
من الفقر إلى أضواء السينما، محطات غريبة فى حياة مخرج الواقعية صلاح أبو سيف
صلاح ابو سيف، مخرج واقعى لقب برائد الواقعية فى السينما المصرية، تربى فى بيئة شعبية، ترك الوظيفة الحكومية من اجل الفن، هو علامة من علامات السينما فى القرن الماضى، برع فى تقديم افلاما تحكى واقع المجتمع المصرى، من اشهر افلامه شباب امرأة، رحل عام 1999.
فى إحدى حواري بولاق أبو العلا عام 1915 حيث عاش الفقر والحرمان من حوله وشهامة رجالها وشرورها، كانت الحصيلة الفنية لصلاح أبو سيف 21 فيلما تسجيليا قصيرا وخمسة أفلام تمثيلية قصيرة أيضا، وما يقرب من 40 فيلما روائيا طويلا مازالت علامات في تاريخ السينما المصرية حتى أنه اختير 11 منها ضمن مائة فيلم كأفضل افلام السينما المصرية، رحل فى مثل هذا اليوم عام 1999.
ابن البيئة الشعبية ببولاق
فى أحد حوارى بولاق قلب المناطق الشعبية فى مصر ولد المخرج صلاح ابو سيف فى مثل هذا اليوم 10 مايو عام 1915، عاش حياة الفقر فدرس التجارة المتوسطة حيث تزامل بالمدرسة مع الشاعر مأمون الشناوى، فكان سببا فى اتجاهه للفن بعدما اجتمعا على حب السينما فكانا من رواد سينما ايديال ببولاق، وبعد الحصول على الدبلوم، عمل أابو سيف موظفا بشركة الغزل والنسيج كما عمل فى الصحافة الفنية فى نفس الوقت محررا بمجلات البعكوكة والعروسة والصباح فكانت بداية انخراطه فى الفن.
صلاح ابو سيف دائما خلف الكاميرا
عمل صلاح أبو سيف مساعد مونتير في استديو مصر بمساعدة المخرج نيازي مصطفى ثم عمل كمخرج مساعد في فيلم العزيمة مع المخرج كمال سليم، وفى عام 1940 أخرج أول أفلامه القصيرة " رصيف 6 "، وكانت بداية الإخراج في فيلم باسم "الشورت" وهو أول أفلام إسماعيل يس أيضا لكن منعته الرقابة من العرض بحجة إساءته إلى الأطباء.
معاناة شديدة فى الطفولة
سافر صلاح أبو سيف إلى فرنسا لدراسة السينما وقال عن تلك الفترة في مذكراته " إن باريس لم تعلمني السينما بل الحياة عموما هي التي جعلتني ألغى الكثير من خجلي وأتعامل مع الحياة حسب عمري وكنت أشعر دائما أنني أكبر من سني، عشت حياتي أحن إلى الفقراء ولم أختر ذلك ولم أفكر فيه ولم يقنعني أحد به وإنما وجدت نفسي منحازا إليهم دون تردد لأن الفقر هو انعكاس لحياتي التي عشتها والظروف التي عانيت فيها في طفولتي.
صلاح ابو سيف ومشوار طويل مع نجيب محفوظ
تعاون المخرج صلاح أبو سيف مع الأديب نجيب محفوظ فى كتابة سيناريوهات أغلب أفلامه خصوصا الأولى فقدم أفلام المنتقم، مغامرات عنتر وعبلة، كما أخرج 15 فيلما مأخوذا من روايات نجيب محفوظ أيضا، فكان المكتشف الأول لنجيب محفوظ سينمائيا، وكان من مشجعيه على كتابة السيناريو، ويعتبر فيلم بداية ونهاية من أنضج أعمال صلاح أبو سيف بشهادة النقاد وأكثرها صدقا وواقعية وهو أول فيلم عن رواية لنجيب محفوظ يخرجه أبو سيف ثم كان فيلم القاهرة 30.
