
البرنامج التعليمي "رواق المعرفة" من مهرجان أبوظبي
برعاية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الراعي الفخري المؤسس لمهرجان أبوظبي، وتحت رعاية الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، شارك في البرنامج التعليمي المجتمعي من مهرجان أبوظبي 2025، الذي تنظمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، أكثر من 1500 طالب وطالبة من المدارس الحكومية والخاصة ومدارس الشراكات في أبوظبي، ضمن فعاليات معرفية تثقيفية وتوعوية شاملة، في خطوة تعكس التزام المجموعة الراسخ برعاية طاقات الشباب، وصقل مواهبهم، ودعم تطلعاتهم نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
وأكّدت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، على الدور المجتمعي الهام للبرنامج التعليمي ضمن مهرجان أبوظبي، ترجمةً لقيم التماسك والتضامن والاتحاد في عام المجتمع، قائلةً: "يجمعنا عام المجتمع تحت شعار العمل يدا بيد، مخلصين لنهج الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، وعاملين لتعزيز الأثر الإنساني والتكاتف المجتمعي برؤية قيادتنا الرشيدة، في كلّ ما نقدّمه من مبادرات تعزّز المعرفة وتحفّز الفكر الإبداعي الحر والمتجدّد".
وتابعت: "تستهدف مبادرات برنامجنا "رواق المعرفة" طلبة المدارس الحكومية والخاصة ومدارس الشراكات بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم ودائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، مواصلين مسيرة التزامنا المستدام بالاستثمار في الشباب، وتنمية قدراتهم ومهاراتهم، وتمكينهم من تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، من خلال توفير منصات وطنية تجسّد أفكارهم المبتكرة وطموحهم اللا محدود، وتمثّل حاضنةً للإبداع والابتكار، تعمل على تبنّي المواهب الجديدة وتطويرها وإبرازها".
وختمت: "الثقافة هي جوهر هويتنا، وهي أيضًا منبع تطلعاتنا ومن خلالها نتواصل ونتحاور، إنّها ما كان عليه آباؤنا، وما نحن عليه، وما نطمح أن نكونه، إنها تُجسِّد الماضي والمستقبل، في جوهرها، الثقافة هي ما يربطنا جميعًا كإماراتيين، وعرب، وبشر".
ويضمُّ برنامج "رواق المعرفة" أكثر من عشر مبادرات متخصصة، ويعد من الركائز الأساسية لمهرجان أبوظبي منذ انطلاقته، حيث توفر هذه المجموعة المتنوعة من الأنشطة المعرفية التعليمية منصة هامة تمكن الشباب من التعبير عن طموحاتهم في مجالات الثقافة والفنون، وذلك من خلال تنمية روح الابتكار وتعزيز التفكير الإبداعي ورعاية المواهب الواعدة. وينسجم البرنامج مع رؤية أبوظبي 2030 ومبادئ "عام المجتمع" التي تتجسد في تحقيق ازدهار المجتمع وتوفير كافة سبل الدعم لأفراده، ودعم الأسرة وتعزيز التماسك المجتمعي والحفاظ على الإرث الثقافي والقيم الإماراتية الأصيلة، وإعداد المواهب والكوادر الإماراتية وتأهيلها للمستقبل.
ويتماشى شعار مهرجان أبوظبي لهذا العام "أبوظبي – العالم في مدينة" مع روح "عام المجتمع" الذي تحتفي به دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يكرس الشعار قيم الشمول عبر التعليم الثقافي. وقد شارك طلاب من المدارس العديد من الحكومية والخاصة في سلسلة من الأنشطة المتنوعة التي عززت من ارتباطهم بالفنون على امتداد فترة المهرجان. وفي إطار مبادرة "مهرجان في دائرة الضوء"، حضر الطلاب بروفات الفنانين المفتوحة التي أتاحت لهم فرصة استثنائية للاطلاع على العروض العالمية من خلف الكواليس، والتعرف عن قرب على مراحل التحضير الفني. وشهدت هذه المبادرة حضور طلاب من المدارس الحكومية والخاصة لبروفة مفتوحة لأوركسترا اليابان الفيلهارمونية الجديدة، بقيادة المايسترو العالمي يوتاكا سادو، خلال العرض الافتتاحي للمهرجان. وقد رحب معظم فناني مهرجان أبوظبي هذا العام بالطلاب في بروفاتهم، بما في ذلك الثنائي كاتيا ومارييل لابيك، وأوركسترا جامعة كوريا الوطنية للفنون السيمفونية، وفرقة كودو اليابانية، بالإضافة إلى عرض "باليه النجوم".
