"الشارقة للكتاب" تحمل رسالة الإمارة الثقافية إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
الشارقة - الدستور
تشارك هيئة الشارقة للكتاب في فعاليات الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يُقام في الفترة من 23 الماضي إلى 5 كانون الثاني 2025 في مركز مصر للمعارض الدولية، وذلك ضمن جهودها المستمرة لتعزيز الحراك الثقافي العربي والعالمي، وبناء جسور للتواصل الثقافي والمعرفي بين مختلف دول المنطقة العربية والعالم.
وخلال زيارته إلى جناح هيئة الشارقة للكتاب، تسلم الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، إهداء خاصاً لنسختين من كتاب "ذكريات مصرية" من تأليف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لفخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومعالي الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، الذي يسرد فيه سموه ذكرياته خلال فترة إقامته في جمهورية مصر العربية.
كما شهد جناح هيئة الشارقة للكتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب زيارة الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي، وزير الإعلام في سلطنة عمان، حيث ناقش مع ممثلي الهيئة سبل تعزيز التعاون الإعلامي المشترك بين المؤسسات الثقافية في السلطنة ونظائرها في إمارة الشارقة، بما يدعم الأهداف الثقافية المشتركة. كما استقطب الجناح عدداً من الشخصيات البارزة والمسؤولين في قطاع النشر من مختلف أنحاء العالم، الذين اطلعوا على خدمات المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر، بما في ذلك الدعم الذي تقدمه للناشرين من خلال البنية التحتية المتقدمة، وخدمات الطباعة والترجمة، والتسهيلات التي تساهم في تعزيز صناعة الكتاب ونشره على المستوى الإقليمي والدولي.
واستعرضت الهيئة أمام جمهور المعرض سلسلة المبادرات والبرامج التي تنظمها على مدار العام، مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، ومؤتمري الناشرين والمكتبات، والتي تهدف إلى تطوير صناعة النشر في المنطقة. إلى جانب التعريف بالجوائز التي ترعاها الإمارة لتعزيز قطاعات التأليف والنشر والترجمة.
وتقدم هيئة الشارقة للكتاب خلال المعرض برنامج فعاليات متكاملاً يتضمن: جلسات حوارية وورش عمل تناقش المشهد الثقافي في الشارقة ودوره في تشكيل مستقبل الثقافة العربية، كما تعرض أبرز الإصدارات الأدبية والثقافية في المشهد الإبداعي الإماراتي، وتفتح مجالات التعاون الدولي من خلال لقاءات تجمع الهيئة بدور النشر والمؤسسات الثقافية العالمية.
وفي تعليقه على المشاركة، أكد أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، أن المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب تأتي ضمن رؤية الشارقة لتعزيز التواصل الثقافي ودعم الحراك الأدبي العربي والدولي. وقال: "الشارقة، بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تسعى دائماً إلى مد جسور الحوار الثقافي مع مختلف بلدان العالم، ويعتبر معرض القاهرة الدولي للكتاب منصة مثالية لتحقيق هذا الهدف؛ إذ يتيح فرصة للتفاعل مع ثقافات متنوعة، وتعزيز التعاون مع المؤسسات الثقافية ودور النشر العربية والعالمية".
وأضاف: "من خلال مشاركتنا في هذا الحدث الثقافي العريق، نسعى لتسليط الضوء على المشهد الأدبي الإماراتي، ودعم المؤلفين والناشرين، وتقديم أعمالهم لجمهور المعرض، ونؤكد التزامنا بمواصلة العمل على تعزيز القراءة والمعرفة، باعتبارهما ركائز أساسية لتطوير المجتمعات وبناء مستقبل أكثر ازدهاراً".
واختتم العامري بقوله: "نؤمن بأن الثقافة هي المحرك الأساسي للتنمية المستدامة، ومشاركتنا في هذا المعرض تفتح أبواباً جديدة أمام تعاون مثمر مع الناشرين والمثقفين، وتعكس إيماننا العميق بدور الكتاب في بناء جسور التفاهم بين الشعوب".
بدوره، عبر الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري عن سعادته بمشاركة الشارقة ممثلة بهيئة الشارقة للكتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب، لافتاً إلى أن معروضات الشارقة من الكتب والمراجع تمثل إضافة للمعرض. وقال معاليه: "النشاط الثقافي الذي تشهده الشارقة يعزز الروابط التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي عموماً وجمهورية مصر العربية بشكل خاص، وسعادتي بالإنجازات الثقافية التي تحصل على أرض الشارقة لا توصف، فهي تعتبر منارة للثقافة في الوطن العربي".
