logo
مغنية "راب" مراهقة تبث الأمل في نفوس سودانيين نازحين

مغنية "راب" مراهقة تبث الأمل في نفوس سودانيين نازحين

المدن٣١-٠١-٢٠٢٥

داخل ملجأ موقت أقيم في ساحة مدرسة في شرق السودان، تؤدي هانم محمد (14 سنة) أغاني راب من تأليفها لتبث الراحة في نفوس الأسر النازحة بسبب الحرب المستمرة في البلاد.
للحظات عابرة، تبدو ندوب الحرب المستمرة منذ 21 شهراً وكأنها تتلاشى، عندما تجتمع العائلات للاستماع إلى محمد وهي تؤدي أغاني راب تبعث على الحنين إلى الحياة ما قبل الحرب. وقالت محمد: "عندما أؤدي الأغاني، يردد الجميع معي ويصفقون ويرقصون"، مضيفة والابتسامة تضيء وجهها أن ذلك "يجعلني سعيدة جداً"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".
وداخل خيمة في الملجأ، تطغى الطاقة المدهشة لمغنية الراب الشابة المعروفة باسم نانا. ويتعالى صوت الضحك والتصفيق في حين يتمايل الأطفال والنساء على الإيقاع، متحدين الحرب التي تجتاح البلاد منذ نيسان/أبريل 2023.
وأودى الصراع بعشرات الآلاف، وشرد أكثر من 12 مليون شخص ودفع السودانيين إلى حافة المجاعة. وتسببت الحرب الدائرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، بـ"أكبر أزمة إنسانية تسجل على الإطلاق"، بحسب "لجنة الإنقاذ الدولية".
وأكد محبو نانا أن أغانيها تترك أثراً عميقاً. وأشارت نجوى عبد الرحيم التي تواظب على مشاهدة عروض محمد إلى أن "الفرحة التي تبثها نانا لا توصف"، مضيفة أن المغنية الشابة "مجتهدة وطموحة"، فيما قال دير فتحي، وهو معجب آخر بمحمد: "أشعر بالراحة والحماسة عندما أستمع إلى موسيقاها".
وعندما اندلعت الحرب، فرت محمد مع عائلتها من مسقط رأسها أم درمان. وقالت الشابة التي تقيم حالياً في مدرسة ثانوية في بورت سودان، أنها تلجأ إلى موسيقى الراب للتعبير عن حزنها والحفاظ على ذكرياتها العزيزة عن مسقط رأسها.
وباتت ذكرياتها عن المدينة التي كانت نابضة بالحياة تغذي تعبيرها الإبداعي، خصوصاً في أغنيتها المؤثرة "مأساة أم درمان" التي تقول كلماتها: "تجلس في صمت، يندلع حريق، ماذا تفعل؟ عقلك نفسه مشوش". وأشارت المراهقة إلى أن شغفها بموسيقى الراب ترسخ مدى سنوات، لكن اندلاع الحرب دفعها للبدء في كتابة أغانيها الخاصة. وألفت حتى اليوم تسع أغنيات.
وقالت محمد أن "معظم الأغاني التي ألفتها كانت لأكثر مكان أحبه ونشأت فيه، وهو أم درمان". وأضافت: "عندما اندلعت الحرب، أعطاني ذلك دافعاً أكبر". وداخل الملجأ، تتقاسم مغنية الراب المراهقة وعائلتها أماكن ضيقة مع عشرات العائلات النازحة الأخرى. وتشكل الاحتياجات الأساسية صراعاً يومياً لهم.
وأوضحت محمد أن "أصعب ما واجته هو مشكلة الماء"، مضيفة: "كنت أجده أحياناً مالحاً وأحياناً أخرى مراً"، حيث يعاني السودان الذي أنهكته الحرب منذ فترة طويلة من أزمة مياه، رغم مصادر المياه الكثيرة فيه ومن بينها نهر النيل.
وحتى قبل الحرب، كان ربع السكان يضطرون إلى المشي أكثر من 50 دقيقة للحصول على المياه، بحسب للأمم المتحدة. أما اليوم، ومن الصحاري الغربية القاحلة في دارفور، مروراً بوادي النيل الخصب وصولاً إلى شواطئ البحر الأحمر، تطاول أزمة المياه 48 مليون سوداني أنهكتهم الحرب.
ورغم ذلك، رفضت محمد السماح ترك هذه الصعوبات تحبطها. واستحالت موسيقاها شريان حياة ليس فقط لنفسها ولكن أيضاً للأشخاص الذين يتجمعون لمشاهدة أدائها. ولا تتوقف محمد عند هذا الحد. فداخل غرفة صغيرة في الملجأ، تجلس منحنية فوق كتبها، آملة أن تحقق أحلامها في أن تصبح جراحة ومغنية راب مشهورة. لكن أهم من كل شيء، عبرت عن أمنية واحدة بالقول: "أكثر ما أتمناه هو أن تتوقف الحرب".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في فنجان الشاي... ذاكرة الحضارات ونكهة التاريخ
في فنجان الشاي... ذاكرة الحضارات ونكهة التاريخ

