
نرصد القمر لأجل تحديد موعد بدء الشهر، وفي ذلك نواصل النظر في لغز الكون وعلاقتنا به، كيف نكون منسجمين مع الكون؟ كيف نكون جزءا من الكون منسجما مع النظام الكوني؟ هل نمضي في حياتنا وسلوكنا ومسارنا منسجمين مع إيقاع الكون وسرعته، أم أننا خارج الكون أم نصادمه أم أجرام تائهة مثل شهب تضل طريقها في الكون فيجتذبها كوكب وتحترق في مجاله؟
منذ آلاف السنين، منذ فجر الحياة والذاكرة والشمس والقمر تحدد إيقاع النشاط البشري، والزراعة، والممارسات الدينية أيضا، وكان قياس الزمن والتقاويم، .. وكان أيضا علم الفلك والمواقيت. لغز الكون أنشأ علم الفلك، كان من أوائل العلوم التي شغلت الإنسان
يشرح زهاو غانغ نائب مدير المرصد الصيني أن "الحرفين الصينيين في كلمة 'الكون' (宇宙) يشيران إلى وحدة الزمان والمكان". وكان الصينيون يؤمنون بفكرة التجانس بين الإنسان والسماء، وكانوا يشاورون النجوم في كل نشاط أو أمر يعزمون عليه، وعندما كانت الزراعة والرعي هي العمود الفقري للحياة كانت التقاويم الزمنية شغلا أساسيا للمجتمعات وعلماء الفلك بطبيعة الحال، فصنعت الأدوات الفلكية، وكان أول تقويم قمري صيني مكتوب في القرن الثاني قبل الميلاد، وأمكن أيضا حساب الكسوف والخسوف، وفي القرن الثالث عشر حسب الفلكي الصيني غويو شوجينغ دورة الأرض حول الشمس في 365.2425 يوما.
وعرف عن موظفين في البلاط الصيني قبل الميلاد بألفين وأربعمائة عام كانوا مكلفين برصد السماء، وتحديد الوقت، وثمة معلومات مكتوبة عن الشمس والقمر والكواكب والنجوم تعود إلى تلك الفترة، وفي أقدم كتاب معروف في علم الفلك يحصي غان شي في القرن الخامس قبل الميلاد 800 نجم. وتضم خريطة دونهوانغ والتي تعد أول أطلس سماوي 1300 نجم، وقد رسمت هذه الخريطة على لفيفة من الورق الصيني طولها أربعة أمتار.
وفي بلاد المايا (التي سميت أمريكا) قامت حضارة عريقة، وكانت السنة تنظم وفق مواسم الأمطار والجفاف، وكان للتقويم الزمني أهمية كبرى في الحياة الاجتماعية وفي الزراعة، وتعرض عالمة الفلك المكسيكية جولييتا فيبرو غوسمان والحائزة على جائزة اليونسكو برامج تلفزيونية وإذاعية عن الحسابات الفلكية مستخدمة الأدوات والأفكار نفسها التي كانت مستخدمة قبل آلاف السنين، وتختم بالقول إن علم الفلك يمكن أن يكون في متناول الجميع شريطة أن يرفعوا أعينهم إلى السماء.
وهكذا ففي تواصلنا مع السماء وإن كنا نسعى بذلك إلى الارتقاء الروحي والصفاء الخالص لسرائرنا، فإننا أيضا نرتقي بحياتنا، وبذلك فإن الطقوس الدينية والاحتفالية يقاس صوابها وتعرف حكمتها بمقدار ما ترتقي بحياة أصحابها ومعارفهم وعلومهم، وهذا هو المقياس الحاكم للجدل في شأن الممارسات والمواقف الدينية والحياتية، وإذا لم يجد الناس في تدينهم أثرا في حياتهم وسمو أفكارهم فإنهم منفصلون عن السماء، وبعيدون عن الدين.
"هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون"

