهران، وووري الثرى في مسقط رأسه بسيڤ.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


التلفزيون الجزائري
٢٨-٠٣-٢٠٢٥
- التلفزيون الجزائري
وفاة الفنان حمزة فغولي عن عمر ناهز 86 عاما – المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري
توفي الفنان حمزة فغولي المعروف بالشخصية الفكاهية 'ماما مسعودة'، اليوم الجمعة، بعد معاناة مع المرض، عن عمر ناهز 86 عاما، حسب ما علم لدى محيطه. ويعتبر الراحل, وهو من مواليد تيارت في 1938, من أشهر الفنانين الفكاهيين في الجزائر, حيث عرف بأدائه لدور الأم الحنون 'ماما مسعودة' في إطار الثنائي الفكاهي التربوي الخالد جمعه مع الفنان الراحل رؤوف إيقاش المعروف ب'حديدوان', في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. وقد اشتهر الفقيد أيضا بشخصية 'قويدر الزدام' وهو دور فكاهي رائع أداه في فيلم 'الطاكسي المخفي' (1989) لبن عمر بختي, كما شارك في افلام سينمائية أخرى على غرار 'شرف القبيلة' (1993) لمحمود زموري, و'موريتوري' (2007) لعكاشة تويتة وغيرها, وفي أعمال تلفزيونية منها مسلسل 'كيد الزمن', 'دار الجيران', سلسلة 'بوضو' و'قهوة ميمون'. وعلى إثر رحيل الفنان, قدم وزير الثقافة والفنون, زهير بللو, تعازيه لأسرة الفنان والأسرة الفنية, معتبرا أن الراحل 'لم يكن مجرد فنان, بل روح فنية رسمت الضحكة ونقلت الحكايات ببراعة, إذ كان تأثيره يتجاوز الفن إلى التربية والوطنية, مما يجعله لا ينسى في سماء الفن الجزائري ويظل خالدا في قلوبنا'.


الشروق
٢٦-٠٣-٢٠٢٥
- الشروق
الإكراهات الاجتماعية تقف حاجزا أمام إبداع الفنان والمشاهد يتحايل على واقعه
دعا المخرج والسيناريست محمد شرشال في حوار أجراه مع 'الشروق'، الجهات المختصة للتدخل، من أجل سن قوانين لحماية الكتابة والصناعة السينماتوغرافية والتلفزيونية كقوة ناعمة، مشيرا إلى التضييق على الإنتاج التلفزيوني الذي أصبح متفشيا في السنوات الأخيرة مما قد يحد من إبداع الفنان الجزائري. إلى أي مدى يلتزم السيناريست الجزائري بالضوابط الاجتماعية والدينية في أثناء كتابة السيناريو؟ يلتزم السيناريست الجزائري في أغلب الأحيان بالضوابط الاجتماعية والدينية بشكل تلقائي عند كتابته للمشاهد الجزائري، لكن لا يجب أن نغفل مجالا معينا للحرية في الكتابة، فانتقاد بعض الممارسات العشوائية في حياتنا اليومية حتى وإن كانت دينية أو اجتماعية لا يجب اعتباره تعديا على الحدود والقيم، فقضية الحرية في الكتابة موضوع واسع يستوجب أخذ الكثير من الأمور بعين الاعتبار عند مناقشته، وحتى في مجال الإنتاج أصبحنا نمارس الرقابة الذاتية على أنفسنا قبل أن نتعرض لها، سواء من طرف الجمهور أم رجال الدين أم الإعلام، فالسيناريست أصبح معرضا للرقابة حتى في أبسط الأمور التي قد يمررها بشكل رمزي في أعماله الكتابية. بحكم خبرتك في المجال، هل تقبل مقص الرقابة على كتاباتك؟ من وجهة نظري، لا يجب أن يكون هنالك رقيب على السيناريو، لأن الحرية مطلوبة في الكتابة، في وقتنا الحالي، أصبح الجميع رقيبا بداية من السيناريست الذي يمارس الرقابة الذاتية على نفسه في أثناء الكتابة، وبعده المنتج والقناة العارضة التي تمارس الرقابة على العمل قبل عرضه، مما يؤدي إلى وصول العمل باهتا وغير مفهوم إلى الجمهور الذي يؤدي دور الرقيب أيضا برفضه تسليط الضوء على بعض الظواهر الاجتماعية ونقلها إلى الشاشة كنوع من الهروب من الواقع، بدون أن يدرك أن العمل تعرض لبتر الكثير من التفاصيل الأساسية في المراحل التي سبقت العرض مما يجعله غير مفهوم وقد يخلق جدلا بسبب ذلك. ما أبرز العراقيل التي يواجهها كتاب السيناريو حاليا؟ تكمن مشكلتنا حاليا في نقص الحرية في مجال الكتابة، فانتقاد رجل الدين في عمل تلفزيوني أو سينمائي قد يثير زوبعة من الانتقادات، بسبب العقلية الجمعية الدينية المرسخة بكون رجل الدين منزها، حتى الجمهور، يحمّل الآفات الاجتماعية في الواقع للأفراد، لكن عندما يشاهدها في أعمال درامية، فيوجه انتقاده إلى زاوية أخرى يربطها بالدين، ويقوم بتعميم الأحكام ويتهم صناع العمل بمحاربته. ما تعليقك حول 'الرقابة الافتراضية' التي تمارسها وسائل التواصل الاجتماعي؟ وسائل التواصل الاجتماعي حاليا، أصبحت تحلل وتحرم في كل المواضيع، تكفر أشخاصا وتزكي آخرين بسبب الفهم الخاطئ للدين وعدم قبول الآخر المختلف، لكن أن تصل الأمور إلى سب الفنان أو الرياضي والتنمر عليهم والتعرض لحياتهم الشخصية، فهذا يمثل في نظري جريمة وقمة في التعصب وجب التصدي لها والمعاقبة عليها. مقارنة بالسنوات الماضية، ما الذي تغير في ذوق المشاهد الجزائري اليوم ؟ في نظري، العمل الجيد يفرض نفسه عند المشاهد بالرغم من الانتقادات التي قد يتعرض لها، فهناك أعمال مثل 'جمعي فاميلي'، 'الرسالة' وغيرها بقيت خالدة بالرغم من مرور سنوات على إنتاجها، بالمقابل كانت هنالك أعمال مثل 'عطلة المفتش الطاهر' و'كرنافال في دشرة' تناولت بشكل تهكمي وكوميدي بعض المظاهر الاجتماعية لم يكن للجمهور تقبلها لو أنها صورت في وقتنا الحالي، والتضييق على الإبداع أصبح يزداد يوما بعد يوم، مما يستدعي تدخل الدولة لسن قوانين لحماية الكتابة والصناعة السينماتوغرافية والتلفزيونية كقوة ناعمة، فغياب سياسة ثقافية واضحة المعالم يخلق نوعا من الفوضى في مختلف المجالات بدءا من الكتابة وصولا إلى عرض العمل للجمهور، فحتى اللجان التي يتم تنصيبها لانتقاء الأعمال لا تملك من الخبرة والكفاءة والحرية ما يكفي لاختيار أعمال في المستوى أو حتى تحمّل مسؤوليتها والدفاع عن العمل عند تعرضه للانتقاد والجدل، لأن أغلبها تمارس المهام المسندة إليها ضمن لوبيات واعتبارات ومحسوبية. ما الخطوط الحمراء التي تحرص على عدم تجاوزها في أثناء كتابة السيناريو؟ أنا أكتب للمشاهد الجزائري من منطلق أنني عربي، أمازيغي، مسلم لدي خصوصيات وطريقة إيصال الرسالة إلى المشاهد دون تجريح أو إحراج العائلة الجزائرية، من خلال استعمال الإيحاء، وهذا ما لا نجده مثلا في المسلسلات الجزائرية التي يتم إنتاجها في السنوات الأخيرة، التي تصور ظاهرة المخدرات بشكل علني مكشوف ومغاير للواقع الذي تعرف فيه الظاهرة التعامل بحذر وسرية خوفا من العواقب المترتبة عنها كجريمة، فكان من الأجدر تصوير الأثر الناجم عنها في المجتمع بدل إبرازها كآفة وهو ما يعتبر تناولا سطحيا وغير مسؤول لموضوع في غاية الأهمية. هل يمكن اعتبار 'الجدل' معيارا لنجاح الأعمال التلفزيونية؟ في نظري، أغلبية الأعمال التي تخلق جدلا، تعد ناجحة، لكونها تمكنت من استقطاب اهتمام الجمهور، لكن علينا الإشارة إلى نقطة مهمة خاصة في الجزائر، وهي نقص النقاد المتخصصين في المجال سواء في التلفزيون، السينما أم المسرح والذين يبرز دورهم في تشريح وتفكيك العمل الفني وإبراز نقاط قوته وضعفه، مما قد يساهم في توضيح المفاهيم وتقريبها وتبسيطها انطلاقا من أسس علمية وأكاديمية، سواء إلى المشاهد أم حتى إلى من ينصب نفسه 'رقيبا' على العمل الفني، لأن ما نشاهده حاليا من ضجة وجدل في الساحة أو على مواقع التواصل الاجتماعي، مجرد انطباعات وآراء شخصية لا يميز أصحابها بين 'النقد' والانتقاد'.


