جديد مجلة "الشارقة الثقافية".. إبداعات محمد أبو سنة ورؤية عبدالكريم غلاب ولوحات أبو الفضل الشيخ
جديد مجلة "الشارقة الثقافية".. إبداعات محمد أبو سنة ورؤية عبدالكريم غلاب ولوحات أبو الفضل الشيخ
عمان – الدستور – عمر أبو الهيجاء
صدر ً العدد (102)، لشهرنيسان/ أبريل (2025م)، من مجلة "الشارقة الثقافية"، وقد تضمن مجموعة متميزة من الموضوعات والمقالات والحوارات، في الأدب والفن والفكر والسينما والتشكيل والمسرح. وقد جاءت الافتتاحية تحت عنوان (أيام الشارقة المسرح .. نموذجاً للتطور والإبداع)، مؤكدة أن "الأيام" ليست مجرد منصة لتقديم العروض المسرحية والتنافس على الجوائز، وإنما هي تجربة مسرحية فريدة ومميزة وشاملة، لها رسالتها ودورها وتأثيرها، منذ انطلاق الدورة الأولى حتى الآن، وهي ترفد الساحة المسرحية بالمواهب والطاقات والمبدعين في مجالات متنوعة، كالإخراج والتمثيل والكتابة وغيرها، وتثري المسرح بأجيال عاشقة وأفكار خلاقة، وبتأسيس جمهور مسرحي حقيقي، وجعله عنصراً فاعلاً ومؤثراً في تطوير المسرح.. واستطاعت "الأيام" بعد كل هذه الدورات والندوات والعروض والمسابقات، أن تبني مسرحاً حقيقياً وقوياً وطموحاً، يمثّل مدرسة للأخلاق والفضيلة والحرية، وأن تسهم في تأصيل المسرح العربي وإبراز هويته.
أما مدير التحرير نواف يونس، فأكد في مقالته أن مجلة (الشــارقة الثقافية) نجحت في جــذب الكثير مــن الأقلام الأدبية والصحافيــة، التــي قدمــت كل خبراتهــا المهنيــة والفكرية والمعرفيــة، إلى جانب أنها أتاحت تلك المساحة لهم للتواصل مع القــراء عبر صفحاتها، وذلــك أنها أدركت مبكــراً أن هــذا الحــوار الذي ينشــأ بين جمهور القراء والكتاب، يســد تلك الفجوة التي قد تتســع تدريجياً نتيجــة المتغيرات والتحولات التي تحدث في الواقع المعيش، خصوصاً أن هذه المتغيرات تبدو ســريعة ومتلاحقــة وعاصفة في شــتى المجالات.
أضاف: وهو فعــلاً ما واجهناه خلال هذه الســنوات العشر، التي كنا فيها ضمن المشهد الثقافي العربي، إذ لا مجال حيالها للارتجال أو الترقيــع، وإنما العمل والجهد والابتكار والتواصل الدائم.
وفي تفاصيل العدد؛ توقف جواد عامر عند أحد أعلام الأدب العربي، وهو عبدالكريم غلاب الذي يعد موسوعة المغرب المعاصر، ورصد ياسر عبدالسلام المراكز الحضارية في إفريقيا التي تحافظ على التراث واللغة، فيما كتبت خولة بلحمرة عن مدينة (بنزرت)، التي تزخر بتاريخها العريق، وزارت آمال كامل بلدة دير الأحمر اللبنانية، حيث السهول تعانق الجبال.