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 4 أيام
- عمون
مشاركة رئيس جامعة عجلون الوطنية في مؤتمر "الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية" في بيروت
عمون - تأكيدًا على الحضور الأردني الفاعل في المحافل العلمية الدولية، شارك عطوفة الأستاذ الدكتور فراس الهناندة، رئيس جامعة عجلون الوطنية، في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية: تشكيل الحاضر وإعادة تعريف المستقبل"، الذي انطلقت فعالياته صباح اليوم الخميس الموافق 15 أيار 2025 في حرم جامعة القديس يوسف (USJ) في العاصمة اللبنانية بيروت، ويستمر على مدار يومين، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين من مختلف دول العالم في مجالات الذكاء الاصطناعي والطب والرعاية الصحية. وحضر الجلسة الافتتاحية معالي وزير العمل اللبناني محمد حيدر، ومعالي وزير تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي اللبناني كمال شحادة، وسعادة رئيس جامعة القديس يوسف الأب الدكتور سليم دكاش، إلى جانب عدد من الشخصيات الأكاديمية والدبلوماسية وممثلي المؤسسات البحثية والتعليمية. وقد ألقى عطوفة الدكتور الهناندة كلمة رسمية خلال الجلسة الافتتاحية، أكد فيها أهمية التكامل بين الذكاء الاصطناعي والعلوم الطبية في تعزيز جودة الرعاية الصحية ورفع كفاءة الأنظمة الصحية عالميًا، مشددًا على ضرورة الاستثمار في البحث العلمي والتطوير التقني من أجل مستقبل صحي أكثر استدامة وإنسانية. كما أشار عطوفته إلى حرص جامعة عجلون الوطنية على تطوير برامجها التدريسية والبحثية في مجالات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن الجامعة تحتضن "مركز الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي" التابع لاتحاد الجامعات العربية، والذي يؤدي دورًا محوريًا في دعم الابتكار التقني والتعاون العلمي بين الجامعات العربية، بما يسهم في إعداد جيل من الكفاءات القادرة على قيادة التحول الرقمي في المنطقة. وفي ختام الجلسة الافتتاحية، تسلّم عطوفة الأستاذ الدكتور فراس الهناندة درعًا تكريميًا من معالي وزير تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي اللبناني كمال شحادة، تقديرًا لدوره الريادي في دعم التعاون الأكاديمي العربي وتعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي. وعقب تسلّمه الدرع، أشاد عطوفته بالدور الكبير لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين – حفظه الله – في توجيه بوصلة الدولة الأردنية نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن هذا التوجّه الملكي يشكّل حافزًا وطنيًا لتسريع وتيرة التحول الرقمي في مختلف القطاعات الحيوية، وعلى رأسها القطاع الصحي. كما نوّه بالجهود التي تبذلها جامعة عجلون الوطنية في هذا المجال، لا سيما من خلال احتضانها مركز الذكاء الاصطناعي، الذي يسهم في تعزيز التعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية في العالم العربي. وتأتي هذه المشاركة ضمن جهود الجامعة لترسيخ حضورها الإقليمي والدولي، والانفتاح على أحدث الاتجاهات العلمية والتكنولوجية، بما يتماشى مع رسالتها التدريسية والإنسانية في خدمة الإنسان والمجتمع.

الدستور
منذ 4 أيام
- الدستور
الرمثا: اختتام فعاليات البحث العلمي في دورته الثالثة
الرمثا-الدستور-محمد أبو طبنجه رعى مدير التربية والتعليم للواء الرمثا الدكتور فيصل الحوامدة، فعاليات الحفل الختامي لمسابقة البحث العلمي الدورة الثالثة، التي أقيمت في مدرسة الرمثا الثانوية للبنين على مستوى اللواء. واكد الحوامدة إن للبحث العلمي أهمية كبيرة تنعكس على المجتمع والعلم حيث تعمل البحوث على تحقيق التقدم والتطور وخدمة المجتمع الإنساني في كافة المجالات، وتسهم في دراسة الظواهر الطبيعية والكشف عن أسباب حدوثها وأهميتها ودراسة كافة الأمور المحيطة بها، خاصة مع قيام الطلبة بتوظيف الذكاء الإصطناعي في تعزيز بحوثهم. وأشار إلى وجوب وقوف الطالب الباحث على أصول كتابة البحث العلمي، عارفا بالأهداف المتوقع الوصول إليها من خلال بحثه، مبديا اعجابه بالأبحاث التي ناقشتها اللجنة المكونة من المختصين التربويين، موعزا بضرورة استمرارهم بكتابة الأبحاث بشكل دوري لتعزيز مهاراتهم في كتابة البحث العلمي بصورة علمية بحتةونقل خبراتهم لزملائهم. وتحدث منسق المسابقة الدكتور احمد القبلان، عن اهداف المسابقة وشروطها ومستجداتها في دورتها الثالثة على مستوى المديرية. وقام الحوامدة بتكريم الفائزين بأفضل الأبحاث على مستوى اللواء متمنيا لهم مزيدا من التقدم والنجاح في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، وكانت النتائج على النحو التالي: المركز الأول: الطالبة جنى الصالح من مدرسة البويضة الثانوية للبنات المركز الثاني: الطالبة جمان نصار من مدرسة الرمثا الثانوية للبنات المركز الثاني مكرر: الطالبة حلا مياس من مدرسة البويضة الثانوية للبنات المركز الثالث: الطالبة براءة وردات من مدرسة عمراوة الثانوية للبنات وفي الختام شكر الحوامدة لجنة التحكيم المكونة من المشرفين التربويين الدكتور احمد القبلان والدكتور عمر البركات والدكتور عبد المعطي الشلول والأستاذة غادة الحمزة وكل من ساهم في انجاح مسابقة البحث العلمي. وحضر الحفل مدير الشؤون التعليمية الدكتور عماد النعامنة ورئيس مجلس التطوير التربوي شريف الزعبي ومديري ومديرات المدارس المشاركة وعدد من المشرفين التربويين.

سرايا الإخبارية
منذ 7 أيام
- سرايا الإخبارية
المهندس أنس المحاسنة .. مبارك الماجستير
سرايا - في إنجاز أكاديمي جديد، حصل المهندس أنس جميل المحاسنة (أبو سند) على درجة الماجستير من الجامعة الأردنية، وذلك بتقدير امتياز، ليضيف محطة مشرقة إلى مسيرته العلمية والمهنية. وقد تلقى المهندس المحاسنة التهاني والتبريكات من الأهل والأصدقاء وزملاء العمل، الذين عبروا عن فخرهم بهذا التميز، سائلين الله أن يوفقه لمزيد من النجاحات ومراتب العلم الرفيعة، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿يَرفَعِ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَالَّذينَ أوتُوا العِلمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعمَلونَ خَبيرٌ﴾. ويُعد هذا الإنجاز تتويجاً للجهود التي بذلها المهندس أنس المحاسنة في دراسته، ويمثل حافزاً لمواصلة العطاء في مجاله وخدمة وطنه.