
حلوى صيفية محبوبة جدًا بتايلاند..ما هو طبق المانغو والأرز اللزج؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تُزرع الكثير من أشجار المانغو في تايلاند، والتي قد تتخطى الـ200 نوع، لكن عندما يتعلق الأمر بإعداد أحد أشهر الحلويات في البلاد أي"كاو نييوا ماموانغ"، يستخدم الخبراء في هذا الطبق أنواعًا محددة من هذه الفاكهة.
يُعرف هذا الطبق من الحلوى بالإنجليزي باسم "مانغو ستيكي رايس"، ويبدو في الظاهر بسيطًا، إذ يتألف من شرائح المانغو الحلوة والناضجة التي توضع بجانب كمية محددة من الأرز اللزج، المغطّى بصلصة كريمية مصنوعة من جوز الهند، ورشة خفيفة من حبوب المونغ الصفراء.
عندما يكون التوازن مثاليًا بين النكهات والقوام، تأتي النتيجة بمثابة سحر بحت.
اتقن قلّة من الناس هذا التوازن مثل فاري جيينسوان، التي تبلغ من العمر 63 عامًا، وتلقّب بملكة "مانغو ستيكي رايس" بلا منازع في بانكوك.
يقع متجرها "ماي فاريي"، في حي ثونغلور المزدحم وسط العاصمة بانكوك، منذ عام 1981.
وقالت جيينسوان لـCNN: "تمثل فاكهة المانغو والأرز اللزج أفضل الحلوى التي ستتناولها خلال فصل الصيف بتايلاند".
أضافت: "تُعتبر المرحلة الأفضل خلال السنة لتناول هذا النوع من الحلوى بين مارس/ آذار ومايو/ أيار، حيث تكون فاكهة المانغو حلوة المذاق، وطبيعية، ومتوفرة بكثرة، وسعرها متدني. كما يتميز الأرز اللزج بعطره المميز خاصة أنه طازج".
تُعتبر فاكهة مانغو "نام دوك ماي" (ماء الزهرة) التايلاندية من أشهر الأنواع المستخدمة في هذا الطبق، حيث تمتاز بطعمها الحلو وملمسها الناعم.
ووفقًا لجيينسوان، فإنّ بعضًا من أفضل فاكهة مانغو "نام دوك ماي" يتوفر بمنطقة بانغخلا في محافظة تشاتشينغسيو.
يُستخدم نوع آخر شائع من فاكهة المانغو في إعداد "مانغو ستيكي رايس" أي "أوك رونغ"، حيث يأتي من منطقة دامنوين سادواك في محافظة راتشابوري.
رأت جيينسوان أنه "من الصعب العثور عليه، ويتوفر بشكل أقل في يناير/ كانون الثاني وأكبر في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان".
ولفتت إلى أن نوع "أوك رونغ مشهور فقط بين التايلانديين، وغالبية الأجانب ليسوا على دراية به، إذ يعرف هؤلاء فاكهة المانغو من نوع نام دوك ماي".
رغم أنّ فاكهة المانغو تلعب دورًا رئيسيًا في طبق "كاو نييوا ماموانغ"، إلا أن المكونات الأخرى لا تقل أهمية.
وتستخدم جيينسوان في متجرها حبوب الأرز اللزج التي يتم اختيارها خصيصًا من محافظة تشيانغ راي في أقصى شمال تايلاند، وتأتي بجوز الهند من محافظة سورات ثاني في الجنوب، فيما تقوم بخبز حبوب المونغ الصفراء، وليس قليها لإضفاء قرمشة خفيفة على الطبق.
أشارت جيينسوان إلى أنه "حتى الملح المستخدم في الكريمة، نطلبه من منطقة ساموت ساكون، وهي عبارة عن محافظة ساحلية في جنوب بانكوك".
تتشكلّ قاعدة زبائنها، من التايلانديين والسيّاح الأجانب.
تأثير ميلي
قد يكون صعبًا الحديث عن حب تايلاند لطبق "كاو نييوا ماموانغ" من دون ذكر مغنية الراب التايلاندية الشهيرة ميلي، واسمها الحقيقي دانونفا خاناثيراكول.
في عام 2022، قدمت عرضًا في مهرجان كوتشيلا للموسيقى بكاليفورنيا، وأنهت عرضها بتناول وعاء من طبق "مانغو ستيكي رايس".
