logo
حوارية في "شومان" تسلط الضوء على تجربة غالب هلسا الروائية

حوارية في "شومان" تسلط الضوء على تجربة غالب هلسا الروائية

عمونمنذ 11 ساعات

عمون - سلطت حوارية في المنتدى الثقافي بمؤسسة عبد الحميد شومان، أمس، الضوء على تجربة الروائي والناقد الأردني الراحل غالب هلسا، وأثره على الرواية العربية، بحضور نخبة من الآدباء والكتاب والمهتمين.
وشارك في الحوارية التي جاءت بعنوان "غالب هلسا وأثره في الرواية العربية"، أستاذ نظرية الآداب والنقد المعاصر الدكتور شكري عزيز ماضي، ومحمد عبيدالله، وقدمهم وأدار الحوار مع الجمهور الدكتور عماد الضمور.
الدكتور شكري ماضي تحدث حول تطور النسق الروائي عند غالب هلسا، من مرحلة محددة إلى مرحلة أخرى مضادة لها في فترة زمنية قصيرة نسبيا، مشيرا إلى أن تطور النسق الروائي يدل على الانتقال من الرؤية الموثوقة في فهم العالم وحيازته جماليا إلى الرؤية اللايقنية حيث الحيرة والغموض والعبث.
وأكد أن تطور النسق الروائي لدى هلسا يدل على تطور الفلسفة الجمالية لديه، فالجمال الحق في رواية "الخماسين" يكمن في التعبير عن منظومة القيم التي تعاني من التفكك في التعبير عن أعماق الذات أو عالم الانفعالات والمشاعر ومخزونات اللاوعي (حيث تكمن الحقيقة). بينما يكمن الجمال الحق في رواية "ثلاثة وجوه لبغداد"، في التعبير عن قيم أخرى مضادة، أي في التعبير عن الشك في جدوى منظومة القيم أو وجودها، أي التعبير عن "عالم بلا قيم"، وفي تجسيد قيم التعدد والتباين وتصوير العلاقة المعقدة بين الإنسان والعالم التي تثير الأسئلة والتساؤلات، فالحقيقة لها وجوه متباينة وأبعاد متناقضة، وهذه الفلسفة قد تسهم في إعادة الاعتبار للهامشيين والمقهورين.
كما أشار الدكتور ماضي إلى أن تطور النسق الروائي لدى هلسا، يدل أيضا على حدة الأزمات المصيرية ووطأة الأحداث والمتغيرات المتسارعة التي تدفع الروائي العربي دفعا للتوسل بكل الأدوات والأساليب والاشكال في سبيل التوصل والبحث عن مجالات للتأثير، موضحا أن كل هذا يوضح حجم المعاناة، مثلما قد يفسر ازدهار النزعة التجريبية، لكنه قد يدل من جهة ثانية على الاستمرار في البحث عن منهج .
الدكتور محمد عبيدالله قال إن غالب هلسا كان أحد أبرز أدباء الستينيات، في الأردن ومصر والعالم العربي، وقد حملت رواياته روح التمرد والتجديد على الأساليب والأفكار التقليدية، وعبر برؤية جديدة عن الواقع، مشيرا إلى أنه له في المجال الروائي سبع روايات إضافة الى مجموعتين قصصيتين، إلى جانب ترجماته وكتاباته النقدية المعروفة وله إسهام مذكور في المجال الفكري والفلسفي، كما كان له مساهمات سياسية ووطنية.
وأضاف أن غالب هلسا شكل خلال سنوات حياته، علامة مهمة في الأدب والثقافة، فما يزال يعتبر رمزا من رموز الثقافة العربية، مع إيمانه الكامل بقدسية الحرية، ووجوب استقلال المثقّف دون أن يخشى العواقب، بحيث انتزعت أعماله الأدبية والنقدية والفكرية مكانة متميزة بسبب قوة بصيرتها واختلافها فكرا وفنا عن غيرها من الكتابات.
وبين، أن روايات هلسا تمثل أعمالا رائدة في مجال انفتاح الرواية على التخييل الذاتي وهو صيغة متطورة ومعقدة من السيرة الذاتية عندما تخرج على محدداتها الأولية أو التقليدية، وهو بذلك لا يفصل تجربته الذاتية عن التجربة الخارجية/ الموضوعية، وينظر إلى الموضوع مندمجا أو متمثلا في الذات. وقد استعمل غالب اسمه الشخصي (غالب) في روايتي: "الخماسين" و"ثلاثة وجوه لبغداد"، واستعمل أسماء مستعارة في روايات أخرى، ولكن رواياته لا تخرج عن الخطوط العامة لحياته، مع ما يتطلبه التخييل الذاتي من تغييرات وتأملات تحول السيرة إلى رواية.
ويرى أن كتابات هلسا، ناقشت مشكلات فكرية مهمة مثل قضايا: التقدم والتغيير والحرية والكرامة والعدالة والثورة، والعلاقة بين التراث والمعاصرة، وسائر القيم والمشكلات التي تطلعت إليها القوى الوطنية والتحررية في العصر العربي الحديث. وامتاز بجرأته في طروحاته، لهذا لقب بالمثقف المنظّر أو المحارب، إذ غاص بروايته "الضحك" في أزمة المثقفين.
الروائي والناقد هلسا مولود في قرية ماعين الواقعة قرب مدينة مادبا، العام 1932، جرب كثيرا من العواصم العربية، فقد ارتحل إلى عمان وعاش فيها شطرا، ليغادرها للدراسة نحو القاهرة التي تم ترحيله منها باتجاه بغداد، ثم ليغادرها إلى بيروت، والتي اضطر إلى مغادرتها إثر الاجتياح الإسرائيلي، فيتوجه إلى دمشق مستقرا فيها إلى حين وفاته في العام 1989.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حوارية تتأمل تجربة الروائي والناقد الأردني الراحل غالب هلسا وأثره على الرواية العربية
حوارية تتأمل تجربة الروائي والناقد الأردني الراحل غالب هلسا وأثره على الرواية العربية

