logo
هل تراجع الشعر الحديث مقارنة بالقديم؟

هل تراجع الشعر الحديث مقارنة بالقديم؟

جهينة نيوز١٠-٠١-٢٠٢٥

تاريخ النشر : 2025-01-10 - 06:56 pm
د. أيوب أبو دية
تطور الظروف الموضوعية في بيئة ما يؤثر بشكل كبير على الفن والشعر، حيث تتفاعل التغيرات السياسية، الاقتصادية، والثقافية مع الإبداع الفني والأدبي، مما يؤدي إلى تحولات في الأسلوب، الموضوعات، والرؤية الفنية. فلنقدم لكم أمثلة من الشعر والفن العربي والانجليزي.
في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، تأثر العالم العربي بتغيرات سياسية واجتماعية كبيرة نتيجة الحركات الإصلاحية والاستعمار والنهضة الثقافية. أدى ذلك إلى تحولات في الشعر والفن العربي، حيث انتقل الشعراء من الأساليب التقليدية إلى التعبير عن قضايا معاصرة بشكل أكثر حداثة. ظهرت موضوعات جديدة كالوطنية، الحرية، الإصلاح الاجتماعي، العلمانية، الاشتراكية، القومية، وتأثرت الأساليب والمناهج بالأدب الغربي.
الشاعر محمود سامي البارودي قاد حركة التجديد الشعري التي أطلق عليها "إحياء النموذج"، حيث أعاد الاهتمام بالشعر العمودي، لكنه تناول موضوعات عصرية مثل القومية والحرية. ويعد احمد شوقي مثالاً على تأثر الشعراء العرب بالتغيرات السياسية والثقافية، حيث كتب عن الحريات والثورات إلى جانب التمسك بالتراث. مثال من قصيدته في رثاء مصطفى كامل: "وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياء. وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ".
وفي الفن أيضًا، تأثرت اللوحات والعمارة بفكر النهضة والحداثة، حيث ظهرت محاولات للابتكار والتجديد في التشكيل الفني مع ظهور مدارس الفن الحديث في العالم العربي. ولا شك أن العمارة الحديثة من حولنا تحيلنا إلى عمارة لندن ونيويورك الحديثة، وخاصة في الابنية التجارية.
في القرنين السادس عشر والسابع عشر، شهدت إنجلترا نهضة أدبية كبيرة مع ظهور شعراء عظماء مثل وليام شكسبير، جون ميلتون، وإدموند سبنسر. هذا العصر تزامن مع تغييرات اجتماعية وسياسية هائلة، مثل الإصلاح الديني، وتطور الطبقة البرجوازية، وزيادة الاستكشافات الجغرافية. هذه التغيرات أثرت بشكل مباشر على الشعر والفن، حيث ظهر تعبير أكثر تنوعًا عن الفردية، والمشاعر، والطبيعة الإنسانية.
وليام شكسبير في مسرحياته عبّر عن مواضيع الحب، الموت، والطبيعة الإنسانية بأسلوب مبتكر يمزيج بين الشعر والمسرح. وجون ميلتون في قصيدته الملحمية "الفردوس المفقود" (Paradise Lost)، تناول مواضيع الدين والصراع بين الخير والشر، مع تأثير واضح من التحولات الدينية والسياسية في إنجلترا خلال تلك الفترة والخروج عن المألوف، كما فعل في "الفردوس المفقود"، وكما فعل أبو العلاء المعري في رسالة الغفران.
في كلا الثقافتين، العربية والإنجليزية، كانت التغيرات السياسية والاجتماعية عاملًا رئيسيًا في تعديل الفنون وتطوير الشعر. في العصرين، تحولت الفنون من التركيز على الأنماط التقليدية إلى التجديد والتعبير عن موضوعات حديثة تعكس تطلعات الإنسان ومواقفه تجاه العالم المتغير. فإذا لم يتغير الإنسان وفقا للمتغيرات على الساحتين المحلية والعالمية، فلن يبقى له أمل في البقاء.
تابعو جهينة نيوز على

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عودة إلى «الفردوس المفقود»: ثورة فاشلة تحتفل بالحرية
عودة إلى «الفردوس المفقود»: ثورة فاشلة تحتفل بالحرية

