logo
السيد الصافي: المرأة المتعلّمة اليوم تُعقَد عليها الآمال

السيد الصافي: المرأة المتعلّمة اليوم تُعقَد عليها الآمال

كربلاء المقدسة- واع- عباس الرحيمي
نظمت العتبة العباسية المقدسة، حفل تخرج مركزيا لطالبات الجامعات العراقية والدول، فيما بارك المتولي الشرعي للعتبة العباسية السيد أحمد الصافي، الطالبات التي تخرجن ، مؤكداً أن المرأة المتعلّمة اليوم تُعقَد عليها الآمال.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وقال مراسل وكالة الانباء العراقية (واع)، أن العتبة العباسية المقدسة نظمت حفل تخرّج مركزياً لطالبات الجامعات العراقيّة والدول الإسلاميّة دفعة (بنات الكفيل) الثامنة الذي تقيمه شعبة مدارس الكفيل الدينيّة النسويّة التابعة لمكتب المتولّي الشرعيّ للشؤون النسويّة في العتبة المقدّسة تحت شعار (من نورِ فاطمةَ -عليها السلام- نُضيءُ العالَم) للعام الدراسيّ 2023 / 2024 وبمشاركة أكثر من 4000 طالبة من مختلف المحافظات العراقيّة وبعض الدول الإسلاميّة.
وبارك المتولي الشرعي للعتبة العباسية السيد أحمد الصافي، الطالبات المتخرجات ، داعيا الله ان يتمم فرحهن وعوائلهن الكريمة.
وقال السيد الصافي في كلمة مسجلة له بثت خلال الحفل، أن "المرأة المتعلّمة اليوم تُعقَد عليها الآمال، مَن أَحرى مِن المرأة المتعلّمة المتحضّرة المتنوّرة أن تُعقَد عليها الآمال".
أدناه نص كلمة السيد الصافي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته، وأخصّ الإخوة الأفاضل الأساتذة الكرام والأستاذات الفاضلات والمكتب النسويّ وشعبة مدارس الكفيل وبناتنا المُحتفى بهنّ الخرّيجات.
أسأل الله تبارك وتعالى في هذه الليلة أن يتمّم فرحتهنّ وللعوائل الكريمة، اللواتي أتعبنَ الأنفس والأبدان في سبيل أن يجنينَ هذه الثمرة المباركة ويترقّبنَ هذه اللحظة المشوبة بالفرحة لما يرين من ثمار هذا الحصاد الذي طال انتظاره.
كان بودّي وما أسعدني -لولا إعاقة الظرف الصحّي الذي ألمّ بي على نحو المفاجأة أن أكون بين هذا الحضور الكريم خصوصاً بناتي اللواتي كنت أحرص أشدّ الحرص على أن أنتظر في كلّ سنة وفي كلّ عام هذا الاحتفال الكريم، وكنت أتابع تفاصيل هذا الاحتفال مع أخواتي في العتبة العبّاسية المقدّسة والإخوة الأعزّاء المسؤولين ابتداءً من السيّد الأمين العام وإلى جميع الإخوة أعضاء مجلس الإدارة ورؤساء الأقسام متابعةً دقيقةً حتّى لا يكون هناك أيّ خللٍ أو تقصير ولكي يكون هذا الاحتفال على أتمّ ما يكون ولكن على كلّ حال إن شاء الله تعالى يكون هذا الاحتفال لا يختلف إن لم يكن أفضل عن سابقه.
