
كيف تعزز الكرة الأرجنتينية حضورها في الولايات المتحدة؟
عندما انطلقت صافرة النهاية داخل ملعب مونومنتال ليلة الثلاثاء الماضي، بدا وكأن المنتخب الأرجنتيني للرجال قد فاز للتو بلقب دولي جديد. وبالطبع، فإن هزيمة منافسك بنتيجة 4-1 بعد خمس ساعات فقط من ضمان تأهلك لكأس العالم 2026، هي سببٌ للاحتفال الكبير.
وبحسب شبكة «The Athletic»، أضاءت الألعاب النارية سماء بوينس آيرس. قفز اللاعبون فرحاً على وقع هتافات 84 ألف مشجع يهتفون «إل كي نو سالتا إز دي برازيل»، والتي تعني «من لا يقفز فهو من البرازيل»، في إشارة إلى الاحتفال الكبير بالفوز العريض.
لا شك أن المدرجات داخل أحد أكبر ملاعب الأرجنتين - أكبر من ملعب ميتلايف ستاديوم الذي سيستضيف نهائي كأس العالم 2026 أو أي ملعب آخر عادي في دوري كرة القدم الأميركية - كانت تهتز بقوة بعد صافرة النهاية.
كان فوزاً تاريخياً، وتذكيراً بأن هذا المنتخب الوطني، الذي يُمكن القول إنه أعظم منتخب شهدته الأرجنتين على الإطلاق وحامل لقب كأس العالم، يتعلم كيف ينجح من دون نجمه الأبرز. غاب ليونيل ميسي عن الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم بسبب الإصابة.
مع حصول الأرجنتين على تذكرة كأس العالم، يُمكنها الآن تحويل تركيزها إلى عام 2026 - وهو أمر دأب الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم (إيه إف إيه) على القيام به منذ فترة.
ليس سراً أن الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم قد ركز على السوق الأميركية لتوسعه التجاري، حيث اتخذ خطواته الأولى في ميامي العام الماضي. ويقوم الاتحاد ببناء منشأة تدريب هناك يأمل أن تكون مقراً للمنتخب الوطني في عام 2026. وقد أطلقت بالفعل أكاديميتين لكرة القدم في المنطقة، تخدمان ما يقرب من ألف لاعب.
لكن الآن، يوسّع «إيه إف إيه» طموحاته شمالاً، حيث أطلق رسمياً توسعه إلى مدينة نيويورك في مارس (آذار). مع ذلك، يختلف النهج هنا قليلاً عن ميامي.
صرح لياندرو بيترسن، كبير مسؤولي الشؤون التجارية والتسويق في (إيه إف إيه): «لدينا العديد من الخطط للولايات المتحدة بأكملها، لكنني أعتقد أن الفرق مع نيويورك، مقارنةً بالمناطق الأخرى، هو أن غالبية المقرات الرئيسية للشركات موجودة هنا». وأضاف: «لذلك، ولأننا مهتمون جداً بالعلاقات مع تلك الشركات، فإن نيويورك أهم بكثير من ميامي».
يبدو التوسع في نيويورك خطوةً واضحةً لأي منظمة ذات طموحات عالمية، نظراً لأن المدينة لا تزال واحدة من أهم المراكز المالية في العالم. كما أنها مقر بعض أكبر الدوريات الرياضية في الولايات المتحدة.
لهذا السبب، أقام الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم فعاليةً حافلةً بالنجوم في مركز بالي بمانهاتن الشهر الماضي. لما يقارب أربع ساعات، اجتمعت وسائل الإعلام الناطقة بالإسبانية، ومسؤولون منتخبون من نيويورك، ونجوم أرجنتينيون عظماء مثل هيرنان كريسبو، وممثلون عن عشرات الشركات، على مائدة الإمباناداس وكأس مالبك. تضمّنت الفعالية، بالطبع، صوراً لميسي ورفاقه وهم يرفعون كأس العالم في قطر، بالإضافة إلى عرض نسخة طبق الأصل من الكأس.
في وقت مبكر من المساء، شارك الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم الحضور ما حققه بالفعل لتوسيع علامته التجارية عالمياً، مُغرقاً الحضور بصور مشاريع طموحة قيد التنفيذ في أماكن مثل الشرق الأوسط وآسيا. كما أُشير بإيجاز إلى برج الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، وهو مشروع سكني فاخر يُقترح إنشاؤه في دبي - ومن المقرر أن يضم متحفاً تفاعلياً للاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، وأكاديميات لكرة القدم، ومطعماً مستوحى من كرة القدم الأرجنتينية - بالإضافة إلى شراكة مع «فانيتكس» لافتتاح متجره الإلكتروني.
