فعالية ثقافية متنوعة في مركز الأميرة بسمة للتنمية البشرية
إربدبرعاية مدير مديرية ثقافة محافظة إربد الدكتور سلطان الزغول، نظّمت المديرية بالتعاون مع مُلتقى (إقحوان ملكا للثقافة والفنون) مُمثَّلاً بالكاتبة أماني الملكاوي ومركز الأميرة بسمة للتنمية البشرية/ الصندوق الأردني الهاشمي في لواء بني كنانة منطقة ملكا/ المنصورة، فعالية ثقافية متنوّعة في قاعة مركز الأميرة بسمة.حيث تضمّن برنامج الفعالية الذي أدارها الشاعر علي ملكاوي، مسؤول الفعاليات الثقافية في المُلتقى: كلمة مدير مديرية ثقافة محافظة إربد الدكتور سلطان الزغول، كلمة رئيسة مُلتقى (إقحوان ملكا للثقافة والفنون) الكاتبة أماني الملكاوي، فقرة مواهب للطفل عربي الملكاوي من مدرسة النجيب النموذجية، الفائز بجائزة القرآن الكريم في عام 2024 على مستوى لواء بني كنانة ومُسابقة الإبداع الأدبي في الشِّعر، فقرة أدبية قدّمتها الكاتبة الشّابة دانيا عبدالله، التي أصدرَت كتابها الأوّل عام 2023 بعنوان «ما زلنا نسير»، فقرة روائية قدّمها الشّاب عبدالله الطَّرب مؤلف رواية «الجرثومة الكونية»، فقرة المقالة القصصية قدّمتها الكاتبة نور الملكاوي من مدرسة ملكا الثانوية للبنات، الفائزة بمُسابقة الإبداع الأدبي على مستوى إقليم الشمال. فقرة شعرية ألقتها الشاعرة أنمار المنسي، نائب رئيس المُلتقى، رافقها بالعزف على الغيتار الفنان مُنتصر محاميد. بالإضافة إلى ورشة خاصّة بتسويق الصناعات الثقافية قدّمها مدير مركز الأميرة بسمة للتنمية البشرية/ جرش، السّيد طارق شطناوي، وافتتاح بازار الأكلات الشعبية والأشغال اليدوية، وتوزيع إصدارات وزارة الثقافة.وفي كلمتها الترحيبية، شَكرَت الملكاوي الحضور لتلبيتهم الدعوة، وقالت: أقف أمامكم اليوم والفرحة تملأ قلبي، فطالما انتظرتُ هذه اللحظة لترجمة الحلم على أرض الواقع. وأكدت بأن هذا الحلم هو لكل من يملك الموهبة والإبداع من الشباب في كافّة المجالات الأدبية والفنية. وأضافت: إيماناً منّا بأهمية الشباب وطاقاتهم الإبداعية المُتجددة، فقد ارتأينا السّعي المتواصِل بالإرادة والإصرار واليقين بالله تعالى على تحقيق هذا الهدف السّامي، والذي سيؤدي ثماره فيما بعد على أرض الواقع في المشهد الثقافي، وذلك بتنمية قُدرات شبابهِ وطموحاتهم وأفكارهم الخلاّقة وانعكاسها على المجتمع.وأشارت الملكاوي إلى رسالة المُلتقى التي تُعنى بالإبداع الإنساني للارتقاء بالتُّراث العربي واللغة السّامية لنسمو بتعزيز المشهد الثقافي. ولخّصت أهداف المُلتقى وكان من أهمها: الحثّ على القراءة، دعم الإبداعات، إحياء التُّراث الشِّعري العربي، فتح فضاءات الكتابة الإبداعية الخلاّقة، فتح أبواب النقاش المُمَنهَج حول الكتابة، إصدار مجلّة دورية، عقد دورات خاصّة في أساسيات اللغة والعمل على تفعيل دور المُثقَّف في التأثير على الذوق العام. وفي ختام كلمتها، رحّبت بكافّة الجمعيات والمُنتديات الثقافية بالتشاركية في الحراك الثقافي للنهوض بالشباب المُبدِع، والتأكيد على العمل الجماعي لنرتقي بالهوية العربية والإرث العريق والتاريخ المجيد. وثمّنت جهود كل من كان له الدور في إنجاح هذه الفعالية.