logo
مراحل متلاحقة من التطور والإبتكار.. كيف بدأ نظام الويندوز؟

مراحل متلاحقة من التطور والإبتكار.. كيف بدأ نظام الويندوز؟

الرجل٢١-٠٤-٢٠٢٥

من الصعب أن تجد شخصًا لم يستخدم نظام التشغيل "ويندوز Windows" من قبل، إذ يعد هذا النظام جزءًا أساسيًا من حياة معظم مستخدمي الحواسيب المكتبية والمحمولة.
ظهر هذا النظام في أواخر القرن الماضي، تحديدًا في الثمانينيات، ولم يكن يحتاج سوى 1 ميجابايت كمساحة تخزينية فقط، بالإضافة إلى 256 كيلوبايت من الرامات ليعمل بكفاءة!
ظل هذا النظام، الذي ابتكرته "مايكروسوفت Microsoft"، يتطور إلى أن أصبح متربعًا على عرش أنظمة التشغيل في العالم، بواقع أكثر من 1.6 مليار مستخدم نشط في عام 2024، وعليه، كان لزامًا أن نتحدث في سلسلتنا عن كيف بدأ نظام الويندوز؟
ما قبل نظام الويندوز
حاسوب يعمل بنظام DOS - المصدر: Shutterstock
بدأت شهرة "مايكروسوفت" تذيع مع نظام MS-DOS، الذي كان يعمل عن طريق كتابة الأوامر، ما يعني أنه لم يمتلك واجهة رسومية؛ لا صور، لا أيقونات، لا شيء تقريبًا مما نحن مُعتادون عليه حاليًا.
ما قد لا يعرفه البعض، أن "مايكروسوفت" لم تكن هي المطور لذلك النظام، حيث اشترت فكرة نظامٍ مُشابه يُسمى QDOS وطورته، لكن على كلٍ؛ كانت هناك أنظمة بواجهات رسومية في ذلك الوقت، ولعل أشهرهما كانا: Alto من شركة "زيروكس Xerox"، وLISA من "أبل Apple".
مناصرو نظام ويندوز (نظام DOS)، كانوا يطلقون على أنظمة الواجهات الرسومية بالـ "WIMPs"، وهي اختصارٌ لـ "Windows, Icons, Mouse, and pull-down menus"، أي عناصر الواجهة الرسومية كما نعرفها اليوم.
"بيل جيتس"، مؤسس "مايكروسوفت"، كان يرى أن الأنظمة الرسومية هي المستقبل، وقرر تطوير نظام تشغيل جديد يَسهُل على المستخدمين التعامل معه، وليتميز عن المنافسين، قرر جعل هذا النظام أرخص.
ويندوز 1.0 وصدام مايكروسوفت وأبل
في عام 1983، أعلنت "مايكروسوفت" عن أول إصدار من نظام الويندوز؛ Windows 1.0، واقتبست بعض العناصر التي كانت مُرخصة من قِبل "أبل"، وأصدرت النظام رسميًا في عام 1985.
بعد ذلك بثلاث سنوات، وتحديدًا في عام 1988، قاضت "أبل" شركتي "مايكروسوفت" و"أتش بي HP"، واتهمتهما بسرقة عناصر من واجهة المستخدم الخاصة بها دون إذن، مُطالبة بتعويض قدره 5.5 مليار دولار، غير أن المحكمة قضت لصالح "مايكروسوفت" و"أتش بي".
لم يكن إصدار "ويندوز" الأول إصدارًا مستقلًا كما نعهد نُسخ الويندوز اليوم، بل كان كبرنامج يعمل داخل نظام DOS، ويلاحظ أن "مايكروسوفت" تأخرت لمدة سنتين حتى أطلقت الويندوز بشكله الرسمي في الأسواق عام 1985، وهذا جعل الناس يعتقدون أنه مجرد نظامٍ وهمي أو دعاية لشيء آخر.
