
كيف سيغير الذكاء الاصطناعي من طريقة تفاعلنا مع الهواتف الذكية
لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد مفهوم مستقبلي، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ويشكل الطريقة التي نتفاعل بها مع أجهزتنا المحمولة. من المساعدين الصوتيين الذين يتنبأون باحتياجات العملاء إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي على الأجهزة التي تعزز الأمان والأداء، يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في تكنولوجيا الهواتف الذكية بطرق لم يكن أحدا يتخيلها قبل عدة سنوات. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: إلى أي مدى يمكن أن يصل هذا التحول؟ وكيف سيؤثر ذلك في مستقبل التفاعل بين الإنسان والجهاز؟
يصف مارتن وارنر، الرئيس التنفيذي لشركة warpSpeed، هذا التحول بقوله: 'الذكاء الاصطناعي يحول أجهزتنا المحمولة من أدوات إلى رفقاء بديهيين يفهمون احتياجاتنا الخاصة ويتكيفون معها'. ومن تقنيات التصوير المدعمة بالذكاء الاصطناعي إلى ميزات إمكانية الوصول في الوقت الفعلي، يواصل الهاتف الذكي تطوره بوتيرة مذهلة.
لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد ميزة تكميلية في الهواتف الذكية، بل أصبح ضرورة أساسية. فقد تم دمج الذكاء الاصطناعي في المساعدين الصوتيين، أنظمة التعرف على الوجه، التنبؤ النصي، وحتى إدارة البطارية. ومع هذه الإضافات، يقوم الذكاء الاصطناعي بإحداث تغيير جذري في الطريقة التي نتفاعل بها مع أجهزتنا.
يوضح نايان جين، المدير التنفيذي للذكاء الاصطناعي في شركة ustwo، قائلاً: 'المساعدون الصوتيون التقليديون الذين لطالما كان يُنظر إليهم على أنهم أدوات روتينية قد أصبحوا الآن مدعومين بالذكاء الاصطناعي التوليدي. يساعد هذا التطور في تقليل الحاجة إلى استدعاء الشبكة للمهام المعتادة مثل إنشاء النصوص أو ضبط المنبهات'.
مع هذه التطورات، أصبح التفاعل مع الذكاء الاصطناعي سلسًا بشكل أكبر. فقد ولت أيام الردود الآلية، إذ أصبحت الأجهزة الآن تتذكر المحادثات السابقة، تفهم السياق، وتكتشف حتى التغييرات الطفيفة في نبراتنا الصوتية. في المستقبل القريب، يتصور وارنر أن مساعدي الذكاء الاصطناعي قد يصبحون أكثر استباقية، حيث يقدمون لنا المساعدة قبل أن نطلبها، مثل تذكيرنا بمهمة مهمة أو حتى طلب قهوتنا المفضلة عند الاقتراب من المقهى.
أحد أبرز التحولات في تكنولوجيا الهواتف الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي هو ظهور وحدات المعالجة العصبية (NPUs)، وهي شرائح متخصصة تم تصميمها لأداء مهام الذكاء الاصطناعي على الجهاز مباشرة، بدلاً من الاعتماد على المعالجة السحابية.
ويشرح كامدن وولفين، رئيس مجموعة تسويق منتجات الذكاء الاصطناعي في GRC International Group، قائلاً: 'الميزة الرئيسية لوحدات المعالجة العصبية تكمن في السرعة والأمان. حيث تتم المعالجة على جهازك مباشرة، مما يجعلها أسرع وأكثر أمانًا. هذه السرعة تقلل من الوقت المستغرق في الردود، بينما يساهم الحفاظ على الحسابات محليًا في تعزيز الأمان'.
وتعتبر وحدات المعالجة العصبية أيضًا أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة مقارنة بالمعالجات التقليدية، مما يساعد في تحسين عمر البطارية. وهو ما يُعد تحولًا مهمًا خاصة في ظل زيادة استخدام ميزات الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية.
من أكثر التطبيقات تأثيرًا للذكاء الاصطناعي في الأجهزة المحمولة هو ما يقدمه في مجال تحسين إمكانية الوصول. فبالنسبة للأفراد ذوي الإعاقة، يعد الذكاء الاصطناعي أكثر من مجرد وسيلة راحة؛ إنه يغير حياتهم بشكل جذري.
