
فن اليوميات العربية.. نبش أسرار الكتابة الذاتية في دراسة نقدية جديدة
يمثل فن اليوميات فنا عريقا في العالم شرقا وغربا إلا أن تداوله عربيا إبداعا ونقدا ظل محتشما وما زالت المكتبة العربية فقيرة على مستوى إنتاج اليوميات ونقدها وتحليلها مقارنة بمكتبات العالم.
غير أنه منذ سنوات قليلة عرفت المدونة العربية تطورا مهما بفضل ورشات الكتابة والجوائز والترجمات التي تعنى بهذا الفن، كما بدأت البحوث تنجز في هذا المجال في الجامعات العربية وخارجها ولعل أول كتاب عربي عني بفن اليوميات هو للناقد المغربي صدوق نور الدين تحت عنوان "الذات والعالم" والذي دارت فصوله حول تجربة كتابة اليوميات في الأدب المغربي المكتوب بالعربية والفرنسية: محمد شكري، عبد اللطيف اللعبي، عبد الله العروي ومحمد خير الدين.
وصدر حديثا عن دار خريف كتاب آخر للباحثة التونسية نجوى عمامي تحت عنوان "اليوميات الخاصة في الأدب العربي الحديث" وهو أول بحث جامعي في مستوى الدكتوراه ينشر حول فن اليوميات العربية. قدم للكتاب الأكاديمي المعروف محمد القاضي المنشغل بأدب السيرة الذاتية نقدا وترجمة. وكانت الباحثة قد أصدرت قبله كتاب "قراءة نقدية في يوميات أبي القاسم الشابي" وكتابا إبداعيا في فن اليوميات تحت عنوان "يوميات امرأة حالمة".
كتابة الذات
ينطلق الكتاب من إدراج كتابة اليوميات ضمن ما يسمى بكتابة الذات، وهو أدب، كما تقول الكاتبة، ظهر في أوروبا بداية من القرن الـ18، وفيه الكتابة تقوم على محورية الذات وبالأنا الفردي. تتجه أولا وقبل كل شيء إلى كاتبها. فتنبع من الذات وتتجه إليها بصورة ارتدادية" وهو أدب ملتصق بالذات ويذكّر بتلك المقاربة الشهيرة للسيرة الذاتية باعتبارها حالة تطابق بين المؤلف والراوي والشخصية". ومن ثم فاليوميات فرع من فروع هذا الأدب الذي يحتفي بالذات وينجز بها وعنها.
وقد قسمت الباحثة كتابها إلى 4 أبواب هي: ميلاد جنس أدبي جديد في أوروبا، اليوميات الخاصة في النقد العربي، نشوئية اليوميات في المدونة العربية، وخصائص اليوميات في المدونة العربية.
فن اليوميات
في ظل التباس الآراء حول فن اليوميات، انشغلت الباحثة برصد حركة تقعيد هذا الفن الذي تعاملت معه في كتابها باعتباره جنسا أدبيا، وعادت إلى المنظرين والنقاد الفرنسيين تحديدا وفي مقدمتهم فيليب لوجون وكاثرين بوغارت وبيلاريس ديديي وميشال لولو والن جيرار، بيار باشي وفرنسواز سيموني تونان.
وحاولت الكاتبة أن تجمع الآراء المختلفة لهؤلاء الباحثين والنقاد حول اليوميات وعناصرها وأصول التسمية في اللغات اللاتينية وعلاقة اليوميات بالصحافة، وقدمت كل تعريف اجترحه ناقد من هؤلاء لليوميات، وظل تعريف فيليب لوجون أهم التعريفات التي تتخطى كل المساءلات وتفلت من كل نقد عندما قدم تعريفه لليوميات بعد أن درسها أعواما بـ"سلسلة آثار مؤرخة" ليكون هذا التعريف المختزل أكثر التعريفات ذكاء ولم يعبره تحديد جديد.