وكطبيعة الإصدارات الأولى، لم يكن نظام ويندوز 1.0 مستقرًا، ومع ذلك، كان أفضل كثيرًا من نظام الـDOS الذي يعمل بالأوامر، كما أنه احتوى على العديد من العناصر التي نراها اليوم، ونعتمد عليها بشكل أساسي في أجهزة الكمبيوتر، مثل زِر "OK" وأشرطة التمرير.
ويندوز 2.0 والتحسن الملحوظ
في عام 1987، وبعد نجاح الإصدار الأول، أطلقت "مايكروسوفت" الإصدار الثاني من نظام ويندوز، الذي احتوى على مميزات أكثر، وإن كانت شبيهة نوعًا ما بما كان موجودًا بنظام LISA من "أبل".
رأينا للمرة الأولى "لوحة التحكم Control Panel"، ورأينا لأول مرة برامج Excel وWord على الويندوز، هذا وكان النظام قادرًا على دعم "الذاكرة الموسّعة Extended Memory"، مع معالج Intel 80386 الذي كان متطورًا في ذلك الوقت.
لقد أصبحت "مايكروسوفت" أكبر شركة برمجيات في العالم، بالتزامن مع بدأت انتشار أجهزة الكمبيوتر، ولعل ما جعل الكمبيوترات تنتشر هو شيوع أنظمة التشغيل سهلة الاستخدام مثل الويندوز، لا سيما وأن أسعارها أصبحت معقولة نسبيًا.
اقرأ أيضًا: مايكروسوفت تطور مراكز بيانات تحت الماء عبر مشروع ناتيك
ما قبل ويندوز 95
غلاف ويندوز 95 وسط مجموعة من إصدارات الويندوز والأوفيس - المصدر: unsplash
نحن الآن في مطلع العقد الأخير من القرن العشرين؛ حيث أطلقت "مايكروسوفت" الإصدار الثالث من الويندوز، والذي لا يزال يعتمد على نظام DOS، والويندوز الآن يدعم 16 لونًا، ويتضمن ألعابًا مألوفة لنا جميعًا مثل لعبة سوليتير، وغيرها من الألعاب التي تطلبت قوة معالجة أكبر.
كان ذلك في عام 1990، لكن في عام 1993، أطلقت الشركة إصدارًا فرعيًا هو الويندوز 3.1، وأخيرًا، بات بالإمكان تشغيل النظام دون الاعتماد على "الدوس"، الذي تحول بدوره لخدمة متاحة عبر موجّه الأوامر (CMD)، وأعطى هذا الأمر للنظام قوةً أكبر، بالتالي أصبح بالإمكان تشغيل ألعاب وتطبيقات أكثر تطلبًا.
ويندوز 95
في عام 1995 قدّمت "مايكروسوفت" ويندوز 95، والذي يعتقد أغلب الناس أنه أول إصدار للويندوز على الإطلاق، ولا عجب في ذلك، حيث حظي بحملةٍ ترويجية كبيرة، كما كان تثبيته على الجهاز سهلًا للغاية.
ويندوز 98
كسابقه، يدعم ويندوز 98 ميزة التثبيت السريع (Plug and Play) عبر الـUSB، لكنه حقًا إصدار فريد من نوعه، حيث قدّم لنا "شريط المهام Quick Launch taskbar" الذي يوجد بجوار أيقونة "Start"، ويسمح لنا بتشغيل البرامج بسرعة، ولكن المشكلة أن شهرة ويندوز 98 جنت عليه وجعلته هدفًا رئيسيًا للمخترقين، الذين سعوا لإغراقه بالفيروسات والبرمجيات الضارة.
وقبل أن ننتقل للحديث عن الإصدار القادم، دعونا نُخبركم بأن ويندوز 98 قدّم لنا المتصفح الأيقوني Internet Explorer، وذلك لأنه كان أول إصدار يدعم تقنيات الإنترنت، وبالمناسبة، قاضت وزارة العدل الأمريكية شركة "مايكروسوفت" بسبب هذا المتصفح الأسطوري، واتهمتها بمحاولة الاحتكار والسيطرة على المتصفحات بطريقة غير عادلة.