ويقول وولفين: 'لقد أثبت الذكاء الاصطناعي أنه يحدث فرقًا كبيرًا للمستخدمين ذوي الإعاقة. تطبيقات مثل Seeing AI من Microsoft توفر للمستخدمين رفيقًا للذكاء الاصطناعي يستطيع وصف محيطهم، قراءة النصوص، وتحديد الكائنات'.
وتشمل التطبيقات الأخرى للذكاء الاصطناعي في هذا السياق الترجمة الفورية للغة الإشارة، أجهزة سمعية تقوم بتصفية الضوضاء الخلفية، وأنظمة التغذية الراجعة اللمسية التي تتيح للمستخدمين الصم 'الشعور' بالموسيقى. كما أضاف جين: 'الذكاء الاصطناعي أصبح يمكن الأفراد المعرضين لفقدان أصواتهم من استنساخها ببساطة عن طريق تسجيل عبارات معينة'.
هذه الابتكارات لا تقتصر فائدتها على ذوي الإعاقة فقط، بل تسهم في تحسين تجربة الهاتف المحمول لجميع المستخدمين. حيث تقوم الأوامر الصوتية، التنبؤ النصي، والتلخيص الآلي بتبسيط استخدام الهواتف الذكية، مما يجعلها أكثر سهولة وكفاءة.
من بين الجوانب الأكثر إثارة في الذكاء الاصطناعي ضمن تكنولوجيا الهواتف المحمولة هو قدرته على تقديم التحليلات التنبؤية. فالأجهزة الذكية أصبحت قادرة على التنبؤ بسلوك المستخدم وتقديم المساعدة قبل أن يطلبها.
ويقول مارتن وارنر من WarpSpeed: 'جهازك الآن يتعلم عاداتك لدرجة أنه يمكنه التنبؤ بما ستفعله بعد ذلك – سواء كان ذلك يتعلق بتخطيط العشاء أو حجز طاولة في مطعمك المفضل، أو حتى تنظيم عطلتك القادمة قبل أن تقرر التواريخ'.
هذه التكنولوجيا هي التي تدعم ميزات مثل الردود الذكية على البريد الإلكتروني، والردود المقترحة في تطبيقات المراسلة، والتعديلات التلقائية على التنقل بناءً على ظروف المرور. الهدف النهائي هو تقليل الاحتكاك في الحياة اليومية، مما يسمح للمستخدمين بالتركيز على الأهم.
تعد التكنولوجيا المحمولة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أكثر من مجرد أداة تعزز الراحة الشخصية، فهي تعيد تشكيل مشهد الأعمال بالكامل. في هذا السياق، يشير الدكتور سبيروس أنجيلوبولوس، أستاذ كلية إدارة الأعمال بجامعة دورهام، إلى الدور الحيوي الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي المحمول في التجارة الحديثة، قائلاً: 'من خلال جمع كميات ضخمة من البيانات حول سلوك المستخدم وتفضيلاته وموقعه، يمكن للأجهزة المحمولة تمكين الشركات من تقديم تجارب مخصصة تتناغم مع احتياجات العملاء بشكل دقيق'.
من روبوتات الدردشة التي تدير استفسارات العملاء إلى الأنظمة الذكية التي تولد توصيات للمنتجات، تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأجهزة المحمولة لتبسيط العمليات وتعزيز التفاعل مع العملاء. كما تساهم تقنيات الواقع المعزز في تحسين التجربة التجارية، حيث تتيح للعملاء معاينة المنتجات قبل اتخاذ قرار الشراء، مثل مشاهدة التجارب الافتراضية أو المعاينات ثلاثية الأبعاد للأثاث داخل منازلهم.
