logo
ضيفٌ نحبه كثيرًا

ضيفٌ نحبه كثيرًا

جريدة الرؤية٢٦-٠٢-٢٠٢٥

سارة البريكية
sara_albreiki@hotmail.com
يفصلنا يومان فقط عن ضيف نحبه كثيرًا، يزورنا في العام مرة واحدة، وبصراحة قد طال الشوق إليه وحن القلب عليه؛ فهو ضيف عزيز يملأ البيوت بالسكينة والأُلفة والمحبة، التي قد تكون غائبة أغلب أيام العام؛ لما على أفراد الأسر من انشغالات والتزامات، وأحيانا يصبح التجمع مع العائلة أمرا بعيدا لكثرة متطلبات الحياة وظروفها الاجتماعية والمادية والاقتصادية وتغير الحياة بشكل عام؛ فالبعض يعمل في منطقة بعيدة عن المنزل ولكن يختار هذا الوقت ليجتمع مع الأسرة من خلال أخذ إجازات معينة والاستمتاع بجو الهدوء والأجواء العائلية والطقوس الرمضانية الجميلة.
نعم.. إنه شهر رمضان الفضيل، ذلك الضيف الكريم الضيف الجميل الذي ننتظره كل عام والذي نسأل الله أن يجمعنا به لا فاقدين ولا مفقودين اللهم آمين.. يطل علينا شهر الخير والمحبة راسما لنا معنى ونموذجا للصبر والتحلي بأسمى الأخلاق الطيبة والمعاني الرائعة، ويضرب لنا أمثلة في الخير والبركة وكيف أنه فعلا شهر مبارك، ففيه تزداد الزيارات العائلية وتكثر الولائم الرمضانية وغالبا وفي كل بيت هناك طقوس معينة في الإفطار والعشاء والسحور تقوم بها الأسر.
من هنا أوجه لكم نداءً لعل هناك من يسمع ويعي ويفهم بأنه شهر مخصص للعبادة والصدقة شهر تتنزل فيه الرحمات ويحبب فيه الدعاء وقراءة القرآن الكريم وبه صلاة التراويح والشفع وقيام الليل. شهر لو قيس بكل الشهور لارتفعت كفته؛ لأنه عظيم الأجر والثواب كثير البركة والخير ويجب علينا أن نستغله الاستغلال الأمثل وأن نكون في سباق لتحصيل أعلى الدرجات ففي هذا فليتنافس المتنافسون، ففيه تجارة عظيمة لن تبور. لذا.. فلنشمر عن ساعد الجد ولنجهز أنفسنا لدخول السباق مع أنفسنا؛ فالنفس هي الأمارة بالسوء، وهي أيضًا الأمارة بالخير؛ لذلك يجب التعامل معها جيدا وضبطها جيدًا.
إن كثرة التبذير وعدم التركيز في المشتريات وشراء السلع بدون حاجة والتباهي بالمشتريات وأخذ الذي لا تحتاجه بغرض المباهاة هو أمر غير مقبول البتة، وأيضا الإسراف في الطعام والشراب ورمي الطعام بعد الإفطار والولائم بكميات كبيرة خارج المنزل في حاويات القمامة هو أمر سيحاسبنا به الله بلا شك وأيضا التقليد الأعمى الذي نراه اليوم (غبقة فلان) و(غبقة فلانة) والمظاهر الخادعة والاجتماعية بحجة التصوير والاشتهار على حساب الدين والقيم والعادات والتقاليد والمصيبة الأكبر أولئك الذين يقبلون على أنفسهم حضور مثل هذه التجمعات غير المرغوب فيها، والذي تضخ فيها أموال كثيرة كان من الأجدر صرفها على الفقراء والمساكين وأبناء السبيل والمحتاجين من المواطنين والمقيمين على حد سواء، أتمنى الحد من هذه الظاهرة الغبية والعادة التي لا ينبغي لنا نحن كعمانيين الانخراط فيها لما لها من أضرار ومضيعة للوقت والجهد والمال الذي يجب أن يكون في ميزان حسناتنا وليس في ميزان سيئاتنا وأن نقف وقفة جادة وصادقة في كل من تسول له نفسه ممارسة هذه الأفعال والتبذير بحجة (الشو) وأنا فعلت وأنا عملت وأهلا بكم في غبقة فلانة وفلان.
إن شهر رمضان شهر كريم ويجب على الحكومة النظر بحال المعسرين وصرف منح إضافية لهم ولا ننسى الأسر المتعففة بأغلب البيوت حالها المادي في تدهور كبير في ظل كثرة الباحثين عن عمل وزيادة المصاريف على الأب لكون أولاده الكبار والخريجون لا يعملون كي يتشاركون معه العطاء، ولو تمنينا أمنية أنه يتم صرف معونة لكل باحث عن عمل في هذا الشهر الفضيل وفي الأعياد والمناسبات لخفف هذا الأمر الكثير عليهم وعلى ولي أمرهم الذي أنهكته السنين.
دعوة وهمسة في أذن البعض، نقولها إن رمضان شهر العبادات والطاعات والتقرب من الله، وعلينا عدم الانشغال عنه وتضييع الأوقات في التسوق وإعداد الطعام، ويجب علينا الأخذ بالاعتبار أنه من أسباب البركة في البيت إفطار الصائمين؛ ومن الجميل أن تأخذ وجبة واحدة للمسجد المجاور أو لأحد العمال القريبين وإدخال السرور في قلبه ليدخل الله السرور والبهجة في قلوبنا جميعًا.
ختامًا.. لنحمد الله العلي القدير الذي جعلنا نعيش لهذا الوقت لنعيش رمضانًا آخر من العمر ونتقرب به أكثر، وكل عام ومولانا جلالة السلطان المفدى -أبقاه الله- بألف خير، ورحمة الله على فقيدنا السلطان الخالد الذِكر قابوس بن سعيد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"تعليمية الداخلية" تكرّم 180 مجيدًا في حفظ القرآن وإتقان تلاوته
"تعليمية الداخلية" تكرّم 180 مجيدًا في حفظ القرآن وإتقان تلاوته

