
وفاة الإعلامي السوري صبحي عطري بشكل مفاجئ
وفاة الإعلامي صبحي عطري بشكل مفاجئ.. الوسط الفني والإعلامي في حالة صدمة
أعلن موقع ET بالعربي، مساء اليوم، عن وفاة الإعلامي السوري صبحي عطري بشكل مفاجئ، في خبر شكّل صدمة لمحبيه وزملائه في الوسط الإعلامي.
ونعى فريق البرنامج ومجموعة كاريزما للإعلام زميلهم الراحل من خلال منشور عبر منصة "إنستغرام" جاء فيه:
"ننعي ببالغ الحزن والأسى زميلنا العزيز صبحي عطري.
نتقدّم من أهله وأصدقائه بأحر التعازي القلبية، رحم الله صبحي وألهمنا جميعًا الصبر والسلوان."
ويُعد عطري، المولود في مدينة حلب السورية، من الأسماء البارزة في مجال الإعلام والبرامج التلفزيونية، حيث امتدت مسيرته المهنية لأكثر من عقدين، عمل خلالها معدًا ومقدمًا في عدد من القنوات العربية الرائدة.
وكانت أبرز محطاته المهنية في مجموعة "إم بي سي"، حيث التحق بها عام 2014 واستمر حتى 2023، وقدم خلالها برنامج "تريندينغ"، كما عمل مراسلًا لبرنامج "ET بالعربي".
وفي إحدى مقابلاته الأخيرة، استعرض علاقاته المهنية والشخصية مع عدد من الفنانين العرب البارزين، من بينهم شيرين عبد الوهاب وأصالة، كما عبّر عن امتنانه للفنان كمال الشناوي الذي دعمه في بداياته الإعلامية عبر أول حوار صحفي أجراه معه.
وشملت مسيرة عطري المهنية العمل في قناة روتانا خليجية، حيث قدم النشرة الفنية الأسبوعية ضمن برنامج "سيدتي"، وعمل معدًا في برنامج "Fashion Time".
كما ساهم في عدة مؤسسات إعلامية أخرى مثل المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBCI)، وقناة DMTV، إلى جانب عمله كمنسق إعلامي في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، وكاتب في مجلات مرموقة مثل "مجلة دبي الثقافية".
وخلال مسيرته، قدّم عطري أكثر من 2500 ساعة تلفزيونية، وأجرى ما يزيد على 3000 مقابلة مع أبرز النجوم العرب والعالميين.
وفي عام 2017، أصدر كتابه "سفينة روح"، الذي عكس من خلاله رؤيته الثقافية والفكرية، مؤكدًا مكانته ليس فقط كإعلامي، بل كمثقف وكاتب مميز.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
النُباح الأخير" قصص لمفلح العدوان.. قصص المكان موزعة بين الآلهة والبشر
عمان – الدستور – عمر أبو الهيجاء قصص "النباح الأخير" لمفلح العدوان تجمع بين التاريخ والشعر واستلهام الوحي في الأديان السماوية. ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 128 صفحة من القطع المتوسط، ويضم 14 قصة تتنوع موضوعاتها، لكنها تتفق في بنيتها الأساسية، إذ يمزج فيها الكاتب السرد بالشعر، مستشهداً ببعض الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وبعض من تراث الديانات السماوية الأخرى. يبدأ مفلح العدوان كتابه بتنويه تنفكُّ رموزه شيئاً فشيئاً خلال قراءة قصص الكتاب؛ يقول فيه: "الذاكرة في طريقها إلى خزائن النسيان.. قصص المكان موزّعة بين الآلهة والبشر.. ولا شاهد عليها إلا ما تبقّى من نقوش الحَجَر!". تبدأ أولى قصص المجموعة بعنوان الكتاب "النباح الأخير"، والذي يستلهم قصة "قطمير"؛ كلب أهل