مع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، ستصبح الأجهزة المحمولة أكثر ذكاءً واستجابة لاحتياجات المستخدمين. يتوقع كامدن وولفين، رئيس مجموعة تسويق منتجات الذكاء الاصطناعي في GRC International Group، حدوث تحول ملحوظ في السنوات المقبلة، حيث قال: 'أحد أبرز التحولات التي سنشهدها هو دمج الذكاء الاصطناعي مباشرة في الهواتف المحمولة بدلاً من الاعتماد على السحابة. وبحلول نهاية عام 2025، ستكون حوالي ثلث الهواتف الجديدة مزودة بهذه التقنية'.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار اليوم المصرية
منذ 11 ساعات
- أخبار اليوم المصرية
اختراق ضخم يكشف 184 مليون كلمة مرور لحسابات جوجل ومايكروسوفت وفيسبوك
ذكرت تقارير حديثة، أنه تم الكشف مؤخرا عن قاعدة بيانات ضخمة على الإنترنت، تحتوي على أكثر من 184 مليون بيانات اعتماد فريدة، وفقًا لما اكتشفه باحث الأمن السيبراني Jeremiah Fowler. وشملت قاعدة البيانات هذه أسماء مستخدمين، وكلمات مرور، ورسائل بريد إلكتروني، وعناوين URL لتطبيقات ومواقع ويب شهيرة مثل Google، وMicrosoft، وApple، وFacebook، وInstagram، وSnapchat. اقرأ أيضًا | كما تضمنت بيانات اعتماد لحسابات بنكية ومالية، ومنصات صحية، وبوابات حكومية. وكان الملف غير مشفر، مما يعني عدم وجود حماية بكلمة مرور أو أي إجراءات أمنية أخرى. وقد أشار Fowler إلى أن هذه البيانات تم جمعها بواسطة برامج ضارة لسرقة المعلومات (infostealer malware). وبعد أن قام Fowler بالاتصال بمزود الاستضافة، تم إزالة قاعدة البيانات على الفور من الوصول العام. وقد قام Fowler بمراسلة العديد من الأفراد المدرجين في الملف، وأكد عدد منهم أن السجلات تحتوي بالفعل على كلمات مرور صحيحة لحساباتهم وبيانات أخرى. وتُظهر هذه الحادثة مدى أهمية اليقظة الأمنية، وضرورة استخدام كلمات مرور قوية وفريدة لمختلف الحسابات.


بوابة الفجر
منذ 5 أيام
- بوابة الفجر
"إيتيدا" تطلق النسخة الثالثة من "يوم اختبار البرمجيات" بمشاركة دولية واسعة
المؤتمر ينضم رسميًا إلى شبكة مؤتمرات المجلس الدولي لجودة البرمجيات ISTQB®️ العالمية الذكاء الاصطناعي في اختبار البرمجيات: 10 شركات عالمية ومحلية تعرض أحدث الابتكارات والأدوات مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات يعتمد أكثر من 9 آلاف متخصص ويمنح أكثر من 13،600 شهادة دولية تحت رعاية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أطلقت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا) اليوم فعاليات النسخة الثالثة من "يوم اختبار البرمجيات"، والذي نظمه مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات (SECC)، بحضور المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي للهيئة، وكلوديا دوسا زيجر، رئيس المجلس الدولي لجودة البرمجيات ISTQB، ونخبة من الخبراء العالميين من المؤسسات العالمية المعنية بصناعة البرمجيات، وذلك مع الانضمام الرسمي للمؤتمر إلى شبكة مؤتمرات ISTQB®️ العالمية. ويحمل مؤتمر هذا العام، الذي يأتي بالتعاون مع مجلس اختبار البرمجيات المصري (ESTB)، شعار "تطور اختبار البرمجيات: الابتكار باستخدام الذكاء الاصطناعي ومنهجيات DevOps"، وذلك بمشاركة أكثر من 500 متخصص وممارس في اختبارات البرمجيات وجودتها من مختلف القطاعات، إلى جانب خبراء ورواد الصناعة ومهندسي البرمجيات بمجموعة من الشركات المتخصصة مثل Microsoft، وDeloitte، وExpleo، وDXC، وغيرها من الشركات المحلية والعالمية. وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر، أكد المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، أن الاستثمار في مجال اختبار البرمجيات وضمان الجودة أصبح محركًا حقيقيًا للاقتصاد، حيث يساهم في خلق فرص عمل جديدة ويعزز كفاءة المنتجات الرقمية، مما يزيد من ثقة الأسواق في الصناعة المصرية. وأوضح الظاهر أن الهيئة تسعى من خلال تنظيم المؤتمرات التقنية المتخصصة إلى تعزيز تبادل الخبرات ودعم مجتمع مطوري ومختبري البرمجيات في مصر، حيث تساهم هذه الفعاليات بشكل مباشر في رفع تنافسية الصناعة المحلية وتمكين الكفاءات لمواجهة التحديات التي تفرضها التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن هذه التحديات تفتح آفاقًا جديدة وفرصًا حقيقية تتطلب استعداد الجميع وتعاونهم المستمر لمواكبة التطورات، ومؤكدًا أن مصر تمتلك كل الإمكانيات لتكون مركزًا عالميًا رائدًا في جودة البرمجيات والخدمات الرقمية. وأضاف الظاهر أن مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات (SECC) اعتمد حتى الآن أكثر من 9،000 متخصص في اختبار البرمجيات، ومنح أكثر من 13،600 شهادة دولية في مجالات متنوعة تشمل Mobile Applications، وCybersecurity، وArtificial Intelligence، وAutomotive Software، وهو ما يعكس تطور الكفاءات المصرية وقدرتها على المنافسة على المستوى العالمي. وأضاف الظاهر: "نعيش اليوم تحولات تقنية متسارعة يقودها الذكاء الاصطناعي، ما يفرض تحديات جديدة على اختبار البرمجيات. ومن خلال هذا المؤتمر، نحرص على تمكين المجتمع التقني من مواكبة هذه التحولات عبر تبادل المعرفة، واستعراض أحدث المنهجيات، وأدوات الأتمتة والاختبار الذكي." وأشار إلى أن مصر أصبحت وجهة مفضلة لشركات عالمية تقدم خدمات تطوير واختبار البرمجيات، مستفيدة من البنية التحتية الرقمية المتطورة التي تتيح تصدير هذه الخدمات إلى الأسواق العالمية بنجاح. ومن جانبها، قالت السيدة/ كلوديا دوسا زيجر، رئيس المجلس الدولي لجودة البرمجيات (ISTQB)، إن مشاركتها في فعاليات "يوم اختبار البرمجيات 2025" تمثل فرصة متميزة للتفاعل مع مجتمع تقني ديناميكي، مشيدةً بالحضور اللافت من الشباب المتحمس الذي يشكل مستقبل هذا القطاع الحيوي. وقامت بتقديم عرض توضيحي لمراحل ظهور وتطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي واستخدامها في مراحل اختبار البرمجيات بدءا من التخطيط والتحليل ومرورا بالتصميم والتنفيذ. وتضمن جدول أعمال المؤتمر مسارين حيث ضم المسار الأول 9 جلسات تقنية متخصصة قدمها مجموعة من خبراء البرمجيات ورواد الصناعة. وتناولت المحادثات أحدث اتجاهات وتكنولوجيات مجال اختبار البرمجيات ومنها استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في تقييم السلوك الناشئ للأنظمة المعقدة والنظام البيئي للاختبار المرتكز على الذكاء الاصطناعي وDevOps والربط بين أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وأدوات تقييم النماذج والاختبار. وشمل المسار الثاني للمؤتمر 10 عروض تفاعلية وتجارب حية قدمتها مجموعة شركات عالمية ومحلية مع عرض لأحدث أدوات اختبار البرمجيات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى سيناريوهات للاختبار الذكي، وأتمتة العمليات، وأمن البرمجيات، وغيرها. ومن جانبه، صرح الدكتور هيثم حمزة، القائم بأعمال رئيس مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات (SECC): "انضمام يوم اختبار البرمجيات إلى شبكة مؤتمرات ISTQB®️ هو شهادة دولية على جودة ما نقدمه في مصر من خدمات، ومؤشر على حضورنا المتنامي عالميًا". وأشار إلى إنه على مدار نحو 24 سنة، ومنذ أن أُنشئ كمبادرة استراتيجية من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، يواصل المركز جهوده للارتقاء بصناعة البرمجيات، من خلال تبني أفضل المعايير وتطبيق الممارسات العالمية، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يأتي ليجسد هذا الالتزام، حيث تلعب الهيئة والمركز دورًا محوريًا في جمع أبرز الخبراء والممارسين في المجال، لدفع مسيرة التميز في واحدة من أهم الصناعات التكنولوجية. وعلى هامش المؤتمر، تم عقد اجتماع المجلس المصري لاختبار البرمجيات ESTB الدوري حضره المهندس أحمد الظاهر رئيس "إيتيدا" والسيدة/ كلوديا دوسا زيجر، رئيس ISTQB، وجويل أوليفيرا، رئيس حوكمة ISTQB. وناقش المجلس طرح شهادات اختبار برمجيات القطاع المالي كالتكنولوجيا المالية واختبار البرمجيات باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في السوق المصري. كما تم مناقشة إطلاق يوم اختبار البرمجيات العربي ليضم الدول العربية التي لديها مجالس برمجيات وهي مصر والسعودية والامارات والجزائر والأردن وتونس والمغرب لينعقد تباعًا في كل دولة على حده وسيتناول قضايا البرمجيات العربية المشتركة وتحدياتها كالتعريب ووضع اختبارات برمجيات تتماشى مع الثقافة العربية. كما اتفق المجلس على التوسع في اعتماد جهات أكثر تُقدم شهادات وتقديم تخفيضات مناسبة للطلاب في مصر دون اتفاقات مُلزمة مع الجامعات.


