
مؤسسة فلسطين الدولية تعلن عن أسماء الفائزين بجوائز فلسطين الثقافية
الشاهين الاخباري
أعلنت مؤسسة فلسطين الدولية عن أسماء الفائزين بجوائز فلسطين الثقافية في دورتها الثانية عشرة (2024/2025)، حيث أكد أ. د. أسعد عبد الرحمن، أمين عام 'الجوائز'، عضو مجلس الأمناء والرئيس التنفيذي للمؤسسة، أن 'هذه الجوائز تمثل حافزًا للشباب العربي وأنصار القضية الفلسطينية في مختلف أنحاء العالم لممارسة الإبداع، مستلهمين مسيرة المبدعين الفلسطينيين الكبار. كما أنها تؤكد على صون الحقوق الوطنية الفلسطينية والقومية العربية غير القابلة للتصرف'.
وأعرب الدكتور عبد الرحمن عن شكره العميق لرؤساء وأعضاء لجان التحكيم، الذين شكّلوا الركيزة الأساسية لجوائز 'مؤسسة فلسطين الدولية'، مؤكدًا أن التزامهم بالسرية وبالشفافية والمصداقية عزز من مكانة الجائزة ورسّخ نزاهتها.
وفي خطوة استثنائية لهذا العام، كانت اللجنة المركزية لجوائز فلسطين الثقافية قد قررت تقسيم الجوائز إلى مسارين متوازيين:
المسار العام: مفتوح لجميع الشباب العرب (وأنصار القضية) وفق آلية التنافس المعهودة.
المسار الخاص: مخصص حصريًا للمشاركين من أهل قطاع غزة، تقديرًا لصمودهم وتضحياتهم.
(الفائزون بجوائز فلسطين الثقافية – الدورة الثانية عشرة (2024/2025))
المسار العام:
جائزة غسان كنفاني في الأدب، مناصفة:
1 محمد جدي حسن جراري (السودان) عن روايته: 'زمن الملل'.
2 عبد الله أبو لبن الشلبي (إسباني الجنسية والإقامة من أصول فلسطينية) عن روايته: 'نساء في الشمس'.
جائزة إدوارد سعيد في الفكر التنويري العربي ونقد الفكر الاستشراقي:
محمد الحليقاوي (الأردن) عن بحثه: 'السهم والدائرة.. الاستشراق والحركة الصهيونية: من الفكرة إلى الدولة'.
جائزة فدوى طوقان في الشعر:
أحمد محمد زيد (سوريا) عن مجموعته: 'صلاة شطر القبلة الأولى'.
جائزة ناجي العلي في الكاريكاتير:
رأفت الخطيب (مقيم في الولايات المتحدة، من الأردن).
جائزة وليد الخطيب في التصوير الفوتوغرافي:
وضاء عبد الكريم فليح (العراق) عن الثيمة الثانية: 'مشاعر إنسانية'.
أما في المسار الخاص (المخصص لقطاع غزة):
جائزة جمال بدران للفن التشكيلي، مناصفة:
1 محمود علوان
2 سهيل سالم.
جائزة فدوى طوقان في الشعر:
آلاء نعيم القطراوي عن مجموعتها: 'العصافير تسرق خبزي'.
جائزة وليد الخطيب في التصوير الفوتوغرافي:
محمد أسعد محمد محيسن عن الثيمة الأولى: 'كلنا فلسطين'.
هذا وشهدت الجوائز إقبالًا واسعًا من المشاركين من مختلف الدول العربية: (الأردن، فلسطين، مصر، اليمن، سورية، قطاع غزة، العراق، الجزائر، المغرب، الكويت، تشاد) ، علاوة على عديد الشباب العربي في دول الاغتراب والشتات. كما برز هذا العام فوز مبدعين عرب من إسبانيا والولايات المتحدة، مما يعكس مدى انتشار الجائزة وتعزيز تأثيرها على المستوى العالمي.
