دراسة علمية تكشف أسرار تحنيط المومياوات وتمهد لإعادة إحياء روائحها في المتاحف
أجراها فريق بحثي ضم 12 باحثا من مصر وسلوفينيا وإنجلترا وبولندا
دراسة علمية تكشف أسرار تحنيط المومياوات وتمهد لإعادة إحياء روائحها في المتاحف
القاهرة في 14 فبراير /أ ش أ/ كشفت دراسة علمية جديدة، أجراها باحثون من كلية لندن الجامعية وجامعة ليوبليانا بالتعاون مع جامعة عين شمس والمتحف المصري بالتحرير، عن تفاصيل جديدة حول ممارسات التحنيط لدى المصريين القدماء.
وأكدت الدراسة، التي استمرت لمدة عام، أن أجساد المصريين القدماء المحنطة لا تزال تفوح منها روائح زكية يمكن للأنف البشرية إدراكها، مما يفتح المجال لفهم أعمق لتقاليد التحنيط والحفاظ على التراث الأثري.
وقال الدكتور عبدالرازق النجار أستاذ علوم التراث بجامعة عين شمس والمستشار العلمي بجامعه لوبليانا بسلوفينيا وأحد المشاركين في الدراسة، لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الجمعة/ إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحليل روائح المومياوات بشكل منهجي باستخدام تقنيات علمية وحسية متطورة، تشمل "الأنف الإلكتروني" وحاسة الشم البشرية المدربة.
وأضاف أنه تم عرض نتائج تلك الدراسة ،التي أجراها فريق بحثي ضم 12 باحثا من( مصر، سلوفينيا،إنجلترا،بولندا)، في المؤتمر الدولي السابع حول "الكيمياء من أجل التراث الثقافي" الذي عقد مؤخرا بسلوفينيا، ونشرت اليوم الجمعة في مجلة JACS التابعة للجمعية الكيميائية الأمريكية.
وأشار إلى أن الدراسة شملت تحليل روائح 9 مومياوات مصرية قديمة معروضة ومخزنة في المتحف المصري بالتحرير باستخدام جهاز كروماتوجرافيا الغاز المقترن بمطياف الكتلة، إلى جانب تقييم الروائح من قبل مجموعة متدربة من "المستنشقين" من أمناء ومرممي المتحف والعاملين أيضاً لوصف جودتها وشدتها ومدى الاستحسان.
وأوضح الدكتور عبدالرازق النجار، أن التحنيط كان جزءا أساسيا من الممارسات الجنائزية المصرية القديمة، حيث اعتمد على استخدام الزيوت، الشموع، والراتنجات للحفاظ على الجسد.
وأشار إلى أن تصنيف الروائح طبقًا لمواد التحنيط أو نواتج التلف البيولوجي يساعد العاملين في المتاحف على حفظ المومياوات وإدارتها بشكل أكثر احترامًا ومنهجية.
ونوه إلى أن نتائج الدراسة كشفت عن أن الروائح المنبعثة من المومياوات يمكن أن تكون ناتجة عن مواد التحنيط الأصلية، أو الترميم والصيانة الحديثة، أو التحلل الطبيعي بسبب العوامل البيولوجية.
وأوضح أن الدراسة أثبتت كذلك إمكانية استخدام تحليل الروائح كطريقة غير متلفة لدراسة البقايا الأثرية، مما يتيح إمكانية إعادة إنتاج روائح المومياوات القديمة مستقبلاً، لتوفير تجربة تفاعلية للزوار عبر "مناظر طبيعية للرائحة".
من جانبه، قال البروفيسور ماتيا سترليتش، أستاذ الكيمياء التحليلية وعلوم التراث بكلية بارتليت للبيئة والطاقة والموارد بكلية لندن الجامعية بإنجلترا وجامعة ليوبليانا بسلوفينيا والباحث الرئيسي للدراسة، إن الروائح المنبعثة من المومياوات طالما جذبت اهتمام الخبراء والجمهور، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الجمع بين التحليل الكيميائي والتقييم الإدراكي للروائح، مما يوفر فهمًا أعمق لمواد التحنيط القديمة ويعزز طرق حفظها.
بدورها ..أوضحت الدكتورة سيسيليا بيمبيبر بكلية بارتليت للبيئة والطاقة والموارد بكلية لندن الجامعية بإنجلترا، احدى المشاركات في الدراسة ،أن الدراسة كشفت عن معلومات جديدة باستخدام الروائح، مما يبرز أهمية توظيف الحواس في دراسة التاريخ، مشيدة بأهمية التعاون مع الباحثين المصريين لضمان تمثيل خبرتهم، مؤكدةً أن هذا البحث يضع معايير أخلاقية لدراسة المومياوات بعيدًا عن المعاملة التقليدية للقطع الأثرية الأخرى.