ومن جهته، قال غرايم كينكيد، مدير أكاديمية المنى البريطانية: "أتاحت لنا الشراكة مع مهرجان أبوظبي فرصاً تعليمية متميزة، كان من أبرزها حضور طلابنا عرض أوركسترا اليابان الفلهارمونية الجديدة. ونتطلع قدماً للمشاركة في الفعاليات المقبلة خلال الفصل الدراسي الثالث، حيث تسهم هذه التجارب الثقافية الغنية في توسيع آفاق طلابنا، وتنمية تقديرهم للفنون والإبداع، بما يعزّز الوعي الثقافي لديهم منذ الصغر".
وامتداداً لرسالة مهرجان أبوظبي في رعاية المواهب المستقبلية، وفّرت مبادرة "العودة إلى المدارس" للطلاب فرصاً متميزة للتواصل والتفاعل مع نخبة من الفنانين العالميين. فقد زار عدد من عازفي أوركسترا اليابان الفلهارمونية الجديدة المدارس خلال شهر فبراير، حيث قدموا تجربة موسيقية تفاعلية أتاحت للطلاب معايشة الفنون عن قرب. كما قام عدد من الفنانين المشاركين في المهرجان ومنهم يامن سعدي، وسارة فرنانديز، ورايلي مولهيركار بزيارات ميدانية إلى المدارس، قدّموا خلالها عروضاً تفاعلية متميزة، أُتيحت فيها الفرصة للطلاب لطرح الأسئلة والمشاركة في نقاشات معمقة حول الفنون وممارستها.
وأتيحت للطلاب خلال ورش العمل الرئيسية للمهرجان فرصة استكشاف مساراتهم الفنية بإشراف نخبة من المبدعين العالميين، حيث شملت ورش عمل مع عازفي التشيللو العالميين كيان سلطاني وبابلو فرنانديز، وجلسة تدريبية مع فنانين من فرقة "باليه النجوم"، بالإضافة إلى جلسة تعليمية فردية جمعت خافيير كامارينا مع طلاب من "جامعة نيويورك أبوظبي" و"المدرسة البريطانية الخبيرات".
ويعدُّ برنامج "القيادات الإعلامية الشابة" أحد مبادرات مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون التي تهدف إلى رعاية المواهب الإماراتية الإعلامية الشابة وتزويد طلاب الجامعات والخريجين الجدد بخبرة عملية ورؤية معمقة للمشهد الإعلامي المحلي والإقليمي والعالمي. وفي إطار هذا البرنامج، توفر مبادرة "استوديو الفنانين" للصحفيين الطموحين فرصة لقاء عدد من أبرز الفنانين، من ضمنهم الموسيقيون من أوركسترا اليابان الفلهارمونية الجديدة، وأعضاء فرقة كودو، وعازف البوق المتألق رايلي مولهيركار. وشهدت الدورة الحالية من المهرجان مشاركة فنانين إماراتيين ناشئين من أوركسترا أبوظبي للشباب على مسرح المهرجان جنباً إلى جنب مع الفنانين العالميين ضمن مبادرة "مبدعو الإمارات على مسرح المهرجان"، ما يعكس التزام مهرجان أبوظبي بدعم ورسم ملامح المستقبل الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وحرص مهرجان أبوظبي على إشراك الجمهور من الفئات العمرية الأصغر سناً من خلال تقديم مجموعة من التجارب التفاعلية المصممة لتناسب طفولتهم، فقد أعادت مبادرة "ورشة الإمارات المسرحية" عرض المسرحية الموسيقية "كتاب الأدغال"، وهو إنتاج مميز للأطفال من سن الرابعة حتى الحادية عشرة، يعرّفهم على عالم المسرح الموسيقي وأجوائه الساحرة.
كما أطلق المهرجان ولأول مرة فعالية "حفلي الموسيقي الأول"، بقيادة موسيقيين من الأوركسترا السيمفونية للجامعة الوطنية الكورية للفنون، والتي أتاحت فرصة المشاركة لأكثر من 15 طفلاً دون سن الثالثة برفقة ذويهم في جلسة موسيقية لطيفة وغامرة هدفت لتعزيز التقدير المبكر للموسيقى ودعم نموهم العاطفي والمعرفي.
ونظم المهرجان برنامج "الحكايات السيمفونية" الذي قدّم للأطفال من سن الثالثة إلى الخامسة مزيجاً فريداً من الموسيقى السيمفونية ورواية القصص والمسرح. وقدّمت أوركسترا جامعة كوريا الوطنية للفنون حفلاً مسائياً للطلاب يوم 18 أبريل 2025، شارك فيه عازفا الكمان هايوون يون وهيونوو كيم، وعازف الكمان يونسو جو، وعازف التشيللو أهيون تشو".