النهار

timeمنذ يوم واحد

  • النهار

في فنجان الشاي... ذاكرة الحضارات ونكهة التاريخ

بدأت حكاية الشاي منذ آلاف السنين، وتحديداً في الصين القديمة قرابة عام 2737 قبل الميلاد، حين وقعت الصدفة التي غيّرت مذاق العالم. تقول الأسطورة إن الإمبراطور شينونغ، المعروف بحكمته وفضوله تجاه الأعشاب والنباتات، كان حاضراً حين هبّت نسمة خفيفة، فتساقطت بعض أوراق الشاي في القدر المغلي. انتشرت رائحة فريدة أسرَت الحواس، فتذوّق الإمبراطور الشراب، ومن تلك الرشفة الأولى بدأت رحلة الشاي. انتشر الشاي في جميع أنحاء آسيا، حيث أصبح جزءاً من الحياة اليومية في اليابان بفضل رهبان الـzen البوذيين، قبل أن يشق طريقه إلى الهند، ثم إلى أوروبا والشرق الأوسط. ساهم كل من طريق الحرير وخطوط التجارة البحرية في انتشاره على نطاق واسع، ليتحوّل من مجرد شراب إلى رمز عالمي يعكس قيم الضيافة والثقافة والتقاليد المتجذّرة عبر العصور. في عام 2020، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 21 أيار/مايو ليكون "اليوم العالمي للشاي"، بهدف تعزيز الوعي العالمي بأهمية الشاي في دعم التنمية الريفية وتعزيز سُبل العيش المستدامة. وجاء هذا الإعلان بموجب القرار 241/74، الذي أُقر في كانون الثاني/يناير من العام نفسه، استناداً إلى توصية صدرت عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) خلال دورتها الحادية والأربعين المنعقدة في حزيران/يونيو 2019. كما يسلط الضوء على المرأة ودورها في قطاع الشاي. ووفقًا لمنظمة اليونيسف، فإن اليوم العالمي للشاي فرصة للاحتفال بالتراث الثقافي والفوائد الصحية والأهمية الاقتصادية لهذا المشروب، مع العمل على جعل إنتاجه مستداماً "من الحقل إلى الكوب" لضمان استمرار فوائده للناس والثقافات والبيئة لأجيال عديدة. ولا يمكن أن نغفل عن مكانة الشاي الخاصة في الحياة الملكية البريطانية، حيث كانت الملكة إليزابيث الثانية من أشهر عشاق الشاي في العالم. كانت تعتبر فنجان الشاي جزءاً لا يتجزأ من يومها، فقد قالت ذات مرة: "الشاي هو الراحة التي لا غنى عنها، حتى في أكثر الأيام ازدحاماً". ومن خلال هذه العادة، عززت الملكة تقليد الشاي البريطاني وجعلته رمزاً للضيافة والأناقة في القصور الملكية، ما أضفى على المشروب بعداً تاريخياً وثقافياً متفرداً. يعتبر الشاي اليوم كنزاً صحياً لما له من فوائد مثبتة. فهو غني بمضادات الأكسدة التي تقلل الالتهابات، ويدعم صحة القلب، ويحسّن صحة الأمعاء، ويخفض نسبة السكر في الدم، ويُعتقد أنه يقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما يعزز التركيز ويحسّن النوم. وللشاي مكانة خاصة في الثقافات العالمية، إذ تُقام مهرجانات وفعاليات للاحتفال به مثل "يوم الشاي الوطني" في المملكة المتحدة، و"مهرجان الشاي الأخضر" في كوريا، و"شاي جورهات" في الهند، إلى جانب معارض دولية في تايوان وأميركا، تعكس جميعها عشق الشعوب لهذا المشروب وطقوسه المتنوعة. أما اقتصادياً، فقد بلغت قيمة سوق الشاي العالمية 49.53 مليار دولار في عام 2023، مع توقعات بأن يتضاعف هذا الرقم ليصل إلى 98.29 مليار دولار بحلول عام 2033. ويأتي هذا النمو بمعدل سنوي مركب قدره 7.09%، ما يعكس زيادة الطلب العالمي المتواصل على الشاي كمشروب وثقافة عالمية. أنواع الشاي تتوزع بين الأخضر، الأسود، الأبيض، والأولونغ، ولكل نوع خصائصه وفوائده الصحية الفريدة. اليوم، لا يقتصر استخدام الشاي على كونه مشروباً تقليدياً فقط، بل أصبح يدخل في مجالات عدة مثل تخفيف التوتر والقلق، تحسين التركيز، ودعم الصحة العامة بفضل محتواه من مضادات الأكسدة والكافيين المعتدل. كما يُستخدم الشاي في بعض العلاجات الطبيعية والتجميلية لما له من تأثير مهدئ ومنشط في آن واحد.