وانتهت الباحثة إلى أن هذه التعريفات تتقاطع في مجملها وتعكس دخول الشعوب الأوروبية في عصر ما بعد العائلة أو الفردانية "فاليوميات بنت عصرها وانعكاس للصورة المعبرة عنها كما كانت الرواية والقصة في زمن سابق"، غير أننا لا نجاري الباحثة في ربط هذه النشأة لليوميات بالعولمة التي جاءت متأخرة عن تكريس هذا النوع من الكتابة الموغل في التاريخ الأوروبي والغربي بشكل عام. كما أن اليوميات وإن نشأت في السرية وظل جزء منها ملتزم بالسرية فإنه تحرر مبكرا منها في الثقافة الإنجلوفونية التي تطور فيها تطورا كبيرا كما أنه عاش حياة معلنة في روسيا وفرنسا منذ بداية القرن الـ20 عندما كان كاتب مثل ديستويوفسكي صاحب يوميات كاتب ويكتبها وينشرها في مجلات خاصة وكذلك فعل أندريه جيد.
أما في باب اليوميات الخاصة في النقد العربي فقد اهتمت الباحثة بتجارب النقد الأدبي التونسي بداية من محمد فريد غازي وفوزي الزمرلي إلى ما قدمته الباحثة جليلة طريطر التي أطرت هذا البحث والتي ترجمت كتاب بايتريس ديدي "اليوميات الحميمة" بـ"اليوميات الخاصة"، وتجربة كمال الرياحي في نقد اليوميات العالمية والعربية من خلال البحوث والدراسات وورشات الكتابة ودروسه في جامعة تورنتو حول فن اليوميات في العالم غير أن الباحثة لم تنتبه إلى كتاب المغربي صدوق نور الدين وهو عمل مهم ورائد في هذا المجال وإن اقتصر على المدونة المغربية.
وانشغل هذا القسم بالفصل بين الكلمة وجنس الكتاب، حين نبهت الباحثة إلى أن عددا من الأعمال الأدبية حملت عبارة يوميات في عناوينها من دون أن تكون يوميات، وأحدثت لبسا في التلقي من مثل "يوميات نائب في الأرياف" لتوفيق الحكيم، أو أن تأخذ بعض الأعمال الأدبية شكل اليوميات عوض الفصول كما هو الحال عند واسيني الأعرج في روايته "مي ليالي إيزيس كوبيا"، أو عند نوال السعداوي "امرأة تحدث في الشمس"، أو سالم السويسي في يوميات بطال أو يوميات عباس محمود العقاد والتي هي مجموعة من المقالات، وأحمد علبي في يوميات مجنون ليلى.
وأحسب هنا أن المدونة التي اعتمدتها الباحثة كانت ضعيفة وتفاوت مستوى الأعمال والتجارب خاصة أن البحث لا يعنى باليوميات بل باليوميات في الأدب العربي. ولكننا نرجع ذلك إلى صعوبة الوصول إلى النصوص وضبط للمدونة وزمنية البحث وإكراهاته ودور المؤطر الذي من واجبه أن يوجهها التوجيه الصحيح.
اليوميات العربية
يمثل فصل نشوئية اليوميات في المدون العربية أحد أهم فصول الكتاب، وانشغل هذا البحث في تقصي فن اليوميات عند خليل السكاكيني وعند أبي القاسم الشابي وطرحت من خلالهما قضية المخطوط، فالمخطوط كما بين ذلك المنظر الفرنسي فيليب لوجون "ليس مرحلة مؤقتة موجهة إلى أن تكون مصبوبة بإعادة النسخ والطباعة" بل المخطوط هوية اليوميات واليوميات لا نسخ منها بل هي عمل فريد في نسخة واحدة. لكن المشكلة عربيا كما تقول الباحثة أن "الباحث في موضوع اليوميات في الأدب العربي الحديث يواجه بأمر غريب يخيب انتظاراته، يتمثل في استحالة الاطلاع على المخطوط الغائب أو المغيّب الذي خطه الكاتب على الورق في سرية مطلقة"، فمثلا مخطوط يوميات الشابي لا أثر لها ويروى أنها تحت يد كاتب آخر وهو ذات الأمر الذي حدث مع مذكرات محمد العريبي التي لم يفلح أحد في تونس من استرجاعها من كاتب اعترف أنها يملكها ويملك وثائق أخرى له ونشر بعضها في مجلة الحياة الثقافية.