أشعلت هذه اللحظة شغفًا كبيرًا لهذا الطبق في جميع أنحاء تايلاند. وفي بانكوك، أظهرت الصور على وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع أخبار المحلات الشهيرة، تزايد الطلبات على طبق "مانغو ستيكي رايس".
وكان متجر "كي بانيتش" بين المحلات التي استفادت من تأثير ميلي، حيث يُعتبر من أقدم محلات تقديم "مانغو ستيكي رايس" في المدينة، وافتُتح لأول مرة في عام 1932، على بُعد 15 دقيقة سيرًا على الأقدام من القصر الكبير، وهو معلم تاريخي شهير.
بالنسبة للأشخاص الذين يرغبون فقط بشراء فاكهة المانغو الكاملة غير المقطّعة، يسمح متجر "كي بانيتش" لمورديه بإعداد أكشاكهم خارج المتجر وبيع منتجاتهم.
من بين هؤلاء تجلس ساوالاك تشايميسوك، التي تبلغ من العمر 54 عامًا أمام بضاعتها. وعندما سُئلت عن سبب شهرة هذه الفاكهة الاستوائية كحلوى صيفية محبوبة في تايلاند، قالت إن جزءًا كبيرًا من ذلك يعود للحنين إلى الماضي.
وأوضحت تشايميسوك أنه "سابقًا لم نكن نزرع مانغو 'نام دوك ماي' طوال العام، لكن الآن بفضل التقدم في الزراعة يمكننا الحصول عليها بأي موسم".
قد يكون طبق "مانغو ستيكي رايس" حلوى شائعة في شوارع المدينة، لكنه أيضًا من الأطباق المألوفة ضمن قوائم الحلويات في المطاعم الراقية بالبلاد، حيث يقدم البعض لمسة عصرية لهذا الطبق التقليدي.
يقدم مطعم "آر-هان" الحاصل على نجمتي ميشلان في بانكوك، طبق فاكهة المانغو والأرز اللزج تحت اسم "هم سويت هوم"، وهو عبارة عن حلوى مجمدة من فاكهة المانغو تُقدم مع الأرز اللزج، ومثلجات كريمة جوز الهند.
أِشار الطاهي ومالك المطعم شومبول جانغبراي، إلى أن طبق "مانغو ستيكي رايس" كان موجودًا منذ فترة أيوثايا المتأخرة (1351-1767)، حيث ورد ذكر هذا الطبق في المراجع التي ظهرت في القرون التي تلت ذلك.
وأوضح جانغبراي أنه في "الوصايا التي تعود إلى عهد الملك راما الخامس (1868-1910) ذُكر 'كاو نييوا مون'، أي الأرز اللزج الذي يُصنع مع حليب جوز الهند المحلى".
وأضاف أنه "يرجّح أنه كان يُقدَّم مع فاكهة متنوعة، بينها فاكهة المانجو. ورغم أن المانغو ليس نباتًا محليًا في تايلاند، إلا أنه يُزرع هنا منذ فترة طويلة. هذه الفاكهة المتوفرة بسهولة أصبحت شريكًا طبيعيًا للأرز اللزج الحلو".
