
مراكز البيانات الكبرى تهدد استقرار شبكات الكهرباء الأمريكية
أصبحت مراكز البيانات الكبرى التي تتصل بشبكات الكهرباء واحدة من أكبر المخاطر قصيرة الأجل التي تهدد موثوقية الشبكات، وفقاً لتحذير نادر صدر عن الوكالة الأميركية المكلفة بمراقبة هذا القطاع.
وقالت "مؤسسة موثوقية الكهرباء لأميركا الشمالية" (NERC) في تقريرها الصادر يوم الخميس، إن تطوير المجمعات الضخمة المسؤولة عن الذكاء الاصطناعي وتعدين العملات المشفّرة يتم بوتيرة أسرع من محطات الطاقة وخطوط النقل اللازمة لدعمها، "مما يؤدي إلى انخفاض استقرار النظام".
ويرجع ذلك إلى أن مراكز البيانات تستهلك كميات هائلة من الطاقة في فترات متقطعة وغير متوقعة، كما أنها حساسة للغاية تجاه تقلبات الجهد الكهربائي في الشبكة، ما يجعلها عنصراً غير متوقع في منظومة كهرباء غير مهيأة لمثل هذا النمط من الاستهلاك.
توقفات ضخمة في عاصمة مراكز البيانات بالعالم
قال مارك لوبي، كبير مهندسي المؤسسة في مؤتمر الشهر الماضي، إن حوالي 1.5 غيغاواط من مراكز البيانات تعطلت عن العمل في شمال فرجينيا، التي تُعد عاصمة مراكز البيانات في العالم، في يوليو الماضي.
كما تعطلت 1.8 غيغاواط أخرى في فبراير الماضي بسبب مشكلات في الجهد الكهربائي. ويمكن لانقطاعات بهذا الحجم أن تسبب تأثيرات متسلسلة على بقية أجزاء الشبكة.
وقالت المؤسسة في التقرير السنوي حول حالة موثوقية الشبكة: "فقدان أحمال بهذا الحجم يعادل دخول محطة طاقة نووية ضخمة إلى الخدمة فوراً وبشكل غير متوقع، مما يخلق اختلالاً في التوازن نتيجة فائض كبير في التوليد داخل النظام".
البطاريات توفر بعض الاستقرار
ثمة حاجة ملحّة لإيجاد سبل لدمج مراكز البيانات بسلاسة مع الشبكات الكهربائية، في وقت لا تزال فيه الولايات المتحدة في المراحل الأولى من طفرة الذكاء الاصطناعي، التي تعتبرها واشنطن مسألة ذات أولوية في مجال الأمن القومي.
ورغم أن الوكالة قالت إن هناك حاجة إلى نماذج أفضل لفهم كيفية استخدام مراكز البيانات للكهرباء، إلا أنها خلصت إلى أن البطاريات تلعب دوراً مساعداً في الحفاظ على استقرار الشبكة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
"iOS 26" سيتيح خيارات جديدة للغفوة طال انتظارها
سيأتي إصدار "iOS 26" من نظام تشغيل أجهزة آيفون من شركة أبل بتحديث لميزة الغفوة لطالما كان مستخدمو آيفون يطوقون إليه. واعتاد مستخدمو آيفون على التعايش مع مدة الغفوة المدمجة بهواتفهم البالغة تسع دقائق، لكن مع "iOS 26" سيتمكنون أخيرًا من اختيار مدة الغفوة التي يفضلونها. ولا يمكن حاليًا تأجيل المنبه سوى بزيادات مدتها تسع دقائق، لكن هذا الأمر سيتغير مع "iOS 26"، بحسب تقرير لموقع "9TO5Mac" المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه "العربية Business". ومع "iOS 26"، ستتيح "أبل" للمستخدمين اختيار مدة الغفوة التي يفضلونها، وستتراوح بين دقيقة واحدة وحتى 15 دقيقة. وسيكون الإعداد الافتراضي للغفوة هو تسع دقائق، ويمكن للمستخدم تغييره بسهولة. وفي حين يبدو التغيير بسيطًا، لكنه قد يكون مؤثرًا بالنسبة للمستخدمين الذين لطالما رغبوا في مزيد من التحكم في مدة الغفوة. ويتوفر "iOS 26" حاليًا في نسخة تجريبية للمطورين، ومن المتوقع إطلاقه لجميع المستخدمين هذا الخريف.

العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
تعيق حركة المرور للمواقع المستقلة
يتهم ناشرون مستقلون شركة غوغل بفرض رقابة غير معلنة على الإنترنت باستخدام خوارزميات وتحديثات تهدد مستقبل المحتوى المستقل، بدعوى "تسهيل الوصول إلى المعلومة". وذلك رغم ما يبشّر به الذكاء الاصطناعي من عصرٍ جديد من المعرفة السريعة والمجانية. أثار نيت هاك، مؤسس منصة السفر المستقلة "Travel Lemming"، هذه المخاوف في تقرير مطوّل اتهم فيه "غوغل" باستخدام الذكاء الاصطناعي بشكلٍ يُقوّض حركة المرور إلى المواقع المستقلة لصالح ميزة "نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي" التي تدمج الإجابات مباشرةً في نتائج البحث، دون الحاجة للنقر على الروابط. خوارزميات تُعاقب وتكنولوجيا تُلخّص وفقًا لهاك، طبّقت "غوغل" بين عامي 2023 و2024 مجموعة من التحديثات التي أثّرت بشدة على ظهور آلاف المواقع المستقلة في نتائج البحث. انخفضت حركة المرور بنسبة 95% في بعض الحالات، ما تسبب في انهيار مصادر الدخل الرئيسية لهذه المنصات، بحسب تقرير نشره موقع "androidheadlines" واطلعت عليه "العربية Business". ويقول هاك إن هذا لم يكن عشوائيًا، بل خطة ممنهجة بدأت بإزالة "غوغل" عبارة "محتوى كتبه البشر" من إرشاداتها، قبل أن تطلق ميزة الذكاء الاصطناعي التي تُقدّم إجابات فورية للمستخدمين عبر اقتباس المحتوى دون تمريرهم إلى المصدر. ازدواجية في التعامل التقرير سلط الضوء على ازدواجية في المعايير، حيث يُعامل بعض الناشرين الكبار بمعايير مختلفة، بل يتم إخطارهم مسبقًا بأي "انتهاكات محتملة"، بينما يعاني الناشرون المستقلون من "حظر ظلي" دون تفسير أو إمكانية استئناف. وأثار التقرير أيضًا علامة استفهام حول علاقة غوغل بمنصة "ردديت"، التي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في الظهور تزامنًا مع توقيع صفقة ترخيص بيانات مع غوغل بقيمة 60 مليون دولار. اعتراف متأخر في أكتوبر 2024، دعت "غوغل" عددًا من الناشرين المتضررين إلى مقرها وقدّمت اعتذارًا نادرًا، مع إقرارها بأن الضرر لم يكن نتيجة خطأ من الناشرين. ولكنها أوضحت في المقابل أن "البحث قد تغيّر بشكل دائم" مع دخول الذكاء الاصطناعي. هذا التصريح، بحسب هاك، يثير القلق بشأن مستقبل الويب المفتوح، فمع تضاؤل الحوافز الاقتصادية لإنشاء المحتوى، يُصبح مستقبل الإنترنت المستقل مُهددًا بالاختفاء، ويُفتح الباب أمام احتكار للمعلومة تسيطر عليه خوارزميات شركة واحدة. ثمن المعرفة المجانية مرتفع رغم أن الإجابات الفورية التي يقدمها الذكاء الاصطناعي تبدو مريحة، إلا أن هناك "تكلفة خفية" لهذا النموذج. فمع تراجع أعداد صُنّاع المحتوى المستقلين، تُصبح مصادر الذكاء الاصطناعي نفسها مهددة بالنضوب. ويختتم هاك تحذيره بالتأكيد على أن هذا التوجه لا يُشكل مجرد أزمة اقتصادية للمواقع المستقلة، بل خطرًا على تنوع الآراء، والتفكير النقدي، وحرية المعلومات على الإنترنت.