العرب اليوم

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • العرب اليوم

عودة إلى «الفردوس المفقود»: ثورة فاشلة تحتفل بالحرية

في قصة ميلتون، هناك البوصلات الذهبية، ودائرة تحتوي الكون «وكل الأشياء المخلوقة». يشير ريد إلى أن هذه الرؤية لعالم خالٍ من السواد قد قرأها العنصريون البيض، مثل أعضاء الكريو، على أنها «رؤية مثالية للفصل العنصري». وطوال ستينات وسبعينات القرن التاسع عشر، أصبحت السياسة العرقية في عروض «ماردي غرا»، التي كان يقيمها ميتيك كرو في ستينات وسبعينات القرن التاسع عشر، أكثر وضوحاً. تضمن أحدها دمى لمناصري إلغاء عقوبة الإعدام التي تم إرسالها إلى الجحيم. وآخر كان احتفالاً بـ«العرق الآري». بالنسبة لمالكوم إكس، وهو يقرأ «الفردوس المفقود» في مكتبة السجن في ماساتشوستس عام 1948، لم يكن السود هم من يشبهون الملائك الأدنياء، بل مستعبدوهم. بالنسبة لمالكوم، قدمت رؤية ميلتون تأكيداً على أن الحكومة الأميركية الحديثة كانت شيطانية. وينقل ريد عن مالكوم المسجون قوله لأخيه: «كان ميلتون والسيد إيليا محمد (زعيم الطائفة الإسلامية) يقولان نفس الشيء في الواقع». يبدأ كتاب ريد بهذه المحادثة في السجن. وينتهي الكتاب في السجن أيضاً –وهو أمر مناسب، لأن الكثير من «الفردوس المفقود» يدور حول المعصية، والعقاب، والحبس. يشير ريد إلى أن التعديل الثالث عشر، الذي أضفى الطابع الرسمي على إلغاء الرق في الولايات المتحدة، يتضمن استثناء. يمكن الحكم على المجرمين المدانين بالأشغال الشاقة. وقد هنأ دعاة إلغاء الرق أنفسهم بالتحرر أخيراً من ذنب العبودية. ولم يجد ريد في السجن ظلاماً، بل وجد تنويراً. لم يكن هناك كسجين، بل كمعلم لمدة خمس سنوات، عندما كان طالب دكتوراه في جامعة برينستون، كان مدرساً متطوعاً في برنامج للطلاب المسجونين الذين يعملون للحصول على درجة البكالوريوس. وقد كتب أنه «ضل طريقه» كما كان يفعل. كانت كلمة السر في قصيدة «الفردوس المفقود» هي التي أعلن عنها ميلتون في أول سطر من أبياته. كان ريد يدرّس الشعر الخماسي، وكان فصله يردد ذلك السطر الشهير بصوت عالٍ: «عن أول عصيان للإنسان، والثمار...»، رفع أحد الطلاب يده. وأشار إلى أن السطر الذي اختاره ريد لتوضيح القاعدة هو قصيدة مزعزعة للذات إلى ما لا نهاية. إنها تحكي عن ثورة فاشلة، لكن نهايتها تحتفل بالحرية. الحرية في اختيار مكان راحتك الخاص في عدن، واستكشاف العالم الذي أمامك بالكامل، وإعادة قراءة كتاب كلاسيكي.