قال بيترسن: «لاحظتُ قبل الحدث وبعده اهتماماً من الشركات التي سعت للتعاقد مع المنتخب الوطني كراعٍ، وللعمل مع الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، مُدركةً وجود استراتيجية قوية جداً للاتحاد هنا، بالإضافة إلى وجود ميسي (في الولايات المتحدة)، وكونه بطلاً للعالم - دعنا نقل فقط إن كل شيء سار بسلاسة تامة. والحقيقة هي أن الحدث فاق توقعاتنا حقاً».
في حين اعتُبر الحدث بمثابة الانطلاقة الرسمية للاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم في المدينة، إلا أن الاتحاد قد رسخ جذوره بالفعل في نيويورك من خلال أحد رعاته العالميين، «أميركان إكسبريس». وقد دخلت شركة بطاقات الائتمان، التي يقع مقرها الرئيسي هناك، في شراكة مع الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم لأول مرة في عام 2023، وفي العام الماضي وسّع نطاق اتفاقيتهما لتستمر حتى عام 2026.
ويهدف هذا إلى استقطاب مزيد من الرعاة مثل هذا لتوسيع البصمة التجارية للاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم في الولايات المتحدة. هذا بالإضافة إلى ورش العمل والأنشطة الكروية التي يخطط لإطلاقها بالشراكة مع القادة المحليين ولجنة نيويورك نيو جيرسي لاستضافة كأس العالم.
من المؤكد أن كرة القدم الأرجنتينية شهدت ازدهاراً هائلاً في السوق الأميركية منذ دخول الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم إليها.
شهدنا وصول ميسي المبشر إلى الدوري الأميركي لكرة القدم مع إنتر ميامي، والمسيرة الناجحة للأرجنتين خلال بطولة كوبا أميركا العام الماضي، والتي أسفرت عن فوز «لا ألبيسيليستي» بالكأس بعد فوزها 1-0 على كولومبيا في الوقت الإضافي على ملعب هارد روك.
كما شهدنا وصول الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مؤخراً، الذي وقّع عقداً تاريخياً لتدريب المنتخب الأميركي للرجال حتى كأس العالم 2026، ليصبح أغلى مدرب في تاريخ المنتحب.
قال بيترسن إن وجود بوكيتينو وميسي في الولايات المتحدة «مذهل»، بوكيتينو مدربٌ خرج من نيولز أولد بويز، وهو نادٍ رمزي لنادي طفولة ميسي. فهو يُمثل قيم كرة القدم الأرجنتينية. قال بيترسن: «ما نسميه (بوتيرو). بالنسبة لنا، كل ذلك متناغم تماماً».
كما حققت بطولة كوبا أميركا نجاحاً باهراً لنمو الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم في الولايات المتحدة، حيث وفرت له الدعم الهيكلي اللازم في ظل تحول السوق إلى وجهة لكرة القدم الدولية خلال الصيفين المقبلين.
وأشار بيترسن إلى أن الاهتمام بكرة القدم الأرجنتينية ارتفع بشكل كبير خلال البطولة، وتجلى ذلك في زيادة حركة البحث والمتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي. قبل البطولة، كان لدى قنوات الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم حوالي 7 ملايين متابع، ثم ارتفع إلى 11 مليوناً بعد فوز الأرجنتين بكوبا أميركا. كما تم تصميم قنوات الاتحاد الإنجليزية خصيصاً للجمهور الأميركي، بدلاً من مجرد الترجمة من الإسبانية، وهو ما أحدث الفارق.
وقال بيترسن: «هناك فريق من الأشخاص يفكرون من منظور ثقافة أميركا الشمالية ويطورون محتوى مخصصاً هنا، وهو مختلف تماماً عن ثقافة الأرجنتين. لذلك، أعتقد أن هذا ما ساعدنا كثيراً».
كما غرس الاتحاد بذور النجاح خلال جولة في الولايات المتحدة الأميركية الصيف الماضي، ازدهرت العلاقات مع بعض أكبر الدوريات الرياضية في البلاد. التقى الفريق بمسؤولين تنفيذيين من دوريات مثل دوري كرة القدم الأميركية (إن إف إل) ودوري كرة السلة الأميركي (إن بي إيه)، ووضعوا خططاً للتعاون عبر منصات التواصل الاجتماعي. (في مركز بالي هذا الشهر، حضر مسؤولون تنفيذيون من دوري الهوكي الوطني /إن إتش إل/ أيضاً).