أما في باب (أدب وأدباء)؛ فتناول وليد رمضان أحد رواد الفكر والثقافة هو شاكر الفحام، الذي أخلص للغة والتراث العربيين، وكتبت أميرة المليجي عن الشاعر عزالدين المناصرة الذي يحظى بمكانة سامقة في الشعر العربي، وحاور مازن حلمي القاص فكري عمر، الذي أكد أن الأدب أسلوب إنساني فريد، بينما حاور د. عزيز بعزي الكاتب خليل النعيمي، الذي يرى أن الحياة ليست ذات بعد واحد، واستعرض نبيل صافية اللغة والرمزية في رواية (جسر على نهر درينا) للعبقري الروائي إيفو أندريتش، وقرأ بدران المخلف سيرة الأديب عبده جبير، الذي يدعو إلى التفكير العميق في الهوية والتسامح، وتواصل ساسي جبيل مع الشاعر فتحي النصري الذي فاز بجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي، وكتب محمد زكريا تميم عن الأديبة خالدة أديب أديوار، التي تعد أهم رائدات الرواية التركية، وقدم سامي المسلماني مداخلة حول الرواية التونسية المعاصرة، التي حققت طفرة سردية تاريخية لافتة، وتناول صابر خليل مسيرة الشاعر بشر فارس الذي يعد منارة ثقافية أدبية، والتقى البشير عبيد الكاتب الروائي إبراهيم درغوثي الذي اعتبر أن الرواية تهيمن وتمتد زمكانياً وإنسانياً، وبحث عبدالنبي اصطيف في الرواية العربية في الغرب، حيث برز كتاب ينتمون إلى الأدب المهجري الجديد، فيما احتفى عبدالرزاق الربيعي بتجربة الشاعر هلال العامري الذي يعد نقطة فاصلة في التجربة الشعرية العمانية، ورصدت د. هويدا صالح الرواية التاريخية برؤية نسوية، وحاور نور سليمان أحمد الناقد أحمد عادل القضابي، الذي أكد أن المصطلحات أزمة لغوية عالمية، وكتبت رويدا محمد عن الشاعر محمد الجيار، الذي انحاز في شعره للقيم الإنسانية، وقرأت د. زهرة بن يمينة سيرة الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة، الذي نال جائزة جامعة (شتيرن) الألمانية، وأخيراً سلط عادل البطوسي الضوء على شعرية السرد في إبداعات (هان كانغ)، التي فازت بجائزة نوبل.
ونقرأ في باب (فن. وتر. ريشة)؛ الموضوعات الآتية: سلطان القاسمي يشهد فعاليات مهرجان (أيام الشارقة المسرحية) في دورته الـ(34) – عبدالعليم حريص، أسعد فضة قامة كبيرة في ذاكرة الفن العربي – حسن بن محمد، الخزاف مهدي قريع يمتلك أسلوباً متجدداً جمالياً – محمد العامري، الطاهر ومان.. اسم مهم في قائمة التشكيليين العرب – محمد حسين طلبي، ألفونس دينيه.. لوحاته في عشق الصحراء – أحمد سليم عوض، أبو الفضل الشيخ تجول مع لوحاته حول العالم – ياسمين علاءالدين، (الطوق والإسورة) ليحيى الطاهر عبدالله – عزالدين الأسواني، فيلم (أنا مازلت هنا) رشح لـ(3) جوائز أوسكار – أسامة عسل.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: (شهر في الأندلس) كتاب لمراد الخطيبي – د. مها بنسعيد، متتالية مجدولة بالذكاء الاصطناعي والسحر في كتاب (ضياء وتاج النور) – ثريا عبد البديع، القصيدة العربية المعاصرة وتحولاتها في ميزان النقد – إيمان محمد أحمد، تناغم الكلمة والموسيقا في ديوان (يصافحها الحنين) –بثينة حمدي، (مختصر تاريخ الأدب) – ذكاء ماردلي، من قضايا الأدب الحديث – نجلاء مأمون، (المكان) في الرواية العربية –أبرار الآغا، (باريس) ورواد النهضة الثقافية العربية – محمد سيد ريان.