ألعاب الأطفال في سورية كانت تباع قبل 4500 عام!
ألعاب الأطفال في سورية كانت تباع قبل 4500 عام!

الديار

timeمنذ 3 أيام

  • الديار

ألعاب الأطفال في سورية كانت تباع قبل 4500 عام!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أظهر اكتشاف أثري 19 خشخيشة طينية صُنعت في مدينة حماة بسورية خلال العصر البرونزي، أن بيع ألعاب الأطفال ليس ابتكاراً حديثاً، بل كان موجوداً في سورية قبل 4500 عام، وفق باحثة في المتحف الوطني الدنماركي. وقالت المعدة المشاركة للدراسة التي تناولت هذا الاكتشاف ونشرتها مجلة "تشايلدهود إن ذي باست" العلمية المتخصصة، ميته ماري هالد، لوكالة "فرانس برس": "إذا كان المرء (في ذلك الزمن) يريد تسلية طفله، كان يستطيع إعطاءه ملعقة خشبية أو حجراً". لكن حتى في ذلك الوقت قبل 4500 عام، كان لدى الوالدين خيار آخر، وهو أن "يذهبا إلى السوق ويشتريا الألعاب المصنوعة من محترفين". فقد اكتشف الباحثون مصادفة ضمن مجموعات المتحف الوطني الدنماركي قطعاً من 19 خشخيشة طينية صنعت في حماة، يعود تاريخها إلى العصر البرونزي، وهي أكبر مجموعة من نوعها. وأوضحت ميته ماري هالد "على جانب القطع، يلاحظ أن الطين مشغول بالطريقة نفسها تماماً التي تشغل بها الأواني العادية التي يصنعها محترفون"، مشيرة إلى أن جودة الخشخيشات تجعل من المستبعد أن يكون الوالدان غير المحترفين صنعاها. وأملت ميته ماري هالد في أن تتيح الدراسة للمتخصصين درس قطع الطين عن كثب. إذ قد يتبين أن أشياء أخرى هي ألعاب، مثل بعض التماثيل. وأضافت "غالباً ما تصنف على أنها تماثيل توضع في معابد، لكننا نتساءل ما إذا كانت ألعاباً مصنوعة للأطفال، لأنها متنوعة وتبدو مضحكة جداً". ويصعب التعرف على طبيعة الألعاب إذ نبش معظمها خلال الحفريات الأثرية على شكل شظايا ولم تكن متكاملة.

إسبانيا تطالب باستبعاد إسرائيل من مسابقة الأغنية الأوروبية بسبب حرب غزة
إسبانيا تطالب باستبعاد إسرائيل من مسابقة الأغنية الأوروبية بسبب حرب غزة

صدى البلد

timeمنذ 3 أيام

  • صدى البلد

إسبانيا تطالب باستبعاد إسرائيل من مسابقة الأغنية الأوروبية بسبب حرب غزة

قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اليوم الاثنين إن مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) يجب أن تستبعد إسرائيل، معربًا عن تضامنه مع "شعب فلسطين الذي يعاني من الظلم الناجم عن الحرب والقصف"، وفق ما ذكرت وسائل إعلام متفرقة تأتي مداخلة سانشيز، أحد أبرز المنتقدين للحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل على غزة، بعد الاحتجاجات ضد المشاركة الإسرائيلية التي شهدتها الاحتفالات الضخمة التي أقيمت في سويسرا نهاية الأسبوع الماضي. ولم يُسمح لروسيا بالمشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية منذ تدخلها لدى أوكرانيا عام 2022. وقال سانشيز في مدريد: "لذلك لا ينبغي لإسرائيل أن تفعل ذلك أيضًا، لأن ما لا يمكننا السماح به هو المعايير المزدوجة في الثقافة". وأضاف الزعيم الاشتراكي: "يجب أن يكون التزام إسبانيا بالقانون الدولي وحقوق الإنسان ثابتًا ومتماسكًا.. وينبغي أن يكون التزام أوروبا كذلك". قبل نهائي مسابقة يوروفيجن يوم السبت، بثّت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية العامة رسالة دعم للفلسطينيين على الرغم من تحذيرها من قِبل اتحاد البث الأوروبي منظم مسابقة يوروفيجن، من تجنّب الإشارة إلى غزة. كما أعرب سانشيز، الذي اعترف العام الماضي بدولة فلسطينية، اليوم الاثنين عن "دعمه لشعب أوكرانيا وشعب فلسطين اللذين يعانيان من الظلم الناجم عن الحرب والقصف". وفي القمة العربية التي عقدت في بغداد يوم السبت، دعا الزعيم الاشتراكي إلى مزيد من الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف "المذبحة في غزة". وتعاني الأراضي الفلسطينية المحتلة من حظر كامل للمساعدات الإنسانية من قبل إسرائيل منذ الثاني من مارس. وأضاف سانشيز أن إسبانيا ستتقدم بمقترح إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب من محكمة العدل الدولية الحكم على مدى امتثال إسرائيل بالتزاماتها الدولية بشأن وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store