لذلك، قد لا يكون طبق "كاو نييوا ماموانغ" بمثابة حلوى قديمة، إذ قال جانغبراي إن تاريخه يعكس اندماج تقاليد الطهي التايلاندية مع المكونات المتاحة بسهولة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ 8 ساعات
- CNN عربية
"بيتكم يشتعل!".. فيديو يظهر إنقاذ مراهقين لعائلة من حريق ضخم
تحدثت مذيعة شبكة CNN، فريدريكا ويتفيلد، مع إيدن كين وتايلر سوجدا، اللذين ساعدا في إنقاذ أفراد عائلة وكلبها في مارسي، بولاية نيويورك الأمريكية، من حريق في مرآب منزلهم بعد أن رصدا النيران أثناء عودتهما بالسيارة إلى المنزل من حفل التخرج. من جانبه، قال ممثل العائلة إن الفتاتين والأب والكلب نجوا جميعًا بسلام بفضل هذين الشابين الرائعين. قد يهمك أيضًا.. شاهد حريقًا هائلاً يلتهم شاحنة كبيرة بأكملها على الطريق السريع بولاية إنديانا كرة نار تفاجىء رجال إطفاء خلال التعامل مع حريق منزل.. شاهد ما حدث قراءة المزيد حرائق حوادث كاميرات


CNN عربية
منذ 4 أيام
- CNN عربية
شاهد نجمة اليوتيوب "المعلمة راشيل" تغني مع طفلة مبتورة القدمين من غزة
التقت نجمة اليوتيوب ومعلمة الأطفال، راشيل أكورسو المعروفة باسم "المعلمة راشيل"، التي حققت أغنيتها "أغاني للصغار" مليارات المشاهدات، بطفلة من غزة، تبلغ من العمر ثلاث سنوات، مبتورة القدمين، وغنت معها إحدى أغانيها الشهيرة. أكورسو، التي يتابعها الملايين عبر منصات التواصل الاجتماعي، كانت صريحة في آرائها حول معاناة أطفال غزة من أزمة إنسانية، وتقول إنها تلقت الدعم والتنمر بسبب منشوراتها. المزيد من التفاصيل في تقرير مراسلة شبكة CNN، مينا دورسون من نيويورك. قراءة المزيد أمريكا إسرائيل أطفال غزة


CNN عربية
منذ 6 أيام
- CNN عربية
شاب متعدد اللغات يحصد الملايين عبر الإنترنت..ماذا قال عن العربية؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "المعذرة، من أين أنت؟ أراهن أنني أستطيع تخمين لغتك". عندما يتجول يوجي بيليزا في شوارع العاصمة النمساوية فيينا، فإنه لا يرى الحشود فحسب، بل يرى تحديًا وفرصةً للتواصل. خلال مقابلات عفوية في الشارع، يُفاجئ الشاب الياباني الأيرلندي متعدّد اللغات المارة بإلقاء التحية عليهم بلغتهم الأم.بابتسامته العريضة ومهاراته اللغوية السريعة، أصبح بيليزا نجمًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتمتع بأكثر من 2.7 مليون متابع على "إنستغرام"، و3.6 مليون على "تيك توك"، و388 ألف متابع على "يوتيوب". قال الشاب البالغ من العمر 27 عامًا: "إذا قلتَ بضع عبارات فحسب، فإن ذلك طريقة رائعة لكسر الجليد". اكتشف بيليزا موهبته في اللغات في وقتٍ مبكر من حياته، بفضل نشأته في بيئة متعددة الثقافات. نشأ الشاب في كيوتو باليابان مع أم أيرلندية تُدرّس اللغة الإنجليزية وتتحدث أربع لغات، وهي الإنجليزية، والأيرلندية، واليابانية، والإسبانية، وأب ياباني يعمل كحارس أمن. التحق بيليزا بالمدارس الحكومية المحلية في كيوتو، حيث كان طالبًا مجتهدًا، ولعب كرة السلة، وتمتع بأصدقاء. لكنه لم يشعر قط بأنه مقبول تمامًا، إذ أوضح: "كانوا يشيرون إلي بعبارة أجنبي دائمًا لأنّي كنت الطفل الوحيد في المدرسة من عرق مختلط. شعرتُ وكأنني لا أعرف إلى أين أنتمي". في السادسة عشرة من عمره، أمضى بيليزا عامًا تكوينيًا في تيبيراري بقلب أيرلندا، للتواصل مع ثقافة والدته. لكن لم يُنظر إليه كأيرلندي بالكامل أيضًا في الجهة الأخرى من العالم. انجذب بيليزا نحو مجتمع المهاجرين المحلي، حيث التقى بأشخاصٍ من ليتوانيا وبولندا يتحدثون لغتهم المشتركة، أي الروسية. وفكّر الشاب آنذاك: "إذا أردتُ تكوين صداقات