وما يحسب لبحث نجوى عمامي أنها نبهت إلى أن يوميات الشابي غير مكتملة ووقع تحريرها وهو ما تؤكده يومية منشورة في مجلة الفكر سنة 1960 وما أشار إليه الناقد محمد فريد غازي في بحثه عن يوميات الشابي غير أن مالك المخطوطة المحامي إبراهيم بورقعة لم يسلم المخطوط لأحد واختفى إلى اليوم كما اختفى مخطوط العريبي.
ولكن تقصي الباحثة يكشف أن المخطوط قد يكون عاد إلى العائلة وتتساءل الباحثة لماذا لم تفرج العائلة عن اليوميات كاملة كما فعلت مع بقية أعمال الشابي، والحق أن عائلة الشابي تعكف منذ مدة على نشر ما تخلد عندها من نصوص ومخطوطات متعلقة بالشابي وقد نشرت سنة 2021 قصائد لم يسبق أن نشرت.
كما نشرت سنة 2024 رسائل البشروش إلى أبي القاسم الشابي ونأمل أن تنشر اليوميات في نسخة معدلة ومزيدة تشمل ما سقط منها وتحمل بعض صور المخطوط.
ما يجب أن ننبه إليه الباحثة هنا أن الكتاب إذا شارك فيه اثنان، كما هو الحال مع كتابة فيليب لوجون وكاثرين بوغارت لا يجب في متن البحث أن ننسبه إلى الأشهر منهما، وللأسف هذا ما يحدث مع عدد من الباحثين عندما يتناولون كتب الفرنسيين جيل دولوز وفيليكس غواتري فينسبون المقتطفات إلى جيل دولوز مهملين غواتري مع أن الكتب ليس مقسمة إلى فصول كل فصل موقع باسم صاحبه.
انفتاح على اليوميات العربية المعاصرة
ما يحسب لهذا المصنف النقدي توقفه عند تجارب معاصرة في فن اليوميات منها تجربة الكاتب التونسي حسونة المصباحي وتجربة صنع الله إبراهيم. وهما تجربتان مختلفان كليا واحد سجنية مع صنع الله إبراهيم وكانت عرضية وطارئة ويمكن أن نصفها بالاضطرارية، والأخرى مشروع أدبي متكامل ومستمر، مما جعل حسونة المصباحي يراكم عددا مهما من اليوميات تجاوزت الآن 5 مصنفات وهو بذلك يتصدر كتاب اليوميات في العالم العربي.
ومع ذلك فإن هذا القسم أيضا أنهكته التجارب المتفاوتة على مستوى أدبي فاختلطت تجارب المتعمقين مثل حسونة المصباحي وصنع الله إبراهيم وجمال الغيطاني وعبد الله العروي بتجربة الحبيب بوزكورة وغيره وهي تجارب ضعيفة على مستوى أدبي وإن انتمت إلى اليوميات لكن إقحامها ضمن اليوميات الأدبية فيه مبالغة، ونفس الشيء مع أحمد الحمروني فلم نجد مبررات منهجية تقحم هذه الأسماء وهذه التجارب جنبا إلى جنب مع كبار المبدعين العرب.
ونُرجع ذلك مرة أخرى إلى مشاكل في الإشراف وإلى إكراهات البحث وندرة الأعمال في فن اليوميات والوصول إليها ورغبة الباحثة في تنويع المدونة والتجارب.
أنواع اليوميات
حاول البحث أن يتقصى أنواع اليوميات في المدونة العربية واستنادا إلى بياتريس ديديي وفيليب لوجون وعدد من النقاد الآخرين خلصت الباحثة إلى أن اليوميات تنقسم إلى اثنين: الأولى يوميات شخصية وفي خانتها وضعت أعمال خليل السكاكيني وعبده الزيات وحسونة المصباحي والتي دارت حول الغربة وذات الكاتب والكتابة وتقويم النفس وشواغل الحياة والذات والحياة العاطفية، والثانية اليوميات الخارجية كيوميات الثورة مع الصغير أولا أحمد أو يوميات السجن كيوميات أحمد شطورو وعالم السياسة والأدب والنشاط الحزبي.
