
ثورة ثاني أكسيد الكاز المدرسية
شبلي حسن العجارمة
جو 24 :
في صباح هذا الصقيع السيبيري ،الجامودة ـ على رأي الفلاحين ـ ، عادت إلي الذاكرة لما قبل ثلاثين عامًا ، كنا نجلس قبيل المغرب خلف دكان العم الحج محمد ، ونحن نلهوا على ساحة بيادر جدي العتيقة ، كان العم "أبو غالب " ، يرتدي فروته السوداء ، وهو طاق لصمة الشماغ فوق أنفه ، قال لنا :" يا عيال ، هي عجب هيه ، روحوا دورولي تنكة كبيرة ولموا حطب "، ركضنا جميعًا للفوز برضا العم نواف العصبي ، وتبعثرنا بين البيوت وعلى أكوام القمامة قبل اختراع البلديات ،والحاويات ، وسيارات القمامة الضاغطة ، وعندما أحضرنا كل ما أراده العم أبو غالب ، أردنا أن نشعل النار ، فقال لنا :" يا عيال ، أنا خبرة رعية وسراحة عشرين سنة "، ثم تناول كيس طحين فارغ من البلاستيك الأبيض وأشعله ، فكما يقال هبرجت النار ، وأخذت تقضم كل الحطب الذي جمعناه ، جلسنا حولها نسترق من دفئها ما أتيح لنا ونحن ما بين مطرقة البرد وعصبية العم نواف غير المضمونة أو المرتهنة بوقت ما ، كانت أعيننا يصيبها العمى المؤقت، وأنوفنا شلالات من السيلان اللإرادي ، ورائحة دخان النار تعبق بملابسنا الوحيدة للعب والنوم والدوام والرعية.
اليوم وأنا أسترق الحكايات من إطفالي الذين رووها لي بين حكة عيونهم ، وزكام أنوفهم ، كانت خدودهم تكتسي باللون الأزرق المشرب بالحمرة ، كانت حكاياتهم المدرسية تدور بينهم بالمفاضلة ما بين فتيلة صوبة الصف الفلاني المتفحمة ، وبين لون صوبة الكاز الحمراء اللامعة ، كان الدفء في هذا اليوم يلغي أناقة مدافىء الكاز ، ومنهم من قال إحنا صوبتنا كل ما نولعها تطفي .
بدائية تعبئة المدافىء بالكاز ، تعيد لي ذاكرة كيف كانت أمي، وجدتي ،ونساء أعمامي ، وكل نساء الحارة ، عندما كنَّ يملأن مصابيح الكاز من زجاجة لا تتجاوز النصف لتر وغطاؤها حبة تمر ،أو قطعة خيش ، او خرقة بالية، حتى المدافىء كانت أكثر شعورًا بفقرنا ، كانت اقتصادية نوعًا ما ، لدرجة أن اخي طلال كان يعشق الإلتصاق بالصوبة ، حتى أنه كلما أحضر له والدي معطفًا ثقيلًا من أكوام البالة ، كان يجب على أخي أن يختمه بعلامة الجودة ؛ حين يلتصق بمدفأة علاء الدين الكاز ، فتصلي معطفه ويتوشح باللون البني المائل للسواد ، حتى أذكر أن أمي ــ رحمها الله ـ كانت قد تقول له يا جوز الصوبة.
ما بين طقطقة موقد الصفيح لعمي نواف ، وبدائية مصابيح الكاز ، وما بين لغة الخشب الهامشي واللهب ؛ تطحن رحى رأسي كمية رجعيتنا الرقمية ، وتخلفنا "الديجيتالي" ، حين يتعاقب وزراء تربية وتعليم على كل هذه المشاهد القاسية ، وهم ينظرون من نوافذ مكاتبهم للريح ،والمطر والثلج بين أحضان التدفئة المركزية ونعيم المكيفات ، وينضخون القرارات غير الواعية وغير المدركة لتراكمات التخلف وأكوام المشكلات ، حين لا زالت مدارس التربية والتعليم وخاصةً مدارس القرى البعيدة عن قلب عمان وعين المسؤول بأنه يتم تزويدها بكميات شحيحة من الكاز ، ومدافىء تفتقر لأقل درجات السلامة الصحية والعامة لأطفالنا ، ناسخين بعرض الحائط المقولة التقليدية:" العقل السليم في الجسم السليم" .
حاولوا عبثًا تحديث أنظمة التعليم الفضائية لأطفال يتفنون ببراعة النفخ في قبضات أيديهم لجلب المزيد من الدفء من ثاني أكسيد صدورهم النقية البيضاء ، حاولوا تشويه صورة المعلم ، وتضييق الخناق على كل تفاصيل حياته المهنية ، حاولوا شيطنة أشرف مهنة على وجه الأرض بأنها طبقة كامنة مثل الماغما البركانية إذا ما تم ترك المجال لها ؛ لكنهم بذات الوقت لا زالوا يترنحون ببدائيات التطبيق ، لا زال النظام اليدوي المهترىء والبالي هو الإطار لكل هذه التبعية في السياسات والرجعية في التطبيق .