ومع اختتام فعاليات الدورة الثانية عشرة لـ 'جوائز فلسطين الثقافية'، تتطلع لجان التحكيم إلى مواصلة رسالتها الثقافية في دعم الإبداع وتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية. وتؤكد 'مؤسسة فلسطين الدولية' التزامها بالاستمرار في تطوير هذه الجوائز، لتبقى منصة ثقافية رائدة تسلط الضوء على المبدعين الفلسطينيين والعرب، وتسهم في نشر رسالتهم الثقافية في مختلف أنحاء العالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 2 ساعات
- سرايا الإخبارية
أمسية "مؤسسة فلسطين الدولية": حين يتوّج الإبداع الذاكرة ويُغنّي الجمال في وجه العتمة
سرايا - في مساء يشبه فلسطين في عنادها وجمالها وحنينها، احتضن " المسرح الجديد" فيالمدارس العصرية في العاصمة الاردنية حفل توزيع جوائز فلسطين الثقافية لعام 2024/2025، والذي نظمته "مؤسسة فلسطين الدولية" في دورته الثانية عشرة، بحضور حاشد من أهل الثقافة والفكر والإبداع. انطلقت الأمسية بمعزوفة تراثية فلسطينية حيّة، عزفتها الأرواح قبل الأوتار، ورافقت الحضور إلى مقاعدهم برقة الضوء العابر من ذاكرة الأرض. تلاها السلام الملكي الأردني، ثم الكلمة الافتتاحية باسم المؤسسة، والتي رحبت بالحضور والمكرّمين، مؤكدة أن هذه الجوائز هي وعدٌ متجدد للذاكرة، وانحياز دائم للجمال المقاوم، واحتفاء بمن يكتبون فلسطين بالألوان والكلمات والموسيقى، رغم القتل والجدران والركام والمنفى. منصة الإبداع العربي وفلسطين القلب: في كلمته الرئيسة، أكد الأستاذ الدكتور أسعد عبد الرحمن، الأمين العام للجوائز، أن "جوائز فلسطين الثقافية" لم تعد فعلاً احتفاليًا موسميًا، بل منصة عربية وعالمية راسخة، تُبرز وجه فلسطين الإنساني والإبداعي، وتُعيدها إلى قلب العالم، لا كقضية فقط، بل كهوية نابضة. وقال: "لقد اتسع الحلم هذا العام ليشمل مسارين متوازيين: المسار العام الذي احتضن مشاركات من أنحاء العالم العربي والشتات، والمسار الخاص الذي خُصّص لأهلنا في قطاع غزة، الذين يكتبون الفن بالدم، ويُبدعون تحت القصف، في مواجهة حرب إبادة تستهدف الإنسان والذاكرة". وقد شهدت الدورة الثانية عشرة مشاركات من: الأردن، فلسطين، مصر، سورية، العراق، اليمن، المغرب، الجزائر، الكويت، تشاد، والمهجر العربي في إسبانيا والولايات المتحدة وغيرها، في تأكيد جديد أن الإبداع لا تحدّه جغرافيا، ولا توقفه الحواجز، ما دام في القلب متسعٌ لفلسطين. لحظة التتويج… أسماء لا تُنسى: وجاءت لحظة الإعلان عن الفائزين تتويجًا لمواسم من الكتابة والمقاومة الإبداعية، حيث صعد الفائزون أو من ناب عنهم لاستلام الجوائز، وسط تصفيق يشبه الدعاء، وتوزعوا على النحو التالي: في المسار العام: جائزة غسان كنفاني في الأدب (مناصفة): محمد جدي حسن جراري (تشاد) – عن عمله "زمن الملل". عبد الله أبو لبن الشلبي (إسبانيا/فلسطين) – عن عمله "نساء في الشمس". جائزة إدوارد سعيد للفكر التنويري: محمد الحليقاوي (الأردن) – عن عمله "السهم والدائرة.. الاستشراق والحركة الصهيونية". جائزة فدوى طوقان في الشعر: أحمد محمد زيد (سوريا) – عن ديوانه "صلاة شطر القبلة الأولى". جائزة