قال بيترسن: «لقد استفدنا إلى أقصى حد من شهر كوبا أميركا. أنجزنا الكثير، وازداد جمهورنا. بدأ الاهتمام بالعلامة التجارية النمو في تلك المرحلة، ومن الواضح أنه بعد الفوز بالبطولة، يزداد وصولك، لأن ظهورك الإعلامي يزداد بشكل كبير. لذلك، أعتقد أن كوبا أميركا في الولايات المتحدة سرّعت قرارنا بمواصلة الاستثمار في تطوير علامة (إيه إف إيه) التجارية هنا».
كما يأمل «إيه إف إيه» في التعلم من دوريات مثل دوري كرة القدم الأميركية (إن إف إل) ودوري كرة السلة الأميركي (إن بي إيه)، سواءً فيما يتعلق بنجاحها التجاري، أو قدرتها على جعل الرياضة ممتعة أو عرضاً تجارياً.
قال بيترسن: «الفكرة هي مواصلة تعميق هذا المسار... وبناء علاقة دائمة مع دوري كرة القدم الأميركية (إن إف إل) ودوري كرة السلة الأميركي للمحترفين (إن بي إيه)، لأننا نعلم أنهما الرائدان هنا. كرة القدم ليست هي الرائدة. لذا، وإدراكاً منا لذلك، يبدو لي أن أذكى ما يمكننا فعله هو مواصلة الشراكة معهما».
من المهم للغاية لهذه العلاقات، ولتوسيع نطاق الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، أن تتعمق مع تطلعه إلى كأس العالم للأندية 2025 وكأس العالم 2026. توفر البطولتان للاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم فرصاً تجارية غير مسبوقة، لا سيما في سوق نيويورك.
يتوقع بيترسن مشاركة الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم في مهرجانات المشجعين المحلية، التي تستضيف لجاناً تُشكل بالشراكة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ويتطلع إلى شراكات لاستضافة ورش عمل تضم «أساطير» اللعبة - ليس فقط من الأرجنتين، بل من عمالقة كرة القدم الآخرين مثل البرازيل أو فرنسا. عادةً ما تكون مهرجانات المشجعين هذه هي الطريقة التي تتمكن بها العلامات التجارية من الاستفادة من كأس العالم.
سيشارك اثنان من أشهر أندية الأرجنتين - ريفر بليت وبوكا جونيورز - في كأس العالم للأندية هذا الصيف. ورغم أن إنتر ميامي نادٍ أميركي، يرى بيترسن أن الأرجنتينيين تربطهم به صلة قوية.
وقال بيترسن: «هناك رابط قوي بين إنتر ميامي والأرجنتين، مما يجعله عملياً ناديا أرجنتينيا بالنسبة لنا، لأنك عندما تذهب إلى بوينس آيرس، أو قرطبة، أو روزاريو، تجدها مليئة بقمصان إنتر ميامي. (مكتظة)».
وعندما تنطلق كأس العالم للأندية، يخطط الاتحاد للعودة إلى الولايات المتحدة لدعم أنديته.
كما يخطط لتنظيم فعالية مماثلة لتلك التي أقيمت في مركز بالي، ولكن في ميامي. وحتى ذلك الحين، أكد الاتحاد أن لديه جدول أعمال للأشهر المقبلة سيُبقي علامة الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم في أذهان الأميركيين.
ويخطط الاتحاد لعقد ندوة في جامعة هارفارد، على غرار دورة تدريبية أطلقها بالتعاون مع جامعة فلوريدا الدولية العام الماضي. أثناء وجوده في بوسطن، قال بيترسن إن الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم سيحاول على الأرجح ترتيب اجتماعات مع القادة المحليين للاطلاع على الفرص المتاحة في المنطقة. وفي أماكن أخرى من الولايات المتحدة، يضع الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم أعينه على مدن مثل أتلانتا وحتى لوس أنجليس.
