logo
أنتوني هوبكنز في "المحبوس": سيمفونية الأداء وصدمة الإثارة

أنتوني هوبكنز في "المحبوس": سيمفونية الأداء وصدمة الإثارة

يظل العملاق أنتوني هوبكنز، صاحب الأداء الأيقوني في فيلم "صمت الحملان" والحائز على الأوسكار بفضله، قامة فنية شامخة لا تحدها قيود. وبأسلوبه العالمي الفريد، يواصل إمتاعنا بنكهة أدائه المميزة، الممزوجة ببراعة آسرة وذكاء متقد. ومؤخرًا، استقبلنا فيلمه الجديد "المحبوس" (إنتاج 2025) للمخرج ديفيد ياروفيسكي، والذي يشاركه البطولة فيه بيل سكارسجارد. يأسر هذا الفيلم الحواس بقوته وتشويقه المتصاعد، محاطًا بلمسات إخراجية عبقرية ومونتاج يضاهي الذكاء الاصطناعي في دقته.
في قلب الأحداث، نجد "إيدي" (بيل سكارسجارد)، الشاب المديون والمتهور، الذي تدفعه الظروف لاقتحام سيارة فارهة طمعًا في محتوياتها الثمينة. لكن بمجرد دخوله، يتحول الأمر إلى كابوس مُحكم الإغلاق، حيث يُطبق عليه باب السيارة بقوة، ليجد نفسه أسيرًا لا يستطيع الفرار. وعلى الجانب الآخر من الهاتف، يتربص به صاحب السيارة، الدكتور "ويليام" (أنتوني هوبكنز)، الذي يكشف عن فخ مُحكم النصب، انتقامًا لعمليات سرقة سابقة تعرض لها.
تدريجيًا، تتحول حياة "إيدي" إلى جحيم حقيقي، سلسلة متواصلة من العذاب والألم الناتج عن هذا الحبس القسري وعجزه التام عن فتح أبواب السيارة المجهزة بنظام أمان متطور. وعلى مدى أيام، يستمر التواصل البارد والماكر من الدكتور "ويليام"، الذي يتلذذ بتعذيب ضحيته نفسيًا، بل ويتعدى ذلك بالتواصل مع عائلة "إيدي" من بعيد لإثارة غضبه ويأسه. ورغم توسلات "إيدي" واعتذاراته المتكررة عن فعلته الطائشة، يبقى قلب الدكتور "ويليام" متحجرًا، أسيرًا لضغينة عميقة تدفع "إيدي" إلى حافة الجنون.
لكن في لحظة يأس وظلام دامس، تنقلب الطاولة بذكاء مفاجئ. يكتشف "إيدي" بمهارة فائقة الزر الخفي الذي يعطل نظام السيارة بأكمله. يحدث هذا بعد أن استدرجه الدكتور إلى منطقة جبلية نائية، ليكشف عن نيته الشريرة بالتخلص منه. هنا، تتغير المعادلة بشكل جذري، فبينما يقود الدكتور السيارة بثقة زائفة، يفاجئه "إيدي" بتعطيل النظام، لتنقلب السيارة وتحترق، وتلتهم نيرانها الدكتور "ويليام". أما "إيدي"، فينجح في تحطيم الزجاج الخلفي للسيارة المحترقة، ليخرج منها عائدًا إلى أحضان عائلته.
في هذا الفيلم، يبرز أنتوني هوبكنز كقوة تمثيلية فريدة، يتمكن ببراعة نادرة من تجسيد شخصية الدكتور "ويليام" المريض، الذي يجد متعته السادية في مشاهدة معاناة ضحاياه التعساء. بملامح وجهه ونظرات عينيه الحادة، يستطيع هوبكنز أن يثير فينا مشاعر الامتعاض والاشمئزاز تجاه هذه الشخصية المعقدة.
وعلى صعيد الإخراج، يستحق ديفيد ياروفيسكي كل الإشادة لكسره قواعد السرد التقليدي، وهو ما خلق توليفة فنية فريدة من الرعب النفسي والتشويق المثير. لقد نجح في تقديم مشاهد بصرية وسمعية آسرة، عززت من حالة الصدمة والإثارة التي تجتاح المشاهد وتعبث بمشاعره وأحاسيسه.
صحيح أن هناك أفلامًا أخرى تتناول فكرة الحبس أو الفخ السينمائي، لكن ما يميز "المحبوس" هو تلك التركيبة الفريدة من الأداء التمثيلي الرفيع، خاصة من قِبل أنتوني هوبكنز، والتقنية السينمائية الجمالية التي تضاعف من تأثير الصورة وتجعل التجربة السينمائية أكثر رسوخًا في الذاكرة. إن "المحبوس" ليس مجرد فيلم إثارة، بل هو دراسة نفسية مُغلّفة بالتشويق، يترك بصمة لا تُمحى لدى المشاهد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نشاطات لجنة الفيلم البريطانية في كان
نشاطات لجنة الفيلم البريطانية في كان

