«بنت سمير ودلال».. دنيا سمير غانم موهبة فطرية ونجاح من أول لحظة
«دنيا بنت سمير ودلال».. عنوان الكتاب الصادر عن إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط فى الدورة 38 منذ نحو عامين، والتى جرى خلالها تكريم دنيا سمير غانم، وعلى صفحات هذا الكتاب أجرت «دنيا» حواراً مع الناقد طارق الشناوى، الذى لم يكتفِ بالإجابات التى حصل عليها من النجمة التى مكثت أمامه ساعات طويلة للحديث عن مشوارها الفنى، ولكن باعتباره ناقداً كتب رأيه بصراحة فى التجربة الفنية التى بدأتها «دنيا» وما زالت تعيش أصداءها.
الشناوى: استشعرت «الواسطة» مع إطلالتها الأولى فى «للعدالة وجوه كثيرة» لكنها أثبتت نظرية ابن الوز عوامبدأ الناقد طارق الشناوى كلماته عن «دنيا»، متحدّثاً عن الانطباع الذى تشكل لديه حين رأى الفنانة الصاعدة حينها لأول مرة على الشاشات، قائلاً: «عندما قرأت اسمها لأول مرة فى عمل فنى -مطلع الألفية الثالثة- على بوستر مسلسل (للعدالة وجوه كثيرة) للمخرج الكبير محمد فاضل، وبطولة نجمى المفضل يحيى الفخرانى، مع الموهوبة دلال عبدالعزيز، استشعرت على الفور رائحة (الواسطة) تفوح بقوة فى نسيج هذا المسلسل، خاصة أن ترتيب اسمها كان يسبق عمالقة بحجم أمينة رزق ورجاء الجداوى وجمال إسماعيل، أخذت لاشعورياً موقفاً سلبياً تجاه هذه الفتاة التى لم تتجاوز 16 عاماً، وقُلت ربما نكتشف أنها لا تملك فقط سوى جمال الوجه، والانتماء لأب وأم كلنا نقدرهما، استمعت إلى صوتى الداخلى يردّد هذه واحدة من مظاهر (الكوسة)».واستطرد قائلاً: «واصلت مع نفسى أنها سوف تُصبح مثل عود الكبريت يشتعل مرة واحدة، النظرية المعتمدة فى مثل هذه الأمور ودائماً ما تثبت صحتها، وهى أن المفروض مرفوض، فهناك دائماً حاجز نفسى لا يمكن اختراقه، مثل القميص الواقى من الرصاص، فهو يضمن لك ألا تنفُذ رصاصة إلى جسدك، هذه المرة يصبح القميص واقياً من الإعجاب، ولن يستطيع أحد اختراق مشاعرك عنوة». وتطرق «الشناوى» إلى التحول فى قناعته عن أداء وموهبة «دنيا»، بعد أن أثبتت جدارتها فى أولى تجاربها: «إلا أننى بمجرد أن شاهدتها فى الحلقات الأولى على الشاشة، قلت تستحق هذه المرة أن نُطبّق عليها المثل الشهير الذى يقف على الشاطئ الآخر (ابن الوز عوام)، فما بالك عندما تكون متأصلة من الجانبين ابنة (وز ووزة)، سنجد أنفسنا بلا جدال أمام سبّاحة ماهرة، لديها كل هذا الحضور وكل تلك الفطرية، تؤدى -دون أى تكلف- دور ابنة يحيى ودلال، أدركت فوراً أن لدينا موهبة قادمة بقوة من الممكن أن نطلق عليها الحب من أول طلة، واكتشفت أيضاً أن لديها وميض ووهج النجومية، التى ليس من الممكن لأحد أن يكشف سرها، ولكنك تستشعرها بقلبك، فهى لا تمنح سرها إلا لحظة تفاعلها مع الجمهور، وكتبت بعد ذلك أن الأيام القادمة ستؤكد جدارتها بمكانة متميزة بعد جيل كل من منى زكى وحنان ترك، وكانت منى وحنان فى تلك السنوات هما عنوان جيل الألفية الثالثة». وعن أبرز سمات شخصية «دنيا» الفنية واتجاهاتها فى تقمّص الشخصيات، أوضح: «تظل دائماً (دنيا) بالنسبة لى مزيجاً من القلب والعقل، فهى لا تستسلم فقط للموجة الفنية السائدة، حتى لو حقّقت من خلالها نجاحاً جماهيرياً، وهكذا مثلاً ستجد سؤالاً يطرح نفسه بقوة فى مشوار دنيا، كنا نرى كمتابعين قدراً من الهارمونية والتفاعل الكيميائى الإيجابى مع أحمد مكى فى مسلسل «الكبير». وعن استمرارها فى تقديم شخصية «هدية» استمعت «دنيا» إلى صوت عقلها مرة أخرى، بأن الاستمرار فى أداء نفس الشخصية ليس لصالحها، وعليها أن تتوقف، وتبحث عن أنغام درامية أخرى، وهكذا لم تواصل تقديم دورها بعد الجزء الرابع رغم النجاح الاستثنائى».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 7 ساعات
