
اقتصاد من أجل البقاء.. مهن جديدة نشأت في غزة بعد الحرب
وطنا اليوم:ألقى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بظلاله الكئيبة على مختلف القطاعات العاملة، حيث فقد الآلاف وظائفهم بعد استهداف الاحتلال جميع مناحي الحياة والمؤسسات، وأصبح كثيرون بلا مصدر رزق، يبحثون بشتى الطرق عن وسيلة للبقاء.
ووفقًا لبيان مشترك صدر عن سلطة النقد الفلسطينية والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد شهد قطاع غزة ارتفاعًا حادًا في معدلات البطالة خلال عام 2024، حيث تجاوزت 80%، مقارنة بـ 53% في عام 2023، كما انخفضت نسبة المشاركة في القوى العاملة إلى 36% بعد أن كانت 40% في العام السابق.
اقتصاد الحرب: ولادة 'اقتصاد البقاء'
يقول الباحث والمختص الاقتصادي في قطاع غزة، رامي الزايغ إن ما يعرف بـ'اقتصاد البقاء' بات السمة الأبرز لاقتصاد قطاع غزة خلال الحرب، نتيجة للظروف القاسية التي فرضتها الحرب المستمرة.
وأوضح الزايغ أن الفلسطينيين لجأوا إلى ممارسة مهن بدائية وبسيطة، بعضها قديم وبعضها مستحدث، وهي ليست ضمن تخصصاتهم أو خبراتهم، وإنما فرضتها الحاجة الماسة وظروف العدوان.
وأكد أن هذه المهن لم تقتصر على فئة بعينها، بل شملت جميع فئات المجتمع، رجالًا ونساء، أطفالًا وبالغين، طلبة وخريجين، عمالًا وفنيين، وحتى أصحاب الشهادات العليا.
مهن فرضتها الحرب: من الحطابين إلى باعة المرق
وبحسب الزايغ، هناك مهن بارزة ظهرت خلال العدوان الإسرائيلي من بين أبرز هذه المهن التي انتشرت بفعل العدوان، الحطّاب، بائعو الأكياس الفارغة، عمال تفريغ المساعدات وتوزيعها وتسليمها، عمال التكايا (المطابخ الخيرية)، صيانة وإصلاح الدراجات الهوائية، صناعة المراحيض البدائية، صيانة البوابير، بيع المياه المثلجة والعصائر الباردة، إصلاح الأحذية القديمة.
من الفقر إلى المجاعة
قبل العدوان، كانت معدلات الفقر في قطاع غزة تتجاوز 63%، أما بعده، فقد تفاقمت الأوضاع لتتعدى مستوى الفقر إلى المجاعة وانعدام الأمن الغذائي، وتشير التقارير إلى تراجع الاستهلاك العام بنسبة 80%، مع معاناة معظم السكان من انعدام الأمن الغذائي.
– مهن غير مألوفة نشأت من رحم الأزمة –
باعة المرق
لجأ بعض الفلسطينيين إلى بيع 'مرق العظام' كبديل للحوم التي أصبحت نادرة وباهظة الثمن، حيث يباع اللتر الواحد بقرابة 1.5 دولار.
'حاجز الدور'
يؤجر بعض الأشخاص أنفسهم للوقوف في طوابير المساعدات أو الصرافات الآلية نيابة عن آخرين مقابل أجر يتراوح بين 10 إلى 30 دولارًا، حسب مدة الانتظار.
'وقيفة المخبز ومراكز التوزيع'
أطفال دون سن الـ18 يشترون الخبز ويعيدون بيعه بسعر أعلى، وقد تصل ربطة الخبز إلى 10 أضعاف سعرها في حال نفادها من السوق.
كما يشتري 'الوقيفة' المواد الإغاثية من مستلمي المساعدات عند مراكز التوزيع، ويبيعونها لاحقًا بأسعار مضاعفة، حيث أصبحوا عنصرًا حاكمًا في تسعير السلع.
تنظيف العملات النقدية
بسبب اهتراء العملة وتكدسها لعدم تجديدها أو استبدالها، ظهر أشخاص يقدمون خدمة تنظيف الأوراق النقدية مقابل نصف دولار للورقة الواحدة.