البلاد البحرينية

timeمنذ 4 أيام

  • البلاد البحرينية

نشاطات لجنة الفيلم البريطانية في كان

شاركت لجنة الفيلم البريطانية في الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي لعام 2025، حيث مثّلت صناعة السينما البريطانية في جناح المملكة المتحدة بالتعاون مع شركاء وطنيين وإقليميين مثل معهد الفيلم البريطاني، كرييتيف ويلز، فيلم لندن، نورذرن أيرلاند سكرين، وسكرين سكوتلاند. يُعد مهرجان كان محطة رئيسية في جدول أعمال اللجنة السنوي، إذ يوفّر فرصة لتعزيز العلاقات مع الشركاء الأوروبيين والدوليين، وتسليط الضوء على المزايا التنافسية التي تقدمها المملكة المتحدة في مجال الإنتاج السينمائي. من أبرز ما تم الترويج له هذا العام هو "ائتمان ضريبة الفيلم المستقل" الجديد، الذي يمنح خصمًا ضريبيًا بنسبة تصل إلى 53% للأفلام التي تقل ميزانيتها عن 15 مليون جنيه إسترليني، وخصمًا تدريجيًا للأفلام حتى 23.5 مليون جنيه. كما تم تسليط الضوء على "زيادة الحوافز الضريبية للمؤثرات البصرية"، والتي ترفع نسبة الخصم إلى 39% (29.25% بعد الضريبة) على الإنفاق المتعلق بالمؤثرات البصرية، مع إعفاء هذا النوع من الإنفاق من الحد الأقصى البالغ 80% من الميزانية المؤهلة، ما يعزز جاذبية المملكة المتحدة للإنتاجات الدولية. استعرضت اللجنة أيضًا ريادة المملكة المتحدة في مجال المؤثرات البصرية، حيث فازت شركات بريطانية بجائزة الأوسكار لأفضل مؤثرات بصرية 11 مرة خلال 14 عامًا. تم تنظيم فعالية في جناح المملكة المتحدة بالتعاون مع "تحالف الشاشة البريطانية" لتسليط الضوء على هذا القطاع المتميز. بالإضافة إلى ذلك، نظّمت اللجنة جلسة نقاشية بعنوان "رفع الستار عن التعاون عبر الحدود: دروس من المملكة المتحدة وفرنسا"، بالتعاون مع "فيلم فرانس - CNC"، لمناقشة التعاون الإنتاجي بين البلدين، خاصة في مسلسل "The Veil" الذي صُوّر في المملكة المتحدة وفرنسا وتركيا. تأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية المملكة المتحدة لتعزيز مكانتها كمركز عالمي للإنتاج السينمائي، من خلال تقديم حوافز ضريبية تنافسية وتوفير بنية تحتية متطورة، مما يسهم في جذب الاستثمارات وخلق فرص عمل في القطاع الإبداعي. قدمت لجنة الأفلام البريطانية بالشراكة مع UK Screen Alliance العمل مع المملكة المتحدة: فرصة جديدة مع مرحلة ما بعد الإنتاج والمؤثرات البصرية. كانت هذه فرصة لإطلاع الجمهور الدولي على حوافزنا الضريبية وتعريف المنتجين الدوليين بشركات المؤثرات البصرية والبريد في المملكة المتحدة. تسليط الضوء على المواهب والإبداع والابتكار والمرافق والبنية التحتية المعمول بها في المملكة المتحدة والتي تحقق التميز. وأعقب العرض التقديمي إفطار للتواصل وأتيحت الفرصة للشركات البريطانية للقاء المنتجين الدوليين. نأمل أن تكون قد تم إنشاء علاقات جديدة ، ونأمل أن نرى المزيد من الإنتاجات الدولية تجلب وظائفها و VFX إلى المملكة المتحدة للعمل مع مواهبنا الرائعة في المملكة المتحدة والاستفادة من الحوافز الجديدة. شاركت Screen Scotland في العروض التقديمية في جناح المملكة المتحدة للإعلان عن صندوق Project Post الذي تم إطلاقه مؤخرا. تم تصميم الصندوق لتشجيع الإنتاج السينمائي والتلفزيوني على نطاق واسع على القيام بأعمال ما بعد الإنتاج والمؤثرات البصرية في اسكتلندا. تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.

