logo
«فضائل عشر ذي الحجة».. موضوع خطبة الجمعة اليوم 30 مايو 2025

«فضائل عشر ذي الحجة».. موضوع خطبة الجمعة اليوم 30 مايو 2025

الدستورمنذ يوم واحد

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم 30 مايو 2025 الموافق 3 من ذي الحجة 1446 بكل محافظات الجمهورية بعنوان: "فضائل عشر ذي الحجة".
وقالت الوزارة إن الهدف من هذه الخطبة توعية الجمهور بفضائل ومنزلة العشر الأول من ذي الحجة، وضرورة اغتنام مواسم الخيرات، علما بأن الخطبة الثانية ستشهد اختصاص إحدى المحافظات بخطبة تتناول التحذير البالغ من المخدرات، ورسالة أمل إلى مدمن؛ إلى جانب تعميم خطبة ثانية على المحافظات الأخرى والتي تؤكد أن الانتحار يأس من رحمة الله.
نص خطبة جمعة اليوم 30 مايو 2025
فضائل عشر ذي الحجة
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أمرنا بالاستجابة، وحثنا على التوبة والإنابة، أحمده سبحانه وأشكره على نعمة التوفيق لطريق السعادة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في النسك والصلاة والعبادة، وأشهد أن سيدنا ونبينا وتاج رؤوسنا وبهجة قلوبنا وقرة أعيننا سيدنا محمدا عبده ورسوله، علمنا منهج الرشاد والقيادة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أولي الفضل والسيادة، أما بعد:
فها نحن نعيش نفحات أيام مباركات، أهلت علينا كغيث يروي القلوب الظامئة، وأشرقت على نفوسنا كشمس تبدد ظلمات الغفلة، إنها كنوز ثمينة، ومغانم عظيمة، ومنح ربانية تتجلى فيها الرحمة والمغفرة بأبهى صورها، إنها أيام الطاعة والنور والعودة إلى الرب الغفور! إن هذا الزمان زمان تنزل البركات، ورفعة الدرجات، وإجابة الدعوات، إن العشر الأوائل من ذي الحجة هي التي أقسم الله جل جلاله بها في كتابه الكريم؛ فقال سبحانه: {والفجر * وليال عشر}، وقسم الله أيها الكرام عظيم!
أيها الناس، هل تدبرتم فضل هذه العشر؟ هل استشعرتم عظيم منزلتها عند الله جل جلاله؟ إن عشر ذي الحجة ليست مجرد أرقام في تقويم الزمان، بل هي خير أيام الله الحنان المنان عظيم الإحسان، أفلا يحرص اللبيب على التزود من خيرها وبركتها؟ ألا تعلمون أن القلوب تتعلق فيها بالبيت الحرام وتشتاق إلى سجدة على بلاطه تغسل الهموم وتسقط الذنوب! إن فيها يوم عرفة، وما أدراكم ما يوم عرفة؟! يوم تجتمع القلوب على صعيد واحد، تلهج بالدعاء والتضرع، وتنتظر العفو والمغفرة من رب ودود، يوم يباهي الله فيه بأهل عرفة ملائكته، فما أعظم هذا المشهد! وما أجل هذا المقام! ثم يتبع ذلك يوم النحر، يوم تراق فيه الدماء تقربا إلى الله تعالى، وتتجسد فيه معاني التضحية والفداء، فهل لنا في هذا المقام من عبرة؟! وهل لنا من هذه القصة أجل عظة؟ إن هذه العشر تجمع أمهات العبادات، ففيها الصلاة الواجبة، وفيها الصيام المستحب، وفيها الصدقة المتقبلة، وفيها ذكر الله بالتكبير والتهليل والتحميد، وفيها الحج لمن استطاع إليه سبيلا، فأي فضل أعظم من هذا؟ وأي خير أسمى منه؟!
فيا أولي الألباب، إن هذه الفضائل تستنهض القلوب للعمل الصالح، وتستنفر الهمم للاجتهاد في الطاعات وصنوف القربات، فلنجعل هذه العشر محطة للتزود من الإيمان، وميدانا للتنافس في الخيرات، وموسما للتوبة والاستغفار، وحاديك هذا البيان المحمدي الشريف: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، قيل: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء».
عباد الله، فلنغتنم كل دقيقة في هذه العشر؛ فإنها حدائق غناء، تفتح أبوابها لعباد الله، وتفوح منها أزكى الروائح؛ روائح الذكر والتسبيح والتهليل، كل يوم فيها زهرة يانعة، وكل ليلة فيها نجم متلألئ يضيء سماء الروح، وفيها تتردد أصداء التلبية في الأرجاء، «لبيك اللهم لبيك»، إنها أنشودة الروح المشتاقة إلى بيت الله العتيق، تعبر عن وحدة الأمة وتجردها لله الواحد القهار.
واعلموا أيها النبلاء أن هذه العشر ليست حكرا على الحاج وحده، بل هي منحة ربانية لكل مسلم ومسلمة، فرصة سانحة لنرتقي بأنفسنا، ونقترب من خالقنا، فلنجعل من كل لحظة فيها غنيمة، ومن كل تسبيحة كنزا، ومن كل صدقة نورا يضيء لنا الدروب والقلوب.
