
260 مليار دولار مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد الخليجي
من المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي بنحو 320 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2030، حيث تمثل دول مجلس التعاون الخليجي ما يقرب من 80 في المائة من هذا التأثير، وهو ما يترجم إلى حوالي 260 مليار دولار، وفقاً لأحدث تقرير صادر عن شركة المحاسبة العالمية "برايس ووترهاوس كوبرز" (PwC).
وتمر دول مجلس التعاون الخليجي، وهي البحرين، الكويت، عُمان، قطر، المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، بمرحلة تحول حاسمة. ففي ظل سعي هذه الدول الغنية بالنفط إلى التنويع الاقتصادي والتحول الرقمي، يبرز الذكاء الاصطناعي كركيزة أساسية لرؤيتها الاستراتيجية.
وفقاً للتقرير، يُمثل الذكاء الاصطناعي قوة تحويلية لاقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي، مع إمكانية توليد أكثر من 260 مليار دولار من القيمة الاقتصادية السنوية بحلول عام 2030. وبعيداً عن الأرقام والجانب المالي، يُوفر الذكاء الاصطناعي مساراً استراتيجياً للمنطقة لتقليل الاعتماد على الهيدروكربونات، وتعزيز الإنتاجية، والريادة في الثورة الصناعية الرابعة.
ومن المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي لدول مجلس التعاون الخليجي بحلول عام 2030، مع تقديرات تتراوح من مئات المليارات إلى أكثر من تريليون دولار أمريكي.
من بين هذه الدول، قد تشهد المملكة العربية السعودية زيادة في الناتج المحلي الإجمالي قدرها 135 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل حوالي 12.4% من ناتجها المحلي الإجمالي، بينما من المتوقع أن تحقق الإمارات العربية المتحدة مكاسب قدرها 96 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل 13.6% من ناتجها المحلي الإجمالي، مما يجعلها من أكثر الاقتصادات تقدماً في مجال الذكاء الاصطناعي في المنطقة بحلول عام 2030. ومن المتوقع أن تحقق قطر والكويت والبحرين مكاسب تتراوح بين 5 مليارات و15 مليار دولار أمريكي لكل منها، مع نضج تبني الذكاء الاصطناعي. ولا تعكس هذه الأرقام تحسن الإنتاجية وتوفير التكاليف فحسب، بل تعكس أيضاً إنشاء قطاعات اقتصادية جديدة.
ومن المتوقع أن تُوفر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصيانة التنبؤية، وإدارة المكامن، وتحسين العمليات مليارات الدولارات. وتستثمر "أرامكو" السعودية، و"أدنوك"، وغيرهما من الشركات الإقليمية العملاقة بكثافة في عمليات المنبع والمصب القائمة على الذكاء الاصطناعي.
يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورةً في قطاعي الخدمات المصرفية والتأمين في الإمارات العربية المتحدة والبحرين، إذ تُسهم تقنيات كشف الاحتيال، والاستشارات الروبوتية، والمنتجات المالية المُخصصة في خفض التكاليف وزيادة الإيرادات. ومن حيث القيمة المالية، يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحقق قيمةً تتراوح بين 15 و20 مليار دولار أمريكي للقطاع المصرفي في دول مجلس التعاون الخليجي وحده بحلول عام 2030.
من المتوقع أن يستفيد سوق الرعاية الصحية سريع التوسع في دول مجلس التعاون الخليجي، والذي من المتوقع أن يصل إلى 104 مليارات دولار بحلول عام 2027، من الذكاء الاصطناعي في التشخيص ومراقبة المرضى والأتمتة الإدارية، مما قد يولد مكاسب في الكفاءة تتراوح بين 10 و15 مليار دولار.
وتُدمج مبادرات مثل "نيوم" بالمملكة العربية السعودية ودبي الذكية الذكاء الاصطناعي في جوهرها، ويشمل ذلك التنقل والطاقة والحوكمة. ويمكن لهذه المشاريع مجتمعةً أن تُضيف 50 مليار دولار أو أكثر من القيمة الاقتصادية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي خلال العقد المقبل.