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات وهي: أزمة الكتابة التاريخية – د. محمد صابر عرب، الوطن في الرواية العربية.. بين الدائم والعابر –مصطفى عبدالله، نعيم صبري.. إبحار بلا نهاية – اعتدال عثمان، أبوحيان التوحيدي.. رجل المعاناة والإبداع – يونس محمد إبراهيم، مقترحات نظرية لقراءة نصوص الأدب النسوي – د. حاتم الصكر، شعرية السرد.. وبناء الأسلوب الذهني – فاطمة زيادي، فضيلة الفاروق.. علامة بارزة في الأدب الجزائري الحديث – د. نفيسة الزكي، الإنسان.. كائن لغوي – مجد إبراهيم، أحمد شوقي.. بين التجديد والأصالة – د. ندى أحمد، ملامح الصحافة الأدبية المبكرة –نبيل سليمان، مساجلات النقد اللغوي – د. عبدالرزاق الدرباس، التنظير والتطبيق في السرد المعاصر – رانيا جابر، الأم في الشعر العربي.. حب وعطاء لا ينضب – غيثاء رفعت، الحقيقة والخيال في الرواية التاريخية – هاني القط، تجاوز الأجناس الأدبية في الكتابة الإبداعية –د. فيروز رشام، أدب الرسائل يحظى بحمولة تاريخية وفكرية كبيرة – د. محمد بندحو، الشعر.. ومكانته في الذاكرة – أنيسة عبود، زمن الدراما.. واستعادة العقلانية بوعي – أنور محمد، هل توجد أزمة في ترجمة المسرح والشعر – بول شاوول، ثنائية الإدراك التشكيلي – نجوى المغربي، الفنان وذاكرة الطفولة – محمد بدر حمدان، قيم توافقية للعمل الإبداعي – الفينيق حسين صقور، (يوميات عبقري) سيرة ذاتية لسلفادور دالي – سعاد سعيد نوح، الرصد وازدواج النقد في السينما المغربية –د. هدى الميموني، مسافر زاده الخيال – رعد أمان، الشاهد الشعري.. سجل لغوي دقيق –الأمير كمال فرج.
وكما أفرد العدد مساحة لمجموعة من القصص القصيرة والترجمات، لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- الدستور
مجلة "كتاب" تتناول عمق الثقافة الأندلسية في وعي الشاعر لوركا
عمان - الدستور تناولت مجلة "كتاب" في عددها الجديد، عمق الثقافة العربية الأندلسية في وعي الشاعر الإسباني، ابن غرناطة، فيدريكو غارسيا لوركا، الذي كشف في إحدى رسائله عن حلمه بتشييد "زاوية القبّة" على أحد سفوح سلسلة جبال سيرانيفادا، تخليداً لذكرى الفيلسوف والطبيب ابن طفيل، صاحب كتاب "حيّ بن يقظان". وتصدر غلاف عدد أيار من المجلة التي تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب، صورة للشاعر لوركا الذي كان يفكّر مع جماعة "الركن الصغير" الأدبية الغرناطية، في تكريم عدد من رموز الحضارة الأندلسية في مختلف المجالات، تقديراً لجهودهم وإبداعاتهم، وتأكيداً على أثرهم في تشكيل الهوية الثقافية الإسبانية. وجاء في افتتاحية العدد "أول الكلام" التي كتبها الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، رئيس التحرير، أحمد بن ركاض العامري، عن الاحتفاء المغربي بالشارقة ومشروعها الثقافي التنويري، "احتفى المغرب بالشارقة بتتويجها ضيف شرف معرض الرباط الدولي للنشر والكتاب، في دورته الـ 30. جاء هذا التتويج الذي يليق بالمكانة الثقافية العربية والعالمية للشارقة العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019، من الرباط العاصمة العالمية للكتاب للعام المقبل 2026". وقال :"سنبقى نذكر كلمة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أثناء تكريم الشارقة للمغرب ضيف شرف معرض الشارقة