وتشارك هيئة الشارقة للكتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 بوفد يضم مجموعة من أبرز المؤسسات الثقافية في الشارقة، حيث تجمع تحت مظلتها كلاً من مجموعة كلمات، ومنشورات القاسمي، ودائرة الثقافة، المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر، ووكالة الشارقة للحقوق الأدبية، إلى جانب الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال.
وتقام فعاليات الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب بمشاركة دور نشر من مصر والوطن العربي والعالم. وتستضيف الدورة سلطنة عمان كضيف شرف، وتشمل برامج المعرض مشاركة نخبة من كبار الكُتّاب والمثقفين، إضافة إلى فعاليات حافلة تتضمن جلسات حوارية وورش عمل وحفلات توقيع كتب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 6 أيام
- الدستور
بدور القاسمي تعلن اختيار اليونان ضيف شرف الدورة الـ44 من "معرض الشارقة للكتاب"
عمان – الدستور – عمر أبو الهيجاء أعلنت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، أن اليونان ستحل ضيف شرف على النسخة الـ"44" من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 ، وذلك عقب مراسم توقيع اتفاقية مشتركة بين الهيئة ووزارة الثقافة في جمهورية اليونان جرت في قاعة مجلس الإدارة بمركز "هيليكسبو" الدولي للمعارض والمؤتمرات في اليونان، وقّعها كلٌ من سعادة أحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي للهيئة، وسعادة ياسوناس فرتسيلاس نائب وزير الثقافة اليوناني. وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، إن اليونان بما تحمله من عمق تاريخي وإرث ثقافي تمثّل امتداداً حيّاً لمسيرة الإبداع الإنساني حيث انطلقت منها الفلسفة وازدهر فيها الشعر والمسرح، وتبلورت على أرضها الأسئلة الكبرى للعقل التي ما زال العالم منشغلاً بها حتى يومنا هذا ، موضحة أن الأرض التي خطّ فيها هوميروس أعظم الملاحم، وتجلّت فيها أفكار سقراط حول الفضيلة، وارتفعت على تلالها المسارح التي لا تزال تُلهم الفنانين والمبدعين، ما زالت تحتفظ بمكانتها في الحاضر كما كانت عبر التاريخ منارةً للعلماء والمفكرين والأدباء. وأضافت أن الشارقة تستند في مسيرتها الثقافية كما كانت دائماً إلى رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، وتواصل اليوم ترسيخ هذا الدور من خلال فتح أبوابها أمام الثقافة اليونانية، فنحن نؤمن أن الحضارات في أوج ازدهارها لم تكن منغلقة بل قامت على الحوار والتبادل رغم المسافات الجغرافية، وهو النهج الذي تواصله الشارقة اليوم لتبني حواراً حيّاً بين الشعوب عبر الثقافة والمعرفة. ولفتت إلى أن استضافة اليونان في الشارقة تمثل دعوة لاستكشاف الجذور المشتركة في القصص والأساطير وكل ما شكّل وعي الإنسان عبر العصور، مشيرةً إلى أن هيئة الشارقة للكتاب تسعى لأن تكون هذه الدورة محطة استثنائية تسلط الضوء على بلدٍ صاغ مع العرب جزءاً مهماً من تاريخ الإنسانية وتضعه في حوار مع الحاضر لإثراء مستقبل الإبداع الثقافي والأدبي. وأكدت الشيخة بدور القاسمي أن الشارقة اليوم تستعيد الماضي وتبني عليه وتعيد تعريفه كأداة لفهم الذات والتواصل مع الآخر، بما يمثل دعوة للإصغاء إلى صوت أثينا كما أصغينا من قبل إلى أصوات مراكش وقرطبة وسيول وروما وغيرها من العواصم التي مثّلت دولها ضيوف شرف على معرض الشارقة الدولي للكتاب، بما يؤكد أن المعرض بات فضاءً عالمياً تلتقي فيه ذاكرة