logo
وفاة الفنان اللبناني أنطوان كرباج عن عمر 90 عاماً

وفاة الفنان اللبناني أنطوان كرباج عن عمر 90 عاماً

العربية١٨-٠٣-٢٠٢٥

توفي الممثل اللبناني أنطوان كرباج عن عمر يناهز 90 عاما، بعد صراع مع أمراض الشيخوخة وألزهايمر، حيث قضى أيامه الأخيرة في أحد مستشفيات بيروت.
ونعت نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في لبنان، الفنان الراحل في بيان، يوم الأحد قائلة: "غادرنا عظيم من بلادنا. بدأ حياته ملكا وبقي كذلك طيلة مسيرته الفنية. قامة مسرحية ودرامية أغنت المكتبة الإبداعية بالعديد من الأعمال العظيمة، خاصة على المسرح الجاد والاستعراضي مع العمالقة الأخوين الرحباني والأيقونة اللبنانية السيدة فيروز".
ويعد الراحل من أحد عمالقة الفن اللبناني بسبب أدائه الاستثنائي بكل الأدوار التي قدمها على مدار مشواره الفني.
متزوج.. وله 3 أبناء
وُلد كرباج عام 1935 في قرية زبوغا بمحافظة جبل لبنان، وبدأ مسيرته الفنية في الستينيات. وهو متزوج من الشاعرة والصحافية والرسامة الراحلة لور غريب في العام 1966، ولديهما ثلاثة أولاد: وليد، رولا، ومازن.
كما قدم مسيرة حافلة بالإنجازات الفنية المميزة التي خلّدت اسمه كواحد من أبرز الأعمدة الفنية اللبنانية. فكان النجاح مرادفاً وحليفاً لأي عمل قدمه سواء في التلفزيون أو السينما أو المسرح حتى بات اسمه قامة فنية لافتة تحظى بإجماع على حبه والإعجاب بكل الأدوار التي قدمها والتي تميزت بتنوعها وعمقها حتى أصبح مدرسة في التمثيل.
وشارك في أبرز المسرحيات الرحبانية، مجسدًا شخصيات معقدة مثل "فاتك المتسلّط" في (جبال الصوان)، "الملك غيبون" في (ناطورة المفاتيح)، "الوالي" في (صح النوم)، و"القائد الروماني" في (بترا).
أما على خشبة المسرح، تألق في أدوار مستوحاة من الأدب العالمي مثل "ماكبث" لشكسبير، "الذباب" لجان بول سارتر، و"الملك يموت" ليوجين يونيسكو. كما تولى منصب نقيب الممثلين اللبنانيين بين عامي 2005 و2009.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شاهدوا نرمين محسن بلوك جديد.. والمتابعون يتغزلون بجمالها
شاهدوا نرمين محسن بلوك جديد.. والمتابعون يتغزلون بجمالها