ظهور خاص للأيقونة أنجلينا جولي في كان السينمائي
ظهور خاص للأيقونة أنجلينا جولي في كان السينمائي

البلاد البحرينية

time١٨-٠٥-٢٠٢٥

  • البلاد البحرينية

ظهور خاص للأيقونة أنجلينا جولي في كان السينمائي

ظهرت أيقونة هوليوود أنجلينا جولي بشكل جميل على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي، مرتدية ثوبا مطرزا مذهلا في العرض الأول لفيلم Eddington، وبدت الممثلة البالغة من العمر 49 عاما متألقة بفستانها المصنوع بالكامل من الكشمير والحرير. ستقدم أنجلينا إرشادات للفائزين على مدار العام، على خطى الموجهين السابقين مثل ديمي مور وروبرت دي نيرو وجوليان مور، ويمثل ظهور جولي في مهرجان بعد غياب لمدة 14 عامًا. أصبحت الممثلة منخرطة بشكل متزايد في صناعة الأزياء، حيث أطلقت خطها الخاص Atelier Jolie، في عام 2023. بينما غالبا ما ترتدي تصاميم أتيليه جولي على السجادة الحمراء، اختارت مظهر مصمم مختلف في كان هذا العام. ستكون الفائزة بجائزة الأوسكار في مهرجان كان لتقديم الجائزة السنوية للممثلين الناشئين، إلى جانب رئيسة مهرجان الأفلام إيريس نوبلوخ ، والمندوب العام تييري فريمو ، والرئيس المشارك لشوبارد والمديرة الفنية كارولين شوفيل. وقالت للصحافة: "إن الناس اجتمعوا في كان ليس فقط من أجل السحر ولكن من أجل التواصل، وما يقودنا إلى هنا ليس السجاد، على الرغم من أنها جميلة، ولكن ما يقودنا إلى هنا هو التواصل مع بعضنا البعض من خلال السينما العالمية وفرصة التواجد مع المبدعين، لذلك يشرفني جدا أن أكون مع العديد من الفنانين العالميين اللامعين". وأضافت: " نحن نعلم أن العديد من الفنانين في جميع أنحاء العالم يفتقرون إلى الحرية والأمان لسرد قصصهم، وقد فقد العديد منهم حياتهم، مثل فاطمة حسونة التي قتلت في غزة، وشدن جردود التي قتلت في السودان، وفيكتوريا أميلينا التي قتلت في أوكرانيا، والعديد من الفنانين الاستثنائيين الآخرين الذين يجب أن يكونوا معنا الآن. نحن مدينون لجميع أولئك الذين يخاطرون بحياتهم ويشاركون قصصهم وتجاربهم بدين الامتنان ، لأنهم ساعدونا على التعلم والتطور". تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.

كوثر بن هنية تستعد لإطلاق فيلم جديد حول مأساة الطفلة الفلسطينية هند رجب
كوثر بن هنية تستعد لإطلاق فيلم جديد حول مأساة الطفلة الفلسطينية هند رجب

البلاد البحرينية

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • البلاد البحرينية

كوثر بن هنية تستعد لإطلاق فيلم جديد حول مأساة الطفلة الفلسطينية هند رجب

أعلنت المخرجة التونسية المرشحة للأوسكار، كوثر بن هنية، خلال مشاركتها في فعاليات الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي الدولي، عن بدء التحضيرات النهائية لفيلمها الجديد الذي يتناول قصة الطفلة الفلسطينية هند رجب، التي استُشهدت في قطاع غزة. تدور أحداث الفيلم حول استشهاد الطفلة هند رجب، البالغة من العمر خمس سنوات، والتي تُركت تنزف حتى الموت بعد تعرض عائلتها لقصف إسرائيلي في مدينة غزة بتاريخ 29 يونيو 2024. ورغم مناشداتها المتكررة لفرق الإسعاف، لم تتمكن من النجاة بسبب الحصار المفروض على المنطقة. سيتم تصوير الفيلم في تونس، حيث تم بناء موقع تصوير يحاكي مدينة غزة بعد الدمار الذي لحق بها منذ السابع من أكتوبر 2023. ويتولى إنتاج العمل المنتج التونسي نديم شيخ روحه، الذي سبق أن تعاون مع بن هنية في فيلم "بنات ألفة"، والذي ترشح لجائزة الأوسكار. يُذكر أن كوثر بن هنية لها سجل حافل في السينما العالمية، حيث قدمت أعمالاً بارزة مثل "على كف عفريت"، "زينب تكره الثلج"، و"الرجل الذي باع ظهره"، الذي ترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي. من المتوقع أن يسلط الفيلم الجديد الضوء على معاناة الأطفال الفلسطينيين، ويعكس التزام بن هنية بتقديم قضايا إنسانية من خلال أعمالها السينمائية. تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store