logo
"شباب عُمان الثانية" تنطلق في رحلتها الدولية السابعة "أمجاد البحار"

"شباب عُمان الثانية" تنطلق في رحلتها الدولية السابعة "أمجاد البحار"

جريدة الرؤية٣٠-٠٤-٢٠٢٥

◄ السفينة تُجسِّد نهج سلطنة عُمان الخالد لمد جسور المحبة والسلام مع الشعوب

السفينة تزور 30 محطة وترسو في 24 ميناءً بحريًا في 15 دولة
◄ "شباب عُمان 2" تزور دولًا أوروبية وتشارك في مهرجانات بحرية وسباقات سفن شراعية
◄ قائد السفينة: "شباب عُمان" ستقطع 10 بحار ومحيطين
مسقط- الرؤية
غادرت البلاد أمس سفينة البحرية السلطانية العُمانية "شباب عُمان الثانية" انطلاقًا من قاعدة سعيد بن سلطان البحرية متوجهة إلى القارة الأوروبية في رحلتها الدولية السابعة "أمجاد البحار"، حاملةً معها عبق التاريخ البحري العُماني العريق وإنجازات الحاضر المشرق، ومجسدة نهج سلطنة عُمان الخالد بمد جسور المحبة والسلام وإدامة رسالة الإخاء والوئام بين مختلف شعوب العالم.
وبهذه المناسبة، أُقيم حفل توديع رسمي للسفينة تحت رعاية معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي رئيس مجلس الدولة. وبدأت فعاليات الاحتفال الذي أقيم بقاعدة سعيد بن سلطان البحرية بالتحية العسكرية لمعالي الشيخ راعي المناسبة الذي قام بتفتيش الصف الأمامي من طابور حرس الشرف، بعد ذلك شاهد معالي الشيخ والحضور مادة مرئية جسدت التاريخ البحري العريق لسلطنة عُمان عبر مر العصور والأزمان وما سطره العُمانيون من أمجاد وإرث تاريخي بحري تليد، وما قدموه من علوم ومعارف وريادة بحرية عُمانية أسهمت في توثيق العلاقات والصلات بين سلطنة عُمان والحضارات الأخرى، ثم قدمت موسيقى البحرية السلطانية العُمانية استعراضا وعزفت مقطوعات موسيقية متنوعة.
وقام قائد السفينة بدعوة معالي الشيخ راعي المناسبة وأصحاب المعالي والقادة العسكريين وكبار المدعوين للصعود إلى ظهر السفينة "شباب عُمان الثانية"؛ حيث التقى معاليه والحضور بطاقم السفينة واستمع وكبار المدعوين إلى إيجاز عن السفينة ومسار رحلتها والأهداف الوطنية المتوخاة من هذه الرحلة، تلا ذلك تقديم عرض مرئي يحاكي مسيرة السفينة وإنجازاتها عبر رحلاتها الإقليمية والدولية، وإسهاماتها في نشر الثقافة العُمانية الأصيلة بين مختلف الشعوب كما اطلع معاليه والحضور على مرافق السفينة وأقسامها وما زودت به من تجهيزات ومعدات بحرية تمكنها من أداء مهمتها الموكلة إليها بكل كفاءة واقتدار، كما قدمت فرقة فنون البحر استعراضا لبعض الفنون الشعبية البحرية المتوارثة.
وقال معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي رئيس مجلس الدولة: "سُعِدتُ برعاية احتفال البحرية السُّلطانية العُمانية بتوديع سفينتها (شباب عُمان الثانية) التي ستبحر إلى القارة الأوروبية في رحلة دَولية سابعة تحمل اسم (أمجاد البحار).. إن رحلة (أمجاد البحار) وما سبقها من رحلات دَولية سابقة تبعث في الأذهان مسيرة تاريخ بحري عُماني، أحيا فيها أبناء هذا الوطن العزيز أمجادًا بحرية عُرفوا بها منذ الأزل، وتاريخًا سيظل حاضرًا أينما ذكرت سلطنة عُمان، ومن هنا أستغل هذه الفرصة في الثناء على الدور الكبير الذي تقوم به سفينة (شباب عُمان الثانية) في نشر رسالة سلطنة عُمان للصداقة والسلام وإبراز دورها الحضاري والثقافي والمقومات السياحية التي تتمتع بها تحت ظل الرعاية السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى- حفظه الله ورعاه- وأسأل الله جلت قدرته أن يكلل هذه الرحلة بالنجاحات والإنجازات وأسأله أن يجعل التوفيق حليفهم أينما حلت أشرعتهم ورخت حبالهم".