عمان اليومية

timeمنذ 19 ساعات

  • عمان اليومية

"تعليمية الداخلية" تكرّم 180 مجيدًا في حفظ القرآن وإتقان تلاوته

"تعليمية الداخلية" تكرّم 180 مجيدًا في حفظ القرآن وإتقان تلاوته حظي 180 طالبًا وطالبة من مدارس محافظة الداخلية، من حفظة القرآن الكريم وأصحاب التلاوات الحسنة، بتكريم من تعليمية المحافظة نظير ما قدّموه من مستويات مشرّفة في المسابقات التي نظّمتها الوزارة والمديرية خلال العام الدراسي الحالي، حيث أقامت المديرية ممثلة بوحدة إشراف التربية الإسلامية احتفالية بفرع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، برعاية سعادة الشيخ أحمد بن سعود بن سعيد السيابي، الأمين العام بمكتب الإفتاء. وشهد الحفل تقديم نماذج من التلاوات والمحفوظات من طلبة المحافظة الفائزين، إلى جانب أوبريت "القرآن منهج حياة" من أداء طلبة مدرسة حي التراث، وقصيدة شعرية بعنوان "القرآن نورٌ يتلألأ"، كتبها وألقاها خلفان بن سالم بن علي البوسعيدي، مشرف التربية الإسلامية. وأكد أحمد بن عبدالله بن هلال التوبي، المدير المساعد بدائرة الإشراف التربوي للإشراف الفني، أن المسابقة تحظى باهتمام كبير من المديرية، مشيرًا إلى أن التكريم دليل على حرص المسؤولين على صقل مواهب الطلبة وتنمية مهاراتهم، من خلال دعم مستمر لمسابقة القرآن الكريم بقسميها: حفظ القرآن الكريم، وإتقان التلاوة والصوت الحسن، وأشاد التوبي بجهود المشرفين التربويين، وإدارات المدارس، والمعلمين والمعلمات، وأولياء الأمور في متابعة الطلبة وتوفير البيئة الداعمة لهم خلال فترة المسابقة. وبيّن التوبي أن عدد المشاركين هذا العام في المسابقة تجاوز 650 طالبًا وطالبة من مختلف مدارس المحافظة الحكومية والخاصة، حيث خضع 180 منهم للتصفيات النهائية، وتأهل 13 طالبًا وطالبة على مستوى الوزارة. كما تنافس في المسابقة المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية والبصرية والفكرية ما يقارب 20 طالبًا وطالبة، تأهل منهم 16 للمنافسات الوزارية. واختُتم الحفل بتكريم الطلبة المجيدين، إلى جانب تكريم 60 معلمًا ومعلمة شاركوا في مسابقة حفظ القرآن للمعلمين، و19 مدرسة تأهل طلبتها على مستوى الوزارة، فضلًا عن تكريم اللجان الفنية والمؤسسات الداعمة والمساندة.