صدور العدد 435 من مجلة أفكار
صدور العدد 435 من مجلة أفكار

أخبارنا

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • أخبارنا

صدور العدد 435 من مجلة أفكار

أخبارنا : صدر حديثا عن وزارة الثقافة، العدد 435 من مجلة "أفكار" الشهرية، متضمناً مجموعة من الموضوعات والدراسات والإبداعات الجديدة التي شارك في كتابتها نخبة من الكتاب من الأردن وخارجه. واستهل عدد المجلة، التي تترأس تحريرها الروائية سميحة خريس، مقالة افتتاحية للكاتب الدكتور راشد عيسى العدد بعنوان: "اللغةُ العربية وشخصيّة الأمة"، ومما جاء فيها: "تتعرض اللغة العربية الآن في عصر الذكاء الاصطناعي، والهيمنة الغربية الطاغية إلى محاولات أليمة متواصلة في تغييبها، ومحو مقدراتها الحضارية، وشطب تاريخها من مسار الوعي العربي على جميع المستويات. فالذكاء الاصطناعي تحت حجة استخدامه النافع في تيسير عمل اللسانيات والمعاجم والبرمجيات الإحصائية وتطبيقات الرقمنة، بدأ يتجه بقوة إلى تمييع جماليات الشعر العربي، وتغييب خصوصيته الشعورية والتعبيرية من خلال هدم نباهته العاطفية وتوهجاته الإيحائية، وقيمه البلاغية المختلفة من مجاز وكناية واستعارة وتورية، وغير ذلك من لُمع البلاغة التي هي وسيط إبداعي رئيسٌ في الأدب". كما تضمن العدد ملفاً بعنوان: "تعزيز الثقافة البيئية، نحو وعي مستدام"، من إعداد وتقديم: الدكتور أيوب أبو دية، حوى المواد التالية: تقديم: الثقافة البيئية، وتعزيزها في المجتمع للدكتور أيوب أبو دية، و"الحفاظ على البيئة وحمايتها في الإسلام" للدكتور أحمد إسماعيل راشد، و"الثقافة البيئية في الأردن/ مدينة الزرقاء أنموذجاً"، للدكتور أيمن العمري. و"نحن والثقافة البيئية" لمحمد أحمد الفيلابي. و"الثقافة البيئية المعاصرة" للدكتور نزار أبو جابر، و"تعزيز الثقافة البيئية: نحو وعي مستدام لحماية كوكبنا" لسمر "علاء الدين" الفتياني، و"أليست الثقافة البيئية عنصراً أساسياً من ثقافة الشعوب المعاصرة؟" لأيوب أبو دية. وفي باب دراسات ومقالات نُشر ما يلي: "ميخائيل شولوخوف"؛ صاحبُ (الدون الهادئ) و(مصير إنسان). للدكتور حسين جمعة. و"فلسفةُ التعليم بين الغايات والنتائج" للدكتور أحمد غطاشة، و"التناص الشعري بين القديم والحديث" للدكتور سلطان الزغول، و"حوار الذات وطرد الطاقة السلبية"، للدكتور سلطان الخضور، و"إلياس خوري في مرايا إدوارد سعيد: تلقي التجربة الروائية في "الجبل الصغير"، للدكتور هنادي جبرين أبو قطّام. و"الخطّ العربي جوهر الفنون عند المسلمين" لعلي عفيفي غازي. و"العالم في ثوراته الصناعية" لعارف عادل مرشد. و"العلوم الرقمية والتكنولوجيا المتقدمة وتأثيرها على التعليم" للمهندس هاني العواملة، و"صورة المرأة في النص الدرامي وتجلياته: مسرحية قالب كيك أنموذجاً" للدكتورة ريما عيد مقطش، و"أحمد الطيب أحمد؛ رائدُ المسرح السودانيّ" لمجذوب عيدروس، و"المساجدُ في الهند: إرثُ الماضي وتحدياتُ الحاضر" لتنوير أحمد، و"الصورةُ المشرقة للأم في سيرة" طائر التمّ" لفهمي جدعان" لسمير أحمد الشريف. أما في باب "إبداع" فنقرأ القصيدتين: "البديعُ يخونُ صاحبَه" لسعد الدين شاهين، و"الفِرارُ بِما تَبقّى" لعلي الفاعوري. ونقرأ في العدد القصص: "مَسيح عِفرا!" لمفلح العدوان، و"متحف السلالم الشرقية" لعثمان مشاورة،"قريةُ الموت" لحنين خالد. وحول أهم الإصدارات والمستجدات على الساحتين المحليّة والعالميّة كتب محمد سلام جميعان في باب "نوافذ ثقافية"، فيما كتب الشاعر والإعلامي غازي الذيبة عن تجربته الإبداعيّة في باب "مدارات البوح". العدد من إخراج المصممة حنان الطوس، ولوحتا الغلافين الأمامي والخلفي للفنان المصري الراحل محمود سعيد. --(بترا)

