
مواكب الوداع في كفر السنابسة.. صرخات الأمهات تسابق سيارات الإسعاف
في قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف في محافظة المنوفية، كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة صباحًا، وكان يوم جديد يحمل معه آمالًا صغيرة لـ 18 فتاة لم تتجاوز أعمارهن الواحدة والعشرين عامًا.
كعادتهن، استقللن سيارة الميكروباص التي يقودها السائق أدهم محمد، متجهين نحو حقول العنب التي تنتظر أياديهن الصغيرة لتبدأ يوم عمل شاق، كن يحلمن بجمع المحصول، وربما بمساعدة أسرهن في توفير لقمة العيش، أو حتى تحقيق أحلامهن البسيطة في الحياة بالعمل من أجل تجهيز أنفسهن للزواج.
لكن تحول هذا الصباح إلى كابوس، بعدما اصطدمت سيارة نقل "تريلا" ضخمة بالميكروباص الذي يحمل هؤلاء الفتيات على الطريق الإقليمي، وتحديدًا أمام قرية مؤنسة بمركز أشمون.
لحظات قليلة كانت كفيلة بتحويل طريق العمل إلى طريق النهاية، 18 فتاة بريئات، مع سائقهن، فارقوا الحياة في لحظة مأساوية، لتُكتب أسماؤهن في سجل الضحايا بدلًا من سجل الحياة.
توزعت جثامين الضحايا على مستشفيات المحافظة، وكل اسم يحمل وراءه قصة وحلمًا وعائلة تنتظر:
مستشفى قويسنا: ميادة محي فتحي، هنا علام، مروة أشرف، آية زغلول، شيماء خليل، والسائق أدهم محمد.
مستشفى الباجور: شروق خالد، جنى يحيى، تقى محمد أحمد، هدير عبدالباسط، شيماء محمود محمد.
مستشفى سرس الليان: أسماء خالد، شيماء رمضان.
مستشفى أشمون: سمر خالد، ملك خليل، إسراء عبدالخالق، رويدا خالد، سارة محمد، ضحى همام.
صرخات أمّهات
وفي كفر السنابسة، ارتفع صوت البكاء والصراخ، وخرج الأهالي، رجالًا ونساءً، بقلوب يعتصرها الألم، لانتظار وصول سيارات الإسعاف التي تحمل فلذات أكبادهن، وافترشت الأمهات الأرض، يلطمن الخدود، ودموعهن تمتزج بتراب القرية التي شهدت ميلاد هؤلاء الفتيات وشهدت الآن رحيلهن المفاجئ.
كان مشهدًا يعكس حجم الفاجعة التي حلت بالقرية الصغيرة، التي فقدت 18 زهرة من زهراتها في لحظة واحدة، وكانت كل سيارة إسعاف تقترب تزيد من حدة الصراخ، فكل جثمان يحمل معه قطعة من روح القرية.
تعويضات ومتابعة حكومية
من جانبه، أعرب محمد جبران، وزير العمل، عن بالغ حزنه وتعازيه لأسر الضحايا، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين.
وكلف الوزير الإدارة العامة لرعاية العمالة غير المنتظمة بالتنسيق مع مديرية العمل بالمنوفية لمتابعة تداعيات الحادث، موضحا أن الوزارة ستتخذ الإجراءات اللازمة لصرف التعويضات العاجلة لأسر المتوفين والمصابين، مشيرًا إلى أن قيمة التعويضات قد تصل إلى 200 ألف جنيه لأسرة كل متوفى و20 ألف جنيه لكل مصاب، وذلك من الحساب المركزي لرعاية العمالة غير المنتظمة التابع للوزارة.
القبض على الجاني
فى السياق ذاته، ألقت قوات الأمن في المنوفية، القبض على سائق السيارة النقل المتسبب في الحادث المأساوي، وذلك بعد تكثيف التحريات وتتبع خطوط السير، وجارٍ التحقيق معه لكشف ملابسات الحادث وأسبابه.