الكهف، راوياً بعض أحداثها، مختتماً بفقرة يقول فيها مفلح العدوان: "خرج السبعة وثامنهم كلبهم، ثم وضعوا صخرة كبيرة على بوابة الكهف، ونزلوا بكل حريتهم يبحثون عن أناس مثلهم ناموا مرات عديدة، وبقوا ينتظرون الفرصة ليعودوا إلى الحياة مرة أخرى بلا رقيب يتعقَّبهم".! وفي قصة "مسيح عفرا" يؤنسن مفلح العدوان السنديانة (بطلة القصة) وصاحبة الحضور الأبرز فيها قائلاً: "أحسَّ بالسنديانة تريد معانقته، فانتبه لها أخيراً. تأمّلها، وناجاها: ستكونين تابوتي، أو صليبي، أعرف هذا، لكنك مني، تفهمينني أكثر منهم، وتعرفين أن من يَقطعك هو ليس من صُلبك، وأن من يُحرِّرك هو منك وإن اختلفت عقيدته.. أنت أقرب الجميع إليَّ، حتى عند مماتي. هزَّت أغصانها مُلَوِّحة له، وابتعد". وفي قصة "شهادة وفاة" نجد أنفسنا أمام لوحة مرسومة بالكلمات للبحر الميت، والذي من شدة ملوحته لا تعيش فيه أي كائنات بحرية، يقول مفلح العدوان: "غافلتني الحكاية.. كيف نسيتها من كَثرة ما زرت "البحر الميت"، فلم أستعِد تلك اللحظات الأولى لهذا المقام، وكأني أُعيد سرد ملحمة الموت الأولى، في مكان محدد، هنا؟ ياه.. كم نتحمل هنا من أوزار وجدناها أمامنا، ولا ذنب لنا في نواميس حُوَاة الجغرافية! أنظر عميقاً حيث فضّة البحر.. ترى ماذا يختفي تحته؟ ما اسمه قبل أن يكون ميتاً؟ أتذكر "سدوم"!! أعود إليها حين كانت قرية، ولم يكن، آنذاك، هواؤها ملحاً، ولم تكن الحياة مصادرة منها، وكان الصخب ملء المكان؛ أناس يتحرَّكون، وتجار يبتاعون ويشترون، وأسواق، وساحات، ومراعٍ، وبساتين". وفي القصة نفسها يتساءل الكاتب، مضفّراً الشعر في السرد، إذ يقول مفلح العدوان: "هل أودع التمثال الملحي، وأتركه وحيداً؟ كان وجهه ملتفتاً إلى الخلف، كأنه حائر بين الشوق لمكانه الذي تربَّى فيه، وعاش هناك أيام طفولته ولحظات شبابه، حيث الأهل والأقارب والجيران وكل من يعرفهم، حائر بين كل هؤلاء وبين الأمر الإلهي في أن من ينظر إلى الخلف فسيكون عقابه السكون والجمود. وصارت امرأة لوط تمثال ملح، بينما آوى زوجها وابنتاه في الكهف القريب، رغبة في الراحة، وتوقاً إلى النسيان!". ويعرِّج في القصة ذاتها على ذكر نبي الله لوط، وذلك الاختبار الصعب الذي تعرّض له، راسماً صوراً إبداعية تفتح الآفاق لتخيّل الأحداث وكأن القارئ يحياها من جديد، يقول مفلح العدوان: "ياه.. كم عانيت من الظلم يا لوط! أنت، حتى خروجك، واستراحتك هنا، مختلف عليها. لا أريد أن أرى ذاك الكهف.. كُلُّه شبهات، وشكوك. أحمل ما تبقى من وسواس يزنُّ في رأسي، وأتابع دربي إلى قرى "لوط"، إلى "البحر الميت"، والفصل صيف، والعرق ينزُّ كأنّ في الزيارة عقاباً، أو عتاباً، أو دعوة لتهجِّي أيِّ ظل قريب كي تكون الرؤية واضحة جلية. عميقاً أترك ملح المرأة وأمضي.. أبحث عن شهادة وفاة هذا البحر، فأراه مكشوفاً أمام عينيَّ، وأرى زواره يعيدونه سيرته الأولى صخباً، وطرباً، وتوقاً لزمن الصالحين قبل أن يفسدوا!". وفي قصة "العثماني" يستعرض المؤلف عدداً من الأحداث التاريخية التي طعَّمها بأسماء بعض الشخصيات، مثل سعيد بن خالد بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية الأموي العثماني الفديني، الذي يقول مفلح العدوان على لسانه: "جدِّي لم تقتله الفتنة، بل قتله الزمن الذي طعنه غدراً، بصمت أصحابه، وبِكَيد ذوي القربى. لم يسعفه أحد، وكان أحد المُبشّرين بالخير، فلماذا لم يلتفّ حوله المؤمنون بِصدق الكتاب؟! أين كانت "الحجاز" و"العراق" و"الشام"، حين قَطّعوا أصابعه، وهو يقرأ قَداسة الكلام، ثم مَزّقوه، كأنه ليس منهم؛ جدّي عثمان الأول الذي بات يَتَقمَّصني بدمه في هروبي الطويل هذا، ويتلبَّسني بِنسبي إليه، الذي وشمني به عنواناً طيلة سنوات عمري، فصرت أُنادَى بالعُثمانيّ. وأنا لا أريد تكرار مأساة نهايته، ولا أريد الصمت على جُور الذين قتلوا جدي؟! أين هي "الشام" الآن، وهم يحاصرونني؟". وفي قصة "المَجوس يَحرِقون البَازلت!" يطرح مفلح العدوان عدداً من التساؤلات على لسان شخصية تاريخية أخرى هي "مِيشَع بن كَموش مَلك مُؤاب الذيباني"، فيقول: "تَخبَّأت كل تلك السنوات بين هُدب التراب، وسُويداء الذاكرة.. فَمَن أشعل النار بجسدي؟ مَن سَرق بقايا رماد حروفي؟ النار.. النار.. تلك التي طهّرتني من الزمن الذي أنا مُقْبِلٌ عليه، فَتَكالبت عَلَيَّ بأيدٍ من ترابي، وَبِشُعلة من بني طِينتي، الذي منه بُعِثت مِسَلّة، واسمي مُتماهٍ مع ذات ميشع، ومَقرون حضوري بهذا المكان.. ذيبان"!" مَن أَشعل النار بي؟! مَن نَقل رُفاتي إلى بَلدٍ غَريبٍ، لا أرى فيه إلا غُرباء، هُم ليسوا مثلي؟ أنا المِسَلّة التي باركني الإله كَموش، وَحَفر الملك ميشع الحَرف عَليّ.. هذا آخر زمان..". وفي قصة "سبيل الحوريات" يبدأها الكاتب بعنوان فرعي "حالة عشق" يقول فيها: "أتأمَّل الرسم.. هذا حب من أول خط، وكأن للون سحر النظرة العذراء! متى كان هذا؟! مَرَّة حين تَجَشَّمت عَناء المَسير وَحيداً بين سقف السيل ودرج فرعون مروراً بسبيل الحوريات وسط البلد؛ مدينتي عَمّان، وَمَرَّة أخرى عندما قرأت أن الصبايا كُنّ يَلهَثن فِتنة وَيَزدَدن حُسناً ما إن يَدخُلن رُخام السَّبيل فتلتحم أجسادهن رسماً على حُلم المكان. أُراوغ النبض.. أتملَّى نُقوش الفتنة هناك. لم يَكُنَّ بلا أرواح، وكأن أُنثاي التي أعشق هي إحداهنّ، وهذه تجربتي الأولى في وَلَهٍ أسميه تَوقاً، وينعتونه استلاباً وأسراً.. تلك أنثاي، وهذا حُب، لا حبر على ورق!". وفي القصة التي اختتمت بها المجموعة "المَوءودة الغريقة!" وكأن الكاتب قد اختار أن يتجول على حقب متتابعة من التاريخ، يبدأها بالتعريج على الكنعانيين، حتى يصل إلى صلاح الدين الأيوبي، فيقول مفلح العدوان: "من أنا الآن؟ بائس أنا حين لا أعي أنني حارس المدينة المُطارَد فيها، لأني ضميرها المُختبئ في جوف البحر. أغيب، وأعود مُتَجَسِّداً كل حين بِوجه من وجوه ماضيها.. ياه.. ما أنقى تلك اللحظة حين كنت أنفض رذاذ الماء من على جناحيّ، مُتأَمِّلاً البحر الأحمر الذي خبرته، والذي حين انتبه إلى حُلولي صار خاشعاً لمِهابة حُضوري، فتداعت في دواخلي خطواتي عندما خرجت من مجمع الآلهة الكنعاني، بعد أن انفضّ من حولي جَمع الآلهة الذين أرأسهم في قاعة