موقف شهم من يوسف شاهين
أخرج صلاح ابو سيف مجموعة من الأفلام التي اتصفت بالواقعية وأثارت جدلا فنيا شديدا مثل فيلم حمام الملاطيلي عن قصة إسماعيل ولى الدين بما يحمله من جرأة وغموض، وفيلم السقا مات الذي يعالج قضية الموت، ومن أفلامه أيضا لك يوم ياظالم، ريا وسكينة، الوحش، شباب امرأة، الأسطى حسن، خط الصعيد، الفتوة، الزوجة الثانية، القضية 68، وسقطت في بحر العسل، الكذاب، البداية، المواطن مصري وغيرها، حتى كانت آخر أفلامه الفيلم التليفزيونى " السيد كاف ".
صداقة مع يوسف شاهين
ارتبط الفنان المخرج صلاح ابو سيف بعلاقات طيبة فى الوسط الفنى وخاصة من المخرجين والكتاب فكان صديقا حميما للمخرج يوسف شاهين الذى انتج فيلم السقا مات عن قصة يوسف السباعى ليخرجها صلاح ابو سيف بعد ان رفضها المنتجون سنوات طويلة، وبمجرد سماع شاهين عن اعجاب صديقه ابو سيف بالقصة قرر انتاجها.
شارك المخرج صلاح أبو سيف بخمسة من افلامه فى مهرجانات دولية من أشهرها فيلم شباب امرأة حتى أنه حصل على جائزة النقاد فى مهرجان كان عام 1956، كما قدم افلاما اتصفت بالعالمية منها فيلم "القادسية" عام 1982، الذي قدمه الى السينما العراقية اشترك بالتمثيل فيه العديد من الفنانين العرب من مختلف أقطار الوطن العربي.
الزوجة الثانية من اشهر افلام صلاح ابو سيف
تزوج مخرج الواقعية صلاح أبو سيف من المونتيرة وفيقة أبو جبل زميلته بقسم المونتاج باستديو مصر، تحابا سنوات انتهت بالزواج الوحيد في حياة المخرج صلاح أبو سيف على غير عادة المخرجين في ذلك الوقت فقد ساندته كثيرا لدرجة أنها باعت مصاغها حتى يخرج فيلمه الأول الروائي الطويل عام 1945 " دايما فى قلبى " بطولة عماد حمدى وعقيلة راتب الذى وضعه على طريق الشهرة.
11 فيلما من افضليات السينما
رحل الفنان صلاح ابو سيف عام 1999 بعد مشوار فنى يزيد عن نصف قرن كانت حصيلته: 21 فيلما تسجيليا قصيرا وخمسة أفلام تمثيلية قصيرة أيضا، وحوالى 40 فيلما روائيا طويلا مازالت علامات في تاريخ السينما المصرية حتى أنه اختير 11 منها ضمن مائة فيلم كأفضل افلام السينما المصرية،.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارك
منذ يوم واحد
- أخبارك
أحمد عبد العزيز: رفضت أدوارا قد اللي أنا عملتها.. وندمت على فيلمين لصلاح أبو سيف
كشف الفنان أحمد عبد العزيز، أنه رفض أدوارا توازي ما قدمه خلال مسيرته الفنية، قائلا: «أنا تقريبا رفضت أدوارا قد اللي أنا عملتها»، عازيا كثرة الاعتذارات إلى أسباب متعددة منها ما يتنافى مع أخلاقه وقيمه، أو بسبب تشابه الأدوار. وأشار خلال تصريحات لبرنامج «ON Set» المذاع عبر شاشة «ON»إلى شعوره بالندم على عدم تقديم دورين سينمائيين مع المخرج صلاح أبو سيف، قائلا: «أول مرة كلمني المخرج صلاح أبو سيف في فيلم البداية، كنت في بداية مشواري واعتذرت بسبب تصوير فيلم الطوق والأسورة في الأقصر». وأشاد بالمخرج الراحل صلاح أبو سيف الذي وصفه بأنه «أحد أعمدة السينما المصرية»، لافتا إلى أن العمل معه كان يشكل مصدر فخر لأي فنان، مضيفا أن: «الفيلم الآخر كان المواطن مصري، واعتذرت بسبب المشاركة في مسلسل الوسية». وذكر أن «مشهد الحمى في مسلسل أبو زيد الهلالي» من المشاهد التي لا ينساها، موضحا أن «المشهد لم يكن مكتوبا في السيناريو، وأنا كنت مهموما كيف أقنع المشاهد أني أسود البشرة، فطلبت من الكاتب يسري الجندي، قلت له أنا نفسي في مشهد حمى، قال لي فكرة لطيفة ننفذها». ورد على سؤال حول أي من شخصياته الشهيرة كانت ستصبح «تريند» لو كانت وسائل التواصل الاجتماعي موجودة وقت عرضها، قائلا: «لو السوشيال ميديا كانت موجودة عباس الضو بيقول لأ، وحتى الآن تريند واستمرت عايشة».