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

حوارية تتأمل تجربة الروائي والناقد الأردني الراحل غالب هلسا وأثره على الرواية العربية

نضال برقان سلطت حوارية في المنتدى الثقافي بمؤسسة عبد الحميد شومان، أمس الأول، الضوء على تجربة الروائي والناقد الأردني الراحل غالب هلسا، وأثره على الرواية العربية، بحضور نخبة من الأدباء والكتاب والمهتمين. وشارك في الحوارية التي جاءت بعنوان «غالب هلسا وأثره في الرواية العربية»، أستاذ نظرية الآداب والنقد المعاصر الدكتور شكري عزيز ماضي، والدكتور محمد عبيدالله، وقدمهم وأدار الحوار مع الجمهور الدكتور عماد الضمور. الدكتور شكري ماضي تحدث حول تطور النسق الروائي عند غالب هلسا، من مرحلة محددة إلى مرحلة أخرى مضادة لها في فترة زمنية قصيرة نسبيا، مشيرا إلى أن تطور النسق الروائي يدل على الانتقال من الرؤية الموثوقة في فهم العالم وحيازته جماليا إلى الرؤية اللايقنية حيث الحيرة والغموض والعبث. وأكد أن تطور النسق الروائي لدى هلسا يدل على تطور الفلسفة الجمالية لديه، فالجمال الحق في رواية «الخماسين» يكمن في التعبير عن منظومة القيم التي تعاني من التفكك في التعبير عن أعماق الذات أو عالم الانفعالات والمشاعر ومخزونات اللاوعي (حيث تكمن الحقيقة). بينما يكمن الجمال الحق في رواية «ثلاثة وجوه لبغداد»، في التعبير عن قيم أخرى مضادة، أي في التعبير عن الشك في جدوى منظومة القيم أو وجودها، أي التعبير عن «عالم بلا قيم»، وفي تجسيد قيم التعدد والتباين وتصوير العلاقة المعقدة بين الإنسان والعالم التي تثير الأسئلة والتساؤلات، فالحقيقة لها وجوه متباينة وأبعاد متناقضة، وهذه الفلسفة قد تسهم في إعادة الاعتبار للهامشيين والمقهورين. كما أشار الدكتور ماضي إلى أن تطور النسق الروائي لدى هلسا، يدل أيضا على حدة الأزمات المصيرية ووطأة الأحداث والمتغيرات المتسارعة التي تدفع الروائي العربي دفعا للتوسل بكل الأدوات والأساليب والاشكال في سبيل التوصل والبحث عن مجالات للتأثير، موضحا أن كل هذا يوضح حجم المعاناة، مثلما قد يفسر ازدهار النزعة التجريبية، لكنه قد يدل من جهة ثانية على الاستمرار في البحث عن منهج. الدكتور محمد عبيدالله قال إن غالب هلسا كان أحد أبرز أدباء الستينيات، في الأردن ومصر والعالم العربي، وقد حملت رواياته روح التمرد والتجديد على الأساليب والأفكار التقليدية، وعبر برؤية جديدة عن الواقع، مشيرا إلى أنه له في المجال الروائي سبع روايات إضافة الى مجموعتين قصصيتين، إلى جانب ترجماته وكتاباته النقدية المعروفة وله إسهام مذكور في المجال الفكري والفلسفي، كما كان له مساهمات سياسية ووطنية. وأضاف أن غالب هلسا شكل خلال سنوات حياته، علامة مهمة في الأدب والثقافة، فما يزال يعتبر رمزا من رموز الثقافة العربية، مع إيمانه الكامل بقدسية الحرية، ووجوب استقلال المثقّف دون أن يخشى العواقب، بحيث انتزعت أعماله الأدبية والنقدية والفكرية مكانة متميزة بسبب قوة بصيرتها واختلافها فكرا وفنا عن غيرها من الكتابات. وبين، أن روايات هلسا تمثل أعمالا رائدة في مجال انفتاح الرواية على التخييل الذاتي وهو صيغة متطورة ومعقدة من السيرة الذاتية عندما تخرج على محدداتها الأولية أو التقليدية، وهو بذلك لا يفصل تجربته الذاتية عن التجربة الخارجية/ الموضوعية، وينظر إلى الموضوع مندمجا أو متمثلا في الذات. وقد استعمل غالب اسمه الشخصي (غالب) في روايتي: «الخماسين» و»ثلاثة وجوه لبغداد»، واستعمل أسماء مستعارة في روايات أخرى، ولكن رواياته لا تخرج عن الخطوط العامة لحياته، مع ما يتطلبه التخييل الذاتي من تغييرات وتأملات تحول السيرة إلى رواية. ويرى أن كتابات هلسا، ناقشت مشكلات فكرية مهمة مثل قضايا: التقدم والتغيير والحرية والكرامة والعدالة والثورة، والعلاقة بين التراث والمعاصرة، وسائر القيم والمشكلات التي تطلعت إليها القوى الوطنية والتحررية في العصر العربي الحديث. وامتاز بجرأته في طروحاته، لهذا لقب بالمثقف المنظّر أو المحارب، إذ غاص بروايته «الضحك» في أزمة المثقفين. الروائي والناقد هلسا مولود في قرية ماعين الواقعة قرب مدينة مادبا، العام 1932، جرب كثيرا من العواصم العربية، فقد ارتحل إلى عمان وعاش فيها شطرا، ليغادرها للدراسة نحو القاهرة التي تم ترحيله منها باتجاه بغداد، ثم ليغادرها إلى بيروت، والتي اضطر إلى مغادرتها إثر الاجتياح الإسرائيلي، فيتوجه إلى دمشق مستقرا فيها إلى حين وفاته في العام 1989.