أرقام
منذ 3 ساعات
- أرقام
هل أصبح الذكاء الاصطناعي بديلاً عن العلاقات الإنسانية؟
- لعلَّك تدرك أن جيل الألفية الجديدة بات يُعرف بـ "جيل العزلة"، إذ أفاد ما يقرب من 73% من شبابه بأنهم يعانون وطأة الوحدة والانفصال الاجتماعي. - والحقيقة أن هذه الظاهرة لا تقتصر عليهم وحدهم، بل هي سمة العصر، إذ شهدت الأجيال كافة تضاؤلاً ملحوظاً في مقدار الوقت الذي يخصصونه للتواصل الشخصي مع الأصدقاء والعائلة. - ولم يقتصر الأمر على إحجام الشباب عن التفاعل المباشر واستبداله بالتكنولوجيا الذكية، بل تجاوز ذلك ليصبح بناء العلاقات عبر الوسائل التقنية نهجاً راسخاً يتبعه البالغون والأطفال على حد سواء، حتى باتت هذه الوسائل تغني بشكل شبه كامل عن التفاعل الإنساني المباشر. - ومما لا شك فيه أن هذه التقنيات، مهما تطورت، لن تستطيع أن تمنح الإنسان تلك العلاقة الإنسانية العميقة والثراء النفسي الذي لا يجود به إلا إنسان مثله. - ومع إدراك هذه الحقيقة، يظل الكثيرون يفضلون اللجوء إلى التكنولوجيا لإشباع حاجاتهم الاجتماعية. الذكاء الاصطناعي: جدلية النفع والضرر - لا يُمكن بأي حال من الأحوال إنكار المزايا الجمة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، فهو يُستخدم في الوقت الراهن لتعليم الأطفال الصم مهارات القراءة عن طريق تحويل النصوص المكتوبة إلى لغة الإشارة المرئية. للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام - ومع ذلك، فإن لهذه التقنية وجه آخر لا يقلّ قتامة، ففي مطلع عام 2024، استغنت شركة "آي بي إم" عما يزيد عن 8,000 وظيفة بشرية واستبدلتها بأنظمة الذكاء الاصطناعي، مما أثار موجة من المخاوف المتزايدة بشأن مستقبل فرص العمل. - وفضلاً عن ذلك، صنف المنتدى الاقتصادي العالمي التضليل الإعلامي المدعوم بالذكاء الاصطناعي على أنه الخطر الأكبر الذي يتهدد العالم في عام 2024، بل لقد تفوق في خطورته على مخاطر تغير المناخ والحروب والصراعات. - كما يُستخدم الذكاء الاصطناعي في استحداث عمليات احتيال رقمية بالغة التعقيد، تكبد الاقتصاد العالمي خسائر تُقدر بملايين الدولارات. - تُلقي هذه المخاطر مجتمعة بظلالها القاتمة على الصحة النفسية، إذ تُذكي مشاعر القلق المتزايد وانعدام الأمان والخوف من المجهول. - بيد أن الذكاء الاصطناعي ليس بطبيعته خيراً محضاً ولا شراً مطلقاً، بل إن تأثيره فينا يتوقف في جوهره على طريقة استخدامه. - تعني قدرة الذكاء الاصطناعي الفائقة على تسريع وتيرة تحقيق غاياتنا المنشودة أنه سيغدو جزءاً لا يتجزأ من شتى مناحي الحياة. - وإذا ما أردنا صون صحتنا النفسية من التداعيات السلبية لممارسات الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، فإنه يتعين علينا أن نأخذ زمام المبادرة ونتحمل مسؤوليتنا في هذا الشأن. انحسار