الدستور
منذ 2 أيام
- الدستور
أحمد عبدالعزيز يكشف عن أعمال فنية ندم على عدم المشاركة فيها
كشف الفنان أحمد عبدالعزيز، عن بعض الأعمال الفنية التي رفض المشاركة فيها خلال مشواره الفني، من بينها دور في السينما لأنه كان يتنافى مع أخلاقه ويرفض تقديمه، بالإضافة إلى دور آخر في مسلسل رفضه لأنه كان قد قدم دورًا مشابهًا في العام الذي سبقه، رغم كانت مساحة الدور حينها أكبر. وأضاف "عبدالعزيز"، خلال حواره ببرنامج "أون سيت"، المذاع عبر فضائية on، أنه اعتذر عن المشاركة في بعض الأعمال التي ندم عليها ومنها فيلم "البداية" للمخرج صلاح أبو سيف، لأنه كان منشغلًا بتصوير فيلم "الطوق والإسورة" لمدة شهرين وأسبوع في الأقصر، واعتذر عن الدور. سبب اعتذاره عن فيلم "المواطن مصري" وأشار إلى أن المرة الثانية التي جمعته بصلاح أبو سيف كانت في فيلم "المواطن مصري"، واصفًا "أبو سيف"، بأنه من أعمدة السينما المصرية وأستاذ كبير، وأن العمل معه فخر، لكنه كان مشغولًا حينها بتصوير مسلسل "الوسية"، حيث كانت شخصية "خليل" التي يقدمها حاضرة في جميع المشاهد. وأوضح، أنه اعتذر عن الدور لأن التصوير كان سيبدأ خلال أسبوعين أيضًا، وقال له إن حظه سيئ لأنه يصور مسلسل "الوسية"، والذي استغرق تصويره تسعة أشهر بتصوير يومي.


بوابة ماسبيرو
منذ 3 أيام
- بوابة ماسبيرو
صلاح أبوسيف.. الأب الروحى للواقعية الجديدة فى السـينما المصرية
فى مثل هذا الشهر من عام 1915 وُلِد الفنان الكبير المخرج العبقرى «صلاح أبوسيف»، وهو من مواليد قرية «الحومة» فى مركز «الواسطى» بمحافظة «بنى سويف» وكان والده عمدة القرية، وكانت والدته معلمة ابتدائى، ووقع الانفصال بين العمدة والمعلمة، وأصبح الطفل «صلاح» مقيماً مع والدته فى القاهرة، وبالتحديد فى حى «بولاق مصر» المشهور عند الناس بـ»بولاق أبوالعلا» نسبة إلى سيدى «أبوالعلا» وهو من أصحاب المقامات ونسبه ينتهى إلى آل البيت «من نسل الحسين بن على رضى الله عنهما». وعبر هذه «الخلطة» تشكلت الرؤية والذائقة والانحياز الذى عاش به صلاح أبوسيف.. ولك أن ترى فيلم «الأسطى حسن» لتعرف الأثر العميق الذى خلفه «حى بولاق» فى تفكيره، رغم أن القصة كتبها «فريد شوقى»، لكن المؤكد أن «صلاح أبوسيف» كتب السيناريو أو شارك فى كتابته، وهذه طريقته فى العمل، لأنه كان يتبنى نظرية تقول إن السيناريو الجيد يحقق النجاح المضمون للفيلم حتى لو كان الإخراج رديئاً، وهو الذى قدم فى «الأسطى حسن» حالة التناقض الاجتماعى والاقتصادى التى عاشها المجتمع المصرى، والفيلم مواكب لثورة 23 يوليو 1952 التى كانت العدالة الاجتماعية نظريتها الأساسية التى بشّرت بها.. وفى الفيلم مقابلة بين «حى الزمالك»، الحى الغنى الراقى، وحى «بولاق»، مسكن