- بوابة الأهرام
في ذكري ميلاد سيدة الشاشة.. فاتن حمامة نجمة أثرت في المجتمع بواقعية أعمالها
هبة إسماعيل كانت الفنانة فاتن حمامة علامة بارزة في تاريخ السينما المصرية والعربية حيث عاصرت عقودًا طويلة من تطور السينما المصرية وأسهمت بشكل كبير في صياغة صورة جديرة بالاحترام لدور السيدات بصورة عامة في السينما العربية من خلال تمثيلها منذ عام 1940. موضوعات مقترحة فاتن حمامة سيدة الشاشة كان لقب سيدة الشاشة ليس مجرد لقب مثل الألقاب التي تطلق علي الفنانين لكن فاتن حمامة كانت تستحقه فعملت بجد واحترام لمهنتها دفع الجميع لاحترامها واحترام فنها فكانت سيدة الشاشة عن حق. في عام 1996 أثناء احتفالية 100 سنة علي السينما المصرية تم اختيارها كأفضل ممثلة وتم اختيار تسعة من أفلامها في قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، وفي عام 1999 تسلمت شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وفي عام 2000 منحتها منظمة الكتّاب والنقاد المصريين جائزة نجمة القرن، كما منحت وسام الأرز من لبنان ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب والجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001. وفي عام 2007، اختارت لجنة السينما للمجلس الأعلى للثقافة في القاهرة ثمانية من الأفلام التي ظهرت فاتن حمامة بها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية. فاتن حمامة وصالح سليم بدايات فاتن حمامة تمر اليوم ذكري ميلاد فاتن حمامة التي ولدت في 27 مايو 1931، وكان والدها موظفًا في وزارة التعليم. بدأ ولعها بعالم السينما في سن مبكرة عندما كانت في السادسة من عمرها ، وعندما فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم «يوم سعيد» (1940)، وأصبح المخرج محمد كريم مقتنعًا بموهبة الطفلة فقام بإبرام عقد مع والدها ليضمن مشاركتها في أعماله السينمائية المستقبلية، وبعد 4 سنوات استدعاها نفس المخرج مرة ثانية للتمثيل أمام محمد عبد الوهاب في فيلم «رصاصة في القلب» (1944)، ومع فيلمها الثالث «دنيا» (1946) تمكنت من حجز مكانا لها في السينما المصرية ودخلت حمامة المعهد العالي للتمثيل عام 1946. فاتن حمامة انطلاقة حقيقية لاحظ يوسف وهبي موهبة الفنانة الناشئة وطلب منها تمثيل دور ابنته في فيلم «ملاك الرحمة» (1946)، وبهذا الفيلم دخلت مرحلة جديدة في حياتها وهي الميلودراما وكان عمرها آنذاك 15 عاماً فقط وبدأ اهتمام النقاد والمخرجين بها. واشتركت مرة أخرى في التمثيل إلى جانب يوسف وهبي في فيلم «كرسي الاعتراف» (1949)، وفي نفس العام قامت بدور البطولة في الفيلمين «اليتيمتين» للمخرج حسن الإمام و«ست البيت» (1949)، وحققت هذه الأفلام نجاحًا عاليًا على صعيد شباك التذاكر. قبل مرحلة الخمسينيات ظهرت في 30 فيلمًا وكان المخرجون يسندون إليها دور الفتاة المسكينة البريئة، ولكن كل هذا تغير مع بداية الخمسينيات. حيث بدأت في الخمسينيات ونتيجة التوجه العام في السينما المصرية نحو الواقعية بتجسيد شخصيات أقرب إلى الواقع ففي فيلم «صراع في الوادي» (1954) للمخرج يوسف شاهين ، وفي فيلم «الأستاذة فاطمة» (1952) مثلت دور طالبة في كلية الحقوق من عائلة متوسطة وكانت تؤمن إن للنساء دورًا يوازي دور الرجال في المجتمع، وفي فيلم «إمبراطورية ميم» (1972) مثلت دور الأم التي كانت مسؤولة عن عائلتها في ظل غياب الأب، وفي فيلم «أريد حلا» (1975) جسدت دور امرأة معاصرة تحاول أن يعاملها القانون بالمساواة مع الرجل، وفي عام (1988) قدمت مع المخرج خيري بشارة فيلم «يوم مر ويوم حلو» ولعبت فيه دور أرملة في عصر الانفتاح والمبادئ المتقلبة.