الدولي للكتاب، في نوفمبر 2024، حين قال سموّه إن الله عوّضنا بالمغرب، بعد غيابنا عن الأندلس. وكان الحاكم الحكيم تحدّث عن مبادرة للتعاون في مجال البحث العلمي التراثي في الجامعات المغربية، حبّاً للمغرب، وتقديراً لدوره الثقافي والحضاري". وأضاف العامري: "بادلنا المغرب محبة بمحبة، وجاء الاحتفاء بالشارقة ومشروعها الثقافي من أعلى المستويات، برعاية ملكية، وحضور الأمير مولاي رشيد بن الحسن، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب التي أكدت على عمق العلاقات بين الإمارات والمغرب، وبين الشارقة والمدن المغربية، وفي مقدمتها العاصمة الرباط". ونشرت المجلة في عددها الجديد حواراً مع الشاعر والكاتب المسرحي الموريشي، يوسف كاديل الذي تحدث عن الأدب والنشر وحضور الثقافة العربية في بلاده موريشيوس. وتضمن العدد أخباراً عن إصدارات جديدة ومراجعات لكتب صادرة بلغات عدة، ودراسات ومقالات عن أدباء من البرازيل، المغرب، اليونان، هايتي، الأردن، فلسطين، مصر، تونس، إسبانيا، سنغافورة، العراق، الدنمارك، وفرنسا. وكتب مدير تحرير مجلة "كتاب"، علي العامري، مقالاً بعنوان "حكاية مغربية بين ماءيْن"، عن مدينة الرباط ومعرضها للكتاب، قائلاً "في معرض الرباط الدولي للنشر والكتاب، في أبريل 2025، الذي شهد تتويج الشارقة ضيف شرف دورته الـ 30، تسنّى للمشاركين العرب والأجانب أن يتعرفوا عن قرب على طباع الأهالي، مزاج الرباط ونبضها الثقافي، روح المدينة القديمة، أسرار المعمار وجمالياته، بوح النقوش، وسيرة نهر 'أبو رقراق' الذي يربط بين مدينتي سلا والرباط"، مضيفاً أنّ "الرباط مدينة تحبّ المشّائين، ولا تمنح مفاتيح أسرارها وكنوزها الجمالية والمعرفية، إلّا لمن يقوده المشي إلى استكشافها. لذلك، مشيتُ بقدر ما أتاح لي الوقت".


الغد
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- الغد
"الشارقة للرسوم المتحركة".. أساطير "الأنيميشن" يلتقون على منصة الإبداع
ديمة محبوبة الشارقة - وسط حضور تجاوز 6500 زائر من مختلف دول العالم، اختتم "مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة" فعاليات دورته الثالثة في مركز إكسبو الشارقة، جامعا في فضائه الملهم بين أساطير فن الرسوم المتحركة، والمواهب الشابة، وصناع المحتوى من 18 دولة تمثل أربع قارات. اضافة اعلان نظم المؤتمر "هيئة الشارقة للكتاب" على مدار أربعة أيام، بالتزامن مع "مهرجان الشارقة القرائي للطفل"، مؤكدا مكانته كمنصة إقليمية ودولية لصناعة "الأنيميشن" والتقنيات الإبداعية المرتبطة به. واستضاف المؤتمر 72 شخصية عالمية ومهنية، من أبرزها خبراء ومصممو شخصيات ومخرجون من اليابان وأميركا وأوروبا وأفريقيا، ممن ألهموا جيلا كاملا من عشاق الرسوم المتحركة، بالإضافة إلى قيادات شبابية ومواهب ناشئة من المنطقة العربية. وفي حفل ختامي جمع بين الفنون البصرية والموسيقية، كرم المؤتمر رموزا صنعت الفارق في تاريخ الأنيمي، على رأسهم اسم الفنان الياباني الراحل ماسامي سودا، مبتكر شخصيات "دراغون بول"، حيث تسلمت زوجته تشودا سودا جائزة التكريم، وسط تصفيق المؤثرين والمهتمين من الحضور. كما نال فنان الرسوم المتحركة العالمي ساندرو كليوزو جائزة "سفير مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة"، تقديرا