ويندوز XP
الخلفية الأيقونية لويندوز XP - المصدر: Unsplash
قبله كان يوجد نظام Windows ME (Millennium Edition)، لكنه لم يكن مستقرًا، وكان يعتمد على الكود الأساسي الخاص بويندوز 95.
ظهر ويندوز XP في عام 2001، وكان أول نظام تشغيل مبني على نواة Windows NT، وموجه للمستخدمين العاديين، وقبل ويندوز XP، كانت الأنظمة المبنية على هذه النواة موجهة أكثر للشركات والسيرفرات وما إلى ذلك، لكن إصدار الـXP غير هذا.
أتى ويندوز XP بتحسينات كبيرة في الواجهة، التي أصبحت أكثر حيوية، كما أصبح أكثر استقرارًا بكثير عن سابقه، ومع الوصول لهذا المستوى المتطور -حينها- من الويندوز ووصول واجهة DirectX، أنهت "مايكروسوفت" إمكانية اللعب على نظام DOS.
جديرٌ بالذكر أن ويندوز XP كان أول ويندوز يدعم نظام 64 بت، لكنه لم يعمل جيدًا، حيث كان يفتقر إلى الدعم الكافي.
ويندوز فيستا
امتلك نظام "فيستا Vista" (صدر عام 2006) مظهرًا مثيرًا للاهتمام، لكن على ما يبدو أن هذا أتى على حساب الأداء، حيث كان النظام يحتاج بعض الوقت ليُقلع.
وبشكلٍ عام، لم يحظ فيستا بالمكانة التي كانت تتوقعها "مايكروسوفت" أو المستخدمون، وهذا اتضح في خسارة الشركة لبعضٍ من أسهمها لصالح أنظمة "أبل" وأنظمة "لينكس" السريعة والعملية جدًا.
من ويندوز 7 إلى ويندوز 11
ويندوز 11 - المصدر: Shutterstock
نظرًا لأن معظم من يقرأون هذا التقرير استخدموا جميع أنظمة ويندوز، بدايةً من ويندوز 7 وحتى ويندوز 11، أو على الأقل نظام واحد منهم، قررنا أن نجمعها في نفس المساحة.
الاختلاف الأكبر بين ويندوز 7 (صدر عام 2007) وويندوز فيستا، تمثل في سرعة الإقلاع وتحسن الأداء والاستقرار بشكلٍ عام، لقد حظينا بواجهةٍ جديدة، وإصدار Internet Explorer 8، ودعم أفضل بكثير لنظام 64 بت، والمزيد من مميزات DirectX، وغيرها من الخصائص التي جعلت ويندوز 7 الأعظم في التاريخ بالنسبة للكثيرين.
أما ويندوز 8 (صدر عام 2012)، وويندوز 8.1، فأتيا أيضًا بتحسينات واضحة، خاصة على مستوى معالجة الأنوية المتعددة Multicore processing، والتعامل مع أقراص الـSSD وشاشات اللمس، وغيرها.
لم نحصل على ويندوز 9، حيث ذهبت "مايكروسوفت" مباشرةً إلى ويندوز 10 (صدر عام 2015)، الذي يُصنّفه الكثيرون أيضًا كأفضل نظام تشغيل على الإطلاق، نظرًا للمميزات العديدة التي أتى بها، والشيء نفسه يمكن أن نقوله بالنسبة لويندوز 11 (صدر عام 2021)، حتى وإن كان لا يعمل على العديد من الأجهزة نظرًا لمتطلبات تشغيله الخاصة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذكاء الاصطناعي يعيد رسم عقولنا وحياتنا... فما الذي يستحق تعلمه؟
الذكاء الاصطناعي يعيد رسم عقولنا وحياتنا... فما الذي يستحق تعلمه؟