وبالإضافة إلى التجارب التفاعلية القائمة على الأداء، حرص مهرجان أبوظبي على تعزيز النمو الفكري لدى الطلاب. ففي إطار سلسلة الندوات الحوارية من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون - "رواق الفكر"، أتيحت للطلاب فرصة حضور جلسات ولقاءات حوارية لعازفين ومؤلفين موسيقيين وقادة أوركسترا وخبراء عالميين. وشارك 150 طالباً في الجلسة المتميزة التي قدّمها المهندس المعماري الياباني ريكين ياماموتو، الحائز على جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية لعام 2024. كما شارك أكثر من 200 طالب في نقاش حول مسارات العمل في القطاع الإبداعي مع السير كلايف جيلينسون، المدير التنفيذي والفني لجامعة كارنيجي هول.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 14 دقائق
- البلاد البحرينية
أحمد السقا يحسم شائعات الانفصال.. ومها الصغير تردّ
بعد سلسلة من الشائعات التي رافقت علاقتهما الزوجية في السنوات الماضية، أعلن أحمد السقا بشكل مفاجئ انفصاله عن زوجته مها الصغير. وفي تعليقها الأول بعد انتشار الخبر، شاركت مها، عبر إنستغرام آية قرآنية من سورة "يونس" تضمنت : "واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين". منشور مها جاء بعد ساعات من إعلان أحمد عن طلاقهما في بيان مفاجئ، شاركه عبر حسابه الخاص على فيسبوك، وأعلن فيه انفصاله عنها، مثيرا موجة واسعة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي. يذكر أن أحمد السقا تزوج من الإعلامية مها الصغير عام 1999، بعد قصة حب استمرت عدة أشهر، وأثمرت عن 3 أبناء وهم ياسين ونادية وحمزة، وخلال السنوات الماضية طالت السقا ومها الصغير شائعات الانفصال.


البلاد البحرينية
منذ 3 ساعات
- البلاد البحرينية
طلاق أحمد السقا ومها الصغير يثير الجدل بعد زواج 26 عاماً
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية أخباراً حول طلاق أحمد السقا وزوجته مها الصغير، بعد زواج دام قرابة 26 عاماً، وسط تضارب في الأنباء بين التأكيد والنفي من مصادر مختلفة. طلاق أحمد السقا ومها الصغير أثارت صفحة غير موثقة تحمل اسم النجم المصري أحمد السقا على "فيسبوك" جدلاً واسعاً بعد نشرها منشوراً يؤكد طلاق أحمد السقا من زوجته الإعلامية مها الصغير. وحسب المنشور المتداول، فإن الانفصال حدث منذ 6 أشهر، بينما تم طلاق أحمد السقا وزوجته مها الصغير رسمياً منذ شهرين تقريباً. وجاء في المنشور المنسوب للسقا: "عشان الناس اللي بتسأل أنا والسيدة مها محمد عبد المنعم، منفصلين منذ 6 شهور، وتم الطلاق منذ شهرين تقريبا وأعيش حاليا لأولادي وعملي وأصدقائي المقربين، وأمي وأختي، وكل تمنياتي لأم أولادي بالتوفيق والستر." الحسابات الرسمية لم تؤكد طلاق أحمد السقا رغم انتشار الخبر بشكل واسع، إلا أن الحسابات الرسمية الموثقة للفنان أحمد السقا وزوجته مها الصغير على منصات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"إنستغرام" و"إكس" لم تنشر أي تأكيد لـطلاق أحمد السقا، مما وضع علامات استفهام حول صحة المعلومات المتداولة. هذه ليست المرة الأولى التي تثار فيها شائعات حول انفصال الزوجين، حيث سبق وانتشرت أخبار مماثلة في الفترة الأخيرة، خاصة بعد حذف مها الصغير صورها مع السقا من حسابها على "إنستغرام". نفي سابق لشائعات الطلاق جدير بالذكر أن مها الصغير كانت قد نفت في يناير الماضي أنباء طلاق أحمد السقا ومها الصغير، حيث نشرت صورة عائلية تجمعها بزوجها وأبنائهما على "فيسبوك" مع تعليق: "اتقوا الله فينا، لو عندنا حاجة هنطلع نقولها إحنا بنفسنا للناس. بطلوا تعملوا ترندات على حساب الناس." سبب طلاق أحمد السقا ومها الصغير لم يكشف المنشور المتداول عن سبب طلاق أحمد السقا ومها الصغير بشكل واضح، لكنه أشار إلى أن السقا "فوجئ" بقرار زوجته، حيث جاء في المنشور المنسوب له: "أمنياتي لها بالسعادة والنجاح، في قرارها وحياتها اللي فوجئت بها مثلكم، ربنا يسعدها في حياتها المستقبلية واختياراتها." كما قام الحساب المنسوب للفنان أحمد السقا بالتعليق على حساب فتاة تدعى سمر السقا، التي طالبت بالعدول عن قراره بالانفصال عن زوجته، حيث قال: "یا سمر أنا استحملت كتير والملاك بجناحات وال شیطان برضه بجناحات"، وقد أثار هذا الأمر جدلًا واسعًا. زواج أحمد السقا ومها الصغير بدأت قصة زواج أحمد السقا ومها الصغير في 17 نوفمبر 1999، حيث ارتبط النجم المصري بابنة خبير التجميل ومصفف الشعر الشهير الراحل محمد الصغير، وهي إحدى صديقات أخته فاطمة. أثمر زواج أحمد السقا ومها الصغير عن إنجاب ثلاثة أبناء هم "ياسين" و"حمزة" وابنتهما "نادية"، واستمرت العلاقة الزوجية بينهما لمدة تقارب 26 عاماً قبل ظهور أنباء طلاقهما مؤخراً. تم نشر هذا المقال على موقع


الوطن
منذ 15 ساعات
- الوطن
الجدران التي قتلت أمي!
