logo
حين تهمس المرأة ويصمت تيك توك

حين تهمس المرأة ويصمت تيك توك

صوت الأمةمنذ 2 أيام

في غرفة هادئة، تقف مرآة لا تنطق، لكنها تسأل بلا صوت: «من أنت حقًا؟» ذلك الذي يضحك أمام شاشة الهاتف، ويبكي في الخفاء، ويتظاهر بالسعادة أمام الكاميرا، ثم يغيب صوته في صمت لا يُسمع.
اليوم صار من الصعب الفصل بين الإنسان وصورته الرقمية، بين القلب الحقيقي وعدد الإعجابات، بين الصوت الصادق وصخب التيك توك. الحياة تُقاس بالمشاهدات، والمشاعر تُحسب بالأرقام، والصدق ينتظر ختم "المشاركة" ليُعترف به، كأننا مخلوقات تُقاس بعدد اللايكات، لا بعدد الأفكار أو الأحلام.
في زاوية شارع من شوارع القاهرة، فتاة تدخن الشيشة وتلتقط صورًا، كأنها تحاول تثبيت وجودها في عالم سريع الزوال. ليست مجرد ظاهرة عابرة، بل انعكاس لرغبة عميقة في أن يُسمع صوتها، وألا تُنسى وسط الضجيج. لم تعد تخشى المراقبة، بل تخشى أن تُمحى. حتى القهوة التي تشربها باتت تحتاج إلى فلتر.. فلتر مزاجي رقمي، كي تناسب ذوق الفيديوهات القصيرة.
تذكرون إيما بوفاري، المرأة التي حلمت بحياة أجمل فانتهت مأساة!.. نحن نحمل اليوم أحلامًا أكبر من واقعنا، نلتف حول صورنا وأقنعتنا الرقمية. وكافكا كان على حق حين قال: «احذر أن توقظ إنسانًا نائمًا، فقد يكون يحلم بما لا يستطيع أن يعيشه في يقظته.» فكيف بإنسان متصل على الدوام، لا يفرّق بين النوم واليقظة ما دامت الشاشة مشتعلة؟.
يقولون إنها حرب ثقافية بين الصين وأمريكا، لكن الحرب الحقيقية تدور في جيوبنا، على شاشاتنا، وفي أذهاننا. الصين تصدّر التطبيق، وأمريكا تحاربه، ونحن في المنتصف: نستهلك، نشارك، نذوب بإرادتنا. كأننا نرقص على أنغام لم نخترها، حسب إيقاع لا نسمعه إلا عندما تنطفئ الشاشات.
ولعلّ أهم ما يؤكد هذه المعضلة، تقريرٌ عالمي حديث صادر عن "مؤسسة الصحة النفسية العالمية" (World Mental Health Foundation)، أشار إلى أن أكثر من 60% من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يعانون من اضطرابات نفسية مرتبطة بالتعرض المستمر للشاشات والضغط الرقمي. التقرير كشف أن الشعور بالوحدة والقلق يتفاقم مع كل نقرة إعجاب أو تعليق، مما يضاعف الحاجة إلى إعادة التوازن بين "الصورة" و"الحقيقة".
لكن المشكلة أعمق من الأرقام. المرأة الجديدة تفرغنا من الداخل، ونحن نبتسم في الخارج. تربك هويتنا وتعيد تشكيلها كل يوم، ونحن نظن أننا نعيش، نشبه أشخاصًا يقفون أمام مرآة سحرية لا تعكس سوى نسخة ملوّنة ومثالية، بينما الحقيقة في الخلف تمشي حافية القدمين تنتظر.
لكن، وسط هذه الفوضى، هناك بصيص أمل. المجتمع لا ينهار، بل يبحث عن طريقه، عن معنى جديد يناسب زمننا المتغير. المرأة قد لا تواسي، لكنها تعكس الحقيقة. وربما، حين يصمت التيك توك، ونصغي لأنفسنا، نجد ما هو أعمق، ما يستحق أن نحتفظ به بعيدًا عن أضواء الزيف.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اليوم، الحكم على التيك توكر زين الزين وصديقه بتهمة التشبه بالنساء وبث فيديوهات خادشة للحياء
اليوم، الحكم على التيك توكر زين الزين وصديقه بتهمة التشبه بالنساء وبث فيديوهات خادشة للحياء

فيتو

timeمنذ 6 ساعات

  • فيتو

اليوم، الحكم على التيك توكر زين الزين وصديقه بتهمة التشبه بالنساء وبث فيديوهات خادشة للحياء