حضر المناسبة عدد من أصحاب المعالي الوزراء، وعدد من قادة قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وعدد من المكرمين وأصحاب السعادة، وعدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة المعتمدين لدى سلطنة عُمان، وعدد من كبار الضباط بقوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وعدد من كبار الضباط المتقاعدين، وعدد من الملحقين العسكريين من الدول الشقيقة والصديقة، وجمع من المدعوين.
ومن المقرر أن ستزور السفينة "شباب عُمان الثانية" خلال رحلتها الدولية السابعة "أمجاد البحار" 30 محطة، وترسو في 24 ميناءً بحريًا في 15 دولة؛ حيث ستشارك في مهرجان إبحار بريمر هافن، ومهرجان إبحار أمستردام، وكذلك مشاركتها في مهرجان سباقات السفن الشراعية الطويلة، إلى جانب مشاركتها في عدد من المهرجانات والاحتفالات البحرية في رحلة دولية ستقطع خلالها السفينة أكثر عن 18 ألف ميل بحري ذهابًا وعودةً في 6 أشهر.
ويُبحر في السفينة إلى جانب طاقمها 84 متدربًا من منتسبي قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، والمديرية العامة للكشافة والمرشدات بوزارة التربية والتعليم. ويخضع المتدربون خلال الرحلة لبرنامج تدريبي يحوي تجارب ومغامرات وتدريبات ومهارات الفنون البحرية الإبحار الشراعي، والعلوم الملاحية البحرية والفلكية، إلى جانب مهارات أخرى تسهم في صقل قدراتهم وتعزيز كفاءاتهم العملية والميدانية، وبالإضافة إلى إسهامهم في حمل رسالة سلطنة عُمان المتمثلة في نشر الصداقة والمحبة والوئام بين شعوب العالم.
وتسعى سفينة "شباب عُمان الثانية" إلى إيصال رسالتها المتمثلة في مد أواصر الصداقة والإخاء بين سلطنة عُمان ومختلف دول العالم من خلال التعريف بالثقافة العُمانية الأصيلة في مختلف محطاتها الدولية، معرّفة بتاريخ سلطنة عُمان البحري الماجد والمورثات العُمانية العريقة، وما تنعم به سلطنة عُمان من تقدم وازدهار بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى حفظه الله ورعاه.
يُشار إلى أن برنامج سفينة البحرية السلطانية العُمانية "شباب عُمان" للسلام والحوار الثقافي المستدام قد أُدرِجَ في قائمة أفضل الممارسات لصون التراث الثقافي غير المادي للإنسانية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" وبما يمثل إنجازا دوليًا جاء حصيلة جهود مخلصة وأدوار وطنية رائدة قدمتها السفينة "شباب عُمان" عبر رسالتها الوطنية السامية في مد جسور التواصل الحضاري والثقافي بين الأمم.
وقال اللواء الركن بحري سيف بن ناصر الرحبي قائد البحرية السلطانية العُمانية: "أبحرت سفينة البحرية السلطانية العُمانية شباب عُمان الثانية في رحلتها الدولية السابعة "أمجاد البحار" والتي تأتي بناءً عن المباركة السامية لمولانا القائد الأعلى- حفظه الله ورعاه- ونتطلع من خلال هذه الرحلة لتحقيق العديد من الأهداف ولعل أبرزها هو نشر رسالة السلام والصداقة الخالدة، وهي الرسالة الحقيقية لأهداف هذه السفينة التاريخية، بالإضافة إلى تحقيق أهداف تدريبية ورفع كفاءة الطاقم في مجال الإبحار الشراعي.. نسأل الله التوفيق لسفينة شباب عُمان وطاقمها والمتدربين وأن يكلأهم برحمته وأن يجنبهم أهوال البحار".
