
فتحي عفيفي.. رسّامُ الغبار النبيل
في الزوايا التي لا تزورها الكاميرات، حيث لا يجلس الشعراء ولا يمرّ السائحون، وُلدت لوحات فتحي عفيفي. لم يُولد من رحم الضوء، بل من رحم الغبار، من سعال الآلات، من عرق العامل الذي نسي اسمه، وتذكرَ فقط صوت المخرطة.
فتحي عفيفي ليس فنانًا يرسم، بل كائنٌ يُصغي. يُصغي للحديد وهو يتألم، للحائط وهو يتقشّر، للقلب وهو يُطوى داخل بدلة زرقاء. خرج من حيّ السيدة زينب، لكن قلبه ظلّ هناك، يشرب من كوب الشاي المرّ، ينام على صوت الراديو العتيق، ويتأمل وجوه الرجال الذين لم يتعلموا البكاء، فصاروا يُسرّبونه في صمتهم الطويل.
كل لوحة له، ليست عملًا فنيًا، بل مَعلمًا من معالم الأرواح المنسية. كأنه لا يرسم بفرشاته، بل بأظافر جدته، بحنين أبيه، بأحزان أم لم تتعلم القراءة لكنها تحفظ وجه الله في التجاعيد.
في مصنع ٥٤ الحربي، تعلّم أن الحديد له قلب. أن الآلة تُحب. أن الندبة في ذراع العامل ليست عيبًا، بل ختمًا سماويًا. هناك، صادقَ الصدأ، وراقبَ الحزن وهو ينسكب على الخشب والبشر معًا، ثم عاد إلى مرسمه كي يُعيد رسم العالم كما يراه: عالم لا يخجل من شقوقه، ولا يتجمّل.
لوحاته ليست أنيقة. بل صادقة.
ليست لامعة. بل دامعة.
فيها صوت السلم المكسور، وهمهمة الخوف، وبكاء الليل في أذن امرأةٍ تصنع الغداء من الهواء.
هو فنان من طينة نادرة، لا يرى في الألوان بهجة زائلة، بل يرى فيها توثيقًا للعابر، للمنكسر، للهامشي الذي لا تكتبه الصحف. في الأحمر يرى الجرح، وفي الأزرق يرى الغياب، وفي الأبيض يرى جسدًا خرج من العمل ولم يعد.
لوحات فتحي عفيفي ليست مُجرد صُورٍ للمكان، بل هي رحلة في ذاكرة الإنسان، رحلة في قلب العالم الذي يعجّ بالآلات والبشر، بالأحلام التي لا تُكتب، وبالأفكار التي لا تتسع لها الصحف. هنا، في تفاصيل هذا العالم، تجدُ الأجساد غير المرئية تُحاول أن تصرخ، لكنهم لا يمتلكون سوى فمٍ صامت وأيدٍ مهشمة. ولهذا، فقد حمل عفيفي هذه الهمسات الصامتة في لوحاته، وأعطاها حقها في التعبير. فنراه يغير وجه الحياة في كل لون يرسمه، في كل حركة فرشاة تُمرّ على القماش، كأنه يعيد استكشاف المعنى في الأشياء البسيطة.
في جوائزٍ مثل جائزة التحكيم في بينالي القاهرة السابع عام 1998، وجائزة الدولة للتفوق في الفنون عام 2023، كان تكريمًا له، ولكن في حقيقة الأمر كان تكريمًا لكل هذه الوجوه التي رسمها، لكل هذه الأرواح التي لم تجد طريقًا للتعبير عنها سواه. لم يكن عفيفي بحاجة إلى الكلمات ليُعبّر عن نفسه؛ فقد كانت أعماله هي اللغة الأكثر صدقًا، وهي الأداة التي لم تترك بابًا مغلقًا إلا وفتحته، ولم تترك ملامح غريبة في عالمه إلا وأخرجتها من الظلام إلى النور.
لكن الفضل الأكبر في أعماله لا يكمن في الجوائز ولا في التصفيق الحاد، بل في قدرته على جعلنا نرى الحياة كما هي، دون تكلف، دون تجميل، فقط بكل شجاعتها وأحزانها. هو لم يرسم الحياة كما نريدها، بل كما هي بكل قبحها وجمالها. وفي لوحاته، نجح في أن يجعلنا نتأمل في تفاصيل تلك الحياة التي تمرّ دون أن نلتفت إليها. هو لم يكن فنانًا يخبئ الحقيقة في ألغازٍ معقدة، بل كان يضعها أمامنا كما هي، بشكل مباشر، عميق، وحميم.