لقد تكلّمنا كثيراً عن الجدوى الحقيقيّة لهذه الاحتفالات وأنا أحبّ دائماً أن أنظر من منظورٍ إيجابيّ وعمليّ، بودّي الآن أن أختصر الحديث وأتكلّم مع بناتي حول الموضوع الذي دعانا إلى أن نكون بخدمتهنّ في موضوع التخرّج، أقول هناك جهاتٌ تستأنس وتستبشر عندما ترى هذه المجموعة في هذه الحالة، يعني صورة التخرّج وصورة الانتقالة لابنتنا وهي قد تجاوزت الاثنين وعشرين أو الثلاثة وعشرين أو الأربعة وعشرين، بحسب صنف الكليّة التي تخرّجت منها، ثمّ انتقلت إلى حياةٍ أخرى جديدة، هناك جهاتٌ تفرح، تستأنس، تستبشر وهي ترى هذه الثمار، تترقّب هذه الثمار من أجل أن تبدأ مسيرةً ثانيةً، مسيرةً جديدةً فيها أمل وعطاء.
المرأة المتعلّمة اليوم تُعقَد عليها الآمال، مَن أَحرى مِن المرأة المتعلّمة المتحضّرة المتنوّرة أن تُعقَد عليها الآمال؟!.
طبعاً لا بُدّ أن نلتفت إلى مسألةٍ مهمّة، وهي أنّ الإنسان في بعض الحالات يتخرّج من الجامعة لكنّه يبقى غير متحضّر، نعم.. هناك مشاهد يخجل الإنسان منها إذ يرى الإنسان الآن أيضاً أن هناك احتفالاتٍ تُوسَم بأنّها احتفالات تخرّج، وأيضاً هذه الطالبة قد تخرّجت من الجامعة وهي بالمقاييس العلميّة تُعد متخرّجة أي متعلّمة لكنّها غير متحضّرة، انقلبت الموازين وهناك فتاةٌ تجاوزت العشرين وتعليمها تعليمٌ متوسّط لكنّها متحضّرة، تفهم ماذا تريد، دقيقةٌ في طرح قضيّتها، تحلّل الأمور بشكلٍ جيّد، حذرة فطنة ذكية، نعم هذه متحضّرة.
أنتنّ لا بُدّ أن تكُنّ في حالة التخرّج والتحضّر كذلك، المقصود من التحضّر هو أن لا تكون المساحة النفسيّة التي عندكم مرتعاً للشيطان، هذا الذهن.. الفكر.. يجب أن لا يكون مرتعاً للشيطان، القلب الذي تحملونه يجب أن لا يكون ساحةً من ساحات الهوى، والمقصود ساحات الهوى الضالّ المضلّ، الآن تخرّجتم وستبقى هناك ذكرياتٌ وذكريات مهمّة محفورة في الذهن لا تمحوها الأيام، كلٌّ منكم سيجلس بينه وبين نفسه ويتذكّر منذ أوّل يوم وضع قدمه في الجامعة إلى هذه اللحظة.. الآن شريط الذكريات سيمرّ عليكم، أنا متأكّد أنّ أفضل اللحظات هي هذه اللحظات، وأنا متأكّدٌ من ذلك.. لماذا؟.
هذه اللحظات خاصّة، نحن قدّمنا ما قدّمناه لأنّنا نريد أن نغسل أنفسنا من درن ما علق بها، لاحظوا المسيرة منذ أن وضعتم أقدامكم في هذه الأرض الكريمة، منذ بداية استقبال أخواتكم الكبيرات، أساتذتكم وأستاذاتكم، لقد رأيتم حالةً جديدة، وصدقاً هذه الحالة ليست مفتَعَلة، بل هي حالة واقعيّة، الاهتمام.. الإقبال عليكُنَّ بحالةٍ من السرور، هناك