وقال بيترسن: «نسعى شهرياً تقريباً إلى القيام بشيء ما في الولايات المتحدة حتى تبقى علامة الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم في الأخبار، ويرى الناس كل ما نقوم به على منصات التواصل الاجتماعي، حتى لا يمر شهران أو ثلاثة أشهر دون أن يحدث شيء». وأضاف: «أعتقد أن هذا مهم للغاية، لأنه لا يوجد اتحاد يفعل ذلك. بعض الأندية الأوروبية تفعل ذلك، وقليل منها يفعل ذلك. يأتي البعض في جولة هنا، مثل ريال مدريد، الذي يأتي مرة واحدة سنوياً، وهذا كل شيء. هذه ليست فكرتنا».
وأضاف: «فكرتنا هي إنتاج محتوى مستمر، وأن نكون لاعباً آخر في صناعة الرياضة في الولايات المتحدة. لن نتنافس (مع الفرق) لأننا لسنا فريق كرة قدم. ليس الأمر وكأننا سننافس الدوري الأميركي لكرة القدم (إم إل إس) أيضاً، ولكن بصفتنا علامة تجارية عالمية، نعتقد أن هذه سوق استراتيجية لنا».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياضية
منذ 2 أيام
- الرياضية
الشحات: لا نعرف المستحيل ومكانة الأهلي وضعته في الافتتاحية
أكد حسين الشحات، لاعب فريق الأهلي المصري الأول لكرة القدم، الثلاثاء، أن مواجهة إنتر ميامي الأمريكي في المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم للأندية شيءٌ عظيم للغاية، مشيرًا إلى أن ناديه لا يعرف المستحيل. وقال الشحات في تصريحات صحافية نقلها الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»: «بالطبع المشاركة في النسخة الأولى من كأس العالم للأندية، جنبًا إلى جنب مع هؤلاء العمالقة، وأبطال القارات، الذين سيتنافسون ضمن 32 فريقًا، ويمثلون أفضل فرق العالم، هو امتياز وشرف عظيم، وعلى المستوى الشخصي، أشعر بسعادة غامرة، وأتمنى أن يكون حدثًا جيدًا، وأن نتمكن من تحقيق الإنجازات، متحمس للغاية لتلك البطولة، وكونها النسخة الأولى فهذا يضفي عليها طابعًا استثنائيًا وتاريخيًا، الحضور وسط هذا الجمع من النجوم يمثل دافعًا إضافيًا، أتمنى التوفيق لي ولزملائي ولنادينا، ونسعى جاهدين لترك بصمة مميزة». وعن مواجهة إنتر ميامي الافتتاحية بقيادة الأرجنتيني ليونيل ميسي، أضاف اللاعب المصري: «لا شك أن مواجهة إنتر ميامي بقيادة ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم، والنجوم الآخرين في المباراة الافتتاحية، تمثل حدثًا عظيمًا، هذه المباراة ستكون صعبة لكلا الفريقين، صحيح أن التوقعات ربما تميل لمصلحة إنتر ميامي، الذي سيحظى بميزة اللعب على أرضه وبين جماهيره، إضافة إلى قوته المعروفة، ما يجعلها مباراة صعبة، ولكننا في الأهلي لا نعرف المستحيل، ونلعب دائمًا من أجل الفوز، هذه هي فلسفتنا، ونحن على ثقة بأن جماهيرنا ستكون حاضرة بقوة كعادتها لتقديم الدعم، وآمل أن نكون على قدر التوقعات، وأن نحقق الفوز، حيث سيكون لذلك تأثير إيجابي كبير على المباريات التالية، إنه حقًا حدث ضخم بكل المقاييس». وأشار الشحات إلى أن الأغلبية توقعت مواجهة الأهلي لمانشستر سيتي أو ريال مدريد أو غيرهما، بينما كان توقعه الشخصي بأن يكونا طرفًا في مواجهة الافتتاح ضد إنتر ميامي، ومتابعًا: «هذا التوقع لم يأت من فراغ، بل نظرًا لمكانة الأهلي وقاعدته الجماهيرية الكبيرة وتاريخ مشاركاته المشرف في هذه البطولة، لذلك كان من المنطقي أن يكون جزءًا من هذا الحدث الذي سيكون تاريخيًا». وشدد الشحات على أن تحقيق الأرقام القياسية في بطولة بحجم كأس العالم للأندية يمثل إنجازًا شخصيًا مهمًا لأي لاعب، كونه اللاعب الأكثر مشاركة في تاريخ البطولة والوحيد الذي سجل في أربع نسخ ممتالية، قائلًا: «هذا مصدر فخر واعتزاز كبير، وبالنسبة لي تكمن قيمة اللاعب الحقيقية في قدرته على التأثير في البطولات الكبرى، وتقديم الإضافة لفريقه وجماهيره، لذلك أنا في غاية سعادتي بالتأكيد». يُذكر أن الأهلي المصري يتنافس في المجموعة الأولى بمونديال الأندية، التي تُنظم للمرة الأولى بمشاركة 32 فريقًا في الولايات المتحدة الأمريكية، يونيو المقبل، برفقة بالميراس البرازيلي، وبورتو البرتغالي، وإنتر ميامي.