من جهته، قال سعادة الشيخ سعيد بن حمد السعدي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية السويق: "سعدتُ بتوديع سفينة شباب عُمان الثانية (أمجاد البحار) وهو اسم عظيم يحمل في طياته كثير من المعاني، فعُمان لها أمجاد عظيمة وتاريخ مشرف في شق عباب البحار والمحيطات لتصل إلى أوروبا مرورا بالدول العربية في قارة آسيا وقارة أفريقيا، لتنشر رسالة السلام والمحبة والثقافة العُمانية والتاريخ والإرث الحضاري العُماني العريق ونسأل الله لهم التوفيق في حلهم وفي ترحالهم".
فيما قالت سعادة ستيلا كلوث سفيرة مملكة هولندا المعتمدة لدى سلطنة عُمان: "بعد 400 عام من إرساء أولى السفن الهولندية مرساتها على طول الساحل العُماني؛ سيتم الترحيب بسفينة (شباب عُمان الثانية) السفينة الشراعية الطويلة التابعة للبحرية السلطانية العُمانية في المياه الهولندية في أغسطس المقبل خلال مهرجان إبحار أمستردام 2025، وسيتم الاحتفال هذا العام بالذكرى السنوية الـ750 لعاصمتنا من خلال النسخة العاشرة من مهرجان إبحار أمستردام، وستجتمع السفن وأفراد الطاقم والزوار من جميع أنحاء العالم للاحتفال بالتاريخ البحري ووجهات النظر العالمية المتنوعة؛ حيث تتشرف هولندا بمشاركة (شباب عُمان الثانية) التي بنتها شركة (دامن شيبياردز جروب) الهولندية، إلى جانب شقيقتيها (كليبر ستاد أمستردام ) و(سيسني برانكو) من البرازيل".
وقال المقدم الركن بحري عيسى بن سليم الجهوري قائد سفينة شباب عُمان الثانية: "ستقطع سفينة البحرية السلطانية العُمانية شباب عُمان الثانية خلال رحلتها الدولية السابعة (أمجاد البحار) 10 بحار ومحيطين، وتهدف الرحلة إلى تحقيق العديد من الأهداف والمبادئ الوطنية السامية وتحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040" من خلال محور البيئة المستدامة، ويشارك في هذه الرحلة كوكبة من الشباب العُماني من مختلف القطاعات العسكرية والأمنية والمدنية لتمثيل وطنهم خير تمثيل".
أما النقيب أحمد بن عبدالله المعمري ضابط التدريب بسفينة شباب عُمان الثانية، فقد قال: "يُشارك في هذه الدورة متدربون من الجنسين من منتسبي قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، والمديرية العامة للكشافة والمرشدات بوزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلى عدد من طلاب الجامعات، ويكتسب المتدربون خلال التحاقهم بالدورة مهارات متنوعة في عدة مجالات، من أبرزها: الإبحار الشراعي، والعلوم الملاحية البحرية والفلكية، إلى جانب مهارات أخرى تسهم في صقل قدراتهم وتعزيز كفاءاتهم العملية والميدانية".
وقلال النقيب أحمد بن محمد الحبسي ضابط الأشرعة بسفينة شباب عُمان الثانية: "تُعد سفينة شباب عُمان الثانية بمثابة سفير بحري لعُمان، يجسّد روح المغامرة البحرية العُمانية العريقة، وتضم السفينة طاقمًا عُمانيا بخبرات وكفاءات عالية في إدارة السفينة وصيانتها، فضلًا عن مهاراتهم المتميزة في فنون الإبحار الشراعي التقليدي، ويُعرف طاقم السفينة بكفاءته العالية وقدرته على الحفاظ على التراث البحري العُماني الأصيل، مجسدين القيم الحضارية العُمانية في كل محفل دولي يشاركون فيه".