صدور العدد 435 من مجلة أفكار
صدور العدد 435 من مجلة أفكار

السوسنة

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • السوسنة

صدور العدد 435 من مجلة أفكار

عمان - السوسنةصدر حديثا عن وزارة الثقافة، العدد 435 من مجلة "أفكار" الشهرية، متضمناً مجموعة من الموضوعات والدراسات والإبداعات الجديدة التي شارك في كتابتها نخبة من الكتاب من الأردن وخارجه. واستهل عدد المجلة، التي تترأس تحريرها الروائية سميحة خريس، مقالة افتتاحية للكاتب الدكتور راشد عيسى العدد بعنوان: "اللغةُ العربية وشخصيّة الأمة"، ومما جاء فيها: "تتعرض اللغة العربية الآن في عصر الذكاء الاصطناعي، والهيمنة الغربية الطاغية إلى محاولات أليمة متواصلة في تغييبها، ومحو مقدراتها الحضارية، وشطب تاريخها من مسار الوعي العربي على جميع المستويات. فالذكاء الاصطناعي تحت حجة استخدامه النافع في تيسير عمل اللسانيات والمعاجم والبرمجيات الإحصائية وتطبيقات الرقمنة، بدأ يتجه بقوة إلى تمييع جماليات الشعر العربي، وتغييب خصوصيته الشعورية والتعبيرية من خلال هدم نباهته العاطفية وتوهجاته الإيحائية، وقيمه البلاغية المختلفة من مجاز وكناية واستعارة وتورية، وغير ذلك من لُمع البلاغة التي هي وسيط إبداعي رئيسٌ في الأدب". كما تضمن العدد ملفاً بعنوان: "تعزيز الثقافة البيئية، نحو وعي مستدام"، من إعداد وتقديم: الدكتور أيوب أبو دية، حوى المواد التالية: تقديم: الثقافة البيئية، وتعزيزها في المجتمع للدكتور أيوب أبو دية، و"الحفاظ على البيئة وحمايتها في الإسلام" للدكتور أحمد إسماعيل راشد، و"الثقافة البيئية في الأردن/ مدينة الزرقاء أنموذجاً"، للدكتور أيمن العمري. و"نحن والثقافة البيئية" لمحمد أحمد الفيلابي. و"الثقافة البيئية المعاصرة" للدكتور نزار أبو جابر، و"تعزيز الثقافة البيئية: نحو وعي مستدام لحماية كوكبنا" لسمر "علاء الدين" الفتياني، و"أليست الثقافة البيئية عنصراً أساسياً من ثقافة الشعوب المعاصرة؟" لأيوب أبو دية. وفي باب دراسات ومقالات نُشر ما يلي: "ميخائيل شولوخوف"؛ صاحبُ (الدون الهادئ) و(مصير إنسان). للدكتور حسين جمعة. و"فلسفةُ التعليم بين الغايات والنتائج" للدكتور أحمد غطاشة، و"التناص الشعري بين القديم والحديث" للدكتور سلطان الزغول، و"حوار الذات وطرد الطاقة السلبية"، للدكتور سلطان الخضور، و"إلياس خوري في مرايا إدوارد سعيد: تلقي التجربة الروائية في "الجبل الصغير"، للدكتور هنادي جبرين أبو قطّام. و"الخطّ العربي جوهر الفنون عند المسلمين" لعلي عفيفي غازي. و"العالم في ثوراته الصناعية" لعارف عادل مرشد. و"العلوم الرقمية والتكنولوجيا المتقدمة وتأثيرها على التعليم" للمهندس هاني العواملة، و"صورة المرأة في النص الدرامي وتجلياته: مسرحية قالب كيك أنموذجاً" للدكتورة ريما عيد مقطش، و"أحمد الطيب أحمد؛ رائدُ المسرح السودانيّ" لمجذوب عيدروس، و"المساجدُ في الهند: إرثُ الماضي وتحدياتُ الحاضر" لتنوير أحمد، و"الصورةُ المشرقة للأم في سيرة" طائر التمّ" لفهمي جدعان" لسمير أحمد الشريف. أما في باب "إبداع" فنقرأ القصيدتين: "البديعُ يخونُ صاحبَه" لسعد الدين شاهين، و"الفِرارُ بِما تَبقّى" لعلي الفاعوري. ونقرأ في العدد القصص: "مَسيح عِفرا!" لمفلح العدوان، و"متحف السلالم الشرقية" لعثمان مشاورة،"قريةُ الموت" لحنين خالد. وحول أهم الإصدارات والمستجدات على الساحتين المحليّة والعالميّة كتب محمد سلام جميعان في باب "نوافذ ثقافية"، فيما كتب الشاعر والإعلامي غازي الذيبة عن تجربته الإبداعيّة في باب "مدارات البوح". العدد من إخراج المصممة حنان الطوس، ولوحتا الغلافين الأمامي والخلفي للفنان المصري الراحل محمود سعيد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store