فقد عرفت لوحاته الطريق إلى القلب، كما عرفت طريقها إلى الذاكرة. فتحي عفيفي، بكل ما يحمله من حزنٍ وطموح، رسم لنا مدينة من صمت وأصوات، مدينة لا نراها، لكنها دومًا في قلوبنا. وبذلك، لم يكن فقط فنانًا يقتصر عمله على الألوان والفرشاة، بل كان شاعرًا أيضًا، يسرد تاريخًا ضاع بين الزوايا، ويغني للأشياء التي لا يسمعها سوى الصامتون.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 3 ساعات
- العين الإخبارية
جامع الشيخ زايد الكبير.. منارة روحية تجسد التعددية الثقافية وتُرسّخ قيم التعايش
يشكّل مركز جامع الشيخ زايد الكبير أيقونة ثقافية بارزة تجسّد روح التنوع الثقافي والانفتاح الحضاري ويجمع في مرافقه بين الأصالة والمعاصرة، والدين والفن، والمحلية والعالمية. ولا يقتصر دوره على كونه صرحًا دينيًا مهيبًا، بل يُعدّ منصة تحتضن ثقافات متعددة وتروي حكاية لقاء الحضارات تحت سقف واحد. ويعكس المركز رؤية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي آمن بأن التنوع الثقافي معين ثراء لا ينضب، وأن الانفتاح على الآخر أساس الاستقرار المجتمعي والتقدم الإنساني، ومن هذا المنطلق، يحتضن المركز فعاليات وبرامج تُعبّر عن فسيفساء ثقافية نابضة بالحياة. ويستقبل المركز ملايين الزوار من مختلف الثقافات والجنسيات سنويًا، ما يجعله مساحة حيّة لعرض ثقافات متنوعة والتفاعل معها، فمن خلال الجولات الثقافية التي تُنظم بلغات عدة، يتعرف الزوار على عناصر العمارة الإسلامية التي تحمل بصمات ثقافية من مختلف البلدان والثقافات، مما يعكس اندماج التراث العالمي في تفاصيل هذا المعلم الاستثنائي. وقد استقبل المركز العام الماضي 6,582,993 ضيفاً، معززاً مكانته على خريطة السياحة الثقافية العالمية وبلغت نسبة زوار الجامع من خارج الدولة 81%، بينما شكل المقيمون على أرض الدولة نسبة 19%. ويمتد حضور المركز الثقافي إلى برامج تعليمية وتوعوية تعزز من القيم الإنسانية المشتركة، مثل التسامح والتعايش وقبول الآخر. وتشمل هذه البرامج "برنامج جسور"، والمعارض الفنية، والمبادرات الاجتماعية، التي تسعى جميعها إلى بناء وعي مجتمعي يقوم على الانفتاح والتعددية الثقافية. ويُعد برنامج جسور أحد الركائز الأساسية في إبراز التنوع الثقافي داخل المركز ويوفّر بيئة حوارية ثرية بين الزوار الدوليين وأفراد المجتمع المحلي. ومن خلال جلسات حوار ولقاءات تعريفية، يُتاح لضيوف الجامع الاطلاع على الثقافة الإسلامية ونمط الحياة الإماراتي، ومفهوم التعايش الذي يُعتبر سمة بارزة من سمات المجتمع الإماراتي. ويضم البرنامج العديد من المبادرات والبرامج الهادفة إلى تعريف أفرادٍ ومؤسَّسات من ثقافات متنوّعة على الثقافة الإسلامية، والقيم الإنسانية التي يتبناها الجامع. ويحظى المشاركون بفرصة الاطِّلاع على رسالة المركز النابعة من رؤية الوالد المؤسِّس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، والقيادة الرشيدة لترسيخ القيم الإنسانية، والتعرف على الموروث الإماراتي. وكان من آخر المبادرات التي أطلقها المركز تحت برنامج "جسور"، مبادرة "مآذن العاصمتين" والتي تضمنت تدشين وفد من المركز مجسم جامع الشيخ زايد الكبير، والمكتبة المتنقلة، ومعرض صور فضاءات من نور، في المسجد الجامع في موسكو، ومنذ عام 2012 وبالتعاون مع وزارة الخارجية، دشن المركز أكثر 21 مجسماً للجامع في مختلف دول العالم. وفي إطار دوره منبرا للتسامح والسلام والأخوة الإنسانية، أطلق المركز منصة أرض التسامح، التي تأخذ متصفحيها في رحلة افتراضية، تعرفهم من خلالها على قيم الجامع ودوره الحضاري والثقافي في نشر وتعزيز رسالة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى العالم، المتمثلة في التعايش والسلام والوئام