لمساهمته في دعم رؤية المؤتمر وتعزيز حضوره الإقليمي والدولي. وعلى صعيد المبادرات الشبابية، وزعت جوائز بقيمة 20 ألف دولار ضمن فئتين أساسيتين؛ هما فئة "اعرض مشروعك"، التي فاز فيها محمد جندلي بالمركز الأول، تلاه عبد الله المنجد، ثم إسلام أبو شادي. وفئة "الإعلان الترويجي للكتاب"، التي فاز فيها أحمد أرنعوطي بالمركز الأول، وأيشواريا كاريابا بالمركز الثاني، وزينب جبور بالمركز الثالث. وأكدت المديرة التنفيذية للمؤتمر خولة المجيني، أن هذه التظاهرة الثقافية والفنية تعبر عن رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي آمن بأن المشاريع العظيمة لا تبنى في عام، بل تتطلب رؤية طويلة الأمد وإيمانا عميقا بالإنسان. وأشارت إلى أن المؤتمر انطلق من حلم أن ترى القصص العربية النور على الشاشات العالمية، بدعم لا محدود من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، التي آمنت بضرورة بناء منصة عربية تحتفي بالمحتوى المحلي وتمنح المبدعين فضاء حرا للتعبير والنمو. واستعرض المؤتمر مستقبل صناعة الرسوم المتحركة من خلال جلسات تفاعلية ناقشت الذكاء الاصطناعي وسرد القصص التفاعلي والدمج بين الألعاب والأنيمي، كما استضاف نخبة من المصممين والمخرجين العالميين، الذين استعرضوا تقنيات تحريك الشخصيات، وأسرار بناء المشاهد الكلاسيكية، وتحديات تحويل الأعمال الأدبية إلى محتوى مرئي. كما سلطت الجلسات الحوارية الضوء على التحديات المؤسسية التي تواجه صناعة "الأنيميشن" في المنطقة، وسبل تطوير بنية تحتية داعمة للإنتاج المحلي، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي في مجالات التوزيع والبث. وشهدت هذه الجلسات مشاركة لافتة لعدد من المبدعات، لا سيما من أفريقيا، ممن قدمن تجارب ملهمة في قيادة مشاريع ناجحة على الساحة العالمية. وعلى الصعيد الفني، شهد المؤتمر عروضا موسيقية حية مزجت بين البصري والسمعي، أبرزها حفل ختامي قدمته أوركسترا "فلورنسا بوبس" الإيطالية، التي عزفت أشهر مقطوعات أفلام الرسوم المتحركة، منها أعمال "ديزني"، مثل "يونغ كينغ" و"فروزن"، وموسيقا استوديو "جيبلي" الياباني من فيلمي "المخطوفة" و"جاري توتورو" اللذين ألفهما جو هيسايشي. ومن أبرز الفعاليات الموازية، احتضن "بيت اللؤلؤ" التاريخي أمسية جمعت كبار صناع المحتوى والمبتكرين لتعزيز الشراكات المهنية، فيما عرضت شاشات المؤتمر أعمالا فنية مستقلة من مختلف دول العالم، إلى جانب أفلام كلاسيكية حازت جوائز عالمية، مثل الأوسكار. وأتاح المؤتمر لجمهور الطلبة والهواة فرصة نادرة للتعلم المباشر من كبار محترفي المجال، من خلال ورش تطبيقية جمعت بين الأداء الفني والتقنيات الرقمية الحديثة، مقدما منصة تعليمية عملية مزودة بخبرة شركاء تقنيين، مثل "تون بوم"، "واكوم" و"إتش بي"، بالإضافة إلى دعم "دو" كشريك اتصالات، ومعهد SAE كشريك تعليمي. بهذا المشهد المتكامل، يرسخ "مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة" مكانته كحدث سنوي ينتظره المهتمون والمبدعون، لما يقدمه من فرص تعلم وعرض ومشاركة، وما يعكسه من التزام إمارة الشارقة بتطوير صناعة ثقافية وفنية عربية قادرة على المنافسة عالميا، تحتفي بالمحتوى، وتستثمر في الإنسان، وتبني جسورا عابرة للحدود.