تستثمر حكومات دول مجلس التعاون الخليجي بنشاط في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، والمواهب، والشركات الناشئة. وقد خصصت المملكة العربية السعودية أكثر من 6.4 مليار دولار أمريكي لاستثمارات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الناشئة في عام 2022 وحده. وتهدف الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031 لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى وضع الدولة بين أفضل دول الذكاء الاصطناعي، وتحفيز الاستثمار العام والخاص. وتعمل قطر والكويت على وضع خارطة طريق للذكاء الاصطناعي تركز على الطاقة والدفاع والأمن السيبراني. ومن المتوقع أن تجذب هذه الجهود عشرات المليارات من الدولارات من الاستثمار الأجنبي المباشر خلال العقد المقبل.
ورغم التوقعات المتفائلة، فإن إطلاق العنان للإمكانات الاقتصادية الكاملة للذكاء الاصطناعي بالدولار الأمريكي يتطلب التغلب على العديد من العقبات، بما في ذلك فجوة المهارات الكبيرة في علوم البيانات والتعلم الآلي، حيث يفوق الطلب العرض بكثير. وبينما تتسارع الرقمنة، لا تزال العديد من القطاعات تفتقر إلى منظومات بيانات متينة، وهي ضرورية لنشر الذكاء الاصطناعي بفعالية.
ولهذا السبب تدخل شركات الذكاء الاصطناعي العالمية مثل "فانسي تيك" إلى المنطقة بخبراتها ومواهبها لإحداث تغييرات في الصناعات.
"فانسي تيك" شركة عالمية رائدة في مجال المحتوى التجاري المُدعّم بالذكاء الاصطناعي، تُقدّم حلولاً بصرية شاملة، من الإنشاء إلى التوزيع عبر المنصات الرقمية والاجتماعية. مع محفظة تضم أكثر من 1000 عميل في أكثر من 10 دول، أعلنت "فانسي تيك" مؤخراً عن توسعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط، مُتخذةً من دبي مقراً رئيسياً لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد أبرمت شراكة "إيمَجَز ريتايل أم إي" لجلب "آي أند أم أواردز" إلى هذا القطاع، مع التركيز على الابتكار.
وقال "ويليام لي"، الرئيس التنفيذي لشركة "فانسي تيك": "إن شراكتنا مع "آي أند أم أواردز" تعكس التزامنا بدعم الابتكار الذي يتبنى التخصيص على نطاق واسع. يتعلق الأمر بإدراك كيفية تلاقي الذكاء الاصطناعي والإبداع والخبرة التسويقية. يُذكرنا الفائزون هذا العام بأن التسويق المتميز يجب أن يكون دائماً مُستهدفاً ليصبح أكثر جدوى وفعالية".
وسلّطت جوائز هذا العام الضوء على نماذج متميزة في المحتوى المحلي، وتفاعل العملاء، والعروض الترويجية المُخصّصة. واختير الفائزون من قطاعات متنوعة، مثل تجارة التجزئة، والتجارة الإلكترونية، والخدمات المالية، والوكالات الإبداعية، والعقارات.
تقول "لولين ويندرا"، الرئيسة التنفيذية لشركة "سبيس آند شيبس"، الحائزة على جائزة شريك نظام تسويق الذكاء الاصطناعي: "كنا ننفق الميزانية كاملةً على مجموعة أو مجموعتين من المواد الإبداعية. أما الآن، فيمكننا إنتاج عدة مجموعات بميزانية واحدة. ونؤكد لعملائنا أن استخدام "فانسي تيك" يوفر علينا ثلاثة أضعاف التكلفة ويزيد من سرعتنا مرتين مقارنةً بالإنتاج التقليدي".
وقد قدرت أبحاث "ماكينزي" أن تطبيق الذكاء الاصطناعي على 63 حالة استخدام يمكن أن يولد قيمة اقتصادية عالمية سنوية تتراوح بين 2.6 تريليون دولار و4.4 تريليون دولار، وهو ما يضيف ما بين 15 إلى 40 في المائة إلى القيمة التي قدّرنا سابقاً أن تقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى، مثل التعلم الآلي، والتحليلات المتقدمة، والتعلم العميق، يمكن أن تطلق العنان لها.