أكثر، يجب عليّ تعلم الروسية أيضًا. هذا ما حفّزني حقًا". ألهمته تجربته في أيرلندا لدراسة اللغة الروسية في الجامعة وقضاء عام في برنامج تبادل طلابي في سانت بطرسبرغ بروسيا. أثناء تعلم لغات جديدة، يعتمد بيليزا على مجموعة من الاستراتيجيات، مثل مشاهدة مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، وتدوين الملاحظات في دفتره، والتدرب مع الأصدقاء، والاستماع إلى المذكرات الصوتية على هاتفه، ودراسة الكتب التقليدية. بما أنّه كان مهتمًا بتطوير لغته الألمانية بشكلٍ خاص، قرّر الشاب الالتحاق ببرنامج ماجستير في العلوم السياسية في فيينا بالنمسا، حيث يمكنه مواصلة ممارسة اللغة.عاش بيليزا في المقاطعة العاشرة بفيينا، المعروفة بكثرة المهاجرين، وكان يسمع باستمرار محادثات بالتركية، والصربية، والعربية، والكردية حوله، ما أتاح له فرص عديدة لتنمية مهاراته اللغوية.وجد بيليزا نفسه عند مفترق طرق عندما تخرج من برنامج الماجستير في عام 2023، وكان طموحه العمل في مجال الشؤون الدولية. وبينما كان ينتظر ردودًا على طلبات التوظيف، عاد إلى اليابان بحثًا عن فرصة عمل. لكن مع مرور الأشهر من دون ظهور أي فرص في الأفق، قرر المخاطرة والعودة إلى فيينا. بدأ بيليزا باستكشاف فكرة إنتاج مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال: "سليمان من تركيا من أعز أصدقائي. وقد شجعني على البدء بنشر مقاطع فيديو لنفسي وأنا أتحدث اللغة التركية". من ثمّ بدأ المعلقون يشجعونه على التحدث باللغة الكازاخستانية أكثر، وانخرط بيليزا في الأمر. لذا بدأ الشاب بتصوير مقاطع فيديو باللغة الكازاخستانية. وأوضح بيليزا، الذي عُيّن مؤخرًا سفيرًا رسميًا للسياحة الكازاخستانية: "تراكمت الأمور تدريجيًا منذ ذلك الحين"، لافتًا إلى أن "مقاطع الفيديو الكازاخستانية لم تكن برعاية أي جهة، بل كانت نابعة من حب حقيقي وفضول تجاه الثقافة الكازاخستانية". أكسبته مقاطع الفيديو الطريفة في البداية بعض الكباب المجاني هنا وهناك، لكنه الآن يتعاون مع مجموعة واسعة من الجهات الراعية، من تطبيقات اللغات، إلى شركات الاتصالات، والعناية بالأسنان، ما مكّنه من تحويل حبه للغة إلى مهنة. يتحدث بيليزا الآن خمس لغات بطلاقة (اليابانية، والإنجليزية، والروسية، والألمانية، والتركية)، كما أنّه يستطيع إجراء محادثات بعشر لغات أخرى تقريبًا. عند مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة به، يتّضح مدى سرعة تعرّفه إلى اللغات واستجابته لها، في غضون ثوانٍ فقط غالبًا. A post shared by Yuji Beleza (@yuji_beleza) مشهد يتكرّر 17 مرة في اليوم.. زوار محطة باليابان ينتظرون هذه "القُبلة" بفارغ الصبر يستطيع بيليزا قول عدّة عبارات بأكثر من 40 لغة الآن، ولكنه لا يزال يتلعثم أحيانًا، وفقًا لما قاله، إذ شرح: "اللغة العربية صعبة عليّ، وخاصةً من ناحية النطق. كما أنّ لغات جنوب شرق آسيا، مثل الفيتنامية، والتايلاندية، تُشكّل تحديًا خاصًا". رُغم ما توحي به مقاطع الفيديو التي ينشرها، إلا أنّه لا يعتبر نفسه موهوبًا بشكلٍ طبيعي، حيث أوضح: "في الواقع، لم أكن أحبّ تعلم اللغات في المدرسة. لم أجد دافعًا حقيقيًا إلا بعد رحلتي إلى أيرلندا".يعمل بيليزا، بالتعاون مع مصوره ومدير أعماله الحالي على تطوير منصة لتعلم اللغات تُسمى " Zero to Fluent"، وهي مصممة لجعل تعلم اللغات أكثر متعة وسهولة. على المدى البعيد، يحلم الشاب بالسفر حول العالم، وتسليط الضوء على اللغات والثقافات من خلال مقاطع فيديو قصيرة ومشاريع قصصية سردية أعمق. وسط اللا مكان.. كوخ عمره 200 عام يحصل على نجمة ميشلان بأيرلندا