مجلة سيدتي

timeمنذ 4 أيام

  • مجلة سيدتي

شاهدوا نرمين محسن بلوك جديد.. والمتابعون يتغزلون بجمالها

أطلت الفنانة السعودية نرمين محسن على جمهورها بعدد من الصور بلوك جميل ومختلف، حيث ظهرت بعدد من الصور بشعر طويل باللون الأشقر وهي جالسة بأحد المقاهي ومرتدية بلوزة ونظارة بيضاء. وسألت نرمين متابعيها عن متى يحبون سماع صوت فيروز، هل بالصباح فقط أو بأي وقت وعلقت وكتبت: "فيروز مو شرط نسمعها الصبح، وش تقولون انتم؟". رد فعل المتابعين View this post on Instagram A post shared by نرمين الزهراني (@nermin_mohsen) وتفاعل معها جمهورها ولم يهتم بالرد على السؤال وانصب اهتمامهم باللوك الجديد لها وإطلالتها الجميلة وامتدحوا جمالها وكتبت إحدى المتابعات: "جمالك ما شاء الله"، فيما كتبت متابعة أخرى: "ماشاءالله جميلتي"، واكتفى البعض من المتابعات وكتبوا: "نحن نحبك"، فيما علقت متابعة وكتبت: "أمورتنا الحلوة"، وكتبت إحدى المتابعات: "يا خي تنحب من كل قلب"، فيما كتب أحد المتابعين: "الجمال فنانة السعودية هي ملكة نيرمين الزهراني أحبك والله"، وكتبت متابعة أخرى: "والله عسل وجميلة"، وعلق أحدهم وكتب: "الله الله من جمال و نظرات العيون سعوديات أصلاً ما تشبهين محد من العالم بهم"، وكتبت متابعة: "الله إطلالة حلوة"، فيما تفاعل البعض مع سؤالها وكتب: "نحب نسمع فيروز بالفجر"، فيما كتب آخر: "أحب سماع فيروز بكل الأوقات". View this post on Instagram A post shared by نرمين الزهراني (@nermin_mohsen) وكان آخر عمل للفنانة نرمين محسن هو فيلم "إسعاف" من بطولة: الفنان إبراهيم الحجاج ، محمد القحطاني، فيصل الدوخي، فهد البتيري، بسمة داود، نرمين محسن، مطلق مطر، مهند الصالح، سعيد صالح، مهدي الناصر، حسن عسيري ، علي إبراهيم، أحمد فهمي، لطيفة المجرن، مطلق مطر، وسعيد صالح، مهند الصالح، بندريتا، وهو من إخراج كولين توج. وسيُعرض فيلم سينمائي قريب وهو "محفول مكفول" تم تصوير مشاهده في تركيا وتحديداً إسطنبول، وبالمملكة العربية السعودية وتحديداً العاصمة الرياض، وتدور أحداثه حول مغامرات يغلب عليها الطابع الكوميدي لثلاث نساء في رحلتهن من الرياض إلى إسطنبول. يناقش الفيلم عدة قضايا منها الشهرة والصداقة والوفاء، والعمل من بطولة كل من: الفنانة خيرية أبولبن، نيرمين محسن، إنجي وجدان، وهو من تأليف وسام قطان وسيناريو وحوار نهى السعدي، وإخراج كريم أبوزيد. لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».