أيها الكرام استثمروا هذه الأيام المباركة بهمم عالية، وعزائم صادقة، صلوا الأرحام، سامحوا، اجبروا خواطر خلق الله، زكوا ألسنتكم بالطيب من القول، أكثروا من قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته، الهجوا بالدعاء في الأسحار وعند الإفطار، أحسنوا إلى الفقراء والمساكين، اجعلوا هذه العشر نقطة تحول في حياتكم، جددوا العهد مع الله جل جلاله، {وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}.
***الخطبة الثانية – كل محافظات الجمهورية عدا واحدة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن النفس وديعة الله الغالية، وهبها لنا لنعمر بها الأرض، ونرتقي بها في مدارج الكمال، ونستظل بفيء رحمته، فهي سر إلهي، يحمل في طياته أمانة عظيمة، ومسؤولية جسيمة، هبة مقدسة لا يجوز التعدي عليها أو إزهاقها بغير حق، ألم تسمع أيها النبيل إلى قوله تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}؟!
تذكر أيها النبيل أن جسدك أمانة بين يديك! وأن روحك وديعة وكل الله جل جلاله حفظها لك، فكيف لإنسان أن يخون هذه الأمانة الإلهية؟! كيف لعاقل أن يعبث بهذه الوديعة الربانية؟! إن إيذاء النفس بأي شكل من الأشكال هو اعتداء على حق الله عليك، وهو ظلم عظيم لنفسك التي تحمل بين طياتها أسرار الوجود {صنع الله الذي أتقن كل شيء}، فكيف يتصور أن ينهي إنسان حياته بيده منتحرا؟! ألم يقرع سمعه هذا البيان الإلهي {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}؟!
وهذه رسالة إلى إنسان مهموم: يا من تراودك أفكار مؤذية، وتستبد بك نزعات مدمرة، قف لحظة، واستمع إلى صوت عقلك، إلى نداء فطرتك السليمة، هذه الأفكار ليست أنت، بل هي دخيلة عليك، هي وسوسة شيطان يريد أن يطفئ نورك ويحيل حياتك إلى رماد، استعذ بالله من شرها، والجأ إلى حصنه الحصين، واعلم أن {لا ملجأ من الله إلا إليه}.
أيها الغالي، أنت لست وحيدا! فهناك قلوب محبة تخفق لأجلك، هناك عائلة وأصدقاء وأحبة يتألـمون لألمك، ويفرحون لفرحك، لا تتردد في طلب العون، فالعون قوة وليس ضعفا، تحدث، شارك، لا تستسلم لليأس، وليكن شعارك: «نفسي أمانة، وحياتي رسالة، وغدي أجمل بإذن الله».
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
*** الخطبة الثانية – في محافظة واحدة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن المخدرات تخريب للعقل الذي هو مناط التكليف، ومفتاح المعرفة، ومصدر الإبداع، المخدرات تجعل الواقع في براثنها أسيرا للوهم والخيال المريض، يتوهج في لحظات زائفة من السعادة الكاذبة، ثم ينطفئ في ظلام دامس من الضياع والنسيان، حيث يصبح عبدا لشهوة تقوده، لا سيدا لنفسه يوجهها، يتحول إلى كائن يعيش اللحظة المزيفة، لا يرى أبعد من رغبة الإدمان، المخدرات تفقد المدمن صلته بربه، وتقطع حبال الود بينه وبين أهله وأحبابه، تجعله وحيدا في صحراء الوهم، يتجرع مرارة الندم، ويحرم من لذة الطاعة وحلاوة القرب من الله جل جلاله؛ لذلك كان النهي الشديد من الجناب المحمدي المعظم «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر».
أيها الناس انتبهوا! إن المخدرات تنهك الجسد الذي أودعه الله فينا أمانة، تنهش الأمراض في خلاياه، وتضعف مناعته، وتجعل المدمن هيكلا يسير، لا روحا تضيء، يهان جسده، وتدنس كرامته، ويعرض نفسه للمخاطر التي قد تنهي حياته في لمحة عين، بل إن الروح الطاهرة التي نفخها الله فينا، تصاب بالظمأ والجدب، وتتسرب إليها الكآبة واليأس، ويخفت فيها بريق الأمل.
وهذه رسالة إلى من ابتلي بهذا الداء العضال: تذكر أن باب التوبة مفتوح، وأن رحمة الله واسعة، عد إلى ربك، واستغث به، فإنه لا يخيب من التجأ إليه، استعن بالله، ولا تيأس، ويطمئنك وعد ربك {ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}.
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرشد وسلامة القلب في مسيرة الإيمان: قراءة في الدرس الثاني من دروس القصص القرآني للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
الرشد وسلامة القلب في مسيرة الإيمان: قراءة في الدرس الثاني من دروس القصص القرآني للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي

يمني برس

timeمنذ 25 دقائق

  • يمني برس

الرشد وسلامة القلب في مسيرة الإيمان: قراءة في الدرس الثاني من دروس القصص القرآني للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي

يمني برس | قراءة خاصة في سياق سلسلة دروسه الإيمانية والتربوية في القصص القرآني، قدّم السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الدرس الثاني الذي واصل فيه تسليط الضوء على سيرة نبي الله إبراهيم عليه السلام، كما وردت في آيات القرآن الكريم، مستعرضًا جوانب الهداية والرشد وسلامة القلب كركائز أساسية في المسار الإيماني للأمم والأفراد. استهل السيد القائد درسه الثاني بالتذكير بمضامين الدرس الأول الذي انطلق من سورة الأنبياء، حيث تم التأكيد على عنوان 'الرشد' كحاجة ملحّة للمجتمع البشري في معتقداته، وثقافته، ومنهجه الحياتي. وأكد أن الله سبحانه وتعالى هو مصدر الرشد، بما يمنحه لعباده من فطرة وهداية، وبما يوحي به إلى رسله وأنبيائه وكتبه والهداة من عباده. واستعرض القائد الآية المباركة: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ}، ليؤكد أن هداية الله لعباده عن طريق أنبيائه هي من أعظم النعم الإلهية، ولا يمكن الاستغناء عنها بالبدائل الأخرى كالفلاسفة والمفكرين مهما بلغت عبقريتهم، لأن مصدر النور والرشد هو الله وحده. وتحدث السيد القائد عن أهمية الاصطفاء والإعداد الإلهي للرسل، مشيرًا إلى أن الله هو الأعلم حيث يجعل رسالته، كما ورد في قوله تعالى: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}، وكذلك في قوله عن إبراهيم: {وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ}. وانتقل إلى بيان الدور التبليغي والإصلاحي لنبي الله إبراهيم، الذي بدأ دعوته في مجتمعه تحت عنوان التوحيد الخالص لله، ومحاربة مظاهر الشرك والانحراف. استخدم عليه السلام أساليب عقلانية متنوعة، منها عرض نقص الكواكب والشمس والقمر، لإثبات أن العبادة لا تكون إلا لله الكامل، الخالق، المالك، الملك. كما أشار السيد القائد إلى منهجية الحوار والمساءلة التي اتبعها نبي الله إبراهيم، لإلزام قومه بالحجة، وتفنيد باطلهم المستند إلى موروث الآباء والعقائد الزائفة، حيث لا مستند حقيقي لما كانوا عليه من عبادة الأوثان. ومن النقاط المهمة التي تناولها الدرس، كانت مسألة 'الشهادة' كعنوانٍ للإيمان اليقيني، حيث قال نبي الله إبراهيم: {وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}. وقد شرح السيد القائد معنى الشهادة بأنها تعبير عن اليقين والالتزام والتمسّك بحقيقة التوحيد. ثم تطرّق إلى المحطات الحاسمة في مسيرة نبي الله إبراهيم عليه السلام: تحطيم الأصنام، محاولة إحراقه، ثم الهجرة، مؤكداً أن القرآن تناول هذه المحطات في سور متعددة مثل: الأنبياء، والعنكبوت، والصافات، على أن يُستكمل الحديث عنها في الدرس القادم. وتوقّف السيد القائد عند سورة الصافات التي جاء فيها قول الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ}، مبينًا أن المقصود هو أن إبراهيم من شيعة نبي الله نوح، لأن منهج الأنبياء واحد، رغم تباعد الأزمنة واختلاف الظروف. كما استعرض دلالة قوله تعالى: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}، مؤكدًا أهمية الجمع بين الرشد وسلامة القلب، كركيزتين أساسيتين في توجّه الإنسان إلى الله. وشرح أن سلامة القلب تعني نقاءه من العقائد الفاسدة، والأفكار الظلامية، والمفاسد الأخلاقية، وبقاؤه على فطرته الأصلية التي فطر الله الناس عليها. وفي تحليل عميق، أوضح أن الإنسان هو الذي يلوّث قلبه بمفاهيم باطلة وأعمال فاسدة تؤثّر على رؤيته للأشياء وتوجّهاته، كما تتأثر المرآة عندما تتلوّث فلا تعكس الحقيقة. واستشهد بقول الله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}، مبينًا كيف تؤثر الذنوب على نقاء القلب وسلامة الفطرة. وأكد القائد أن الرسل والأنبياء هم راشدون بهداية الله، وقلوبهم سليمة وطاهرة، وهم مؤهلون بذلك لأداء مهام الهداية، بل يعملون على إصلاح قلوب الناس، وتنقيتها من الشوائب الخبيثة التي تعيق الفهم والاستقامة. واختتم السيد القائد درسه بتأكيد أهمية أن يتجه الإنسان في حياته برشدٍ وسلامة قلب، وأن الإيمان والرشد يشملان المشاعر والأعمال، كما في قول الله تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ… أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ}، موضحًا أن حب الإيمان وكره الفسوق من علامات الرشد الحقيقي. وفي ختام الحديث، تبيّن أن الرشد ليس فقط في الفكر والمنهج، بل يمتد إلى الأعماق النفسية، ويُترجم في واقع الإنسان سلوكًا واستقامة، كما في قوله تعالى: {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}. بهذا الأسلوب العميق، يُواصل السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي تقديم دروسه القرآنية في القصص، موصلًا المفاهيم الإيمانية والإنسانية العظيمة بمسؤولية روحية وفكرية، تجعل من هذه السلسلة نبراسًا في درب الوعي والتزكية والهداية.