تسعٌ وأربعون سنةً مرت على رسالة عادل إمام في مسرحية ( شاهد ما شافش حاجة ) ، حين سطر لنا حكمة من جزمته التي كان يرتديها في السينما ، حين قال: " وجه مدير الأمن ووزير الداخلية ورئيس الوزرا وانا اعييييط " ، وعندما سأله الحريري :" كل ده يا ابني من تأثرك بالفيلم؟" ، فقال له عادل إمام:" فيلم أيييييه ! دي الجزمة كانت ديئة" .
إذا كانت جزمة عادل إمام أبكته وعيطته وتدخلت كل الدولة نظريًا ولم توقف حزنه وألمه ، فمن يستطيع أن يذب ثاني أكسيد الكاز المدرسي التربوي عن صدور أبنائنا التي تكلفنا الكثير الكثير في علاج وإصلاح أجهزتهم التنفسية التي أفسدتها مدافىء التخلف البدائية؟.
فمن يعيد لنا ترميم الصورة النمطية لوزارة التعمية والتعتيم ، التي تثبت عجزها وهشاشة تخطيطها عندما تتبع سياسة التعطيل والتأجيل ، فلو كانت الوزارة تثق بأدواتها ودورها الحقيقي في تأمين بيئة تعليمية صحيحة ؛ لكانت شددت على التسيب والتعطيل لكل طالب يتغيب بمزاجيته أو خشية الظروف الشتوية .
معادلة إصلاح العملية التربوية ؛ هي إعادة الأدوار الصحيحة بدءًا من المعلم ، ومرورًا بضبط نظام الطلبة بصرامة وحزم ، وكذلك في تفعيل الزيارات الميدانية المفاجئة من قبل أرفع المستويات على المدارس المحظوظة بالتهميش والنسيان والبعد .
تابعو الأردن 24 على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ 4 ساعات
- السوسنة
أليساندرو يخطب بالعربية
وقفَ الشَّابُّ الإيطالي على المنصة أمامَ مكبر الصَّوت. ألقى خطاباً ترحيبياً باللغة العربية جديراً بحسدِ أفضل الخطباء. لم يخطئْ في كلمة. لم يتلكَّأْ في جملة. لم يحرّف خاءً أو ضاداً أو عيناً. نطقها كلَّها كمَا يَجِبُ. وكانتْ قلوبُ المستمعين من الروائيين والشعراء والأكاديميين تنبضُ فرحاً.أليساندرو فوتيا طالب في سنتِه الرابعةِ في الجامعة الكاثوليكية في ميلانو. والمناسبةُ هي الحفلُ الموسيقي الذي أقيم ضمنَ مهرجان اللغة والثقافة العربية. إنَّها الدورةُ الثامنةُ من هذا الملتقى الذي تساهم في استمراره «هيئةُ الشارقة للكتاب». وموضوعُ الدورةِ «اللسان المهاجر».دُعيتُ لندوةٍ عنوانُها «الإقامةُ في لغةِ الآخر». وجدتُ هذا الطالبَ يستقبلني في المطار ويقدّم نفسَه لي باسم إسكندر. أدهشني حديثُه السَّلِسُ بالعربيَّةِ الفُصحَى وزادَ من دهشتي سؤالُه عن اللهجات التي أفهمها. ففي لغتِنا مروحةٌ واسعةٌ من عشرات اللهجاتِ المحكيَّةِ، من طنجةَ إلى حضرَموتَ. اكتشفتُ أنَّ الشَّابَّ الإيطاليَّ النَّابهَ يجيدُ التَّمييزَ بينَ اللهجةِ المصريَّةِ وبينَ الشاميَّةِ، ويستطيعُ التحادثَ بهما.لن أتحدَّثَ هنا عن فرقةِ الكورال بقيادةِ هاني جرجي التي نقلتنا في مُركَّبٍ عذبٍ ما بين فيروزَ ومنير بشير وعمر خيرت وفريد الأطرش وشادية و«إن راح منك يا عين... هيروح من قلبي فين». تلك حكايةٌ تحتاجُ وقفة خاصة. لكن من الواجب تقديم التحية للمشرفين على معهد الثقافة واللغة العربية في ميلانو. يقوده الدكتور وائل فاروق. ما الذي جاء بهذا الشابِ المصري المسلم للتدريس في جامعة كاثوليكية تعلق الصلبان في قاعاتها؟الجواب نقرأه فيما كتبه فاروق مؤخراً بمناسبة رحيلِ صديقه وأستاذه العلامة كريستيان فان نسبن. وهو راهب هولندي درس الفلسفة َالإسلامية في جامعة عين شمس قبل نصف قرن وقدَّم أطروحةَ دكتوراه في السوربون حول «مفهوم سننِ الله في تفسير القرآن الكريم». كانَ صديقاً مقرباً لعدد من أساتذة الأزهر، يدخل بيوتَهم ويأكلون على مائدته. كانَ يتقاسم مرتَّبَه مع عدد من الأسر المتعففة.