
افتتــاح مهرجــان المســرح العربــي بعُمــان
خطوات موفقة وراسخة إلى الأمام، وعيد جديد يعيشه أهل المسرح في عالمنا العربي. انطلقت مساء يوم الخميس فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الخامسة عشرة بالعاصمة العمانية مسقط على مسرح العرفان وسط حضور غفير من الفنانين والكتاب والنقاد والمهتمين العرب. وقد اشتمل الحفل الذي أقيم برعاية السيد ذي يزن بن هيثم الموقر وزير الثقافة والرياضة والشباب بسلطنة عمان على عدة فقرات، حيث ألقى سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب رئيس اللجنة الرئيسية للمهرجان كلمة بالمناسبة، ثم ألقى الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله كلمة الهيئة، وبعدها ألقى الفنان فتحي عبدالله رسالة اليوم العربي للمسرح، كما تم التعريف بلجنة التحكيم، وتم في الحفل أيضًا تكريم الجهات الداعمة له.
وقد قصّ العرض العماني 'أسطورة شجرة اللبان' لفرقة مزون المسرحية شريط افتتاح العروض المشاركة في المسار الأول، وهي من إخراج يوسف البلوشي. وتدور أحداث المسرحية في بيئة يسودها الجفاف، تنشأ فيها قصة حب بين الإنسي 'غدير' والجنية 'موشكا' التي تختلف في طباعها عن بقية أقرانها من الجن، فهي تحب البشر وترى أنهم ملهمون وحياتهم جميلة. حب غدير لموشكا يغيّر من طباعه وتصرفاته تجاه أهله وزوجته، فموشكا سلبت عقله وقلبه. أما موشكا فتخوض صراعًا مع أبيها وقومها من الجن الذين يرون في تلك العلاقة أمرًا محظورًا، فتواجه العقاب وتطرد من مملكتهم، فتقرر التحول إلى شجرة يفوح عطرها كلما جرحتها سكين، وصارت موشكا شجرة اللبان.
وتفاعل الجمهور مع قوة عنصر الأداء في هذا العمل والتطابق التفسيري للمعاني وروعة الحبكة وبواعثها المحركة.
ثم ألقى الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله كلمة ترحيبية وقال فيها: 'في هذه الدورة أعدّت الهيئة كل ما يليق بكم وبمسقط من برامج، وتحتفل بكم ومعكم بالعاشر من يناير، اليوم العربي للمسرح، وتفخر بأن يكون صاحب الرسالة في هذا اليوم الكبير فنانًا فلسطينيًّا صاحب سجل حافل، مسرحيًّا هو الأستاذ فتحي عبد الرحمن، وتكرم في دورتها هذه الباحثين الفائزين في المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي، إضافة إلى احتفائها بتوقيع ما يزيد على ثلاثين كتابًا من إصداراتها في معرضها الذي يضم حوالي ثلاثمئة وسبعين عنوانًا، إضافة إلى مؤتمر فكري نوعي خصصناه للاحتفاء بإصداراتنا عن المسرح العماني وندوة فريدة تتعلق بالمسرح والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يقوم عليها مجربون تقنيون حرفيون ليستعرضوا تجاربهم، لأن الهيئة تنظر بعين اليوم إلى المستقبل، وإلى جانب كل ذلك أربع ورش متخصصة لفائدة المسرحيين العمانيين'.
تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
٢٤-٠٣-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
"شغاب".. نقلة في صناعة الدراما الإماراتية
يمثل المسلسل الإماراتي "شغاب" نقلة حقيقية في مسيرة صناعة الدراما الإماراتية من حيث الشكل والمضمون، لما يحمله من مضامين عالية الجودة واشتغال احترافي يتجاوز بمهارة العديد من التجارب السابقة. على صعيد الإنتاج، يقوم الفنان والمنتج الدكتور حبيب غلوم بتوفير كافة الظروف المناسبة لتحقيق معادلة إنتاجية تتميز بالسخاء والتوازن، ما يجعل من هذه التجربة واحدة من أبرز الإنجازات التي يتم تقديمها في مجال الدراما الإماراتية. من المؤكد أن مثل هذه المعطيات استهلكت الجزء الأكبر من الميزانية المخصصة، وهو أمر يستحقه هذا العمل الفني المميز الذي يمثل فخرًا للدراما التلفزيونية الإماراتية. يعتمد مسلسل "شغاب" على نص غني للكاتب الإماراتي القدير إسماعيل عبدالله، الذي دائمًا ما يعود إلى الساحة الدرامية محملاً بخزائن من الحكايات العميقة. من خلال "شغاب" (الحلق)، يقدّم الكاتب ذريعة للذهاب إلى عمق التراث والزمن الإماراتي الحديث، لاستحضار مجموعة من الحكايات والشخصيات والأسرار التي تكشف عن الحب، والتحدي، والإرادة، والتضحيات العظيمة. عبر حلقات المسلسل، تتكشف هذه القصص والشخصيات شيئًا فشيئًا، مما يجعل المتابعين في حالة من التأمل العميق في أحداثه. كما عودنا الكاتب إسماعيل عبدالله، يغزل حكاياته وحواراته بلغة شعرية غنية بالمفردات ذات الدلالات العميقة، والمعبقة بالمضامين العاطفية. تتطور هذه الحكايات بشكل يتناسب مع تصاعد الصراع بين الشخصيات، بدءًا من البحارة والغواصين، وصولًا إلى باقي الشخصيات التي تزدحم بها الأحداث الدموية المتفجرة. يمزج العمل ببراعة بين الماضي والحاضر، مستحضراً شخصيات مثل غانم وابنته ثريا، ولاحقًا الريم وجراح، وصولاً إلى أصايل، في حياكة شديدة الحساسية تستدعي الصراع الإنساني وتستعرض قيم الحب الخالدة. في هذا العمل، يظهر عدد من نجوم دولة الإمارات العربية المتحدة في أدوار متنوعة، كأنهم في حلبة من الصراع، يقدمون أداءً عاليًا متناغمًا. نخص بالذكر الفنانين أحمد الجسمي، والدكتور حبيب غلوم، وهيفاء حسين، وأحمد الأنصاري، وإبراهيم سالم، ومروان عبدالله، وأمل محمد، مع مجموعة أخرى من أجيال الدراما الإماراتية، الذين يعكسون بمهارتهم الصراع الداخلي والخارجي لشخصياتهم. ولا يمكننا إغفال دور المخرج مصطفى رشيد، الذي نضجت تجربته وأصبحت حلولُه الإخراجية متعمقة بشكل رائع. أسهمت اشتغالاته الفنية البصرية في منح العمل عمقًا وبعدًا إضافيًا، مما عزز من قيمة المسلسل وجعل مشاهده تنبض بالحياة والواقعية. مسلسل "شغاب" (الترجية) (الحلق) ليس مجرد عمل درامي إماراتي، بل هو تطور رفيع لصناعة وحرفة الإنتاج الدرامي في دولة الإمارات، ويمثل مرحلة هامة في تاريخ هذه الصناعة ومسيرتها. إنه يؤسس لمرحلة جديدة تضيف قيمة كبيرة، بحيث يمكننا القول: "ما بعد شغاب" هو مرحلة جديدة في الفن الدرامي الإماراتي. مع هذا المنجز الفني الرفيع، الذي يليق باسم دولة الإمارات العربية المتحدة ومبدعيها، يُحفز هذا العمل الجهات الإنتاجية مثل مؤسسة أبوظبي للإعلام