logo

كيف تدار الهندسة الجيولوجية في إفريقيا

الاقتصاديةمنذ 5 أيام

مع انتشار الكوارث المناخية واشتدادها حِدّة وتدميرا، ازداد الاهتمام بما يسمى "إدارة الإشعاع الشمسي" (
SRM
)، مجموعة من التدخلات على نطاق ضخم لخفض درجات الحرارة العالمية عن طريق زيادة كمية أشعة الشمس المنعكسة بعيدا عن الأرض. للتوضيح، لا تزال مخاطر وفوائد إدارة الإشعاع الشمسي غير مؤكدة. لكن هذا سبب إضافي لتصميم نهج سياسي مدروس في التعامل مع تكنولوجيات الهندسة الجيولوجية الناشئة ــ والمثيرة للجدال.
يصدق هذا التحوط بشكل خاص في إفريقيا، حيث من الممكن أن تخلف جهود إدارة الإشعاع الشمسي عواقب اقتصادية واجتماعية كبرى وقد تحول الانتباه أو التمويل بعيدا عن أولويات مُـلِـحّـة أخرى مثل: توسيع نطاق القدرة على الوصول إلى الطاقة ودعم تحول الطاقة العادل. لذا، يتعين على صناع السياسات والأكاديميين في القارة أن يعملوا على ضمان استرشاد المناقشات الدائرة حول إدارة الإشعاع الشمسي في إفريقيا بمجموعة من المبادئ التي تؤكد على الشفافية وعملية صنع القرار على أساس مستنير، وتسليط الضوء على التحيزات، وديناميكيات القوة، وثغرات الحوكمة المحيطة بهذه الأداة المحتملة.
نظرا لانعدام اليقين على هذا النحو، يتعين على القادة الأفارقة أن يدفعوا باتجاه نهج شفاف ومنصف في البحث في حوكمة أساليب إدارة الإشعاع الشمسي. بادئ ذي بدء، يعني ذلك الاعتراف بديناميكيات القوة غير المتكافئة بين أولئك الذين يمولون الأبحاث في هذا المجال وأولئك الذين يعملون على زيادة الرقابة عليه. ستزداد هذه الفجوة اتساعا إذا لم تبدأ الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، والمنظمات الخيرية، في التعامل مع حقيقة مفادها أن كيانات القطاع الخاص بدأت تعمل على تطوير إدارة الإشعاع الشمسي.
وهذا يحدث بالفعل الآن إلى حد ما. فعلى مدار العقدين الأخيرين، هيمنت قوى فاعلة في الشمال العالمي ــ سواء من مؤيدي أو معارضي إدارة الإشعاع الشمسي ــ على هذا المجال. والجهود المبذولة لملاحقة البحوث الجديدة في بلدان الجنوب العالمي والتعرف على وجهات نظرها السياسية مشجعة، لكنها لا تزال غير كافية. لتجاوز أشكال المشاركة الاستعمارية، من الأهمية بمكان تيسير تبادل المعرفة، بدلا من الدفع باتجاه نتائج محددة سلفا.
تدرك الحكومات الإفريقية تمام الإدراك مدى صعوبة إيجاد التوازن بين الاستثمار المرتبط بالمناخ والتنمية الاقتصادية. الواقع أن عددا كبيرا من هذه الحكومات، الواقعة في دوامة ضائقة الديون، تناضل في محاولة استعادة الاستقرار المالي، وتمويل التدابير المعاكسة للدورات الاقتصادية لوضع اقتصاداتها على مسار أكثر استدامة، والتكيف مع التهديد المناخي المتنامي.
توصلت سلسلة من الحوارات التي نظمتها مؤسسة المناخ الإفريقية والتحالف من أجل المداولات العادلة بشأن الهندسة الجيولوجية الشمسية إلى عدد كبير من الاستنتاجات ذاتها، بما في ذلك أن إدارة الإشعاع الشمسي يجب ألا تؤدي إلى تفاقم أوجه التفاوت وتقويض العمل المناخي، ويجب أن تُـحـكَـم وفقا لذلك. سلطت الاجتماعات الضوء أيضا على الحاجة إلى تحسين تبادل المعلومات وبناء القدرات في الحكومات الإفريقية، والمجتمع المدني، والأوساط الأكاديمية عندما يتعلق الأمر بإدارة الإشعاع الشمسي، حيث لا يعرف عدد كبير من قادة القارة ما يكفي عن هذه التكنولوجيات.
في حين أن البلدان الإفريقية مهمومة دون شك بشواغل أشد إلحاحا من إدارة الإشعاع الشمسي، يتعين على صناع السياسات وأصحاب المصلحة في القارة أن يكونوا أكثر استعدادا للتعامل مع هذا المجال السريع التطور. سيؤدي تصميم وحوكمة إدارة الإشعاع الشمسي دورا مهما في تحديد مدى تأثير هذه التكنولوجيا، ومن الممكن أن يساعد تطوير فهم دقيق لهذه التكنولوجيات على مراحلها المبكرة في مختلف أنحاء إفريقيا في توجيه عملية صنع القرار في الأمد البعيد. مع تسارع وتيرة الانحباس الحراري الكوكبي، سيكون الانخراط في إدارة الإشعاع الشمسي على المستويات الإقليمية، والوطنية، والمحلية أمرا بالغ الأهمية لإنشاء نظام بيئي شامل، وشفاف، وخاضع للمساءلة لإدارة الهندسة الجيولوجية الشمسية على مستوى القارة.
خاص بـ "الاقتصادية"
حقوق النشر: بروجيكت سنديكيت، 2025.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الغطاء النباتي السعودي يزرع أكثر من 20 مليون شجرة في الرياض
الغطاء النباتي السعودي يزرع أكثر من 20 مليون شجرة في الرياض