فرحةٌ ترتسم على وجوه من يستقبلكُنَّ، ثمّ بدأت المسيرة المهمّة وأنتم تؤدّون القَسَم في مكانٍ هو في غاية الجمال.. في غاية الروعة، وتشكّلون خريطةً عظيمةً فيها الشموخ وفيها التحدّي، شموخ النخيل، والنخلة شجرةٌ مثمرةٌ وقديمة، لم تهُزّها الريح ولم يخرّبها الزمن، ولم يجتثّها ما مرَّ عليها من الأعاصير، ثمّ تدخلون إلى الحرم المطهّر، وتُفرش لكم هذه السجّادات الحمراء، ثمّ يستقبلكم كوكبةٌ من الإخوة الأفاضل الأعزّاء وهم ينظرون إلى هذه القيم الحقيقيّة، بعضهم عندهم أطفال، ولسان حالهم يخاطبون أطفالهم، يقولون لهم: أنتم يا أطفالنا بيدٍ أمينة.
هذا الوجود المبارك لسيّد الشهداء(عليه السلام) وجودٌ خاصّ، أنتم تعلمون العدد الكبير الذي يقدم لنا في كلّ سنةٍ للمشاركة في هذا الحفل، صدقاً هو عددٌ هائل، لكن المكان لا يسمح لاستيعاب أكثر من هذا العدد، فيقع الاختيار على هذا العدد المحدود، والحمد لله حضراتكم منه، وهذا فيه جنبةٌ مهمّة بناتي، لاحظوا الآن، إن شاء الله كلّ بناتي في كلّ مكانٍ وبتمنّياتٍ صادقة بيني وبين الله تعالى، دائماً الرأسُ مرفوعٌ والهمّة والقامة وكلّ ما يتعلّق بالقِيَم، ممكن أن أتحدّث عن هذه المفردة الخاصّة بالتخرّج، إذ هناك بعض التصرّفات يكون الإنسانُ خجلاً منها، خَجِلاً بمعنى الكلمة، يعني لا أريد أن أعرض بشيء، لكن أتكلّم عن هذه المفردة، مفردة التخرّج، إلّا أنتم، بالعكس، أنتم تتكلّمون بقوّة عندما تقارنون أنفسكم مع غيركم، تتكلّمون بحالةٍ مُثلى عن هذا التخرّج، غيركم عندما تسألونهم كيف تخرّجت؟ -طبعاً لا أعمّم الحالات- أقصد الحالات غير الوقرة، الحالات التي لا تتناسب مع وقار وحياء المرأة، تحاول تلك الخرّيجة أن لا تجيب عن السؤال بشكلٍ مباشر، لأنّها خجلة ممّا صنعت، بينما أنتِ لا، بقوّةٍ تقولين: نعم.. تخرّجت بين الحرمين، واستُقبِلتُ أفضل استقبالٍ كأنّني ملكة، ألبسوني تاجاً من التيجان، وأبي وأمّي فرحوا بي فرحاً خاصّاً واستقبلوني استقبالاً خاصّاً، بين الحرمين بدأوا ينثرون عليّ الحلويّات والورود، كأنّني نزلتُ عليهم من السماء، وعندما زرتُ، كان الكلّ ينظرون نظرةً خاصّة، هذا لا يتكرّر أبداً والكلّ يتمنّاه، أنا سمعتُ من بعضهم في الاحتفالات السابقة، قالوا يا ليتنا تخرّجنا في هذا المكان، يا ليت يعود بنا الزمان ونتخرّج هكذا، وأنتم ستسمعونها من أهليكم إن لم تكونوا سمعتموها، هنا مكانٌ خاصّ، مكانٌ له روحانيّة خاصّة، وقد رأيتُ بعض الإخوة الأولاد -في احتفالات تخرّج الأولاد- يبكون، وبعضُ بناتنا نقلوا لي أنّ الكثير من بناتنا أيضاً يبكين.