د.محمودالهواري: "لبيك اللهم لبيك" نداء يتجاوز حدود المكان والزمان
د.محمودالهواري: "لبيك اللهم لبيك" نداء يتجاوز حدود المكان والزمان

الجمهورية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجمهورية

د.محمودالهواري: "لبيك اللهم لبيك" نداء يتجاوز حدود المكان والزمان

وأوضح الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية ، أن التلبية تحمل في طياتها معاني عظيمة، تبدأ بالإقرار بوحدانية الله ؛ فالمسلم يعترف بأن الله هو الغني، القوي، الكريم، وأنه لا شريك له في ألوهيته، وهو المبدأ الذي دعت إليه جميع الرسل والأنبياء -عليهم السلام- على مر العصور، إنها دعوة للتوحيد الخالص الذي قامت عليه السماوات والأرض ، كما أن التلبية هي شعار ال طاعة والانقياد؛ فهي تعبير عن ال طاعة الكاملة لله -سبحانه وتعالى- ولأوامره ولتوجيهاته، دون تردد أو بحث عن الأسباب والعلل، وهذا يتجلى في أداء المناسك حيث يلتزم الحاج ب الأوامر الإلهية بكل خضوع وتسليم. وبين الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية ، أن التلبية ليست مجرد نداء ، بل هي استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام؛ استجابةٌ خالدةٌ ل نداء الخليل إبراهيم الذي أذن في الناس بالحج، فوصل صوته إلى كل مكان بإذن الله -سبحانه وتعالى- " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"، كما تتضمن التلبية أيضًا حقيقة العبودية لله؛ فهي ليست طاعة مجردة، بل تتجاوز ذلك لتشمل كمال ال طاعة مع كمال المحبة ، فهي إقامةٌ على طاعة الله بحب وإخلاص، رغم مشقتها وبذل الكثير من الجهد والمال في سبيلها، ولكن الالتزام والتسليم لله -سبحانه وتعالى-جعل الإنسان يقوم بكل هذا وهو فرح مسرور وقلبه متشوق لفعله، وأخيرًا هي تعبير عن الإخلاص &Search=" target="_blank"> الإخلاص لله؛ فكما أن "اللب" هو خلاصة الشيء وجوهره، فالتلبية تعني إخلاص العبادة لله وحده، وتصفية النية له في كل عمل. وتوقف الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية عند تحليل معاني التلبية الشريفة: "لَبَّيْكَ الله ُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ"، موضحًا أن استخدام أداة التعريف "ال" التي تفيد الاستغراق في كلمات "الحمد، النعمة، الملك" يدل على أن جميع المحامد والنعم والملك هي لله وحده لا شريك له، ف الله -سبحانه وتعالى- هو المستحق للحمد لذاته، وهو مصدر كل نعمة لا تُحصى، والملك كله له دون سواه، فالبشر عاجزون عن إحصاء نعم الله أو الوفاء بحمده، ولذا تولى الله سبحانه وتعالى حمد نفسه، ليعلم الخلق أنهم لا يحيطون بحمده كاملاً. فالملك الحقيقي هو لله، بينما ملك البشر زائل وم حدود ، وهو ما يوضحه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من رواية أ م المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول: فَقَدْتُ رَسُولَ الله ِ صَلَّى الله ُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنَ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ: « الله ُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ». وفي ختام الخطبة دعا الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية ، المسلمين إلى أن تكون تلبيتهم صادقة من القلب، وأن تعكس تعلقهم ب الله وحده وثقتهم به ورجاءهم فيه، وليس بغيره من الخلق، كما توجه إلى الحق -سبحانه وتعالى- ب الدعاء لنصرة المستضعفين في كل مكان والفرج العاجل لإخواننا في فلسطين ، وأن يثبتهم، وأن يزيل الله بقدرته ملك الظالمين.

أيمن أبو عمر يوضح أعظم العبادات والطاعات في عشر ذي الحجة
أيمن أبو عمر يوضح أعظم العبادات والطاعات في عشر ذي الحجة

مصرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصرس

أيمن أبو عمر يوضح أعظم العبادات والطاعات في عشر ذي الحجة

أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، أن من أعظم الطاعات والعبادات في هذه الأيام المباركة من شهر ذي الحجة هو ذكر الله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى قوله تعالى: "وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ"، موضحًا أن الأيام المعلومات هي أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وهي من أحب الأيام إلى الله عز وجل. وقال أحد علماء الأزهر الشريف، إن الذكر في هذه الأيام ليس مقيدًا بوقت أو مكان، بل هو ذكر مطلق، فيجوز للمسلم أن يذكر الله في أي وقت وأي موضع، كما كان يفعل الصحابة رضي الله عنهم، مثل عبد الله بن عمر وأبي هريرة، الذين كانوا يرفعون أصواتهم بالتكبير والتهليل في الطرقات والأسواق.وأضاف أبو عمر، خلال حلقة برنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة" الناس": أن أي عمل صالح في هذه الأيام له أجر مضاعف، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام."، مشيرًا إلى أن العلماء اعتبروا هذه الأيام أفضل حتى من أيام رمضان من حيث أجر العمل الصالح فيها.وأوضح أن العمل الصالح في هذه الأيام يشمل كل ما هو خير، من تبسمك في وجه الآخرين، إلى إصلاح ذات البين، وحسن الخلق، والرفق، والتسامح، مؤكدًا أن الله يحب هذه الأعمال ويضاعف أجرها في هذه الأيام الفضيلة.وأشار أيمن إلى أهمية اغتنام هذه الأيام في المحافظة على السنن الرواتب، وهي 12 ركعة يوميًا، منها ركعتا الفجر، وأربع قبل الظهر وركعتان بعده، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بهن بيت في الجنة.ودعا إلى تجديد العهد مع الله، واغتنام هذه الفرصة بالتوبة والعودة إلى الله، والإكثار من الأعمال الصالحة، مستغلين ما في هذه الأيام من نفحات ربانية وأجور عظيمة.اقرأ ايضًا:الإفتاء توضح حكم الشرع في الوصية الواجبة وهل يجوز فرضها بالقانونبالفيديو| أمينة الفتوى تنصح المتزوجين حديثاً: يجوز تأجيل الإنجاب في هذه الحالات"زوجي يعتقد أن مرضه عقاب من الله فترك الصلاة".. سيدة تشكو وأمين الفتوى ينصح

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store