الشعوب وتتحاور فيه لغات العالم. من جانبه قال سعادة أحمد بن ركاض العامري ، إنه انسجاماً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، في دعم الحراك الثقافي العالمي تشكل استضافة اليونان ضيف شرف على الدورة الرابعة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب إضافة نوعية إلى سجل الشراكات الثقافية التي يعتز بها المعرض وفرصة للتعرف إلى واحدة من أقدم وأغنى التجارب الحضارية التي تركت بصمتها على الفكر الإنساني، فكل دورة من المعرض نسعى من خلالها إلى فتح نوافذ جديدة على الثقافات وإتاحة مساحة لحوار معرفي يعزز قيم التنوع والتبادل الثقافي. وأضاف أن المعرض لم يعد مجرد تظاهرة ثقافية بل أصبح منصة عالمية لصناعة النشر والإبداع الأدبي، ومقصداً للناشرين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، ومن خلال توجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي نواصل تطوير هذا الحدث ليتجاوز فكرة العرض إلى خلق تجارب معرفية متكاملة تجمع القرّاء بالمؤلفين وتُثري قطاع النشر وتُكرّس مكانة الشارقة على خارطة المعارض الدولية الكبرى. من جهته قال سعادة ياسوناس فرتيلاس، نلتقي اليوم في ظلّ روح من الصداقة والتعاون التي لطالما ميّزت العلاقات بين اليونان ودولة الإمارات العربية المتحدة شراكة إبداعية تعكس صورة بلدينا وتحقّق فوائد ملموسة لشعبينا وهي النهج الذي تسير عليه حكومتنا بثبات وأضاف دون تردّد وجودنا في الشارقة هو ثمرة الجهود الملهمة التي قادتها وزيرة الثقافة والتي عملت على بناء محور قوي للتعاون ومسار ثقافي يربط بين اليونان ودولة الإمارات، مسار نغذّيه بالكلمات والنصوص والقصائد وبالكتب والمنشورات والفعاليات والمعارض والمبادرات الثقافية المتنوعة. وأكد نائب وزير الثقافة اليوناني أن التعاون الثقافي مع معرض الشارقة الدولي للكتاب يعزّز الروابط بين البلدي والشعبين من خلال إعداد برنامج مشاركة يليق بالمؤلفين والناشرين اليونانيين، ويتماشى مع توجه اليونان نحو الانفتاح والنمو والحضور الدولي المتزايد، موجها الشكر إلى هيئة الشارقة للكتاب على تعاونها البنّاء . ويتضمن برنامج مشاركة اليونان ضيف الشرف في الدورة الـ44 من المعرض، تقديم مجموعة من الفعاليات الثقافية والأدبية التي تعكس ثراء الموروث اليوناني وتنوعه بدءاً من الفلسفة والمسرح والشعر وصولاً إلى الأدب المعاصر والفنون البصرية. كما يشهد البرنامج حضور نخبة من الكتّاب والمفكرين والناشرين اليونانيين، بجانب عروض فنية وموسيقية مستلهمة من التراث اليوناني، وفقرات تعريفية تسلط الضوء على المحطات الكبرى في تاريخ الثقافة اليونانية وإسهاماتها في تشكيل الفكر الإنساني عبر العصور.

الدستور
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- الدستور
الشعراء: النجار وعبد الحفيظ والعبد يعاينون الحزن وأسئلة الروح والذكريات في بيت الشعر بالشارقة
عمان - الدستور - عمر أبو الهيجاء في إطار فعاليات منتدى الثلاثاء، أقام بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة، أمسية شعرية، مساء أمس، شارك فيها الشعراء: حسن النجار من "الإمارات" وليد عبدالحفيظ من "مصر"، و عبدالله العبد من "سوريا"، وأدارت الأستاذة وئام المسالمة، حضرها الشاعر محمد عبدالله البريكي، مدير البيت، وجمهور عريض احتشد في المسرح، وجمع عدداً كبيراً من محبي الشّعر والنقاد والشعراء والأكاديميين، الذين تفاعلوا مع النصوص.. وبدأت الأمسية