ناجي العلي في الكاريكاتير: رأفت الخطيب (الولايات المتحدة/الأردن). جائزة وليد الخطيب في التصوير الفوتوغرافي: وضاء عبد الكريم فليح (العراق) – عن عمله "مشاعر إنسانية". وفي المسار الخاص – قطاع غزة: جائزة جمال بدران للفن التشكيلي (مناصفة): محمود علوان سهيل سالم جائزة فدوى طوقان في الشعر: آلاء نعيم القطراوي – عن قصيدتها "العصافير تسرق خبزي". جائزة وليد الخطيب في التصوير الفوتوغرافي: محمد أسعد محمد محيسن – عن عمله "كلنا فلسطين". وقد ألقى الدكتور إبراهيم أبو الرب كلمة ناب فيها عن الفائزين من قطاع غزة، قائلاً بصوت تغلب عليه الرهبة والمحبة: "في كل جائزة تُمنح لقطاع غزة، يُمنح العالم لحظة صدق. هؤلاء المبدعون لا يكتبون بالحبر فقط، بل يكتبون بالرماد والدموع… وببقايا الضوء". فنون تُقاوم النسيان: تخللت الأمسية عروض مرئية وثّقت أعمال الفائزين، وأضاءت وجوههم وأفكارهم وأحلامهم، ومقاطع أدبية وموسيقية تنقلت بين صوت فدوى طوقان، وملامح غسان كنفاني، ولوحات سميح القاسم، لتعيد سرد الحكاية بصوت الفن وذاكرة الأرض. وفي لحظة بالغة التأثير، ارتفعت قاعة الحفل إلى مقام الوفاء، حين تلا الأديب الكبير محمد علي طه شهادته الوجدانية في أصدقائه الشعراء والفنانين الراحلين، الذين تحمل جوائز فلسطين الثقافية أسماءهم. لم تكن كلمته مجرد تحية، بل مرثية دافئة مغموسة بالحب، أعادت إلى الحضور أرواح أولئك المبدعين، لا كأسماءٍ على دروع التكريم، بل كضوءٍ لا ينطفئ في ذاكرة الأمة. استحضرهم الأديب الكبير كما لو أنهم معنا، في أعماق قلوبنا، يبتسمون من خلف الغياب، في قصائد لم تُكتب بعد، وفي لوحات ما زالت تلمع في مخيلة الوطن. كانت كلمته مثل صلاة، تسرد الوفاء، وتحرّض الحياة على الاستمرار في الدرب نفسه: درب الكلمة التي تقاوم، والصورة التي لا تنكسر، والقصيدة التي تُرمم ما تهدمه البنادق. ختامٌ على إيقاع الأمل: في كلمتها الختامية، شكرت مؤسسة فلسطين الدولية الحضور، ولجان التحكيم، والرعاة، وإدارة المدارس العصرية، وكل من أسهم في إنجاح هذا الحدث الذي يُعيد رسم ملامح فلسطين كما نحب أن نراها: حرة، خلاقة، عصية على المحو. قالوا: "نلقاكم في الدورة القادمة بإبداع أكبر، لأن فلسطين لا تُبدع فقط لتُصفق، بل تُبدع لتُبقي على جذوتها حيّة، ولتُثبت أن ما لا يُكتب، يضيع".


جهينة نيوز
منذ 3 ساعات
- جهينة نيوز
أمسية "مؤسسة فلسطين الدولية": حين يتوّج الإبداع الذاكرة ويُغنّي الجمال في وجه العتمة
تاريخ النشر : 2025-05-23 - 12:11 pm أمسية "مؤسسة فلسطين الدولية": حين يتوّج الإبداع الذاكرة ويُغنّي الجمال في وجه العتمة عمان ــ في مساء يشبه فلسطين في عنادها وجمالها وحنينها، احتضن " المسرح الجديد" فيالمدارس العصرية في العاصمة الاردنية حفل توزيع جوائز فلسطين الثقافية لعام 2024/2025، والذي نظمته "مؤسسة فلسطين الدولية" في دورته الثانية عشرة، بحضور حاشد من أهل الثقافة والفكر والإبداع. انطلقت الأمسية بمعزوفة تراثية فلسطينية حيّة، عزفتها الأرواح قبل الأوتار، ورافقت الحضور إلى مقاعدهم برقة الضوء العابر من ذاكرة الأرض. تلاها السلام