اجتماعي بهم! ذَهبوا إلى كل الجهات، وتاقت ذاتي للراحة في مساحة أقتطعها لاسمي، وأباركها بحضوري.. أين أذهب في غيابي؟". ومن الجدير بالذكر أن مفلح العدوان، قاص وروائي وكاتب مسرح وسيناريو وصحفي وباحث، مواليد الأردن عام1966م، حاصل على بكالوريوس هندسة كيميائية من الجامعة الأردنية، عام 1990م. مؤسس ورئيس مختبر السرديات الأردني لعدة دورات، عمل مديرا لوحدة الشؤون الثقافية في الديوان الملكي الهاشمي-الأردن، ومديرا للمركز الثقافي الملكي في وزارة الثقافة الأردنية، وكاتباً في جريدة الرأي الأردنية. صدر له في القصة القصيرة سبع مجموعات قصصية هي: "الرحى"، الدواج"، "موت عزرائيل"، "موت لا أعرف شعائره"، "شجرة فوق رأس"، "نحت آخر لتمثال المفكر/ مختارات قصصية"، "هب لي عيناً ثالثة". وله رواية واحدة عنوانها "العتبات" صدرت عام 2013م، وأصدر في البلدانيات والرحلة وأدب المكان العديد من الكتب: "عمان الذاكرة"، وثلاثة أجزاء من "موسوعة القرية الأردنية/ بوح القرى"، و"معان وقراها"، "سماء الفينيق/ رحلتي إلى فلسطين". وصدر له في المسرح والمونودراما "مسرحية عشيات حلم"، و"ظلال القرى وآدم وحيداً/ مسرحيتان"، "أربعة نصوص مسرحية: ظلال القرى/عشيات حلم/بلا عنوان/سجون"، "من قتل حمزة؟/ كتابة مشتركة"، "مرثية الوتر الخامس/ مونودراما". وكتب سيناريوهات الكثير من الأفلام الوثائقية، وأقام عدة معارض فوتوغرافية. كما فاز مفلح العدوان بالعديد من الجوائز العربية والعالمية.

الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
في أنفاس مكتومة لزياد أبو لبن... قصص حيرى بين الكبار والصغار
إبراهيم خليلزياد أبو لبن كاتبٌ، وناشط ثقافي متعدِّد الجوانب. فأول كتاب صدر له كان بعنوان المونولوج الداخلي في روايات نجيب محفوظ. وهو فيما أحسبُ، وأظنُّ، رسالة جامعية استحق عليها درجة الماجستير في اللغة والأدب. وقد نشر بعده غير قليل من الكتب التي تجمع بين النقد الأدبي، والتوثيق. ومنها كتابه الأطفال في قصص يوسف أبو رية رحمه الله. وله كتب ثلاثة بعنوانات متشابهة صدرت في سنة واحدة 2004 وهي بالترتيب: رؤى نقدية في القصة، ورؤى نقدية في الرواية، ورؤى نقدية في الشعر. علاوة على كتاب في قضايا النقد والأدب 2006 وما بين النقد والأدب 2007 ونقود أدبية 2011 ورؤية النص ودلالته 2019 وكشاف منشورات وزارة الثقافة من 1966 – 2013 وهذا العنوان يحتاج منه إعادة نظر؛ ذلك لأن وزارة الثقافة استحدثت في العام 1975 وأول وزير ثقافة هو المرحوم الشريف فواز شرف، فكيف وقع المؤلف في هذا الوهم؟ وكان الأولى به أن يقول في العنوان كشاف منشورات وزارة الثقافة ودائرة الثقافة والفنون .. التي كانت قبل عام 1975 تابعة لوزارة الإعلام. ومهما يكن من أمر، فإن هذا الذي وقع فيه من الأمور الشكلية التي لا خطأ فيها ولا زيغ. وقد أصدر في العام الحالي 2025 تتمة لهذا الكشاف يشمل الإصدارات من العام 2013 إلى أيامنا هذه.