في انتظار فاطمة
في انتظار فاطمة

عكاظ

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • عكاظ

في انتظار فاطمة

تابعوا عكاظ على انكسر قلمه، تناثر حبره مع تقاطر دمعته، حمل كرسيه ذا الأرجل الثلاث، رماه مهشّماً، اقتعد ساحة بيته نظر إلى الغمام، وقمر السماء منكسراً: حكايتي انتهت لتبدأ منتهاها ابتداءً من ذرّ الرماد في عيني صبرت واحتسبت حين رحلت أم أولادي بعد ثلاث سنوات عجاب قررت الزواج بعد يقين ألا أضع مقارنة مع من أخذت مكانها... فالوقت مختلف معتقداً أن النساء هن النساء في هذا البحث المضني، وجدت ضالتي في «فوفو» الفاتنة المثيرة تربعت عرش قلبي وأصبحت الأميرة! حاولت صرف النظر، لبعدنا الفكري والثقافي بيني وبينها، لكن وجدتها عشرينية الهوى مثلي، فأنا أربعيني الغرام خمسيني العشق، الحقيقة أيها القمر ترددت بين الإقدام أم الإحجام، مِنْ أجمل ما فيها ثقافتها، فاختلافها أدب مناكفتها فكر وفلسفة أعجبتني كثيراً غمرتني بحنانها تجرأت حين تمنت هي أن أرسل لها مؤلفي الوحيد فوافقت ومن ذا الوقت ارتبط قلبي بنبضات شوق صوتها فهي جميلة الوجه، عيناها كصقر حين تعتب يمامة إذا غازل الحب عينيها، في كل مرة أذكّرها أن فارق السن كبير وهي تؤكد غرامها بي فقالت: «لولي» أحبك، أعشقك، أهوااااك.. أتذكر وقتها وقفت على أمشاط رجلي فرحاً كطفل يتراقص على أنغام المطر، استمرت علاقتنا فسكنت في وريدي في مخدتي التي كتبت عليها اسمي واسمها مستلهماً أغنية فيروز: وهديتني وردي فرجيتها لصحابي خبيتها بكتابي زرعتها ع المخدة طلبت رقم والدها في يوم جمعة انتابني شعور ألا أكلمه، قلت في نفسي غداً أكلمه! هكذا دون سابق إنذار.. «فوفو» اختفت، أزالت كل الصداقة من حساباتي الشخصية هكذا فجأة، مرّ أسبوع، أسبوعان وأنا منهك النفس حيران بعدها فتحت رمشي على رسالة منها: أعتذر منك إخواني رفضوا الزواج.. ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وكردّة فعلٍ بحث خلال شهر عن بنت الحلال، هكذا اعتمد على بعض أفراد عائلته وفي لحظات تمت الخطبة وبدأ في مراسم الزواج قلبه معلّق مع «فوفو» ولأنه يخاف الله ترك كل شيء وراءه واهتّم بزوجته الثانية معتقداً أن مع الأيام سيحبها وصار ما كان خائفاً منه! هذه الزوجة قلبت حياته رأساً على عقب، فرقت بين أولاده، لسانها حرباء، بيتها مثلها جعلته كبيت معالج بالقرآن، تحمّل وأخيراً انفجر طلقها وطردها وسجد شكراً لله. العجيب والغريب أن «فوفو» يجدها كلما اشتاق لها حين يسمع صوتها يبكي كطفل فقد أمه بعد أن يغلق محادثتها.. عادت حبيبته، لم تتزوج، سألها: لماذا؟ قالت: لم ولن يسكن قلبي غير «لولي» فكيف أتزوّج من سأظلمه معي؟! عاد قلبه ينبض من جديد وبدأ عشقه الأبدي فكتب وأبدع وثار واستثار الجميع فزوجته الثانية منعته قسراً من الكتابة حاول معها فرفضت هي لا تحب القراءة، عقلها فارغ إلا من توأمة هاتفها في يديها ولا تعرف الكتابة سوى حين تشتم وترفس وتزبد وترعد.. مسترجلة الكلام، عدوة السلام، قبيحة المخبر.. نادته طفلته: بابا تعال أريد أن أنام، احتضنها مع مخدته نامت واستيقظ مع قرب الفجر، أخذ الكرسي ثبته على الجدار، لملم الورق، توسّط ذراعيه، وأجهش بالبكاء منشداً: هل تحبني ما ملاكي يا نبضات سطري يا كل فواصلي يا عطر كلماتي هيا انثري عبير همزة تعلقت بأستار قلبي أميطي عن الحاء وشاح دمعي اطرقي باب بائي واسكني داخل كهف كافي يا شين الغرام ونبل الوئام وسيدة النساء أعشقك أهواك. أخبار ذات صلة

بيت فيروز عالق بين مشروع المتحف والبقاء مهجوراً
بيت فيروز عالق بين مشروع المتحف والبقاء مهجوراً