وقال الملازم أول اليقظان بن خالد الهنائي ضابط الملاحة بسفينة شباب عُمان الثانية: "ستُبحر سفينة شباب عُمان الثانية في رحلتها الدولية السابعة 'أمجاد البحار' متوجهة إلى القارة الأوروبية، ومن المتوقع أن تقطع السفينة 18 ألف ميل بحري، ممثلة في إبحار السفينة في محيطين و10 بحار وعبور 4 مضائق بحرية، وستزور السفينة 30 محطة، وسو ف ترسو في 24 ميناءً مرورًا بـ15 دولة مختلفة، وستشارك في خمس مهرجانات وسباقات للسفن الشرعية الطويلة".
وقال المتدرب نائب العريف مؤيد بن عبدالله الغاربي: "إنها فرصة كبيرة أن أكون ضمن المتدربين في سفينة شباب عُمان الثانية في رحلتها للقارة الأوروبية 'أمجاد البحار'، وتعد سانحة لاكتساب المهارات البحرية من الطاقم والمتدربين في مختلف المجالات المتعلقة بالإبحار والمهارات في السفينة، وإن الهدف الأسمى من مشاركتي هو رفع راية سلطنة عُمان خفاقة عالية والتمثيل المشرف للبلاد من خلال تجسيد قيم السلام والتفاهم التي عرف بها تاريخنا العريق".
فيما قالت المتدربة العريف بحري سليمة بنت بخيت الحجرية: "سعيدة جدًا بمشاركتي في رحلة سفينة شباب عُمان الثانية إلى القارة الأوروبية؛ حيث تلقينا خلال الأيام الماضية تدريبات مكثفة على ظهر السفينة في جميع فنون الملاحة البحرية استعدادا لبدء الرحلة، فأنا متحمسة لخوض هذه التجربة الجديدة بكل ما فيها من مغامرات لرفع راية سلطنة عُمان في المحافل الدولية".
وقال المتدرب نائب العريف محمد بن علي المقبالي: "تشرفتُ بأن أكون ضمن المتدربين في رحلة سفينة شباب عُمان الثانية، والتي بلا شك ستكون مكسبا كبيرا لي في مجال الإبحار الشراعي والتعرف على ثقافات الشعوب الأخرى وتكوين صداقات دولية قائمة على تبادل الاحترام والتفاهم".
وقالت المدنية مآثر بنت محمد البلوشية (ممرض عام بالسفينة): "إنه لفخر عظيم وشرف كبير أن أكون جزءًا من الطاقم الطبي لسفينة شباب عُمان الثانية في رحلتها السابعة واستعدادًا لهذه الرحلة المميزة، قمنا بتجهيز العيادة الطبية على متن السفينة بكامل المعدات الطبية الأساسية، إضافة إلى توفير الأدوية العلاجية اللازمة، والتحصينات الوقائية لضمان صحة وسلامة جميع أفراد الطاقم والمشاركين، ولقد حرصنا على أن تكون العيادة مجهزة وفق أعلى المعايير الطبية لتلبية جميع الاحتياجات الصحية خلال الرحلة البحرية الطويلة آملين توفير بيئة آمنة وصحية لضمان تقديم الرعاية الطبية الفورية واللازمة في جميع الظروف".
وتحدثت الجوالة سهام بنت خصيف الرشيدية قائلة: "مُمتنة لمشاركتي في رحلة سفينة شباب عُمان الثانية 'أمجاد البحار'؛ حيث تم تدريبنا على أهمية الالتزام بالوقت واحترام الجدول الزمني، وكيفية قيادة الدفة ومعرفة أنواع الحبال وأسماء الأشرعة، وكيفية استخدامها في توجيه السفينة، وصعود الصواري، ومعرف أنواع العوامات ودلالاتها، بالإضافة إلى الإنارات البحرية وكيفية قراءتها وفهمها".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حين يعلو صوت الحنين
حين يعلو صوت الحنين