Independent عربية

timeمنذ 7 ساعات

  • Independent عربية

الذكاء الاصطناعي يعيد رسم عقولنا وحياتنا... فما الذي يستحق تعلمه؟

أكبر كذبة سمعتها من مدرس طوال سنوات دراستي هي ضرورة أن أتقن خطوات القسمة المطولة، في الواقع نشأ جيل كامل من التلاميذ على هذا الاعتقاد الخاطئ، انطلاقاً من فكرة مغلوطة مفادها بأننا حينما نكبر لن نجد في متناولنا آلات حاسبة. آنذاك، كان ضرباً من خيال أن نتصور أننا جميعاً سنحمل في جيوبنا يوماً ما جهازاً ليس آلة حاسبة إلكترونية فحسب، بل يكتنز في قلبه كل المعرفة التي بلغها الإنسان. هكذا، عند ظهور الهواتف الذكية المحمولة وضعت معظم الرياضيات التي تعلمتها أيام الدراسة في تسعينيات القرن الـ20 وأوائل الألفية الثانية في زاوية منسية من ذاكرتي، التي لم أعد أفتش فيها أيضاً عن تواريخ الأحداث الكبرى ولا الظواهر الجغرافية والمعادلات العلمية، من دون أن يطرح ذلك أدنى ثأثير في مجريات حياتي اليومية. ولكننا اليوم أمام تكنولوجيا جديدة لا تكتفي بتحديد ما ينبغي لنا اكتسابه من معارف ومهارات، بل تتجاوز هذه الحدود إلى إعادة تشكيل الطريقة التي نتعلم بها في حد ذاتها. الجيل الأحدث من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، من قبيل "تشات جي بي تي" ChatGPT و"جيميناي"Gemini وروبوت الدردشة الصيني "ديب سيك" DeepSeek، يزيح عن كاهلنا عبء إتمام الواجبات المنزلية التقليدية، إذ يسعه أن يكتب مواضيع جديدة تماماً، أو أن ينجز أوراق العمل في غضون ثوان معدودة. في إعلان حديث لتطبيق الكتابة والتحرير الذكي "غرامرلي" Grammarly، ظهر تلميذ يتخبط في أداء واجباته المدرسية، ولكن ما إن يكتشف الأداة الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حتى يعلق بدهشة: "يا إلهي، إنها تشبهني، ولكنها أفضل". وفيما يسارع المعلمون إلى دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في فصولهم الدراسية، ووضع صياغة جديدة للمناهج الدراسية بما يتلاءم مع هذا التحول الجذري، يرتفع صوت بعض الفلاسفة وعلماء المستقبليات مطالبين بإعادة كتابة المناهج الدراسية من أساسها. وفق عدد متزايد من مؤيدي المقترح القائل بإعادة تعريف التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي، من الأجدر أن يتحول التركيز إلى تعزيز التفكير النقدي والمنطق والاستدلال. فمن دون هذه المهارات، يلوح في الأفق خطر الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي. إذا كانت أدوات مثل "تشات جي بي تي" تتولى جميع المهمات التي تتطلب الاستدلال والتفكير، وتحتفظ بالحقائق التي كنا نضطر إلى حفظها عن ظهر قلب في الماضي، فإننا نواجه خطر إصابة أدمغتنا بالضمور نتيجة قلة الاستخدام. في وقت سابق من العام الحالي، وجد باحثون في "مايكروسوفت" و"جامعة كارنيغي ميلون" في الولايات المتحدة أن الاعتماد المكثف على تقنيات "الذكاء الاصطناعي التوليدي" generative AI