هكذا تقدم لنا نجوى عمامي مدخلا لعالم اليوميات ونشأته في الأدب العربي ونحسب أن هذا المبحث يحتاج مزيدا من التعمق باعتباره مبحثا بكرا وجديدا في النقد العربي ولم يقع التطرق إليه إلا لماما عبر دراسات متفرقة كما يحتاج النظر في المدونة العربية إلماما بالمنتج العالمي في هذا الفن الذي تجاوز الأدب ليمس فنونا أخرى كالرسم والسينما والمسرح والفن التاسع الكوميكس. ورغم أهمية المراجع الفرنسية المعتمدة فإن الدراسات الإنجلوفونية تطورت في هذا المجال ووجب الانتباه إليها.
كما أن ملاحظة الدكتور محمد القاضي في المقدمة حول ضرورة الاهتمام أكثر بمدخل عن الكتابة عن الذات قبل التوغل في اليوميات كانت ملاحظة منهجية مهمة. كما يحتاج البحث في اليوميات العربية إلى قراءتها في ضوء التحولات الاجتماعية والسياسية في العالم العربي فاليوميات التي كتبها نخبة الفنانين والأدباء والمفكرين والمؤرخين جديرة بأن تقرأ قراءة أشمل من الإنشائية والتقنية لفهم طبيعة الواقع الذي أنتجها ولفهم المرحلة وإعادة إدراكها لا وفق كتب التاريخ الرسمي بل وفق ما كتبه المبدع العربي سرا وعلنا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب القطرية
منذ 33 دقائق
- العرب القطرية
مبارك رشتيه: الكفة متساوية وأتمناها فرحة ريانية
الدوحة - العرب أكد مبارك رشتيه اللاعب السابق في صفوف الريان، والذي توج معه بكأس سمو الأمير مرتين 2004 و2006 أن مباراة الريان والغرافة ستكون صعبة على الفريقين، خاصة أن البطولة هي أغلى البطولات على الجميع ومصافحة سيدي سمو الأمير أجمل هدية ينالها الفريقان في هذا النهائي الكبير. وأضاف: مهما كانت صعوبة المواجهة لابد أن تسفر عن فريق فائز وآخر خاسر، ولهذا سيسعى كل مدرب لرسم الخطة والتكتيك المناسب الذي سيقود فريقه للفوز، ومن وجهة نظري أن الفريق الذي يعرف كيف يستغل أخطاء الآخر هو من سيكون أقرب للفوز، وأتمنى أن يكون اللقب من نصيب الريان. وأكد أن فرصة الفريقين متساوية في الفوز، لاسيما أن كل فريق يملك عناصر جيدة في خطي الوسط والهجوم، ولكن الريان يتمتع بجمهور غفير، وهو سيكون اللاعب رقم واحد وحضوره بكثرة سيزيد من حماس اللاعبين ويمنحهم قوة . وأشار إلى أن الغرافة مستواه كان أفضل في الدوري، واستطاع أن يضمن مكانه في المربع الذهبي عكس الريان، ولكن مباراة اليوم لا تعترف بهذه الحسابات وستكون مختلفة عن أي مباراة. وأكد أن النهائي سيكون متعة للجمهور، حيث إن كلا المدربين من نفس المدرسة البرتغالية التي تعتمد على اللعب الهجومي.