جريدة الرؤية

timeمنذ يوم واحد

  • جريدة الرؤية

حين يعلو صوت الحنين

سهام بنت أحمد الحارثية harthisa@ الفقد ليس لحظة، بل عمرٌ جديد يبدأ دون من نحب... هو الامتحان الأعظم الذي تواجهه الأرواح، حين تُنتزع قطعة منها لا تُعوّض، ويرحل من كان ظلًا وسندًا ودعاءً لا ينقطع، وفي هذا المقام المهيب، وقفت السيدة الجليلة عهد بنت عبدالله البوسعيدية حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها-، تكتب بالكلمات ما تعجز عنه الحواس، وتُسطّر من الحزن ما لا تبلغه الدموع، مودّعة والدتها المرحومة السيدة خالصة بنت نصر البوسعيدي، التي ارتقت روحها إلى بارئها، وخلّفت في القلب فراغًا لا يملؤه سوى الرجاء. إنه فقد الأم… ذلك النوع من الرحيل الذي لا يُعلّم، ولا يُدرّب عليه الإنسان؛ بل يسكنه بغتة، كزلزال لا ينذر، ويقلب تفاصيل الحياة رأسًا على عقب، حين تغيب الأم، يغيب الأمان، ويغيب ذاك الحضن الذي وإن طال البعد عنه، يكفي أن نعلم بوجوده.. ويغيب الدعاء الصادق الذي يسبقك في كل صباح ومساء، دون أن تدري. لكن السيدة الجليلة لم تكتب من حطام الحزن؛ بل من نور الإيمان.. كتبت من مقام الرضا، لا الانكسار، ومن قمة الصبر، لا هوة الألم، واجهت الفقد بالكلمة، وسلّحت قلبها بالدعاء، وفتحت دفاتر البرّ، وقرأتها على الله، تسأله أن يُجزل الجزاء، ويعلي المقام، ويرزقها اللقاء. لقد كتبت عن والدتها لا لتُرثيها؛ بل لتشهد لها، لتُخبر الدنيا أن هذه الروح التي مضت، لم تكن كأي روح.. كانت يدًا خفية في الخير، وصوتًا لا يُسمع لكنه يصل، ووجهًا باسمًا في زمنٍ شحيح بالطيبة… كانت من أولئك الذين يمشون على الأرض في هدوء، لكن أثرهم لا يغيب، وسيرتهم لا تُنسى. واجهت السيدة الجليلة فداحة الفقد كما لا يفعل كثيرون؛ لم تتكئ على الحزن؛ بل على الذكرى الطيبة، ولم تنهَر أمام الموت، بل رفعت بصرها نحو السماء، وقالت: " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ". في كلماتها عزاء لكل من فقد، ولكل قلبٍ انفطر على رحيل أم، ولكل نفسٍ تبحث عن عزاء لا يأتي من الناس، بل من الله وفي كلماتها درس أن الفقد لا يُواجه بالبكاء فقط، بل بالتسليم، وأن الوفاء لا يكون بالنداء، بل بالدعاء، وأن الكلمة إذا خُطّت بصدق، صارت دعاءً، وإذا سُكبت من الحنين، صارت صلاةً. وأقول يا سيدة القلوب الراضية.. نسأل الله أن يربط على قلبك، ويجبر كسرك، ويجعل حزن قلبك رفعةً، وصبرك نورًا، وأن يُريك في كل ذكرى من والدتك ما يُبهج، وفي كل دعاء لها ما يُطمئن، اللهم اجعل هذا الفقد شاهدًا على محبتها، وهذا الصبر دليلًا على بِرِّها، واملأ قلبها سكينةً لا تنفد، ورضًا لا ينطفئ، وأجرًا لا ينقطع.

السيدة الجليلة ترثي والدتها: كانت جبلًا من الصبر مُتجردة من زُخرف الترف
السيدة الجليلة ترثي والدتها: كانت جبلًا من الصبر مُتجردة من زُخرف الترف

جريدة الرؤية

timeمنذ يوم واحد

  • جريدة الرؤية

السيدة الجليلة ترثي والدتها: كانت جبلًا من الصبر مُتجردة من زُخرف الترف

الرؤية- غرفة الأخبار نعت السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- والدتها السيدة خالصة بنت نصر بن يعرب البوسعيدي، التي وافتها المنية يوم الإثنين الماضي، وارتقت إلى "جوار بارئها في لحظةٍ امتزج فيها الفقد بالتسليم، والحزن بالرجاء، مستبشرة برحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء"، بحسب بيان رسمي صادر عن السيدة الجليلة- أبقاها الله. وجاء في بيان النعي: "كانت النية البيضاء التي يعلمها رب العباد، ومد يد العون، والخبايا الصالحة، ساعيةً للجود والإحسان، سعي من يرجو فضل الله تعالى، تفيض بعطاءٍ لا يُرى، وبدعوات لا تُسمع، وتتصل حيث يُرجى آثارها، ويُجزى عند الله سعيها". وتابع البيان مُعدِّدًا مآثر الفقيدة: "لقد عاشت في بساطة متجردة من زخرف الترف، كأن أيامها نُسجت من خيوط الفطرة الأولى. لم تعرف روحها التكلف؛ بل مضت بخطى وئيدة يسندها الرضا، عالمها صفاء يعانق الروح واستقرار ينبع من صميم الإنسانية الخالصة. نفسها تأنس إلى البساطة أنس الطيور إلى فضائها. ومضى البيان قائلًا: "كانت جبلًا من الصبر، وركنًا للثبات. لقد اختبرتها الحياة، فكانت الجواب الجميل في كل امتحان، والمثال الرفيع للصبر والجَلد. وفي مرضها الأخير، ظلت روحها كما عاهدناها: معطاءًة، مُطمئنة، متوشحةً بالصبر، قريرةً بالرضا، مؤمنة بما كتب الله، لا تئن ولا تشتكي؛ بل تُسلِّم وتحمد وتشكر". واختتم البيان بالقول: "أقفُ على أعتاب الدعاء، أطرق باب الكريم الذي لا يرد سائلًا، أتضرع إليه بعين الرجاء أن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وأن يفتح لها بابًا من نور لا يُغلق أبدًا، وأن يجعل كل يدٍ أعانتها، وكل معروف أسدته، وكل ابتلاءٍ مرت به، شاهدًا لها لا عليها، وسببًا لرفعة درجتها، وبلاغًا لمقامها عند رب رحيم، وأن ينزلها منزلًا مباركًا؛ حيث لا ألم ولا فقد، ولا فناء، دار القرار، ودار الأبرار، والمقام الآمن، الذي لا يعقبه فزع، ولا يليه وداع". اللهم اجعلها من صفوة أوليائك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، من السابقات إلى الخيرات، ومن الفائزات، المستبشرات بالرضوان. ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون، والحمدلله حمد الصابرين، الشاكرين المحتسبين.