الملكي الأردني، ثم الكلمة الافتتاحية باسم المؤسسة، والتي رحبت بالحضور والمكرّمين، مؤكدة أن هذه الجوائز هي وعدٌ متجدد للذاكرة، وانحياز دائم للجمال المقاوم، واحتفاء بمن يكتبون فلسطين بالألوان والكلمات والموسيقى، رغم القتل والجدران والركام والمنفى. منصة الإبداع العربي وفلسطين القلب: في كلمته الرئيسة، أكد الأستاذ الدكتور أسعد عبد الرحمن، الأمين العام للجوائز، أن "جوائز فلسطين الثقافية" لم تعد فعلاً احتفاليًا موسميًا، بل منصة عربية وعالمية راسخة، تُبرز وجه فلسطين الإنساني والإبداعي، وتُعيدها إلى قلب العالم، لا كقضية فقط، بل كهوية نابضة. وقال: "لقد اتسع الحلم هذا العام ليشمل مسارين متوازيين: المسار العام الذي احتضن مشاركات من أنحاء العالم العربي والشتات، والمسار الخاص الذي خُصّص لأهلنا في قطاع غزة، الذين يكتبون الفن بالدم، ويُبدعون تحت القصف، في مواجهة حرب إبادة تستهدف الإنسان والذاكرة". وقد شهدت الدورة الثانية عشرة مشاركات من: الأردن، فلسطين، مصر، سورية، العراق، اليمن، المغرب، الجزائر، الكويت، تشاد، والمهجر العربي في إسبانيا والولايات المتحدة وغيرها، في تأكيد جديد أن الإبداع لا تحدّه جغرافيا، ولا توقفه الحواجز، ما دام في القلب متسعٌ لفلسطين. لحظة التتويج… أسماء لا تُنسى: وجاءت لحظة الإعلان عن الفائزين تتويجًا لمواسم من الكتابة والمقاومة الإبداعية، حيث صعد الفائزون أو من ناب عنهم لاستلام الجوائز، وسط تصفيق يشبه الدعاء، وتوزعوا على النحو التالي: في المسار العام: جائزة غسان كنفاني في الأدب (مناصفة): محمد جدي حسن جراري (تشاد) – عن عمله "زمن الملل". عبد الله أبو لبن الشلبي (إسبانيا/فلسطين) – عن عمله "نساء في الشمس". جائزة إدوارد سعيد للفكر التنويري: محمد الحليقاوي (الأردن) – عن عمله "السهم والدائرة.. الاستشراق والحركة الصهيونية". جائزة فدوى طوقان في الشعر: أحمد محمد زيد (سوريا) – عن ديوانه "صلاة شطر القبلة الأولى". جائزة ناجي العلي في الكاريكاتير: رأفت الخطيب (الولايات المتحدة/الأردن). جائزة وليد الخطيب في التصوير الفوتوغرافي: وضاء عبد الكريم فليح (العراق) – عن عمله "مشاعر إنسانية". وفي المسار الخاص – قطاع غزة: جائزة جمال بدران للفن التشكيلي (مناصفة): محمود علوان سهيل سالم جائزة فدوى طوقان في الشعر: آلاء نعيم القطراوي – عن قصيدتها "العصافير تسرق خبزي". جائزة وليد الخطيب في التصوير الفوتوغرافي: محمد أسعد محمد محيسن – عن عمله "كلنا فلسطين". وقد ألقى الدكتور إبراهيم أبو الرب كلمة ناب فيها عن الفائزين من قطاع غزة، قائلاً بصوت تغلب عليه الرهبة والمحبة: "في كل جائزة تُمنح لقطاع غزة، يُمنح العالم لحظة صدق. هؤلاء المبدعون لا يكتبون بالحبر فقط، بل يكتبون بالرماد والدموع… وببقايا الضوء". فنون تُقاوم النسيان: تخللت الأمسية عروض مرئية وثّقت أعمال الفائزين، وأضاءت وجوههم وأفكارهم وأحلامهم، ومقاطع أدبية وموسيقية تنقلت بين صوت فدوى طوقان، وملامح غسان كنفاني، ولوحات سميح القاسم، لتعيد سرد الحكاية بصوت الفن وذاكرة الأرض. وفي لحظة بالغة التأثير، ارتفعت قاعة الحفل إلى