الأسبوع
منذ يوم واحد
- الأسبوع
في ذكرى ميلادها.. أبرز المحطات في حياة «وجه القمر» فاتن حمامة
فاتن حمامة أحمد خالد تحل ذكرى ميلاد سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، غدا الثلاثاء، وهي واحدة من أهم الأيقونات في السينما المصرية، صاحبة الموهبة التي لن تتكرر، وجه القمر، الفنانة التي يمكن من خلال أدوارها أن تؤرخ لحركة الفتاة والمرأة المصرية في كل مراحل حياتها. وُلدت فاتن أحمد حمامة في 27 مايو عام 1931، ونشأت في أسرة تهتم بالفن، فكان لوالدها أحمد أفندي حمامة، ووالدتها زينب هانم، دور كبير في رعاية موهبتها، أحبت التمثيل منذ سن الخامسة عندما شاهدت فيلم "بنت الباشا المدير". مسيرة فاتن حمامة في السينما المصرية بدأت رحلة فاتن حمامة في عام 1940 حين فازت بمسابقة أجمل طفلة، ونُشرت صورتها في مجلة "الاثنين" وهي ترتدي زي ممرضة، فاختارها المخرج محمد كريم للعب دور "أنيسة" في فيلم "يوم سعيد" مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، بأجر عشرة جنيهات، ولم ينسَ محمد كريم اكتشافه العبقري، فأعاد تقديمها في فيلم "رصاصة في القلب" عام 1944 مع الفنان محمد عبد الوهاب أيضًا، وقدمها مجددًا في فيلم "دنيا" عام 1946. آمن عميد المسرح العربي يوسف وهبي بموهبتها ورشحها لدور في فيلم "ملاك الرحمة"، ثم "القناع الأحمر"، ونصحها بالالتحاق بمعهد التمثيل، فكانت أصغر طالبة في أولى دفعاته. امتدت مسيرتها لأكثر من ستة عقود، وقدّمت خلالها 97 فيلمًا سينمائيًا، ومسلسلين، وتعاونت مع 34 مخرجًا من كبار صناع السينما، فقدمها المخرج حسن الإمام في 12 فيلمًا طغى على معظمها طابع الميلودراما، بينما أسهم زوجها الأول المخرج عز الدين ذو الفقار في نقلها إلى عالم الأدوار الرومانسية، ليمنحها بُعدًا جديدًا في الأداء، أما المخرج يوسف شاهين، فقد رسم لها ملامح مختلفة في ستة أفلام جمعتهما، نقلها من خلالها إلى آفاق فنية أكثر عمقًا وتنوعًا، وكانت أيضًا البطلة في أبرز أفلام كمال الشيخ، كما تعاونت مع المخرج صلاح أبو سيف في خمسة أفلام جسدت فيها صورة المرأة المصرية في الخمسينيات، لكن يبقى تعاونها الأبرز والأكثر تأثيرًا مع المخرج هنري بركات، الذي قدمت معه 16 فيلمًا، استطاع من خلالها كسر الأنماط التقليدية وتقديم المرأة بصورة أكثر تحررًا وواقعية في السينما المصرية. بدأت بأدوار الفتاة المظلومة في الأربعينيات، مثل "اليتيمتان"، "ظلموني الناس"، "ابن النيل"، ثم انتقلت في الخمسينيات إلى الفتاة الرومانسية الحالمة كما في "موعد غرام" و"أيامنا الحلوة" وفي الستينيات تحولت إلى الفنانة التي تحاكي قضايا المجتمع بعمق وجرأة، كما في "دعاء الكروان"، "الحرام"، "الباب المفتوح"، و"لا وقت للحب". أجادت تجسيد كل أنماط الشخصيات النسائية، وهو ما جعلها تحصل على لقب "سيدة الشاشة" عن استحقاق، إذ رأت كل امرأة مصرية في أدوارها انعكاسًا لذاتها، لحياتها، لأحلامها وتحدياتها ووجد فيها كل رجل ملامح شقيقته، زوجته، حبيبته، جارته وصديقته، مجسدةً بصدق وإخلاص نادرين. وتميزت فاتن حمامة بقدرة استثنائية على التنوع، وقدمت الشخصيات المختلفة بمرونة لافتة وبراعة فنية عالية، ولها 8 أفلام ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية. ومثّلت مصر في كثير من المحافل الدولية، وشاركت كعضوة تحكيم في مهرجانات