الذي يتميز بقدرته على إنشاء محتوى بناء على البيانات التي تدرب عليها مثل "تشات جي بي تي" يتسبب في فقدان العمال مهارات أساسية من قبيل الإبداع، والحكم السليم، وحل المشكلات. وذكر الباحثون في دراسة عرضت تفاصيل نتائجهم: "استخدام هذه الأشكال من التكنولوجيا بشكل غير سليم، يقود، بل إنه يقود فعلاً، إلى تدهور القدرات المعرفية والإدراكية [من تفكير وتحليل واستدلال...] التي ينبغي الحفاظ عليها من أي اندثار". وجدت دراسة نهضت بها "مايكروسوفت" و"جامعة كارنيغي ميلون" أن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي سيقود إلى "تدهور القدرات المعرفية" (حنا بركات صندوق كامبريدج للتنوع / صور أفضل بالذكاء الاصطناعي ) في الحقيقة، تتلخص إحدى أبرز مفارقات الأتمتة الذكية في أن إيكال المهمات الروتينية إلى الآلات، وترك معالجة الحالات الاستثنائية أو غير المعتادة للمستخدم البشري، يحرم الأخير من فرص يومية تسهم عادة في تنمية مهارات التقدير السليم لديه، وتعزيز اتخاذ القرارات الصائبة، إضافة إلى تطور قدراته الإدراكية. حتى أن أثر الذكاء الاصطناعي بات ينعكس في طريقة استخدام الناس له على وسائل التواصل الاجتماعي. مثلاً، اجتاح هذه المنصات أخيراً "ترند" يظهر المستخدمون فيه وقد وقفوا أمام مرآة وأمسكوا غرضاً ما [جهاز تحكم بالتلفزيون مثلاً] بعدما وضعوا قبالتها ورقة أو قطعة قماش تحول دون انعكاس صورة الغرض في المرآة، ثم يصورون المشهد من زواية محددة مرفقين الفيديو بتعليق ساخر يقول: "كيف للمرآة أن تكشف عن الغرض المخفي؟" [المغزى من هذا هو تسليط الضوء على كيفية تفاعل الناس مع التكنولوجيا والفيزياء في حياتهم اليومية، وكيف يمكن أن تؤدي المفاهيم الخاطئة أو عدم الفهم الكامل إلى تفسيرات خاطئة أو مدهشة للظواهر البسيطة]. وفي عشرات التعليقات على مقطع فيديو نشر أخيراً على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، أشار المستخدمون إلى "غروك" Grok، علماً أن الأخير روبوت محادثة مدعوم بالذكاء الاصطناعي أنشأته شركة "إكس أي آي" (xAI) التابعة لإيلون ماسك، وسألوه كيف أمكن للمرآة أن تكشف عن الغرض المخفي. قدم الروبوت الإجابات المطلوبة، من دون أن يضطر المستخدمون إلى شحذ أدمغتهم أو استدعاء أي معارف أساسية. وفي المستقبل الأبعد، ربما تحملنا أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة على أن نتعلم من جديد كيف نعيش في عالم تنتفي فيه معظم المهمات الموكلة إلى البشر بعد أن تتولاها الآلات المؤتمتة. البروفيسور السويدي في "جامعة أكسفورد"، نيك بوستروم، المعروف بتحذيره العالم من الذكاء الاصطناعي المنفلت العقال في كتابه الصادر عام 2014 بعنوان "الذكاء الخارق" Superintelligence، تناول هذه القضية من زاوية جديدة في أحدث مؤلفاته بعنوان "اليوتوبيا العميقة: الحياة والمعنى في عالم اكتملت فيه الحلول" Deep Utopia: Life and Meaning in a Solved