اقرأ أيضًا :
"جثة وبنزين فرش الطريق".. ننشر الصور الأولى لحادث إقليمي المنوفية -صور
محافظ المنوفية ينعي ضحايا حادث الطريق الإقليمي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقباط اليوم
منذ ساعة واحدة
- الاقباط اليوم
عمرو أديب يُهاجم الحكومة بعد حادث الطرق الإقليمي بالمنوفية
أكد الإعلامي عمرو أديب، إن حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية يُعد من أكبر حوادث الطرق هذا العام، حيث أسفر عن وفاة 19 شخصًا، أغلبهم من الفتيات العاملات في إحدى المدن القريبة من الطريق. كما قال أديب، خلال برنامج "الحكاية" على قناة "MBC مصر"، أن الحادث مؤلم بكل المقاييس ومرعب، متسائلًا: "لماذا تقع الحوادث في مصر بهذا الشكل؟". كما أشار إلى أن البعض يقول إن الطريق به مشكلات ويتم إصلاحه منذ ثلاث سنوات. وأوضح بأنه في نفس اليوم وبعد الحادث، انقلبت عربة نقل، متابعًا: "هناك أخطاء في القيادة، لكننا نتحدث عن كارثة حقيقية، مأساة بكل المقاييس، فتيات في عمر الزهور، حادث مزلزل ويستدعي تحقيقًا، وعلى الوزارة أن تنظر في الأمر، وعلى وزير النقل أن يذهب إلى هناك ويرى ما المشكلة في الطريق، أنت عايز كام واحد يموت، متى نتحرك، إحنا صارفين مليارات على الطرق، والناس بتقول كل يوم في حوادث، فين الوزير والمسؤول عن الطريق". وتابع: "كم شخصًا يجب أن يموت حتى نتحرك؟ نحن أنفقنا مليارات على الطرق، والناس تقول إن الحوادث لا تتوقف، فأين الوزير والمسؤول عن الطريق؟". ودعا أديب إلى تحرك فوري، معقبًا: "يقولون 200 ألف جنيه لكل ضحية؟! تولع الفلوس! أين بيان الدولة؟ أين إحساسها بالمصيبة؟ لماذا حياة الإنسان رخيصة إلى هذا الحد؟".


مصراوي
منذ 2 ساعات
- مصراوي
كاميرا ترصد الوداع الأخير.. 18 فتاة في طريق العمل قُبيل حادث إقليمي المنوفية
المنوفية - أحمد الباهي: رصدت كاميرا أحد المخابز بمحافظة المنوفية اللحظات الأخيرة للفتيات الـ 18 اللاتي لقين مصرعهن اليوم الجمعة في الحادث المروع على الطريق الإقليمي. وأظهرت المشاهد التي التقطتها كاميرات المراقبة الفتيات وهن يستقللن سيارة الأجرة الميكروباص التي كانت ستقلهن إلى مكان عملهن بأحد حقول العنب. وتُوثق هذه المشاهد، التي سبقت وقوع الحادث بدقائق قليلة، بداية يوم عمل كان من المفترض أن يكون عاديًا، قبل أن يتحول إلى مأساة حقيقية هزت محافظة المنوفية. وكان الطريق الإقليمي بالمنوفية، وتحديدا أمام قرية مؤنسة التابعة لمركز أشمون، شهد صباح اليوم، حادثًا مروعًا، واصطدمت سيارة نقل ثقيل بسيارة أجرة "ميكروباص" كانت تقل 18 فتاة كن في طريقهن إلى حقل لجمع ثمار العنب وجميعن من أبناء قرية كفر السنابسة، وأسفر الحادث عن مصرع 19 شخصًا، بينهم 18 فتاة وسائق الميكروباص، إضافة إلى إصابة 3 آخرين، اثنان منهم في حالة خطرة. وتوزعت جثامين الضحايا على مستشفيات المحافظة، وجاءت أسماؤهن كالتالي: مستشفى قويسنا: ميادة محي فتحي، هنا علام، مروة أشرف، آية زغلول، شيماء خليل، والسائق أدهم محمد. مستشفى الباجور: شروق خالد، جنى يحيى، تقى محمد أحمد، هدير عبدالباسط، شيماء محمود محمد. مستشفى سرس الليان: أسماء خالد، شيماء رمضان. مستشفى أشمون: سمر خالد، ملك خليل، إسراء عبدالخالق، رويدا خالد، سارة محمد، ضحى همام.