في دول مجلس التعاون الخليجي، يُمكن أن تُولّد حالات استخدام جيل الذكاء الاصطناعي نفسه ما بين 21 مليار دولار و35 مليار دولار سنوياً، بالإضافة إلى 150 مليار دولار يُمكن أن تُحققها تقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى. ولتوضيح ذلك، يُمكن أن تُشكّل قيمة جيل الذكاء الاصطناعي ما بين 1.7% و2.8% من الناتج المحلي الإجمالي السنوي غير النفطي في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي حالياً، وفقاً لـ"ماكينزي".
تتخذ العديد من مؤسسات دول مجلس التعاون الخليجي إجراءات سريعة للاستفادة من الزيادة الكبيرة في القيمة التي يوفرها جيل الذكاء الاصطناعي. كما وضعت العديد منها استراتيجيةً وخارطة طريقٍ لجيل الذكاء الاصطناعي، ووجهت ميزانياتها نحو المجالات التي يُحتمل أن يُحدث فيها هذا الجيل أكبر تأثير. ولكن على جميع الأصعدة، يبذل مُحققو القيمة جهوداً أكبر.
وفي خطوةٍ هامة، كشفت دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، عن خططٍ لإنشاء مجمعٍ للذكاء الاصطناعي بقدرة 5 جيجاواط في أبوظبي، وهو الأكبر من نوعه خارج الولايات المتحدة الأمريكية. صُمم هذا المرفق لتوفير خدمات الذكاء الاصطناعي بزمن استجابة سريع لما يقرب من نصف سكان العالم ضمن دائرة نصف قطرها 3200 كيلومتر، بالاستفادة من مزيجٍ من الطاقة النووية والشمسية والغازية لتقليل انبعاثات الكربون.
يُعزَّز تقدّم دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي بشراكات دولية واسعة. ومن الجدير بالذكر أن شركة "أم جي إكس" (MGX)، المدعومة من الدولة، استثمرت 6.6 مليار دولار أمريكي في شركة "أوبن إيه آي"، مما يعكس التزام الدولة بتعزيز البحث والتطوير المتطور في مجال الذكاء الاصطناعي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 30 دقائق
- البيان
«عزيزي» تُعلن عن إنجاز 94% من مشروع «أزور» في دبي
أعلنت عزيزي للتطوير العقاري، عن اكتمال 94% من أعمال التشييد في مشروع «عزيزي أزور»، الذي يُعد جزءاً من المرحلة الرابعة لمشروع «ريفييرا» المستوحى من نمط الحياة الفرنسي المتوسطي والذي يقع في مدينة محمد بن راشد، وسط أبرز مراكز الأعمال والترفيه والتجزئة في دبي. واكتملت أعمال التشييد، وأعمال البناء، وأعمال التكسية الداخلية، والبلاط، وأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء، وأحواض السباحة. كما شارفت أعمال الميكانيكا والكهرباء والسباكة على الانتهاء بنسبة 98%، بينما بلغت أعمال الواجهات والأعمال الخارجية 95% و89% على التوالي. ووصلت نسبة تركيب المصاعد إلى 76%، بينما بلغت نسبة التشطيبات الإجمالية 88% ولضمان التسليم في الموعد المحدد، تم زيادة عدد القوى العاملة إلى 3100 موظف. وقال فرهاد عزيزي، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات عزيزي للتطوير العقاري: «إنّ اقتراب موعد تسليم مشروع «أزور» يُمثّل لحظة فخر لنا، وانعكاساً لالتزامنا الراسخ بتقديم مشاريع عالية الجودة في الوقت المحدد، وباعتباره أحد المباني الرئيسية في «ريفييرا»، يُجسّد «أزور» حرصنا الدائم على بناء مجتمعات سكنية مترابطة ومصممة بعناية، تسهم بشكل مباشر في تعزيز جودة حياة المقيمين. ونتطلع إلى التسليم النهائي للمشروع والترحيب بالسكان في منازلهم الجديدة». ويعدّ مشروع «ريفييرا» جزءاً من محفظة عزيزي الحائزة على الكثير من الجوائز، كما يمثل واجهة بحرية فاخرة، ويضم 75 مبنى متوسطاً وعالي الارتفاع، توفر جميعها ما يقرب من 16,000 وحدة سكنية.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