الذكاء البشري في زمن الخوارزميات - في عام 1984، أفاد 35% من الأطفال في الثالثة عشرة من العمر بأنهم يداومون على القراءة بشكل يومي. أما في عام 2023، فقد هوى هذا الرقم إلى 14% فحسب. - لطالما واجه الطلاب صعوبات جمة في مواد دراسية مثل الرياضيات والعلوم، إلا أنه لم يمض وقت طويل قبل أن يعاني أطفالنا من التدهور في مستوى الإلمام المعلوماتي أيضاً. - والسبب في ذلك يكمن في غاية البساطة: الأطفال لم يعودوا يقرؤون كما كانوا يفعلون في السابق. - وقد يُعزى ذلك جزئياً إلى ما يُعرف بـ "عقلية التيك توك" - ففي ظل تشتت الانتباه الذي لا يدوم لأكثر من بضع ثوانٍ معدودة، يبدو من المستحيل مطالبة الطفل بقراءة كتاب كامل؛ ولكن هل هذه الظاهرة مقصورة على جيل الشباب وحده، أم أنها تمتد لتشملنا جميعاً؟ - عندما نبحث عن معلومة ما عبر محرك البحث جوجل، تظهر أمامنا قائمة خيارات واسعة النطاق؛ فبإمكاننا أن نحدد العنوان والمصدر والإطار الزمني، بل وحتى اللهجة التي نرغب أن نستقي منها معلوماتنا. - بيد أن الأمر يختلف عندما نفسح المجال للخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، إذ يصبح المحتوى حينها أكثر تخصيصاً وتركيزاً: فالذكاء الاصطناعي هو الذي يتولى زمام اتخاذ هذه القرارات بالنيابة عنا. - بعبارة أخرى؛ عندما نستخدم أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل "تشات جي بي تي"، فإننا في واقع الأمر نوكل إليها مهمة اتخاذ القرارات بالنيابة عنا – فهي التي تحدد المصدر وتاريخ المادة واللهجة المستخدمة، وغير ذلك الكثير. - وعندما نعتمد على نتائج تشات جي بي تي مصدرًا أساسيًا لمعلوماتنا، فإننا نمنحه الضوء الأخضر لتزويدنا بما يراه هو "الحقيقة". - بيد أننا عندما نضطلع بمهامنا بأنفسنا، فإننا نعود إلى المصادر الأصلية ونستعرضها بدقة لنحافظ على زمام المبادرة في اتخاذ قراراتنا. - إذ تسهم القراءة بانتظام في تعزيز قدراتنا على التفكير النقدي، وتوسيع ثروتنا اللغوية، وتنمية حس التعاطف لدينا، وإطالة مدى انتباهنا، وتقليل مستويات التوتر والضغط النفسي. - وليس الذكاء القرائي وحده هو الذي يشهد تراجعاً ملحوظاً، بل الذكاء العاطفي أيضاً؛ فعندما ننكفئ على ذواتنا، فإننا نفتقر إلى المشاركة الإنسانية الفاعلة. - الشاهد هنا أن الذكاء الاصطناعي ليس عدواً لنا، ولكنه في الوقت ذاته ليس عصا سحرية قادرة على تذليل كافة الصعاب التي تواجهنا. - إننا بحاجة إلى التعامل معه بتعقل ووعي كاملين، مع الحرص على تسخيره لخدمة مصالحنا لا أن نصبح أسرى له. - ومن خلال إقامة توازن دقيق بين الاستفادة القصوى من التكنولوجيا والحفاظ على قوة ومتانة العلاقات الإنسانية، يمكن أن نضمن مستقبلاً صحياً ومستداماً للصحة النفسية في عصر الذكاء الاصطناعي. المصدر: سيكولوجي توداي