الفقراء والخدم الذين يعملون فى قصور وعمارات الزمالك.. وفى فيلم مشهور له «الزوجة الثانية» ـ كتب قصته أحمد رشدى صالح ـ صاغ «أبوسيف» القرية المصرية كما لم تصغ من قبل فى السينما، فالقرية فى السينما الرومانسية هى الطبيعة الرائعة، والفلاح هو القانع الراضى بما قسم الله له، والفلاحة هى «خضرة أو مسعدة» التى تحب أن تخدم «الباشا» وأبوها «الخولى» الذى يستقبل الباشا وأسرته عند حضورهم من القاهرة لقضاء عدة أيام فى «العزبة» من باب تغيير المناظر أو تغيير «الهوا»، لكن قرية «صلاح أبوسيف» فى «الزوجة الثانية» هى قرية الفلاح الحافى الذى تداهمه حمى الملاريا ويموت جوعاً ويعيش مقهوراً تحت سطوة العمدة الظالم، آكل أموال الفلاحين، وكانت هذه الرؤية جديدة على السينما المصرية، والمعنى المقصود هنا هو النظرة الجديدة التى جعلت «المجتمع» بكل تعقيداته حاضرا فى السيناريو، وجعلت الناس يفكرون فى الصور التى تعرض عليهم، فالتسلية انتهت والتفكير اختلط بالمتعة، وكان فيلمه «البداية» وهو آخر أفلامه دعوة للديمقراطية وانحيازاً للناس، وفى شهر يونيو 1996 رحل رائد الواقعية الجديدة فى السينما المصرية وترك وراءه مدرسة عظيمة، تحترم المشاهد وتحرص على عقله وتدعوه للتفكيرفى حياته لا الهروب من أزماتها. بداية ونهاية.. هدية نجيب محفوظ لطبقة الموظفين المقهورة الحقيقة فى فيلم «بداية ونهاية» هى أن «صلاح أبوسيف» أهدى السينما المصرية كاتباً كبيراً اسمه «نجيب محفوظ» بعد أن قرأ له رواياته الواقعية واستعان به فى كتابة سيناريوهات لأفلامه، وكانت رواية «بداية ونهاية» فاتحة خير على محفوظ بعد أن خرجت فى صورة فيلم من إخراج «أبوسيف» فى عام 1960.. والعلاقة بين «أبوسيف» و»محفوظ» هى العلاقة القائمة بين الأدب الواقعى والسينما الواقعية، والواقعية معناها الرفض والتحريض على تغيير المجتمع إلى الأفضل والأرقى، وتحسين ظروف الحياة لكل من ينتج ويعمل ويخدم الوطن، وتوزيع الثروة توزيعاً يحقق العدل الاجتماعى، والعدل هو الهدف الذى يسعى إليه المصريون منذ عصور ما قبل التاريخ، والمصريون يحبون الإمام العادل، ويكرهون الظالم ويدعون عليه فى صلواتهم، وكانت اللقطة العبقرية فى رواية «بداية ونهاية» هى وصول خبر وفاة «الموظف» الصغير رب الأسرة المكونة من ثلاثة أولاد وبنت وزوجة، لولديه «حسنين وحسين» فى المدرسة الثانوية، ومن هذه اللقطة تولدت القصص والمشاهد وتفرعت الحكايات وظهرت المصائر المحددة لطبيعة كل شخصية من شخوص الرواية، التى اهتمت برصد حياة أسرة تنتمى إلى طبقة الموظفين المقهورة، فلم يكن للموظف معاش يضمن لعائلته الستر والكرامة بعد موته، ولم يكن الراتب يكفى نفقات الأسرة فى حياته، وكان الباشوات يملكون الأطيان فى القرى ويملكون