صانع الخيام
يقوم بعض الحرفيين بصناعة خيام للنازحين مقابل أجور تتراوح بين 50 إلى 100 دولار للخيمة الواحدة، وفقًا لمساحتها وجودتها.
نقل النازحين
وهي مهنة خطرة تُعنى بنقل النازحين من شمال القطاع إلى جنوبه، وتكلف بين 150 إلى 250 دولارًا، باستخدام سيارات أو عربات 'كارو'، رغم المرور بمناطق خطرة قريبة من الاحتلال.
– إحياء المهن المنسية –
ويرى الزايغ أن هذه الأعمال، رغم بدائيتها، أسهمت في إبقاء الفلسطينيين على قيد الحياة وتوفير الحد الأدنى من سبل العيش، واعتبر أن 'اقتصاد البقاء' أصبح دعامة أساسية لاقتصاد الحرب، الذي أصبح يشكل بنية الاقتصاد في غزة.
وأشار إلى أن استمرار الحرب سيُعمق هذا الاقتصاد، ويزيد من المخاطر على مستقبل الاقتصاد الفلسطيني على المدى القريب والبعيد.
وأعادت الحرب إحياء العديد من المهن القديمة التي هجرها الفلسطينيون منذ عشرات السنين، إذ أعادتهم الظروف القاسية عقودًا إلى الوراء، وتميزت هذه المهن بالبساطة، وكونها لا تحتاج إلى أدوات أو خبرات، بل تعتمد على مكونات بدائية تلبي الحاجة الآنية.
ورغم كل شيء، أسهمت هذه المهن في تشكيل الواقع الاقتصادي الجديد لقطاع غزة، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من بنيته، حتى إشعار آخر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
انخفاض أسعار النفط مع تزايد المخاوف بشأن النمو في الولايات المتحدة والصين
#سواليف تراجعت #أسعار #النفط، اليوم الاثنين، بعدما قامت وكالة 'موديز' بخفض التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة وبيانات رسمية أظهرت تباطؤ وتيرة #الناتج_الصناعي ومبيعات التجزئة في #الصين. وبحلول الساعة 09:55 بتوقيت موسكو، جرى تداول العقود الآجلة للخام الأمريكي ' #غرب_تكساس الوسيط' لشهر يونيو المقبل عند 61.98 دولار للبرميل، بانخفاض نسبته 0.82% عن سعر التسوية السابق. فيما تم تداول العقود الآجلة للخام العالمي مزيج ' #برنت ' عند 64.87 دولار للبرميل، بانخفاض نسبته 0.83% عن سعر التسوية السابق. وارتفعت العقود بأكثر من 1% الأسبوع الماضي بعد أن وافقت الولايات المتحدة والصين على وقف مؤقت لمدة 90 يوما لحربهما التجارية مع خفض التعريفات الجمركية على الواردات بشكل حاد. وقالت المحللة البارزة للسوق في 'فيليب نوفا' بريانكا ساشديفا إن خفض 'موديز' للتصنيف الائتماني يثير تساؤلات حول آفاق الاقتصاد الأمريكي، كما تشير بيانات الصين إلى طريق وعر أمام أي تعاف اقتصادي. وأضافت أن خفض تصنيف 'موديز' ربما لا يؤثر على الطلب على النفط بشكل مباشر، لكنه يخلق معنويات أكثر رزانة في السوق. وخفضت وكالة 'موديز' للتصنيف الائتماني يوم الجمعة التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة بسبب تراكم ديون البلاد البالغة 36 تريليون دولار، وهي الخطوة التي قد تعقد جهود الرئيس دونالد ترامب لخفض الضرائب. كذلك أظهرت بيانات رسمية في الصين تباطؤ نمو الناتج الصناعي في أبريل الماضي، رغم أنه لا يزال أفضل حالا مما توقعه خبراء الاقتصاد.


