
ملياردير البلاستيك "بييان شي مينغ" يصبح أكبر مستثمر في المعدن الأحمر
في خطوة جريئة تُعيد تشكيل مشهد تجارة السلع في الصين، دخل الملياردير الصيني المنعزل بييان شي مينغ في رهان ضخم على النحاس، بلغت قيمته نحو مليار دولار، ليُصبح بذلك أكبر مضارب على هذا المعدن في البلاد، في وقتٍ تتصاعد فيه التوترات التجارية بين بكين وواشنطن.
بييان شي مينغ، الذي جمع ثروةً مبكرةً من الأنابيب البلاستيكية قبل أن يبحث عن حياةٍ هادئة في جبل طارق، أحدث ضجةً كبيرةً خلال العامين الماضيين باستثماره في عقود الذهب الصينية الآجلة، مراهناً على ما اعتبره جهداً عالمياً لتقليل الاعتماد على الدولار ومواجهة مخاوف التضخم. جاء صندوقه في الوقت الذي بدأت فيه أسعار السبائك الذهبية ترتفع بشكلٍ قياسي - وحقق أرباحاً تُقارب 1.5 مليار دولار، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ"، واطلعت عليه "العربية Business".
اليوم، يُسيطر بييان وشركته Zhongcai Futures على أكبر مركز شراء صافٍ لعقود النحاس في بورصة شنغهاي للعقود الآجلة، حيث يمتلك ما يقرب من 90 ألف طن من العقود، بحسب مصادر مطلعة تحدثت لوكالة "بلومبرغ" وبيانات السوق. ويُقال إن بييان، البالغ من العمر 61 عاماً، يمول الجزء الأكبر من هذه الاستثمارات بنفسه، رغم انسحاب بعض المستثمرين بسبب التوترات الجيوسياسية.
نائبة رئيس قسم شنغهاي نورث بوند في شركة "كوفكو فيوتشرز"، لي يياو، اعتبرته "رهان غير تقليدي"، وقالت، إنه يعكس ثقة طويلة الأمد في أساسيات سوق النحاس.
وأشارت إلى الاختلاف عن الاستراتيجيات المتوسطة أو القصيرة الأجل المعتادة التي نراها في السوق. وأضافت أن تحركات بييان غير المتوقعة خلال أسوأ فترات الاضطرابات التجارية، حيث حافظت على ثباتها في حين خرج العديد من المستثمرين الآخرين، كانت لافتة للنظر بشكل خاص.
على الرغم من اختلاف منهجيته عن منهج المتداولين في المعادن التقليديين، إلا أن منافسيه ومديريه يصفون بييان المتقشف بأنه يتمتع بفهم عميق لسوق أصبح من الصعب على من هم خارج الصين فهمه بشكل متزايد.
وقد تميّز الملياردير، الذي يصفه من يعرفونه بالتواضع والصراحة، بانعزاله، حيث أدار فريقه من المديرين الصينيين وشركة الوساطة التي تولى إدارتها قبل أكثر من عقدين عبر مكالمة فيديو من الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة الأيبيرية. ومنذ انتقاله من شرق الصين قبل أكثر من عقد، منجذباً بدفء الطقس والقرب من الأصول الأوروبية، نادراً ما يزور بييان فريقه الاستثماري ومصانعه.
لكن ذلك لم يمنعه من اكتساب قاعدة جماهيرية واسعة في الصين لتأملاته الإلكترونية الشبيهة بتأملات وارن بافيت حول فلسفة الاستثمار، والتي يحللها بدقة أي شخص يرغب في محاكاة استراتيجية أقرب إلى استراتيجية صناديق التحوط الغربية التقليدية من النهج الأكثر مضاربة للمتداولين المحليين.
كتب بييان في إحدى منشوراته الدورية في يناير: "يجب على المستثمر الجيد أن يتخلى عن غروره ويخفف من هوسه، ثم يختار الأهداف الصحيحة ويتحلى بالعناد". وأضاف: "عند اختيار الأهداف، ركز على الاتجاهات. وعند تنفيذ المشاريع، ركز على التوقيت. وعند صيانة المشاريع، ركز على التكاليف".
بييان ليس الوحيد الذي لديه توقعاته إيجابية للمعدن الأحمر، حيث قال رئيس قسم المعادن في شركة ميركوريا إنرجي جروب المحدودة، كوستاس بينتاس، وهو أحد أبرز الداعمين للأسعار، في مارس إن سعر النحاس قد يصل إلى 12,000 أو 13,000 دولار للطن، متجاوزاً بذلك الأرقام القياسية السابقة والمستويات الحالية التي تقترب من 9,500 دولار.
كيف بنى إمبراطوريته؟
في عام 1995، وبينما كانت الصين على وشك الانطلاق في مسارها التصاعدي، أسس بييان مصنعاً لأنابيب بلاستيكية عالية الجودة. ومثل العديد من أقرانه، ركب موجة من التحول الاقتصادي الهائل، وبنى إمبراطورية تمتد من مواد البناء إلى الخدمات المالية والعقارات، مع وحدات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهونغ كونغ، ومصانع في الهند. اشترى شركة وساطة العقود الآجلة التي أصبحت تُعرف باسم "تشونغكاي" في شنغهاي عام 2003، وأسماها تيمناً بشركته القابضة "مجموعة تشونغكاي ميرشانتس للاستثمار". وتشمل استثماراته الأخرى حصة كبيرة في ذراع صناعة الأفلام لمجموعة علي بابا.