سفارتنا في كوريا تحتفي بـ"شجرة اللبان العُمانية"
سفارتنا في كوريا تحتفي بـ"شجرة اللبان العُمانية"

جريدة الرؤية

timeمنذ 3 أيام

  • جريدة الرؤية

سفارتنا في كوريا تحتفي بـ"شجرة اللبان العُمانية"

سول- العُمانية نظمت سفارة سلطنة عُمان في جمهورية كوريا، أمس فعالية مميزة لزراعة شجرة اللبان العُمانية، إضافة إلى زهرة السُّلطان قابوس بن سعيد- طيّبَ اللّٰهُ ثراه- وزهرة جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه اللّٰهُ ورعاه- وزهرة السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- في حديقة سول للنباتات؛ وذلك في إطار جهود السفارة المستمرة لتعزيز التبادل الثقافي والبيئي بين سلطنة عُمان وجمهورية كوريا، وتسليط الضوء على الروابط التاريخية العميقة التي تجمع سلطنة عُمان وجمهورية كوريا. وشهدت المناسبة حضور العديد من الشخصيات العامة والمسؤولين الذين شاركوا في زراعة الأشجار وفي مقدمتهم سعادة كيم هيونغ دونغ عضو الجمعية الوطنية ونائب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الكورية- العُمانية، وسعادة تشونغ كوانغ يونغ المدير العام لمكتب شؤون أفريقيا والشرق الأوسط بوزارة الشؤون الخارجية الكورية، وسعادة كيم تشانغ مو رئيس الجمعية الكورية- العربية، ومديرة حديقة سيئول للنباتات، وعدد من السفراء المعتمدين في جمهورية كوريا. وأعرب سعادة الشيخ زكريا بن حمد هلال السعدي، سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية كوريا عن شكره للضيوف لحضورهم هذه المناسبة، وأشار إلى أن هذه الفعالية كانت مقررة العام الماضي احتفالاً بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وجمهورية كوريا، ولكن إجراءات الحجر الصحي المتعلقة بالنباتات حالت دون تنفيذ الحدث في وقته. وأعرب عن تقديره لوكالة الحجر الصحي والنباتي في جمهورية كوريا، وحديقة سيئول النباتية وشؤون البلاط السُّلطاني (الحدائق والمزارع السُّلطانية) في سلطنة عُمان على تعاونهم وتفانيهم في تحقيق هذا الحدث. وأكد سعادة السفير على أهمية هذه المناسبة، واصفاً إياها بأنها تجسد قيم التعاون والحوار الحضاري، وقال "إن زراعة هذه الأشجار والزهور ليس مجرد فعل رمزي، بل تعكس التزامنا بالحفاظ على التراث الطبيعي والتاريخي لسلطنة عُمان". وأشاد سعادته بالروابط التاريخية بين البلدين، مؤكداً على امتدادها منذ عهد مملكة شيلا الكورية، مشيراً إلى وجود لبقايا من اللبان العُماني في معبد في مدينة كيونغجو في كوريا والتي تعود إلى أكثر من ألف عام وهذا خير دليل على عمق التبادل التاريخي والتجاري بين سلطنة عُمان وجمهورية كوريا. بدورها، أعربت مديرة حديقة سيئول النباتية، عن امتنانها لجهود سفارة سلطنة عُمان في سيئول، مشيدة بالمبادرة التي تقدم رموزاً متجذرة في التراث العُماني، مؤكدة على أهمية الاستمرار في العناية بهذه النباتات لضمان نموّها الصحي في الحدائق الكورية. ويؤكد هذا الحدث التزام سلطنة عُمان بتعزيز الحوار الحضاري والتعاون البيئي من خلال مبادرات خلاقة تسلط الضوء على كنوزها الطبيعية القيّمة. وتشير إلى عمق التواصل الحضاري والتاريخي بين سلطنة عُمان وجمهورية كوريا منذ ألف عام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store