World. وفيه، تخيل مستقبلاً قريباً تنجز فيه أنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتات مختلف المهمات بكفاءة تضاهي أداء البشر. وكتب بوستروم: "بدلاً من تأهيل الأطفال كي يغدوا في المستقبل عمالاً منتجين اقتصادياً، علينا تنشئتهم على أن ينعموا بعيش ملؤه والرضا والتطور الذاتي. أشخاصاً يمتلكون مهارات عالية في فن الاستمتاع بالحياة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضاف: "ربما يشمل ذلك إتقان فن الحوار، وتنمية الذائقة تجاه الأدب والفن والموسيقى والدراما والسينما، والتأمل في جمال الطبيعة وعفوية البرية، وتعزيز روح المنافسة الرياضية. ومن المجدي أيضاً أن نتعلم تقنيات التأمل واليقظة الذهنية، وأن نفسح المجال أمام ممارسة الهوايات والإبداع وروح اللعب والمقالب الذكية والألعاب، لا بوصفها مجرد تسلية بل كمجال للإبداع والتجريب والمشاركة. كذلك علينا ألا نغفل عن تنمية متعة التذوق وتهذيبها، وترسيخ الحس الجمالي الرفيع، وأخيراً أن نقدر رابطة الصداقة ونحتفي بها". في حديثه لـ"اندبندنت" العام الماضي، وصف البروفيسور بوستروم هذه الاحتمالات بأنها "احتمالات مستقبلية جذرية"، وذلك عندما نصل إلى مرحلة تكتمل فيها الحلول لكل مشكلات اليوم، وتحال فيها مسؤولية التقدم المستقبلي إلى أجسام وأدمغة اصطناعية. "عندها، ربما يبتعد المجتمع عن التركيز على الكفاءة والفائدة والربح، ويتجه نحو "التقدير والامتنان والنشاط الذاتي واللعب"، يقول البروفيسور بوستروم. هكذا، سينصب تركيزنا على تعلم مهارات بدنية، أو حتى ألعاب استكشفها الذكاء الاصطناعي منذ زمن بعيد. فقد أتقنت هذه الأنظمة الشطرنج منذ 30 عاماً، ومع ذلك ما زلنا نرغب في ممارسة هذه اللعبة. تتفوق أجهزة الكمبيوتر على أبطال البشر في الشطرنج منذ أن ألحق حاسوب "ديب بلو" من تصميم شركة "آي بي أم" الهزيمة بمنافسه البطل الروسي غاري كاسباروف، واقتنص النصر قبل نحو 30 عاماً، ولكن حتى الآن ما زال الناس يستمتعون بلعب الشطرنج ومشاهدته. وعلى نحو مماثل، إذا صار الذكاء الاصطناعي متفوقاً في المعرفة، فسنظل نستمتع باكتسابها. مفاد ذلك بأنه حتى في هذا السيناريو المستقبلي، يظل للتعلم مكانته الخاصة ومقامه الأصيل. كتب البروفيسور بوستروم في كتابه "اليوتوبيا العميقة": "أعتقد أن الشغف بالتعلم يضفي عمقاً ومعنى كبيرين على حياة تغلب عليها ثقافة الترفيه. إنه انفتاح العقل على ميادين العلوم والتاريخ والفلسفة، من أجل الكشف عن السياق الأوسع للأنماط والمعاني التي تتجسد في نسيج حياتنا". يعيد هذا الكلام صدى مشاعر مماثلة عبرت عنها السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة والناشطة إليانور روزفلت قبل نحو قرن من الزمن، التي شددت على القيمة الجوهرية للتعلم، مؤكدة أنه ليس مجرد وسيلة لبلوغ غاية، بل غاية في حد ذاته. وقالت مشيرة إلى أنه لا شيء يفوقه أهمية: "التعلم هو الأساس، التعلم والعيش".