أقول هذه هي القيمة بناتي، أمامكم إن شاء الله حياة طويلة فلا تفقدوا ما كسبتموه، الآن كلّ واحدةٍ منكنّ حصلت على درّة، أنتم سمّوها الآن (درّة التخرّج) فلا تفقدوها، عفّة وشموخ وشرف وحياء، لا تفقدوا هذه الدرّة، درّة التخرّج، أكثر من هذا ماذا نصنع؟، الباقي عليكم، ساعدونا أن نبني جيلاً يقدّس الأسرة، يحترم الأسرة، أنتم ساعدونا، أنا أُصغي إليكم من خلالِ مقترحاتكم، وإذا كان يوجد شيءٌ يُمكن أن نخدمَ به فنحن حاضرون، أيّ شيءٍ يساهم في بناء الأسرة نحن بالخدمة، كلّ الأخوات الآن في خدمتكم، لا تتوقّفوا في كلّ شيء، هذا الذي أقوله بناتي أخواتي وأستاذاتي، نحن في أتمّ الحالة الواقعيّة التي نريدها أن تكون لكم، قطعاً كلّ واحدةٍ من بناتنا الآن، المُشرِفات من منتسبي العتبة المقدّسة عندما يفرحون ببناتهم في التخرّج، يصنعون مثل ما تصنعون، ولعلّ بعضهم الآن بناتهم معكم، لا يميّزون بينهم وبينكم، يريدون الاحتفالات بهذه الطريقة، وقد وفّرنا هذه الحالة بحمد الله تبارك وتعالى.
إذن القيم مهمّة بناتي فحافظوا على القيم، لا تستوحشوا من طريق الحقّ لقلّة سالكيه، وصدقاً أنتِ امرأةٌ قويّة، لا تقولي أنا ضعيفة أبداً، أنا أكره هذه اللفظة، أنتِ قويّة بحمد الله تعالى، قويّة بمبادئك، بالقيم، كما قلت الآن، كلّ واحدةٍ معها درّة (درّة التخرج)، طالما أنّ احتفالكِ كان بهذه الطريقة، بدءاً من هذا الوقوف وترديد القسم والدخول المبارك إلى الحرم الشريف، وبين الحرمين وعند سيّد الشهداء(عليه السلام)، إلى أن رجعتم بهذه الحفاوة، والآن أنتم في هذا المكان المبارك، إذن أنتم تتمتّعون بهذه القوّة والرصانة والعفّة، إضافةً إلى الجانب العلميّ.
أتمنّى لكم إن شاء الله تعالى حياةً طيّبة، وعُمراً مفعماً إن شاء الله تعالى بالخير والإنجازات، وحفظ الله أهاليكم ومتعلّقيكم، والأستاذات الكريمات والأساتذة الذين كانت لهم بصماتٌ واضحة في تنشئة هذا الجيل الواعد الكريم إن شاء الله تعالى، ودعائي لكم، لا تنسونا بالدعاء خصوصاً ونحن على أعتاب الشهر المبارك شهر رمضان الكريم، استثمروا هذا الشهر بكلّ ما تملكونه من قوّة، أرانا الله تعالى فيكنّ جميعاً عزّةً وكرامةً وحياءً وعفّةً وشموخاً وأسراً كريمة بمحمّدٍ وآله، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّدٍ وعلى آله الطيّبين الطاهرين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انتصار الطفولة من بين نيران نمرود العصر!بشرى خالد الصارم
انتصار الطفولة من بين نيران نمرود العصر!بشرى خالد الصارم