مجلة سيدتي

timeمنذ 10 ساعات

  • مجلة سيدتي

الغطاء النباتي السعودي يزرع أكثر من 20 مليون شجرة في الرياض

يعمل مركز الغطاء النباتي السعودي على تنفيذ 40 مبادرة في منطقة الرياض بحلول عام 2100م، موزعة على 4 نطاقات رئيسة للتشجير؛ ما سيؤدي إلى زراعة نحو 1.4 مليار شجرة، وإعادة تأهيل نحو 12.8 مليون هكتارٍ من الأراضي. وأظهرت التحليلات توفر أراضٍ للمركز تقدر بـ 75 ألف هكتارٍ ضمن نطاق 10 كم من محطات المعالجة، و302 ألف هكتارٍ ضمن نطاق برنامج الاستمطار، في ظل الجهود الوطنية؛ لتعزيز الاستدامة البيئية، وتحقيق مستهدفات مبادرة "السعودية الخضراء". وأثمرت جهود التشجير التي يقودها المركز عن زراعة ما يقارب 20.3 مليون شجرة في منطقة الرياض، بالتعاون مع أكثر من 86 جهة من القطاعين الحكومي والخاص، ضمن مجموعة من المشاريع والمبادرات الهادفة إلى مكافحة التصحر، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز التنوع الحيوي في المنطقة. زراعة 2 مليون شجرة ويسهم 13 مشروعًا تشجيريًا في منطقة الرياض ، في زراعة نحو 2 مليون شجرة و181,300 شجيرة، ضمن خطة متكاملة تعتمد على الدراسات البيئية والمسوحات الميدانية؛ لتحديد أنسب المواقع ل لتشجير ضمن النطاقات البيئية، والزراعية، والحضرية، والمواصلات، بما يعزز من الغطاء النباتي ويحقق مستهدفات الاستدامة. وتأتي هذه الجهود في سياق الدور المحوري الذي يقوم به المركز في حماية الغطاء النباتي وتنميته، من خلال تنفيذ مشاريع لإعادة التأهيل، والمراقبة البيئية، ومكافحة الاحتطاب، والإشراف على استثمار المراعي والمتنزهات، بما يحقق التوازن البيئي، ويسهم في تحسين جودة الحياة، مستندًا في خطته التنموية إلى مبادئ أساسية لضمان استدامة عمليات التشجير، مثل: حماية الغطاء النباتي القائم، واستخدام الموارد المائية المتجددة، واعتماد الأنواع النباتية المحلية، والحفاظ على التوازن البيئي، وتوظيف النماذج الجغرافية المناسبة، وإشراك أصحاب المصلحة والمجتمعات المحلية. تابعوا المزيد: نبذة عن مركز الغطاء النباتي يُذكر أن مركز الغطاء النباتي يهدف إلى تنمية مواقع الغطاء النباتي وحمايتها والرقابة عليها، وتأهيل المتدهور منها، والكشف عن التعديات عليها، ومكافحة قطع الأشجار، إضافة إلى الإشراف على إدارة المراعي، وحوكمة الرعي، وحماية الغابات والمتنزهات الوطنية واستثمارها، كما يدعم عبر مشروعاته المتنوعة جهود مكافحة التغيُّر المناخي، وتخفيض الانبعاثات الكربونية عالميًّا، مما يعزز التنمية "البيئية والاقتصادية" المستدامة؛ تحقيقًا لمستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، ودعمًا لجودة الحياة للأجيال الحالية والمقبلة. يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس

الصين تطلق 3 تريليونات لتر من المياه على ارتفاع 8 آلاف قدم!
الصين تطلق 3 تريليونات لتر من المياه على ارتفاع 8 آلاف قدم!

العربية

timeمنذ 14 ساعات

  • العربية

الصين تطلق 3 تريليونات لتر من المياه على ارتفاع 8 آلاف قدم!

تواصل الصين إبهار العالم بمشروعات جديدة من حين لآخر، سواء في عالم السيارات أو الطاقة. لكن هذه المرة، ما يحدث في أعالي الجبال الغربية الصينية يتجاوز حدود الابتكار، ويقترب من حدود الظواهر الطبيعية الغريبة. بدأت الصين بتخزين المياه في مشروع "شوانغجيانغكو" الهيدروليكي، في مقاطعة سيتشوان، الذي يُعد أضخم مشروع من نوعه على مستوى العالم، حيث سيخزن أكثر من 3 تريليونات لتر من المياه على ارتفاع يصل إلى 8 آلاف قدم. المشروع الذي انطلق عام 2015، بدأ فعلياً في تخزين المياه منذ الأول من مايو 2025، استعداداً لتوليد طاقة كهربائية نظيفة تُقدّر بـ7 مليارات كيلوواط/ساعة سنوياً، وفقاً لما ذكره موقع "Eco Portal"، واطلعت عليه "العربية Business". سد بارتفاع ناطحة سحاب يقع السد على نهر دادو، أحد روافد حوض سيتشوان، ويبلغ ارتفاعه 315 متراً، ما يجعله أعلى سد في العالم. وقد تم تمويل المشروع بـ36 مليار يوان (نحو 4.9 مليار دولار)، وتنفذه شركة "باور تشاينا" الحكومية، التي أعلنت أن منسوب المياه بعد المرحلة الأولى من التخزين بلغ 2344 متراً فوق سطح البحر، أي أعلى بـ80 متراً من مستوى النهر الأصلي. لكن خلف هذا الإنجاز، يلوح في الأفق تساؤل علمي: هل يمكن لمثل هذا المشروع الضخم أن يمر دون آثار جيولوجية؟ ويحذر خبراء من احتمال حدوث هزات أرضية نتيجة الضغط الهائل للمياه، إضافة إلى تغيرات في تدفق الأنهار وتأثيرات محتملة على القشرة الأرضية. ومع ذلك، يرى المهندسون أن فوائد المشروع في تقليل الاعتماد على الفحم وخفض انبعاثات الكربون بنحو 7.18 مليون طن سنوياً، تفوق هذه المخاطر المحتملة.