الشرق السعودية

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • الشرق السعودية

بيت فيروز عالق بين مشروع المتحف والبقاء مهجوراً

ترافق شجرة "أكي دنيا" الدرج الطويل الذي يعلو منزل السيدة فيروز، وكأن الشجرة هي الشيء الوحيد الحيّ في هذا المكان. وإذا صحّ أن كلمة "أكي دنيا" تعني "دنيا جديدة، فوجود هذه الشجرة هنا ليس صدفة، وخصوصاً إذا كانوا سيبقونها شاهدة على "دنيا" البيت الجديدة. المنازل من دون أهلها تصبح أشياء مهملة، وتتداعى أثناء انتظارها، كما أن الأشياء التي نهملها تنتظرنا لفترة من الزمن، لكن صبر الأشياء له مدة محدودة، ربما تمنحنا فرصة، فإن تأخّرت عودتنا ستقابلنا بانتهاء صلاحيتها. منزل السيدة "فيروز" الذي نشأت فيه، الواقع في منطقة زقاق البلاط في قلب العاصمة بيروت، أقل ما يمكن القول فيه إنه يحتضر. المنزل مهجور، والدخول إليه أشبه بالدخول إلى "خربة". ما إن تخطو في ساحته حتى تصبح في زمنٍ موازٍ، لا يشبه الزمن خارجه، حيث محطة الوقود والأبنية الشاهقة وفرن المناقيش وزحمة العيش. ما إن تطأ القدم هذا العقار، حتى تصبح داخل برية، نباتها المتوحش يأكل بقايا المنزل المتروك. وعود متكررة في فبراير عام 2025، أعلنت وزارة الثقافة اللبنانية، عن مشروع تحويل منزل السيدة فيروز إلى متحف. ولكن تمّ التداول في تحويل هذا العقار إلى متحف أكثر من مرّة في السنوات السابقة، وسط وعود من وزراء ثقافة سابقين، لكن القرار لم يتّخذ حينها، ولم يتم الإعلان عنه إلا بداية هذا العام. تحويل المنزل إلى متحف، سيتم بالتنسيق مع المؤسسة الوطنية للتراث، ويتوقّع أن يسبق ذلك خطوات عدّة، مثل شراء الأرض المحيطة به ثم ترميمه، وتوقيت المراحل يعتمد على توفّر التمويل الكافي من جهات غير معلنة حتى الآن. المنزل يتألف من ثلاثة طوابق، سكنت فيروز مع أهلها في الطابق الأرضي، ثم انتقلت منه بعد أن تزوّجت. يوحي المنزل بغرفه الفارغة، وطلاء جدرانه المقشّر، والعشب الذي نبت بداخله أينما شاء، أنه مكان حزين، حزن لا يمكن فصله عن وحدته وهجره طيلة تلك السنوات. كما أن نوافذه الكثيرة المشرّعة، توحي أن الانتظار لم يخلو من الترقّب والأمل. أن يكون البيت مهجوراً، يعني أن أناساً سكنوه ثم غادروا، لا تتم هجرة الشيء أو المكان من دون فاعل، وكل تفصيل في المنزل يؤكد أن البيت يعيش غريباً وحيداً. لكن فيروز لم تهجر بيتها، هي فعلت كما يفعل كل من يتزوج فينتقل من بيت إلى آخر. انتقلت منه وبقي أهلها فيه، أي أهل البيت. ارتبط مصير البيت بظروف الحرب، بعدها تمّ تصنيفه كبيت تراثي، فهو مبني على الطراز المعماري اللبناني العثماني. لكن لماذا الاهتمام بترميم مكان شخص هجره بغض النظر عن مكانة هذا الشخص وظروفه؟ بيت يسكن الأغنية يستوقف الشاعر محمد ناصر الدين السؤال عن بيت فيروز: "هل هو بيت يسكن في الأغنية"، أم هو بيت يشبه كل البيوت الأخرى، وإن كان كذلك، فلم حين تقول "ودارت فينا الدار"، أو "عليت فينا العلّية ودارت بالسهرة الدار"، يبدو ذلك البيت الدوّار باعثاً على الرغبة في الجسد والإيروسية المبطّنة، التي تدور هي الأخرى وتتحايل على اللغة مرّتين لتنفرد البنت المراهقة بحبيبها بعيداً من عيون الأهل والرقيب". يضيف: "ولمَ يبدو البيت ذاته أشبه بكل البيوت المكسورة الحزينة حين تقول: "بيتي أنا بيتك، ما إلي حدا"، وكأنه بيت للبكاء أو قاعة للعزاء تتسع لشخصين، ليشطح بي الخيال شطحة أخيرة نحو "بيت صغير في