ساحة التحرير

timeمنذ يوم واحد

  • ساحة التحرير

انتصار الطفولة من بين نيران نمرود العصر!بشرى خالد الصارم

انتصار الطفولة من بين نيران نمرود العصر! بشرى خالد الصارم* ها قد عاد زمن المعجزات في زمن الفواجع، معجزة الطفلة التي نجت من نيران العدو الصهيوني عادت لتذكرنا بمعجزة خليل الله إبراهيم عليه السلام فكانت النار برداً وسلاماً عليها،في موقف يحقق أن لله جنوداً في أرضه. طفلة تبحث عن النجاة وسط أتون الجحيم وقودها الناس والإنسانية، تبحث عن الحياة وسط ركام الموت، وأشلاء محروقة، وأجساد متفحمة، تبحث عن الأمان في زمن الإبادة والإجرام، طفلة لم تكتفي بتحمل ماتطيقه بل تحملت مالا تطيقه أمة الملياريّ مسلم بمفردها، تسارع ألسنة النار كي تتعداها وتتغلب عليها، تحدت الموت والخوف، تحدت كل أضواء القصف والنيران وأصوات الصواريخ والحرائق، طفلة كأنها جيش بعدته وعتاده، أي صمود يارب السماء سكبته في قلبها،وأي ثبات أسكنته فؤادها. لم يكن فلم سينمائي من إنتاج هوليوود، لم يكن مسلسل كرتوني يحكي معاناة الطفولة في الحروب، إنه واقع دامي وحقيقة مؤسفة لأمة محمد صلوات الله عليه وآله وسلم من حرك جيوش المسلمين لنصرة الإسلام والمسلمين، فبأي وجه سيقابلون نبيهم يوم لا ينفع جاه ولا حكم. وسط هذا الهول، وبلوغ القلوب الحناجر، كانت الطفلة تسعى بخطاها الصغيرة تبحث عن مخرج من بين الظلمات التي تحيط بها بعضها فوق بعض، عيناها الصغيرتان التي كانت ترى بالأمس ألوان الحياة في مدرسة تأوي النازحين، شهدت في تلك اللحظة جحيم وظلم صورة من صور الإجرام الذي يتفنن به العدو الصهيوني في صورة يومية دون انقطاع، كان قلبها الصغير يحيطه وميض فطري نور على نور بأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها فكانت هي طفلة معجزة الخليل عليه السلام التي تغلبت على إجرام نمرود العصر الناجية من نيران الطاغية والمجرم العدو الصهيوني. أما آن لضمائر الشعوب وحكام العرب أن تصحو؟! أما آن للقوب أن ترحم وتخشع لأصوات الاستغاثة من أهالي غزة؟! أما آن للعرب أن يفيق من سباته وأن يحرك بوصلة جهاده نحو قبلة العزة والكرامة والتضحية' غزة ' ماذا بعد تنتظرون؟! لا فائدة من الاستنجاد بهم فقد طبعت العمالة والخيانة عليهم، وأصبحوا أشد ذلة ومسكنة من اليهود، بل أصبحوا تحت أقدامهم يدوسونهم كما يحلوا لهم. ولكن هناك شعب هم أرق قلوباً وألين أفئدة، من سماهم الله بالأنصار، كانوا وما زالو صنوان حق وإخوة صدق، هم من يعول أهل غزة عليهم، هم بقية العروبة في الأرض، وهم بقية الإسلام والدين،هم ناصري أطفال ونساء ومستضعفيّ أهل غزة، هم من حركوا جيشهم وأسلحتهم وصواريخهم القادمة من أراضي الحكمة والإيمان تزأر أصواتها بصوت الأطفال ووجع الأيتام نحو الأراضي المحتلة، في أبلغ معنى للتلاحم بين اليمن وفلسطين، ورسالة واضحة بأنهم لن يتركوا فلسطين وأنهم معهم وليسوا وحدهم في مواجهة الإجرام، مواجهة الموت، مواجهة الطغيان ونمرود العصر، وفرعون الزمن. يقسم الشعب اليمني ياطفلة النيران وخليلة الشعب اليمني بأن صواريخ التلاحم ستنصرك وستثأر لآلامك وجروحك، في موقف إيماني أخلاقي ديني يثبت مدى التلاحم بين جراح صنعاء وآلام غزة، واعلمي بأن العاقبة للمتقين وأن نصر الله قريب، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. #اتحاد_كاتبات_اليمن ‎2025-‎05-‎28

غزة بين العدوان والحصار والخذلان العربي!صفوة الله الأهدل
غزة بين العدوان والحصار والخذلان العربي!صفوة الله الأهدل