وفي مجال التوثيق جمع الكثير من الحوارات التي أجريت مع عدد من الكتاب في الأردن، وفي فلسطين. وقام بجمع مقالاتٍ، ودراساتٍ، لبعض النابهين في الأدب، وأعاد فيها النظر تنقيحا وتبويبا وأصدرها في كتب. وتوقف لدى الدراسات التي كتبت عن الشاعر عز الدين المناصرة عليه رحمة الله ونشرها في كتاب بعنوان « الحداثة الشعرية عند عز الدين المناصرة».وفي القصة نشر أبو لبن مجموعته الأولى، وهي بعنوان «الحَسَد» وهي للأطفال 2003 بعدها نشرمجموعة أخرى للأطفال بعنوان « وفاء الأصدقاء « 2009 ويبدو أنه سئم الكتابة للأطفال، فنشر بعد مجموعته هذيان ميت 2006 مجموعة أخرى أبي والشيخ 2007 وبينها وبين التي تلتها إحدى عشرة سنة « ذاتَ صباح « وأخيرًا نشر مجموعة مثيرة للجدل بعنوان أنفاس مكتومة 2024 في 74 صفحة تتضمن تسع عشرة قصة، وهذا يعني، أو ينم - فيما ينم عنه ويعنيه - أنها من القصص المكثفة جدًا.الكبار والصغار:ولكن، مع هذا القصر، يلاحظ القارئ أنها تخاطب الكبار، وتخاطب الأطفال معا. ففي القصة الأولى، وهي بعنوان « أنفاس مكتومة « يسلط الضوء على طفلين هما ابتسام وعمر. وهما شقيقان ويسلط الضوء أيضا على الأم التي تقوم بواجبها البيتي (فتحمم) الطفل عمر الذي بدا لشقيقته عاريا أو شبه عار تظهر عورته، وهو يلهو، ويتحرك ويدور في الحوش مثل نحلة تدهشها الزهور المنداة، فيما هي الأخرى تدور، وتلهو، ولا ترفع عينيها عن عمر، والأم تنهر الصبي تارة، وتنهر البنت تارة أخرى، فيما كانت أشعة الشمس تسقط على ذراعها البضّ الذي انحسرعنه الكم، وعلى الفخذين الذين انحسرت عنهما حواشي الثوب الذي ترتديه. وقد باعدت ركبتيها لتضع بينهما الطشت الذي سيستحم فيه الصبي.فجأة ينتقل بنا القاص، فإذا بابتسام كبيرة، ومراهقه، تفكربالحبّ، وصبي آخر يرمي إليها بوردة حمراء في إشارة غير مقصودة لعيد الفالانتاين: عيد الحب. وتخفي الوردة في جيب مريولها المدرسي. لكن الحكاية لم تقف عند هذا، فقد بقيت تتمنى رؤية الشاب الذي رمى لها بها كي تشكره بابتسامة فيها شيءٌ من العِشْق الذي يردّ الروح.أحسبُ أنَّ هذه القصة من النوع الممعن في البساطة، ولكنها بساطة بعيدة عن السذاجة، ولا تخلو من رؤية شبه نفسية لما يدور في نفوس الفتيان حين يبلغون ميعة الصبا، وسنّ الشباب، أو يكادون. بيد أن القارئ قد يَعْجَب أشدّ العجب لهذه السرعة في تطوير القصة، ونموّ الشخوص. فلو أن الكاتب أمْهَل كلا من ابتسام، والصبي التلميذ صاحب الوردة، الذي يذكرنا بحكاية فدوى طوقان، رحمها الله، بَعْض الوقت، وذكر فيما يذكره عنهما من تفاصيل تنم على ما يحسب في إطار النمو البيولوجي، وبلوغ سن الحلم، لكانت القصة أكثر إقناعًا، وأحرى بالقبول من لدُنِ القارئ، هذا عدا عن أن الإشارات الجنسية التي تخللت وصف السارد للأم، لا تتلاءَم، لا مع قصص الأطفال، ولا مع قصص الفتيان.رغبات محبطة:وفي القصة الثانية، وعنوانها في السرير، وهو عنوانٌ يتجاوب مع الرغبة في إضفاء طابع طفولي على الحكاية المكثفة فيها، يُقدم لنا الراوي شقيقين، هما: فؤاد وفادية. وكنا نتوقع أن يكونا فادي وفادية، على وزن عزيز وعزوزة، أو فل وفلة، أو فلفل وفلفلة، ولكن المؤلف يصرُّ إصرارًا شديدًا على مخالفة توقعاتنا. فالطفلان الشقيقان تنفجر لديهما الرغبة في ممارسة الجنس مبكرًا جدًا. وهذا قد يكون متوقعًا في بعض الأحيان، ومستبعدًا في أكثر الأحيان. فيتبادل الشقيقان القبل على النمط الذي سمعاه من ثقب الباب، وهما ينصتان لصوت القبل لدى الأبوين.