حين يعلو صوت الحنين
حين يعلو صوت الحنين

جريدة الرؤية

timeمنذ 3 أيام

  • جريدة الرؤية

حين يعلو صوت الحنين

سهام بنت أحمد الحارثية harthisa@ الفقد ليس لحظة، بل عمرٌ جديد يبدأ دون من نحب... هو الامتحان الأعظم الذي تواجهه الأرواح، حين تُنتزع قطعة منها لا تُعوّض، ويرحل من كان ظلًا وسندًا ودعاءً لا ينقطع، وفي هذا المقام المهيب، وقفت السيدة الجليلة عهد بنت عبدالله البوسعيدية حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها-، تكتب بالكلمات ما تعجز عنه الحواس، وتُسطّر من الحزن ما لا تبلغه الدموع، مودّعة والدتها المرحومة السيدة خالصة بنت نصر البوسعيدي، التي ارتقت روحها إلى بارئها، وخلّفت في القلب فراغًا لا يملؤه سوى الرجاء. إنه فقد الأم… ذلك النوع من الرحيل الذي لا يُعلّم، ولا يُدرّب عليه الإنسان؛ بل يسكنه بغتة، كزلزال لا ينذر، ويقلب تفاصيل الحياة رأسًا على عقب، حين تغيب الأم، يغيب الأمان، ويغيب ذاك الحضن الذي وإن طال البعد عنه، يكفي أن نعلم بوجوده.. ويغيب الدعاء الصادق الذي يسبقك في كل صباح ومساء، دون أن تدري. لكن السيدة الجليلة لم تكتب من حطام الحزن؛ بل من نور الإيمان.. كتبت من مقام الرضا، لا الانكسار، ومن قمة الصبر، لا هوة الألم، واجهت الفقد بالكلمة، وسلّحت قلبها بالدعاء، وفتحت دفاتر البرّ، وقرأتها على الله، تسأله أن يُجزل الجزاء، ويعلي المقام، ويرزقها اللقاء. لقد كتبت عن والدتها لا لتُرثيها؛ بل لتشهد لها، لتُخبر الدنيا أن هذه الروح التي مضت، لم تكن كأي روح.. كانت يدًا خفية في الخير، وصوتًا لا يُسمع لكنه يصل، ووجهًا باسمًا في زمنٍ شحيح بالطيبة… كانت من أولئك الذين يمشون على الأرض في هدوء، لكن أثرهم لا يغيب، وسيرتهم لا تُنسى. واجهت السيدة الجليلة فداحة الفقد كما لا يفعل كثيرون؛ لم تتكئ على الحزن؛ بل على الذكرى الطيبة، ولم تنهَر أمام الموت، بل رفعت بصرها نحو السماء، وقالت: " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ". في كلماتها عزاء لكل من فقد، ولكل قلبٍ انفطر على رحيل أم، ولكل نفسٍ تبحث عن عزاء لا يأتي من الناس، بل من الله وفي كلماتها درس أن الفقد لا يُواجه بالبكاء فقط، بل بالتسليم، وأن الوفاء لا يكون بالنداء، بل بالدعاء، وأن الكلمة إذا خُطّت بصدق، صارت دعاءً، وإذا سُكبت من الحنين، صارت صلاةً. وأقول يا سيدة القلوب الراضية.. نسأل الله أن يربط على قلبك، ويجبر كسرك، ويجعل حزن قلبك رفعةً، وصبرك نورًا، وأن يُريك في كل ذكرى من والدتك ما يُبهج، وفي كل دعاء لها ما يُطمئن، اللهم اجعل هذا الفقد شاهدًا على محبتها، وهذا الصبر دليلًا على بِرِّها، واملأ قلبها سكينةً لا تنفد، ورضًا لا ينطفئ، وأجرًا لا ينقطع.