مقام الوفاء، حين تلا الأديب الكبير محمد علي طه شهادته الوجدانية في أصدقائه الشعراء والفنانين الراحلين، الذين تحمل جوائز فلسطين الثقافية أسماءهم. لم تكن كلمته مجرد تحية، بل مرثية دافئة مغموسة بالحب، أعادت إلى الحضور أرواح أولئك المبدعين، لا كأسماءٍ على دروع التكريم، بل كضوءٍ لا ينطفئ في ذاكرة الأمة. استحضرهم الأديب الكبير كما لو أنهم معنا، في أعماق قلوبنا، يبتسمون من خلف الغياب، في قصائد لم تُكتب بعد، وفي لوحات ما زالت تلمع في مخيلة الوطن. كانت كلمته مثل صلاة، تسرد الوفاء، وتحرّض الحياة على الاستمرار في الدرب نفسه: درب الكلمة التي تقاوم، والصورة التي لا تنكسر، والقصيدة التي تُرمم ما تهدمه البنادق. ختامٌ على إيقاع الأمل: في كلمتها الختامية، شكرت مؤسسة فلسطين الدولية الحضور، ولجان التحكيم، والرعاة، وإدارة المدارس العصرية، وكل من أسهم في إنجاح هذا الحدث الذي يُعيد رسم ملامح فلسطين كما نحب أن نراها: حرة، خلاقة، عصية على المحو. قالوا: "نلقاكم في الدورة القادمة بإبداع أكبر، لأن فلسطين لا تُبدع فقط لتُصفق، بل تُبدع لتُبقي على جذوتها حيّة، ولتُثبت أن ما لا يُكتب، يضيع". تابعو جهينة نيوز على


الانباط اليومية
منذ 7 ساعات
- الانباط اليومية
أمسية "مؤسسة فلسطين الدولية": حين يتوّج الإبداع الذاكرة ويُغنّي الجمال في وجه العتمة
الأنباط - أمسية "مؤسسة فلسطين الدولية": حين يتوّج الإبداع الذاكرة ويُغنّي الجمال في وجه العتمة عمان ــ في مساء يشبه فلسطين في عنادها وجمالها وحنينها، احتضن " المسرح الجديد" فيالمدارس العصرية في العاصمة الاردنية حفل توزيع جوائز فلسطين الثقافية لعام 2024/2025، والذي نظمته "مؤسسة فلسطين الدولية" في دورته الثانية عشرة، بحضور حاشد من أهل الثقافة والفكر والإبداع. انطلقت الأمسية بمعزوفة تراثية فلسطينية حيّة، عزفتها الأرواح قبل الأوتار، ورافقت الحضور إلى مقاعدهم برقة الضوء العابر من ذاكرة الأرض. تلاها السلام الملكي الأردني، ثم الكلمة الافتتاحية باسم المؤسسة، والتي رحبت بالحضور والمكرّمين، مؤكدة أن هذه الجوائز هي وعدٌ متجدد للذاكرة، وانحياز دائم للجمال المقاوم، واحتفاء بمن يكتبون فلسطين بالألوان والكلمات والموسيقى، رغم القتل والجدران والركام والمنفى. منصة الإبداع العربي وفلسطين القلب: في كلمته الرئيسة، أكد الأستاذ الدكتور أسعد عبد الرحمن، الأمين العام للجوائز، أن "جوائز فلسطين الثقافية" لم تعد فعلاً احتفاليًا موسميًا، بل منصة عربية وعالمية راسخة، تُبرز وجه فلسطين الإنساني والإبداعي، وتُعيدها إلى قلب العالم، لا كقضية فقط، بل كهوية نابضة. وقال: "لقد اتسع الحلم هذا العام ليشمل مسارين متوازيين: المسار العام الذي احتضن مشاركات من أنحاء العالم العربي والشتات، والمسار الخاص الذي خُصّص لأهلنا في قطاع غزة، الذين يكتبون الفن بالدم، ويُبدعون تحت القصف، في مواجهة حرب إبادة تستهدف الإنسان والذاكرة". وقد شهدت الدورة الثانية عشرة مشاركات من: الأردن، فلسطين، مصر، سورية، العراق، اليمن، المغرب، الجزائر، الكويت، تشاد، والمهجر العربي في إسبانيا والولايات المتحدة