العرب القطرية
منذ 34 دقائق
- العرب القطرية
لقاء لن يكون سهلاً واحترم الغرافة كثيراً.. أرتور جورج: مستعدون للمعركة الكروية ورصدنا المنافس
سليمان ملاح أكد البرتغالي أرتور جورج مدرب فريق الريان، أن فريقه سيبذل قصارى جهده للفوز على الغرافة اليوم في المباراة النهائية لكأس الأمير لكرة القدم، والتتويج باللقب. وقال المدرب، في المؤتمر الصحفي قبل المباراة، «إنه ولاعبيه يدركون قيمة وأهمية بطولة كأس الأمير وما تعنيه للنادي وللجماهير»، معتبرا ذلك دافعا معنويا من أجل بذل الجميع قصارى جهدهم بحثا عن التتويج باللقب، وإنهاء الموسم بأفضل طريقة ممكنة. وأضاف أن فريقه سيعمل من أجل تتويج جهوده الكبيرة والمستوى المميز الذي يقدمه في البطولة منذ انطلاقتها، مبديا إعجابه بالمستوى الذي ظهر به لاعبوه خلال الانتصارات السابقة، ومتمنيا أن يحافظ الجميع على ذات المسار من أجل إكمال الخطوة الأخيرة والظفر باللقب. وأوضح أن الطريق الوحيد للظهور في النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا للنخبة في الموسم المقبل سيكون عبر الفوز باللقب، مشددا على أن ذلك سيكون دافعا إضافيا للاعبين للظهور في بطولة قوية جدا وكانت محط أنظار القارة خلال النسخة المنتهية. وعن التفاصيل الفنية وقوة المنافس، أكد مدرب الريان أن المواجهة لن تكون سهلة بعد المستوى الكبير الذي قدمه أيضا، مستشهدا بردة الفعل الكبيرة التي أظهرها الغرافة أمام أم صلال في نصف النهائي بعد العودة عقب التأخر بهدفين دون رد وقلب النتيجة والفوز بالأربعة، وهو ما يعكس الشخصية القوية، لكنه أوضح أن الطاقم الفني في الريان قام برصد كافة التفاصيل الفنية المتعلقة بالغرافة، وتم اختيار الأسلوب الأمثل لخوض المواجهة التي وصفها بالمعركة الكروية التكتيكية خصوصا في منطقة العمليات. وقدم المدرب جزيل شكره للجماهير التي وقفت خلف الفريق في الأدوار السابقة، مبديا ثقته بأن الحضور في النهائي سيكون استثنائيا، واعدا بأن يبذل الفريق قصارى جهده لإنجاز المهمة والفوز باللقب. البرازيلي روجر غيديش: ينتظرنا تحد كبير أكد البرازيلي روجر غيديش مهاجم الريان أن فريقه بات على أهبة الاستعداد لخوض المباراة النهائية التي وصفها بالتحدي الكبير، مشددا على أن الجميع عقد العزم على إكمال الخطوة الأخيرة في البطولة والظفر باللقب. وقال «إن التحضيرات تمت بشكل جيد جدا خصوصا وأن الفاصل الزمني منذ مباراة نصف النهائي كان كافيا كي يسترجع اللاعبون كل القدرات البدنية على العكس من سابق الأدوار ربع ونصف النهائي، حيث كان الفاصل قصيرا وتعرض بعض اللاعبين للضغط والإرهاق». وحول ما إذا كان الريان يعول على قدراته المميزة في النهائي في ظل المستوى الكبير الذي قدمه ليتوج هدافا للدوري برصيد 21 هدفا، وهدافا لكأس الأمير حتى الآن بعدما سجل 4 أهداف، شدد غيديش على اعتماد الريان على المجموعة، معتبرا أن التألق الذي أظهره يعود إلى التعاون الكبير من قبل بقية زملائه، متمنيا أن يكون في أوج عطائه في النهائي كي يساعد الفريق على التتويج باللقب الذي يعد هدف المجموعة ككل. وختم بالتأكيد على أن تركيز الجميع منصب على مواجهة اليوم التي لن تكون سهلة أمام منافس صعب، داعيا الجماهير لمواصلة الوقوف خلف الفريق ودعمه في التحدي الكبير. وكان الريان قد تأهل إلى النهائي للمرة التاسعة عشرة بعد فوزه على الأهلي بثلاثة أهداف دون مقابل في الدور نصف النهائي، ويتطلع للظفر باللقب للمرة السابعة في تاريخه. معنويات مرتفعة داخل الرهيب بمعنويات مرتفعة للغاية