13 % زيادة في الشركات السنغافورية ضمن "دبي للسلع المتعددة"
أعلن مركز دبي للسلع المتعددة، عن تسجيل نمو بنسبة 13% في عدد الشركات السنغافورية التي انضمّت إلى منطقته الحرّة الدولية خلال الأشهر الـ 12 الماضية. ويحتضن المركز اليوم نحو أكثر من نصف إجمالي الشركات السنغافورية الناشطة في دولة الإمارات، وذلك بحسب بيان صحفي صادر اليوم بشأن قيام المركز بجولة ترويجية في سنغافورة، ضمن جهوده المتواصلة لاستقطاب المزيد من الشركات والاستثمارات السنغافورية إلى إمارة دبي. كما أعلن مركز دبي للسلع المتعددة عن توقيع شراكة إستراتيجية جديدة مع شركة "هوكسفورد"، المزود الدولي لخدمات تأسيس الأعمال، بهدف تسهيل إجراءات تسجيل وتأسيس الشركات الجديدة داخل منطقته الحرة. وتُعد سنغافورة إحدى الأسواق الإستراتيجية الرئيسة التي يستهدفها مركز دبي للسلع المتعددة، لما تمتلكه من فرص واعدة في قطاعات التكنولوجيا، والسلع، والتجارة، إلى جانب ما تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين من نمو متسارع. ويأتي ذلك في وقت تتجه فيه الشركات السنغافورية إلى تعزيز كفاءتها التشغيلية والتوسّع في السوق الدولية انطلاقاً من دبي. ويضم المركز حالياً نحو 400 شركة سنغافورية في منطقته الدولية الحرّة، مواصلاً بذلك جهوده المبذولة نحو ترسيخ مكانته بوابةً رئيسيةً أمام شركات جنوب شرق آسيا، التي تطمح إلى التوسع عالمياً والانطلاق نحو أسواق جديدة عبر دبي. تخللت الجولة سلسلة من اللقاءات المباشرة التي جمعت بين كبار المسؤولين التنفيذيين في مركز دبي للسلع المتعددة وأكثر من 100 من قادة الأعمال السنغافوريين، حيث قدّم المسؤولون رؤى شاملة وواضحة حول أهمية دبي باعتبارها منصة لانطلاق الأعمال والشركات نحو التوسّع دولياً وتنويع استثماراتها. وقال أحمد بن سليم، الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، تأتي أولى جولات المركز الترويجية المباشرة 'وجد من أجل التجارة' في سنغافورة في وقت يشهد تعاوناً متسارعاً بين البلدين، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية 18.7 مليار دولار في العام الماضي. من جانبه، قال توماسو بارينديلي، مدير إدارة تطوير الأعمال في "هوكسفورد دبي"، إن الشراكة مع مركز دبي للسلع المتعددة تُعد خطوة إستراتيجية في مسيرة نمونا، وفرصة قيّمة لعملائنا حالياً ومستقبلاً. ويحتضن مركز دبي للسلع المتعددة حالياً أكثر من 25 ألف شركة من 180 دولة، تنتمي إلى قطاعات وصناعات مختلفة، وهو يُسهم بنسبة 15% من تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشر سنوياً إلى دبي، كما يمثّل نحو 7% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
سلطة دبي للخدمات المالية تُطلق برنامج خريجي الإمارات للنهوض بالجيل القادم من الكوادر الوطنية