القصور فى المدن، وجاءت مدرسة «الواقعية الجديدة» فى السينما لتجعل من «بداية ونهاية» فيلماً يرى فيه الناس مأساة طبقة الموظفين فى العصر الملكى، وهذه المدرسة تأثر بها صلاح أبوسيف بعد رحلته إلى إيطاليا، وكان يقوم بإخراج النسخة العربية من فيلم «الصقر» (قامت ببطولته سامية جمال ومعها الفنان عماد حمدى).. ونجحت الواقعية الجديدة فى مصر وتخلص المشاهدون من الرومانسية القديمة بشكل جزئى، ونجحت رواية «بداية ونهاية» فى خلق علاقة قوية بين روايات محفوظ والسينما، وتحولت روايات كثيرة من إبداعه إلى أفلام حققت نجاحا كبيرا منها «زقاق المدق، خان الخليلى، ميرامار، ثرثرة فوق النيل»، وما زال التراث المشترك للمبدعين الكبيرين «نجيب محفوظ « و«صلاح أبوسيف» حياً فى قلوب الشعب المصرى وكل الشعوب العربية التى تعرف قدرهما حق المعرفة. زينات صدقى.. كوميديانة «جدعة» من حىّ الجمرك الفنانة «زينت صدقى» ـ رحمها الله ـ شربت كأس الفن حتى النهاية.. كانت رائدة فى مجال التمثيل والغناء، ولم تحقق الحلم بالصورة التى تخيلتها، ودفعت ضريبة التمرد على قانون العائلة المقيمة فى حى الجمرك بالإسكندرية، فهى اختارت «التمثيل» والتحقت بمعهد للتمثيل كان مؤسسه هو الفنان الرائد «زكى طليمات» لكن والدها رفض دخولها هذا المجال، وأخرجها من المعهد وزوّجها لواحد من أبناء عمها يعمل طبيباً، وكان شديد الأنانية، منعها من كل شىء تحبه، وطلبت الطلاق، وحصلت عليه، وانغمست فى الفن، ورآها «نجيب الريحانى» وهى تغنى فى أحد المسارح الشعبية، فضمها إلى فرقته ومنحها دوراً فى مسرحية من مسرحياته، وتركت اسمها الرسمى «زينب محمد سعد» وأصبح اسمها الفنى «زينات صدقى».. وعملت فى المسرح والسينما حتى بلغ عدد الأفلام التى شاركت فيها أربعمائة فيلم، وفى منتصف طريقها الفنى قابلها ضابط من «الضباط الأحرار» وتزوجها سرّاً أربعة عشر عاماً، وطلبت الطلاق منه، وتدخّل الرئيس جمال عبد الناصر للصلح بينها وبين زوجها، لكنها أخبرت الرئيس بأن زوجها الضابط طلب منها أن تطرد أمها المريضة وتودعها فى دار للمسنين، وطلب منها ترك الفن، واندهش عبدالناصر وقال لها «اعتبرى نفسك ما سمعتيش كلامى.. خدى قرارك»، ووقع الطلاق، وعاشت بقية حياتها فى شقة متوسطة المستوى فى شارع عماد الدين بوسط القاهرة، ومرت بظروف قاسية، حتى إنها اضطرت لبيع أثاث بيتها لتجد ما تنفق منه على طعامها، وفى «عيد الفن» كرمها «السادات».. وفى «2 مارس 1978» انتقلت إلى جوار ربها وهى المولودة فى «4 مايو 1912»، فكان مجموع سنوات عمرها خمسا وستين سنة، استطاعت خلالها أن تكون «كوميديانة» لها مكانتها فى المسرح والسينما، وكانت «الجدعنة والطيبة» سمة من سماتها الأخلاقية التى اشتهرت بها فى الوسط الفنى.