كانَ الهولنديُّ كريستيان فان نسبن العضوَ الأجنبيَّ الوحيدَ في الجمعيةِ الفلسفيّة المصريّة، وفي المجلسِ الأعلى للثقافة. وعندما دُعي، عام 2002، للتَّدريس في السوربون، طَلبَ من زميلِه المصري أن يحلَّ مكانَه في الكُليَّةِ القبطية الكاثوليكية للعلوم الدينية. ومن هناك انتقل البروفسور وائل فاروق إلى ميلانو وجامعة القلب الأقدس.لم يكن أليساندرو وحدَه من شارك في الغناءِ ونشر في يوميات المؤتمر بهجة إضافية. كانَ بصحبة فريق من زملائه طلاب العربية وطالباتها. شابات وشبان كالورد، تطوَّعوا لمرافقة الضيوف والترجمة لهم وتسهيل تنقلاتهم في أروقة تاريخية لصرح عريق شيَّده مهندسٌ شهير قبل قرون. مبانٍ وحدائق يتنفس التاريخ في حجارة مبانيها، تردَّدت في قاعتها الكبرى قبل أيام أصوات تنشد: «طلعَ البدرُ علينا». متحف مفتوح تسمع فيه زقزقةَ اختلاط العربيةِ بالإيطالية. كم يبدو العالمُ مختلفاً حين يتفاهمُ ويَشْطُبُ التَّطرُّفَ من قاموسِه.


جفرا نيوز
منذ 4 ساعات
- جفرا نيوز
بحضور أصحاب المعالي و رجال الدولة .. الشيخ يقيم حفل زفاف نجله أحمد (صور)
جفرا نيوز - تصوير جمال فخيده أقام سعادة النائب السابق الدكتور زكريا الشيخ مساء يوم أمس حفل زفاف نجله أحمد بحضور لفيف من أصحاب السعادة و العطوفة و شيوخ و وجهاء من العشائر الأردنية في فندق الرويال عمان. حيث حضر عدد غفي من أصحاب المعالي و السعادة و العطوفة و شيوخ و وجهاء العشائر الأردنية و الزملاء الصحفيين و الإعلاميين . أسرة جفرا نيوز و إذاعة ميلودي ممثلة برئيس مجلس إدارة الأستاذ نضال الفراعنه تتقدم بأسمى آيات الهنئة و التبريكات للعائلتين؛ سائلين المولى عز وجل أن يجعل الأفراح و السعادة حليفة العائلتين ان شاء الله .

الدستور
منذ 7 ساعات
- الدستور
الدستور تستذكر احتفالات 1946 بالمناسبة
عمان - محمود كريشان تشير المعلومات الى ان الاحتفال بعيد الاستقلال الذي جرى سنة 1946 يعد من اعظم الاحتفالات التي اقيمت؛ إذ اقيمت الزينات والدبكات واقواس النصر، وقدمت وفود الى عمان من مختلف مناطق امارة شرقي الأردن، ومن بعض الدول العربية الشقيقة للمشاركة بذلك ولتقديم التهنئة للملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين طيب الله ثراه، إذ اقامت بلدية عمان سنة 1946 حفلة بمناسبة الاستقلال في سينما البترا برعاية الملك عبدالله الاول، وافتتحت الحفلة بنشيد الشباب ، والقى رئيس البلدية كمال الجيوسي كلمة بالمناسبة ، وتخلل الحفل فقرات موسيقية ورقصات شركسية ، ثم اختتم الاحتفال بكلمة القاها جلالة الملك المؤسس عبدالله الأول. وقد أوردت الدكتورة حنان ملكاوي في كتابها «عمان دراسة تاريخية» حول عيد الاستقلال: كانت الحكومة قد اعدت الترتيبات اللازمة لإقامة الوفود التي حضرت للمشاركة في احتفالات الامارة بالاستقلال سنة 1946، اذ حجزت فندق فيلادلفيا وطلبت من بعض الشيوخ والوجهاء في مدينة عمان من امثال: مثقال باشا الفايز وواصف باشا البشارات واسماعيل بك البلبيسي وصبري الطباع اعداد بيوتهم (الشبيهة بالقصور) لاستقبال الوافدين ايضاً.. اذ كانت مدينة عمان آنذاك تفتقر الى الفنادق الكبيرة والمباني المناسبة لاقامة واستيعاب تلك الوفود. وورد في كتاب «سيرة مدينة» لمؤلفه