logo
حياة آلاف الغزيين مهددة بسقوط البنايات المتضررة

حياة آلاف الغزيين مهددة بسقوط البنايات المتضررة

السوسنة١٧-٠٣-٢٠٢٥

السوسنة- قبل فجر يوم الاثنين، كان السكان على وشك بدء السحور في بناية على أطراف مخيم جباليا شمال قطاع غزة عندما سمعوا أصوات "طقطقة" في المبنى المتضرر جراء القصف الإسرائيلي. تركوا الطعام وركضوا للنجاة قبل أن ينهار المبنى بالكامل.
المبنى المكون من ثلاثة طوابق، كل طابق يحتوي على شقتين، يضم كل منها عائلات يتراوح عدد أفرادها بين 5 و14 شخصاً. وقع الحادث في منطقة الفاخورة على أطراف المخيم.
هذه الحوادث أصبحت متكررة، حيث انهارت مباني ومنازل أخرى في مناطق مختلفة من قطاع غزة بعد تعرضها للقصف المباشر أو وقوعها في محيط الاستهدافات خلال الحرب التي استمرت 15 شهراً قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
فبعدما نجوا من القصف، لا تزال حياة الآلاف من سكان القطاع مهددة بانهيار المباني التي لم يكن لهم سواها من محيص بعد هدوء أصوات المدافع والانفجارات. أزالوا الركام عن أجزاء منها للعيش فيها، بدلاً من البقاء في خيام لا تكاد تسترهم أو تقيهم قسوة البرد والمطر، أو في مراكز إيواء تُفقدهم وأُسرهم أي خصوصية.كانت قوة إسرائيلية قد فجَّرت، خلال العملية العسكرية الأخيرة في مخيم جباليا قبل الإعلان عن التوصل لوقف إطلاق النار، جهازاً آلياً في محيط البناية التي ظهرت فيما تبقى من هيكلها تصدعات واضحة قبل أن تسقط قبيل فجر الاثنين. وتمكن مَنْ بالداخل من النجاة بأرواحهم.يقول عبد الله حميد (41 عاماً)، ابن مالك البناية، إنهم شعروا في الأيام الأخيرة بأن المنزل سيسقط في أي لحظة، وكانوا يرقبونه باستمرار خشية انهياره عليهم. ولأنه لم تكن هناك بدائل سكن أخرى؛ اضطروا إلى البقاء فيه، مفضلين المخاطرة بحياتهم على العيش في خيام مهترئة تتقاذفها الرياح.ويروي حميد لـ«الشرق الأوسط» كيف نجوا حين سمع أحد أقاربهم قبيل السحور «طقطقات» من السطح، فأدرك أن المبنى قد ينهار في أي لحظة، وطلب من الجميع مغادرته فوراً. وخرج الجميع، صغاراً وكباراً، قبل أن ينهار تماماً.ويقع المنزل مقابل مدرسة الفاخورة التي شهدت خلال الحرب مجزرتين نتيجة قصفها جواً وبالمدفعية. ومن قبل ذلك كانت المدرسة قد أُحرقت خلال حرب 2008 – 2009 باستخدام الفسفور الأبيض المحرم دولياً.ويقول حميد: «كادت أن تحصل مجزرة جديدة هنا في هذه المنطقة التي اشتُهرت بالكثير من المجازر في الحروب والعمليات الإسرائيلية، ولكن نجونا هذه المرة بعد أن سبق ونجونا من مجازر وغارات في الحرب الأخيرة وفي غيرها».انهيارات متكررةلم تكن هذه الحادثة الأولى التي تقع في الآونة الأخيرة؛ ففي غضون 3 أيام خلال الأسبوع الماضي انهار برجان في منطقة أبراج الكرامة بشمال مدينة غزة، وكان أحدهما قد عاد إليه بعض السكان للعيش فيه، وكانت به عشرات العائلات قبل إخلائه بعد تحذيرات وردت من جهاز الدفاع المدني بإمكانية سقوطه، وهو ما حدث بعد الإخلاء بيوم واحد.كما سقط مبنى مكون من 4 طوابق في حي الشجاعية، وآخر مكون من طابقين في حي الصبرة، وثالث في حي الزيتون، وذلك في غضون شهر واحد.وتسببت هذه الحوادث في بعض الإصابات، دون خسائر في الأرواح.ويقول محمد طوطح (56 عاماً)، من سكان حي الزيتون بجنوب مدينة غزة، إنه يعيش في منطقة المصلبة، وهي منطقة مدمرة بالكامل تقريباً.