مراد سعيد العكل .. زفاف مبارك
مراد سعيد العكل .. زفاف مبارك

عمون

timeمنذ 4 ساعات

  • عمون

مراد سعيد العكل .. زفاف مبارك

عمون - يتقدم أبناء المرحوم الحاج سعيد محمد العكل (أبو أنور) بأجمل باقات التهاني والتبريكات لشقيقهم السيد مراد سعيد العكل بمناسبة حفل زفافه.. ونبارك للعروسين ونتمنى لهما حياة مليئة بالمحبة والوفاق بحفظ الله ورعايته.. اللهم بارك لهما وبارك عليهما والف مبارك لكم.

وزير الثقافة يشارك في حفل إعلان سمرقند عاصمة للثقافة الإسلامية
وزير الثقافة يشارك في حفل إعلان سمرقند عاصمة للثقافة الإسلامية

عمون

timeمنذ 8 ساعات

  • عمون

وزير الثقافة يشارك في حفل إعلان سمرقند عاصمة للثقافة الإسلامية

عمون - شارك وزير الثقافة مصطفى الرواشدة اليوم الثلاثاء في أوزبكستان، في حفل إعلان مدينة سمرقند عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي للعام 2025. وبحسب بيان للوزارة، أشاد الرواشدة في الحفل الذي وزعت فيه "رسالة عمان" باللغتين العربية والإنجليزية، بالعلاقات الثقافية بين الأردن وأوزبكستان. وقال، إن سمرقند واحدة من حواضر الإسلام العريقة في المشرق الإسلامي، وتزخر بآثار ومعالم حضارية مميزة جعلتها محطة من محطات الجمال، وملتقى تاريخيا للثقافات، فضلا عن كونها مركز إشعاع ومنارة ثقافية من خلال مدارسها وأبرز علماء الفكر الحضاري في العالم الإسلامي. وأشاد الرواشدة بالمدينة التي ما تزال تقدم الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية، بعمارتها وطابعها الهندسي ونموذجها في التسامح، وهو ما عزز فكرة الحوار بين الثقافات والحضارات، ما أسهم في نشر قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب، فاستحقت الفوز بلقب عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لهذا العام. وأشار وزير الثقافة في كلمته الى عمق العلاقات الثقافية بين الأردن اتفاقية التعاون الثقافي بين الأردن واوزبكستان التي وقعت في طشقند قبل سنوات، مشيرا إلى عدد من المشاركات الثقافية بين البلدين، في المهرجانات الموسيقية والمؤتمرات العلمية. وأكد الرواشدة أن هذه المناسبة تمثل فرصة للحوار بين الأشقاء والأصدقاء، للارتقاء بالخطاب الحواري الذي يعزز صورة الثقافة الإسلامية ومنظومتها القيمية. وأشار الى إسهامات جلالة الملك عبدالله الثاني الكبيرة التي تجلت في تعزيز الصورة الحقيقية والوسطية السمحة للإسلام، من خلال "رسالة عمان" والتي أكدت جوهر الدين الإسلامي الحنيف، وأهمية الوئام بين أتباع الأديان، وأن الإسلام رسالة محبة وسلام وتكريم للإنسان. وثمن الرواشدة جهود منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" في نشر الثقافة الإسلامية، معربا عن أمله في أن تكون هذه المناسبة فرصة لتعميق المحبة وقيم الخير، والارتقاء بالحوار الثقافي الحضاري الذي ينعكس إيجابا على الشعوب الإسلامية والإنسانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store