وغيرها، في تأكيد جديد أن الإبداع لا تحدّه جغرافيا، ولا توقفه الحواجز، ما دام في القلب متسعٌ لفلسطين. لحظة التتويج… أسماء لا تُنسى: وجاءت لحظة الإعلان عن الفائزين تتويجًا لمواسم من الكتابة والمقاومة الإبداعية، حيث صعد الفائزون أو من ناب عنهم لاستلام الجوائز، وسط تصفيق يشبه الدعاء، وتوزعوا على النحو التالي: في المسار العام: جائزة غسان كنفاني في الأدب (مناصفة): محمد جدي حسن جراري (تشاد) – عن عمله "زمن الملل". عبد الله أبو لبن الشلبي (إسبانيا/فلسطين) – عن عمله "نساء في الشمس". جائزة إدوارد سعيد للفكر التنويري: محمد الحليقاوي (الأردن) – عن عمله "السهم والدائرة.. الاستشراق والحركة الصهيونية". جائزة فدوى طوقان في الشعر: أحمد محمد زيد (سوريا) – عن ديوانه "صلاة شطر القبلة الأولى". جائزة ناجي العلي في الكاريكاتير: رأفت الخطيب (الولايات المتحدة/الأردن). جائزة وليد الخطيب في التصوير الفوتوغرافي: وضاء عبد الكريم فليح (العراق) – عن عمله "مشاعر إنسانية". وفي المسار الخاص – قطاع غزة: جائزة جمال بدران للفن التشكيلي (مناصفة): محمود علوان سهيل سالم آلاء نعيم القطراوي – عن قصيدتها "العصافير تسرق خبزي". جائزة وليد الخطيب في التصوير الفوتوغرافي: محمد أسعد محمد محيسن – عن عمله "كلنا فلسطين". وقد ألقى الدكتور إبراهيم أبو الرب كلمة ناب فيها عن الفائزين من قطاع غزة، قائلاً بصوت تغلب عليه الرهبة والمحبة: "في كل جائزة تُمنح لقطاع غزة، يُمنح العالم لحظة صدق. هؤلاء المبدعون لا يكتبون بالحبر فقط، بل يكتبون بالرماد والدموع… وببقايا الضوء". فنون تُقاوم النسيان: تخللت الأمسية عروض مرئية وثّقت أعمال الفائزين، وأضاءت وجوههم وأفكارهم وأحلامهم، ومقاطع أدبية وموسيقية تنقلت بين صوت فدوى طوقان، وملامح غسان كنفاني، ولوحات سميح القاسم، لتعيد سرد الحكاية بصوت الفن وذاكرة الأرض. وفي لحظة بالغة التأثير، ارتفعت قاعة الحفل إلى مقام الوفاء، حين تلا الأديب الكبير محمد علي طه شهادته الوجدانية في أصدقائه الشعراء والفنانين الراحلين، الذين تحمل جوائز فلسطين الثقافية أسماءهم. لم تكن كلمته مجرد تحية، بل مرثية دافئة مغموسة بالحب، أعادت إلى الحضور أرواح أولئك المبدعين، لا كأسماءٍ على دروع التكريم، بل كضوءٍ لا ينطفئ في ذاكرة الأمة. استحضرهم الأديب الكبير كما لو أنهم معنا، في أعماق قلوبنا، يبتسمون من خلف الغياب، في قصائد لم تُكتب بعد، وفي لوحات ما زالت تلمع في مخيلة الوطن. كانت كلمته مثل صلاة، تسرد الوفاء، وتحرّض الحياة على الاستمرار في الدرب نفسه: درب الكلمة التي تقاوم، والصورة التي لا تنكسر، والقصيدة التي تُرمم ما تهدمه البنادق. ختامٌ على إيقاع الأمل: في كلمتها الختامية، شكرت مؤسسة فلسطين الدولية الحضور، ولجان التحكيم، والرعاة، وإدارة المدارس العصرية، وكل من أسهم في إنجاح هذا الحدث الذي يُعيد رسم ملامح فلسطين كما نحب أن نراها: حرة، خلاقة، عصية على المحو. قالوا: "نلقاكم في الدورة القادمة بإبداع أكبر، لأن فلسطين لا تُبدع فقط لتُصفق، بل تُبدع لتُبقي على جذوتها حيّة، ولتُثبت أن ما لا يُكتب، يضيع".