قد يستغربُ القارئ هذه الحبكة استغرابا شديدًا، فيدفع به إلى القول: ما الذي يُحوج القاص لهذا التصور المخالف لطبيعة الأشياء؟ وقد يتعاظم هذا الاستغراب عندما يقرِّر الطفلان فادية وفؤاد تقليد الأبوين في ما يفعلان في السرير. وها هنا قد يقول القارئ: إن هذه القصة لا يسوغ أن تُقدم للأطفال، وهي أحرى بها أن تكون قصة للبالغين الراشدين، والمتزوجين، من أمهات وآباء ممن ينبغي عليهم أن يحذروا مبيت الأطفال من الجنسين معًا. إذ ينبغي الفصل بينهما في عُمْر مبكر. وهذا درسٌ في التربية الاجتماعية، والتنمية الخلقية، ما أحرى الناس باتباعة بدلا من استخدام العنف، والهراوة، التي تلاحق الأطفال في أزقة الحيِّ من ذويهم الغيورين.الإناثُ أولا:وقد ينجذب القارئ لهذه القصة ذات الحكاية الغريبة من حيث حرصُ المؤلف على تسليط الضوء على عالم الأطفال في أحياء، وأسر، تبدو لنا من أكثر الناس بساطة، وسذاجه، فهو يتوخّى فيما يكتبه الأحياء المُهمَّشة، والأسر المتواضعة، بعيدًا عن المجتمع المخملي، مما يفسح المجال لتساوق بيئة الحكاية – إذا جاز التعبير- مع الرغبات المُحبطة لدى الشخوص. وهذه الرغبة المحبطة تخيم على قصته الموسومة بعنوان دينا. واللافت للنظر أن معظم القصص في أنفاس مكتومة، إن لم نقل كلها، تطغى على الشخوص فيها أسماء الإناث: دينا، سعاد، ليلى، سارة، دلال، لبنى ، بيسان، نوران إلخ.. مما يوحي من طرف خفي بتحيزالراوي، ومن ورائه الكاتب، للأنثى. فهو يدافع عن حقها في الحب، وعن حريتها في أن تقيم علاقة بمن تشاء بعيدا عن تلصُّص الأم.فدينا ، وقد ضاقت عليها ملابس الطفولة، لا تفتأ الأم تراقبها، وهي ترنو لصبي في مثل عمرها ضاقت عليه ملابس الطفولة هو الآخر، يلقي إليها تارة بوردة حمراء، وطورًا يلوِّحُ لها بالقبلات من بعيد. ومن التركيز على الستائر المدلاة على النوافذ يتضح أن الحيِّ الذي تجري فيه العلاقة شبه المحظورة من الأحياء الشعبية التي تتلوى فيها الأزقة، ويغلب فيها الرمادي على ألوان الستائر. ويصعب على العشاق من المراهقين ضرب المواعيد، لذا يطول الانتظار بدينا، وتمضي الدقائق كأنها أيامٌ، لا ساعات، على وقع خطاها المضطربة.فيما يتضح من هذه القصة، كالتي قبلها، أن المؤلف يبالغ في الوصف تارة، وتارة يستخدم من التشبيهات ما هو شاذ. فمثلا يقول « أخذ جسدها يذوب في ملابسها كشمعة لامست شغاف الحياة « فالجزء الأخير من هذا التشبيه، أوالاستعارة، بكلمة أدق، لا يتسق مع الأول منه « كشمعة تذوب « فهي إما أنها تحترق، أو تلامس الحياة لديها شغاف القلب. وكنت قد قرأت فيما قرأته عن هذه المجموعة منشورًا في الصحف أن بيننا من يستحسن هذه اللغة السردية، مع أن جهابذة القصة، والرواية، لا يرون في مثل هذه التشبيهات، والكنايات، ضربة لا زم في السرد القصصي، فهو ُيكتبُ - عادة - بلغة تقترب من الدارجة التي توهم بمحاكاة الواقع. تعرُّفٌ وتوقع:وقد تجنب المؤلف في قصته الموسومة بعنوان ليلى ما كان قد دأب عليه واعتاده في استهلال القصص. ففي هذه القصة على غير العادة اجتذبه المكان، فوصف لنا البيت مؤلفا من غرفة واحدة لا أكثر. وليلى هذه تختلس النظر لأبيها وأمها في ركن الغرفة وهما يتعانقان في إيحاء معروف عما يفعلان تحت الأغطية. ولكن هذه الفتاة تصف نفسها بالمتلصِّصَة دون ذرَّةٍ من حياء. فهي تزعم « كنت أنظر من تحت اللحاف بطرف عيني على حركات أبي وأمي وهما يتدافعان بأنفاس متلاحقة « وهذا الاستهلال غريب لأن السارد أعلن صراحة عن تساؤلات في ذهن الصغيرة تتشابك على هيئة فروع الدالية التي تنتشر على معرش فوق حوش الدار. ولكن السارد بعد هذا الاستهلال الجريء يصف لنا بروية وتؤدة كيف أدركت هذه الفتاة (ليلى) سن البلوغ بالتركيز شيئا فشيئا على مفاتن الجسد، وفضائح المرآة، وإخفاء هذه الكنوز عن الأخت الأصغر، والبوح للصديقة حنان التي في مثل عمرها. فتقول لها: يعني ممكن تحلمي بشاب، وتحبينه، ويصبح زوجك فيما بعد. وتنجبين منه البنات والبنين.. وأخذنا نركض في ساحة المدرسة «.فالفتاتان: ليلى وحنان، تظنان أن الحياة بهذا اليسر، والزواج كوظيفة مدرسية يمكن للفتاة أن تقوم بها عن طريق النقل من دفتر واحدة أخرى. ولكن الفتاة التي رأت في المنام من يلامس النهدين سرعان ما تخلت عن هذه الطريقة في حلّ الوظائف، وشرعت تنتظر من النافذة لعل الذي رأته في منامها يطل من النافذة المقابلة، ولكن هيهات.في هذه القصة - مثلما يلاحظ القارئ - ثمة لحظة تعرف، وأخرى لحظة توقُّع، الأولى وهي تتحدث مباشرة عن الجسد وكنوزه، والثانية وهي تروي متاعب الشبابيك التي أتعبها الانتظار على رأي الشاعر البتيري في عنوان أحد الدواوين.المرآة هي السبب:والمؤلف، فيما يبدو لنا، حريص حرصا شديدا على اقتناص لحظة التعرف لدى الإناث، فكأنها قضية تؤرقه أكثر من غيرها. فالفكرة المستوحاة من حكاية سارة في القصة الموسومة بهذا العنوان هي فكرة التعرف. وذلك لأن تعرف الفتاة على بلوغ الجسد تلك الدرجة من الإثارة يتطلب ألا تلعب أو تلهو مع الأولاد، وان تمتنع حتى عن اللعب مع الصويحبات.ولكن المؤلف للأسف، وهو يروي شيئا عن هذا الحظر، يعزو السبب لشيء آخر غير العادات والتقاليد السائدة، وهذا السبب هو المرآة، فهو يختتم القصة بعبارة شديدة الأسر، قائلا» ورأت في مرآة خزانة ملابسها جسَدا متمرّدًا يخبئُ أنوثة مملوءة بالحكايات» فهذه العبارة الآسرة توجب تساؤلا؛ فالسارد أخبرنا أن الفتاة سارة اكتشفت للتو أنها أنثى، وهذا لا يتسق، ولا ينسجم، مع زعم الراوي تمرد الجسد، وامتلاءَهُ بالحكايات المخبأة، ولعله اراد بها حكايات الغرام والعشق، مع أن الفتاة(سارة) لم تتجاوز الخط الأحمر حتى هذه اللحظة. نعم، تعرفت على ما يكنه الجسد من إثارة لم تجد بعد طريقها للنفاذ، وإخفاء الحكايات المتمردة وغير المتمردة عن أنظار ومسامع العاذلين.