المصري اليوم
منذ 5 أيام
- المصري اليوم
«إيتيدا»: الاستثمار في مجال اختبار البرمجيات وضمان الجودة أصبح محركًا حقيقيًا للاقتصاد
أطلقت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» فعاليات النسخة الثالثة من «يوم اختبار البرمجيات»، والذي نظمه مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات (SECC)، بحضور المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي للهيئة، وكلوديا دوسا زيجر، رئيس المجلس الدولي لجودة البرمجيات ISTQB، ونخبة من الخبراء العالميين من المؤسسات العالمية المعنية بصناعة البرمجيات، وذلك مع الانضمام الرسمي للمؤتمر إلى شبكة مؤتمرات ISTQB® العالمية. ويأتي المؤتمر بالتعاون مع مجلس اختبار البرمجيات المصري (ESTB)، تحت شعار «تطور اختبار البرمجيات: الابتكار باستخدام الذكاء الاصطناعي ومنهجيات DevOps»، وذلك بمشاركة أكثر من 500 متخصص وممارس في اختبارات البرمجيات وجودتها من مختلف القطاعات، إلى جانب خبراء ورواد الصناعة ومهندسي البرمجيات بمجموعة من الشركات المتخصصة مثل Microsoft، وDeloitte، وExpleo، وDXC، وغيرها من الشركات المحلية والعالمية. و أكد المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، أن الاستثمار في مجال اختبار البرمجيات وضمان الجودة أصبح محركًا حقيقيًا للاقتصاد، حيث يساهم في خلق فرص عمل جديدة ويعزز كفاءة المنتجات الرقمية، مما يزيد من ثقة الأسواق في الصناعة المصرية. وأوضح الظاهر، أن الهيئة تسعى من خلال تنظيم المؤتمرات التقنية المتخصصة إلى تعزيز تبادل الخبرات ودعم مجتمع مطوري ومختبري البرمجيات في مصر، حيث تساهم هذه الفعاليات بشكل مباشر في رفع تنافسية الصناعة المحلية وتمكين الكفاءات لمواجهة التحديات التي تفرضها التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن هذه التحديات تفتح آفاقًا جديدة وفرصًا حقيقية تتطلب استعداد الجميع وتعاونهم المستمر لمواكبة التطورات، ومؤكدًا أن مصر تمتلك كل الإمكانيات لتكون مركزًا عالميًا رائدًا في جودة البرمجيات والخدمات الرقمية. وأضاف الظاهر، أن مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات (SECC) اعتمد حتى الآن أكثر من 9،000 متخصص في اختبار البرمجيات، ومنح أكثر من 13،600 شهادة دولية في مجالات متنوعة تشمل Mobile Applications، وCybersecurity، وArtificial Intelligence، وAutomotive Software، وهو ما يعكس تطور الكفاءات المصرية وقدرتها على المنافسة على المستوى العالمي. وأضاف الظاهر: «نعيش اليوم تحولات تقنية متسارعة يقودها الذكاء الاصطناعي، ما يفرض تحديات جديدة على اختبار البرمجيات. ومن خلال هذا المؤتمر، نحرص على تمكين المجتمع التقني من مواكبة هذه التحولات عبر تبادل المعرفة، واستعراض أحدث المنهجيات، وأدوات الأتمتة والاختبار الذكي.» وأشار إلى أن مصر أصبحت وجهة مفضلة لشركات عالمية تقدم خدمات تطوير واختبار البرمجيات، مستفيدة من البنية التحتية الرقمية المتطورة التي تتيح تصدير هذه الخدمات إلى الأسواق العالمية بنجاح. ومن جانبها، قالت كلوديا