من جهته، علق الدكتور علي عبد الحليم، مدير المتحف المصري بالتحرير، والباحث المشارك فى الدراسة بأن المصريين القدماء كانوا يولون أهمية خاصة للرائحة أثناء التحنيط، حيث ارتبطت الروائح الطيبة بالنقاء والطابع الإلهي، فيما اعتُبرت الروائح الكريهة مؤشرًا على تحلل الجسد.
وأضاف مدير المتحف "لا يزال المرممون حتى اليوم يصفون روائح المومياوات بـ"اللطيفة"، نظرًا لاعتماد التحنيط على راتنجات مثل الصنوبر، الأرز، العرعر، المر، واللبان".
ولفت إلى أن نتائج تلك الدراسة أكدت أن ممارسات التحنيط المصرية لم تكن مجرد تقنيات لحفظ الأجساد، بل كانت ذات أبعاد روحية وثقافية متكاملة، كما تسهم هذه النتائج في تعزيز أساليب الحفظ في المتاحف، وربما في المستقبل تتيح للجمهور تجربة التراث المصري القديم بشكل أكثر تفاعلية من خلال استكشاف روائح الماضي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 4 أيام
- نافذة على العالم
جامعة عين شمس تنظم مؤتمر الكيمياء الحيوية السنوي بأفكار تضيء الغد
الاثنين 19 مايو 2025 10:30 صباحاً نافذة على العالم - نظّم قسم الكيمياء الحيوية بكلية الصيدلة – جامعة عين شمس، فعاليات المؤتمر العلمي السنوي للعام الجامعي 2024-2025، تحت شعار "إعادة إحياء شغفك بالعلم: أفكار اليوم، إنجازات الغد – Refuel Passion for Science: Today's Ideas، Tomorrow's Achievements"، في إطار دعم البحث العلمي في مصر وتشجيع التميز الأكاديمي، وسط حضور أكاديمي مميز وفعاليات نوعية تعكس روح الابتكار داخل جامعة عين شمس. رعاية أكاديمية رفيعة جاء تنظيم المؤتمر تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، وبقيادة الأستاذة الدكتورة ريحاب عثمان أحمد، القائم بعمل عميد كلية الصيدلة، وإشراف مباشر من الأستاذة الدكتورة دينا حمادة قاسم، القائم بعمل رئيس قسم الكيمياء الحيوية، وبتنظيم اللجنة العلمية برئاسة الأستاذة الدكتورة إيمان فؤاد سند، أستاذ مساعد الكيمياء الحيوية بجامعة عين شمس. عرض إنجازات علمية استعرضت د. دينا حمادة خلال المؤتمر إنجازات قسم الكيمياء الحيوية بجامعة عين شمس خلال العام الأكاديمي، حيث تم تسليط الضوء على التطوير في المناهج الدراسية الصيدلية، وتحقيق تقدم ملحوظ في مشاريع ماجستير ودكتوراه الكيمياء الحيوية. محاضرات بحثية متخصصة ألقى الأستاذ الدكتور محمد مصطفى كمال، أستاذ الكيمياء الحيوية بـ جامعة عين شمس، محاضرة ثرية حول رحلة البحث العلمي في مصر، ناقش فيها التحديات التي تواجه الباحثين الشباب، وأهمية دعم طلاب الدراسات العليا. كما قدم كل من الدكتور مينا سعد وديع والدكتور أحمد محمد مصطفى، المدرسان بالقسم، محاضرات علمية متخصصة أضافت بُعدًا معرفيًا متميزًا لفعاليات المؤتمر. تكريم تفوق الطلاب حرص قسم الكيمياء الحيوية بـ جامعة عين شمس على تكريم الطلاب المتفوقين والحاصلين على الدرجات النهائية في مختلف المقررات، وذلك تقديرًا لأدائهم الأكاديمي المتميز، ولتشجيع ثقافة التميز الأكاديمي في كلية الصيدلة. عروض بحثية ومسابقة في فقرة متميزة، أُتيحت الفرصة لعدد من طلاب الماجستير والدكتوراه بجامعة عين شمس لتقديم عروض تقديمية بحثية قصيرة حول مشاريعهم، ضمن مسابقة علمية تم خلالها اختيار أفضل عرض بحثي، حيث حصلت الفائزة على جائزة مالية تقديرية دعمًا لجهودها. دعم الابتكار والباحثين جسد المؤتمر روح التعاون داخل جامعة عين شمس، وعكس التزام القسم بتوفير بيئة علمية محفزة على الإبداع، من خلال تشجيع الباحثين الشباب ودمجهم في منظومة البحث العلمي المتقدمة، مما يعزز الابتكار في التعليم الصيدلي.