اختتم الريان تدريباته مساء أمس استعداداً لنهائي كأس سمو الأمير الليلة أمام الغرافة، الذي سيقام على استاد خليفة المونديالي، ويسعى الفريق جاهدًا لتقديم عرض يليق بالمناسبة الغالية والتتويج بأغلى البطولات على الساحة القطرية. وقد أجرى الفريقُ مرانه الختامي مساء أمس على ملعب خليفة، وسط حالة من التركيز والانضباط الكبيرين، حيث طغى الحماس على أداء اللاعبين الذين أظهروا روحًا قتالية عالية وعزيمة واضحة على تحقيق الفوز في هذه المواجهة المصيريّة. وشهدت الحصة التدريبيّة مشاركة جميع اللاعبين دون استثناء، وهو ما يعكس الجاهزية الكاملة على الصعيدين البدني والذهني، إضافة إلى الروح الإيجابيّة التي تسود أجواء الفريق في هذه المرحلة الحاسمة. وتجلّى الالتزام الكبير من قِبل الجميع في تنفيذ تعليمات الجهاز الفني، ما يعكس مدى التكاتف والتعاون داخل المجموعة، والرغبة المشتركة في كتابة تاريخ جديد باسم الريان عبر منصة التتويج. المدرب أرتور حرص خلال التدريب على تكثيف العمل التكتيكي، حيث عمل على رسم الخطوط العريضة لخُطة اللعب التي سيعتمدها في النهائي المنتظر، مع التركيز على تنويع أساليب اللعب بين البناء من الخلف والضغط العالي، والانتقال السريع بين الدفاع والهجوم. كما أولى اهتمامًا كبيرًا بالكرات الثابتة والتمركز الدفاعي. وكانت تدريبات أمس البروفة الرسمية التي وضع خلالها المدربُ لمساته النهائية على الخُطة والتشكيل. وبحسب المؤشرات التي ظهرت خلال التدريبات الأخيرة، فإن التشكيلة الأساسيّة لن تشهد تغييرات جذريّة مُقارنة باللقاء السابق أمام الأهلي. عميد محاجنة: سنحتفل مع جماهيرنا باللقب أكد عميد محاجنة لاعب الرهيب أن فريقه في أتم الجاهزية لملاقاة الغرافة الليلة في نهائي كأس سمو الأمير الذي سيقام على ملعب خليفة المونديالي. وقال «فالنا الفوز الليلة بإذن الله ونحقق اللقب للجماهير، ونحن جاهزون والمعنويات مرتفعة للغاية داخل الفريق للفوز». وأضاف قائلا «الجماهير قالت كلمتها بحضورها المميز في المدرجات خلال المباريات الماضية ومساندتنا خلال المواجهات، والوعد في النهائي بإذن الله، وننتظركم بقوة في النهائي وبإذن الله نحتفل معا في استاد خليفة المونديالي الليلة».


العرب القطرية
منذ 34 دقائق
- العرب القطرية
الليلة في نهائي رائع لأغلى الكؤوس.. الغرافة والريان.. قمة الغليان
علي حسين في الحادي والعشرين من مايو 2011 التقى الريان والغرافة في نهائي كأس الأمير المفدى للمرة الأخيرة. واليوم السبت 24 مايو 2025 وبعد 14 عاما بالتمام والكمال يلتقي الفريقان من جديد في نهائي تاريخي يعيد الذكريات الجميلة إلى القلوب، ويعيد الأحلام الرائعة إلى الأمة الريانية وإلى أبناء الغرافة. وستكون الليلة الختامية للموسم الكروي 2025، والمباراة النهائية لنهائي أغلى بطولة. وسينال أبناء الغرافة وأبناء الريان شرفا كبيرا بمصافحة سمو الأمير المفدى في لقطة لن تُنسى في تاريخ كل لاعب وإداري ومسؤول وكل مدرب، ولقطة لن ينساها عشاق ومشجعو الفريقين. في السابعة من مساء اليوم يطلق محمد الشمري حكم اللقاء صافرة المباراة النهائية للبطولة الغالية في تتويج رائع لجهود الفريقين خلال المشوار الصعب حتى الوصول إلى النهائي، وينتظر كل منهما التتويج الأخير هذا الموسم لأجمل وأقوى البطولات. اللقاء قد ينتهي في الوقت الأصلي إذا نجح أي فريق في حسمه، لكن لو تعادلا فإن المباراة سوف تمتد إلى الوقت الإضافي لمدة 30 دقيقة على شوطين، وفي حالة استمرار التعادل فإن الركلات الترجيحية ستكون هي