بدوره هنأ الزغول الحضور بحلول عيد الفطر السعيد، وثمّن دعوته لرعاية هذه الفعالية في لواء بني كنانة منطقة ملكا، التي نظّمها ملتقى (إقحوان ملكا للثقافة والفنون)، بالتشاركية مع مركز الأميرة بسمة للتنمية البشرية/ الصندوق الأردني الهاشمي - المنصورة.وأكد الزغول شكره للمُلتقى الذي تنوّع بفعاليته وأبدع بالخروج بفسيفساء ثقافية، وأشار إلى معرض الكتاب الذي شاركت به وزارة الثقافة / مديرية ثقافة محافظة إربد في هذه الفعالية، ونوّه بأن الكتب المعروضة توزَّع مجاناً للحضور.وأشاد الزغول بمُشاركة المواهب الشّبابية في هذه الفعالية والوجوه الجديدة التي تحتاج إلى دعمهم وإشهارهم ودمجهم في الوسط الثقافي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 13 ساعات
- الدستور
ندوة بمنتدى زي الثقافي تكرم أربعة من الشعراء الراحلين
عمانوسط حشد من الحضور كرم وزير الثقافة والهيئة الإدارية لمنتدى زي الثقافي عددا من الشعراء الراحلين من أبناء البلقاء وهم: الشاعر علي الفزاع والشاعر محمد العطيات والشاعر عيد النسور والشاعر حارث أبو سليم الجزازي. وابتدأ الحفل بإدارة رئيس الهيئة الإدارية يوسف عمايرة وبتلاوة من القرآن الكريم ثم نوه عريف الحفل بإبداعات الشعراء الذين كانوا من أعضاء المنتدى ذاكرا بعض أعمالهم المنشورة وما عرف عنهم من نشاط ثقافي سواء من كان منهم في رابطة الكتاب فرع البلقاء رئيسا أو عضوا وما اتصفوا به من مواقف تنم على إخلاصهم وتفانيهم في حب الوطن. وقد ألقى وزير الثقافة الأستاذ مصطفى الرواشدة كلمة شكر فيها المنتدى على التعاون مع وزارة الثقافة في إعداد هذه الندوة التي تنم على الوفاء للشعراء الذين فقدناهم وبقي شعرهم يذكرنا ويذكر الأجيال بهم وبحبهم للأردن. وقال الرواشدة إن من دواعي السرور أن نجد منتدى كهذا المنتدى لا يفوته مثل هذا النشاط الذي يعد مأثرة وقدوة لغيرهم من الهيئات الثقافية المهتمة بالثقافة والنتاج الإبداعي.وتناول د. إبراهيم خليل شعر الشاعر علي الفزاع الذي فارقنا منذ سنتين فكان فراقه صدمة لمحبيه ومحبي شعره، فنوه لدوره في البرامج الثقافية في الإذاعة وفي التلفزيون وفي لجنة الشعر بمهرجان جرش للثقافة والفنون على مدى سنين، وقال إنه تعرف بالشاعر عندما كان يعد أطروحته للماجستير عن القاص جبرا إبراهيم جبرا. وأنهما كانا يلتقيان في مكتب المرحوم الدكتور محمود السمرة مع بعض النابهين. ونوه بديوانه نبوءة الليل الأخير، وبديوانه مرثية للمحطة الثالثة وبديوان الرهان الأخير وبالمجموعة التي صدرت عن وزارة الثقافة بعنوان الأعمال الشعرية(1996) وبديوانه الأخير الخروج من جزيرة الضباب. مؤكدا أن الشاعر الفزاع نجح في بناء القصيدة الجديدة القائمة على على توظيف الحكاية والنموذج الإنساني المستمد من تراثنا، وألقى شواهد تبين توظيفه لحكاية أهل الكهف، ولقصة امرئ القيس، وأضاف عن الفزاع ومدى إعجابه بصفة دائمة بشاعرين هما بدر شاكر السياب وخليل حاوي.