مصراوي
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- مصراوي
أبرزها لجان الممتحنين.. 9 قرارات لمجلس آثار عين شمس
عقد مجلس كلية الآثار بجامعة عين شمس اجتماعه الشهري السابع والثلاثين، بقاعة مجلس الكلية، برئاسة حسام طنطاوي، عميد الكلية، وبحضور وكلاء الكلية وأعضاء المجلس من الداخل والخارج. وخلال الاجتماع، أحاط الدكتور حسام طنطاوي المجلس الموقر علمًا بالموضوعات التي تمت الموافقة عليها بالتفويض والقرارات وهي كالتالي: 1- ندب أحد أعضاء هيئة التدريس بقسم إدارة المتاحف والمواقع الأثرية (ندب جزئي) للتدريس وإلقاء محاضرات لطلاب الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراة) بكلية السياحة والفنادق – جامعة حلوان. 2- الموافقة على تنظيم مسابقة "معرض البوسترات العلمية" لطلاب الدراسات العليا، على هامش المؤتمر العلمي السنوي للكلية. 3- عرض تقرير المؤتمر العلمي للكلية للعام الجامعي 2024–2025، الذي عُقد يوم الاثنين الموافق 5 مايو 2025. 4- تشكيل لجان الممتحنين والمصححين لاختبارات نهاية الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 2024–2025، وتم اعتماد التشكيل من قبل المجلس. 5- شكيل لجان الحكم والمناقشة لباحث ماجستير وآخر دكتوراة. 6- الموافقة على تسجيل (9) باحثين لدرجتي الماجستير والدكتوراة بأقسام الكلية المختلفة. 7- اعتماد لجان المصححين والممتحنين للدراسات العليا (الفصل الدراسي الثاني) دور مايو 2025. 8- وافق المجلس على مد المهمة العلمية لأحد أعضاء هيئة التدريس بقسم الآثار الإسلامية للعام الثالث في جامعة طريق الحرير بمدينة سمرقند – أوزبكستان، وذلك خلال الفترة من 25 سبتمبر 2025 حتى 25 سبتمبر 2026. 9- الموافقة على مقترح عقد المؤتمر الدولي الخامس لكلية الآثار في الفترة من 7-8 ديسمبر 2025.


النهار المصرية
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- النهار المصرية
وداعًا لأخطاء الامتحانات.. الذكاء الاصطناعي يدخل لجان الثانوية العامة
كتب: ثابت عبد الغفار تزايدت الانتقادات بشأن أخطاء متكررة في صياغة أسئلة امتحانات الثانوية العامة خلال الأعوام الماضية، مما سبب الكثير من الشكاوى من الطلاب وأولياء الأمور. و دعا الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية بجامعة عين شمس، إلى ضرورة إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في إعداد امتحانات الثانوية العامة، معتبرًا أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا بل ضرورة تفرضها طبيعة المرحلة، لا سيما في ظل الطفرات العالمية بمجال التعليم. وقال الدكتور تامر شوقي إن الذكاء الاصطناعي بات أداة لا غنى عنها في كل مراحل العملية التعليمية، من تخطيط الدروس وإعداد المحتوى، إلى صياغة الامتحانات وتقييم أداء الطلاب، موضحًا أن عددًا متزايدًا من الدول يعتمد حاليًا على الذكاء الاصطناعي في توليد أسئلة الامتحانات وتصحيحها، وهو ما يمكن أن يسهم في تقليل نسبة الأخطاء البشرية إلى الحد الأدنى. وأشار إلى أن أبرز مزايا الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في هذا السياق تتمثل في الدقة الفائقة في الصياغة اللغوية والفنية، إذ تصل احتمالات الخطأ إلى صفر بالمائة مقارنة بالأخطاء التي شهدتها بعض امتحانات العام الماضي مثل امتحان الفيزياء. كما أن الذكاء الاصطناعي يتيح لواضعي الامتحانات خيارات متعددة لصياغة السؤال الواحد، ويحسب بدقة الأوزان النسبية للمحتوى والمستويات المعرفية، ما يضمن عدالة توزيع الأسئلة على مختلف موضوعات المقرر. وأضاف شوقي أن الذكاء الاصطناعي قادر على تحديد الإجابة الأدق حتى عند وجود أكثر من إجابة صحيحة، ويمنع التكرار الحرفي للأسئلة من الأعوام السابقة أو من كتب خارجية، كما يعزز جودة بنوك الأسئلة من خلال معايير دقيقة تتجاوز الأحكام الشخصية لواضعيها حول درجة صعوبة كل سؤال. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي لا يغني عن العنصر البشري، بل يجب أن يكون أداة مكملة في يد واضعي الامتحانات، تضمن سلامة الأسئلة من الناحيتين الفنية والموضوعية، وتسهم في تقديم تقييم عادل ودقيق للطلاب، مشددًا على أن إدماجه لا يعني الاستغناء عن المعلمين، بل بالعكس يمكن استخدامه في تدريبهم على وضع أسئلة ذات جودة أعلى وفاعلية أكبر. وختم الدكتور تامر شوقي تصريحاته بالتأكيد على أن تطوير منظومة إعداد الامتحانات في مصر لا يمكن أن يتم بدون تسخير أدوات العصر، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، الذي بات ضرورة تربوية لا يمكن تأجيلها.