كندا"، ترى لو تحققت الأمنية الخاصة القاسية في الأغنية وولدت فيروز في كندا أو هاجرَت إليها، هل كان ليدخل حينها الصوت القادم من بيت صغير في كندا، إلى كل البيوت في الصباح". ويرى ناصر الدين، "أن تحويل بيت فيروز إلى متحف، سيحوّله بلا تردد إلى المتحف الوطني الأوّل في لبنان، فاللبنانيون بالأعم الأغلب، لا يلتفتون الى المتحف القائم حالياً، رغم كنوزه الثمينة، ذلك أن بيروت المدينة-المتحف يلمسونها لمس الأيدي، بعمرانها وخرائبها، وسِلمها الهش، وحروبها الصغيرة، وأكثر ما يكون بذلك المسّ الخفي من الإلفة والرحمة في صوت فيروز، وفكرة أن يغدو بيتها متحفاً، خطوة أولى إلى بيت لبناني حقيقي، ولو بمنازل كثيرة كما يقول كمال الصليبي، لكنها منازل قد يجمعها صوت المغني". لبنان متحف أغانيها أما الكاتب جهاد بزي، المعروف بحبه الشديد للفنانة، فيعتبر أن بيت فيروز كان صغيراً جداً، ولا يظنه يصلح لأن يكون متحفاً لفنانة سيرتها ليست شخصية، بقدر ما هي سيرة البلد والفن اللبناني، وقد يبدو قولي شاعرياً بعض الشيء، لكني فعلاً أرى أن فيروز ليست بحاجة إلى متحف بمعنى مكان نقصده لنتعرف عليها". ويؤكد بزي "أن تاريخ فيروز يجعل من لبنان متحفاً حياً مفتوحاً على أغانيها، وعلى ما يراه كل واحد من هذه الأغاني، لا فرق بين اللاجىء إليه صباحاً، لأنه تعوّد عليه في هذا الوقت، وبين من يحمل للصوت وصاحبته الوله الزائد كما في حالتي". يتابع: "ربما من الأفضل أن يكون موضوعاً لمسابقة معمارية/ فنية، يشارك فيها من يرى في نفسه أهلاً مهما كان اختصاصه الإبداعي، وصولاً الى طلاب الفنون في الجامعات والمدارس، للخروج بأفضل فكرة، تحوّل هذا المكان الصغير إلى مساحة رمزية لتكريم فيروز، بشكل يشبهها ويشبه صوتها". يضيف: "أتوقّع عدداً هائلا من المشروعات النوعية التي ستكون إضافة مهمة على المشهد الثقافي، وإن كان الفائز واحد فقط. كما أن مسابقة كهذه ستسمح لأكبر عدد من اللبنانيين بتكريم فيروز أو على الأقل شكرها". منزل آخر ولكن إذا كان لهذا البيت أي قيمة معنوية أو عاطفية لفيروز، كونه منزل طفولتها ومراهقتها، ومنزل أهلها أي "بيت العيلة"، فلماذا لم تهتم هي باستعادته وترميمه قبل الآن، أي بعد انتهاء الحرب، حين غنّت في وسط بيروت احتفالاً بزمنٍ جديد، على الرغم من تحفّظ واعتراض شديدين من قِبل الكثيرين. وإذا كان البيت لا يعني لها الكثير، وهذا مفهوم كونها عاشت معظم حياتها خارجه، فلماذا إذاً تهتم وزارة الثقافة في لبنان والجمعيات اللبنانية، ومحبّو فيروز بالعمل على ترميمه وتحويله إلى متحف؟ سيكون ترميم البيت وتحويله إلى متحف مجرد مشروعٍ سياحي تجاري خالٍ من أي معانٍ عاطفية ووجدانية حقيقية، ومن دون أي ذكرى قريبة وأصيلة، بل وخالٍ حتى من الأشياء التي يفترض أن تشكّل مفردات المتحف كالأثاث والديكورات. أِشياء فيروز هي في منزل آخر، حيث تعيش الآن ولزمن أطول بكثير من الزمن الذي عاشته في ذلك البيت الأثري المهجور. المنزل حيث تعيش الآن، هو منزل مسكون بها. ربما الأجدى تحويل الأمكنة المسكونة بأصحابها إلى متاحف، حيث ستبقى بعد غيابهم مسكونة بأصواتهم وضحكاتهم وأغانيهم. أما المنازل المهجورة، التي لا تذكّر بأصحابها ولا يذكرها أصحابها، ربما تستحق حياة جديدة بعيدة عنهم وعن ذكراهم. إذا لم تعد فيروز إلى المنزل، منزلها، لماذا نعود نحن إليه، ولماذا نعيده إليها؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store