حضرموت نت
منذ 2 أيام
- حضرموت نت
حسين الشحات: ميسي أعظم لاعب في العالم وتوقعت مشاركة الأهلي في افتتاح مونديال الأندية
تحدث حسين الشحات لاعب فريق الأهلي، عن مشاركة فريقه في كأس العالم للأندية 2025، مشددا على أنه شرف لأي لاعب المشاركة في النسخة الاستثنائية الأولى للمونديال. أوضح حسين الشحات في حواره مع الموقع الرسمي لـ فيفا أن المشاركة في النسخة الاستثنائية الأولى من مونديال الأندية رفقة عمالقة القارات شرف لأي لاعب، وآمل أن تكون بطولة رائعة وأن يؤدي فريقه بشكل مميز. وأضاف: 'أنا متحمس للغاية لهذه البطولة، كونها النسخة الأولى، يجعلها مميزة وتاريخية، وجودي بين هذا العدد الكبير من النجوم يُعطيني حافزًا إضافيًا، أتمنى النجاح لي ولزملائي ولنادينا، سنبذل قصارى جهدنا لنترك بصمتنا في البطولة'. وتطرق للحديث عن مواجهة الأهلي وإنتر ميامي في افتتاح البطولة ولقاء ليونيل ميسي الخاص: 'ميسي أعظم لاعب في العالم، والمباراة الافتتاحية ستكون مهمة للغاية وصعبة على الفريقين'. وأشار: 'التوقعات لصالح الفريق الذي يتمتع بميزة اللعب على أرضه وأمام جماهيره، وهو أيضًا فريق قوي، وهذا ما يجعل المباراة صعبة، لكننا في الأهلي لا نعرف كلمة مستحيل، نلعب دائمًا للفوز هذه هي فلسفتنا'. وبسؤاله عن سر توقعه من قبل بمواجهة إنتر ميامي بقيادة ميسي، رد جناح الأهلي، قائلًا: 'ليس سرا، توقع الجميع أن يواجه الأهلي مانشستر سيتي أو ريال مدريد أو أي فريق آخر، توقعي أن يفتتح الأهلي مشواره بمواجهة إنتر ميامي لم يأتِ ذلك من فراغ، فنظرا لمكانة الأهلي وجماهيره الواسعة وسجله القوي في هذه البطولة، شعرت أننا سنكون جزءا من هذه المباراة الافتتاحية التاريخية'. واختتم: 'مواجهة 3 فرق من قارات مختلفة وبأساليب لعب مختلفة في مجموعتنا، أمر جيد، إذ لن يتمكن أي فريق أسلوب لعب الآخر وطريقة تفكيره كذلك، إنه تحدٍّ كبير، وسيكون حدثًا ضخمًا، وبالنسبة للاعبين أيضًا، ستكون كل مباراة تجربة جديدة ومختلفة'.