ساحة التحرير

timeمنذ يوم واحد

  • ساحة التحرير

غزة بين العدوان والحصار والخذلان العربي!صفوة الله الأهدل

غزة بين العدوان والحصار والخذلان العربي! صفوة الله الأهدل* تتعرض غزة اليوم للإبادة بكل ماتحمله من معنى على يد العدو الإسرائيلي أمام مرأى ومسمع من العرب والمسلمين؛ أجساد نحلت جدًا من الجوع حتى رق جلدها وأصبحت جلد ملتصق بعظم، والكل يشاهد ويتفرّج ولكن لايتحرّك أو يتفاعل مع مايحدث أحد منهم، أرواح بدون وجه حق أُزهقت، دماء على الشوارع والطرقات سُفكت، أعراض بسبب الذل والتخاذل أُنتهكت، مُحرّمات بسبب التثاقل والتخلّف اُستبيحت، أرض بسبب الظلم والسكوت اُستحلت! يزعمون الإيمان بالله واليوم الآخر ولكن الله كشف زيف إيمانهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}، يدّعون الإسلام بينما الله فضحهم: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}؛ بل ويمنّون به على الله ويريدوا أن يدخلوا به جنته: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}! غزة اليوم بين العدوان والحصار الإسرائيلي والخذلان العربي، تأملوا معي في الأحداث التاريخية ماذا فعل رسول الله في ذلك الزمن؛ إذا كان رسول الله حرّك جيش المسلمين ثأرًا لدم ذلك المسلم الذي قتله اليهود في سوقهم حين هب لنجدة امرأة مسلمة ماذا كان سيفعل اليوم أمام مايحصل في غزة على أيدي أحفاد أولئك اليهود؟ إذا كان رسول الله قدّم فريضة الجهاد على الصلاة وجعله معيار للإيمان بالله واليوم الآخر بقوله: 'من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلّا في بني قريظة' ترى ماذا كان سيفعل اليوم أمام مايجري في غزة؟ إذا كان رسول الله لم يسكت أمام أفعال اليهود- دسائسهم ومكرهم ونقضهم للعهود والمواثيق والغدر وتحريض المشركين ضد المسلمين- وخاض غزوات ضدهم حتى أجلاهم من جزيرة العرب ترى ماذا كان سيفعل اليوم مع اليهود الصهاينة أمام كل مايفعلونه في غزة وضد حركات المقاومة؟ إذا كان رسول الله أمر بمقاطعة ثلاثة أشخاص تخلّفوا عن غزوة العسرة تبوك ماذا كان سيفعل اليوم مع كل هؤلاء المتخاذلون والمتثاقلون؟ إذا كان رسول الله أمر بتدمير مسجد ضرار- مركز تجمع المنافقين- وإحراقه بالنار؛ كونه مكان سيتآمر فيه على الإسلام والمسلمين ترى ماذا كان سيفعل اليوم مع دول بؤر النفاق والمنافقين؟! لو تحرّك العرب فقط فضلًا عن المسلمين جميعًا كما تحرّك اليمن قيادة وشعبًا لانتهت إسرائيل ولما استمر العدوان على غزة ولو لثانية واحدة؛ فدين الله لا يأمر بالسكوت والخنوع، ولا يدعوا للاستسلام والعبودية، ولا يحث على الإكتفاء ببعض الطقوس الدينية وترك الجهاد والأمر بالمعروف ونصرة الحق والمستضعفين، ولا يقبل بالمنكر والباطل والولاء لأولياء الشيطان؛ دين الله قوي عزيز يدعو للتوكل على الله والثقة به، وإعداد العدة وتجهيز القوة، والاكتفاء من كل النواحي والجوانب في هذه الحياة، والتصدي لكل هجمات الأعداء ومكائدهم، لدفع البغي والعدوان، للتواصي بالحق والصبر، يأمر بالاعتصام بحبل الله، والاهتمام بشؤون المسلمين عامة، ويحث على التعاون والتآخي، والوقوف في وجه الظلم والطغيان، ومقارعة المجرمين والمستكبرين، وعدم الخوف والجبن أو الوهن والضعف أمام الأعداء مهما كانت التضحية. #اتحاد_كاتبات_اليمن ‎2025-‎05-‎28

1 ذو الحجة.. زواج الإمام علي من فاطمة الزهراء عليهما السلام
1 ذو الحجة.. زواج الإمام علي من فاطمة الزهراء عليهما السلام