المستقبل
منذ 2 ساعات
- المستقبل
أول تحرك حكومي بشأن حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية الذي أسفر عن مصرع 19 عاملًا وإصابة 3
أول تحرك حكومي بشأن حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية الذي أسفر عن مصرع 19 عاملًا وإصابة 3 في فاجعة جديدة شهدتها محافظة المنوفية، لقي 19 شخصًا مصرعهم وأُصيب 3 آخرون في حادث تصادم مأساوي وقع صباح اليوم الجمعة على الطريق الإقليمي بنطاق مركز أشمون، بعد اصطدام سيارة ميكروباص تقل عددًا من العمال بسيارة نقل ثقيل. الحادث أثار حالة من الحزن الشديد بين أهالي قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف، والتي فقدت عددًا كبيرًا من أبنائها في هذا المصاب الأليم. الحادث وقع أثناء توجه العمال إلى أماكن عملهم، حيث كانت السيارة الأجرة «ميكروباص» تقلهم في ساعات الصباح الأولى، واصطدمت بشاحنة نقل على الطريق الإقليمي، ما أسفر عن وفاة 19 شخصًا على الفور، بالإضافة إلى 3 مصابين حالتهم متفاوتة الخطورة. وقد تم نقل الجثامين والمصابين إلى مستشفيات أشمون، قويسنا، الباجور، وسرس الليان، وسط مشاهد مأسوية من البكاء والانهيار التي خيمت على المستشفيات ومداخلها. أسماء الضحايا في المستشفيات المختلفة مستشفى الباجور التخصصي: شروق خالد أبو المجد (20 عامًا) هدير عبدالباسط خليل (21 عامًا) شيماء محمود عبد الهادي (21 عامًا) تقى محمد أحمد الجوهري (20 عامًا) جنى محيي فوزي (19 عامًا) مستشفى قويسنا المركزي: هنا مشرف محمد (14 عامًا) مروة أشرف إنسان (19 عامًا) أدهم محمد أنس (22 عامًا) آية زغلول مصطفى (21 عامًا) ميادة يحيى فتحي (17 عامًا) شيماء يحيى فوزي (16 عامًا) مستشفى أشمون العام: رويدا خالد إبراهيم حسن ملك عربي فوزي (18 عامًا) سمر خالد مصطفى (18 عامًا) إسراء صباح عبدالوهاب (17 عامًا) سارة محمد كوهية (14 عامًا) شيماء يحيى فوزي (17 عامًا) مستشفى سرس الليان المركزي: أسماء خالد مصطفى قنديل (17 عامًا) قائمة المصابين في الحادث إسراء محمد الشعلي (35 عامًا): تعاني من كسر مضاعف بالساقين وجروح متفرقة. آيات زغلول مصطفى قنديل (17 عامًا): مصابة بكسر في القدم، وتم حجزها في العناية المركزة. حبيبة محمد الجيوشي (17 عامًا): تعرضت لجرح قطعي بالرقبة، مع تدهور في درجة الوعي. وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعي، في بيان رسمي، أن الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن، تتابع تداعيات الحادث لحظة بلحظة، حيث تم توجيه فريق الإغاثة بـ الهلال الأحمر المصري، ومديرية التضامن بمحافظة المنوفية، بالتنسيق لتقديم المساعدات الفورية والدعم النفسي لأسر الضحايا. وأكدت الوزيرة على ضرورة الإسراع في صرف التعويضات للضحايا والمصابين بعد استكمال التقارير الطبية والأبحاث الاجتماعية، بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، في إطار دور الوزارة في دعم الفئات المتضررة في مثل هذه الحوادث. وفي سياق متصل، نعى وزير العمل محمد جبران ضحايا الحادث، موجّهًا الإدارات المختصة بسرعة صرف تعويضات عاجلة من حساب رعاية العمالة غير المنتظمة، بواقع: 200 ألف جنيه لكل أسرة متوفى 20 ألف جنيه لكل مصاب وأكدت الوزارة أن جميع الضحايا والمصابين من العمالة غير المنتظمة، وكانوا في طريقهم للعمل اليومي عند وقوع الحادث، وهو ما استدعى التدخل العاجل من الوزارة لضمان دعم أسرهم ماليًا واجتماعيًا.