حكى الممثل الهندي جاكي شروف في إحدى المقابلات التلفزيونية قصة عن طفولته الحزينة وفقر عائلته الشديد حينها، وكيف كان ينام هو، وكل أفراد عائلته في غرفةٍ واحدةٍ فقط، قال يحكي بألم كيف كان كُلما سعُل في الليل تسبب سُعاله في سلب النوم من أمه التي كانت دائماً تنهض لتطمئن عليه، وتتأكد أنه بخير، وأنها بدورها كُلما سعُلت يسارع أبوه أو أخوه الصغير لإحضار الماء لها، قال بحزن «كبرت وحققت النجاح وأصبح لدي الكثير من المال، فبنيت جداراً بيني وبين أمي، وأصبحت أمي تمتلك غرفة خاصة بها تنام فيها هانئة بلا صوت سُعالي المزعج طوال الليل، لكن ما حدث أنها في أحد الأيام سعُلت كثيراً وتوفاها الله ولم أعي ما حدث لها إلا في الصباح، قال بحسرة «لو أنني لم ابنِ تلك الجدران لكنت سمعتها وسارعت بأخذها إلى المستشفى، الجدران منحتنا الخصوصية، وحرمتنا أنفاسنا المشتركة» قال بقلبٍ يعتصرهُ الألم «تلك الجداران قتلت أمي».أثرت قصته بي كثيراً، واستوقفتني تلك الكلمات التي كان ينطقها بألم وعينين تملؤهما الدموع، تذكرت كم من المرات كنا نحاول أن نتسلق السلم، فنسقط على الأرض بدل أن نرتقي؛ لأننا أخطأنا عد السلالم، كم مرة ظننا أننا نبني طريقنا نحو تحقيق أحلامنا ونحن في واقع الأمر كنا نبني حواجز تمنعنا من تحقيقها، كم مرة سمعنا النداء، لكننا آثرنا الصمت ظناً منا أننا في الطريق الصحيح، في حين كنا نمشي طريقاً مظلماً مليئاً بالعثرات، نظن أننا على صواب، ونكتشف بعد حين أننا كنا على خطأ.نقف كثيراً حائرين لا نعرف هل نفتح الباب، أو نتركه مغلقاً، وعلى مقدار ما شعرنا من ألم في السابق تتغير قناعاتنا، على سبيل المثال نحن قد نتعرض للكثير من المواقف المؤلمة، ولتلافي الوقوع في الخطأ نلجأ إلى العزلة التي نظن أنها ستحمينا من أن نتعرض لنفس الشعور، لا ندرك إلا بعد فوات الأوان إن قرار العزلة كان حاجزاً لا جسراً، أو كمن يفرح بتلقيه عرض عمل في دولة بعيدة فيغادر أرضه وأهله ظناً منه أنه بذلك سيبني لهم بيتاً وسوراً وحديقة، فيعود بعد سنوات يبحث عن ذلك المنزل فلا يجد من أثره إلا الجدران، ولا يشم من رائحة الحديقة إلا التراب.وفي حياتنا اليومية تأخذنا العاطفة غالباً، وتسيطر على قراراتنا، نغلق باب العقل، ونرتكز على هفوات القلب رغبةً منا في العيش برغد وسلام وطمأنينة نتغافل عن تلك الرسائل الصغيرة، إنها في الغالب رسائل الله لنا بضرورة التأني ليس كل ما هو متاح مقبول قد يتوفر الطعام في الوقت الذي أكون فيه ممتلئاً، وقد ينتهي عندما أجوع.الخلاصة: كثيرة هي الطرقات التي مشيناها ونحن نظن فيها أننا كنا على صواب، في حين أننا كنا على خطأ، دفعتنا رغباتنا في أن نحصل سريعاً على النجاح والمال والشهرة والاستقلالية نحوها، بلا تفكير منا مشيناها لم نتيقظ ولم نسمع نداءات التحذير أغمضنا أعيننا، ولم نقرأ تلك اللافتات التي حذرتنا مراراً أننا أمام جدران ستموت خلفها أحلامنا.