تصدر محكمة الإسماعيلية الاقتصادية، اليوم السبت، حكمها على التيك توكر زين الزين وصديقه بتهمة بالتشبه بالنساء وبث فيديوهات تخدش الحياء وارتدائه اكسسوارات وملابس حريمي ووضع ميكب كامل ونفخ الشفاه. تجديد حبس المتهمين كانت جهات التحقيق، جددت حبس المتهمين 45 يومًا على ذمة التحقيق لحين ورود تقرير الطب الشرعي وإحالتهما للمحكمة الاقتصادية بالإسماعيلية، حيث ضبط بحوزتهما فيديوهات تخدش الحياء وممارسة الأعمال المنافية للآداب والذوق العام وارتداء ملابس نساء وضبط بحوزتهما شنطة بداخلها قمصان نوم حريمي وملابس للسيدات وملابس داخلية للنساء ووجود فيديوهات بحوزتهما منافية للآداب. تفاصيل الواقعة التي تسببت في حبس المتهمين كانت الجهات الأمنية بمدينة دهب تمكنت من ضبط التيك توكر زين الدين يرتدي الملابس النسائية وبصحبته 16 من أصدقائه داخل باص سياحي خلال خروجهم من كمين دهب، وعند الاستعلام عن تحقيق الشخصية قدم لهم بطاقة تحمل اسم ذكر وليس سيدة. العثور على مضبوطات نسائية وبتفتيش الحقائب وجد في شنطة ملابس نسائية كاملة تخص التيك توكر زين الدين وأحد أصدقائه وبها علبة مكياج كاملة، وبفحص هاتفه المحمول وجد فيديوهات على التيك توك وفيديوهات خاصة تخدش الحياء وتحض على ممارسة الأعمال المنافية للآداب، و2 محمول ايفون منهم جهاز آيفون 16 بروماكس، ومبلغ مالي كبير. وتم تحرير محضر بالواقعة برقم 809 جنح دهب لسنة 2025، وبعرضهم على جهات التحقيق أنكر التيك توكر زين الزين معرفته بشنط الملابس الحريمي، واعترف بعلبة المكياج، والمبالغ المالية والتليفونات المحمولة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

غدا، الحكم على التيك توكر زين الزين وصديقه بتهمة الفيديوهات الخادشة
غدا، الحكم على التيك توكر زين الزين وصديقه بتهمة الفيديوهات الخادشة

فيتو

timeمنذ 9 ساعات

  • فيتو

غدا، الحكم على التيك توكر زين الزين وصديقه بتهمة الفيديوهات الخادشة

تصدر محكمة الإسماعيلية الاقتصادية، غدًا السبت، حكمها على التيك توكر زين الزين وصديقه بتهمة التشبه بالنساء وبث فيديوهات تخدش الحياء وارتدائه إكسسوارات وملابس حريمي ووضع ميكب كامل ونفخ الشفاه. تجديد حبس المتهمين كانت جهات التحقيق، جددت حبس المتهمين 45 يومًا على ذمة التحقيق لحين ورود تقرير الطب الشرعي وإحالتهما للمحكمة الاقتصادية بالإسماعيلية، حيث ضبط بحوزتهما فيديوهات تخدش الحياء وممارسة الأعمال المنافية للآداب والذوق العام وارتداء ملابس نساء وضبط بحوزتهما شنطة بداخلها قمصان نوم حريمي وملابس للسيدات وملابس داخلية للنساء ووجود فيديوهات بحوزتهما منافية للآداب. تفاصيل الواقعة التي تسببت في حبس المتهمين كانت الجهات الأمنية بمدينة دهب تمكنت من ضبط التيك توكر زين الدين يرتدي الملابس النسائية وبصحبته 16 من أصدقائه داخل باص سياحي خلال خروجهم من كمين دهب، وعند الاستعلام عن تحقيق الشخصية قدم لهم بطاقة تحمل اسم ذكر وليس سيدة. العثور على مضبوطات نسائية وبتفتيش الحقائب وجد في شنطة ملابس نسائية كاملة تخص التيك توكر زين الدين واحد أصدقائه وبها علبة مكياج كاملة، وبفحص هاتفه المحمول وجد فيديوهات على التيك توك وفيديوهات خاصة تخدش الحياء وتحض على ممارسة الأعمال المنافية للآداب، و2 محمول ايفون منهم جهاز أيفون 16 بروماكس، ومبلغ مالي كبير. وتم تحرير محضر بالواقعة برقم 809 جنح دهب لسنة 2025، وبعرضهم على جهات التحقيق أنكر التيك توكر زين الزين معرفته بشنط الملابس الحريمى، واعترف بعلبة المكياج، والمبالغ المالية والتليفونات المحمولة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