موسكو، كان، فينيسيا، طهران، جاكرتا، الإسكندرية، والمغرب. تفوقت فاتن حمامة في تحويل الأدب إلى صورة حيّة، وهي صاحبة الرصيد الأكبر من الأعمال الروائية التي تحولت إلى أفلام، فمثلت أعمالًا أدبية لكبار الكُتاب مثل تولستوي، طه حسين، توفيق الحكيم، إحسان عبد القدوس، يوسف إدريس، ولطيفة الزيات، وغيرهم. زواج فاتن حمامة تزوجت لأول مرة من المخرج عز الدين ذو الفقار عام 1947، وكانت في السادسة عشرة من عمرها لانبهار التلميذة بالأستاذ، وانفصلا بعد 7 سنوات وفي 1955 تزوجت من الفنان عمر الشريف بعد أن أشهر إسلامه لأجلها، ورغم طلاقهما، بقيت قصتهما من أشهر قصص الحب في تاريخ السينما. في عام 1977 تزوجت من الدكتور محمد عبد الوهاب أستاذ الأشعة بالقصر العيني، بعد علاقة صداقة بدأت في السبعينيات ودام زواجهما حتى وفاتها. قدمت في أواخر مشوارها أفلامًا جسدت أدوارًا مركبة، مثل "أرض الأحلام"، و"يوم مر.. يوم حلو"، ومسلسلات مثل "ضمير أبلة حكمت"، و"وجه القمر". هي التي طالما حاربت الظلم ورفضته، ومثلت لكثير من نساء مصر، الباب المفتوح الذي فتح لهن الطريق المسدود، هي الخيط الرفيع بين الرومانسية والإغراء، قدمت الأدوار الرومانسية بشكل راقٍ وخاص جدًا، ومنحت السينما المصرية تجسيدًا مدهشًا لمعاني الحب الرقيق العذب دون إثارة أو خروج عن المألوف. سيرة فاتن حمامة ليست فقط قصة فنانة عظيمة، بل هي درس متكامل في الالتزام، والرقي، والإبداع لم تكن مجرد ممثلة، بل ظاهرة ثقافية، إنسانية، ومبدعة شكّلت وعي أجيال، وظلت علامة بارزة في ذاكرة مصر الفنية والعربية. رحيل فاتن حمامة رحلت فاتن حمامة في 17 يناير 2015 بعد أن صنعت من الفن ضميرًا، ومن السينما لغة اجتماعية وإنسانية عالية المستوى وحافظت على مبادئها مهما كانت الخسارة.


مستقبل وطن
منذ يوم واحد
- مستقبل وطن
غدا ذكرى ميلاد فاتن حمامة سيدة الشاشة التي صنعت من الفن ضميرًا
تحل غدًا الثلاثاء ذكرى ميلاد سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وجه القمر وصاحبة الموهبة التي لن تتكرر، الفنانة التي يمكن من خلال أدوارها أن نؤرخ لحركة الفتاة والمرأة المصرية في كل مراحل حياتها. وُلدت فاتن أحمد حمامة في 27 مايو عام 1931، ونشأت في أسرة تهتم بالفن، فكان لوالدها أحمد أفندي حمامة، ووالدتها زينب هانم، دور كبير في رعاية موهبتها أحبت التمثيل منذ سن الخامسة عندما شاهدت فيلم "بنت الباشا المدير". بدأت رحلة فاتن حمامة في عام 1940 حين فازت بمسابقة أجمل طفلة، ونُشرت صورتها في مجلة "الاثنين" وهي ترتدي زي ممرضة، فاختارها المخرج محمد كريم للعب دور "أنيسة" في فيلم "يوم سعيد" مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، بأجر عشرة جنيهات، ولم ينسَ محمد كريم اكتشافه العبقري، فأعاد تقديمها في فيلم "رصاصة في القلب" عام 1944 مع الفنان محمد عبد الوهاب أيضًا، وقدمها مجددًا في فيلم "دنيا" عام 1946. آمن عميد المسرح العربي يوسف وهبي بموهبتها ورشحها لدور في فيلم "ملاك الرحمة"، ثم "القناع الأحمر"، ونصحها بالالتحاق بمعهد التمثيل، فكانت أصغر طالبة في أولى دفعاته. امتدت مسيرتها لأكثر من ستة عقود، وقدّمت خلالها 97 فيلمًا سينمائيًا، ومسلسلين، وتعاونت مع 34 مخرجًا من كبار صناع السينما، فقدمها المخرج حسن الإمام في 12 فيلمًا طغى على معظمها طابع الميلودراما، بينما أسهم زوجها الأول المخرج عز الدين