الراحل عبدالرحمن منيف: ان فرحة اهالي عمان بالاستقلال الوطني سنة 1946 كانت كبيرة وقد وصفها قائلا: كانت وجوه الناس وتصرفاتهم اقرب الى وجوه براءة الاطفال وتصرفاتهم؛ اذ يضحكون وبعض الاحيان يبكون.. وقال الذين ذهبوا الى الرصيفة وربما ماركا انهم لم يروا في حياتهم وليمة مثل تلك التي اقيمت هناك سواء بعدد الخراف التي ذبحت او الاهازيج التي ظلت تردد في جنبات الوادي.. وقالوا ان رصاصاً غزيرا اطلق في ذلك اليوم وان فرحة الاهالي واحتفالاتهم المتنوعة بالاستقلال انما هي تعبير اكيد وصادق في رغبة الشعب ووعيهم باهمية التخلص من الانتداب البريطاني. الى ذلك.. جاء في كتاب «محطة عمان» لمؤلفه الطبيب العماني العريق الدكتور موفق خزنة كاتبي ان احداث مفرحة حدثت في المحطة/ ماركا في الاربعينيات ومنها مثلاً ما يلي: حفل تتويج الأمير عبدالله الأول ابن الحسين ملكاً على الأردن باسم ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وكانت الحفلة في ماركا حيث اقيم عرض عسكري كبير، وكان الملك المؤسس عبدالله الاول طيب الله ثراه يقف في سيارة بيضاء مكشوفة أظنها باقية الى الآن، ويقف بجانبه الأمير عبدالاله الوصي على عرش العراق، وكان الحفل في موقع المطار المدني الحالي. ويضيف كاتبي: ولما كانت المحطة الطريق الوحيد الى ماركا فقد ازدحمت المحطة بالناس الآتين من كل صوب وانتشر الباعة المتجولون ووضع سكان حارة المعانية واصحاب الدكاكين جرار الماء الباردة لتسقي العطشى من الناس العائدين من مشاهدة الاحتفال.. وكنت أنا واهلي ممن ذهبوا الى مكان الاحتفال، ولما كنت طفلاً واحمل كاميرا تصوير خاصة لي فقد سمحوا لي ان ادخل واقترب من السيارة الملكية، وهكذا وقفت بجانب السيارة والتقطت بعض الصور التي ما زلت احتفظ بها الى الآن للملك والأمير .. وكنت وقتها افاخر بها زملائي في المدرسة. وفي هذا المجال، يقول فؤاد البخاري في كتابه «عمان ذاكرة الزمن الجميل» : كانت عمان على موعد مع الاحتفالات الاكثر بهجة وروعة، وذلك حين احتفلت باستقلال الاردن يوم 25 أيار عام 1946 فكانت مشاركة الناس كثيفة.. وقد تبارى تجار العاصمة يومها جميعاً في تزيين المدينة الفتية، حتى بدت في ابهى حلى ترتديها منذ نشوء الامارة.. وكان في مقدمة الافراح والاحتفالات تلك العراضات الشامية المعروفة وحلقات الدبكة والاهازيج الشعبية المؤثرة في القلوب والارواح. في غضون ذلك يقول المسؤول في جمعية الفيحاء الخيرية وأحد وجهاء وتجار عمان القديمة مازن عبدالرزاق الشربجي، ان كبار تجار شوام عمان كانوا يقومون باقامة اقواس النصر امام متاجرهم وهي مزينة برايات الاردن وصور جلالة الملك، وكانت فرقة موسيقات القوات المسلحة الاردنية تجوب شوارع قاع المدينة وهي تقدم مقطوعات موسيقية وطنية وكانت كواكب الخيول التي يمتطيها فرسان من الجيش العربي تسير في وسط البلد وسط حشود شعبية كبيرة. من جانبه قال مجدي الحمصي من شوام عمان ويعمل «تاجر» قهوة في شارع الرضا ان تجار عمان وكبار الوجهاء كانوا يقومون بعمل اقواس النصر على امتداد شوارع وسط البلد وقد زينت بالاعلام الاردنية وصور جلالة الملك، بالاضافة لقيام المدارس ومن ضمنها مدارس الاقصى بترتيب مسيرة سيارات مزينة يشرف عليها مدير المدارس المرحوم الشاعر والمربي الفاضل يوسف العظم، حيث تجوب المسيرة مناطق عمان كاملة وتلقي الاناشيد الوطنية بهذه المناسبة السعيدة.