اذاعة طهران العربية

timeمنذ يوم واحد

  • اذاعة طهران العربية

1 ذو الحجة.. زواج الإمام علي من فاطمة الزهراء عليهما السلام

جاء الإمام علي(عليه السلام) إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو في منزل أُمّ سلمة، فسلّم عليه وجلس بين يديه، فقال له النبي(صلى الله عليه وآله): «أتَيْتَ لِحاجَة»؟ فقال الإمام(عليه السلام): «نَعَمْ، أتَيتُ خاطباً ابنتك فاطمة، فهلْ أنتَ مُزوِّجُني»؟ قالت أُمّ سلمة: فرأيت وجه النبي(صلى الله عليه وآله) يَتَهلّلُ فرحاً وسروراً، ثمّ ابتسم في وجه الإمام علي(عليه السلام)، ودخل على فاطمة(عليها السلام) وقال لها: «إنّ عَليّاً قد ذكر عن أمرك شيئاً، وإنّي سألتُ ربِّي أن يزوِّجكِ خير خَلقه، فما تَرَين»؟. فسكتت، فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو يقول: «اللهُ أكبَرُ، سُكوتُها إِقرارُها»، فأتاه جبرائيل(عليه السلام) فقال: يا محمّد، زوّجها علي بن أبي طالب، فإنّ الله قد رضيها له ورضيه لها. إخبار الصحابة أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنس بن مالك أن يجمع الصحابة ليُعلِن عليهم نبأ تزويج فاطمة للإمام علي(عليهما السلام). فلمّا اجتمعوا قال(صلى الله عليه وآله) لهم: «إنّ الله تعالى أمَرَني أن أُزوِّجَ فاطمة بنت خديجة من علي بن أبي طالب»(۱). قال: «الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في أرضه وسمائه، الذي خلق الخلق بقدرته، وميّزهم بأحكامه، وأعزّهم بدينه، وأكرمهم بنبيّه محمّد. ثمّ إنّ الله جعل المصاهرة نسباً لاحقاً، وأمراً مفترضاً، وشجّ بها الأرحام، وألزمها الأنام، فقال تبارك اسمه، وتعالى جده: (وَهُوَ الّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً)(۲)… . ثمّ إنّ الله أمرني أن أُزوّج فاطمة من علي، وإنّي أشهد أنّي قد زوّجتها إيّاه على أربعمائة مثقال فضّة، أرضيتَ»؟ قال(عليه السلام): «قد رضيت يا رسول الله»، ثمّ خرّ ساجداً، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «بارك الله عليكما، وبارك فيكما، واسعد جدّكما، وجمع بينكما، وأخرج منكما الكثير الطيّب»(۳). خطبة الإمام علي(عليه السلام) عند تزويجه بفاطمة(عليها السلام) قال: «الحمد لله الذي قرّب حامديه، ودنا من سائليه، ووعد الجنّة مَن يتّقيه، وأنذر بالنار مَن يعصيه، نحمده على قديم إحسانه وأياديه، حمد مَن يعلم أنّه خالقه وباريه، ومميته ومحييه، ومسائله عن مساويه، ونستعينه ونستهديه، ونُؤمن به ونستكفيه. ونشهد أن لا إله إلّا الله، وحده لا شريك له، شهادة تبلغه وترضيه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله(صلى الله عليه وآله) صلاة تزلفه وتحظيه، وترفعه وتصطفيه، والنكاح ممّا أمر الله به ويرضيه، واجتماعنا ممّا قدرّه الله وأذن فيه، وهذا رسول الله(صلى الله عليه وآله) زوّجني ابنته فاطمة على خمسمائة درهم، وقد رضيت، فاسألوه واشهدوا»(۴). اختلفت الروايات في قدر مهر الزهراء(عليها السلام)، والمشهور أنّه كان خمسمائة درهم من الفضّة؛ لأنّه مهر السنّة، كما ثبت ذلك من طريق أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، والخمسمائة درهم تساوي ۲۵۰ مثقالاً من الفضّة تقريباً. جاء الإمام علي(عليه السلام) بالدراهم ـ مهر الزهراء ـ فوضعها بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فأمر(صلى الله عليه وآله) أن يجعل ثلثها في الطيب، وثلثها في الثياب، وقبض قبضة كانت ثلاثة وستّين لمتاع البيت، ودفع الباقي إلى أُمّ سلمة، فقال: «أبقيه عندك». قال الإمام علي(عليه السلام): «قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): يا علي، اصنع لأهلك طعاماً فاضلاً، ثمّ قال: من عندنا اللحم والخبز، وعليك التمر والسمن. فاشتريت تمراً وسمناً، فحسر رسول الله(صلى الله عليه وآله) عن ذراعه، وجعل يشدخ التمر في السمن حتّى اتّخذه خبيصاً، وبعث إلينا كبشاً سميناً فذُبح، وخبز لنا خبزاً كثيراً. ثمّ قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): اُدع مَن أحببت. فأتيت المسجد وهو مشحن بالصحابة، فاستحييت أن أشخص قوماً وأدع قوماً، ثمّ صعدت على ربوة هناك وناديت: أجيبوا إلى وليمة فاطمة، فأقبل الناس أرسالاً، فاستحييت من كثرة الناس وقلّة الطعام، فعلم رسول الله(صلى الله عليه وآله) ما تداخلني، فقال: يا علي، إنّي سأدعو الله بالبركة». قال علي(عليه السلام): «وأكل القوم عن آخرهم طعامي، وشربوا شرابي، ودعوا لي بالبركة، وصدروا وهم أكثر من أربعة آلاف رجل، ولم ينقص من الطعام شيء، ثمّ دعا رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالصحاف فملئت، ووجّه بها إلى منازل أزواجه، ثمّ أخذ صحفة وجعل فيها طعاماً، وقال: هذا لفاطمة وبعلها»(۵). لمّا كانت ليلة الزفاف، أتى(صلى الله عليه وآله) ببغلته الشهباء، وثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة(عليها السلام): «اركبي»، فأركبها وأمر سلمان أن يقود بها إلى بيتها، وأمر بنات عبد المطّلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة، وأن يفرحن ويرزجن ويكبّرن ويحمدن، ولا يقلن ما لا يرضي الله تعالى(۶). ثمّ إنّ النبي(صلى الله عليه وآله) أخذ علياً(عليه السلام) بيمينه وفاطمة(عليها السلام) بشماله، وضمّهما إلى صدره، فقبّل بين أعينهما، وأخذ بيد فاطمة فوضعها في يد علي، وقال: «بارك الله لكَ في ابنة رسول الله». وقال(صلى الله عليه وآله): «يا علي، نعم الزوجة زوجتك»، وقال: «يا فاطمة، نعم البعل بعلك»، ثمّ قال لهما: «اذهبا إلى بيتكما، جمع الله بينكما وأصلح بالكما»، وقام يمشي بينهما حتّى أدخلهما بيتهما(۷). ثمّ أمر(صلى الله عليه وآله) النساء بالخروج، فخرجن. تقول أسماء بنت عُميس: فبقيت في البيت، فلمّا أراد(صلى الله عليه وآله) الخروج رأى سوادي فقال: «مَن أنتِ»؟ فقلت: أسماء بنت عُميس، قال: «ألم آمرك أن تخرجي»؟ قلت: بلى يا رسول الله، وما قصدت خلافك، ولكن أعطيت خديجة عهداً. ثمّ حدّثته بما جرى عند وفاة السيّدة خديجة(عليها السلام)، فبكى(صلى الله عليه وآله) وأجاز لها البقاء(۸). قال الإمام الصادق(عليه السلام): «لولا أنّ الله خلق أمير المؤمنين لفاطمة ما كان لها كفؤ على الأرض»(۹). ــــــــــــــــــــــــــ 1_ اُنظر: إحقاق الحق 4 /475، الأمالي للطوسي:39 3_ اُنظر: تاريخ مدينة دمشق 52 /445، مناقب آل أبي طالب 3 /128 4_ بحار الأنوار 43 /112 5_ الأمالي للطوسي: 42 6_ اُنظر: مناقب آل أبي طالب 3 /130 7_ اُنظر: بحار الأنوار 43 /142 8_ اُنظر: المصدر السابق 43 /138 9_ الأمالي للطوسي: 43

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store