وتناول د. محمد ناجي عمايرة بشهادته أشعار محمد عطيات وديوانه الأول الفارس العربي الجديد. وقال إن صدور هذا الديوان عن مكتبة عمان سنة 1968 كان أحد ردود الفعل اللافتة على ما حدث وجرى في الخامس من حزيران عام 1967 وأشار لعلاقته بالمرحوم العطيات، وتواصلهما معا، ولقاءاتهما في مقهى شهرزاد، واطلاعه على أشعاره وكتبه ومنها القصة الطويلة في الأردن، وكتابه الضخم عن الشعر الأردني، منوها لنشاطه الثقافي بصفة عامة ولا سيما في أثناء عمله بجامعة عمان الأهلية. وتحدثت الشاعرة مريم الصيفي عن الشاعر الراحل عيد النسور وجاء حديثها أقرب ما يكون إلى الرثاء والتأبين، فقد كان النسور على صلة بها وبصالونها الأدبي، يختلف إليه منفردا أو مصطحبا أفراد عائلته، مما أضفى على بوحها هذا طابع المودة أكثر من التحليل. فالشاعرة الصيفي لم تقدم نفسها في الندوة دارسة بل معزية النفس بفقدان أبي معن.واختتمت الندوة الاستذكارية بحديث حميم من الروائي مصطفى أبو رمان عن الشاعر الجزازي مشيرًا لدراسته في روما، ولتنوع اطلاعه. فبعد أن تخرج من كلية الطب درس الأدب الإيطالي، ونال شهادة الدبلوم فيه. ودرس بعد هذا الدبلوم الاقتصاد والإدارة. وكان رحمه الله قد عمل في بلدية السلط مديرًا لدائرة الشؤون الصحية والبيئة. ومن النشاط الذي عرف عنه وبرز فيه النشاط السياسي، والنقابي، فكان رئيسا لفرع رابطة الكتاب منذ عام 2016 حتى وفاته في شهر أيلول 2021. وتطرق لأعماله الإبداعية وما تتسم به من شفافية. ومنها ديوان مرايا الروح، وقداس الهذيان، وعند أقصى المنعطف، وملح في ماء يتعرى. وذكر له رواية لم تنشر كتبها بالإيطالية.وفي ختام هذه الأحاديث التي تعبق بأريج الوفاء، وعطر المحبة، وزع وزير الثقافة الدروع على أبناء الشعراء المكرمين، وعلى المشاركين. وقد شكر المشاركون الدكتور محمد ناجي عمايرة على ما قام به من جهود لتحويل هذه الفكرة من اقتراح لإجراء نافذٍ - مساء الثلاثاء الماضي- حظي بالكثير من الاستحسانِ، والرضا.

سرايا الإخبارية
منذ 16 ساعات
- سرايا الإخبارية
بالفيديو والصور .. تتويج أحد أصغر حفظة القرآن و"عتب على وسائل الإعلام"
سرايا - شهد مركز سعد بن معاذ القرآني التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مؤخرًا احتفالًا كبيرًا بمناسبة تخريج عدد من حفظة كتاب الله، من بينهم أحد أصغر الحفاظ سنًا في المملكة، والذي أتم حفظ القرآن الكريم غيبًا كاملاً قبل أسبوعين، ليكون الحافظ رقم 46 من خريجي المركز. وأبدى والد الحافظ، عتبه على بعض وسائل الإعلام المحلية، وبخاصة قناتي رؤيا والمملكة، لعدم تغطيتهما فعاليات المهرجان القرآني الكبير على الرغم من إبلاغهما بموعد الاحتفال قبل أسبوعين، على حد قوله، مشيدًا في الوقت نفسه بأداء مندوبي وكالة "سرايا" الذين حضروا وغطوا الفعالية بمهنية. بالفيديو والصور.. تتويج أحد أصغر حفظة القرآن و"عتب على وسائل الإعلام" #سرايا #الاردن #عاجل — وكالة أنباء سرايا الإخبارية (@sarayanews) May 23, 2025