وتكبر الأسئلة:ومن سارة إلى سعاد تكبر الأسئلة، وتغدو الإجابات عنها تحذيرًا من الذهاب إلى جهنم بلا حساب. فهي تسأل: لم لاينظر الله – سبحانه – لهذه الأسرة، مشفقا عليها لما تعانيه من الحاجة الماسة لشراء الملابس الجديدة، وتسديد فواتير الكهرباء. وعلى هذا النحو تعدد سعاد الاحتياجات الكثيرة من الطعام والكساء، وكأنّ الله لم يستجب لسعاد، ولا لدعواتها، ورسائلها المكتوبة، والشفوبة، فافتكر الأب – عامل النظافة – ولم يصبها اليأس. فكتبت رسالة، ووضعتها عند شاهدة القبر ظنا منها أنَّ الله سيطلع عليها، ويجيب دعوة الداعي إذا دعاه.وبالفعل، وعلى وَفْق التفكير الساذج الذي تتصف به سعاد، رأت فيما يرى النائم ملاكا يتأبط صرة مليئة بالملابس، وكيسًا ينطوي على وجبة من قطع الدجاج. وهذه القِصّة كالقصص التي سبق عنها الحديث: رغبات محبطة، وأسئلة محرجة، أو محيرة. والفارق هو أن القصص التي تقدم عنها الحديث كان الحب هو الرغبة، وها هنا شيء آخر، يضارع في ضرورته الحب إن لم يكن أكثر، وهو الطعام، والكساء، وحتى الحياة، والنور، والمطر.صفوة القول، وزبدة الحديث، أن لزياد أبو لبن، في هذه القصص التسعة عشر، غاية، وهي الإلحاح - ما أمكن - على ما تتوق له، وتتشهاهُ، الشخوص، وهم جميعا أطفال، وأكثرهم من الإناث، وقلما يجري التركيز على غيرهنّ. ولو قمنا بتتبع القصص الأخرى، لوقعنا في التكرار الذي لا نريده، والإطناب الذي نتجنبه، مقتصدين في القول، فلا نضيف له، أو نزيده.فالكاتب عبر بحسٍّ يَقظٍ عما تعانيه ليلى، وسعاد، ودينا، وفادية، وسارة، وابتسام، لكنه تجنب فؤادًا، وعمر، في موقف نظنه منحازًا عن غير قصد، أو تنكر للآخر لا يخلو من الإنكار والجَحْد.

الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
الفنان الأردني محمود سلطان يطلق «جينا ع الفرح جينا»
عمان أطلق الفنان محمود سلطان أغنيته الخاصة بالأفراح جينا عالفرح جينامن كلمات : خالد النمريولحن : فلكلوروتوزيع :خالد العليمكس وماستر : طوني قطانوتسجيل :ستديوهات المايسترووقام باخراج الكليب عبر الذكاء الاصطناعي : عمران ابو صهيونوقد أطلق السلطان الأغنية كاملة عبر قناته الخاصة على يوتيوب، وقد لاقت إعجابا كبيرا من محبي السلطانجينا عالفرح جينا ياعريس لاقيناهاي الليله خلينا نغني لا احلى عرسانوالنعم بلي طلب وجاها وعز النسبمبارك عليكوا العروس فنجان القهوة انشربعريسنا زين العرسان يافارس ياابن الفرسانالله من عنده ايهنيك بعروسك قمر الزمانطلي طلي بدلالك عروس ومتل القمرمافي والله بجمالك بالدنيا وكل البشرياهلا بقرايبنا ياهلا بنسايبناعلوا صوت الزغاريد لفرحت حبايبناجينا عالفرح جينا ياعريس لاقيناهاي الليله خلينا نغني لا احلى عرسانالله محيي اللي عطى والله محيي اللي طلبياريته الف مبروك وجاها وعز النسبهنوا العرسان الحلوين شمس وقمر مجتمعينقولوا قولوا ماشاء الله والف اسم الله ويخزي العينياهلا بقرايبنا وياهلا بنسايبناعلوا صوت الزغاريد لفرحة حبايبناجينا عالفرح جينا ياعريس لاقيناهاي الليله خلينا نغني لا احلى عرسانعروستنا ما أحلاها مافي والله بحلاهامزيونه وآية جمال سبحان اللي سواهاالليله احلى الليالي زفوا العريس الغاليمبارك ياشيخ الشباب ولآلي ياقمر لآليياهلا بقرايبنا وياهلا بنسايبنا علوا صوت الزغاريد لفرحة حبايبنا