الغد
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- الغد
خبراء: الكاتب شريك بالتربية وحكايات الأجداد جسر للتواصل
أكد عدد من الكتاب المتخصصين في أدب الطفل، أن الكتابة للأطفال تتطلب أن يكون الكاتب موجها ومربيا وقادرا على التفاعل مع عالم الطفولة بلغة قريبة وبيئة مفهومة للطفل. وبينوا أن الأدب يمكن أن يكون أداة فاعلة لمساندة الأسرة، خاصة في مواجهة التحديات التي يصعب على الأهل توضيحها للأطفال. اضافة اعلان وأشاروا إلى أهمية توظيف القصص الكلاسيكية التي كان يرويها الأجداد لغرس القيم، وبناء الوعي، وتعزيز التماسك الأسري، لما تحمله من ثراء معرفي وتجارب إنسانية، يمكن تحويلها إلى حكايات معاصرة تواكب تطورات العصر وتعيد إحياء الروابط العائلية من خلال سرد المواقف اليومية وتقاسم اللحظات العائلية. جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان: "الاحتفاء بقوة الروابط الأسرية"، ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته السادسة عشرة، التي تقام في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار "لتغمرك الكتب"، وشارك فيها كل من: الدكتور محمد المعمري، الكاتب محمد الشاعر، والكاتبة آرتي خاتو أني بهاتيا، وأدارتها شرارة العلي. وأكد الدكتور محمد المعمري أن التماسك الأسري لا يتحقق إلا من خلال اعتماد أفراد الأسرة على بعضهم البعض في مختلف المواقف، مشيرا إلى أن التواصل الدائم، والاطمئنان المتبادل، والاستجابة لنداء الحاجة، هي أسس جوهرية تضمن بناء أسر مترابطة. وأضاف أن الأطفال الذين ينشؤون في بيئات أسرية مستقرة ومتواصلة، هم الأقدر مستقبلا على تأسيس أسر قوية قادرة على الاستمرار والتماسك. وفي سياق حديثه عن أدب الطفل، أشار المعمري إلى أن الكتابة للأطفال تعد من أصعب أنواع الكتابة، فهي تتطلب من الكاتب أن يكون في موقع المربي والمعلم والمسؤول في آن واحد، وأن يغوص في عالم الطفولة وبيئتها ولغتها الخاصة. ولفت إلى أن بعض المفردات أو الأساليب التي تبدو مألوفة في ثقافة معينة قد تكون غير مناسبة في ثقافات أخرى، ما يحمل كاتب الطفل مسؤولية مزدوجة في اختيار لغته بدقة، والاستفادة من التغذية الراجعة لفهم ما يريده الأطفال وما نطمح إلى تقديمه لهم. من جهته، أوضح الكاتب محمد الشاعر أن من أكثر المواضيع التي يحب تناولها في أدب الطفل هي تلك التي تتعلق بالعلاقات داخل الأسرة، مشيرا إلى أن الطفل بحاجة دائمة لفهم كيفية التعامل مع والديه وإخوته، ومع ما يطرأ من ظروف حياتية داخل البيت. ولفت إلى أن كثيرا من التحديات الأسرية يصعب على الأهل شرحها للأطفال أو توضيحها بشكل مباشر، وهنا تبرز أهمية الكاتب الذي يفترض أن يكون صوتا مساندا للأسرة، يغرس في الطفل الوعي والإدراك من خلال قصص قريبة من بيئته وواقعه. وأكد أن القصص العالمية لعبت دورا كبيرا في ترسيخ القيم والمفاهيم الأخلاقية لدى الأجيال، وأننا اليوم في أمس الحاجة إلى أدب يعيد إحياء هذه القيم وفق سياقات معاصرة تراعي التغيرات الاجتماعية. وشدد، على أن بناء روابط أسرية سليمة الخطوة الأولى نحو تحقيق التماسك المجتمعي. إحياء قصص الأجداد بدورها، شددت آرتي خاتو أني بهاتيا على أهمية إعادة إحياء تقاليد السرد القصصي داخل الأسرة، مؤكدة أن القصص الكلاسيكية التي كان يرويها الأجداد تحمل في طياتها ثراء معرفيا وتلقائية إنسانية عميقة، تجعل منها مصدر إلهام لا ينضب لقصص معاصرة تصلح للأطفال اليوم. وأشارت إلى أن هذا النوع من الحكايات، حين يروى من شخص لآخر يساهم في تقوية الروابط الأسرية، من خلال خلق لحظات حميمة يتشارك فيها الأهل والأبناء المواقف اليومية والذكريات. واعتبرت آرتي أن الأطفال لا يبحثون عن قصص مكتملة الحلول، بل يتفاعلون أكثر مع القصص المنبثقة من تجارب الحياة اليومية، التي تتيح لهم التفكير والمشاركة. ودعت إلى تخصيص وقت مشترك داخل الأسرة للسرد والنقاش، بعيدا عن عزلة الشاشات، كخطوة نحو تربية أكثر وعيا وقربا.