وطنا نيوز
منذ 2 أيام
- وطنا نيوز
القرآن والشعر مقاربات جمالية في الصورة
بقلم أ.د. خليل الرفوع الجامعة القاسمية تنزَّل القرآن الكريم على العرب أهل البيان فصاحةً وبلاغةً ولم يألوا جهدا في فهمه على الوجه الذي أنزل فيه، ولم يسألوا عن دلالات مفرداته لأنه جاء على سَنَنهم في التعبير اللغوي حقيقةً ومجازًا، بل كانوا من دهشة شعورهم بجمال بيانه أن اضطربوا في وصفه مترددين بين قوة السبك وجمالية القول وشعرية الدلالة، فتقوَّلوا في ذلك بعض الأقاويل، ومنها الدعوة إلى عملينِ اثنين أثناء استماع أي امرئ منهم أو من غيرهم له للخروج من جاذبية العبارة وغرابتها وسحرها: ألَّا يسمعوا للقرآن وأن يشوشوا على من يريد سماعه 'وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ'(فصلت، 26). فقد تحول الصراع من جدلية الفكر والحِجاج إلى ضجيج الخُصومة وإغلاق منافذ الاستقبال، ولم نسمع أن أحدًا من العرب استصعب كلمة أو آية منه، بل كان بعضهم يقف بجدار دار الأرقم بن أبي الأرقم يسترقُ السمع إليه في غلَس الظلم. ومن المؤكد لغويًّا أن من تُوجَّه إليه الدعوة ليأتي بمثل القرآن أو بشيء منه إنما هم خبراء فن القول من شعراء ونقاد وخطباء، فلم تك دعوة لجمهور العرب عامة من الذين لم تختبرهم فنون اللغة، فالشعر سابق للقرآن وجودًا بشريًّا واستعمالا لسانيًّا، ثم إن أي مقاربة أو مقارنة تكون بين القرآن والشعر الجاهلي الذي كان حاضرًا في الألسنة وأسهم في نضج اللغة معجميًّا وبيانًا. الشعر الجاهلي والقرآن الكريم كانا المؤسسين للسان العربي أسلوبًا وتصويرًا وإيقاعًا؛ بل هما مؤسسا العقل العربي ومنتجه الفكري. إن مصطلحَ الصورةِ حديثُ النشأةِ في الدراسات النقدية، وتكمن قيمتها في أن كلَّ أدواتِ الشعر تعملُ على إبرازها في نسقٍ مشحونٍ بالتخَيُّلِ، فهي وليدةُ تخيل الشاعر، وهي في الوقت ذاتهِ ماثلةٌ أمامَ تصوُّرِ المتلقي، مصادرها: الخيال وتجربة السلوك الإنساني واللغة والبيئة، فالشاعر ليس جامعَ تلفيقات تهدف إلى أن يقول: إن هذا يشبه ذاك فالصورة في رأيي شكلٌ لغوي تصوري يتضمنُ شعورًا أو فكرةً أو موقفًا في آن معًا تعبر عن رؤية متآلفةٍ، فلم يكن الشعر الجاهلي يصف المحسوسات المشاهدة في الصحراء ليعبرَ عن موقف بدوي ساذج، فهو ليس انعكاسًا بسيطًا لعقل رَعوي مغلق قاصر، فحينما يتحدث الشعراء عن صورة الحرب مثلا إنما يصورون رؤيةً متكاملة متعاضدة وتأملًا عميقًا يتآلفان ليشكلا موقفًا رافضًا لها من خلال ما اقتنصوه من صور بشرية وحيوانية وشيئية ومتخيلات مطلقة تتضافر لترِّكبَ وتكون مشهدًا كاملا ينبئُ عن بشاعتها وكراهيتها واقعا مُعَاينًا وتصورًا متخيلا، وتلك هي قيمة الشعر ببعده الإنساني الفني. وأعود إلى قيمة الشعر فنيا، إنه شبكة من العلاقات الجدلية: لغةً وإيقاعًا وتصويرًا وفكرًا متجددًا مستفيدًا مما سبقه