بكلمة تقديمية لوئام المسالمة، قدمت فيها أسمى آيات الشكر والعرفان إلـى راعي الثقافة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقالت "من هنا في شارقة الإبداع يلتقي عشاق الشعر وفرسانه من كل وطن وصوت وانتماء، اليوم لن نقف أمام القصيدة وقوف السامعين فحسب بل وقوف المنتمين إلى لغةٍ أنزل الله بها كتابه، وتغنى بها الأوائل عشقًا وفخرًا فهي تحمل في طياتها هُوية الأمة وذاكرة الزمن ومن أرض احتضنت الحرف وآمنت بالكلمة من شارقة النور نبعث تحية إجلال لراعي الثقافة والأدب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أطال الله بعمره وأدامه ذخرا للعربية وأهلها." افتتح القراءات الشاعر حسن النجار، الذي كانت قصائده فصول مزهرات، تتغنى بالحزن على نايٍ يئن من الوجد و الشجن، فقد قرأ من قصيدة "فصول مزهرات" التي جالت في فيافي الحروف، ومواسم الأمنيات: "تسامى باسقاً، وازدانَ فيئا وأثمرَ في رياضِ العمرِ ضوءا وأوغلَ في فيافي المجدِ سعيًا ومرتحِلاً كأنَّ الروحَ ظمأى لإشراقٍ يجدُّ، وكلُّ دربٍ يلوحُ لَهُ سيستهويهِ بدءا وفي كل المواسمِ أمنياتٌ سيبعثُها هوىً وتعودُ ملأى". ثم قرأ نصًّا آخر ومن قصيدة "ناي جلال" التي غرقت في التأمل والصمت في حضرة العزف، والعروج إلى سدرة المعنى، فقال: "حزينٌ.. وهذا النايُ بعضُ شفائهِ تمزَّقَ روحاً من حنينِ لقائهِ يدورُ بهذا التيهِ عمرًا مسافراً إلى سدرةِ المعنى وبابِ سمائهِ تفتحتِ الأبوابُ لحظةَ أن رأتْ بصيرتُهُ أسرارَ ما في اصطفائِهِ". أما الشاعر وليد عبدالحفيظ، فقد شحن قصائده بالتساؤلات، وحمّلها بالذكريات، وهو يطوف بحروفه على تفاصيل القرى،وأنين الأماكن، ومن قصيدة طقدم ترفو خطوتها: "إِنَّ السَّمَاءَ عَلَىٰ عَيْنِيَّ ضَيِّقَةٌ وَصَوْتِيَ الْحُرُّ يَشْكُو مِنْ تَآكُلِهِ يُسَائِلُ الطُّرُقاتِ اللَّوْلَبِيَّةَ عَنْ مَصَاطِبٍ ذَرَّفتْ مِنْ جُرْحِ كَاهِلِهِ لَيْلٍ بِطَعْمِ الحَنِينِ امْتَدَّ؛ طَمْأَنَةً سَنَابِلُ القَمْحِ نَامَتْ فِي حَواصِلِهِ لَيْلٍ ثَقِيلٍ عَدِيمِ القاعِ جَوْهَرُهُ يَسْتَلْضِمُ النُّورَ مِنْ فَوْضَىٰ مَشَاعِلِهِ". ولم يبتعد وليد في نصوصه الأخرى عن القرية وظلال الذكريات الغائرة في روحه، وهو يتتبع خطاها عبر أزمنةٍ أورثته الحنين والغربة، ومنها: "إِلى قريةٍ أورثتني خطاها وَأزمِنَةً في المَدَى غَائِرَةْ وَأَرغِفَةٍ أَقلَقَتْ نومَ أُمِّي؛ فَباتَتَ وسادتُها شَاغِرةْ وَظَلَّتْ عَلى مَطلع الفجرِ مُذْ وَدَّعَتْنِي بتلويحة خائرةْ". واختتم القراءات الشاعر عبدالله العبد، الذي جاءت قصائده محملة بالذكريات التي تتهجد في محراب الزمن، وكأنها ورد صلاة يحافظ عليه في نصوصه، ومن "الداء الأخير" الذي تميز بلغة شفيفة عميقة، قال: تذكرتَني ونسيتَ صلاتكْ وألحقتني بالقطار وفاتكْ وعلمتني كيف أصبح عود ثقابٍ وأشعلت مني حياتكْ وأغلقت عينيك حتى تراني وبالغت باسمي فصار أداتكْ وأغرقت نفسك بي وربطتَ يديك ولم تتقبل نجاتكْ". ومن نص آخر، لم يخرج من محراب النور، ومشكاة الوحي، قرأ العبد نصا بعنوان "نور على نور" تجلت في جسده الروحانية العاشقة، فقال: لأنك مصباح المصابيح كلها يقولون: لا ندري إذا البرق يبرقُ وكفكَ في الصحراء تشبه غيمةً على أي غصنٍ مسَّدتْ يتورقُ تمرُّ على شبه الجزيرة كلها فترتقُ أرضاً وجهها يتفتقُ محاصرةٌ في رقعة القوم مهجتي ولم يبق لي في خندق الجند بيدقُ وفي ختام الأمسية كرّم الشاعر محمد البريكي، الشعراء ومقدّمة الأمسية.