كتب بيان في منشور على مدونته العام الماضي: "هناك فخاخ وفرص في كل مكان - فرص في المخاطر وفخاخ في الفرص. الاستثمار في جوهره لعبة بقاء".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 38 دقائق
- الشرق الأوسط
تعاون بين «الصندوق العربي للطاقة» و«ستون بيك» لتعزيز البنية التحتية في الشرق الأوسط
أعلن «الصندوق العربي للطاقة»، المعروف سابقاً باسم «أبيكورب»، والمختص في الاستثمار في قطاع الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، دخوله في شراكة استراتيجية بقيمة مليار دولار مع «ستون بيك» الأميركية، أكبر شركة مستقلة عالمياً في مجال الاستثمار في البنية التحتية، وذلك بهدف الاستثمار في مشاريع البنية التحتية للطاقة في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط. وبحسب بيان للصندوق، الاثنين، تهدف الاتفاقية إلى التركيز على الاستثمارات في قطاع الطاقة، بما يسهم في بناء بنية تحتية استراتيجية تدعم احتياجات المنطقة المستقبلية. وقال الرئيس التنفيذي لـ«الصندوق العربي للطاقة»، خالد الرويّغ: «تُشكّل هذه الشراكة الاستراتيجية خطوة مفصلية في سعينا لحشد رؤوس الأموال العالمية لدعم مشهد الطاقة المتغير في المنطقة. ومن خلال شراكتنا مع (ستون بيك)، نهدف إلى تسريع تطوير منظومة طاقة مرنة ومواكبة للمستقبل، تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وأمن الطاقة في منطقة الشرق الأوسط». بدوره، قال الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة والمؤسس الشريك لـ«ستون بيك»، مايك دوريل: «أولت دول الشرق الأوسط، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، أهمية كبرى لتنويع مصادر الطاقة، وحددت أهدافاً طموحة في هذا الإطار. ويسرّنا أن نتعاون مع الصندوق العربي للطاقة للمساهمة في بناء وتطوير شركات تركز على هذا القطاع الحيوي».


أرقام
منذ ساعة واحدة
- أرقام
جيه بي مورجان يسمح لعملائه بشراء البيتكوين
أعلن بنك "جيه بي مورجان"، الإثنين، السماح لعملائه بشراء البيتكوين، رغم أن الرئيس التنفيذي "جيمي ديمون"، والذي كان أبرز المعارضين لتبني العملة المشفرة، لا يزال متشككًا. وقال "ديمون" في كلمته خلال فعاليات يوم المستثمرين السنوي للبنك، الإثنين: "سنسمح لكم بشرائها، لكن لن نحتفظ بها، وسنُدرجها في كشوفات العملاء". ويُمثل هذا القرار خطوةً بارزةً لأكبر بنك أمريكي، خاصة أن "ديمون" له تاريخ طويل في انتقاد العملات المشفرة والتحذير من خطورتها. وأوضح "ديمون" أن وجهة نظره الشخصية تجاه البيتكوين لم تتغير، مُسلِّطًا الضوء على قضايا مثل غسل الأموال وغياب الوضوح بشأن الملكية، بالإضافة إلى استخداماتها في "الاتجار بالجنس والإرهاب". وتابع: "لا أعتقد أنه يجب عليك التدخين، لكنني أدافع عن حقك في التدخين، وكذلك أدافع عن حقك في شراء البيتكوين". خلال فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2024 في دافوس، قال "ديمون" إن البيتكوين لا تفعل شيئًا ، ولا تقدم قيمة حقيقية، قائلًا: "هذه آخر مرة أتحدث فيها عن ذلك".


العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
خبير للعربية: تراجع محتمل لأسعار الذهب مع تباطؤ مشتريات البنوك المركزية
قال رئيس شركة تارجت للاستثمار، نور الدين محمد، إن الارتفاعات الحالية في أسعار الذهب تمثل ردة فعل دفاعية مؤقتة بعد الحركات التي شهدها المعدن الأصفر مؤخرًا. وأضاف محمد، في مقابلة مع "العربية Business"، أن هذا الارتداد يأتي كرد فعل طبيعي لهبوط الدولار وارتفاع سندات الخزانة الأميركية، لكن لا نتوقع استمراره لفترة طويلة أو رؤية مستويات جديدة للذهب. ولفت إلى أنه كان من الممكن رؤية مستويات 4000 دولار للأونصة في ظل استمرار المخاطر الجيوسياسية السابقة، لكن حل جزء كبير من هذه المخاطر، مثل الأوضاع في باكستان والهند والمحادثات الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى انتظار حسم ملف التعريفات الجمركية الأميركية الصينية، قلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن. واعتبر الارتداد الحالي للذهب مجرد ردة فعل طبيعية للأرقام الاقتصادية، وقد يكون مدفوعًا بعزوف مؤقت لبعض المستثمرين عن الدولار، وليس خروجًا من البورصة بشكل عام. وأوضح أن ارتفاع عوائد السندات الأميركية عادة ما يكون سلبيًا للذهب، وبالتالي فإن ارتفاعهما معًا يشير إلى أن الارتفاع الحالي للذهب ضعيف وقد يعود للانخفاض مرة أخرى. وتوقع تباطؤ وتيرة شراء الذهب من قبل البنوك المركزية بعد عمليات الشراء الكبيرة التي دفعت الأسعار للارتفاع في الفترة الماضية. وأشار إلى أن صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) قد بدأت في الخروج من الذهب بحثًا عن فرص استثمارية أخرى، بينما من غير المرجح أن تزيد البنوك المركزية من مشترياتها بنفس الوتيرة السابقة. وبين أن القوة الشرائية للذهب من قطاع الحلي والمستثمرين الأفراد ضعيفة عند المستويات الحالية، وبالتالي فإن القوة الدافعة للذهب نحو مستويات جديدة مرتفعة قد تضاءلت بشكل كبير.