الفيصل لفض الاشتباك بين الفريقين. التوقعات تؤكد أن المباراة ستنتهي في الوقت الأصلي لاسيما وأن الفريقين سجلا في المباريات الثلاث التي لعباها في دور الـ 16 ثم ربع النهائي وأخيرا في نصف النهائي. ورغم وجود مباريات للفريقين انتهت بركلات الترجيح إلا أنها شهدت أهدافا لهما في الوقت الأصلي والإضافي. التوقعات تؤكد أيضا أن الفريقين سيقدمان وجبة كروية دسمة وممتعة لجماهيرهما ولكل جماهير الكرة القطرية حيث يعتبران الآن وبالإجماع من أفضل فرق البطولة وتأهلهما كان بجدارة واستحقاق وعلى فرق كبيرة وعريقة، أبرزها السد بطل الدوري وحامل اللقب السابق والدحيل وصيف الدوري. ويزيد من التوقعات بقوة ومتعة وإثارة اللقاء المرتقب أن الفريقين يعرفان بعضهما البعض جيدا، وكل مدرب يملك خلفية واضحة عن الفريق المنافس، والأوراق الرابحة وأسلحة الفوز متواجدة ولا توجد أي غيابات. وفوق هذا وذاك يملك كل فريق طموحا كبيرا وعظيما من أجل انتزاع الانتصار وخطف اللقب الأغلى، والحماس الجماهيري الذي يزيد من اشتعال الصراع ونار المنافسة على المستطيل الأخضر. غيديس وخوسيلو.. أخطر الهدافين يملك الفريقان هدافين خطيرين من العيار الثقيل سيكونان محط أنظار الجماهير وأيضا المدافعين في كل فريق من اجل منعهما من الاقتراب ومن التهديف وهز الشباك. البرازيلي غيديس يلعب في الريان منذ الموسم الماضي، وهو هداف الفريق، وهو أيضا هداف الدوري هذا الموسم برصيد 21 هدفا، فيما انضم الإسباني خوسيلو الى صفوف الغرافة هذا الموسم وسجل 10 أهداف في الدوري. يملك كل فريق عددا من الأوراق الرابحة والأسلحة النارية التي يعتمد عليها من أجل الوصول إلى الشباك وإلى الانتصارات. الغرافة يعول على 3 لاعبين كبار في الوسط يتميزون بالتفوق الكبير في الجانب الهجومي بقيادة ياسين براهيمي وفرجاني ساسي وفابرسيوا سوزا. ويعتمد الغرافة في الجانب الأيمن على انطلاقات عمرو سراج وفي اليسار على انطلاقات أحمد الجانحي. ومن أخطر أوراق الغرافة امتلاكه لرأسي حربة هما رودريجو ماتشادو بجانب خوسيلو. وهناك أسماء أخرى وأسلحة بديلة يمتلكها الغرافة وتمثل قوة ضاربة لاسيما رأس الحربة محمد مونتاري الذي قد يصبح رأس حربة ثالثا إذا لزم الأمر كما حدث في مباراة أم صلال، حيث نجح باشتراكه في نهاية الشوط الأول في تغيير مجرى المباراة وسجل هدفين وساهم في الانتصار على أم صلال والتأهل للنهائي. وهذه الأسماء هي التي يعتمد عليها الغرافة وهي أبرز أوراقه الرابحة والأسلحة التي سيواجه بها الرهيب . في المقابل فإن الريان يختلف عن الغرافة كثيرا فهو لا يعتمد على رأس حربة ثابت رغم وجود الثنائي روجر غيديس وادم بيريرو اللذين يتحركان كثيرا بعرض الملاعب وفي مساحات كثيرة مما يصعب مراقبتهما تماما ومن خلفهما ثالوث في منتهي الخطورة مكون من البرازيلي تياغو منديز والمصري محمود تريزيجيه الذي يتحرك باستمرار في الجهة اليسرى والبرازيلي جابرييل بيريرا الذي يتحرك من اليمين، ومن خلفهم الظهيران مراد ناجي وحازم شحاتة. طريق الفريقين للنهائي وصل الريان إلى المباراة النهائية لأغلى الكؤوس بعد أن بدأ مشواره في دور الـ 16 بانتصار صعب على لوسيل 4-2، ثم على الدحيل بركلات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2، ثم على الأهلي بانتصار صريح 3-0 في نصف النهائي. أما الغرافة فقد تأهل بعد الانتصار على الخور 2-1، ثم على السد بركلات الجزاء الترجيحية بعد التعادل 2-2 في الوقت الإضافي والأصلي، وبانتصار كبير وصريح، وتفوق على أم صلال 4-2 في نصف النهائي.