«قوقل»: إضافة ميزة الدبلجة الصوتية الفورية إلى Meet
«قوقل»: إضافة ميزة الدبلجة الصوتية الفورية إلى Meet

عكاظ

timeمنذ 9 ساعات

  • عكاظ

«قوقل»: إضافة ميزة الدبلجة الصوتية الفورية إلى Meet

تابعوا عكاظ على أضافت قوقل خلال مؤتمرها السنوي I/O 2025 ميزة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تتيح لمستخدمي خدمة الاجتماعات والمكالمات عبر الإنترنت Google Meet الحصول على ترجمة صوتية فورية، ما يسهل التواصل بين المستخدمين ذوي اللغات المختلفة في الاجتماعات والمكالمات. وتعتمد الميزة الجديدة على نموذج Gemini لتقديم ترجمة صوتية تحاكي صوت المتحدث الأصلي ونبرته وتعبيراته، لتبدو كأنها صادرة عنه مباشرة. وفي العرض التوضيحي الذي قدمته قوقل ظهر مستخدم يتحدث الإنجليزية في أثناء مكالمة مع مستخدم آخر يتحدث الإسبانية، وبمجرد تفعيل ميزة الترجمة بدأت خدمة Meet دبلجة الحديث تلقائياً إلى الإنجليزية مع الحفاظ على تفاصيل الصوت الأصلية. وتُعد هذه الخطوة منافسة مباشرة لميزة مماثلة أعلنتها مايكروسوفت في وقت سابق من هذا العام لمنصة Teams، ما يعكس السباق المتزايد بين الشركتين في مجال تحسين أدوات العمل التعاوني. وفي المرحلة الحالية، تدعم الميزة الترجمة بين الإنجليزية والإسبانية فقط، لكن قوقل تخطط لإضافة دعم كلٍ من الإيطالية والألمانية والبرتغالية خلال الأسابيع القادمة، وفقاً لما أعلنته خلال المؤتمر. أخبار ذات صلة وبدأ طرح الميزة تدريجياً لمشتركي الخدمة، ومن المنتظر وصولها إلى المؤسسات والشركات في وقت لاحق من العام الحالي. ويتوقع أن تُحدث هذه الميزة الجديدة تأثيراً كبيراً في طريقة عمل الفرق المتعددة الجنسيات والشركات ذات الانتشار العالمي، إذ ستسهم في إزالة أحد أكبر العوائق أمام التواصل الفعّال، وهو اختلاف اللغة، كما ستسمح للجميع من مختلف الخلفيات اللغوية بالمشاركة بثقة أكبر في النقاشات واتخاذ القرارات. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}

مايكروسوفت تعين مديرًا سابقًا في فيسبوك على رأس وحدة CoreAI
مايكروسوفت تعين مديرًا سابقًا في فيسبوك على رأس وحدة CoreAI

الرجل

timeمنذ يوم واحد

  • الرجل

مايكروسوفت تعين مديرًا سابقًا في فيسبوك على رأس وحدة CoreAI

كشفت شركة مايكروسوفت عن خطوات جديدة لإعادة تشكيل طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، عبر تعيين المدير السابق في ميتا، جاي باريك، على رأس وحدة CoreAI الجديدة. يأتي ذلك في إطار سعي الشركة لتطوير وكلاء ذكاء اصطناعي قادرين على تنفيذ المهام البشرية بكفاءة متزايدة، ضمن ما وصفه الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا بـ"المرحلة التالية من مايكروسوفت". رؤية إنتاجية جديدة وفقًا لموقع "businessinsider"، يسعى باريك إلى تحويل CoreAI إلى "مصنع للوكلاء"، على غرار حلم بيل جيتس القديم بـ"مصنع البرمجيات"، ويهدف هذا النهج إلى بناء منظومة تطوير متكاملة لإنتاج وكلاء ذكاء اصطناعي مدمجين في الأدوات اليومية للمطورين والمستخدمين. اقرأ أيضًا: مهندس سابق في مايكروسوفت يكشف أسرار مقابلات التوظيف الناجحة أظهرت الوحدة الجديدة نتائج مالية وتشغيلية مبكرة، من بينها تأثير إيجابي على تكلفة البضائع المُباعة بقيمة 337 مليون دولار منذ يناير، بفضل منصة Foundry للذكاء الاصطناعي. كما أبرمت الشركة اتفاقًا مع شركة Harvey AI بقيمة 150 مليون دولار لاستخدام خدمات Azure، ونجحت في نشر 5,000 ترخيص من أداة GitHub Copilot في شركة Fidelity. انفتاح أكبر على العملاء كما أطلق باريك أيضًا، جلسات مراجعة دورية لكل حادث تقني مهم، وأوصى بإنشاء "حلقة تعلّم" بعد كل إطلاق منتج أو اجتماع داخلي لتعزيز نقل المعرفة، وتقليص التكرار في الأخطاء. يسعى باريك إلى ترسيخ ثقافة تشاركية قائمة على تبادل الآراء بين الفرق وتوسيع نطاق الرؤية، حيث قال: "نبني القدرة على رصد الأنماط، لا مجرد ترقيع المشكلات المؤقتة… وهذه نقلة نوعية في طريقة عملنا داخل مايكروسوفت".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store