السيدة الجليلة ترثي والدتها: كانت جبلًا من الصبر مُتجردة من زُخرف الترف
السيدة الجليلة ترثي والدتها: كانت جبلًا من الصبر مُتجردة من زُخرف الترف

جريدة الرؤية

timeمنذ 3 أيام

  • جريدة الرؤية

السيدة الجليلة ترثي والدتها: كانت جبلًا من الصبر مُتجردة من زُخرف الترف

الرؤية- غرفة الأخبار نعت السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- والدتها السيدة خالصة بنت نصر بن يعرب البوسعيدي، التي وافتها المنية يوم الإثنين الماضي، وارتقت إلى "جوار بارئها في لحظةٍ امتزج فيها الفقد بالتسليم، والحزن بالرجاء، مستبشرة برحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء"، بحسب بيان رسمي صادر عن السيدة الجليلة- أبقاها الله. وجاء في بيان النعي: "كانت النية البيضاء التي يعلمها رب العباد، ومد يد العون، والخبايا الصالحة، ساعيةً للجود والإحسان، سعي من يرجو فضل الله تعالى، تفيض بعطاءٍ لا يُرى، وبدعوات لا تُسمع، وتتصل حيث يُرجى آثارها، ويُجزى عند الله سعيها". وتابع البيان مُعدِّدًا مآثر الفقيدة: "لقد عاشت في بساطة متجردة من زخرف الترف، كأن أيامها نُسجت من خيوط الفطرة الأولى. لم تعرف روحها التكلف؛ بل مضت بخطى وئيدة يسندها الرضا، عالمها صفاء يعانق الروح واستقرار ينبع من صميم الإنسانية الخالصة. نفسها تأنس إلى البساطة أنس الطيور إلى فضائها. ومضى البيان قائلًا: "كانت جبلًا من الصبر، وركنًا للثبات. لقد اختبرتها الحياة، فكانت الجواب الجميل في كل امتحان، والمثال الرفيع للصبر والجَلد. وفي مرضها الأخير، ظلت روحها كما عاهدناها: معطاءًة، مُطمئنة، متوشحةً بالصبر، قريرةً بالرضا، مؤمنة بما كتب الله، لا تئن ولا تشتكي؛ بل تُسلِّم وتحمد وتشكر". واختتم البيان بالقول: "أقفُ على أعتاب الدعاء، أطرق باب الكريم الذي لا يرد سائلًا، أتضرع إليه بعين الرجاء أن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وأن يفتح لها بابًا من نور لا يُغلق أبدًا، وأن يجعل كل يدٍ أعانتها، وكل معروف أسدته، وكل ابتلاءٍ مرت به، شاهدًا لها لا عليها، وسببًا لرفعة درجتها، وبلاغًا لمقامها عند رب رحيم، وأن ينزلها منزلًا مباركًا؛ حيث لا ألم ولا فقد، ولا فناء، دار القرار، ودار الأبرار، والمقام الآمن، الذي لا يعقبه فزع، ولا يليه وداع". اللهم اجعلها من صفوة أوليائك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، من السابقات إلى الخيرات، ومن الفائزات، المستبشرات بالرضوان. ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون، والحمدلله حمد الصابرين، الشاكرين المحتسبين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store