دوسا زيجر، رئيس المجلس الدولي لجودة البرمجيات (ISTQB)، إن مشاركتها في فعاليات «يوم اختبار البرمجيات 2025» تمثل فرصة متميزة للتفاعل مع مجتمع تقني ديناميكي، مشيدةً بالحضور اللافت من الشباب المتحمس الذي يشكل مستقبل هذا القطاع الحيوي. وقامت بتقديم عرض توضيحي لمراحل ظهور وتطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي واستخدامها في مراحل اختبار البرمجيات بدءا من التخطيط والتحليل ومرورا بالتصميم والتنفيذ. وتضمن جدول أعمال المؤتمر مسارين حيث ضم المسار الأول 9 جلسات تقنية متخصصة قدمها مجموعة من خبراء البرمجيات ورواد الصناعة. وتناولت المحادثات أحدث اتجاهات وتكنولوجيات مجال اختبار البرمجيات ومنها استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في تقييم السلوك الناشئ للأنظمة المعقدة والنظام البيئي للاختبار المرتكز على الذكاء الاصطناعي وDevOps والربط بين أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وأدوات تقييم النماذج والاختبار. وشمل المسار الثاني للمؤتمر 10 عروض تفاعلية وتجارب حية قدمتها مجموعة شركات عالمية ومحلية مع عرض لأحدث أدوات اختبار البرمجيات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى سيناريوهات للاختبار الذكي، وأتمتة العمليات، وأمن البرمجيات، وغيرها. ومن جانبه، قال الدكتور هيثم حمزة، القائم بأعمال رئيس مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات (SECC): «انضمام يوم اختبار البرمجيات إلى شبكة مؤتمرات ISTQB® هو شهادة دولية على جودة ما نقدمه في مصر من خدمات، ومؤشر على حضورنا المتنامي عالميًا». وأشار إلى إنه على مدار نحو 24 سنة، ومنذ أن أُنشئ كمبادرة استراتيجية من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، يواصل المركز جهوده للارتقاء بصناعة البرمجيات، من خلال تبني أفضل المعايير وتطبيق الممارسات العالمية، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يأتي ليجسد هذا الالتزام، حيث تلعب الهيئة والمركز دورًا محوريًا في جمع أبرز الخبراء والممارسين في المجال، لدفع مسيرة التميز في واحدة من أهم الصناعات التكنولوجية. وعلى هامش المؤتمر، تم عقد اجتماع المجلس المصري لاختبار البرمجيات ESTB الدوري حضره المهندس أحمد الظاهر رئيس «إيتيدا» وكلوديا دوسا زيجر، رئيس ISTQB، وجويل أوليفيرا، رئيس حوكمة ISTQB. وناقش المجلس طرح شهادات اختبار برمجيات القطاع المالي كالتكنولوجيا المالية واختبار البرمجيات باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في السوق المصري. كما تم مناقشة إطلاق يوم اختبار البرمجيات ليضم الدول العربية التي لديها مجالس برمجيات وهي مصر والسعودية والامارات والجزائر والأردن وتونس والمغرب لينعقد تباعًا في كل دولة على حده وسيتناول قضايا البرمجيات العربية المشتركة وتحدياتها كالتعريب ووضع اختبارات برمجيات تتماشى مع الثقافة العربية. كما اتفق المجلس على التوسع في اعتماد جهات أكثر تُقدم شهادات وتقديم تخفيضات مناسبة للطلاب في مصر بدون اتفاقات مُلزمة مع الجامعات.