الوكيل
منذ ساعة واحدة
- الوكيل
مدير مياه عجلون: بدء تشغيل بئر كفرنجة الأحد المقبل
الوكيل الإخباري- قال مدير إدارة مياه محافظة عجلون، المهندس مالك الرشدان، إن بئر كفرنجة الجديدة سيبدأ تشغيلها يوم الأحد المقبل، في إطار جهود تعزيز التزويد المائي لعدد من مناطق المحافظة. وأضاف لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن البئر التي حفرت أخيراً ستضخ 100 متر مكعب في الساعة، ما سيسهم في تقليص العجز المائي الحاصل في عجلون، وسيكون لها دور فاعل في تحسين التزويد المائي خلال أشهر الصيف. اضافة اعلان وبيّن أن حاجة المحافظة اليومية من المياه تصل إلى 800 متر مكعب في الساعة، في حين أن الكميات المتوفرة حالياً لا تتجاوز 450 متراً مكعباً. وأوضح أن مشروع الخط الناقل من سد كفرنجة، المتوقع إنجازه عام 2026، سيشكّل تحولاً كبيراً في واقع المياه بالمحافظة، إذ سيوفر كميات كافية من مياه الشرب للمناطق المستهدفة، ويُتيح إعادة توزيع الكميات القادمة من مصادر أخرى لتخدم مناطق إضافية. وبيّن أن المشروع، الذي تبلغ تكلفته 12 مليون دولار، يشمل إنشاء خط ناقل بقطر 12 إنشاً وبطول 16 كيلومتراً، يمتد من محطة التحلية في موقع السد وصولاً إلى منطقة القاعدة في عنجرة، ويضم خمس محطات ضخ موزعة على مساره مروراً بكفرنجة وعين البستان وعنجرة.


رؤيا
منذ 2 ساعات
- رؤيا
ارتفاع أسعار الذهب عالمياً وانخفاض النفط وسط تراجع الدولار
أسعار الذهب: ارتفاع مدعوم بتراجع الدولار شهدت أسواق الذهب والنفط تحركات ملحوظة يوم الإثنين ، حيث ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 1% مدفوعة بتراجع الدولار وتجدد التوترات التجارية، بينما انخفضت أسعار النفط متأثرة بخفض وكالة موديز للتصنيف الائتماني الأمريكي وبيانات اقتصادية صينية ضعيفة. الأداء اليومي: ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1% إلى 3236.63 دولارًا للأونصة، وصعدت العقود الآجلة الأمريكية بنسبة 1.65% إلى 3239.80 دولارًا. أسباب الارتفاع: تراجع الدولار: انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.7%، مما جعل الذهب أكثر جاذبية لحاملي العملات الأجنبية، حيث يُسعر الذهب بالدولار. التوترات التجارية: أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت تهديدات الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الشركاء التجاريين، مما عزز الطلب على الذهب كملاذ آمن. خفض التصنيف الائتماني: أدى قرار موديز بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة بسبب ديونها البالغة 36 تريليون دولار إلى إحجام المستثمرين عن المخاطرة، مما دعم الذهب. السياق الأسبوعي: انخفض الذهب بنسبة 2% يوم الجمعة، مسجلاً أسوأ أسبوع له منذ نوفمبر 2024، بسبب الإقبال على المخاطرة بعد اتفاق تجاري مؤقت بين الولايات المتحدة والصين. تحليل الخبراء: أشار تيم ووترر، كبير محللي السوق لدى كيه سي إم تريد، إلى أن تخفيض موديز ورد فعل السوق أعادا الزخم للذهب، مما يعكس عودة الطلب على الأصول الآمنة. أسعار النفط: انخفاض تحت ضغط بيانات صينية الأداء اليومي: انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.73% إلى 64.94 دولارًا للبرميل. تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.67% إلى 62.07 دولارًا. أسباب الانخفاض: بيانات صينية ضعيفة: أظهرت بيانات رسمية تباطؤ الناتج الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين (أكبر مستورد للنفط)، مما قلل التوقعات بزيادة الطلب. خفض التصنيف الأمريكي: أثر قرار موديز على الثقة في الاقتصاد الأمريكي، مما ضغط على أسعار النفط. عوامل جيوسياسية: ساهمت التوترات بين إستونيا وروسيا بعد احتجاز موسكو لناقلة نفط يونانية في بحر