الشرق الأوسط
منذ 2 أيام
- الشرق الأوسط
نادي نيوم... مشروع كروي سعودي يخطط لمونديال 2029
في نيوم، شمال غربي المملكة، وليس ببعيد عن مدينة تبوك، يتحرك مشروع كروي جديد بهدوء وطموح كبير. إنه «نادي نيوم الرياضي»، الاسم الذي حلّ محل نادي «الصقور» العريق، ليكون الواجهة الكروية الرسمية لأحد أضخم مشروعات التحول الوطني في السعودية وفقاً لشبكة «The Athletic». ففي ظل الرؤية الطموحة التي تقودها المملكة، ومع اقتراب استضافة كأس العالم 2034، بات من الطبيعي أن تمتد معالم التحول إلى عالم كرة القدم، ولعل نادي نيوم أحد أبرز تجلياته. المشروع يمتلكه صندوق الاستثمارات العامة، وهو الكيان نفسه الذي يملك نادي نيوكاسل الإنجليزي، ويقود التحولات الاستثمارية الكبرى في القطاع الرياضي. مساء أحد أيام أغسطس (آب) الماضي، امتلأت مدرجات ملعب مدينة الملك خالد الرياضية عن آخرها في سابقة غير معتادة. الجمهور كان يحتفل بنادٍ جديد يحمل اسم منطقتهم وطموحاتهم، ويتزين بالأزرق الجديد بدلاً من ألوان «الصقور» التقليدية. المباراة أمام الجندل ضمن دوري الدرجة الأولى بيعت تذاكرها بالكامل (10 آلاف مشجع)، في مشهد وصفه البعض بـ«الولادة الجديدة». قبل أقل من عام، لم يكن يتجاوز الحضور الجماهيري بضع عشرات. أما اليوم، فقد امتلأ محيط الملعب بمنصات الألعاب الإلكترونية، وأكشاك الطعام، وأعلام نيوم التي وُزعت على الحاضرين وسط اقتراب الشمس من المغيب. المشروع الجديد يستند إلى رؤية واضحة: بناء نادٍ منظم قادر على تمثيل المدينة والمشروع الوطني بامتياز؛ لذلك، تمت إعادة تشكيل الإدارة بالكامل، واستقطاب أسماء بارزة من داخل المملكة وخارجها. على رأس هؤلاء، النجم الدولي سلمان الفرج قادماً من الهلال، والمدافع المصري أحمد حجازي من الاتحاد، إلى جانب المدرب البرازيلي بيركليس شاموسكا. سلمان الفرج أحد أعمدة فريق نيوم قبل إصابته (نادي نيوم) وبينما أُسندت الإدارة الرياضية إلى اليوناني كيرياكوس دوريكاس، القادم من نوتنغهام فورست الإنجليزي، جرى تعيين معاذ العوهلي رئيساً تنفيذياً للنادي، وهو الذي سبق له العمل في نادي الاتفاق. أما رئيس النادي، مشاري المطيري، فيشغل منصب مدير الشؤون الحكومية في نيوم. قال المطيري خلال زيارة إعلامية خاصة للملعب: «نريد أن نكون قصة نجاح رياضية متكاملة. المشروع جزء من التحول الشامل الذي تشهده المملكة، ونحن نؤمن بأن الرياضة تُسرّع التنمية». وأضاف: «استقطاب الأسماء الكبيرة لم يكن فقط بدافع المال، بل بسبب الإيمان برؤية نيوم كمشروع شامل ومتكامل». لا تقتصر طموحات نادي نيوم على التقدم في دوري الأولى. الهدف واضح ومعلن: الصعود إلى دوري المحترفين، والمنافسة القارية، ثم المشاركة في كأس العالم للأندية خلال 5 سنوات (2029). على المدى البعيد، سيكون النادي أحد عناصر ملف كأس العالم 2034، ومن المقرر أن يُبنى له ملعب جديد ضمن منطقة «ذا لاين» العملاقة، على ارتفاع يتجاوز 500 متر. شاموسكا قاد نيوم للصعود لدوري المحترفين السعودي (نادي نيوم) من جانبه، أوضح العوهلي أن النادي لن يتوقف: «في استراتيجيتنا، سنكون في موقع متقدم خلال 10 سنوات على الأكثر. نعمل وفق خطة ممنهجة، ولا نؤمن بكلمة مستحيل». في المدرجات، كانت الأجواء صاخبة ومليئة بالحماس. «وحدة نيوم» – الاسم الجديد لمجموعة مشجعي الفريق – قادت الهتافات والأهازيج. لم يتوقفوا طوال المباراة. المنظمون شاركوا الجمهور في التفاعل. وبينما كانت المباراة تسير لمصلحة نيوم، ازدادت الأهازيج. النتيجة النهائية كانت 4 أهداف مقابل لا شيء. عند نهاية اللقاء، وقف اللاعبون يحيّون الجماهير، وغادروا أرضية الملعب وسط تصفيق من المدرجات ومن كبار الحضور في المنصة الرسمية. نادي نيوم ليس مجرد فريق جديد على خريطة الكرة السعودية. إنه امتداد لمشروع وطني واسع الأفق، يهدف إلى دمج الرياضة بالتنمية، وإلى تأسيس منظومة احترافية عصرية تواكب طموحات المملكة، وتستعد لحدث بحجم كأس العالم 2034. ما بدأ في تبوك، قد ينتهي في القمة، على ارتفاع شاهق في «ذا لاين»... لكن البداية واعدة، والمسار مرسوم.