الشروق
١٩-٠٣-٢٠٢٥
- الشروق
حزيم ورشيد زغمي وغيرهم.. فنانون راحلون صنعوا الفرجة الرمضانية
ارتبط اسمهم برمضان، فنانون رحلوا عن هذا العالم، لكن صورتهم بقيت راسخة في الذاكرة والمخيال الشعبي الجزائري.. رسموا البسمة، في زمن القسوة، وجمعوا العائلات في زمن القناة الوحيدة، كان التحدي كبيرا، خاصة أنهم نجحوا في البقاء لسنوات طويلة، في القمة، ببرامج فكاهية لها مغزى. الشروق العربي، تكريما لما قدموه للفن الجميل، تستذكر سيرتهم الحافلة بالجماهيرية. بوجه شاحب، وجسم هزيل، كان الممثل الراحل، عباس بلعياشي، ابن مستغانم، يرسم الابتسامة على وجوه المشاهدين، بسكاتشات بلاحدود، بنص ذكي، وأداء لا يقل ذكاء، ويضعك في مواقف طريفة، ذات معنى واسع. ورغم أنه كان شمعة تحترق لتنير درب الفكاهة، إلا أن حياته لم تكن تعرف شيئا اسمه الرفاهية، بل عانى في صمت، إلى غاية وفاته. ثلاثي بلا حدود، لم يكن لينجح هذا النجاح المنقطع النظير، لولا شخصية الراحل حزيم، منذ انطلاق البرنامج، عام 1986. برنامج رمضاني ممتع، خاصة أنه قدم للجمهور اللهجة الوهرانية المميزة بايفيهاتها. توفي يوم الأربعاء 4 ماي 2022، عن 70 عاماً، بالمستشفى العسكري الجهوي لوهران، بعد معاناة مع مرض القلب، قبل يوم من سفره إلى أوروبا من أجل العلاج. وإن كان برنامج بلا حدود جوهرة محطة وهران، كان لمحطة قسنطينة ما تقوله، في رمضان، بفضل سلسلة أعصاب وأوتار، للمخرج محمد حازورلي، الذي قدم فكاهة رمضانية، سابقة لأوانها، لكونها تجمع بين الكوميديا والظواهر الاجتماعية، خاصة السلبية منها، لكن، في قالب فكاهي بحت. أعصاب وأوتار، لم تكن سلسلة كوميدية فقط، بل موعدا سنويا مع عمالقة الفن، في محطة قسنطينية، منهم الذين لا يزالون في مسيرة الفن، ومنهم من رحلوا، على غرار الممثل القدير، بشير بن محمد، الذي اشتهر بشخصية عمي بشير، ماركة الشخص العصبي بروح مرحة، ولم يكتف بمسيرة سنوات في أعصاب وأوتار، بل أطل في برامج رمضانية، مثل ناس ملاح سيتي، ويا عامر يا ناسي.. وقد رحل عن عمر يناهز 85 سنة. شخصية أخرى، تركت بصمة تلفزيونية في رمضان، في ذات العمل، وهو الراحل رشيد زغيمي، الذي قضى 50 سنة في التلفزيون والمسرح، لكن دور رشيد مالادي خلد اسمه في أذهان الناس، رشيد مالادي قدم شخصية فكاهية تشكو وهم المرض، لكن بحس فكاهي عال جدا، ولم يكتف هو الآخر بأعصاب وأوتار، فظهر تارة في ماني ماني وريح تور وناس ملاح سيتي. فقيد آخر، انضم إلى ركب الراحلين، عام 2012، هو الممثل والمخرج المسرحي كمال كربوز، الذي طبع على سلسلة أعصاب وأوتار، بشخصيته التي تمزج الهزل بالجد، وكيف لا ينجح في شخصية سي كمال، مع خلفيته المسرحية الطويلة. كمال كربوز، من بين الفنانين الذين اعتاد عليهم الجمهور في الشهر الكريم، من أعصاب وأوتار، إلى غاية ناس ملاح سيتي، مرورا بمسلسل جحا ويا شاري دالة. رمضان، ربما كان الشهر الوحيد الذي يتشبع فيه المشاهد بالأعمال الكوميدية، ومن بين المسلسلات التي تركت بصمة مميزة، مسلسل بوضو، للممثل العبقري محمد جديد، المشهور باسم هواري بوضو، ومع بختة، صنع ثنائية جميلة، أحبها الناس أيما حب. وقبل بوضو، الذي امتد على بضع مواسم، كان لمحمد جديد أعمال أخرى، ضمن ثلاثي الأمجاد، الذي كان بمثابة جيل جديد من بلا حدود، ولم تتوقف مسيرته في بوضو، بل شارك في عدة مسلسلات ذات طابع فكاهي، كعمارة الحاج لخضر ودار المكي والحافلات، إلى أن وافته المنية عام 2018، بسبب مرض عضال. لا يمكن أن نذكر الفنانين الذين ارتبطت شخصياتهم بشهر رمضان، دون أن نذكر النوري، في عاشور العاشر، الذي تقمصه الفنان الراحل بلاحة بوزيان. شخصية بسيطة ومركبة، في آن واحد، عفوية بتفاصيل لا يمكن أن يصنعها سوى فنان متمرس، مثل بلاحة، الذي صنع مع الممثل صالح أوقروت هو الآخر ثنائية من نوع فريد. رحم الله هؤلاء الفنانين الطيبين، الذين أفنوا أعمارهم لإسعاد الناس، على مدار سنين. ورغم ظروفهم القاسية أحيانا، لم يترددوا في خدمة جمهورهم.