الطريق نحو الـ 1.4 مليار شجرة.. زراعة أكثر من 20 مليون شجرة في منطقة الرياض
الطريق نحو الـ 1.4 مليار شجرة.. زراعة أكثر من 20 مليون شجرة في منطقة الرياض

صحيفة سبق

timeمنذ 15 ساعات

  • صحيفة سبق

الطريق نحو الـ 1.4 مليار شجرة.. زراعة أكثر من 20 مليون شجرة في منطقة الرياض

يعمل مركز الغطاء النباتي على تنفيذ 40 مبادرة في منطقة الرياض بحلول عام 2100م، موزعة على 4 نطاقات رئيسة للتشجير؛ مما سيؤدي إلى زراعة نحو 1.4 مليار شجرة، وإعادة تأهيل نحو 12.8 مليون هكتارٍ من الأراضي. وأظهرت التحليلات توفر أراضٍ للمركز تقدر بـ 75 ألف هكتارٍ ضمن نطاق 10 كم من محطات المعالجة، و302 ألف هكتارٍ ضمن نطاق برنامج الاستمطار، في ظل الجهود الوطنية؛ لتعزيز الاستدامة البيئية، وتحقيق مستهدفات مبادرة "السعودية الخضراء". وأثمرت جهود التشجير التي يقودها المركز عن زراعة ما يقارب 20.3 مليون شجرة في منطقة الرياض، بالتعاون مع أكثر من 86 جهة من القطاعين الحكومي والخاص، ضمن مجموعة من المشاريع والمبادرات الهادفة إلى مكافحة التصحر، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز التنوع الحيوي في المنطقة. ويسهم 13 مشروعًا تشجيريًا في منطقة الرياض، في زراعة نحو 2 مليون شجرة و181,300 شجيرة، ضمن خطة متكاملة تعتمد على الدراسات البيئية والمسوحات الميدانية؛ لتحديد أنسب المواقع للتشجير ضمن النطاقات البيئية، والزراعية، والحضرية، والمواصلات، بما يعزز من الغطاء النباتي ويحقق مستهدفات الاستدامة. وتأتي هذه الجهود في سياق الدور المحوري الذي يقوم به المركز في حماية الغطاء النباتي وتنميته، من خلال تنفيذ مشاريع لإعادة التأهيل، والمراقبة البيئية، ومكافحة الاحتطاب، والإشراف على استثمار المراعي والمتنزهات، بما يحقق التوازن البيئي، ويسهم في تحسين جودة الحياة، مستندًا في خطته التنموية إلى مبادئ أساسية لضمان استدامة عمليات التشجير، مثل: حماية الغطاء النباتي القائم، واستخدام الموارد المائية المتجددة، واعتماد الأنواع النباتية المحلية، والحفاظ على التوازن البيئي، وتوظيف النماذج الجغرافية المناسبة، وإشراك أصحاب المصلحة والمجتمعات المحلية. يذكر أن مركز الغطاء النباتي يهدف إلى تنمية مواقع الغطاء النباتي وحمايتها والرقابة عليها، وتأهيل المتدهور منها، والكشف عن التعديات عليها، ومكافحة قطع الأشجار، إضافة إلى الإشراف على إدارة المراعي، وحوكمة الرعي، وحماية الغابات والمتنزهات الوطنية واستثمارها، كما يدعم عبر مشروعاته المتنوعة جهود مكافحة التغيُّر المناخي، وتخفيض الانبعاثات الكربونية عالميًّا، مما يعزز التنمية (البيئية والاقتصادية) المستدامة؛ تحقيقًا لمستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، ودعمًا لجودة الحياة للأجيال الحالية والمقبلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store