ومضيفا إليه، يقول تعالى :' فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُم')محمد،4) ففي قوله: حتى تضع الحرب أوزارها صورة فنية لم يتوقف عندها المفسرون، وأي تفسير للقرآن في سياقاته الفنية بعيدا عن الشعر الجاهلي هو تفسير مقطوع عن سياق الحالة الإبداعية العربية التي سبقته، وأقصدُ بها الشعرَ الجاهلي، يقول الشاعر الجاهلي الأعشى: وأعددْتُ للحربِ أوْزَارَها رِمَـاحًا طِوالًا وخَـيلًا ذُكُورا (الديوان، ص99) فأوزارُ الحرب في أبيات الأعشى الرماحُ التي أُتْـقِـنَ صنعُها، وطولُها ينبئ عن أن الذين سيستخدمونها فرسانٌ طِوالٌ، والخيل ذكور وليست إناثا وذلك أقوى، والدروع مصنوعة من عهد داود- عليه السلام- فالأسلحة هي من أجود الصناعات، والكتيبة كثيرة العدد متنوعة الأسلحة، فالأعشى يصور حالةً استعدادية محكمة وتخطيطا متقنا للحرب في سياق القوة والفخر، فكل أدوات الحرب هي أحمال عليها، لكن السؤال هو: لِـمَ أنثَ الحربَ وأنثَ أدواتِها؟ والإجابة هنا تتماهى مع الصورة العامة للحرب في الشعر الجاهلي وهي أنها وصورَها مؤنثة، وفي ضوء ذلك تفهم الآية القرآنية التي جاءت كذلك في سياق القوة وشدة البأس؛ حتى تضعَ الحربُ أوزارَها، فللحرب أحمالٌ كثيرةٌ ثقيلةٌ تدَّرِعُها هي وتلبسُها وتضعُها أنَّى تشاء، لقد نَقلتِ الآيةُ الحربَ من العالم المطلق إلى العالم الإنساني، إنها أنسنةُ المطلق، فهي تخطط وتفكر وتشعر وتعلم وتعرف وتتحرك كما يفكر البشر ويفعلون، إنها لا تشبه المرأة بل هي امرأة كاملة المشاعر، وفي ذلك قوة وتفاؤل بعد تحقيق النصر، ولم تقل الآية: حتى تضعوا أنتم أيها المحاربون عن الحربِ أحمالَها، كل ذلك يعزز فكرة أن القرآن جاء على سَنَنِ العرب في التعبير، ولا يمكن فهمُه فنيًّا إلا بفهم الشعر الجاهلي ضمن السياق التاريخي للدلالات اللغوية بيانًا وانزياحًا وجمالًا. إننا بذلك نخرج الفن الشعري من دوائر القواعد البلاغية المُقَوْلَـبَةِ مثل: التشبيهات والاستعارات إلى فضاءت عريضة من جمالية التعبير؛ ونخرجُ الشعرَ من الطِّلاء الخارجي والأصباغ اللونية للبحث في ما وراء المعنى كما يقول عبد القاهر الجرجاني، وبذلك يُسْتَطَاعُ استكناهُ الوجدانِ وسبرُ المشاعر التي توجِّهُ القولَ ليكونَ فنا إبداعيًّا يعيد تركيبَ الأشياء كما يريدها الشاعر لا كما تأخذها القواعد البلاغية الجامدة إلى سذاجة المعنى وشكلية اللفظ، وفي ذلك يفهم الشعر الجاهلي وإن شئت يتدبرُ القرآن الكريم، فهما المؤسسان للعقل العربي أسلوبا تركيبيًّا وبناء فكريا وإيقاعا مُمَوْسَقًا، والصور كثيرة في الشعر والقرآن، ففي الشعر: دِمْنَة أُمِّ أوفى لم تَكَلَّمِ (وليس لم تتكلم)، ويا دارَ عبلةَ بالجِواءِ تكلمي، وكان الرماحُ يختطفْنَ المحاميا، وفي القرآن: والليلِ إذا عَسْعَسَ، والصبح إذا تنفس، ولما سكتَ عن موسى الغضبُ، فأجاءَها المخاضُ، أضغاث أحلام، واشتعلَ الرأسُ شيبًا، إنها صور بيانية تستنفر الخيال، وتستنفر مكامن التأمل اللغوي وعلم الجمال.