ولفت إلى أنه منذ انسحاب القوات الإسرائيلية من الحي منذ نحو 3 أشهر، انهار ما لا يقل عن 7 منازل في المنطقة، من بينها منزل ابن عمه المكون من طابق علوي وآخر أرضي، مشيراً إلى أنه انهار بفعل قصف جوي طال منازل مجاورة عدة.وأضاف: «نعيش هنا بحالة خوف شديد، ونخشى من انهيار منازلنا ومنازل بجوارنا فنفقد حياتنا وحياة أطفالنا الذين يخافون الخروج للشوارع حتى لا تسقط عليهم جدران تلك المنازل».وتوجَّه المتضررون للجهات المختصة كي تتحرك لوقف هذا الخطر، إلا أنهم اصطدموا بالواقع: الجهات المعنية، سواء الدفاع المدني أو البلديات، عاجزة عن تقديم أي خدمات بعد أن فقدت كل معداتها.«خطر داهم»أصدر سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، بياناً يوم الاثنين يُحذّر فيه من انهيار مئات المباني الآيلة للسقوط جراء قصفها أو حرقها خلال الحرب، وهو ما قال إنه يشكل «خطراً داهماً على حياة آلاف المواطنين الذين يعيشون داخلها أو في محيطها».وأضاف البيان أنه تم تحديد 220 مبنى آيلاً للسقوط وجرى إخلاؤها من ساكنيها وتحذير المحيطين بها.وقال محمود بصل، المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، في تصريحات صحافية، الاثنين، إن مئات المنازل والمباني في القطاع مهددة بالانهيار نتيجة الأضرار الجسيمة التي لحقت بها جراء القصف والحرق.وأشار بصل إلى أن الظروف المأساوية التي تعيشها آلاف العائلات في منازل آيلة للسقوط تشكل تهديداً حقيقياً لحياة أفرادها. ودعا إلى تدخل المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية لتوفير حلول عاجلة.وترفض إسرائيل حتى الآن إدخال أي معدات ثقيلة تساهم في إزالة الأنقاض والركام، والعمل على ترميم أو إزالة المنازل والبنايات الآيلة للسقوط، والتي تشكل خطراً حقيقياً على السكان في كل أنحاء القطاع، خصوصاً مدينة غزة وشمالها.وكان من المفترض السماح بإدخال هذه المعدات من مصر إلى قطاع غزة خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في التاسع عشر من يناير (كانون الثاني) الماضي، إلا أن إسرائيل لا تزال تماطل في ذلك.ويصف توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، حجم الدمار وصعوبة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنه لا مثيل له في كل مناطق الصراع حول العالم. فيما سبق أن وصفه مونغو بيرتش، المسؤول عن دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، بأنه أكبر من الدمار في أوكرانيا ودول أخرى تشهد صراعات.وتشير تقارير أممية ودولية، بالاعتماد على تقارير موثقة من الميدان أو من خلال صور الأقمار الاصطناعية، إلى أن أكثر من 75 في المائة من منازل القطاع قد دُمّرت بالكامل أو لحقت بها أضرار بالغة.وتؤكد تلك التقارير بما فيها الصادرة عن الخارجية الأميركية والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي أن قطاع غزة في حاجة إلى عقد من الزمن حتى يُعاد إعماره، وسط تقديرات أنه قد يحتاج لأكثر من 15 عاماً.كما تشير تقديرات جهات فلسطينية وأخرى دولية وأممية إلى وجود أكثر من 55 مليون طن من الركام بقطاع غزة، وإلى أن إزالة الأنقاض ستستغرق فترات طويلة.وبحسب الخطة المصرية المدعومة عربياً لإعادة إعمار قطاع غزة، هناك حاجة ماسة إلى مبلغ 53 مليار دولار من أجل إعادة الإعمار، بما يشمل مراحل التعافي المبكر من خلال إزالة الأنقاض والتعامل مع المنازل الآيلة للسقوط:

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تعلن شركة مصنع عسق للبلاستيك لمساهميها عن بداية التصويت الالكتروني على بنود الجمعية العامة الغير عادية (الاجتماع الأول ) (إعلان تذكيري)
تعلن شركة مصنع عسق للبلاستيك لمساهميها عن بداية التصويت الالكتروني على بنود الجمعية العامة الغير عادية (الاجتماع الأول ) (إعلان تذكيري)

مباشر

timeمنذ 22 دقائق

  • مباشر

تعلن شركة مصنع عسق للبلاستيك لمساهميها عن بداية التصويت الالكتروني على بنود الجمعية العامة الغير عادية (الاجتماع الأول ) (إعلان تذكيري)

بند توضيح تفاصيل الإعلان إشارة الي إعلان شركة مصنع عسق للبلاستيك على موقع تداول بتاريخ 06/05/2025م بخصوص دعوة مساهميها لحضور اجتماع الجمعية العامة الغير عادية (الاجتماع الأول) والمقرر عقده بمشيئة الله تعالى في تمام الساعة (19:45) يوم الثلاثاء بتاريخ 29/11/1446هـ الموافق 27/05/2025م في مقر الشركة الرئيسي الواقع بمدينة سدير للصناعة والأعمال وذلك عن طريق وسائل التقنية الحديثة - باستخدام خدمات تداولاتي. ويسر الشركة تذكير مساهميها الكرام المسجلين في خدمات تداولاتي بأن التصويت الكترونيا عن بعد على بنود الجمعية بدأ من الساعة 1:00صباحاً يوم الجمعة بتاريخ 25/11/1446هـ الموافق 23/05/2025 وحتى نهاية وقت انعقاد الجمعية , علماً بأن التسجيل والتصويت في خدمات تداولاتي متاحاً ومجاناً لجميع المساهمين باستخدام الرابط التالي : ونود الإحاطة بأنه سيكون هناك بث مباشر للجمعية وذلك عن طريق الرابط المتاح في نظام تداولاتي وفي حال وجود استفسار نأمل التواصل مع علاقات المساهمين عبر وسائل التواصل التالية : - الهاتف : 0559251726

البحث بالذكاء الاصطناعي في جوجل يثير انتقادات كُبرى
البحث بالذكاء الاصطناعي في جوجل يثير انتقادات كُبرى

أخبار مصر

timeمنذ 23 دقائق

  • أخبار مصر

البحث بالذكاء الاصطناعي في جوجل يثير انتقادات كُبرى

البحث بالذكاء الاصطناعي في جوجل يثير انتقادات كُبرى أعلنت جوجل حديثًا خلال مؤتمرها الأخير Google I/O 2025 بدء إطلاق وضع الذكاء الاصطناعي AI Mode في محرك بحثها، كما بدأت توسيع ميزة ملخصات الذكاء الاصطناعي AI Overviews في نتائج البحث حول العالم، وقد أثار ذلك موجات انتقادات عنيفة للشركة.ووجّه تحالف وسائل الإعلام والأخبار News/Media Alliance، الذي يمثل كبرى المؤسسات الإخبارية والإعلامية في الولايات المتحدة، انتقادات حادة إلى جوجل على خلفية توسيع نطاق وضع الذكاء الاصطناعي AI Mode، الذي يقدّم للمستخدمين واجهة تعتمد على الذكاء الاصطناعي بدلًا من نتائج البحث التقليدية.وفي بيان رسمي، وصف التحالف الميزة الجديدة بأنها تحرم الناشرين من الزيارات والعائدات ، متهمًا جوجل باستخدام المحتوى دون إذن أو مقابل.وبدأ وضع الذكاء الاصطناعي الظهور في محرك بحث جوجل في تبويب جديد داخل صفحة البحث، وهو يقدم ردًا مولّدًا بالذكاء الاصطناعي إلى جانب قائمة من الروابط ذات الصلة بالاستعلام البحثي.وقالت دانييل كوفي، الرئيسة التنفيذية للتحالف: لقد كانت الروابط آخر ما تبقى من مزايا البحث التي توفّر للناشرين زيارات وإيرادات. أما الآن، فتأخذ جوجل المحتوى بالقوة،…..لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر 'إقرأ على الموقع الرسمي' أدناه

تنفيذي المنصورة يناقش إستعدادات المديرية لإستقبال عيد الأضحى المبارك
تنفيذي المنصورة يناقش إستعدادات المديرية لإستقبال عيد الأضحى المبارك

حضرموت نت

timeمنذ 23 دقائق

  • حضرموت نت

تنفيذي المنصورة يناقش إستعدادات المديرية لإستقبال عيد الأضحى المبارك

ناقش المكتب التنفيذي بمديرية المنصورة العاصمة عدن، في إجتماعه، الذي عقد اليوم 'الخميس'، برئاسة مدير عام المديرية، أحمد علي الداؤودي، إستعدادات المديرية لإستقبال عيد الأضحى المبارك. واستعرض الإجتماع، خطط مكاتب الصحة والنظافة والصرف الصحي والأجهزة الأمنية والجهات المعنية خلال إجازة العيد. وأكد الإجتماع، الحرص على توفير الخدمات للمواطنين ومنها معالجة مشاكل الصرف الصحي والنظافة وإشكاليات الإزدحامات المرورية التي ستشهدها الشوارع العامة والمتنفسات في المديرية. وخلال الإجتماع، شدد مدير عام المنصورة، أحمد الداؤودي، على مضاعفة الجهود والعمل بروح الفريق الواحد لتحسين مستوى الخدمات وتهيئة الأجواء العيدية وتوفير سبل الراحة والطمأنينة لمواطني المديرية وزوارها خلال إجازة عيد الأضحى المبارك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store