وغيرها على التفكير والتخطيط للمرحلة المقبلة، سواء من الناحية المادية أو اللوجستية، بهدف تطوير هذه الصناعة بشكل أكبر. إن مسلسل "شغاب" يشكل دعوة لتطوير مفردات الدعم الفني، بما في ذلك استوديوهات متخصصة تستوعب مثل هذه المشاريع الكبرى، وهو ما يتطلب الذهاب إلى عمق التراث الإماراتي المشبع بالحكايات القيمة والجواهر الثقافية. ولتحقيق هذا النوع من الإنتاجات، لا يمكن للمنتج المنفذ بمفرده وفي ظل ميزانية محدودة أن يتحمل العبء بالكامل. من النادر أن نجد منتجًا بمستوى الفنان الدكتور حبيب غلوم، الذي أتاح لهذا العمل أن يتفرد ويحقق منجزًا فنيًا مميزًا، مستعرضًا بذلك تضحيات مادية كبيرة لتأمين نجاح مسلسل "شغاب" الذي يثبت أنه واحد من أبرز الأعمال الفنية التي ترفع من قيمة الدراما الإماراتية على المستوى الإقليمي والعالمي. في "شغاب" نجد حرفية فنية تجعل من المسلسل قادرًا على تجاوز حدود القنوات الإماراتية إلى آفاق أوسع على الصعيدين الخليجي والعربي، إذا تم تأمين التسويق والترويج العالي الذي يوازي الاحترافية الإنتاجية التي تم بها إنجاز العمل. ومن المؤكد أن صناعة الإنتاج الفني الإماراتي، بما تمتاز به من خصوصية وعمق في الهوية والشخصية، قادرة على الانطلاق بعيدًا. وهذا ما نتوقعه من أعمال مماثلة لـ"شغاب" وغيرها من التجارب الفنية المقبلة التي تسير وفق معادلات الإنتاج المتميز. وحتى لا نطيل، نشدد على أن تجربة "شغاب" هي في الحقيقة وسام على صدر صناعة الإنتاج الفني الإماراتي، وانطلاقة إلى آفاق جديدة في فضاءات هذه الحرفة التي تحمل اسم الإمارات وتاريخها وتراثها إلى المشاهد العربي في كل مكان. ويبقى أن نقول "برافو".


البلاد البحرينية
١٦-٠١-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
" البخارة" التونسية تحلق بجائزة مهرجان المسرح العربي
بعد رحلة ممتعة من الإبداع المسرحي امتدت على مدار سبعة أيام ، اختمت يوم أمس الأربعاء فعاليات الدورة الخامسة عشرة من مهرجان المسرح العربي الذي استضافته العاصمة العمانية مسقط في الفترة من 9 إلى 15 يناير الجاري ، حيث توج العرض التونسي " البخارة " بجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي في حفل أقيم برعاية صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب على مسرح العرفان . المسرحية من إخراج صادق الطرابلسي. وقد أعلن رئيس لجنة التحكيم الفنان رفيق علي أحمد في بيان اللجنة، أن خمسة عروض ترشحت للجائزة من أصل 11 وهي ..مسرحية" أسطورة شجرة اللبان" من سلطنة عمان"، ومسرحية" سيرك " من العراق"، ومسرحية " هم " من المغرب، ومسرحية" كيف نسامحنا " من الإمارات"، إضافة إلى العرض التونسي الفائز. وفي السياق ذاته أشاد رئيس اللجنة بحضور المخرجيين الشباب في هذه الدورة وقدراتهم الخلاقة وطموحهم ورؤيتهم وتطلعاتهم، كما أشاد أيضا بإبداع المخرجات المسرحيات اللواتي اثبتن تميزهن. هذا وسوف تقام الدورة السادسة عشرة من مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية سنويا، في جمهورية مصر العربية في يناير من العام 2026 وسبق وأن استضافت جمهورية مصر المهرجان في دورات سابقة. تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.