الدستور
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- الدستور
مجلة "كتاب" تتناول عمق الثقافة الأندلسية في وعي الشاعر لوركا
عمان - الدستور تناولت مجلة "كتاب" في عددها الجديد، عمق الثقافة العربية الأندلسية في وعي الشاعر الإسباني، ابن غرناطة، فيدريكو غارسيا لوركا، الذي كشف في إحدى رسائله عن حلمه بتشييد "زاوية القبّة" على أحد سفوح سلسلة جبال سيرانيفادا، تخليداً لذكرى الفيلسوف والطبيب ابن طفيل، صاحب كتاب "حيّ بن يقظان". وتصدر غلاف عدد أيار من المجلة التي تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب، صورة للشاعر لوركا الذي كان يفكّر مع جماعة "الركن الصغير" الأدبية الغرناطية، في تكريم عدد من رموز الحضارة الأندلسية في مختلف المجالات، تقديراً لجهودهم وإبداعاتهم، وتأكيداً على أثرهم في تشكيل الهوية الثقافية الإسبانية. وجاء في افتتاحية العدد "أول الكلام" التي كتبها الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، رئيس التحرير، أحمد بن ركاض العامري، عن الاحتفاء المغربي بالشارقة ومشروعها الثقافي التنويري، "احتفى المغرب بالشارقة بتتويجها ضيف شرف معرض الرباط الدولي للنشر والكتاب، في دورته الـ 30. جاء هذا التتويج الذي يليق بالمكانة الثقافية العربية والعالمية للشارقة العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019، من الرباط العاصمة العالمية للكتاب للعام المقبل 2026". وقال :"سنبقى نذكر كلمة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أثناء تكريم الشارقة للمغرب ضيف شرف معرض الشارقة الدولي للكتاب، في نوفمبر 2024، حين قال سموّه إن الله عوّضنا بالمغرب، بعد غيابنا عن الأندلس. وكان الحاكم الحكيم تحدّث عن مبادرة للتعاون في مجال البحث العلمي التراثي في الجامعات المغربية، حبّاً للمغرب، وتقديراً لدوره الثقافي والحضاري". وأضاف العامري: "بادلنا المغرب محبة بمحبة، وجاء الاحتفاء بالشارقة ومشروعها الثقافي من أعلى المستويات، برعاية ملكية، وحضور الأمير مولاي رشيد بن الحسن، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب التي أكدت على عمق العلاقات بين الإمارات والمغرب، وبين الشارقة والمدن المغربية، وفي مقدمتها العاصمة الرباط". ونشرت المجلة في عددها الجديد حواراً مع الشاعر والكاتب المسرحي الموريشي، يوسف كاديل الذي تحدث عن الأدب والنشر وحضور الثقافة العربية في بلاده موريشيوس. وتضمن العدد أخباراً عن إصدارات جديدة ومراجعات لكتب صادرة بلغات عدة، ودراسات ومقالات عن أدباء من البرازيل، المغرب، اليونان، هايتي، الأردن، فلسطين، مصر، تونس، إسبانيا، سنغافورة، العراق، الدنمارك، وفرنسا. وكتب مدير تحرير مجلة "كتاب"، علي العامري، مقالاً بعنوان "حكاية مغربية بين ماءيْن"، عن مدينة الرباط ومعرضها للكتاب، قائلاً "في معرض الرباط الدولي للنشر والكتاب، في أبريل 2025، الذي شهد تتويج الشارقة ضيف شرف دورته الـ 30، تسنّى للمشاركين العرب والأجانب أن يتعرفوا عن قرب على طباع الأهالي، مزاج الرباط ونبضها الثقافي، روح المدينة القديمة، أسرار المعمار وجمالياته، بوح النقوش، وسيرة نهر 'أبو رقراق' الذي يربط بين مدينتي سلا والرباط"، مضيفاً أنّ "الرباط مدينة تحبّ المشّائين، ولا تمنح مفاتيح أسرارها وكنوزها الجمالية والمعرفية، إلّا لمن يقوده المشي إلى استكشافها. لذلك، مشيتُ بقدر ما أتاح لي الوقت".