أعلنت سلطة دبي للخدمات المالية، الجهة التنظيمية المستقلة لمركز دبي المالي العالمي عن إطلاق برنامج خريجي الدولة لعام 2025 ترسيخاً على التزامها بتطوير المهارات الإدارية والقيادية لمواطني دولة الإمارات وصقل قدراتهم التقنية لدعم مسيرة تطورهم ضمن قطاع الخدمات المالية. يهدف البرنامج إلى استقطاب المواهب الوطنية الواعدة وإشراكهم ببرامج تدريبية مصممة خصيصاً من أجل تجهيزهم للمضي قدماً نحو مراكز مؤثرة في الحقل المالي والتنظيمي. وقال فاضل العلي، رئيس مجلس إدارة السلطة: «الاستثمار في رواق الغد من المواهب الوطنية الشابة يتصدر أولوياتنا. وتحقيقاً لهذا الغرض، فإن برنامج خريجي الدولة يتجاوز كونه مبادرة للتدريب فحسب، بل هو منصة متكاملة لإعداد جيل الغد بكوكبة من الكوادر المؤهلة في مجال الخدمات المالية للاستبقاء على مكانة القطاع المالي في دولة الإمارات العربية المتحدة كقطاع يتميز بالابتكار والمرونة والقدرة التنافسية. أفخر بدور السلطة الجوهري للارتقاء بالكوادر الوطنية القادمة التي ستسهم في صياغة مستقبل الأعمال المالية». وصُمم برنامج الخريجين لتعزيز التطور والتقدم المهني للكوادر الوطنية الشابة من خلال الجمع بين عملية اكتساب الخبرة العملية والمشاركة في التدريبات وحلقات توجيه، فضلاً عن استكمال مؤهلات مخصصة المجال في القطاع. أطلق البرنامج بنجاح منذ عام 2006، وقد أسهم في إعداد كوادر وطنية واعدة للعمل في ميادين مختلفة ضمن قطاع الخدمات المالية، مع شغل العديد من خريجيه السابقين مناصب عليا في المنشآت المالية والجهات الحكومية والوزارية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقالت عائشة عمارة، خريجة البرنامج السابقة، التي تشغل الآن منصب مدير أول في إدارة الأسواق والاستراتيجيات والمخاطر لدى السلطة: «يعتبر برنامج خريجي دولة الإمارات لسلطة دبي للخدمات المالية البرنامج الأمثل للانتقال من البيئة الأكاديمية إلى بيئة العمل، حيث يجمع ما بين التدريب النظري والعملي. كما يعمل البرنامج على منح مشاركيه فرصة التعلم من نخبة من الخبراء الدوليين في المجال التنظيمي، مما يتيح لهم بناء شبكة واسعة من العلاقات المهنية لتعزيز المسار الوظيفي لهم في مجال تنظيم الخدمات المالية». يبدأ البرنامج في سبتمبر 2025، ويستمر لمدة عامين متتاليين. يحصل المشاركون من خلاله على المهارات العملية والمفاهيم الدولية والأسس اللازمة لدفع عجلة الابتكار، وضمان نزاهة الأسواق، وتعزيز النمو الاقتصادي المُستدام. وستسنح الفرصة للخريجين الناجحين لتنمية مهاراتهم التقنية وتطبيقها عبر مختلف الأنشطة التنظيمية في السلطة. كما سيمكن البرنامج مشاركيه الارتقاء بالمهارات المميزة والقدرات القيادية، واكتساب خبرات قيِمّة من خلال العمل ضمن بيئة تتسم بالطابع الدولي، فضلاً عن الحصول على مؤهلات مخصصة المجال في القطاع التنظيمي. ومن شأن هذا التدريب والتطوير المبكر تسليح الكوادر الوطنية بالقدرات الضرورية لاعتلاء المناصب القيادية ضمن قطاع الخدمات المالية في الدولة. وأضاف فاضل العلي: «نهج السلطة في إيلاء أقصى التركيز على تنمية المواهب الوطنية عبر برنامج خريجي الدولة لعام 2025 وغيره من المبادرات الأخرى، سيبقى عاملاً أساسياً في ترسيخ مكانة مركز دبي المالي العالمي وإمارة دبي، ودولة الإمارات العربية المتحدة كموطن تطلعي ومبتكر للأعمال المالية».