مع مختلف ثقافات العالم، والتي جاءت تحقيقاً لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وترجمةً لرؤى وتطلعات القيادة الرشيدة. وفي خطوة نوعية، أطلق مركز جامع الشيخ زايد الكبير متحف "نور وسلام" وتجربة "ضياء التفاعلية"، ليقدم تجربة حسّية تجمع بين الفن والتقنية للتعبير عن النور بوصفه رمزا للسلام الداخلي والانفتاح الروحي. ولا يقتصر المتحف على عرض مفاهيم دينية، بل يحتفي بالتنوع الإنساني من خلال عدّة لغات سردية، مما يعكس وحدة الرسائل الإنسانية عبر اختلاف الثقافات. ويأتي متحف نور وسلام مكملاً لما سبق أن نظمه المركز من معارض، من بينها معرض "الحج.. رحلة في الذاكرة" الذي يسلط الضوء على تاريخ الحج، ومعرض "النقود الإسلامية: تاريخ يكشف" الذي يتعرض لتاريخ النقود الإسلامية. ومن خلال جائزة فضاءات من نور للتصوير الفوتوغرافي، يحتفي المركز بجماليات العمارة وتعبيراتها المتعددة وتستقطب الجائزة مشاركين من شتى أنحاء العالم وتُعد تجسيدًا حقيقيًا لقيمة التنوع الثقافي، إذ تعكس كيف يرى كل مصوّر الجامع من منظور ثقافته وخلفيته الفنية. وأصبح مركز جامع الشيخ زايد الكبير أحد أهم المعالم الثقافية في العالم العربي والإسلامي، ليس فقط لجمالياته العمرانية، بل لدوره المتنامي في ترسيخ صورة التنوع الثقافي كقيمة حضارية، وحاز على إشادات عالمية عدة تؤكد مكانته صرحا يجمع بين الروحانية والتعدد الثقافي. وفي زمن تتزايد فيه التحديات التي تواجه التعددية، يبرز مركز جامع الشيخ زايد الكبير نموذجا يُحتذى في تعزيز التنوع الثقافي الإيجابي، مؤكّدًا أن لقاء الثقافات لا يعني ذوبانها، بل احتفاء بها، وتكامل بينها، وبناء لجسور إنسانية تمتد عبر المكان والزمان. aXA6IDEwMy4yMjUuNTMuNCA= جزيرة ام اند امز AU


البوابة
منذ 4 ساعات
- البوابة
ختام فعاليات المسرح المتنقل بمركز شباب كفر محفوظ.. صور
اختتمت فعاليات المسرح المتنقل والذي استمر في الفترة من 20-22 مايو الحالي، بمركز شباب كفر محفوظ – التابع لإدارة طامية الشبابية. وذلك تحت رعاية الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، وبتوجيهات عادل فهمي وكيل الوزارة، وبحضور ياسمين ضياء مدير عام ثقافة الفيوم، وذلك في إطار التعاون المثمر بين المديرية وقصر ثقافة الفيوم. مسرح عرائس وأراجوز بعنوان" الكنز الحقيقي" وشهد الختام عرض مسرح عرائس وأراجوز بعنوان" الكنز الحقيقي"قدمه الفنان اميل الفنس بمشاركة جمال محمد وعدد من الأطفال، تناول العرض عدة موضوعات منها؛ آداب التعامل مع الغير، وإحترام الآخر، وضرورة انتقاء الكلمات لعدم إيذاء الغير، وأهمية التعليم والمعرفة. وأكد أيضا على قيم الشجاعة وتحمل المسئولية، وأن الكنز الحقيقي هو الرحلة وما تعرض له الأراجوز من دروس تعلم منها. فرقة أبوصير الملق للآلات الشعبية أعقب ذلك عرضا فنيا لفرقة أبوصير الملق للآلات الشعبية بقيادة المايسترو ياسر رأفت، قدمت خلاله الفرقة مجموعة من الأغنيات الشعبية التي تنوعت ما بين الأداء الفردي والجماعي منها؛ "احنا الآلات الشعبية"و"بسم الله والصلاة على الزين"،" بين الساقية والآناية"، والموال الشعبي للفنان محمود خضر. كما تضمنت الفعاليات مجموعة من الورش الفنية منها؛ ورشة أشغال يدوية من خيوط المكرمية،تدريب امانى عبد التواب مسئوله الجمعيات، وأخرى للرسم والتلوين نفذتها سناء قناوي مسئولة التمكين الثقافي. تأتي هذه الفعاليات في إطار جهود وزارة الشباب والرياضة لتفعيل دور المسرح المتنقل في نشر الثقافة والفنون بين أبناء المحافظات، وتنمية الوعي الفني لدى النشء والشباب في مختلف مراكز الشباب. كل الشكر والتقدير لمشرف الأنشطة أبو بكر السيد. وجاء ذلك تحت إشراف ومتابعه كلا من: أسامه عيد وكيل المديرية