البلطيق في استقرار الأسعار نسبيًا. سياق إضافي: خفض المنتجون الأمريكيون عدد منصات النفط العاملة إلى 473 منصة، وهو أدنى مستوى منذ يناير 2025، مما يعكس تراجع الإنتاج. تأثير العوامل الاقتصادية والجيوسياسية تراجع الدولار: انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.7% دعم أسعار الذهب، لكنه لم يمنع انخفاض النفط بسبب الضغوط الصينية. ارتفع اليورو بنسبة 0.7% مقابل الدولار، مما عزز جاذبية الذهب في الأسواق الأوروبية. التوترات التجارية: تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على كندا، المكسيك، والصين، أثارت مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، مما دعم الذهب وأضر بالنفط. ردت الصين بفرض رسوم مضادة، مما زاد الضبابية في الأسواق. خفض التصنيف الائتماني: أدى قرار موديز إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.48%، مما عكس مخاوف المستثمرين من الدين الأمريكي البالغ 36 تريليون دولار. عزز هذا القرار الطلب على الذهب كملاذ آمن، بينما ضغط على النفط بسبب تراجع الثقة الاقتصادية. بيانات الصين: تباطؤ الناتج الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين أثار مخاوف بشأن الطلب على النفط، رغم أن النمو الصناعي فاق التوقعات قليلاً. أعلن الرئيس الصيني عن سياسات استباقية لتعزيز النمو في 2025، مما قد يدعم النفط مستقبلاً. توقعات أسعار الذهب والنفط في 2025 الذهب: توقعات قصيرة الأجل: يتوقع المحللون استمرار تقلبات الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأمريكية ومحادثات الرسوم الجمركية. توقعات طويلة الأجل: تشير توقعات LiteFinance إلى أن أسعار الذهب قد تصل إلى 3357 دولارًا بحلول نهاية 2025، مع توقعات متفائلة تصل إلى 3720 دولارًا. بحلول 2030، قد يصل إلى 4988-5194 دولارًا. العوامل المؤثرة: التضخم، أسعار الفائدة، وقوة الدولار ستظل حاسمة. انخفاض الفائدة قد يعزز الذهب، بينما استقرار الدولار قد يحد من مكاسبه. النفط: توقعات قصيرة الأجل: يتوقع بنك غولدمان ساكس متوسط سعر 76 دولارًا للبرميل في 2025، مع فائض معتدل في المعروض. توقعات طويلة الأجل: قرارات أوبك بلس بشأن زيادة الإنتاج في يونيو 2025 قد تضغط على الأسعار، بينما تعافي الطلب الصيني قد يدعمها. العوامل المؤثرة: التوترات الجيوسياسية، مثل المحادثات النووية الأمريكية-الإيرانية، ومخزونات النفط الأمريكية ستؤثر على الأسعار. نصائح للمستثمرين الذهب: الاستثمار: استغل التراجعات لشراء الذهب كملاذ آمن، خاصة مع استمرار التوترات التجارية. المراقبة: تابع بيانات التضخم الأمريكية (مثل مؤشر أسعار المستهلكين) وقرارات الفيدرالي بشأن الفائدة. التنويع: ادمج الذهب مع أصول أخرى مثل الفضة (ارتفعت 0.7% إلى 32.50 دولارًا) لتقليل المخاطر. النفط: الاستثمار: كن حذرًا بسبب تقلبات الأسعار الناتجة عن بيانات الصين وتغيرات المعروض. المراقبة: تابع قرارات أوبك بلس في مايو 2025 وبيانات مخزونات النفط الأمريكية. التنويع: استثمر في أسهم شركات الطاقة كبديل للنفط الخام لتقليل المخاطر. وارتفعت أسعار الذهب يوم الإثنين بنسبة 1% إلى 3236.63 دولارًا للأونصة، مدفوعة بتراجع الدولار (0.7%)، وتجدد التوترات التجارية بعد تهديدات ترمب بالرسوم الجمركية، وخفض موديز للتصنيف الائتماني الأمريكي. في المقابل، انخفضت أسعار النفط، مع تراجع خام برنت إلى 64.94 دولارًا وخام غرب تكساس إلى 62.07 دولارًا، متأثرة ببيانات صينية ضعيفة وتراجع الثقة الاقتصادية. يتوقع المحللون استمرار تقلبات الذهب والنفط مع ترقب بيانات التضخم وقرارات أوبك بلس. يُنصح المستثمرون بمراقبة الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية لاتخاذ قرارات استثمارية متوازنة.