حين تهمس المرآة ويصمت تيك توك
حين تهمس المرآة ويصمت تيك توك

صوت الأمة

timeمنذ 15 ساعات

  • صوت الأمة

حين تهمس المرآة ويصمت تيك توك

في غرفة هادئة، تقف مرآة لا تنطق، لكنها تسأل بلا صوت: «من أنت حقًا؟» ذلك الذي يضحك أمام شاشة الهاتف، ويبكي في الخفاء، ويتظاهر بالسعادة أمام الكاميرا، ثم يغيب صوته في صمت لا يُسمع. اليوم صار من الصعب الفصل بين الإنسان وصورته الرقمية، بين القلب الحقيقي وعدد الإعجابات، بين الصوت الصادق وصخب التيك توك. الحياة تُقاس بالمشاهدات، والمشاعر تُحسب بالأرقام، والصدق ينتظر ختم "المشاركة" ليُعترف به، كأننا مخلوقات تُقاس بعدد اللايكات، لا بعدد الأفكار أو الأحلام. في زاوية شارع من شوارع القاهرة، فتاة تدخن الشيشة وتلتقط صورًا، كأنها تحاول تثبيت وجودها في عالم سريع الزوال. ليست مجرد ظاهرة عابرة، بل انعكاس لرغبة عميقة في أن يُسمع صوتها، وألا تُنسى وسط الضجيج. لم تعد تخشى المراقبة، بل تخشى أن تُمحى. حتى القهوة التي تشربها باتت تحتاج إلى فلتر.. فلتر مزاجي رقمي، كي تناسب ذوق الفيديوهات القصيرة. تذكرون إيما بوفاري، المرأة التي حلمت بحياة أجمل فانتهت مأساة!.. نحن نحمل اليوم أحلامًا أكبر من واقعنا، نلتف حول صورنا وأقنعتنا الرقمية. وكافكا كان على حق حين قال: «احذر أن توقظ إنسانًا نائمًا، فقد يكون يحلم بما لا يستطيع أن يعيشه في يقظته.» فكيف بإنسان متصل على الدوام، لا يفرّق بين النوم واليقظة ما دامت الشاشة مشتعلة؟. يقولون إنها حرب ثقافية بين الصين وأمريكا، لكن الحرب الحقيقية تدور في جيوبنا، على شاشاتنا، وفي أذهاننا. الصين تصدّر التطبيق، وأمريكا تحاربه، ونحن في المنتصف: نستهلك، نشارك، نذوب بإرادتنا. كأننا نرقص على أنغام لم نخترها، حسب إيقاع لا نسمعه إلا عندما تنطفئ الشاشات. ولعلّ أهم ما يؤكد هذه المعضلة، تقريرٌ عالمي حديث صادر عن "مؤسسة الصحة النفسية العالمية" (World Mental Health Foundation)، أشار إلى أن أكثر من 60% من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يعانون من اضطرابات نفسية مرتبطة بالتعرض المستمر للشاشات والضغط الرقمي. التقرير كشف أن الشعور بالوحدة والقلق يتفاقم مع كل نقرة إعجاب أو تعليق، مما يضاعف الحاجة إلى إعادة التوازن بين "الصورة" و"الحقيقة". لكن المشكلة أعمق من الأرقام. المرآة الجديدة تفرغنا من الداخل، ونحن نبتسم في الخارج. تربك هويتنا وتعيد تشكيلها كل يوم، ونحن نظن أننا نعيش، نشبه أشخاصًا يقفون أمام مرآة سحرية لا تعكس سوى نسخة ملوّنة ومثالية، بينما الحقيقة في الخلف تمشي حافية القدمين تنتظر. لكن، وسط هذه الفوضى، هناك بصيص أمل. المجتمع لا ينهار، بل يبحث عن طريقه، عن معنى جديد يناسب زمننا المتغير. المرآة قد لا تواسي، لكنها تعكس الحقيقة. وربما، حين يصمت التيك توك، ونصغي لأنفسنا، نجد ما هو أعمق، ما يستحق أن نحتفظ به بعيدًا عن أضواء الزيف.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store