البلاد البحرينية
١٥-٠١-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
قراءة في عروض مهرجان المسرح العربي 2025
تظل معادلة المجايلة الأكثر حضورًا ضمن القراءة الأولية لعروض الدورة الخامسة عشرة لمهرجان المسرح العربي 2025 الذي استضافته العاصمة العمانية مسقط وتنظمه الهيئة العربية للمسرح. المجايلة عنوان رئيسي ضمن الاختيارات التي قدمها المهرجان، حيث ذلك الحضور المشبع بالبهاء لجيل من الكبار، وفي المقابل تلك الكوكبة من المبدعين الشباب الذين حطوا الرحال ليزرعوا بصمتهم في ذاكرة ووجدان الحرفة المسرحية. والحديث عن جيل الكبار يعني بالضرورة الحديث عن المبدع المسرحي العراقي الكبير د. جواد الأسدي الذي راح يستحضر كل مفردات الألم وهو ينعي المدن المنهارة عبر مسرحية "سيرك" للفرقة القومية للتمثيل (العراق). ومن خلال حكاية سيرك أصابه الدمار نتيجة القصف والخراب الذي لحق بالمدينة، وثلاث شخصيات محورية راحت تعزف على مقام الألم والهم الإنساني وازدحام الأسئلة التي لا تفارقنا حتى بعد انتهاء العرض. ومن جيل الكبار يأتي المخرج الإماراتي المتميز محمد العامري بمسرحية "كيف نسامحنا" لفرقة مسرح الشارقة – دولة الإمارات العربية المتحدة، واستحضار عالٍ للكعب للهم العربي وحكاية تلك المرأة التي ترفض الانصياع لأطماع ورغبات سكان العمارة، فإذا نحن أمام رموز مشبعة بالثراء والعمق والمضامين الكبرى. عرض مسرحي مشبع بالبوح والنقد والموقف تارة مما يحيط بدلالات الرمز الذي تمثله المرأة (فلسطين) وأيضًا مواقف التيارات المحيطة من سلطة اقتصادية ودينية ونفعية. النص للكاتب القدير إسماعيل عبدالله. ومن الكبار أيضًا المخرجة المغربية أسماء هوري حيث "هَمّ" التي تأخذنا إلى حالة من الانشطار تعاني منها إحدى الشخصيات وهي تبحث عن المنفذ للخلاص. من الكبار هناك المخرجة العراقية القديرة د. عواطف نعيم بمسرحية "نساء لوركا" التي تُقدّم لنا على الخشبة كوكبة متميزة من أهم نجمات المسرح العراقي وهنّ يصرخن ألمًا يتجاوز حدود ألم شخصيات لوركا من خلال أداءات وتجليات إبداعية رصينة. وهناك أيضًا المخرجة التونسية الكبيرة دليلة مفتاحي التي تأخذنا من خلال مسرحية "هاجة" إلى حكاية أربع مناضلات من عمق التاريخ التونسي ومناهضة الاستعمار الفرنسي يجدن أنفسهن في المطار للهجرة نتيجة الإجحاف والنسيان. من جيل الوسط تأتي تجربة العماني يوسف البلوشي بمسرحية "أسطورة شجرة اللبان"، ذلك العرض المشبع بالثراء والصراع من أجل الحب الذي يجمع جميع العوالم، والعرض لفرقة مزون المسرحية – سلطنة عمان. وتتداعى الأجيال، ومن جيل الشباب هناك المخرج الكويتي محمد الأنصاري في مسرحية "غصة عبور" لفرقة المسرح الكويتي وحكاية أربع شخصيات تجد نفسها معلقة على جسر يتهاوى وتتفجر معاناتهم بحثًا عن الخلاص والنجاة في زمن لا يرحم. في مسرحية "البخارة" لفرقة أوبرا تونس قطب المسرح، يقدم المخرج الشاب صادق الطرابلسي معاناة وألم أسرة في إحدى المدن التونسية التي تتعرض لدمار بيئي ضمن تجربة ثرية في التعرض للعلاقة بين المسرح والبيئة. من جيل الشباب هناك المسرحية القطرية "بين قلبين" لفرقة مشيرب للإنتاج الفني – قطر من توقيع المخرج محمد يوسف الملا حيث أجاد معادلة الحسابات الدقيقة لصناعة وتقديم عرض مسرحي متوازن وثري. وفي المحطة الأخيرة نتوقف عند تجربة المخرج السعودي الشاب حسين العلي مع مسرحية "ذاكرة صفراء" الذي يُلقي مرساته مع نص الكاتب عباس الحايك الذي يأخذنا إلى حكاية فنان تشكيلي ثلاثيني يعيش حالة من العزلة والتشظي نتيجة الحروب والضغوط الأسرية في كتابة ذكية للحلول الإخراجية واعدة. ويبقى أن نقول، المجايلة عنوان محوري لعروض مهرجان المسرح العربي في دورته الخامسة عشرة وإن ظل الرهان دائمًا على جيل الشباب.