ذو الفقار في نقلها إلى عالم الأدوار الرومانسية، ليمنحها بُعدًا جديدًا في الأداء، أما المخرج يوسف شاهين، فقد رسم لها ملامح مختلفة في ستة أفلام جمعتهما، نقلها من خلالها إلى آفاق فنية أكثر عمقًا وتنوعًا، وكانت أيضًا البطلة في أبرز أفلام كمال الشيخ، كما تعاونت مع المخرج صلاح أبو سيف في خمسة أفلام جسدت فيها صورة المرأة المصرية في الخمسينيات، لكن يبقى تعاونها الأبرز والأكثر تأثيرًا مع المخرج هنري بركات، الذي قدمت معه 16 فيلمًا، استطاع من خلالها كسر الأنماط التقليدية وتقديم المرأة بصورة أكثر تحررًا وواقعية في السينما المصرية. بدأت بأدوار الفتاة المظلومة في الأربعينيات، مثل "اليتيمتان"، "ظلموني الناس"، "ابن النيل"، ثم انتقلت في الخمسينيات إلى الفتاة الرومانسية الحالمة كما في "موعد غرام" و"أيامنا الحلوة" وفي الستينيات تحولت إلى الفنانة التي تحاكي قضايا المجتمع بعمق وجرأة، كما في "دعاء الكروان"، "الحرام"، "الباب المفتوح"، و"لا وقت للحب". أجادت تجسيد كل أنماط الشخصيات النسائية، وهو ما جعلها تحصل على لقب "سيدة الشاشة" عن استحقاق، إذ رأت كل امرأة مصرية في أدوارها انعكاسًا لذاتها، لحياتها، لأحلامها وتحدياتها ووجد فيها كل رجل ملامح شقيقته، زوجته، حبيبته، جارته وصديقته، مجسدةً بصدق وإخلاص نادرين. وتميزت فاتن حمامة بقدرة استثنائية على التنوع، وقدمت الشخصيات المختلفة بمرونة لافتة وبراعة فنية عالية، ولها 8 أفلام ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية. ومثّلت مصر في كثير من المحافل الدولية، وشاركت كعضوة تحكيم في مهرجانات موسكو، كان، فينيسيا، طهران، جاكرتا، الإسكندرية، والمغرب. تفوقت فاتن حمامة في تحويل الأدب إلى صورة حيّة، وهي صاحبة الرصيد الأكبر من الأعمال الروائية التي تحولت إلى أفلام، فمثلت أعمالًا أدبية لكبار الكُتاب مثل تولستوي، طه حسين، توفيق الحكيم، إحسان عبد القدوس، يوسف إدريس، ولطيفة الزيات، وغيرهم. تزوجت لأول مرة من المخرج عز الدين ذو الفقار عام 1947، وكانت في السادسة عشرة من عمرها لانبهار التلميذة بالأستاذ، وانفصلا بعد 7 سنوات وفي 1955 تزوجت من الفنان عمر الشريف بعد أن أشهر إسلامه لأجلها، ورغم طلاقهما، بقيت قصتهما من أشهر قصص الحب في تاريخ السينما. في عام 1977 تزوجت من الدكتور محمد عبد الوهاب أستاذ الأشعة بالقصر العيني، بعد علاقة صداقة بدأت في السبعينيات ودام زواجهما حتى وفاتها. قدمت في أواخر مشوارها أفلامًا جسدت أدوارًا مركبة، مثل "أرض الأحلام"، و"يوم مر.. يوم حلو"، ومسلسلات مثل "ضمير أبلة حكمت"، و"وجه القمر". هي التي طالما حاربت الظلم ورفضته، ومثلت لكثير من نساء مصر الباب المفتوح الذي فتح لهن الطريق المسدود، هي الخيط الرفيع بين الرومانسية والإغراء، قدمت الأدوار الرومانسية بشكل راقٍ وخاص جدًا، ومنحت السينما المصرية تجسيدًا مدهشًا لمعاني الحب الرقيق العذب دون إثارة أو خروج عن المألوف. سيرة فاتن حمامة ليست فقط قصة فنانة عظيمة، بل هي درس متكامل في الالتزام، والرقي، والإبداع لم تكن مجرد ممثلة، بل ظاهرة ثقافية، إنسانية، ومبدعة شكّلت وعي أجيال، وظلت علامة بارزة في ذاكرة مصر الفنية والعربية. رحلت فاتن حمامة في 17 يناير 2015 بعد أن صنعت من الفن ضميرًا، ومن السينما لغة اجتماعية وإنسانية عالية المستوى وحافظت على مبادئها مهما كانت الخسارة.