للشباب، وحسين محمود مدير إدارة طاميه الشبابيه، ومحمد علي مدير مركز شباب كفر محفوظ. inbound995867795797331890 inbound7664247447346819500 inbound51926969200661451 inbound1092947378341716996 inbound3688378774454882751 inbound7450842098063177488 inbound5926606901325718585 inbound7686897700500311918 inbound8713707027000639786 inbound5982882152131139832 inbound8551399731464495068 inbound5826538595588583002 inbound4268242519352720101 inbound5815166457503037716 inbound840604036099412164 inbound642580028592887327 inbound975872694878142048 inbound5037948131678565584 inbound2784143227383815418


زهرة الخليج
منذ 5 ساعات
- زهرة الخليج
«متحف زايد الوطني» يعرض عملات إماراتية نادرة
#ثقافة وفنون تعد القطع والعملات الإماراتية التاريخية النادرة، التي يعرضها «متحف زايد الوطني» بالمنطقة الثقافية في السعديات، وثيقة تاريخية بالغة الأهمية، توثق مراحل تطور النظام النقدي في دولة الإمارات، ونموها الاقتصادي. وتمنح العملات القديمة مشاهديها فرصة الاطلاع، عن كثب، على شكل وواقع البنية التحتية المالية لدولة الإمارات، ما يُتيح فهماً أعمق لتاريخ الإمارات، ويُعزز التقدير للنمو المتواصل الذي تشهده الدولة، ودورها البارز في الاقتصاد العالمي اليوم. «متحف زايد الوطني» يعرض عملات إماراتية نادرة ومن العملات، التي يحتضنها «متحف زايد الوطني»، عملة «أبيئيل»، التي تعد مثالاً على أولى العملات المعدنية المسكوكة على أرض الإمارات، وهي مستوحاة من عملة «الإسكندر الأكبر» أواخر القرن الرابع قبل الميلاد، وتتميز بنمط نقوشها، الذي يصور البطل الإغريقي «هرقل» على أحد الوجهين، بينما يصور الوجه الثاني نقشاً لشخصٍ جالس مع حصان. ويحل الحصان، الذي يمثل الرمز المحلي للقوة، محل الطائر الذي كان يظهر بانتظام على عملات «الإسكندر الأكبر»، وتحل كلمة «أبيئيل» الآرامية التي تشير إلى لقب ملكي، محل كلمة «الإسكندر»، التي كانت تكتب باللغة اليونانية. ويعتقد أن بعض هذه المسكوكات صدرت في عهود حكمت فيها النساء، ما يشير إلى التاريخ العريق لتمكين المرأة في دولة الإمارات. كما يضم المعرض، كذلك، العملة الورقية من فئة الدرهم الواحد، ضمن أول إصدار للعملات النقدية في اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد ساهم الدرهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية بالدولة، وحلّ مكان العملات المختلفة، التي كانت مستخدمة في الإمارات السبع، ولا تزال العملة النقدية من فئة الدرهم قيد الاستخدام كعملة معدنية، بينما سحبت العملات الورقية من الفئة نفسها من التداول. «متحف زايد الوطني» يعرض عملات إماراتية نادرة ويحتفي «متحف زايد الوطني»، المتحف الوطني لدولة الإمارات، بتاريخ الدولة العريق وثقافتها وقصصها الملهمة منذ العصور القديمة حتى العصر الحديث، ويسرد سيرة المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. ويقدم المتحف إلى زواره فرصة التعرف، عن قرب، إلى جوانب متعددة من حياة، وإرث وقيم الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بأسلوب قصصي أصيل، إلى جانب تسليط الضوء على تراث الدولة، وعاداتها وتقاليدها، والهوية الوطنية، والتراث الإماراتي، وتاريخ بيئة الأرض، والتبادل الثقافي، من خلال مجموعة من المقتنيات التي تبدو بارزة للعيان. ويولي المتحف اهتماماً خاصاً لبعض العناصر الرئيسية، مستعرضاً قصصاً مستوحاة من مبادئ المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ومنها إيمانه العميق بالتعليم، والبيئة، والاستدامة، والثقافة، والحفاظ على الكرامة الإنسانية، وهي مبادئ تعكس حسه الإنساني العالي، وإيمانه القوي.